top of page
Search
Writer's pictureIllidan Stormrage

الفطرة الحيوانية: خوارزميات التواصل و نقل المعلومات

Updated: Oct 27


The formation of a higher-level unit by integrating lower-level units will succeed only if the emerging organization acquires the appropriate technologies for passing information among its members.

Thomas D Seeley "The Wisdom of the Hive: The Social Physiology of Honey Bee Colonies" (1995)


يخبرنا توماس سيلى أحد أكبر الباحثين فى "تطور" النحل أن تكون المخلوق الفائق (التعاون المثالى) من الكائنات أعضاء المستعمرة لا يمكن أن ينجح الا اذا حصلت هذه الكائنات على "تكنولوجيا" التواصل و نقل المعلومات فيما بينها. طبعا هذه التكنولوجيا حصلت عليها بدون تصميم من وجهة نظره!!!


تحدثنا سابقا عن مقدار التعاون و التنسيق بين الحشرات الاجتماعية كالنمل و النحل الذى دفع الباحثين لاعتبارهم و كأنهم خلايا فى جسد واحد و لكن كيف يفعلون ذلك؟ تعتمد الكثير من الحشرات على افراز مواد كيميائية تسمى الفيرمونات تتعرف بها على أعضاء المستعمرة و الطائفة العمالية caste التى تنتمى اليها من غيرهم أو ترسل اشارة "للزملاء" لفعل أمر ما أو للتجهيز لظرف ما كاشارات خصوبة الملكة التى اذا انخفضت يبدأ تجهيز البدائل و قد أثبتت الأبحاث وجود "محتوى معلوماتى" فى الرسائل الفيرمونية حسب تركيز المادة فتركيزات مختلفة قد تقود الى استجابات مختلفة و أيضا حسب ما يصاحبها من مواد فى الخليط فيمكن للحشرة أن تفرز عددا من المواد الكيميائية المختلفة ثم تقوم بخلطها بنسب مختلفة لكى يكون كل خليط رسالة ذات معنى مختلف. بل و يمكن أيضا اكمال الرسالة باشارات جسدية فمثلا فيرمون الأثر الذى يتم استخدامه لتحديد الاتجاهات اذا صاحبه فيرمون/اشارة جسدية معينة فان المعنى يكون وجدت طعاما فسيتم استقطاب العمال لتتبع أثر الفيرمون لنقل الطعام و لكن اشارة أخرى معناها وجدت أعداءا هنا يتحرك الجنود خلف الأثر و اشارة ثالثة معناها وجدت موقع عش جديد مناسب و هنا يتحرك المستكشفون و لاحقا يبدأ حمل الصغار و اليرقات و هكذا. و فى المقابل تحتوى أجساد الحشرات على مجسات متعددة فى قرون الاستشعار و الفم و الأقدام و الأجنحة لتمييز المواد المختلفة فى كل مركب و التفرقة بين مستويات التركيز المختلفة و بالتالى ادراك "محتوى الرسالة" أو تعقب الأثر من التركيز الأقل الى الأعلى للوصول الى المصدر. بعد ادراك محتوى الرسالة لا يتم الاستجابة لها بشكل مباشر بل يتم عرضها على برنامج اتخاذ القرار المحكوم بما يسميه المبرمجون AND Gates و هى عمليات منطقية Boolean Logic تضمن عدم الانتقال من خطوة الى أخرى أو عمل الى اخر قبل استيفاء عدد من الشروط و اعطاء الأولويات بالشكل الصحيح (حسب أولوية العمل و ظروف المستعمرة و ربما عدد الأفراد الذين قابلهم الفرد يقومون بعمل معين و اشاراتهم...الخ)هو ما وصفه بعض الدارسين ب"عبقرية التخاطب الكيميائى".


تحتاج مثل هذه المنظومة الى وجود اليات افراز المواد الكيميائية المختلفة التى قد تصل الى العشرات من جهة و مجسات التقاطها من جهة أخرى و برنامج التخاطب الذى يحدد ما هو معنى كل خليط أى أنها تحتاج الى تعديلات متناسقة فى جينات متفرقة. من أجل تحسين التواصل و نقل المعلومات يمكن للنمل تغيير المواد الكيميائية و النسب فى الفيرمونات التى ينتجها لاعطاء تقييمات مختلفة لنفس الموضوع بعضها قد يكون ايجابيا أو سلبيا بشأن بعض مواقع الطعام المتاحة و بالتالى تساهم هذه الرسائل ذات المحتوى المعلوماتى المختلف فى ترتيب أولويات استغلال مواقع الطعام بل و يمكن أيضا تنويع المواد المستخدمة فى نفس الرسالة للتفرقة بين رسائل السلالات species بل و أحيانا المستعمرات المختلفة لتكون لكل واحدة "قناة اتصال/موجة/تردد" خاصة بها أى أن الرسائل ليست كيمياء ثابتة محفورة فى الجينات (و هذا معقد بما يكفى) بل معها برنامج استخدام


“geniuses of chemical communication”

Bert Holldobler and E. Wilson “The Super Organism: The beauty, elegance and strangeness of insect societies” (2008) : 179


Tristram D. Wyatt “Phermones and animal behavior: Chemical Signals and Signatures” (2014): 16, 23, 195


Bert Holldobler “The chemistry of social regulation: multicomponent signals in ant societies” PNAS 1995 Jan 3; 92(1): 19–22


E. D. Morgan, "Chemical words and phrases in the language of pheromones for foraging and recruitment” in T. Lewis, ed., “Insect Communication” pp. 169-194;


B. Hölldobler and N. F. Carlin, "Anonymity and specificity in the chemical communication signals of social insects," Journal of Comparative Physiology A 161(4): 567-581 (1987).


Tomer J. Czaczkes et al., "Trail Pheromones: An Integrative View of Their Role in Social Insect Colony Organization" Annual Review of Entomology (2015) Vol. 60:581-599


J. W. S. BRADSHAW, R. BAKER, P. E. HOWSE "Multicomponent alarm pheromones in the mandibular glands of major workers of the African weaver ant, Oecophylla longinoda" Physiological Entomology Volume4, Issue1:15-25


Bert Hölldobler et al., "Dufour gland secretion in the harvester ant genus Pogonomyrmex" CHEMOECOLOGY volume 14, pages101–106 (2004)


Diane Wagner et al., "Task-Related Differences in the Cuticular Hydrocarbon Composition of Harvester Ants, Pogonomyrmex barbatus" Journal of Chemical Ecology volume 24, pages2021–2037 (1998)


Michael J. Greene & Deborah M. Gordon "Cuticular hydrocarbons inform task decisions" Nature volume 423, page32 (2003)


بل و أحيانا تضاف مدخلات اضافية الى الخوارزمية الى جانب نوع الاشارة و قوتها مثل سياقها – مثلا فيرمونات الانذار تؤدى الى ردود فعل مختلفة حسب السياق ففى قلب العش تقود الى سلوك عدوانى هجومى بينما بعيدا عنه قد تقود الى الهروب و اشارات الاستدعاء أثناء قطع ورقة شجر تستدعى النمل الكبير المسئول عن القطع للمشاركة بينما بعد القطع تستدعى النمل الصغير الذى يشارك فى النقل


"Context Specific Response to Signals" in B. Hölldobler "Multimodal signals in ant communication" Journal of Comparative Physiology A volume 184, pages129–141


مثال اخر من اضافة السياق الى نوع الاشارة و مصدرها فى خوارزمية اتخاذ القرار هو العثور على أفراد من المستعمرة فى غير مكانهم الطبيعى. تفرز الشغالات موادا تعمل كبطاقة تعريف لتوضح للزملاء من أى نوع هى و ما عملها فاذا صادف فرد واحدة من الحاضنات المسئولات عن اليرقات فى العش فلن يفعل لها شيئا لكن ان صادفها خارج العش سيعيدها الى مكانها (الاشارة الصحيحة و رد الفعل الصحيح حسب السياق المكانى و طبعا ترتيب الأأولويات باعطاء أولوية لاعادة الحاضنة قبل اتمام ما كان يفعله العامل).


In the ant Camponotus vagus, when selected foragers that had been earlier removed from the foraging arena and brood-tenders that had been earlier removed from the nest were placed together in a foraging arena, most of the brood-tenders and only a few of the selected foragers were carried back to the nest by nonselected foragers.

دع ما تفعل فورا و أعد هذا الى مكانه (ترتيب الأولويات بالشكل الصحيح بناءا على اشارة التعريف)

Annie Bonavita-Cougourdan et al., "Functional subcaste discrimination (foragers and brood-tenders) in the ant Camponotus vagus scop.: polymorphism of cuticular hydrocarbon patterns" Journal of Chemical Ecology volume 19, pages1461–1477 (1993)


و نفس الأمر أيضا يحدث فى حالة اعادة اليرقات الى أماكنها و اعطاء هذا الأمر أولوية قصوى عند التقاط اشارة تعريف اليرقة فى غير مكانها و سياق وجودها الطبيعى. (ترتيبات و توليفات متكاملة من الاشارات و السلوكيات و الأولويات. هل كانت الكائنات تختبر أعدادا هائلة من هذه التوليفات بعشوائية الى أن تصل الى الخوارزمية الصحيحة أم أن الأوقع هو التصميم؟)


و لعل من أعاجيب وسائل التواصل و نقل المعلومات بين النمل هى الاستعراضات العسكرية و التى يتم استخدامها لايصال رسالة الى الطرف الاخر حول مدى قوة المستعمرة اذ عند حدوث تداخل بين مناطق نفوذ بعض المستعمرات يتم عمل "عروض عسكرية" تستعرض فيها كل مستعمرة قواتها أمام الأخرى خاصة الجنود و الأفراد كبيري الحجم بينما تقوم فرق خاصة من العمال الصغار بعمليات احصاء تحاول فيها قياس حجم جيش الخصم و قوته وبناءا على ذلك قد تتراجع احدى المستعمرات أمام الأخرى أو حتى فى حالات فارق القوة الكبير تقوم بسد مدخل العش مؤقتا خوفا من التعرض لغارة


"Communicating "resource holding potential" among colonies" in B. Hölldobler "Multimodal signals in ant communication" Journal of Comparative Physiology A volume 184, pages129–141 (1999)


Charles J. Lumsden and Bert Hölldobler "Ritualized combat and intercolony communication in ants" Journal of Theoretical Biology

Volume 100, Issue 1, 7 January 1983, Pages 81-98


BERT HÖLLDOBLER "Tournaments and Slavery in a Desert Ant" SCIENCE 28 May 1976 Vol 192, Issue 4242 pp. 912-914


Bert Hölldobler "Foraging and spatiotemporal territories in the honey ant Myrmecocystus mimicus wheeler (Hymenoptera: Formicidae)" Behavioral Ecology and Sociobiology volume 9, pages301–314 (1981)


من جديد خوارزمية عمل تعتمد على الاحصاء كما (عدد القوات) و كيفا (أحجام الجنود) و اتخاذ ردود الفعل المناسبة الى جانب السلوك الأولى للاستعراض العسكرى


و من محاسن الصدف و ابداعات أخطاء النسخ أن خصائص هذه الفيرمونات تكون ملائمة بشكل مريب لوظيفة بعينها فمثلا عندما تجد نحلة أنها سحبت اخر قطرة من رحيق زهرة ما فانها تضع علامة كيميائية على هذه الزهرة لانذار باقى الزملاء حتى لا يهدروا وقتهم هنا و لكن المصادفة اللطيفة هى أن هذه المادة تتبدد فى زمن مساو للزمن الذى تحتاجه الزهرة لاعادة انتاج الرحيق (شوف الصدف)!!!

Foragers that take the last drop of nectar mark the flower with a chemical empty" signal. The chemical signal fades about as quickly as it takes the flower to replenish the nectar store.

Jürgen Tautz "The Buzz about bees: Biology of a SuperOrganism" (2008) : p. 87


أما فيرمونات الحضانة فى النمل فهى أقوى مؤثر كيميائى فى ترتيب الاشارات مما يجعل العاملات يعطين الأولوية دائما للصغار لأن هذا هو مستقبل العش و لكن فى نفس الوقت هذا قد يؤثر سلبا على عمل العش بأكمله ان تركن جميعا أعمالهن و اندفعن الى هذه الوظيفة لذا فقد قامت أخطاء النسخ مشكورة بجعله مكون من مواد كيميائية ضعيفة التطاير قليلة الانتشار حتى لا يصل الا الى العاملات فى نطاق محدد و لا يعم العش كله فتفسد الأعمال الأخرى


Bert Holldobler and E. Wilson “The Super Organism: The beauty, elegance and strangeness of insect societies” (2008): p. 300 -301

و الاشارة الكيميائية التى تميز بيض الملكة عن غيره و تساعد "شرطة المستعمرة" فى تدمير أى بيض دخيل لأى فرد يخرج على النظام فمن مواد صعبة الانتقال جدا بحيث أن اخفاء البيض الدخيل وسط بيض الملكة لا يجعله يلتقط تلك الاشارة و بالتالى -و يا محاسن الصدف- تعمل تلك الاشارة الكيميائية كبطاقة تعريف غير قابلة للتزوير أو السرقة


Patrizia D'Ettorre et al., "Non-transferable signals on ant queen eggs" Naturwissenschaften 2006 Mar;93(3):136-40


طبعا أسهل ما على التطورى أن يحدثك عن مدى أهمية التكاثر فى التطور مما يجعل الانتخاب الطبيعى ي...لحظة واحدة! هل أصلا أثبت التطور أن هذا الفرمون (أو غيره) فعلا قد تطور بأخطاء نسخ؟ أو مستقبلاته؟ أو ادراك رسالته؟ ترى ماذا كان النمل يفعل قبل "ضبط" الهرمون الدقيق بهذا الشكل؟ يتكدس كله فوق الصغار حتى يموت جوعا أو يتركهم حتى يموتوا هم جوعا؟ أو ربما كان يسمح بدخول البيض الدخيل للأنانيين الذين يريدون التكاثر فينهار نظام التكاثر haplodiploid بأكمله(و الذى لم يشرح أحد بالتفصيل كيف تطور طفرة طفرة أصلا) و يحتاج الى أن يتطور من جديد. قصة فوق قصة فوق قصة و كلام انشائى مبهم كله بلا اثبات هذا هو ما ستسمعه هنا و فى كل سيناريو تطورى اخر.


و فيرمونات الحضانة فى النحل لا تعمل فقط بجذب الشغالات الى منطقة تخزين اليرقات للعناية بهن فقط و لكن أخطاء النسخ العبقرية أعطتها وظائف متعددة و يا للصدفة مرتبطة كلها بالعناية بالصغار فجعلتها مسئولة أيضا عن توفير الغذاء الذى تحتاجه اليرقات من حبوب لقاح و غذاء ملكات فهى تحفز غدد انتاج الغذاء لدى الحاضنات و تحفز سلوك جمع حبوب اللقاح لدى الباحثين عن الطعام كما تعطل أيضا عملية الانتقال من طور نمو الحاضنات الى طور نمو البحث عن الطعام – مجموعة من التأثيرات الفسيولوجية المختلفة المرتبطة بنفس الوظيفة تم جمعها معا بالصدفة طبعا و هى مثال على كيف تتحكم المستعمرة فى مراحل نمو أفرادها و هو ما ناقشنا أمثلة أخرى عليه سابقا


Tanya Pankiw, William L Rubink "Pollen Foraging Response to Brood Pheromone by Africanized and European Honey Bees (Apis mellifera L.)" Annals of the Entomological Society of America, Volume 95, Issue 6, 1 November 2002, Pages 761–767


Y Le Conte et al., "Primer effects of a brood pheromone on honeybee behavioural development." Proceedings of the Royal Society B, Biological Sciences, 22 January 2001 Volume 268Issue 1463


A Mohammedi et al., "Effect of a brood pheromone on honeybee hypopharyngeal glands" C R Acad Sci III, 1996 Sep;319(9):769-72.


و فيرمونات التجنيد (استنفار الاخرين لتعقب أثر ما) قصيرة المدى و المفعول حتى لا يتم استنفار عدد أكبر من اللازم ما لم يتم تكرار اطلاقها لكن فى المقابل فيرمونات الأثر ذاته أكثر ثباتا و أطول مفعولا لتسمح للشغالات باقتفاءها..الخ


تحدثنا فى مقال سابق عن"البرامج الملاحية" لتى تستخدمها الحشرات كالنحل للبحث عن الغذاء ثم العودة للخلية و لكن ما الذى يحدث بعد ذلك؟ ان النحلة لا تجد الغذاء فتتغذى ثم تعود الى الخلية لتواصل مهامها الأخرى بل تقوم خوارزمية التشغيل بتفعيل برنامج فرعى اخر لنقل المعلومة لباقى أفراد المجتمع ليعرفوا مصدر الغذاء و تعم الفائدة (لاحظ أنه وفقا لنظريات التطور و أطروحات الجينات الأنانية فان الكائن/حزمة الجينات الذى يستأثر لنفسه بالفائدة هو الذى يربح سباق الانتخاب الطبيعى فى النهاية). تقوم النحلة بما يسمى waggle dance و هى سلسلة حركات (يعتبرها البعض رقصة) تعتبر أغنى أسلوب تواصل بالمعلومات بعد اللغة البشرية و تستخدم لنقل بيانات تساعد باقى الأفراد فى الوصول الى الموقع المطلوب بل و تنسق بين ما يمكن تسميته المعلومة و المعلومة المضادة لتلقيم عملية اتخاذ القرار بأحدث البيانات كما سنوضح أدناه و طبعا المستشعرات و الجهاز العصبى مجهزان لهذا الغرض


Ajayrama Kumaraswamy et al., “Adaptations during maturation in an identified honey-bee interneuron responsive to waggle dance vibration signals” eNeuro 6, no. 5 (2019)


تتوجه النحلة الى منطقة خاصة من الخلية يرجح الباحثون أن النحل يعرفها بوضع فيرمونات و روائح خاصة تدل على أن هذه منطقة تبادل المعلومات و أحيانا تسمى ساحة الرقص. تبدأ النحلة بروتوكول نقل المعلومات بهز جسدها بمعدل 15 هزة فى الثانية و الحركة فى شكل يشبه علامة المالانهاية ∞ أو رقم 8 باللغة الانجليزية ثم تبدأ فى الحركة بحيث تكون زاوية حركتها بالنسبة لجدار الخلية الرأسى مساوية لزاوية موقع الطعام من موقع الشمس



و تشير أبحاث أخرى الى أن رسم الزاوية يتم نسبة الى اتجاه الجاذبية (مركز الأرض) و ليس مجرد جدار الخلية لتمكين الأفراد من حساب الاتجاهات نحو مواقع الطعام من أى موقع بعيد عن الخلية نسبة الى نقاط مرجعية متوافرة دائما (الشمس و الجاذبية) بدلا من العودة الى الخلية كل مرة كنقطة مرجع. هذا الأسلوب أفضل و أقوى و لكنه يحمل كلفة معلوماتية اضافية اذ يتطلب خطوات اضافية فى البرنامج العصبى للنحلة لتعويض تغير موضع الشمس المستمر فى السماء أثناء اليوم مما يتطلب أصلا علما بمعدل التغير(طبعا عثرت عليه أخطاء النسخ المبهرة بالصدفة)


when employing the sun compass in their dances, also adjust the angle of the straight run to compensate for the movement of the sun through the sky. They continue to do so accurately even after spending hours in the dark interior of the hive. Further, they can pinpoint the target when it is hidden by clouds, providing a patch of blue sky remains visible. The bees accomplish this remarkable feat by reading the pattern of the available polarized sky light.

Bert Holldobler and E. Wilson “The Super Organism: The beauty, elegance and strangeness of insect societies” (2008): p. 172


Bee keepers have found that if they reorient the honeycomb on which the bee is dancing, the undaunted bee will adapt its dance so that it still correctly communicates the proper direction to the food source. Sometimes the dancing scout bee will continue its dance for more than an hour, and over this time, the position of the sun has changed. In response, the bee will compensate for the sun’s movement across the sky by gradually adjusting the angle of its dance.

Richard F. Trump, Bees and Their Keepers, (Iowa State University Press, Ames, IA, 1987). p.80-81


Veronika Lambinet et al., "Does the Earth's Magnetic Field Serve as a Reference for Alignment of the Honeybee Waggle Dance?" PLOS ONW 9, no. 12 (2014)


يتم تكرار الحركة عدد من المرات و يكون عدد المرات مساو لعدد من وحدات المسافة (يختلف قياس وحدة المسافة من نوع من النحل الى اخر). يتغير وضع النحلة بين عدة حالات كحالة البحث عن راقص (مرسل معلومات) ان لم يكن لديها ما تضيفه أو بدء الرقص (ارسال الاشارات بنفسها) ان كان لديها معلومات أو بين حالات الراحة و تلقى معلومة و تفعيل معلومة و الخروج للبحث أو بين حالات اتباع طريق/تقييم النجاح و الفشل/اضافة معلومة تنظيمية للعملية وفق خوارزمية عمل محددة و الانتقال من حالة الى أخرى منظم بتحقق شروط معينة فى عملية منظمة بدقة فهناك عدة نقاط اتخاذ قرار منظمة و مضبوطة فى مخ النحلة لتحدد ما الذى يتفعله الان هل ستشارك أم ستشاهد أم سترتاح؟ و ان شاركت هل ستعطى معلومات موقع جديد أو تحدث معلومات موقع قديم؟...الخ و أى شخص تعمق فى مجال تصميم البرمجيات يدرك جيدا دلالة الشكل أدناه و الذى نمر على مثله كثيرا فى أعمال تصميم النظم و تدفق العمل التى يقوم بها مهندسون و مبرمجون و مع ذلك عندما نكتشف أن مثله يحكم سلوك كائن حى ننسبه الى الطبيعة و أخطاء النسخ



Ryuichi Okada et al., "Error in the Honeybee Waggle Dance Improves Foraging Flexibility" Scientific Reports volume 4, Article number: 4175 (2014)

أى أن النحل لا يكتفى فقط باتباع برنامج العمل بل يقوم بمتابعته و تحديثه باضافة معلومات تنظيمية جديدة لعملية اتخاذ القرار. كيف؟ عن طريق اشارات جديدة اضافية ذات معنى تنظم الرقصة فمثلا عند ازدحام أو نضوب مورد ما أو ظهور أخطار حوله (كائنات معادية/منافسين) يبدأ النحل العائد من الرحلة فى اعطاء "اشارة توقف" (عن طريق الاصطدام بالراقص أو اطلاق صوت قصير) عند التقاط من يواصل تمرير بيانات هذا الموقع و بناءا على عدد اشارات التوقف مقارنة بعدد اشارات الاستمرار يتمكن "الوعى الجمعى" للخلية من الجمع بين المعلومة و المعلومة المضادة للوصول الى قرار الاستمرار فى تعميم معلومات هذا الموقع أم لا. أما عندما تكون المشكلة فى الخلية و ليست فى مورد الغذاء كوجود عدد قليل من النحل المستقبل receiver bees الذى يأخذ الحمولة و يخزنها أو امتلاء المخازن فيتم استخدام اشارة أخرى تدعى tremble dance لتوصيل المعلومة المختلفة عن موضع المشكلة ليتحرك المستقبلون أو حتى البناءون.





Parry M. Kietzman and P. Kirk Visscher "The anti-waggle dance: use of the stop signal as negative feedback" Frontiers in Ecology and Evolution, Behavioral and Evolutionary Ecology (2015)


لاحظ من جديد عدد الأجزاء/الاشارات التى يجب أن تنتجها أخطاء النسخ و تجعلها متناسقة و متكاملة لاحداث المعنى الكلى الصحيح و ليس أى معنى اخر و تبرمج الجهاز العصبى للنحلة بالتوازى مع ذلك على القيام بها فى الظرف الصحيح و ليس أى ظرف اخر و فى المقابل تنفيذ رد الفعل الصحيح عند تلقيها من الزملاء و ليس أى رد فعل اخر (و طبعا رد الفعل الصحيح هذا فى حد ذاته قد يكون سلوك مركب هو الاخر كالبناء لتوسعة مخازن الطعام عند انخفاض سرعة "انزال الحمولة" من النحل العائد للخلية بسبب امتلاء المخازن) و قس هذا على الكمية الهائلة من الاشارات الخاطئة أو غير ذات المعنى أو التى لا تتكامل معا لتعطى نتيجة وظيفية مفيدة بأن لا تتم فى الظرف الصحيح أو لا يفهمها المتلقى بالشكل المطلوب فيفعل شيئا اخر أو لا يفهمها أصلا و التى كان على أخطاء النسخ اختبارها للوصول الى هذه المنظومة. تذكر أيضا أن أى منظومة تواصل قيمتها صفر ما لم يحصل عليها عدد معتبر من الأفراد بحيث يمكنهم التواصل معا لانجاز العمل فنشأتها فى فرد أو عدد محدود من الأفراد بلا قيمة و الأدهى أنه فى حالة الحشرات الاجتماعية التى يسمح فيها فقط للملكة بالتكاثر فان طفراتنا السعيدة (ان كانت موجودة أصلا) يجب أن تحدث فى طبقة الأفراد المتكاثرين دونا عن غيرهم حتى يتم توريثها مما يقلل بشدة من الموارد الاحتمالية للتطور. طبعا كل هذا الى جانب أن أحدا لا يعرف أصلا ما هو طريق الطفرات النافعة القادر على انجاز شئ كهذا أو غيره من أنظمة التواصل الأخرى و لتعويض ذلك فقد لجأ التطوريون الى أسلوبهم المفضل: رسم أسهم بين الأشياء المتشابهة دون أى توضيح هل يمكن فعلا ربطها بطريق طفرات نافعة محتمل الحدوث أم لا أو بعبارة عالم السلوك الحيوانى الشهير كارل فون فريتش "ان رقصة النحل لم تسقط عليهم من السماء" ( من يدرى؟ لعلها فعلت)


مثلا وجد الباحثون أن سلالات النحل التى تعيش فى مستعمرات محدودة و لا تتوسع عملياتها عبر مساحات كبيرة بل تعمل بالقرب من عشها تستخدم أسلوب أبسط لنقل المعلومات بمجرد الاشارة المباشرة لاتجاه الطعام كونه قريب من الخلية و طبعا وجود عمليات نقل معلومات أبسط كان مصدرا للفرح و البهجة للتطوريين اذ بدأوا ممارسة هوايتهم المفضلة فى "رسم الأسهم" من الأبسط الى الأعقد كمن يرسم سهما بين نظام اتصالات لتغطية مسافات عادية باستخدام أبراج تقوية البث و اخر لمسافات بعيدة باستخدام الأقمار الصناعية مؤكدا أن الثانى نشأ من الأول بسبب أخطاء فى النسخ لمجرد أن هناك نسخة أبسط من نسخة...لابد أن هندسة الاتصالات ذاتها قد نشأت أثناء أخطاء النسخ فرع اخر من فروع الهندسة كذلك. يخبرنا بيرت و ويلسون اثنان من أكبر الباحثين فى مجال الحشرات الاجتماعية فى كتابهما "جمال و أناقة و غرابة مجتمعات الحشرات" ص 178 أن الية نقل المعلومات هذه قد تطورت من حركات بسيطة سابقة عندما بدأ الأسلاف فى البحث عن الطعام بعيدا عن الخلية فلم تعد الاشارات الكيميائية مجدية عبر هذه المسافة فتطور هذا "التقدم/الفتح التكنولوجى" على حد تعبيرهما ليمكن النحل من استغلال الموارد البعيدة عن خليته.


progenitors foraged well away from their nests, rendering recruitment and orientation by chemical signals less and less efficient. In response, the waggle dance evolved as a 'technological breakthrough" that allowed rapid and accurate exploitation of food resources and new nest sites over what constitutes tremendous distances proportionate to the size of the bees.


هكذا و بمنتهى البساطة تستمر عقلية "لأنها مفيدة صنعها الانتخاب الطبيعى" و "لأن الأبسط موجود اذن فقد تحول الى الأعقد بأخطاء نسخ" دون أى تفسير لكيف تتحول اشارات بسيطة الى شفرة حركية معقدة الا على غرار رتشارد دوكنز و هو يقلد أصوات القردة و يزعم ان اللغة تطورت منها دون أى تفسير حقيقى لكيف تحولت أصوات مبهمة أقصى ما تستطيع حمله و التعبير عنه هو معانى مجملة مثل “خطر/طعام...الخ” الى عملية تكوين كلمات و مصطلحات و لغات و جمل و تعابير مركبة فى ظل بيئة لا يحتاج البقاء فيها الى كل هذا و فى ظل غياب تام لسلسلة الطفرات المفيدة المطلوبة...ماذا؟ لا يكفيك السهم الذى رسمناه؟ تسأل عن التفاصيل و كيف حدث ذلك؟...ملايين السنين.


المسألة مع الأسف هى ذاتها ما يحدث فى كل مجال يتم حشر نظرية التطور فيه لأسباب فلسفية و ليست علمية ثم يتم تأويل البيانات و اختراع القصص على مقاس النظرية و متطلباتها ثم اعتبار هذه القصص تفسيرات علمية بل و حقائق ان أردت. طالما بدأت بفرضيات تأسيسية خاطئة مثل أن "لاشئ فى البيولوجيا يمكن فهمه الا فى ضوء التطور" و أن التشابهات دليل على السلف المشترك و أن القدرة على تصنيف الأشياء على هيئة شجرة دليل على التطور و أن قدرات الانتخاب الطبيعى ضخمة بما يكفى فستقوم بتفسير كل ما أمامك فى ضوء التطور مهما كان التفسير سخيفا و هو عين ما فعلته النظرية حتى فى مجال التواصل فتم اعادة تعريف مفهوم التواصل تطوريا من "اشارت نقل معلومات" الى "اشارات صنعها الانتخاب الطبيعى لنقل المعلومات"


Signal are information bearing actions or structures that have been shaped by natural selection

J E Lloyd "Bioluminescence and Communication in Insects" Annual Review of Entomology Vol. 28:131-160 (January 1983)


هكذا تتم عمليات النصب التى تمارسها نظرية التطور على الناس لايهامهم أنها حقيقة علمية: بتبديل تعريفات الأشياء. و هذا هو عين ما عابه بعض فلاسفة العلم على نظرية التطور قائلين: ان ادخال التفسير فى قلب التعريف يعبر عن عقيدة و ليس فرضية علمية. ان عدم القدرة على التفرقة بين التفسير و بين الظاهرة المراد تفسيرها عبارة عن دوغمائية لا مكان لها فى العلم


By making our explanation into the definition of the condition to be explained, we express not scientific hypothesis but belief. We are so convinced that our explanation is true that we no longer see any need to distinguish it from the situation we were trying to explain. Dogmatic endeavors of this kind must eventually leave the realm of science.

Ronald H. Brady, “On the independence of systematics,” Cladistics 1 (1985): 113–126.


لكن كما نعلم جميعا فلأن نظرية التطور لا يمكن أن تستمر بدون هذه الألاعيب فقد تم قبول هذه الحيل الكلامية فى الأدبيات العلمية و بمجرد تعديل التعريف تطوريا تبدأ صياغة كل شئ تطوريا و كأن هذا هو "التصرف العلمى".


معضلة توزيع الصفات:

أليس الأوقع ببساطة هو أن كل طائفة أو مجموعة تستخدم الاليات المناسبة لنمط حياتها و بيئتها فالانسان الذى يستخدم الهاتف لمكالمة اقاربه البعيدين لم يتطور من الانسان الذى ينادى قريبه بصوته لأنه فى الغرفة المجاورة. يدعم هذا أن الكاتبان أشارا لاحقا عندما انتقلا الى الحديث عن النمل الى اكتشاف سلالات تنتمى الى تصنيفات من النمل تعتبر بدائية أقرب الى أسلاف النمل المفترضة التى لا تستخدم أساليب التخاطب الكيميائى المعقدة و مع ذلك فقد "طورت" هذه السلالات المنتمية الى تصنيف بدائى اليات التخاطب المعقدة لأنها تتبع أسلوب حياة معقد (و طورتها بشكل مستقل أى بدون سلف مشترك موحد اجتمعت فيه هذه الاليات) و فى المقابل سلالات تنتمى الى التصنيفات الأكثر تطورا الممتلكة للايات المعقدة لا تمتلك هذه الاليات (خسرتها بلغة التطور) لأنها تعيش نمط حياة بسيط.


Among ant species that are phylogenetically more basal (primitive), many species have no need of recruitment or trails because the workers are solitary huntresses and scavengers. A few, however, especially those that conduct hunting expeditions in groups and have adopted army ant lifestyles, have evolved such communication methods to a high degree of sophistication. These offshoot clades have emerged independently within the subfamilies Amblyoponinae, Leptanillinae, Poncrinae, and Cerapachyinae...In a class by itself is the subfamily Leptanillinae, possibly the most basal extant group of ants and yet paradoxically one of the most specialized and unusual in many anatomical and behavioral traits...This mode of communication is also uncommon in Amblyoponinae and Ponerinae, a large majority of which are solitary predators and scavengers. A few species within these two subfamilies have acquired such pheromonal systems to facilitate group predation.

In the highly successful "crown" subfamilies Dolichoderinae, Formicinae, and Myrmicinae, recruitment trail communication is the rule...In a few clades, the need for recruitment has been lost. For example, the far-ranging workers of the desert-dwelling formicine Cataglyphis bicolor have no need for pheromone orientation and have lost it.

At the apparently most primitive levels is tandem running, exemplified in the recruitment system of Camponotus sericeus...the apex of the Camponotus evolutionary series, namely recruitment systems in species that appear to be analogous to the mass recruitment behavior exhibited by Fire ants (Solenopsis invicta) [Camponotus sericeiventris]

The larger the mature colony among ant species, the more reliance is placed on chemical signals as opposed to motor displays in the initiation of recruitment. Camponotus sericeus colonies are relatively small, limited to hundreds of ants, whereas colonies of Camponotus socius are quite large...but...each subset houses no more than several hundred ants. Camponotus sericeiventris colonies, on the other hand, comprise thousands of individuals. Other correlates of the recruitment system design are the nature of the food sources to which the species is adapted, including the size of the food units and their

degree of temporality and the seasonal nutritional needs of the colony.

Bert Holldobler and E. Wilson “The Super Organism: The beauty, elegance and strangeness of insect societies” (2008): p. 183, 187, 201, 241,245, 247, 249


انها نفس المشكلة الشائعة فى الأدبيات التطورية التى ناقشناها سابقا و هى كون الكثير من التصنيفات الشجرية تتضارب مع بعضها و مع الفرضيات التطورية و هذا هو عين ما نقوله دائما: وجود التعقيد و البساطة ليس لأن البساطة تتطور الى التعقيد (خاصة فى ظل غياب امكانية هذا أصلا) بل لأن هذه هى احتياجات الكائن وفقا لنمط حياته و ما يدعم وجهة نظرنا أكثر هو توزيع التعقيد و البساطة عبر شجرة التطور بشكل يخالف تنبؤات الشجرة ذاتها. طبعا الكاتبان نسبا هذا الى التطور المتقارب لمجرد أن نمط حياة هذه السلالات تطلب ذلك و لكن هذا هو عين المطلوب. السلالة ليست "بدائية" بالمفهوم التطورى أى سلف فقط هى تعيش نمط حياة لا يتطلب الأسلوب المعقد. المسألة بالكامل احتياج وظيفى و ليست سلف و خلف طبعا ما لم تكن بعض السلالات التى انتقلت الى مستعمرات أصغر أو اعتمدت على موارد أسهل قد خسرت قدراتها التى لا تستخدمها. و نفس الأمر ينطبق على أساليب انتشار السلالة و انشاء مستعمرات جديدة و تقسيمها بين "بدائى" (سلف) و متطور(طبعا هذا الى جانب أننا لا نقر لهم أصلا بالكرامات و القدرات الخارقة التى بنسبونها لاله فجوات التطور: الانتخاب الطبيعى و الذى يفترضون قدرته الخارقة على صناعة أى شئ مهما كان لمجرد أنه سيفيد الكائن و طبعا يفترضون أن هذا الشئ له خطوات لمجرد أن الانتخاب يحتاج الى ذلك و بدون أى اثبات حقيقى)


Predation as a way of life and small colony size in turn render other social traits simple and hence "primitive," Foraging tends to be solitary, recruitment and alarm elementary, worker subcastes few to none, workers prepared to reproduce on their own in the absence of the queen, and brood care relatively unorganized…

Variation in dispersal strategies is clearly due to ecological constraints. Alternative modes of colony reproduction within the species or even within a colony in a species such as Pachycondyla tridentata may serve different purposes: colony founding by dispersing queens is needed for long-range dispersal, to respond, for example, to unfavorable environmental conditions, whereas colony fission with gamergates or other wingless reproductives in to lead to local dispersal of the colony offspring, Changing ecological conditions may favor one or the other mode of colony propagation in ponerine ants in any given season. - Ibid p. 326, 366


و يتأكد أن توزيع السمات ليس تطورى عند الحديث عن ما يسمى معضلة بونيرين ponerine paradox و هى كون احدى عائلات (تحت عائلة subfamily للدقة) النمل شديدة الانتشار تضم سمات بدائية جدا سواءا تشريحيا أو سلوكيا فكيف اذن نافست من هم أكثر تطورا منها بنجاح شديد؟ بل و الأهم من ذلك أنها تضم هذه السمات جنبا الى جنب مع ما يعتبره التطوريون سمات متطورة تشريحيا و سلوكيا لدى العائلات التى نشأت لاحقا و بعضها مستعمراته يسودها التعاون التام (قمة الهرم التطورى فى هذه الحالة) و بعضها مستعمراته تنشب فيها الصراعات "البدائية" برغم كون كل هذه السلالات اخوة فى عائلة واحدة و مستوى تطورى متقارب

Many of these species are relatively primitive in terms of superorganismic structure, but with respect o interindividual interactions, they rival in complexity the most advanced nonhuman vertebrates, including primates…

Such ponerine societies with a single ergatoid queen provide excellent examples of group-level organization...Not the slightest evidence exists for hierarchical dominance structures among such workers. These ergatoid queen societies appear to have"overcome" intracolonial hierarchical friction and function as a fully annealed superorganism

Ibid 334, 381-382


و حتى نموذج الملكة البدائية الشبيهة بالشغالات ergatoid queen و التى كان يعول عليها كحلقة انتقالية نحو نموذج الملكة المتطورة أتت أبحاث أخرى لتثبت أنها ملكة متطورة كاملة برغم فقدانها للأجنحة و أنها على الأرجح ليست خطوة انتقالية بين الشغالات و الملكة بل انحدار من طبقة الملكات المتكاثرات خاصة فى حالات السلالات التى تعيش على الصيد الجماعى حيث لا يمكن للملكة أن تطير بمفردها لتؤسس مستعمرة بل يجب أن ترحل مع جزء من قوة صيد المستعمرة القديمة و هؤلاء لا يطيرون فيجب ارشادهم و توجيههم بريا


ergatoid queens should be defined as individuals that possess all the specialized attributes of the reproductive caste, despite their external resemblance to workers. Thus, the ergatoid queen IS not, as previously often assumed, an ergatogyne, a wingless female that is merely a morphological intermediate between workers and winged queens. Instead, it is a distinct queen caste that must have evolved from alate queens – Ibid p. 380-381

C. Peeters, "Monogyny and polygyny in ponerine ants with or without queens." in L. Keller ed. “Queen Number and Sociality in Inseets” (Oxford University Press, 1993), pp. 234-26


التفسير البدهى لكل ما سبق هو أن المسألة لا علاقة لها بسرديات التطور و المنافسة التى يصر التطوريون على حشرها قسرا فى كل تفسير بل ان النمل "البدائى" ليس بدائى لأنه سلف و ليس بدائى أصلا بل هو فقط متكيف مع بيئة لا تتطلب تعقيد كثير فى بعض الجوانب فمستعمرات بونيرين صغيرة الحجم و تعتمد على صيد الفرائس و يكفيها عدد قليل لقلة عدد الأفراد و هو ما تعترف به الأبحاث ..ببساطة هذا كائن حياته بسيطة لا تتطلب تعقيدا و فى الجوانب التى تطلبت تعقيدا امتلك السمة المطلوبة بجانب البدائية برغم تعارض ذلك مع التصنيف و الترتيب التطورى. لكن طبعا يجب أن تنسج نظرية التطور قصة طويلة عريضة لا دليل عليها مفادها أن البونيرين ليس نوعا واحدا من النمل بل أنواع كثيرة تطورت تقاربيا من فروع متعددة من شجرة تطور النمل و من كل فرع قاد الى عائلة متطورة كان هناك سلف تحول الى بونيرين أو شبيه بونيرين و سبقه فى السيطرة على البيئة!!!مهلا بقيت مشكلة واحدة: بعض سلالات عائلة البونيرين تمتلك صفات متقدمة!!! لا بأس: طورتها تقاربيا مع عائلات النمل المتقدمة الأخرى!!! طيب لماذا حدث كل هذا التطور أصلا خاصة فى العائلات الأخرى اذا كان البونيرين خط ناجح جدا و متنوع جدا؟ لأن النباتات تطورت من عاريات البذورgymnosperm الى كاسيات البذور angiosperm (و لا تسأل كيف طبعا) فتطور النمل معها تشاركيا coevolution (من جديد لا تسأل كيف) حتى يستغل هذا الحدث السعيد و يستفيد من المواد النباتية الجديدة. كل هذا العك حتى لا يعترفوا بأن البدائى ليس سلف و لكنه ببساطة لكون متطلباته الوظيفية بسيطة!!!


Ibid: 322 – 326, 330


و يؤكد هذا أكثر و أكثر أن أقدم أحافير النمل على الاطلاق تضم سمات تشريحية هجينة بين ما يعتبره التطوريون بدائى و ما يعتبرونه متطور

What may be the oldest certifiable European ant fossil is Gerontoformica cretacica,… evidently contains a mix of primitive ant traits (two-toothed mandible as in sphecomyrmines, clypeal denticles as in some primitive ponerines) and more advanced ant traits (well-developed, high petiolar node and long antennal scapes).

Ibid 318-319

و كالعادة يتم اللجوء الى التبرير التطورى الشهير-لابد أن كل هذه البيانات المتضاربة مع التطور سبببها ضعف السجل الأحفورى و بالتبعية عدم تسجيله لهذه "الملحمة التطورية"


The ecological history of the ants through geological time, culminating in the profusion of complexly social creatures around us today, must be regarded as one of the great epics of evolution. Its unfolding, however can still be seen only in fragments. Large gaps remain in the fossil record, especially across the critical period of major radiation that reached from the Late Cretaceous into the Paleogene.

Ibid p. 331


و هو التبرير الواهى الذى ناقشناه أكثر من مرة سابقا للسجل الأحفورى بشكل عام و اللافقاريات و الحشرات بشكل خاص و ان كنا نتفق مع هؤلاء العلماء فى أن صناعة هذه المخلوقات المذهلة ملحمة بالفعل كما سمياها و لكنها ليست ملحمة لأخطاء النسخ.


المصادر:

Eric Cassell "Animal Algorithms" (2021)

Bert Hölldobler and Edward O. Wilson "The Superorganism: The Beauty, Elegance, and Strangeness of Insect Societies" (2008)

Jürgen Tautz "The Buzz about Bees: Biology of a Superorganism" (2008)


ملحق: اتخاذ القرار الجماعى/الشورى فى النمل و النحل


فى حالات الرغبة فى وصول الى قرار جماعى موحد كحالات الهجرة و تأسيس مستعمرة جديدة فان النحل يتبع برنامج عمل يعتمد أيضا على الرقصة waggle التى ذكرناها سابقا و لكن بشكل مختلف. عند عودة الكشافة من رحلات البحث عن مواقع محتملة للخلية الجديدة يبدأ كل كشاف فى أداء الرقصة و لكن مدة الرقص و شدته و عدد مرات تكراره تكون موازية لمدى جودة الموقع و بالتالى فان المواقع منخفضة الجودة تتلقى مساحة عرض قليلة و الأفضل فالأفضل مساحات عرض أطول مما يسمح للأفراد بالتقييم (الجودة تعتمد على عوامل متعددة برمجتها أخطاء النسخ فى الجهاز العصبى للحشرة كالمساحة و حجم المدخل و الرطوبة...الخ). يصف الباحثون هذا الأسلوب بأنه مبرمج (من قبل أخطاء النسخ طبعا) لضمان عدم حدوث مواقف تنقسم فيها الجماعة و تعجز عن اتخاذ القرار كما أنه يضمن الوصول لأفضل قرار برغم الكلفة العالية لمعالجة المعلومات من عدة مصادر بتوزيع هذه الكلفة على أفراد الخلية الذين يتم تجنيدهم تباعا للرقصات الأطول و الأشد و الأكثر تكرارا فيتبنون نفس هذه المواقع و يزورونها و يعودون بتقييماتهم و يجندون أعداد أكبر و هكذا و الموقع الذى يصل الى حد أدنى quorum معين قبل غيره يبدأ كشافته فى اصدار اشارة الحسم/انتهاء التصويت لتحفيز الهجرة و هى العملة التى يشبهها أحد أكبر دارسى السلوك الحيوانى بأنها "الديمقراطية النحلية"


honeybees stake everything on a process that includes collective fact-finding, vigorous debate, and consensus building. In fact, as world-renowned animal behaviorist Thomas Seeley reveals, these incredible insects have much to teach us when it comes to collective wisdom and effective decision making.

Thomas D. Seeley "Honeybee Democracy" (October 10, 2010)


scout bees are programmed to gradually quit dancing and that this reduces the possibility of the decision-making process coming to a standstill with groups of unyielding dancers deadlocked over two or more sites. We point out that a swarm's overall strategy of decision making is a "weighted additive strategy." This strategy is the most accurate but also the most demanding in terms of information processing, because it takes account of all of the information relevant to a decision problem. Despite being composed of small-brained bees, swarms are able to use the weighted additive strategy by distributing among many bees both the task of evaluating the alternative sites and the task of identifying the best of these sites.

Thomas D. Seeley & Susannah C. Buhrman "Group decision making in swarms of honey bees" Behavioral Ecology and Sociobiology volume 45, pages19–31 (1999)


Thomas D. Seeley & Susannah C. Buhrman "Nest-site selection in honey bees: how well do swarms implement the "best-of-N" decision rule?" Behavioral Ecology and Sociobiology volume 49, pages416–427 (2001)


S. Camazine et al., "House-hunting by honey bee swarms: collective decisions and individual behaviors" Insectes Sociaux volume 46, pages348–360 (1999)


P. Kirk Visscher & Scott Camazine "Collective decisions and cognition in bees" Nature volume 397, page400 (1999)


Nigel R. Franks et al., "Information flow, opinion polling and collective intelligence in house–hunting social insects" Philosophical Transactions of the Royal Society B, Biological Sciences, Volume 357 Issue 1427, 29 November 2002



N. F. Britton et al., "Deciding on a new home: how do honeybees agree?" Proceedings of the Royal Society B, Biological Sciences, Volume 269 Issue 1498, 07 July 2002


لاحظ أن توزيع معالجة المعلومات distributed processing و التى تنسب لأخطاء النسخ و الانتخاب الطبيعى أيضا تقنية حاسب الى و من اللطائف هنا أن التطوريون يستميتون لاثبات أن خوارزمية العمل المبينة أعلاه هذه غير مصممة و تنشأ بالتنظيم الذاتى و تنبثق من مكوناتها...تماما كما تنبثق كل المعادلات الحسابية و الخوارزميات البرمجية من مكوناتها و تنشأ بالتنظيم الذاتى أو كما وصفتها بعض الدراسات: دوائر موصلة ببعضها – معالجة معلومات متزامنة – ذاكرة موزعة – طبقات لمعالجة المعلومات – تنظيم و تركيز على الأهم


interconnected subunits, parallel processing of information, a spatially distributed memory, layered processing of information, lateral inhibition, and mechanisms of focusing attention on critical stimuli

Kevin M. Passino et al., "Swarm cognition in honey bees" Behavioral Ecology and Sociobiology volume 62, pages401–414 (2008)


نعم كل خصائص أنظمة معالجة المعلومات و أجهزة الكمبيوتر هذه تنبثق من المكونات بالتنظيم الذاتى بلا تصميم و قد بدأ العلماء بالفعل فى استيحاء هذه الأساليب لبرمجة أسراب من الالات قادرة على اتخاذ قرارات جماعية و لكن-و يا للعجب-بالتصميم!


"Swarm of robots can make collective decisions by imitating bees" NewScientist (7 November 2023)


هناك عملية شبيهة فى النمل يقوم فيها الكشاف بتجنيد زملاء عن طريق حركات معينة أو ضربات على الرأس و قرون الاستشعار ليأتوا ليتفقدوا المكان tandem running و يكون معدل التجنيد مرتبط أيضا بجودة المكان حتى يتم الوصول الى كتلة حرجة فتنطلق اشارات الهجرة الجماعية و يبدأ حمل خزين الطعام و اليرقات و كسابقه لدى النحل فان هذا البرنامج القائم على مراكمة التقييمات و ربط معدل التجنيد بتقييم جودة الموقع يؤدى الى الوصول الى القرار الجماعى الأفضل حول أنسب مكان للعش الجديد و طبعا فى حالة أنواع النمل التى تحتاج الى مساكن معقدة كالنمل المزارع فان أطقم العمال تبدأ فى الحفر و البناء و نقل "الشتلات" قبل المرحلة الأخيرة التى تشهد انتقال الملكة تحت حراسة مشددة و عند اول بادرة خطر يقوم الحرس بسرعة بالتحرك لحماية الملكة و سحبها الى أقرب موقع امن (يصل الأمرأحيانا الى شق طرق و أنفاق مخصوصة و تأمينها من أعلى و من الجوانب بأجساد الحرس)



E. Mallon et al., "Individual and collective decision-making during nest site selection by the ant Leptothorax albipennis" Behavioral Ecology and Sociobiology volume 50, pages352–359 (2001)


Stephen C. Pratt et al., "Quorum sensing, recruitment, and collective decision-making during colony emigration by the ant Leptothorax albipennis" Behavioral Ecology and Sociobiology volume 52, pages117–127 (2002)


A. Dornhaus et al., "Ants move to improve: colonies of Leptothorax albipennis emigrate whenever they find a superior nest site" Animal Behaviour Volume 67, Issue 5, May 2004, Pages 959-963


Bert Holldobler and E. Wilson "The Super Organism: The beauty, elegance and strangeness of insect societies" (2008): p. 499



و طبعا قبل أن تسأل كيف نشأ كل هذا فالاجابة الدوغمائية السفيهة المعلبة جاهزة فى انتظرك - تماما كما نشأت كل البرمجيات و الحواسب الالية و عمليات التصويت و اتخاذ القرار التى يتم تشبيه هذه السلوكيات بها: أخطاء أثناء نسخ الحمض النووى/انتخاب طبيعى/ملايين السنين




134 views0 comments

Comments


Commenting has been turned off.
Post: Blog2_Post
bottom of page