top of page
Search
Writer's pictureIllidan Stormrage

تفنيد أركان الداروينية 3 : التنادد[التشابه أو التماثل] homologyكدليل ضد المذهب التطورى

Updated: Nov 5


By making our explanation [common ancestry] into the definition of the condition to be explained [homology], we express not scientific hypothesis but belief. We are so convinced that our explanation is true that we no longer see any need to distinguish it from the

situation we were trying to explain. Dogmatic endeavors of this kind must eventually leave the realm of science.

Ronald H. Brady, “On the independence of systematics,” Cladistics 1 (1985): 113–126.


عندما نضع تفسيرنا (السلف المشترك) كجزء من تعريف الظاهرة (التنادد) فاننا نعبر عن عقيدة لا عن فرضية علمية. اننا بهذا لا نفرق بين الظاهرة المراد تفسيرها و بين التفسير الذى نضعه نحن.


كلما أتيت لأى تطورى بأدلة على عقم الطفرات و الانتخاب الطبيعى و البيولوجيا النمائية EvoDevo و الوراثة فوق الجينية Epigenetics و التنظيم الذاتى للمادة و غيرها من الفرضيات اللانهائية يحيلك فورا الى خط الدفاع الأخير : التطور حقيقة حتى لو لم نعرف الاليات – هذه رسالة مسجلة (أحيانا يتم اضافة أنه حقيقة كالجاذبية أو دوران الأرض حول الشمس). حسنا لماذا هو حقيقة؟ تكون الاجابة عادة هى وجود التنادد و الترتيب الشجرى و بالتالى حدوث التطور على غرار الجاذبية و مدارات الكواكب حقيقة و لكن يمكن أن نختلف فى الياتها هل هى قوة بين الأجسام البعيدة كما قال نيوتن أم انحناء نسيج الزمكان كما قال أينشتاين أم مجالات كمومية أم شئ اخر...المشكلة هنا أن الجاذبية نفسها مرصودة بينما التطور استنتاج من التنادد و الأشجار فتطبيق نموذج الجاذبية عليه غير صحيح خاصة أننا ليست لدينا حالات لا تعمل فيها الجاذبية و لكن لدينا حالات لا يعمل فيها التنادد و الترتيب الشجرى يتم تجاوزها باعادة تسميتها (التطور المتقارب – تبادل الجينات...الخ)و عندها يتحول الأمر الى الجاذبية و الجاذبية التى تعمل بشكل مختلف و الجاذبية التى نسميها جاذبية و لكنها تسبب التنافر و الجاذبية التى لا تعمل مطلقا (و أهه كله جاذبية) و الخلاف فى الاليات و لكن هذا هو ليس نموذج الجاذبية كما نعلم لذا فالتشبيه غير صحيح لذلك فان التنادد و الأشجار عملية تصنيف محضة و ليست عملية تطور أو بعبارة أخرى التنادد/الوراثة من سلف مشترك ليست دليل و ليست أمر مرصود بل هى افتراض أو محاولة تفسير و بالتالى لا يمكن معاملتها كدليل حتى لو كانت-جدلا-هى التفسير الأفضل. لكن مع الأسف الشديد لا تتحلى نظرية التطور بالأمانة العلمية و دائما ما تمارس الخداع و النصب عن طريق تهريب فرضياتها فى قلب البيانات ليتوهم المتلقى أن فرضيات التطور جزء من البيانات و ليست مجرد اضافات من خارجها فى محاولة لتفسيرها: مثلا يخبرك أن التطورى أن علوم التشريح المقارن أو علوم الجينات أثبتت حقيقة التطور بينما الحقيقة أنها أثبتت حقيقة التشابه و اتى هو ليفترض ان التشابه تفسيره الأفضل هو التطور من سلف مشترك ثم بدا يخدع الناس رويدا رويدا ليضع تفسيره الشخصى "التطور" مكان الظاهرة المراد تفسيرها "التشابه" و بهذه الخدعة فجأة أصبحت علوم الجينات و التشريح تثبت التطور بعد أن كانت تثبت التشابه بأن قام بتمرير عقيدته الشخصية فى كون التشابه تفسيره التطور فى وسط البيانات و كأنها جزء منها فحذف كلمة تشابه و وضع تطور و هذه هى عين الخدعة التى نبه لها الفيلسوف فى الاقتباس أعلاه من دس التطوريين نظريتهم و معتقداتهم الشخصية وسط البيانات للايحاء بأنها حقيقة و جزء من البيانات


و لعل من الأمثلة العملية على ذلك الجملة العجيبة التى كان التطوريون يرددونها قديما "ان كنت لا تؤمن بالتطور فلا تأخذ مضادات حيوية" و التى كان أصلها حجة تطورية مفادها أننا نستخدم نظرية التطور لتحديد أى المضادات الحيوية تستهدف أى بكتيريا (لا نتحدث هنا عن مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية فهذه حجة أخرى) كان التطورى يقول أننا نعلم أن البكتيريا 1 تشترك مع البكتيريا 2 فى سلف مشترك لذا نعلم امكان استهدافهما بنفس المضاد لتشابههما و الحقيقة أن هذه خدعة كلامية لا أكثر. البكتيريا 1 و 2 يشتركان فى نفس المكون الذى يستهدفه المضاد الحيوى (انزيم معين مثلا أو مستقبل على جدار الخلية) لذا بداهة فان نفس المضاد سيستهدفهما لأن المكون المستهدف مشترك أما انحدارهما من سلف مشترك ففرضية تطورية تم حشرها فى الكلام لتتطفل على الأدلة و لو تم حذفها فلن يحدث فارق. النوعين من البكتيريا لديهما نفس المكون لذا نستهدفه بنفس المضاد بغض النظر عن تفسير اشتراكهما فى المكون سواءا كان سلف مشترك أو تطور متقارب أو تصميم مشترك (هندسة وراثية مثلا للنوعين) لذلك فانمحاولة التطوريين الدائمة الزعم بأن السلف المسترك حقيقة خدعة كلامية لتمريره مع التشابه بدلا من وضعه موضعه الحقيقى و هو كونه محاولة تفسيرية أو استنتاج لا أكثر...و لكن هل هى التفسير الأفضل فعلا؟ مع الأسف يتجاهل التطوريون كما هائلا من المشاكل و التضاربات و العجز التفسيرى فى التنادد و أشجار الحياة ناهيك طبعا عن المصادرة على البدائل ذات القوة التفسيرية الأكبر بمجرد اصدار أحكام مسبقة بأنها "دين" و ليست علم


توصف الأعضاء و الهياكل بأنها متناددة homologousعندما يمتلك مخلوقان مختلفان عضوين متشابهين هيكليا و وظيفيا و يعتقد التطوريون أن هذه الأعضاء نتجت عن تطور تباعدى من سلف مشترك فذراع الانسان و زعنفة الحوت وساق الكلب و طرف الخفاش الأمامى مرتبطين تطوريا. على النقيض فان الأعضاء المتجانسة تتوافق مع فكرة المصمم الذى يضع قوالب لتصميماته و يعيد استخدامها لأنها مناسبة لوظيفتها.


يستخدم التطوريون التنادد واسع النطاق بين الكائنات كدليل على أصل مشترك طرأت عليه تغيرات تدريجية فمثلا يقول أحدهم "لو نظرت الى سيارة كورفيت طراز 1953 و 1954 و 1955 فان الانحدار مع التعديل سيبدو واضحا" و الحقيقة أن مثل هذه الأمثلة فى الواقع تدعم التصميم اذ أن السيارات تحمل هذا التصميم العام الذى يميزها كسيارة لأنه بدا كمخطط ذهنى (فكرة) ثم تم اشتقاق التنوعات المشتركة منها و ليس لأنه كانت هناك سيارة سلف مشترك انحدرت منها باقى السيارات و نفس الأمر ينطبق على الكائنات الحية فمثلا قام بعض العلماء بدراسة نموذج عظام الأطراف الشهير الذى لا يمل التطوريون أبدا من الاستشهاد به و وجدوا أن هذا النموذج يتميز بأنه الأفضل للحركة من حيث الشكل الهندسى و ملاءمة مادة البناء (العظم) و الية النمو و المساحة المتاحة للطرف


Clearly, it limits the range of motion. There are obvious functional advantages to the one-to-two arrangement... R. D. K. Thomas and W. E. Reif, for example, have developed an idea they call “the skeleton space.”...there are only a limited number of ways that geometric shapes and growing materials (like bones) can go together and still work well.


In their view, it’s not “just history” or common descent that helps us understand why organisms have similar limbs. They claim that there are only a limited number of skeletal patterns because of the functional requirements of organisms. These are the limits imposed by geometry, and the characteristics of bones and the way they grow.


"The constraints of geometry, growth patterns and raw materials...constitute formal causes of skeletal design...these do explain the convergence of numerous lineages on general patterns and the relatively complete exploitation of design elements defined in the skeletal space"


Explore Evolution: The Arguments for and Against Neo-Darwinism – July 1, 2013 : 47-48


"Properties of materials, construction rules that determine patterns of development, and physical constraints exerted by the requirements of function suggest that organic structure must necessarily approach these recurrent elements of design...hat the physical constraints of life on land and in the air substantially limit the variety of skeletal structures suitable for life in these environments; and that overall the range of possible skeletal designs has been very fully exploited by living and extinct organisms...The organizational properties of animal skeletons suggest that their design elements are fixed point attractors, structures that we characterize as topological attractors that evolution cannot avoid."


R.D.K Thomas and W.E. Reif "The skeleton space: A finite set of organic designs" Evolution 47: 353


مثال اخر: ى احدى حلقات برنامج عالم الأعصاب و الطبيب الشهير أندرو هيوبرمان كان الحديث عن العمود الفقرى الذى طالما زعم التطوريون أنه من أدلة سوء التصميم و شرح العالم الضيف كيف أن شكل العمود الفقرى و الحلقات و ما بينها هو الشكل الأمثل للوظائف التى سيقوم بها للموازنة بين وظيفة حمل الثقل من جهة و وظيفة تسهيل الحركة من جهة أخرى و أنه لا يوجد تصميم أفضل no better architecture و سارع الى التأكيد على أن روعة هذا التصميم هى ما جعله "ضرورة تطورية"


طبعا لا يوجد شئ فى نظرية التطور اسمه ضرورة تطورية أصلا بل الأمر رهن بما تجلبه لك الطفرات حتى لو لم يكن مثاليا لكن انظر الى كيف أن تفسير كون العمود الفقرى بهذا الشكل هو الأنسب لوظيفته يغنينا عن التفسير بالسلف المشترك و التطور. طبعا هم كالعادة ينسبون العثور على التصميمات المناسبة للتطور و لكن ما يعنينا هنا هو سقوط حجة كون هذه التصميمات بلا غاية أو وظيفة أو فائدة و بالتالى التعامل معاها كمجرد أحداث طارئة فى تاريخ الحياة historical contingency لأن الواضح أنها هى التصميمات المناسبة. معنى هذا ببساطة أن هذه الأطراف ليست موجودة بهذا الشكل لأن الكائنات المختلفة ورثتها من كائن سلف طور أول طرف بلا هدف و لكن لأنها ببساطة هى التصميم المناسب كأى تصميم متعدد الوظائف تماما كما تحتوى أجهزة الكمبيوتر المكتبية و المحمولة و الهواتف الجوالة بل و بعض الأجهزة الكهربائية كبعض أنواع الثلاجات و الغسالات معالجات معلومات processors ليس لأن هناك سلف مشترك بمعالج معلومات بل لأن معالج المعلومات هو التصميم المناسب للوظيفة المطلوبة و يمكن تنويعه ليتكيف مع متطلبات الجهاز (و نعم هذا المثال سارى حتى اذا تم تطوير الات تنسخ نفسها/تتكاثر) فمثلا علق أحد مؤسسى علم الأحافير جورج كوفير و المعاصر لداروين عن القوائم الأمامية لذوات المخالب أن سبب وجودها وظيفى و ليس بسبب وراثتها من سلف مشترك لأن كونها تصطاد بقوائمها الأمامية يضع قيودا على شكل المخالب و قوتها و حركتها و بالتبعية توزيع العضلات و الأوتار الى جانب تشكيل العظام و المفاصل بما فيها الكتف لتسهيل لف تلك القوائم على الفريسة لامساكها أو للقيام بحركة الضرب من الجانب و طبعا الى جانب التفسير الوظيفى للقالب فان كل هذه التغيرات فى العظام و المفاصل و العضلات يجب أن تتزامن و لا يمكن أن تحدث خطوة خطوة


George Cavier "Revolutions of the surface of the globe" p. 60


و هذا دليل على أن الحضور "العلمى" لمفهوم الوظيفة و الغائية كان موجودا و ليس أنه كان مجرد حضور دينى حتى أزاحه داروين بالعلم كما يحلو للتطورييين أن يزعموا و لكن المشكلة الحقيقية أن داروين و من تبعه "أرادوا" ازالة الغائية و ليس أنهم "اكتشفوا" عدم وجودها و قد نقل مايكل دنتون و عدد اخر من العلماء نماذج من أمثلية الكثير من النظم البيولوجية لوظائفها و الضوابط و الشروط التى تعمل وفقها سواءا على مستوى الخلايا أو على مستوى الكائنات الكاملة أو حتى على مستوى السلوك مما يدعم فكرة أن هذه النظم موجودة فى هذه الأماكن بسبب ملاءمتها للوظائف فى اطار تصميم الكائنات المختلفة لا أنها موجودة لأنه ورثها من سلف مشترك مع اخرين و ما يؤكد هذا أكثر نشأة بعض العلوم الحديث كعلم المحاكاة الحيوية Biomimicry و الذى يتم فيه نقل تصميمات من الكائنات الحية الى ما يصنعه الانسان كمثال نقل تصميمات مفاصل و أطراف الكائنات الحية (التى زعم التطوريون أنها معيبة مما يدل على كونها حدث صدفوى فى التاريخ) الى الروبوتات و علم الأنظمة البيولوجية Systems Biology و الذى يتم فيه استخدام قواعد هندسية لدراسة الأنظمة البيولوجية و ستكون لنا ان شاء الله و قفات مطولة مع هذه العلوم و ذكر لأمثلة منها لاحقا...كل هذا يدل بوضوح على أن هذه التصميمات يتم تكرارها عبر الكائنات لأنها المناسبة و ليس لأنها موروثة من سلف مشترك.


لقد كان مفهوم التشابه الهيكلى [التنادد] بين الكائنات معروفا لعلماء التشريح قبل داروين و كانوا يسمونه "القوالب النموذجية" ideal archetypes أى أن المصمم استخدم نماذج التصميم المناسبة فى الكائنات المختلفة فكان التنادد دليل التصميم و لكن بعد انتشار أفكار داروين تم قراءة نفس الدليل و اعادة تفسيره بسلف مشترك تعرض لتغيرات طفيفة تدريجية بدلا من تفسير التصميم و كما يقول رتشار ملنر فى موسوعة التطور "قبل داروين كانت الهياكل المتماثلة توضع فى نفس المجموعات بناءا على خطة الهية متوهمة و تصميم متخيل لكن منذ داروين أصبحت تصنف وفقا للسلف المشترك" [ملحوظة هامة: يحتج بعض التطوريون بسؤال "هل يعقل أن الاله خدع الباحثين عن الحق بأن يضع لهم أدلة تضللهم و توحى لهم بالتطور؟" الحقيقة أن الوجود التاريخى لمفهوم القوالب النموذجية قبل داروين كدليل تصميم ثم تأويله لاحقا ليناسب طرح داروين بعد شيوع أفكاره رد تاريخى واقعى حاسم على هذا التشغيب] من المدهش أن الكثير من التطوريين الذين يستخدمون هذه الحجة العجيبة هم أنفسهم يعترفون فى سياق كلامهم بأن الأشياء "تبدو" مصممة ثم يطالبوننا بعدم تصديق أعيننا و تصديقهم هم و هم يقولون أن هذا الايحاء بالتصميم وهم


"Biologists must constantly keep in mind that what they see was not designed but rather evolved"

Francis Crick "What mad pursuit" (1988) : 138-139


"The illusion of purpose is si powerful that biologists themselves use the assumption of good design as a working tool"

Richard Dawkins "River out of Eden" (1995): p.98


"Biology is the study of complicated things that have the appearance of having been designed with a purpose"

Richard Dawkins "The blind watchmaker" p.1


"This appearance of purposefulness is pervading in nature, in the general structure of animals and plants, in the mechanisms of their various organs, and in the give and take of their relationships with each other. Accounting for this apparent purposefulness is a basic problem for any system of philosophy or of science"

George Gaylord Simpson "The problem of plan and purpose in Nature" Scientific Monthly June 1947 p.481


"So powerful is the illusion of design, it took humanity until the mid-19th century to realize that it is an illusion"

NewScientist Sept., 17 (2005): p. 33


اذن فباليمين يقولون لنا لو كان هناك خالق اذن فهو يحاول أن يخدعنا بالايحاء بالتطور و باليسار يقولون كل شئ يبدو مصمما و لكن لا تصدقوا أعينكم و صدقونا نحن!!! من الذى يخدع من الان يا كهنة التطور؟؟؟


لم يكن كبار علماء البيولوجيا و التشريح زمن داروين و قبله مصابون بالعمى و لا يدركون التشابهات و لاكانت فرضية انحدار الكائنات من بعضها البعض احتمالا غير معروف أحدثه داروين و مع ذلك لم يظن هؤلاء أن كون التشابهات بسبب سلف مشترك من عدمه تنفى التصميم فمن عالم التشريح رتشارد أوين Richard Owen الذى قام بعشرات عمليات التشريح للكائنات الحية و دراستها و من أشهرها تشريح عنق الزرافة و دراسة العصب الحائر الذى يستشهد به التطوريين كثيرا (و الذى لم يكن يمانع من التطور من حيث المبدأ) الى عالم النباتات ويليام هنرى هارفى William Henry Harvey الذى جمع و صنف مئات العينات (و كان من منتقدى داروين) الى كارل لينوسCarl Linnaeus مبتكر نظام التصنيف ذاته الى جورج كوفير Georges Cuvier مؤسس علم دراسة الأحافير و لويس أجاسيز Louis Agassiz أحد أشهر باحثى ذلك العصر فى تاريخ السلالات المنقرضة كل هؤلاء و غيرهم كثير كانوا على دراية ربما أكثر من داروين ذاته بتشابهات الكائنات بحكم اسهاماتهم العلمية و كانت بالنسبة لهم من لوازم التصميم و التصنيف لا بسبب انحدارهم من سلف مشترك


James larson "Reason and Experience: The Representation of Natural Order in the Work of Karl von Linne" 151


Agasssiz "Essay on classification"


Rieppel "Louis Agassiz (1807-1873) and the reality of natural groups" : 34


David Hull "Darwin and his critics" p.146 -149, 540


بل ان أوين و هو عملاق التشريح و أحد من أكثر من درسوا تشابهات الكائنات كان يرى نفس مثال تشابه أطراف الفقاريات (الذى صدع داروين و أتباعه رؤوس الكوكب كله بكونه دليل رهيب على السلف المشترك) دليل على عبقرية التصميم الذى يضع مخططا/نمطا أساسيا archetype مرنا بحيث يصلح لوظائف كثيرا متنوعة من ركض و طيران و سباحة و حرف


when this fitness is gained...by a structure which at the same time betokens harmonious concord with a common type, the prescient operations of the One Cause of all organization becomes strikingly manifested to our limited intelligence

Richard Owen, On the Nature of Limbs: A Discourse (February 9, 1849), ed. Ron Amundson (Chicago: University of Chicago Press, 2007), 38


و قد أشار جورج جايلورد سمبسون أحد مؤسسى التراكيبية الحديثة الى نفس المعنى عندما قال أن تحديد ما اذا كان عالما يؤمن بالتطور أم لا من خلالا النظر الى تصنيفه للكائنات أمر غير ممكن فى القرن التاسع عشر لأن نفس التصنيفات هى هى كانت تعتبر متماشية مع التطور او مع التصميم


George Gaylord Simpson "The principles of classification" Bulletin of the American Museum of Natural history, vol. 85 p. 4


ان الخدعة الكبرى التى قامت بها نظرية التطور باختطاف عملية التصنيف و الزعم أن التصنيف هو فى الواقع سلف مشترك و ليس مفهوم ذهنى توصيفى لم تكن قد تمت بعد لذا فقد كان أكابر علماء التشريح المقارن يرون التشابهات و لكنها تعنى بالنسبة لهم عملية تصنيف لا عملية تطور من سلف مشترك و يؤكد ارنست ماير أحد مؤسسى التراكيبية الحديثة على نفس الفكرة (باستثناء كونها خدعة طبعا) قائلا عن التصنيف "لم يكن هناك أى تغير تقريبا قبل داروين و بعده فى الطريقة عدا أن قالب التصميم archetype قد استبدل بالسلف المشترك"


Ernst Mayr et al., "Methods and principles of systematic zoology" p.41


ادراك هذه الحقائق التاريخية مهم جدا بسبب عملية تزييف التاريخ التى يقوم بها الكثير من التطورين اذ يدعون ان التشابهات لم تكن شيئا يتوقعه أنصار التصميم و كانت مفاحأة لهم و لكنها كانت من "تنبؤات" التطور و هذا الكلام ببساطة كذب لأنها كانت شيئا معروفا للجميع و عندما يستمر التطورى فى الكذب فسيضيف أن اكتشاف تشابهات الحمض النووى كان دليلا اضافيا على التطور لا يتوقعه أنصارر التصميم بينما أن من كان يتعامل مع التشابهات كقوالب تصميم على المستوى التشريحى كان سيتوقع نفس قوالب التصميم على المستوى الجزيئى فى الحمض النووى وطبعا نحن نعلم بعد أكثر من 50 عاما على كتابة هذا الكلام نتيجة الكارثة التى قاموا بها و التى أدت الى زيادة عدد الفرضيات المصاحبة لعملية التصنيف بشكل فلكى من تطور متقارب و سلالات شبحية و انتقال عبر المحيطات لكائنات برية و غيرها مما سيتم مناقشته من نظام التصنيف الهرمى


و لكن اذا كانت فكرة التطور سابقة على داروين و مع ذلك أقر كبار العاملين و الخبراء فى المجال بالتصميم فما الذى فعله داروين بالضبط؟ الذى فعله داروين هو أنه اقترح الالية التى تحول كائنا الى اخر من جهة و ركز على اسقاط فكرة التصميم من جهة أخرى. تمت مناقشة و ابطال ما استشهد به داروين و أتباعه القدماء و المعاصرين من هياكل بلا وظيفة أو توزيعات جغرافية أو امكانيات مزعومة لاليات التطور (التكيف فى الواقع) لتحويل كائن الى اخر فى مقالات أخرى و سنركز هنا على التشابه أو التنادد كدليل مستقل


لقد كان هدف داروين و نظرية التطور من بعده ايجاد تفسير مادى طبيعانى خالى من أى تدخل ذكى لوجود الكائنات الحية (يمكن مراجعة أمثلة على اعترافات علماء البيولوجيا التطورية على ذلك فى مقالة أيقونات التطور 11) و بما أن نشأة عضو جديد أو صفة جديدة أمر شديد الصعوبة و الندرة و حدث طارئ غير قابل للتكرار (بلغة نظرية التطور historical contingency / biological singularity أى شديد الندرة و هو فى الواقع مستحيل و ليس فقط شديد الصعوبة و الندرة) كان من المستحيل تخيل أن الأنواع المختلفة ستنشأ لها الأعضاء بشكل مستقل لذا و من أجل قصر تفسير الكائنات الحية على التفسيرات الطبيعية تم اختراع كائنات افترضية غير موجودة اسمها السلف المشترك لكذا و كذا. فمثلا تفترض النظرية أن هناك سلف مشترك للمفصليات و سلف مشترك للفقاريات و سلف مشترك للثدييات و هكذا؟ لماذا؟ ليس لأن هذا الكائن تم العثور عليه و لكن لأنه من الصعب جدا تفسير أن تصنع العمليات الطبيعية منظومة المشيمة مثلا أو الغدد الثديية أو الهيكل الفقارى أو الأطراف الخ للكثير من الكائنات لذا كان من الأوقع افتراض أنها صنعتها مرة واحدة فقط و من ثم ورثتها الكائنات التالية.


يظهر من هنا العوار الشديد فى استدلال التطوريين بالتشابه على السلف المشترك. ان التشابه يصبح دليل على السلف المشترك فقط اذا أردت أن تسلم أن الطبيعة و لا شئ غير الطبيعة هو ما ينتج الكائنات الحية و بالتبعية لا يصبح أمامك مهرب من استحالة تكرار انتاج الصفات المعقدة سوى السلف المشترك و هذا النمط من التفكير هو المؤسس و الداعم الأكبر لفكرة السلف المشترك من داروين و حتى اليوم فمثلا عندما أرادت احدى المجلات التطورية اثبات أن الدليل الاحصائى فى صف السلف المشترك ما كان منها الا أن قارنت توزيع الصفات و امكان انتاجها فى ظل السلف المشترك بامكان انتاجها و توزيعها عشوائيا فطبعا رجحت كفة السلف المشترك لكن بعد التسليم المسبق بأن الطبيعة و العشوائية هما الفاعل و ليس سواهما بل و الأدهى أنهم قاموا بتوزيع الصفات دون أى مراعاة للاحتياجات الوظيفية للكائنات و كأن التصميم يفترض أن الصفات متناثرة بغض النظر عن الوظائف


...finding that organisms share similarities, particularly similarities that would be very unlikely to arise independently, provides evidence in favor of CA...Most of the statistical tests we discuss are epistemologically asymmetric. They involve identifying a pattern that is expected under CA [common ancestry] and then quantifying the probability that the observed data could have arisen by chance under SA [separate ancestry].

David A. Baum et al., "Statistical evidence for common ancestry: Application to primates" International Journal of Organic Evolution (2016)


focusing on a set of ubiquitously conserved proteins that are proposed to be orthologous. Among a wide range of biological models involving the independent ancestry of major taxonomic groups, the model selection tests are found to overwhelmingly support UCA irrespective of the presence of horizontal gene transfer and symbiotic fusion events. These results provide powerful statistical evidence corroborating the monophyly of all known life. ..competing hypotheses, such as the probability of evolution from multiple, independent ancestors. ..are best described by a unified, common genetic relationship (that is, UCA) or by multiple groups of genetically unrelated taxa that arose independently and in parallel

To test this possibility, the analysis was expanded to include models that allow each protein to have a distinct, independent evolutionary history ..each tree in the model was allowed to have its own independent evolutionary model parameters

Douglas Theobald “A formal test of the theory of universal common ancestry” Nature volume 465, pages219–222 (2010)


أو بعبارة أخرى لقد قارنوا فرضيتهم التأسيسية أن التطور/الطبيعة هى التى صنعت كل الكائنات و لكن بطريقة السلف المشترك بنفس فرضيتهم مع تغيير الطريقة "التطور/الطبيعة هى التى صنعت كل الكائنات لكن بدون طريقة السلف المشترك" فوجدوا بداهة أن الأوقع هو نشأة كل صفة أقل عدد ممكن من المرات. و العجيب أن التطوريون أنفسهم يعترفون بمدى شيوع التطور المتقارب و هو انتاج سمات مورفولوجية أو جينية بدون سلف مشترك و لكن عندها تختفى كل تلك الأدلة الاحصائية على عدك امكان نشأة هذه الصفات بشكل مستقل و يتحول مؤشر اذاعة صوت التطور الى قناة "التطور ينتج حلولا متشابهة للمشكلات المتشابهة" و لا عزاء للاستحالة الاحصائية التى يتم استدعاءها عندما يروق لهم و نسيانها عندما يكون ذلك أنسب للنظرية!!! و بنفس المنطق الأعرج استدل جون ماينارد سميث أحد مؤسسى التراكيبية الحديثة على أن الديدان و الرخويات يجب أن يكون لها سلف مشترك لأن نمط الانقسام الجنينى لها من غير المرجح أن ينشأ أكثر من مرة


Smith, The Theory of Evolution pp. 265–266


و بنفس المنطق العبقرى مجددا يخبرنا أحد أكبر الدارسين لأصل الحياة أنه بسبب التعقيد الشديد للأنظمة الحيوية فاننا لا نفترض امكان نشأتها أكثر من مرة و لذلك فلابد انها كانت موجودة فى سلف مشترك


"Because biochemical systems comprise many intricately interlinked pieces, any particular full blown system can arise only once...since any complete biochemical system is far too elaborate to have evolved more than once in the history of life, it is safe to assume that microbes at the primal LCA cell line had the same traits that characterize all its present-day descendants"

J. William Schopf "When did life begin?" in "Life's Origin: The Beginnings of Biological Evolution" (2002) p.163


و عندما أراد شون كارول الاستدلال على السلف المشترك فى كتابه قال أنه من غير المحتمل أن تكون كل هذه الكائنات من فقاريات و مفصليات و رخويات...الخ قد طورت نفس الجين بالصدفة اذن لابد أنها ورثته من سلف مشترك


Since Pax-6 is involved in eye development in such a wide range of animals, it is very unlikely that each happened upon the use of Pax-6 by accident. The widespread role of Pax-6 in eye development must be due to historical reasons. That is, a common ancestor of these animals used Pax-6 in the development of some, perhaps very primitive eye.

Sean B. Carroll, The Making of the Fittest: DNA and the Ultimate Forensic Record of Evolution (2007) p.195-196


بهذا يصبح الحمض النووى دليل على السلف المشترك...بتثبيت الصدفة مع الانتخاب ثم حياكة البيانات حولهما...بعبارة أخرى هم يستخدمون الالحاد كدليل على التطور و السلف المشترك ثم يستخدمون التطور و السلف المشترك كدليل على الالحاد (الصدفة مع الانتخاب) و على نفس الدرب يكرر كارول و هو أحد متحمسى البيولوجيا النمائية أن وجود نفس البروتينات التنظيمية فى نمو بعض أجزاء جسد القشريات و الحشرات دليل دامغ على السلف المشترك لأن البديل الوحيد هو الصدفة الغير محتملة: القشريات و الحشرات انتقت نفس البروتينات بشكل مستقل


Sean B. Carroll "Endless Forms Most Beautiful: The New Science of Evo Devo"(2005) p.175-176


تضرب كفا بكف على هذا الدليل العجيب!!! لا القشريات انتقت شيئا و لا الحشرات انتقت شيئا...هذا البروتين موجود فى مكانه لأنه يقوم بوظيفة و ليس لأن الحشرات تطورت من القشريات و لكن طبعا الكلام عن ان شيئا ما موضوع فى مكان ما لهدف و غاية هو العدو الأكبر لنظرية التطور و الذى يتم اختلاق كل هذه القصص لتجنبه...و بنفس المنطق تجد مئات الأبحاث و الدراسات تؤكد أنها عثرت على أدلة لا حصر لها على السلف المشترك بين كذا و كذا ثم تفاجأ بأن هذه الأدلة هى وجود اليات/مكونات متشابهة!!!و بما أننا تحدثنا عن Pax 6 فهى فرصة لنعود الى ارنست ماير مرة أخرى لنرى كيف يفكر عمالقة النظرية...أخبرنا ماير فى كتابه عن سبب افتراض السلف المشترك و هو لااحتمالية تطور أى سمة معقدة أكثر من مرة...ثم أخبرنا ماير ذاته فى نفس الكتاب أن التطور أنتج اليات الابصار عدد كبير من المرات ثم سمى هذا تطورا متقاربا أملا فى أن اطلاق مسمى يحتوى كلمة تطور على الظاهرة المتعارضة مع التطور سيخدع القارئ فلا يدرك التعارض...ثم يطمئن ماير القارئ على قدرة التطور من سلف مشترك على انتاج اليات الابصار بدون سلف مشترك مرارا و تكرارا بأن يذكره بأن الكثير من الصفات فى الكائنات الحية تتعرض لنفس الظاهرة مما يدل على قدرات التطور المتقارب (هل سمع أحدكم يوما ما بمصطلح الاستدلال الدائرى؟ هذا هو تأليف القصص الدائرية)...ثم قفز بنا ماير الى جين باكس 6 مؤكدا أنه دليل على السلف المشترك للعيون لنفس السببب العقيم دون أن يوضح كيف يحل هذا مشكلة اعادة انتاح اليات الابصار تشريحيا عدة مرات...ثم أخبرنا ماير فى نفس الكتاب أن باكس 6 يتحكم فى عيون لا علاقة لها ببعضها البعض تشريحيا بل و موجود فى كائنات لم "تطور" عيون أصلا و بالتالى فقد كان يفعل "شيئا ما" قبل تطور العيون ثم أخذه التطور من وظيفته ليستخدمه فى التحكم فى الرؤية...لقد صدق ماير وسط كل هذا فى نقطة مهمة جدا ألا و هى اسم الكتاب "What evolution is" ما هو التطور؟ فعلا...هذا هو التطور...قم بسرد البيانات ثم قل "التطور"...اخترع أدلة و استدلالات من رأسك و تظاهر أنها اكتشافات علمية...قم بتسمية البيانات المعارضة للتطور باسم يحتوى على كلمة التطور لخداع المتلقى...اخترع قصصا لتأويل البيانات و تظاهر أنها حقائق مثبتة...فعلا ما فعله ماير أحد مؤسسى النظرية فى كتابه يعبر بوضوح عن "ما هو التطور"


و بعيدا عن أى استدلالات فلسفية على وجود ما هو خارج عن الطبيعة يكفينا اثبات استحالة انتاج الاليات الطبيعية للصفات و الأعضاء و الهياكل و لو مرة مرة واحدة فقط لاسقاط هذا الدليل من بابه و هو ما ناقشناه فى مقالات أخرى و لكن حتى اذا تجاهلنا هذا الأمر دعنا ننظر الى أشجار الحياة التطورية و نقارنها بأشجار أخرى نعرفها جميعا





هاتان صورتان لبعض التصنيفات التى تقوم بها قواعد البيانات للمنتجات المختلفة...ستلاحظ أن بديهيات التصنيف هى جمع الأشياء ذات الصفات المتماثلة فمثلا لدينا تصنيف كبير اسمه الالكترونيات ينبثق منه تصنيفات فرعية مبنية أيضا على مقدار التشابه ما بين هواتف محمولة و معدات تصوير و فى قلب هذه التصنيفات تصنيفات فرعية كالكاميرات العادية و الكاميرات ذات القوائم الثلاثية...الخ. و اذا اكتشفنا يوما ما كائنات عفوا أقصد منتجات جديدة فبامكاننا توسعة التصنيف كما فى الصورة الثانية ليشمل أجهزة الكمبيوتر مثلا تلك التى ستتفرع بدورها الى حاسبات محمولة و أخرى مكتبية...الخ.


لاحظ فى الصورة الثانية فى الشرح الموجود على الهامش كيف "ترث" inherit كل مرحلة من التصنيف صفات المرحلة السابقة و هذا لا يعنى أن المرحلة السابقة هى منتج حقيقى فلا يوجد منتج حقيقى اسمه جهاز الكمبيوتر الأول أو السلف المشترك لأجهزة الكمبيوتر بل هو مجرد مفهوم ذهنى "تصنيف"

ملحوظة: هذا الشكل التوضيحى لم يتم رسمه خصيصا بغرض ضرب هذا المثال بل هو مأخوذ من أحد عروض برنامج Dynamics Ax المختص بادارة البيانات لأن مفهوم التصنيف الهرمى للأشياء حسب صفاتها المشتركة شائع جدا فى البرمجة و قواعد البيانات و ليس اختراعا تطوريا كما يشعرك بعض أنصار نظرية التطورية


الان دعنا ننظر الى "التسلسل التطورى" للحيوانات مع ملاحظة أن الشكل الثانى يكمل الأول من عند الحبليات Chordata






الان هل لاحظت الفكرة...ان الخدعة التى تمارسها نظرية التطور هو أنها أزالت التصنيف و وضعت مكانه كائن مفترض hypothetical common ancestor ليس موجودا و لم يعثر عليه أحد. ان نقاط التفرع الأساسية ليست كائنات حقيقية بل هى تصنيفات وضع التطوريون فرضية لا أساس لها أنها كائنات لمجرد أن اعتبارها تصنيفات سيتطلب وجود مصمم و هذه فرضية يجب التخلص منها...مثلا لاحظ فى الرسم الثانى نفطة تفرع الحبليات ستجدها عبارة عن كائن غير موجود فى الواقع تم تسميته chordate ancestor سلف الحبليات و الذى يفترض كونه أول كائن طور حبلا ظهريا...هذا الكائن غير موجود ببساطة لأن الحبليات عبارة عن "تصنيف" و ليست كائنا أوليا طور حبلا ظهريا و باقى الحبليات هم ذريته المباركة. قس على ذلك كل نقاط التفرع الأساسية تصنيف الفقاريات (الكائنات ذات العمود الفقرى) تحول الى كائن غير موجود هو سلف الفقاريات و أول كائن طور عمود فقريا ورثته منه ذريته هكذا دواليك حتى نصل الى أول كائن طور 4 أطراف و أول كائن طور غددا ثديية.


ان ما يزعم التطوريون أنه دليل على التطور هو فى الواقع عملية تصنيف تم السطو عليها و حذف المجموعات التصنيفية منها و وضع كائن سلف مشترك خرافى غير موجود مكانها ثم الزعم بأن هذا دليل على التطور. يشبه الأمر بالضبط أن أقول لك أن هناك سلفا الكترونيا انحدرت مته الالكترونيات و تفرع منه سلف كان هو الهاتف المحمول الأول و اخر هو الحاسب الالى الأول ثم منه تفرع الحاسب الالى المحمول الأول و الحاسب الالى المكتبى الأول و انحدرت منهما الأنواع المختلفة. هنا عادة يعترض التطوريون قائلين أن التشبيه غير صحيح لأن الأجهزة الالكترونية لا تتكاثر و الحقيقة أن كون الكائنات الحية تتكاثر لا علاقة له بالموضوع من قريب أو من بعيد فالحبليات ستظل حبليات و الفقاريات ستظل فقاريات و الثدييات ستظل ثدييات لأن هذه عملية تصنيف حتى لو فرضنا جدلا أنها كلها خسرت القدرة على التكاثر خاصة و أن كون الكائنات تتكاثر ليس معناه أنها تتحول الى كائنات أخرى...هذه مجرد قصة تطورية خرافية أخرى يحاولون بها الاستدلال على القصة الخرافية الأولى الخاصة بأن المفهوم الذهنى للتصنيف هو فى الواقع كائن متجسد. و لتوضيح الصورة أكثر هل اذا طورنا تقنية نسخ ذاتى (تكاثر) للالكترونيات سيتغير التصنيف؟ طبعا لا بل سيبقى كما هو و لن يتم الاستشهاد أبدا بأن الالكترونيات ذاتية النسخ انحدرت منها كل هذه الأنواع بسبب أخطاء النسخ


يخبرنا التطوريون باستمرار أن تصنيف الأشياء على هيئة أشجار و تسلسلات هرمية هو أحد أهم أدلة التطور


"Phylogenetic trees are the most direct representation of the principle of common ancestry-the very core of evolutionary theory-and thus they must find a more prominent place in the general public's understanding of evolution...[We] can hope that a wider segment of society will come to appreciate the overwhelming evidence for common ancestry and the scientific rigor of evolutionary biology"

Baum et al., "The tree-thinking challenge" Science 310 November 2005): 979-980

و لكن الحقيقة أنه أحد أكبر عمليات الخداع التى مارستها النظرية عندما حذفت التصنيفات و وضعت مكانها أسلاف مفترضة و الى جانب كون هذه فرضية زائدة على فرضيات التصنيف الطبيعية و لا لزوم لها فى التصنيف (سوى لاثبات التطور) فقد قادت الى مشاكل كثيرة أدت الى ضرورة ترقيعها بعدد اضافى من الفرضيات كالفرضيات التى تحاول تفسير نمط الظهور المفاجئ ثم الثبات للكائنات فى الأحافير أو التى تحاول تفسير تنوع الخلايا أو التى تحاول الالتفاف حول التعقيد أو كالتطور المتقارب أو كالفرضيات الكثيرة الأخرى التى يتم وضعها لحل مشاكل تضارب التصنيفات الهرمية مع بعضها وفقا للصفات المختارة و بسبب عدم اتساق ترتيب ظهور الكائنات فى الأحافير (كالقفز الجينى و السلالت الشبحية و النشوء المتجدد و غيرها كما وضحنا عند مناقشة تضارب أشجار الحياة التطورية) و بسبب كل هذه المشاكل و الفرضيات الزائدة عن الحاجة التى توضع فقط لترقيع فرضية السلف المشترك حاول بعض علماء التصنيف العودة الى نموذج يتجاوز هذه المشكلات و يتجاهل العلاقات التطورية لأنه التصنيف الأبسط و الأدق علميا دون الافراط فى الفرضيات المساعدة فصب التطوريون غضبهم على رؤسهم بعبارات عاطفية من طراز "اليوم مات داروين" و اتهموهم بالتطرف الفكرى و كأن هذه حل المشكلة بل تم وضع المؤمنين بالخلق مع الماركسيين الملحديين فى خانة واحدة و الكل طبعا يروج ل"معتقدات" و "أيديولوجيات" باستثناء الداروينى فهو الكائن النقى الطاهر الوحيد الذى يروج لل "علم"


I was especially alarmed by the museum's new exhibition scheme, and asked that sufficient pressure should be brought to bear to "curb the activities of the Public Services Department and to ensure the survival of the museum's reputation for scholarship in its public galleries"... This presents the public for the first time with the notion that there are no actual fossils directly antecedent to man. What the creationists have insisted on for years is now being openly advertised by the Natural History Museum. What exactly is the cladistic framework to which the Public Services Department is so fervently dedicated? Why is there such a fanatical insistence that data should be presented within such a framework? . The answer to this is to be found in the political arena....The key tenet of dialectical materialism, the world outlook of the Marxist-Leninist party according to J.V. Stalin, is in the recognition of "a development in which the qualitative changes occur not gradually but rapidly and abruptly, taking the form of a leap from one state to another". This has always been a matter of some disquiet for Marxist theorists. If it could be established that the pattern of evolution was a saltatory one after all, then at long last the Marxists would indeed be able to claim that the theoretical basis of their approach was supported by scientific evidence. What is going on at the Natural History Museum needs to be seen in this overall context. If the cladistic approach becomes established as the received wisdom, then a fundamentally Marxist view of the history of life will have been incorporated into a key element of the educational system of this country. Marxism will be able to call upon the scientific laws of history in its support, with a confidence that it has previously enjoyed.

"Museum of errors" Nature Vol. 288 (20 November, 1980)


Halstead's original complaint against the museum was that a new public exhibition at the museum on "fossil man" is shot through with cladism to such a degree that familiar relationships between fossil human forms are obscured, which only went to show that the museum had been captured by Marxist ideology.

The charge that the museum's new exhibitions are shot through with heresy, overstated though it may have been, also needs to be answered more categorically than in the past few weeks... In the latest brochure, the popular euphemism for cladism is the phrase "the groups-withingroups classification'', presumably a synonym for species. There is also the following passage: Biologists try to reconstruct the course of evolution from the characteristics of living animals and plantsandfromfossils, which give a timescale to the story. If the theory of evolution is true ... If the words are to be taken seriously, the rot at the museum has gone further than Halstead ever thought. Can it be that the managers of the museum which is the nearest thing to a citadel of Darwinism have lost their nerve, not to memion their good sense? Or is it that somebody has calculated that the museum will increase its annual intake of visitors by enticing in scoffing creationists? most of whom would rather lose their right hands than begin a sentence with the phrase" If the theory of evolution is true ... '' Nobody disputes that, in the public presentation of science, it is proper whenever appropriate to say that disputed matters are in doubt. But is the theory of evolution still an open question among serious biologists? And, if not, what purpose except general confusion can be served by these weasel words?...What it can do well, as in the past century, is to tell the absorbing tale of natural history. It should bend its mind to that, not to worrying aboutcladisim.lt should beware of selling out on Darwinism. And it should say, from time to time, what it is about.

Darwin’s Death in South Kensington. Nature 289, no 5800 (February 26, 1981): 735


No wonder that Halstead fears that cladism is a refuge for those who believe in punctuated equilibrium. But, while he may be able to marshal substantial evidence for the moderate assertion that many Marxist evolutionists are cladists, the proposition that all cladists are Marxists - which has not seriously been suggested by anybody, but only inferred - has no place in logic..

The other serious objection to the modelling of public exhibitions within the framework of cladistics is that the framework is inherently agnostic...Did evolution happen? The museum has cladistically not committed itself. Is Darwinism a "proper" scientific theory, in some sense of that word? The museum has withdrawn the obscure film that suggested to anybody who paused in passing that it is all a gigantic muddle; people will be looking, in the months ahead, at the museum's strategy for retreating from this gaffe. The difficulty, with which everybody must sympathize, is that all museums of natural history are used not merely by those who wish to answer questions in their minds about evolution and the like but also by those who believe that Darwinism is an abomination.

Nature Editorial "Cladistics and Evolution on Display" Nature 292 (23 July 1981): 395 - 6


لاحظ قائمة الاتهامات...الاتهام الأول هو أنهم من أنصار التوازن المتقطع أو أنهم ماركسيون!!! كان هذا قبل انهيار الاتحاد السوفياتى فكانت التهمة المعلبة التى يقوم الدراونة بالصاقها بالمخالفين لاسكاتهم او الاطاحة بهم من أعمالهم هى أنهم يحملون أفكار سوفيتية ماركسية. تذكر هذا جيدا كلما قال لك تطورى أن المعارضات تأتى من المؤمنين بالخلق فقديما كانت تأتى من الملحدين الماركسيين و القضية هى اتهامات معلبة لتخويف المعارضين و اسكاتهم فقط. التهم الثانية هى أن عملية التصنيف فى جوهرها "لا أدرية" بالنسبة للتطور بينما هدف المتاحف هو اجابة أسئلة الناس عن التطور لا التشكيك فيه


مع الأسف ربح التطوريون معركة الارهاب الفكرى و نجحوا فى السطو على علوم التصنيف للايحاء للناس بأنها دليل على التطور و لكننا نوضح هنا كواليس عملية السطو وسببها الحقيقى و هو أن التطوريون يخدعون الناس ليلا نهارا بالقول أن التصنيف الهرمى للكائنات أحد أهم أدلة التطور بينما الفرضية التطورية لم تكن يوما مهمة للتصنيف بل جاء التطور ككائن طفيلى ليقتات عليها


و الأمر نفسه يتكرر من الصفات التشريحية الى الجينات حيث أن الطريقة التى يتم تحديد أن جينا ما قد تطور من جين اخر هى فى حد ذاتها مبنية على التشابه و بالتالى مشكوك فيها بشدة...هذا يشبه هذا اذن هذا تطور من هذا...و ماذا عن الاختلافات؟...الأجزاء الغير موجودة خضعت للحذف (بداهة طالما أنها غير موجودة) و الأجزاء المختلفة خضعت لطفرات و طبعا تم "تجنيد" بعض التسلسلات الأخرى و "دمجها" فى الجين و كما نعرف جميعا فان التجنيد و الدمج من اليات التطور


Cheng Deng et al., "Evolution of an antifreeze protein by neofunctionalization under escape from adaptive conflict" November 29, 2010, PNAS Vol. 107 (50) 21593-21598


من الطريف أيضا ملاحظة أن الجين محل الدراسة فى الورقة أعلاه له حوالى 30 نسخة مكررة لأهميته الشديدة فى حفظ حياة السمكة و التطوريون يقرون بأن معدل التكرار الجينى قد يصل الى مرة كل 100 مليون سنة


based on observations from the genomic databases for several eukaryotic species, Lynch and Conery estimated that in eukaryotes the average rate of gene duplication is approximately 0.01 per gene per million years (i.e. the probability of duplication of a eukaryotic gene is at least 1% per million years). However, Cotton and Page estimated a gene duplication rate that is one order of magnitude lower than the estimate of Lynch and Conery

Supratim Choudhuri "Bioinformatics for Beginners" (2014), Chapter 2: Fundamentals of Molecular Evolution


بينما هذا الجين يفترض نشأته منذ حوالى 50 مليون سنة أى فترة لا تكفى لتكرار جينى واحد...هنا كالعادة تلعب نظرية التطورلعبتها الرخيصة المفضلة...تسمية الأشياء بأسماء تطورية ثم التظاهر بأن هذا تفسير...لقد خضع الجين لتطور فائق hypermutation و التطفيرالفائق طبعا من اليات التطور أو لعله الحظ الحسن


مثال اخر هو تطور جين مسئول عن تحليل أنواع معينة من الكحول من اخر...يقوم أيضا بتحليل الكحول...كلاهما لديه نفس التطوى البروتينى و سمات متشابهة و هذا طبعا دليل دامغ على تطور أحدهما من الاخر


"SDRs share a common protein fold...these and other conserved sdr features are preserved in JGW...JGW also shows a systematic preference for long-chain primary alcohols and increased specificity"

Zhang et al., "Evolving proteins functional diversity in new genes of Drosophila" PNAS 101, no. 46 (2004)


يعنى هل من المفترض أن نجد جينات تقوم بوظائف متشابهة لا تشبه بعضها البعض!!! نموذج اخر هو الجين Dntf-2r و الذى يشبه الجين Dntf-2 اذن لابد أنه تطور منه بعملية نسخ ثم اعادة ادخال الى الجينوم و يا محاسن الصدف تم الادخال بالقرب من تسلسل حمض نووى يشبه مفاتيح تشغيل الجينات promoters


it is unclear if this previously existing sequence is a functional promoter for some unknown gene in the region or is just a random genomic sequence that happens to be similar to a promoter sequence

Esther Betran and Manyuan Long, “Dntf-2r, a Young Drosophila Retroposed Gene With Specific Male Expression Under Positive Darwinian Selection,” Genetics, Vol. 164:977–988 ( July 2003).


ألا يمكن أن يكون التشابه بسبب الوظيفة مثلا و المحفز بسبب لوازم تشغيل الجين...لا طبعا التشابه بسبب سلف مشترك و المحفز بسببب الحظ الحسن!!!


بنفس المنطق السقيم يخبرنا التطوريون أن جين sdic فى ذبابة الفاكهة قد تطور عندما اندمج cdic مع Annx...لماذا يا ترى؟ لأن الجين يفرز مكون من مكونات بروتين الديانين dynein فى الجهاز التناسلى لذبابة الفاكهة لذا فهو يحتوى على القطعة التى تشفر مكون ديانين من سلفه cdic المشفر للديانين و تسلسل التحكم المسئول عن الافراز فى الجهاز التناسلى من سلفه الاخر Annx...يا سلام!!!! يعنى هذا الجين لا يمتلك هذه التسلسلات لأن وظيفته هى افراز مكون للديانين فى الجهاز التناسلى و لكن لأنه نشأ باندماج الجينين!!! طبعا نحن لن نقوم هنا بحصر كل مثال يضربه التطوريون لأن لديهم قصص مثل هذه لكل جين يدرسوه و لكننا نوضح أسلوب تفسيرهم للبيانات و طريقة تعاطيهم مع المشاهدات التى زعمون أنها أدلة على التطور.كل ما عليك هو أن تجد تشابهات مع جين اخر أو أكثر ثم تروى قصص عن تكرار نسخ الجينات و اندماجها و خضوعها لعمليات حذف و تعديل و طفرات...الخ أى أنك تروى الاختلافات بين الجينات بصيغة تطورية لا أكثر. مع الأسف الشديد هذا المنطق السقيم شائع جدا فى الأوراق التطورية و هو أن يضعوا العربة أمام الحصان فيفترضوا مقدما أن لا شئ له غاية و هدف بل نشأ عشوائيا ثم وجد الوظيفة بعد ذلك و يتم ترويج مثل هذه القصص على أساس أنها "أدلة" على تطور الجينات من بعضها البعض دون أن يعرف كثير من المتلقين الفرضيات التأسيسية المليئة بالمغالطات و القائمة على تقديم النشأة على الوظيفة و حتى اذا سلمنا جدلا بالسلف المشترك فان الاصرار على تهريب انعدام الغاية كنتيجة حتمية لفرضية السلف المشترك لا مبرر له خاصة فى ضوء عدم اثبات هل العملية فعلا تتم بخطوات و هل فعلا كل خطوة نافعة و هل فعلا هناك اختبار لاحتمالات مختلفة قبل الوصول الى هذا الجين حتى يتم تفسير نشأته بالانتخاب الطبيعى و هو يرشد العشوائية...هل يتوقف التطوريون عن الكذب و التدليس بعد كل هذا؟ طبعا لا فمؤخرا صدر بحث جديد عن نفس نوع البروتينات المضادة للتجمد بمزاعم عريضة عن ايجاد أدلة واضحة على الية انشاء الجينات الجديدة


Here, we report clear evidence and a detailed molecular mechanism for the de novo formation of the northern gadid (codfish) antifreeze glycoprotein (AFGP) gene from a minimal noncoding sequence...

Xuan Zhuang et al., "Molecular mechanism and history of non-sense to sense evolution of antifreeze glycoprotein gene in northern gadids" February 14, 2019 PNAS vol. 116 (10) 4400-4405


و طار التطوريون و على رأسهم كينيث ميلر و جيرى كوين بالبحث مؤكدين أنه دليل دامغ اضافى على سقوط التصميم و قيام اليات طبيعانية بحتة بانشاء الجينات و الاليات التى تبدو معقدة بشكل غير قابل للاختزال ظاهريا و هو فعلا دليل جديد يضاف الى نفس أسلوب الخداع التطورى فى الأمثلة السابقة...ما هى أدلة الورقة؟ نفس الأسلوب التطورى - النظر الى الحقائق ثم سردها بصيغة تطورية (تطور كذا ليفعل كذا و تطفر كذا ليصبح كذا) ثم تهريب هذه السردية الخيالية فى وسط الحقائق لتبدو جزءا منها


the tandem Thr-Ala-Ala tripeptide-coding repeats in AFGP genes strongly suggest that the AFGP cds evolved from repeated duplications of an ancestral 9-nt Thr-Ala-Ala-coding element....likely originated within a pair of conserved 27-nt GCA-rich duplicates that now flank each end of the repetitive (Thr-Ala-Ala)...These four 27-nt duplicates share high sequence similarities with each other (Fig. 3C) indicating they resulted from the duplication of an initial copy...We hypothesize that, upon the onset of selective pressure from cold polar marine conditions, duplications of a 9-nt ancestral element in the midst of the four GCA-rich duplicates occurred...The 3′ end of the developing AFGP tripeptide cds was appropriately delimited by an existing in-frame termination codon...The impact of this 1-nt deletion was that it produced a 1-nt reading frameshift in the presumptive propeptide...resulting in the upstream sequence that could supply a SP being linked with the downstream (Thr-Ala-Ala)n cds in a single read-through ORF. The emerging AFGP gene was thus endowed with the necessary secretory signal...Northern gadid displayed even greater evolutionary ingenuity, constructing all parts of a functional AFGP gene entirely from noncoding DNA.


الجين يحتوى على جزء مكون من 3 أحماض أمينية مكررة...اذن كان هناك 3 أحماض أمينية فى السلف ثم نسخت أكثر من مرة...الجين لديه جزء اخر مكون من 27 نيوكليوتيدة تم تكرارها...اذن لابد أن الحمض النووى كان فيه هذه النيوكليوتيدات ثم خضعت لنسخ مكرر...هناك اشارة ايقاف قراءة للجين فى المكان المطلوب...رائع لابد أن تسلسل ايقاف القراءة كان موجودا فاستفاد منه الجين عند نشأته بجواره...و ماذا عن بداية القراءة؟...سهلة! حدث حذف بالخطأ أثناء نسخ التسلسل فأوصل القسمين ببعضهما بعد أن كانا معزولين فاتصلا فى اطار قراءة واحد حتى يمكن نسخه و حصل الجين على التسلسل الذى سيجعله يفرز فى الدم ليعيش فى تبات و نبات و يخلف رنا و بروتينات...طبعا لابد من استدعاء الانتخاب الطبيعى لتأكيد أن هذه التغيرات حدثت عندما تعرضت الكائنات لضغط انتخابى من البيئة الباردة (شوف الصدف) و أن هذا دليل "عبقرية التطور" الذى صنع لها الجين الذى تحتاجه فى الوقت الذى احتاجته فيه من حمض نووى غير مشفر...الحقيقة أن النقطة الأخيرة هى الوحيدة التى نتفق معهم فيها...فعلا هذا دليل على عبقرية التطور...ان القدرة على خداع النفس و الاخرية بهذه الصياغات الغير مباشرة فعلا عبقرية...كالعادة هل أثبت أحد أن هذه الخطوات كانت نافعة؟ هل أثبت أحد أن هذا هو أصلا ما حدث؟ هل مجرد النظر الى هيكل ثم صياغة قصة عنه تعتبر دليل؟ هل تصادف أن تحدث هذه التغيرات بالذات بمجرد أن تتعرض السمكة للماء البارد؟ و ان حدث من قبل فلماذا احتفظ بها الانتخاب الطبيعى و هى لا تفعل شيئا؟ الطريف أن جيرى كوين كان يقول أن هذا ليس دليلا على تطور البروتينات فحسب بل دليلا على تطور التعقيد غير القابل للاختزال لأن البروتين (وفقا لقصتهم) حصل على التسلسل الذى يمكن افرازه فى الدم فى المرحلة الأخيرة...هذه قصة لطيفة جدا و لكن لم يشرح أحد بكلام معقول لماذا احتفظ الانتخاب الطبيعى بكل هذه الخطوات و هى لا تفعل شيئا...فعلا انها عبقرية فى خداع الاخرين أملا فى أنهم لن يقرأوا التفاصيل!!!


ان التشابه ليس بالضرورة أن يكون سببه السلف المشترك بل الوظيفة المشتركة و التصميم المشترك...ان تسلسل أى جين مهم لهيكل البروتين (التطوى ثلاثى الأبعاد) الذى سيتم انتاجه و بالتالى من جديد تشابه التسلسلات ليس بالضرورة ناجما عن سلف مشترك بل ببساطة لأن هذا هو التشابه المطلوب لانتاج الهيكل الوظيفى. ينعكس هذا على أحد أشهر الاستدلالات التطورية و هو الاستدلال بعائلات البروتينات و هى مجموعات البروتينات التى عادة ما تتشابه بشدة مع بعضها البعض فيقول التطورى أن هذا "دليل" على انحدارها من سلف مشترك. الحقيقة أن هذه مجرد مراوغة كلامية فالبروتينات ذات الهياكل المتقاربة من الطبيعى أن تحمل تسلسلات متقاربة ليس لأنها انحدرت من سلف مشترك و لكن لأن هذا هو التسلسل الذى سينتج الهيكل المطلوب لذا فعندما ترى التطورى يستعرض أشجار تقسيم و تصنيف البروتينات حسب "قرابتها التطورية" تذكر أن هذه مجرد قرابة فى الهيكل أو الوظيفة تماما كأشجار تصنيف المنتجات سالفة الذكر فرض عليها التطورى مصطلحات "فلسفته" فرضا ليوحى بأن تصنيف الأشياء حسب تشابهاتها الوظيفية أو الهيكيلية دليل على سلف مشترك. أضف الى ذلك أن أصل كل عائلة عادة ما يكون هيكل بروتينى (تطوى) فريد يحتاج الى تفسير من خارج العائلة. يظهر هذا بوضوح مدى سخافة و ضحالة بل و كذب الجملة التطورية الشهيرة أنه لو كان هناك مصمم للكائنات فهو يضلل الباحثين بتصميم الكائنات بطريقة توحى بالتطور...بمثل هذا المنطق فاما أن كل مصمم على وجه الأرض فى الواقع يحاول أن يضللنا لأن تصميماته خاضعة للتصنيف الهرمى و اما أن من يضللنا هو من قام بقرصنة التصنيف و الزعم كذبا أو على الأقل بلا دليل أن كل تصنيف هو فى الواقع كائن حقيقى انحدر منه أعضاء التصنيف و حارب بشراسة أى تصنيف اخر حتى لو كان أصح و أدق و يتطلب فرضيات أقل.



تقييم التنادد كدليل على التطور:


ان طريقة تعامل التطوريين مع تشابهات الكائنات فى الواقع توضح لك العقلية التى نتعامل معها...أناس عقدوا العزم على اثبات نظريتهم بأى ثمن حتى لو كان الثمن هو العقل و المنطق و الاستدلال الصحيح. لقد كانت تشابهات الكائنات هى الظاهرة التى يفترض أن تفسرها فرضية السلف المشترك و فجأة تحولت التشابهات من الظاهرة التى يفسرها السلف المشترك الى الدليل على السلف المشترك بمجرد أن صاغ التطوريون مصطلح التنادد homology و أعطوه تعريفا ملائما لنظريتهم "التشابهات الموروثة من سلف مشترك" و بهذا و بخدعة بارعة تم تحصين نظرية التطور من دحض و التظاهر بأن لديها أدلة باختراع تعريف جديد للتشابهات لتصبح الظاهرة المطلوب تفسيرها هى عينها دليل على التفسير و لم يكتفى التطوريون بهذا فقط بل بدأوا يروجون الى أن اكتشاف تشابهات جديدة بين الكائنات هو من "تنبؤات" نظرية التطور التى تتحقق كلما درسنا الكائنات أكثر!!! و هكذا أصبحت تشابه الكائنات و المعروف من قبل أن يولد داروين هو الظاهرة التى تفسرها نظرية التطور و الدليل على نظرية التطور و من تنبؤات نظرية التطور!!! مسخرة لن تجدها الا فى نظرية التطور!!!


هل التشابه يثبت أن بنية ما قد تطورت الى أخرى؟ أفضل تفسير للتشابه المورفولوجى بين العظام أو الأعضاء فى بعض الكائنات هو أن متطلبات الحياة لهذه الكائنات متشابهة لذا فهذه التصميمات هى الملائمة لها فمثلا اطارات السيارات و الدراجات و المقطورات مستديرة لأن التصميم الدائرى مناسب وظيفيا و ليس لأن لها سلف مشترك


من مشاكل الاستدلال بالتنادد على التطور أن اختيار السمات المتناددة يتم بطريقة تعسفية بناءا على مقدار دعم المثال لنظرية التطور و يتم تجاهل الأمثلة المتناقضة مع فكرة السلف المشترك أو اختراع فرضيات لا دليل علمى عليها لتفسيرها تطوريا كالتطور المتقارب المذكور فى الفصل السابق بناءا على أحكام مسبقة بضرورة التطور من سلف مشترك و تسمى هذه الأمثلة تناظر بدلا من تنادد. فى المقابل لا يفرق مفهوم التصميم بين التناظر و التنادد فالتماثل بين الهياكل و الأعضاء من لوازم التصميم بسبب التشابه الوظيفى الواضح بينها


لا توجد أى متطلبات بيولوجية أو عقلية تستوجب تغيير تصميم العظام و العضلات و الأعصاب دون داع فى كل كائن حى فالتشابهات ناتجة عن أن مصمما واحدا أنشأ القوالب الأساسية للأنظمة الحية ثم أجرى تعديلاته على كل نوع وفقا لبيئته من سطح الأرض الى باطنها كالديدان الى الماء و الهواء فالهياكل التى تؤدى أدوارا متشابة فى ظروف متشابهة و تتغذى على طعام متشابه ستكون بديهيا تصميماتها متشابهة. فى المقابل فان الكثير من التنوع الموجود فى الكائنات الحية لا يمنحهم أى ميزة لتعزيز البقاء أو عمليات الحياة بل هو تنوع لمجرد التنوع [أو لاحداث الجمال و التناسق و هذا لا يمكن تفسيره داروينيا-هذا هو حقا أعظم استعراض على وجه الأرض: أدلة التصميم ليس الذكى فحسب بل و الجميل البديع المتناسق أيضا-مع الاعتذار لريتشارد دوكنز]


ان الدفاع عن التطور الكبروى أيضا بناءا على زيادة تعقيد الهياكل و الأعضاء المتناددة مع الوقت لا يستقيم لوجود الكثير من الاستثناءات فمثلا افتراض أن التنادد الوظيفى بين اليات طيران الطيور و الحشرات معناه تطور الحشرات الى طيور سقط لوجود هياكل و أعضاء فى الحشرات أكثر تعقيدا من نظائرها فى الزواحف و الثدييات فلجأ الدراونة الى فرضية تطورها من الديناصورات و أعادوا تصنيف الطيور و الحشرات كمتناظرة بدلا من متناددة حتى يفسروها بالتطور التقاربى الذى تم تفنيده فى الفصل السابق


التنادد الكيموحيوى:


من ضمن حجج التطوريين التنادد الكيموحيوى فالكثير من الانزيمات منتشرة فى كل الكائنات الحية و الكلوروفيل [اليخضور] موجود فى كل النباتات الخضراء و الانزيمات الهضمية للثدييات تتطابق فى الكثير من الحالات و غيرها من الأمثلة التى يدلل بها التطوريون على التطور من سلف مشترك لكن أظهرت الأبحاث الكيموحيويةمنذ 1963 أن هذا الاستدلال التطورى غير صحيح فالسبب هو أن كل أشكال الحياة من أبسط الخلايا الى الانسان تتطلب عناصر و مركبات و جزيئات متشابهة لذلك تحتاج الى مسارات و اليات متشابهة لمعالجتها و تحويلها الى طاقة و ازالة المخلفات. ما يجب أن يفسره التطوريون هو لماذا لم تنتج 3.5 مليار سنة من التطور مسارات كيموحيوية مختلفة [نقل دكتور سامى عامرى فى كتاب براهين وجود الله كلام علماء جينات و بيولوجيا جزيئية مثل كريج فنتور و واين روستر أن تحليل جينات الكائنات الحية لا يوحى بسلف مشترك واحد أو شجرة حياة واحدة بل عدة أشجار و بناءا عليه فهناك عدة أصول للكائنات الحية-فوفقا لهذا لماذا لم يطور كل أصل مساراته الكيموحيويةالخاصة به و التزمت كل أشجار الحياة المزعومة بنفس "القالب النموذجى"؟] فى الكثير من أشكال الحياة البدائية تتشابه الكيمياء الحيوية مع الانسان لدرجة أن ريبوسومات [الة ترجمة الحمض النووى الى بروتينات فى الخلية] البكتيريا قادرة على ترجمة الحمض النووى المراسل mRNAالبشرى فتشابه الكيمياء الحيوية لكائنات بينها ملايين السنين التطورية لا يدعم التفسير التطورى بل يدعم أن هناك تصميم لأحجار البناء الأساسية للحياة


سقوط نظرية التنادد:


مع زيادة معرفة العلماء بالتشريح و وظائف الأعضاء بدأ سقوط دليل التنادد حيث نفى الانفجار المعلوماتى فى علوم الوراثة و الأجنة الفكرة فاذا كان التفسير الداروينى للتنادد صحيحا فسنتوقع وجود نفس التناددات التشريحية و التشكلية على المستوى المجهرى الجنينى و الوراثى و لكن ما وجده الباحثون قوض هذا المفهوم فالبنى التشكلية المتناددة يرمز اليها غالبا بحالات جنينة و أنظمةوراثية جينية غير متناددة أو متماثلة


مثلا القناة الهضمية تنمو من سقف تجويف أمعاء الجنين فى سمك القرش أما فى الزواحف و الطيور فهى تنمو من الطبقة السفلية من القرص الجنينى و فى الضفادع من سقف و أرضية الأمعاء. حتى الأطراف الأمامية للفقاريات و هى المثال التقليدى الذى أشار اليه داروين على التنادد و استشهدت به مئات الكتب تبين أنه دليل معيب و أن الأطراف تنمو من أجزاء مختلفة من الجذع فى الأنواع المختلفة بشكل لا يمكن تفسيره تطوريا و مثال اخر هو كلى الفقاريات ففى بعض الأنواع تنشأ من عضو جنينى اسمه الكلوة الوسطى و فى أنواع أخرى تتحلل الكلوة الوسطى فى نهاية حياة الجنين و لا تلعب أى دور و تنمو الكلى من كتلة متميزة من أنسجة الجلد.


Denton, Michael. Evolution: A theory in Crisis. Bethesda, MD: Adler and Adler. Ch.7


De Beer, Sir Gaven. Homology, An Unsolved Problem. London: Oxford University Press. p.8-9, p.13


بل ان احدى الدراسات اضطرت الى الاعتراف أنه و بسبب دراسة النمو الجنينى لمنطقة الرقبة و الأكتاف و التى تعتبر متناددة فى الفقاريات يجب اعتبار أن محل التنادد هو تصميم العضلات و ليس عظام الرقبة و الأكتاف لأن لها طرق نمائية مختلفة بينما نقاط تثبيت العضلات لها نفس الطرق النمائية...معنى هذا أن منطقة الرقبة و الأكتاف برغم من اعتبارها متناددة تنمو من سبل مختلفة باستثناء نقاط تثبيت العضلات فقط و طبعا الدلالة التى تتجاهلها الورقة هى أن النتيجة توحى بأن الأصل هو "تصميم ما" (مفهوم ذهنى) لنظام العضلات muscle scaffold أو السقالات العضلية كما تسميها الدراسة و هناط طرق مختلفة للوصول اليه لا تنحدر من بعضها البعض


Toshiyuki Matsuoka et al., “Neural crest origins of the neck and shoulder,” Nature, Vol. 436:347-355 (July 21, 2005)


لقد كانت نظرية التطور تتنبأ بتنادد الأنسجة الجنينية بالذات بين الكائنت التى تشترك فى مخطط جسدى واحد كالفقاريات


animals within a phylum, such as the vertebrates, share a common body plan, and in their development share a phylotypic stage in which the body plan elements characteristic of the phylum appear. The process of early development from the egg to the phylotypic stage should be at least as conserved as the pattern of the phylotypic stage. One might reasonably expect mechanisms of early development to be especially resistant to modification because all subsequent development derives from early processes.

Raff RA (1999) Larval homologies and radical evolutionary changes in early development. In: Bock GK, Cardew G, eds. Homology: Novartis Foundation Symposium 222. John Wiley & Sons (Chichester) page 111


و هو الأمر الذى دفع ارنست هكل لتزوير صور اجنة الفقاريات الشهيرة الا أن انفضاح هذه التزوير قاد الى نتائج أكثر تحديا للتطور من مجرد سقوط أحد الأدلة اذ بدا من الواضح أن الكائنات التى يفترض انحدارها من سلف مشترك تنمو بطرق متباينة تماما مما يتناقض مع توقعات فكرة السلف المشترك...لتفصيل أكثر فى وضوع الأجنة يرجى مراجعة مقال التصنيف و التفسير


الأكثر من هذا دحضا للتنادد و التطور أنه طبقا للنظرية فالسمات المتناددة تبرمج بجينات متشابهة موروثة من السلف المشترك فاذا كانت عظام ذراع الانسان و جناح الخفاش و طرف الحصان الأمامى تطوروا من سلف مشترك يجب أن نكون قادرين على تتبع هذه التناددات وصولا الى الجينات و الحمض النووى الذى يرمز لها و لكن علماء الوراثة وجدوا أن البنى المتناددة غالبا ما تتحكم فيها جينات مختلفة و فى المقابل فهناك بنى غير متناددة تتحكم فيها نفس الجينات و بالتالى فهناك عدم اتساق بين المعلومات الجينية و الهياكل التشريحية و نظرية السلف المشترك. مثلا الجين المتحكم فى مجس الذبابة و ساقها يشبه جين فى الفأر يتحكم فى أطرافه مع كونها هياكل غير متناددة و فى المقابل يشترك الفأر مع الذبابة فى نفس الجين المؤثر على نمو العين مع عدم وجود أى تنادد بين عينيهما و لذلك فلا يمكن اختزال تنادد الأعضاء فى تنادد الجينات و توارث المعلومات النموية من سلف مشترك و هو ما يعنى ببساطة سقوط "جينى" للاستدلال بالتنادد على التطور و الانحدار من سلف مشترك مع التعديل.


Wells, Jonathan and Paul Nelson. "Homology: A concept in Crisis" Origins p.14


Raff, Rudolf A. and Thomas C. Kaufman. "Embryos, Genes and Evolution" New York: Macmullan p. 67 - 68


Sattler, R. "Homology - A continuing challenge" Systematic Botany 9(4): 386


و لا تقتصر هذه الظاهرة فقط على جينات التحكم فى بعض الصفات المتقدمة و لكن تمتد الى الكثير من الأنظمة الحيوية الأساسية على مستوى الخلية و تعرف باسم NOGD Non Orthologous gene displacement و هى أن النظرية تتوقع أن الوظائف المتشابهة فى كائنات متقاربة تطوريا ستقوم بها جينات و بروتينات متشابهة موروثة من السلف الذى طور الوظيفة و تزداد قوة هذا التوقع كلما زادت أهمية الوظيفة و مركزيتها لأنها تصبح بلغة النظرية conserved يحافظ عليها الانتخاب الطبيعى من التبديل و التحويل و لكن العكس هو الذى ظهر و فى وظائف حساسة و مفصلية و عصية على التغيير جدا جدا كترجمة شفرة الحمض النووى و مسارات التمثيل الغذائى و غيرها


Marina V. Omelchenko et al., “Non-homologous isofunctional enzymes: A systematic analysis of alternative solutions in enzyme evolution” Biology Direct 5 (2010): 31


Eugene Koonin “The logic of chance: The Nature and Origin of biological evolution” (2012): 70-71


و مع التطور السريع لتقنيات قراءة الحمض النووى DNA Sequencing فى العقود الأخيرة تتزايد البيانات التى تؤكد أن الوظائف المتناددة لا تشفر بجينات متناددة و أن هذه الحالة شائعة و بما أن الجينات هى المادة الخام للتوريث تصبح فكرة أن الصفات المتناددة قد نشأت فى سلف ثم انحدر منه حامليها الذين ورثوها منه فرضية فى عداد الموتى لأنهم يقومون بالوظيفة بجينات أخرى تماما


“As the genome database grows, it is becoming clear that NOGD reaches across most of the functional systems and pathways such that there are very few functions that are truly “monomorphic”, i.e. represented by genes from the same orthologous lineage in all organisms that are endowed with these functions. Accordingly, the universal core of life has shrunk almost to the point of vanishing...with the notable exception of a miniscule core of genes involved in the key steps of information transmission, there is no universal genetic core of life owing to the (near) ubiquity of NOGD”

Eugene Koonin “Evolution of the genomic universe” in Genetics, Evolution and Radiation (2016): 413-440 (p. 417)


لدرجة أن مقالا فى احدى الدوريات العلمية تساءل "لماذا و كيف تقوم الحياة باعادة اختراع الجينات بهذا الشكل؟" مع اعتراف بأن المسألة لا يمكن تفسيرها بالتطور من سلف مشترك. طبعا الخيال التطورى بلا حدود فالكائنات تخترع جينات جديدة و تفقد القديمة او تعيد تصميمها عن طريق عمليات غير ذكية لا غائية أما التصميم و الاختراع عن طريق العلم و الحكمة فخرافات دينية


how and why is Life massively reinventing its genes?...To fully comprehend lineage history, it becomes even more of a priority to explain the origins of genes without homologs outside a given lineage. This apparent lack of homologs encourages the deployment of models of gene origination that are more complicated than the divergence from a single last common ancestor.

Andrew K. Watson et al., "Retracing lineage history: time to emphasize genetic turnover" LETTER| Cell, Trends in Microbiology VOLUME 29, ISSUE 11, P957-958, NOVEMBER 2021


لاحظ أن هذه الظاهرة أحيانا تتلاقى مع ظاهرة الجينات اليتيمة TRGs التى ذكرناها عند الحديث عن أشجار الحياة لأننا ان وجدنا جينات يتيمة و قاصرة على تصنيفات بعينها و فى نفس الوقت تقوم بوظائف مفصلية للحياة و تصنف كجزء من الحد الأدنى لجينوم الكائن فان هذا على الأرجح معناه أنها بدائل لجينات أخرى تقوم بنفس الوظائف التى لا غنى عنها للحياة فى الكائنات الأخرى


we determined the essential Caulobacter genome at 8 bp resolution, including 1012 essential genome features: Of the 480 essential Caulobacter ORFs, 38% are absent in most species outside the α-proteobacteria and 10% are unique to Caulobacter

Beat Christen et al., "The essential genome of a bacterium" Molecular Systems Biology Volume 7 Issue 11 January 2011


Our finding that many of the essential lineage-specific TRGs in yeast and worm play key roles in the chromosome-segregation machinery is intriguing. Chromosome segregation is one of the most basic cellular functions; all cells must be able to carry this out correctly and efficiently...These TRGs have functions as central to the organism as shared cellular processes such as protein translation

Verster, A.J. et al. 2018. Taxonomically Restricted Genes with Essential Functions Frequently Play Roles in Chromosome Segregation in Caenorhabditis elegans and Saccharomyces cerevisiae. G3: Genes Genomes Genetics Volume 7, Issue 10, 1 October 2017, Pages 3337–3347


لاحظ كيف أن الدراسة الأخيرة تقر أنه و برغم أنهم 23 جين يتيم فقط فى الخمائر و 96 فى الديدان الا انهم يقومون بوظائف مفصلية


و فى دراسة أخرى وجد الباحثون أن مقارنة الاف الجينومات وجدت أن ما هو مشترك هو الوظائف أكثر من كونه المكونات التى تقوم بالوظائف التى يفترض كونها هى العامل المشترك الأكبر وفقا لفرضية السلف المشترك


Enzymes can be categorized into a taxonomy of broad functional classes -- groups designated by what they do, from using water molecules to break chemical bonds (hydrolases) to rearranging molecular structures (isomerases) to joining large molecules together (ligases)...Here we find that you get these scaling relationships without needing to conserve exact membership. You need a certain number of transferases, but not particular transferases

ScienceDaily "Scaling laws in enzymes may help predict life 'as we don't know it'"(Feb.,2022)


Universality in Scaling of Enzyme Function Is Not Explained by Universally Shared Components...By contrast, the scaling behaviors we have identified in the previous section pertain to a macroscale feature arising in the statistics of many biochemical reactions. The scaling relations, therefore, need not, in principle, rely on the presence of a shared component chemistry across systems....it is apparent that macroscale universality in EC scaling does not directly correlate with a high degree of microscale universality in enzyme function...it is apparent that macroscale universality in EC scaling does not directly correlate with a high degree of microscale universality in enzyme function...Instead, we showed here that universality classes are not directly correlated with component universality, which is indicative that it emerges as a macroscopic regularity in the large-scale statistics of catalytic functional diversity.

Dylan C. Gagler et al., "Scaling laws in enzyme function reveal a new kind of biochemical universality" PNAS February 25, 2022 119 (9) e2106655119


و دراسة أخرى تحاول ايجاد السلف المشترك للبكتيريا فقط بمقارنة عشرات الأنواع خلصت أيضا الى أن ما تم "وراثته" من السلف المشترك هو الوظيفة و ليس الجينات


…core genomes differed greatly at the gene-level, with no single OG [orthologous group] observed in all 183 core genomes, consistent with previous observations that biochemical functions rather than individual genes tend to be conserved.”

Jason C. Hyun & Bernhard O. Palsson "Reconstruction of the last bacterial common ancestor from 183 pangenomes reveals a versatile ancient core genome" Genome Biology volume 24, Article number: 183 (2023)


لكن القول بأن ما يتم توريثه هو الوظيفةيكون صحيحا فى حالة واحدة فقط: و هى أن "السلف المشترك" ليس كائنا حيا أصلا بل هو "قالب تصميم" Pattern/Archetype/Blueprint أما قول أن الانتخاب الطبيعى هنا يعمل على مستوى الوظيفة فمجرد حيلة كلامية لا أكثر لأن الوظيفة مفهوم ذهنى فهل ورثت الكائنات مفهوم ذهنى من السلف المشترك؟ و كيف و لماذا تم تبديل الجينات المسئولة عن الوظائف؟ ان هذا الكلام ينطبق حرفيا على مقولة رتشارد دوكنز الشهيرة التى ذكر فيها أنه لو كان هناك مصمما لانتقى فى كل كائن جينات مختلفة للقيام بنفس الوظيفة بدلا من استخدام نفس الجينات للايحاء بالسلف المشترك. طبعا كما بيننا سابقا فالجملة غير صحيحة أصلا لأن نفس المصمم يمكنه اعادة استخدام نفس المكونات لانتاج طرازات مختلفة من المنتجات لكن المثير للسخرية أن الجملة قد تحققت فعلا فهل يعترف التطوريون الذين كرروا هذا "التحدى" لعقود بخطأ تنبؤاتهم؟ طبعا لا بل يتم تعديل الكلام تماما كما فعلوا مع الحمض النووى الخردة و الزعم بأن الانتخاب الطبيعى سيفعل ما زعموا سابقا أنه لن يفعله!!! ان مجرد استدعاء اله فجوات نظرية التطور "الانتخاب الطبيعى" و القول بأن الانتخاب فضل التنوع أو فضل استخدام مكونات جديدة لا يفسر شيئا و يعتبر حشو كلامى اكثر من أى شئ اخر. حتى التبريرات من نوع ربما هناك قوانين و قواعد فيزيائية تحكم العملية و تضع "قيودا" على التطور لا يتنافى أبدا مع أن هذه النتائج لا تتفق مع الوراثة من سلف مشترك و الزعم بأن السلف المشترك ذاته ربما كانت جماعته الحية تقوم بوظائف مختلفة بانزيمات و مكونات مختلفة هروب من المشكلة الى الخلف بافتراض أن كل ما نحتاجه كان موجود أصلا دون تفسير لكيفية وجوده بهذا التنوع و كمثال عملى بسيط على ذلك انزيم حيوى للتنفس و التعامل مع ثانى أكسيد الكربون يختلف تسلسله تماما بين البكتيريا و النباتات و الثدييات - ان وظيفة هامة و قديمة كهذه يفترض وفقا للفرضيات التطورية أنها تورث منذ ظهورها فى البكتيريا و لكن البيانات تقول لا


This ancient enzyme has three distinct classes (called alpha, beta and gamma carbonic anhydrase). Members of these different classes share very little sequence or structural similarity, yet they all perform the same function and require a zinc ion at the active site. Carbonic anhydrase from mammals belong to the alpha class, the plant enzymes belong to the beta class, while the enzyme from methane-producing bacteria that grow in hot springs forms the gamma class. Thus it is apparent that these enzyme classes have evolved independently to create a similar enzyme active site.


الملفت فعلا أنه عندما تم تصنيف الانزيمات لأغراض عملية فى بنك معلومات البروتينات Protein Data Bank تم اعتماد التصنيف الوظيفى لأنه الأنفع فمثلا تكون التصنيفات الكبرى هى وفقا لقيام الانزيم بتحليل مركب معين أو صناعة رابط بين مركبين أو نقل جزء من مركب الى اخر....الخ بعد ذلك يأتى التصنيف اللأدنى وفقا لنوع الروابط الذى يصنعه الانزيم أو نوع الجزيئات التى ينقلها ثم التصنيف الأدنى ثم التنيف الأدنى أكثر تحديدا لللوظيفة و هكذا



و ذات التصنيف الوظيفى بصنع أشجارا و تصنيفات تراتبية و مجموعات ضمن مجموعات و كل الأشياء التى تزعم نظرية التطور أنها دايل دامغ على السلف المشترك بل و يتجنب المشاكل التى تفرضها فرضية السلف المشترك على العلم و التى تجعلك تبحث عن نفس الوظيفة فى أكثر من فرع و أكثر من تصنيف



لماذا يبقون على السلف المشترك اذا؟ حتى يجدوا ما يردوا به عندما يقول لهم أحد هناك تصميم فى الكائنات الحية. لقد قال ارنست ماير أحد مؤسسى النظرية فى القرن العشرين أن البحث عن الجينات المتشابهة يجب أن يكون فقط فى الكائنات المتقاربة تطوريا و فى المقابل لن نتمكن من ايجاده فى الكائنات المتباعدة لأن التطور غيرها كثيرا.


Carroll, S. B. 2005. Endless forms most beautiful: the new science of evo devo and the making of the animal kingdom. New York: W.W. Norton & Co., pp. 71 - 72


و اليوم ها نحن ذا نجد التناددات فى الكائنات المتباعدة كما فى الاليات النمائية فيتم تسميتها تنادد عميقى deep homology و كأن شيئا لم يكن و فى المقابل نجد الاختلافات الضخمة NOGD فى تسلسلات كائنات متقاربة تطوريا و على نفس المنوال قال رتشارد دوكنز داعية التطور الأشهر يوما ما أنه ان كان هناك تصميم فاننا لن نجد الكائنات تستخدم نفس الجينات للقيام بنفس الوظائف بل سيقوم المصمم بانتقاء الجين الأفضل لكل حالة و كرر كلامه الكثير من أنصار التطور. طبعا هذا زعم غير صحيح ابتداءا لأنه يفترض بلا دليل أن الجينات الموجودة غير مناسبة لوظائفها. حسنا لقد وجدنا الان نفس التنبؤات التى نسبها التطوريون للتصميم فما قولهم؟ قولهم لقد فعلها التطور طبعا برغم أنهم نسبوها سابقا عندما ظنوها غير موجودة الى التصميم! و برغم ذلك تصر نظرية التطور على الايحاء للناس بأن كل شئ يسير وفق توقعاتها و تنبؤاتها!



وحدة أحجار البناء:


لقد قال تشارلز داروين فى مراسلاته الشخصية أنه ليقتنع بوجود تصميم فهو يريد ان يرى ملاكا يهبط من السماء أو يقتنع بأن العقل و الحياة من صنيعة قوى أخرى غير الطبيعة أو أن يكون الانسان مصنوعا م النحاس أو الحديد و لا علاقة له بالكائنات الأخرى


If I saw an angel come down to teach us good, & I was convinced, from others seeing him, that I was not mad, I shd. believe in design.— If I could be convinced thoroughily that life & mind was in an unknown way a function of other imponderable forces, I shd. be convinced.— If man was made of brass or iron & no way connected with any other organism which had ever lived, I shd perhaps be convinced. But this is childish writing.—

Darwin Correspondence Project "To Asa Gray 17 September [1861]" DCP-LETT-3256


حسنا سنتجاهل مشاكل داروين الشخصية مع الاله و نفترض جهله بطبيعة الحياة و العقل و نركز على الحجة الخبيثة الأخيرة فهى نفس المنطق الماكر الذى يستخدمه أنصاره حتى اليوم لترويج التطور و تمرير انعدام الغاية و غياب التصميم فى وسط الكلام...دعنا نسلم جدلا بالتطور من سلف مشترك ما الذى استدعى تمرير عدم وجود تصميم فى وسط الكلام؟ ألا يمكن لمبرمج أن يطور برنامجا الى نسخة أكثر تعقيدا؟ فهل معنى انحدار ذلك البرنامج الجديد من نسخة أقدم "سلف " غياب التصميم؟ أم أن المسألة هى فى الواقع تمرير عقيدة غياب التصميم تحت غطاء علمى؟ ما معنى أن كون الانسان من نفس مكونات الكائنات الأخرى و ليس من حديد أو نحاس دليل على انحداره منها؟ و طبعا بدون تصميم كما قال داروين...كيف سيأكل و يشرب و يتفاعل مع النظام البيئى الحى ان كان من مكونات مختلفة تماما؟ و ان وضعت له أجهزة تعويضية اضافية أما كان داروين و أمثاله ساعتها سيقولون ما هذا التصميم الفاشل - لماذا لم يتم صناعته من نفس المكونات حتى يكون جزءا من النظام البيئى مباشرة بدلا من اضافة كل تلك الاليات التعويضية؟ أما كانزا سيزعمون أيضا ان هذا دليل دامغ على غياب التصميم!!! السبب الحقيقى الذى يتم اللف و الدوران لاثباته بحجج أقل ما توصف به بأنها واهية و سطحية و سخيفة!!! بل ان بعض المعاصرين قد نبه أيضا أنه لو كان المصمم يجب عليه أن يعمل بالطرق العجيبة التى يفترضها التطوريون لأصبحت دراسة الأحياء شبه مستحيلة اذ كل نوع ستكون له منظومته المستقلة من مخطط جسدى و مكونات مختلفة و أنظمة كيمياء حيوية خاصة...الخ بروتينات من أحماض أمينية غير العشرين المتعارف عليها أو ربما من مكونات أخرى غير الأحماض الأمينية أو ربما لا بروتينات أصلا بل شئ اخر و نفس الأمر للحمض النووى و الدهون و كل شئ سيكون بدلا منه مكون اخر و بالتالى فكل نوع مخلوقات كانت ستتم دراسته من الصفر و كأننا نعيد اختراع العجلة و كأننا لا نعرف شيئا فى علم الأحياء و عندها طبعا كان نفس التطورى سيقول لك: أرأيت؟ ما هذه الفوضى الرهيبة؟ كل نوع من الكائنات يحتاج الى علم أحياء منفصل خاص به لأن أنظمته و كيمياءه و مكوناته و تشريحه لا علاقة لها بأى شئ نعرفه!!! كيف تستنتج التصميم من هذا الجنون؟ اننا لم ننهى حتى الان دراسة و لو نسبة ضئيلة من هذه العشوائية المحضة. أرأيت نتائج التطور!


و لكن هل حقا هذا التشابه دليل على الانحدار كما يزعمون من سلف مشترك سواءا بتصميم أو بدون؟ و لنضرب مثالا عمليا فانه من التوقعات البائسة لفرضية السلف المشترك هو أن الشفرة الجينية ستكون مشتركة و ثابتة بين الكائنات المختلفة لأنها انحدرت كلها من سلف أول LUCA Last Universal Common Ancestor كان يمتلكها (و لا تسأل طبعا كيف طورها)...بنفس المنطق المعتوه يخبرنا ثيودور دوبزانسكى فى مقاله الشهير "لا شيء فى البيولوجيا يمكن فهمه الا فى ضوء التطور" بأن وحدة مكونات الحياة مثل الشفرة الجينية و الرنا و البروتينات بين الكائنات دليل على أن الحياة نشأت من المادة الصماء مرة واحدة بهذه الشفرة و هذه المكونات ثم توارثتها الكائنات أثناء التطور


Dobzhansky "Nothing in biology makes sense except in the light of evolution" (1973): 127


و لنفس السبب أطلق فرانسيس كريك مكتشف هيكل الحمض النووى على الشفرة Frozen Accident أى حادثة/صدفة مجمدة (أى احتفظت بها الطبيعة على حالها عند حدوثها) و طبعا لا تسأل كيف نشأت الية التشفير و فك التشفير و الشفرة نفسها و الات الوظيفية المصنوعة من هذه المكونات...لا يهم المهم أن نقول أى كلام فارغ لنستدل على التطور...تخيل أن يقول لك شخص ما أن كون كل البرامج على حاسبك الالى تستخدم نفس لغة البرمجة فهذا دليل على أن لغة البرمجة نشأت من القرص الصلب ثم توارثتها البرامج!!! المذهل أن دبوزانسكى الذى يزعم فى مقاله أنه لو لم يكن هناك تطور اذن الاله يخدع عباده بعدها بأسطر قليلة يشبه الشفرة الجينية بحروف اللغة و بناءا عليه وفقا لاستدلاله هو فان كل كتاب فى الكون يقوم مؤلفه بخداع القراء عندما يقول لهم أنه كتبه بالانجليزية و لم "يطوره" من نص انجليزى اخر. ألم يلحظ دوبزانسكى مدى عوار استدلاله (و الذى ينقله عنه التطوريون اليوم بلا تفكير)؟ ربما لم يلحظه لأن الرغبة فى الانتصار لمعتقد مسبق (التطور) أعمت عينيه...الدوغمائية التى يتهم بها كل معارضى التطور فى مقاله هى التى أعمته عن معنى ما يقول! المدهش أن دوبزانسكى فى كلامه استخدم نفس الخدع التطورية الشهيرة عن تنوع السلالات فتحدث عن تنوع ذبابة دروسوفيلا لتتكيف مع بيئات مختلفة ليدلل على التطور (نفس فكرة مناقير العصافير تتغير اذن فالطيور نشأت من الزواحف) و لكنه لو عاد الى نفس المثال الذى ضربه بنفسه لقال أن وجود نسخ مختلفة و طبعات متعددة بتنقيحات و تعديلات كثيرة من كتاب داروين أصل الأنواع دليل دامغ على أن نسخة الكتاب الأولى نشات بتعديل (تطوير)كتاب اخر و أن داروين خدعنا عندما قال أنه كتب الكتاب!!! ان نوع التغيرات التى تطرأ على كائن موجود فعلا ليتكيف على بيئة جديدة لا علاقة له أبدا بنوع التغيرات المطلوب لتحويله الى كائن جديد تماما كما أن اصدار طبعة جديدة من كتاب لا علاقة له بطريقة كتابة طبعة الكتاب الأولى اول مرة لا كما و لا كيفا...هذه حقيقة واضحة صريحة لا يراها دوبزانسكى و لا من ينقلون عنه اليوم لأن معارضى التطور تدفعهم قناعاتهم المسبقة طبعا!!!


و بالعودة الى الجينات و التشفير فقد أضاف البعض أنه و لأن أى تعديل فى الشفرة سيتسبب فى خلل فى عمليات انتاج الكثير من البروتينات و سيكون مميتا أو معيقا على أفضل تقدير فان هذا دليل أكبر أن الشفرة نشأت مرة واحدة (لا تسأل كيف) ثم تم توارثها


“any alteration of the code would be lethal, because it would change too many proteins at once”

Bernard Davis “Molecular Genetics and the foundations of evolution” Perspectives in Biology and Medicine 28 (1985): 251 – 268


“It would be retained because any change in it would be disastrous. A single change would cause all the proteins of the body, perfected over millions of years, to be built wrongly, no such body could live...Thus, we expect the genetic code to be universal if all species have descended from a universal ancestor”

Mark Ridley “The Problems of evolution” (1985): 11


“Consider what might happen if a mutation changed the genetic code...this type of mutation would still be lethal”

James Watson et al., “Molecular Biology of the gene” 4th edition (1987): 453


“once established the genetic code will never change, barring an incredible event and all organisms descendant from a given organism having the complete code will have the same code”

Ralph Hinegardner and Joseph Engelberg “Rationale for a universal genetic code” Science 142 (1963): 1083-1085


لاحظ أننا سنتقبل هذه الأحكام العجيبة تنزلا من باب مسايرة المخالف فلا يوجد ما يمنع مبرمجا من استخدام نفس لغة البرمجة لكتابة برامج مختلفة و لا يقول عاقل أن هذا معناه أن البرامج انحدرت من بعضها أثناء النسخ كما لا يقول عاقل أن لغة البرمجة ذاتها و الكومبايلر compiler (الية الترجمة) قد جاءت بتجمعات عشوائية للحروف و لكن ما يعنينا أنهم هم أنفسهم كانوا يعترفون بأن أى تعديل فى الشفرة غير ممكن عمليا. يعطينا رتشارد دوكنز فى كتابه صانع الساعات الأعمى مثالا لصياغة "دليل" الشفرة الجينية الذى طالما استشهد به التطوريون "طالما أن الشفرة الجينية واحدة عبر الكائنات فان هذا دليل حاسم على انحدارها من سلف مشترك لأن احتمال ان ينشا معجم من المعانى مرتين صغير بشكل لا يمكن تصوره"


"it is a fact of great significance that every living thing, no matter how different from others in external appearance it may 'speaks' almost exactly the same level of language at the level of genes. The genetic code is universal. I regard this as near conclusive proof that all organisms are descended from a single ancestor. The odds of the same dictionary of arbitrary 'meanings' arising twice are almost unimaginably small"


أرجو أن تلاحظ كمية "الاستهبال" المضمنة فى هذا الاستدلال

1-يفترض التطوريون أن المشكلة فى نشأة الشفرة مرتين بينما نشأتها مرة واحدة أصلا أمر مستحيل عمليا

2-يتجاهل التطوريون عمدا أن التفسير الأفضل لأى شفرة و الات ترجمة هو أنها مصممة لأنها نشأت بتفاعلات كيميائية و أخطاء نسخ

3-يتجاهل التطوروين عمدا التطور المتقارب الذى يستشهدون به كلما خالفت المشاهدات كلامهم عن حالات التفرد البيولوجى و الذى هو مجرد اسم أنيق لعبارة "المشاهدات ضد النظرية لكن سنحتفظ بالنظرية رغما عن أنف المشاهدات"

4-بمجرد أن يثبت للتطوريين عكس ما يقولون يتم تجاهل كل هذا الكلام و ننتقل الى "لابد أن التطور فعلها"!!!


حسنا ما الذى حدث لهذا الالزام اللطيف لفكرة السلف المشترك؟ أكثر من 20 كود مختلف تم اكتشافه




Patrick J.Keeling "Genomics: Evolution of the Genetic Code" Current Biology Volume 26, Issue 18, 26 September 2016, Pages R851-R853


Andrzej (Anjay) Elzanowski and Jim Ostell "The Genetic Codes" National Center for Biotechnology Information


مثلا فى عدة أنواع من الكائنات نجد أكواد التوقف مثل UAA / UAG / UGA قد تحولت بمعجزة ما لتشفير أحماض أمينية


Thomas Fox “Natural variation in the genetic code” Annual review of genetics 21: 67-91



أى أن تسلسلات كان يفترض بها أن تنتهى عند حد معين فجأة لم تعد تنتهى و استطالت فلم تعد تنتج ما ينبغى عليها أن تنتجه و بمعجزة ما نجت هذه الكائنات و استمرت ناهيك عن التسلسلات التى تحولت فيها أحماض أمينية الى أخرى فى كل البروتينات على مستوى الخلية دفعة واحدة مع تغير الشفرة!!!


و كيف تعامل التطوريون مع الأمر؟ كما يتعاملون مع أى دليل اخر ضد السلف المشترك...لقد تم نسيان كل الكلام السابق عن أن أى تغيير فى الشفرة معناه تغييرات متزامنة فى بروتينات كثيرة و بالتالى كارثة (و هو كلام صحيح مائة بالمائة) و تم تجاهل الدليل العملى المتمثل فى المجهود الكبير المبنى على علم و ذكاء وتصميم الذى يقوم به المهندسون الحيويون عندما يحاولون تعديل بعض أكواد التشفير و تجاوز الأضرار الناجمة عن ذلك و انتقلوا مباشرة الى مرحلة "لقد فعلها التطور" دون أى دليل أو اثبات...و لكن مهلا ألم يكن تماثل الشفرة لازم فى حالة الانحدار من سلف مشترك؟ فجأة أصبح غير لازم و بدون دليل علمى؟


و لنأخذ صفة مفصلية أخرى و هى طريقة تشكل الخلايا الجنسية (النطف) اذ يمكن أن تتم بطريقتين preformation حيث تأتى الاشارة من داخل الخلية و epigenesis حيث تأتى الاشارة من الأنسجة المحيطة بالخلية و هما طريقتان متمايزتان برغم أن المنطق التطورى القائم على التفرد البيولوجى كان يفترض نشأة التكاثر الجنسى مرة واحدة بطريقة واحدة [الحقيقة أن المنطق التطورى يتطلب عدم نشأته أصلا لأنه أبطأ و أكثر استهلاكا للموارد و لا مكن حدوثه خطوة خطوة اذ يتطلب جهازين متكاملين كل منهما بمفرده بلا قيمة بل كل منهما بمفرده أصلا يستعصى على النشأة التدرجية] يوضح لنا توزيع هاتين الطريقتين عبر شجرة التطور أمرا لطيفا جدا و هو أن هذه الصفة الأساسية للتكاثر لا تتسق أصلا مع وجود سلف مشترك اذ تجد كائنات لها نفس السلف المشترك و مع ذلك لها طرق مختلفة لصناعة الخلايا الجنسية فمن أين جاءت بها؟ مجموعة من التباديل و التوافيق!!!




Cassandra Extavour “Evolution of the bilaterian germ line: lineage origin and modulation of specification mechanisms" Integrative and Comparative Biology, Volume 47, Issue 5, November 2007, p.774


و طبعا الترقيعات التطورية معروفة لابد أنه التطور المتقارب...كل هذه الكائنات قررت فجأة أن تبدل طرقة تصنيع الخلايا الجنسية الى طريقة أخرى؟ كل هذه المرات؟ و الحقيقة أن مصطلح التطور المتقارب معناه "لقد فشلت فكرة السلف المشترك و علينا أن نخترع قصة أخرى".


السلف المشترك للمشيميات يحييكم و يؤكد لكم أن كل نوع من أنواع المشيمة يظهر فى خطوط تطورية مختلفة بدون سلف مشترك




Within the Afrotheria, three evolutionary events are reconstructed: (i) a transition from the hemochorial to endotheliochorial placenta occurred twice [once in the elephants (e.g., Loxodonta africana)] and again in the aardvark, Orycteropus afer]; (ii) a transition from the hemochorial to epitheliochorial state may have occurred in the dugong, Dugong dugon. There is no change within the sampled members of Xenartha in our study (all are hemochorial). Within Euarchontaglires two changes are observed: (i) a transition from hemo- to endotheliochorial placentation in the tree shrew and (ii) a transition from the hemo- to epitheliochorial state in strepsirrhine primates...The villous type of blood flow exchange from mother to fetus has evolved at least three times independently during the descent of placental mammals from a eutherian most recent common ancestor...Placental lactogens have evolved independently at least three times during mammalian evolution

Derek E. Wildman et al., "Evolution of the mammalian placenta revealed by phylogenetic analysis" PNAS 2006 Feb 28; 103(9): 3203–3208.


demonstrated that the epitheliochorial placenta is not only a derived form that has evolved from a more invasive placental type, but has arisen independently in three distinct mammalian lineages

R Michael Roberts et al., "The Evolution of the Placenta" Reproduction Volume/Issue: Volume 152: Issue 5: R179–R189


قس على ذلك الكثير من المسارات الحيوية بل و اليات ترجمة الشفرة ذاتها...حتى الحالات التى لن يكون فيها التحول أوالتبديل قاتل ليست منطقية أبدا من النظرة التطورية و تتعارض مع منطق الاستدلال على السلف المشترك و لكنهم تجاوزوا كل ذلك ببساطة لأنهم يعلمون جيدا (حتى و ان لم يصرحوا للناس) أن المسألة لم تكن أبدا "هل تشير الأدلة الى سلف مشترك؟" بل "كيف نثبت السلف المشترك؟" حتى ننفى الحاجة لوجود مصمم. كل ما عليك هو أن تتحدث عن التطور المتقارب و انتاج الحلول أكثر من مرة و لكن كل هذا لا ينفى بببساطة سقوط فكرة السلف المشترك

و لكن هل لاحظت شيئا...ان الكلام كله عن توزيع الصفات لا عن النشأة الأولى..عن الوراثة لا عن تكون الصفة المرورثة...يعترف التطوريون أنفسهم بمدى عجز النظرية عن تفسير نشأة الصفات الجديدة و بالتبعية تركيزها على الانتشار المزعوم لهذه الصفات بعد تكونها فمثلا تنقل لنا مجلة الطبيعة نيتشر و غيرها من المنابر التطورية بعض هذه الاعترافات


“The modern synthesis is good at modeling the survival of the fittest, but not the arrival of the fittest. Scott Gilbert ”


“When the public thinks about evolution, they think about the origin of wings and the invasion of the land," says Graham Budd, a palaeobiologist at the University of Uppsala, Sweden. "But these are things that evolutionary theory has told us little about."


John Whitfield “Biological theory: Postmodern evolution?” Nature volume 455, 281–284 (2008)

“while we already have a quite good understanding of how organisms adapt to the environment, much less is known about the mechanisms behind the origin of evolutionary novelties, a process that is arguably different from adaptation. Despite Darwin’s undeniable merits, explaining how the enormous complexity and diversity of living beings on our planet originated remains one of the greatest challenges of biology.”

Günter Theißen “Saltational evolution: hopeful monsters are here to stay” Theory in Biosciences volume 128, 43–51 (2009)


و يعبر عن هذا بعض علماء الأحياء التطوريين أنفسهم قائلين "العين الأولى...الجناح الأول...المشيمة الأولى...لم تفسر نشأتها النظرية" و قبلها مباشرة ينوهون الى أن النظرية تفترض وجود المكونات دون ان تشرح منأين جاءت و لا كيف تم دمجها معا لصناعة عضو جديد


For one thing, it starts midway through the story, taking for granted the existence of light-sensitive cells, lenses and irises, without explaining where they came from in the first place. Nor does it adequately explain how such delicate and easily disrupted components meshed together to form a single organ. And it isn’t just eyes that the traditional theory struggles with. “The first eye, the first wing, the first placenta. How they emerge. Explaining these is the foundational motivation of evolutionary biology,” says Armin Moczek, a biologist at Indiana University. “And yet, we still do not have a good answer. This classic idea of gradual change, one happy accident at a time, has so far fallen flat.”

"Do we need a new theory of evolution?" The guardian


و فى مؤتمر البيولوجيا التطورية 2016 يعترف أحد المقدمين بأن النظرية لا تفسر نشأة الصفات الجديدة فقط حفظها و انتشارها (دقيقة 10 – 11:30) بل يقول أن النظرية لم تصمم أصلا لتفسير هذه الأشياء (قارن هذا الاعتراف بالصفاقة منقطعة النظير التى يكذب بها بعض أنصار النظرية منذ 50 عاما و هم يؤكدون للعامة قوة النظرية و قدراتها التفسيرية)


“the standard theory is focused on characters that exist already and their variation and maintenance across populations, but not on how they originate.” He says the theory is “not designed for addressing” the origin of novel characters.



و طبعا كل الحلول المقترحة سواءا من الوراثة فوق الجينية أو البيولوجيا النمائية مجرد سد خانة فالأولى تنظم صفات موجودة بالفعل و الثانية العبث بها لا يؤدى الى نشأة صفات جديدة بل الى تشوهات و اعاقات أى أن المسألة من جديد تدور حول اعطاء مسميات جوفاء للحدث التاريخى/التفرد البيولوجى biological singularity/historical contingency لمجرد تبرير فرضية السلف المشترك التى تحتاجها النظرية

لهذا فان النظرية تحاول أن تحيلك دائما الى السلف المشترك حتى تفترض أن صفة ما قد نشأت فى كائن ما مرة واحدة biological singularity ببساطة لأنها عاجزة عن تفسير وجودها فتستخدم طريقة أعطنى معجزة و سيحدث كل شئ بشكل طبيعى بعد ذلك...لهذا يجب أن يتم افتراض السلف المشترك للهروب من أزمة نشأة الصفة و تفسيره بأنه مجرد حدث استثنائى تاريخى نادر و التركيز على انتشار و تشعب حاملى الصفة. باختصار انه افتراض تحتاجه النظرية حتى تعمل و ليس دليل و الحقيقة أنه افتراض فاشل بل و هم أنفسهم يناقضونه كلما تحدثوا عن التطور المتقارب...لا يوجد كائن طور مشيمة و انحدرت منه المشيميات و كائن طور عمودا فقريا و انحدرت منه الفقاريات...الثدييات لا تتشابه لأنه انحدرت من كائن ثديى أول و الزواحف لا تتشابه لأنها انحدرت من زاحف أول...هذه تصنيفات و ليس أسلاف و من البديهى أن يتشابه أعضاء كل تصنيف لأن الكائنات أصلا تصنف وفقا لصفات مشتركة و هو الفكر البديهى و المنطقى و الأكثر اتسشاقا مع الأدلة و المشاهدات و الذى يسمى أحيانا البنيوية Structuralism كما نقل مايكل دنتون فى "التطور نظرية ما تزال فى أزمة"


و من الأمثلة المضحكة أيضا أنه عند اكتشاف أن انزيم Topoisomerase الذى يساهم فى فك تشابك الحمض النووى أثناء فتح الشريط من أجل الترجمة و هو الاخر من ضمن الاليات المفصلية الكثيرة المتعلقة بقراءة و ترجمة الشفرة الوراثية التى تختلف بين أنواع الكائنات سارع أصحاب الاكتشاف بعد الاعتراف بأن هذا عكس ما هو متوقع من فرضية السلف المشترك لاستباق الاستنتاج الاخر بالقول بأنه لو كان هناك مصمما ذكيا لكان استخدم نمطا واحدا من الانزيمات


Topoisomerases are essential enzymes that solve topological problems arising from the double-helical structure of DNA. As a consequence, one should have naively expected to find homologous topoisomerases in all cellular organisms, dating back to their last common ancestor. However, as observed for other enzymes working with DNA, this is not the case. Phylogenomics analyses indicate that different sets of topoisomerases were present in the most recent common ancestors of each of the three cellular domains of life…An intelligent designer would have probably invented only one ubiquitous Topo I and one ubiquitous Topo II to facilitate the task of future biochemists.

Patrick Forterre and Danièle Gadelle "Phylogenomics of DNA topoisomerases: their origin and putative roles in the emergence of modern organisms" Nucleic Acids Research, Volume 37, Issue 3, 1 February 2009, Pages 679–692


المثير للسخرية حقا هو أنهما يفرضان على المصمم ما يفعله برغم من أننا فى المنتجات المختلفة و لنفس الشركة يمكننا أن نرى طرازات مختلفة من نفس المكون فمثلا لدينا فئات مختلفة من الحواسيب و من كل مكون من مكوناتها كمعالجات المعلومات و الأقراص الصلبة و كل فئة ملائمة لمتطلبات معينة و فى المقابل تجاهلا عواقب النتيجة بالنسبة لفرضية السلف المشترك بالزعم أنه لابد أنه (لسبب لا يعلمه الا الانتخاب الطبيعى) كان يحمل كل هذه الطرز من الانزيمات...و الدليل؟ التحليل المبنى على تطور السلالات Phylogenomic analysis أى أن الدليل هو فرضية السلف المشترك ذاتها...الحقيقة أن أفضل وصف لهذا الكلام هو ما قاله المحررون عند نشر ورقة ستيفن جاى جولد الشهيرة عن التوازن المتقطع و مقارنة محتواها بما يقوله التطوريون الاخرون من كلام معاكس للأدلة


"ان النظرية التى يتم تبنيها مسبقا هى التى تحدد لك ما الذى سوف تراه فى النتائج"

a priori theorems often determine the results of "empirical" studies...theory dictates what one sees

Eldredge, N. & Gould, S.J. "Punctuated equilibria: an alternative to phyletic gradualism" (1972) pp 82-115 in "Models in paleobiology", edited by Schopf, TJM Freeman, Cooper & Co, San Francisco.

http://www.somosbacteriasyvirus.com/phyletic.pdf


و تمتد هذه الظاهرة أيضا الى بروتينات أخرى تقوم بوظائف مختلفة فى عملية نسخ الحمض النووى


“Origin of DNA replication is an enigma because the replicative DNA polymerases (DNAPs) are not homologous among the three domains of life, Bacteria, Archaea, and Eukarya.”

Eugene V. Koonin et al., "The replication machinery of LUCA: common origin of DNA replication and transcription" BMC Biology volume 18, Article number: 61 (2020)


طبعا لن نعلق على الكم الهائل من الفرضيات الجانبية التى يتم استحضارها لدعم الفرضية الأصلية كالوحدات التى تتعرض لاندماج fusion يجعلها و يا محاسن الصدف ملائمة لوظيفة جديدة و من ثم يتم "تجنيدها" recruit الى اخر المصطلحات الملتوية التى يتم استخدامها فقط لتجنب الايحاء بوجود تصميم و قصد و غاية و لكن الشاهد هو الاضطرار الى الاعتراف بأن حتى أعقد و أهم اليات أصل الحياة و الخلية الأولى تعتمد بعض وظائفها على مكونات مختلفة و اليات مختلفة...طبعا لاحقا بدأ التوسل بفرضية عالم الرنا لتبرير لماذا لم تكن هذه المكونات كلها فى سلف مشترك الا أن هذه الفرضية ساقطة تماما كما وضحنا فى مقالات أخرى


و قد بدات بعض الأبحاث فعلا تلاحظ أن نمط توزيع الوظائف الانزيمية لا يبدو بسبب سلف مشترك بسبب وجود الوظائف المتماثلة التى تقوم بها مكونات مختلفة


Instead, we showed here that universality classes are not directly correlated with component universality, which is indicative that it emerges as a macroscopic regularity in the large-scale statistics of catalytic functional diversity.

Dylan C Gagler et al., "Scaling laws in enzyme function reveal a new kind of biochemical universality" PNAS 2022 Mar 1;119(9):e2106655119


يبدو و كأن ما يتم توريثه من السلف المشترك هو الوظيفة و لكن الوظيفة مفهوم ذهنى و ليس مادى حتى نحتاج جينات تمر من سلف و المفهوم الذهنى المشترك يأتى من مصدر مشترك و لكنه ليس سلف انه تصميم مشترك



حاول التطوريون أيضا استخدام تنادد الدماء عن طريق اختبارات تفاعل الأجسام المضادة لاثبات العلاقات التطورية و سعدوا جدا فى البداية ببعض النتائج المتوافقة مع التطور-بغض النظر عن أن التشابه لا يثبت التطور و لكن يثبت وجود تصميم لقوالب مثالية للحياة-الا أن النتائج السلبية المتعارضة مع شجرة التطور بدأت تتراكم فقربت الاختبارات الخراف و الخيول جدا و جعلت الانسان حلقة وصل بين الشمبانزى و الغوريلا مما اضطرهم لترك هذه الطريقة



تنادد الأعضاء الأثرية:


حاول التشريح المقارن ايجاد هياكل متناددة أثرية vestigial اعتقد التطوريون انها بقايا أعضاء كانت مفيدة للسلف ثم لم تعد ضرورية فى الحياة المتطورة فضمرت و ضربوا أكثر من 100 مثل تلاشى معظمها مع اكتشاف العلم لوظائفها لدرجة أن علماء التشريح أصبحوا يترددون فى وصف أى عضو بالأثرى بعد أن أثبتت الأبحاث أن كل عضو له بعض الوظائف و من الكتب الموسوعية فى بيان وظائف الأعضاء التى زعمت الداروينية أنها غير وظيفية و بقايا تطور


Bergman, Herry. "Useless Organs: The Rise and Fall of a Central Claim of Evolution"


و للمزيد من الدحض العلمى لفكرة وجود هياكل غير وظيفية تدل على الوراثة من سلف مشترك يمكن مراجعة وظيفية الجينات الملقبة بالزائفة و وظيفية الأعضاء الأثرية و الحمض النووى الملقب بالخردة و وظيفية الحمض النووى الملقب بالفيروسات

الطريف أن الأعضاء الأثرية اصلا ليست دليلا على التطور بل على الانتكاس و الأولى للتطوريين اثبات نمو أعضاء جديدة نافعة أو وجود أعضاء قيد التطور و هو ما لم يحدث.


الخلاصة:


ان الاستدلال الدائرى مشكلة شائعة جدا ف نظرية التطور و هى أن تستدل بفرضيات تطورية على فرضيات تطورية أخرى...ان التطور قادر على انتاج التعقيد ألم ترى كيف أنتج سونار الخفاش؟ انه قادر على تحويل الكائنات تحويل جذرى ألم ترى كيف حول كائن برى رباعى الأقدام الى حوت؟ يا عزيزى التطور لا صنع للخفاش سونار و لا حول كائن برى الى حوت و لا هو صنع صفات فى سلف ورثها لذريته فتسبب فى التشابه...هذه فرضياتكمم أنتم فلا تستدلوا بها على فرضيات أخرى أو على صحة الفرضية الأم (التطور/السلف المشترك) و كأنها حقائق!!!


ما يهم حقا هو العمليات التى تخلق مخطط للجسم و ليس كون هذا المخطط المشترك يعكس وجود سلف مشترك أم لا. يجب العودة الى مفهوم تنادد ما قبل الداروينية التى افترضت عدم وجود غائية. ان القصور لا تتطور من بيوت الكلاب مرورا بالأكواخ و البيوت لمجرد أنهم من نفس المواد بل مهندس هو الذى صممها و الاعتراض بأن الكائنات الحية تتكاثر و البيوت لا تفعل بلا معنى لأن التصنيف الهرمى كنظام تصنيف باق كما هو فى الحالتين حتى لو حذفنا الخصوبة من الكائنات الحية و أضفنا الية النسخ الذاتى للبيوت.. ان السبب الحقيقى لقبول التطور كتفسير لتشابه الكائنت هو تشربه من الأيام الأولى لتلقى العلم و الضغط الاجتماعى على العلماء لتبنى المذهب المادى الطبيعى و كأنه الحق الأوحد و ما دونه خرافة بينما السبب الحقيقى للتنادد هو مفهوم "قوالب التصميم" الذى كان سائدا قبل أن يشغب عليه داروين بفرضياته


اعتقد ثم استدل التى يتهمون كل من سواهم بها هم غارقون فيها اذ تبدأ النظرية بمعتقدين تأسيسيين لا برهان عليهما

1-كل ما نشأ فهو موجود بالتطور (و هذا المعتقد ليس مبنى على الأدلة كما يصورون للناس لأن كل أدلته فى الواقع هى تأويلات تعسفية للبيانات وفق المبدأ نفسه أى أنهم يقومون بحياكة المشاهدات و التفسيرات و التأويلات على مقاس التطور ثم يعتبرونها أدلة و بعض هذه التأويلات فى منتهى السخافة و الاستحالة)

2-لا يوجد تصميم (و هذا المعتقد أيضا ليس بسبب الأدلة فكلما وجدوا شيئا مصمما قالوا بل هو "وهم التصميم" لمجرد أن نظريتهم/عقيدتهم تتطلب ذلك و كل ما زعموه من أدلة له كالحمض النووى الخردة و سوء تصميم بعض الهياكل و الأعضاء الأثرية قد تم الرد عليه و تفنيده)

بناءا على هذين المعتقدين الباطلين يتم تأويل كل المشاهدات ثم الايحاء للناس أن هذه التأويلات حقائق علمية مع تجاهل تام لكونها أصلا تأويلات مبنية على مسلمات فلسفية و عقدية باطلة بل و أحيانا يزعمون أنها تنبؤات و كم من مرة سمعت من يقول أن نظرية التطور تنبأت بامتلاك الكائنات جينات متشابهة و كأنه ليس من البديهى و المنطقى بتطور أو بدون أن تتم الوظائف المتشابهة بجينات متشابهة و كأن هذه المعلومة البدهية من ابداعات نظرية التطور!!! (ناهيك عن خطأها أصلا كما وضحنا سابقا)


ملحوظة: تم تحديث الملخص بمصادر اضافية من كتب و مقالات أخرى غير كتاب دكتور برجمان



349 views0 comments

Comments


Commenting has been turned off.
Post: Blog2_Post
bottom of page