top of page
Search
  • Writer's pictureIllidan Stormrage

شهادة الأحافير: الحشرات

Updated: Jul 12

ان الحشرات ليست مجرد افات مزعجة بل لها أدوار مهمة فى الحياة كتلقيح المحاصيل و اعادة تدوير المواد العضوية و هى من المفصليات و يعرف منها ما يقرب من مليون نوع و تعانى كالعادة من نفس المشكلة "لا أشكال انتقالية" بل ان العلماء اليوم يسعون الى نقل ما يزعم التطوريون أنه أخطاء نسخ حمض نووى الى تصميماتهم


Jesus Rivera, Maryam Sadat Hosseini, David Restrepo, Satoshi Murata, Drago Vasile, Dilworth Y. Parkinson, Harold S. Barnard, Atsushi Arakaki, Pablo Zavattieri & David Kisailus "Toughening mechanisms of the elytra of the diabolical ironclad beetle" Nature volume 586, pages543–548 (2020)


يعتبر السجل الأحفورى للحشرات غنى جدا خاصة الأجنحة لأنها لا تتحلل أو تهضم بسهولة و قدرت العينات الموجودة حتى خمسينات القرن العشرين بنحو نصف مليون و قد زادت عليها الاف العينات منذ ذلك الحين و هى عينات متنوعة جدا و بجودة و تفاصيل عالية.


Grimaldi, David and Michael Engel. 2005. Evolution of Insects. New York: Cambridge University Press. p.42.

Labandeira , Conrad. 1999. “Insects and other hexapods” in Encyclopedia of Paleontology. Chicago IL: Fitzroy Dearborn, Vol. 1, p.623

Labandeira , Conrad and J. Sepkoski. 1993. “Insect Diversity in the fossil record” Science, 261:310


فى ظل هذا الغنى تسقط أى مزاعم للتطور بأن طبيعة الحشرات تعيق اكتشافها و هى المزاعم التى يتم اطلاقها طبعا لأن وفرة الأدلة تثبت بطلان الفرضيات التطورية و عدم وجود فقر فى العينات يغلق مجال التأويل فأقدم الأحافير تشير الى كل مجموعة من الحشرات محددة بوضوح و كل العلاقات التطورية المفترضة عبارة عن روايات قصصية مبنية على تشابهات بعض الصفات بين بعض المجموعات دون دليل حفرى.


Romoser, William and John Stoffolano. 1998. The Science of Entomology. New York: McGraw-Hill. p.326 – 331


من السيناريوهات المفترضة التطور من الديدان بسبب الجسد المجزأ أو من كثيرات الأرجل Myriapods أو القشريات أو المفصليات أو حتى من السمك الفضى القديم zygentoma و الى جانب غياب الدليل فان هذا الأمر يتطلب اكتساب هياكل و فقدان أخرى من أجل القفز أو الطيران أو حمل حبوب اللقاح أو الامتصاص أو غير ذلك و لا يوجد أى أثر لهذه المراحل الانتقالية و الأدهى أن الحفريات عادة ما تكون متطابقة مع نظائرها الحديثة و هو ما لا يدعم حدوث أى تطور

[أحد النماذج الكثيرة لثبات الحشرات فى الأحافير و مطابقة عينات عمرها ملايين السنين لنظائرها الحديثة-دكتور حسان بن عابد]


و على نفس المنوال فى النمل نجد أن أقدم أحافير النمل على الاطلاق تضم سمات تشريحية هجينة بين ما يعتبره التطوريون بدائى و ما يعتبرونه متطور


What may be the oldest certifiable European ant fossil is Gerontoformica cretacica,… evidently contains a mix of primitive ant traits (two-toothed mandible as in sphecomyrmines, clypeal denticles as in some primitive ponerines) and more advanced ant traits (well-developed, high petiolar node and long antennal scapes).

Bert Holldobler and E. Wilson “The Super Organism: The beauty, elegance and strangeness of insect societies” (2008): 318-319


و كالعادة يتم اللجوء الى التبرير التطورى الشهير الذى تم دحضه مرارا -لابد أن كل هذه البيانات المتضاربة مع التطور سبببها ضعف السجل الأحفورى و بالتبعية عدم تسجيله لهذه "الملحمة التطورية"


The ecological history of the ants through geological time, culminating in the profusion of complexly social creatures around us today, must be regarded as one of the great epics of evolution. Its unfolding, however can still be seen only in fragments. Large gaps remain in the fossil record, especially across the critical period of major radiation that reached from the Late Cretaceous into the Paleogene.

Ibid p. 331


و حتى نموذج الملكة البدائية الشبيهة بالشغالات ergatoid queen و التى كان يعول عليها كحلقة انتقالية نحو نموذج الملكة المتطورة أتت أبحاث أخرى لتثبت أنها ملكة متطورة كاملة برغم فقدانها للأجنحة و أنها على الأرجح ليست خطوة انتقالية بين الشغالات و الملكة بل انحدار من طبقة الملكات المتكاثرات خاصة فى حالات السلالات التى تعيش على الصيد الجماعى حيث لا يمكن للملكة أن تطير بمفردها لتؤسس مستعمرة بل يجب أن ترحل مع جزء من قوة صيد المستعمرة القديمة و هؤلاء لا يطيرون فيجب ارشادهم و توجيههم بريا


ergatoid queens should be defined as individuals that possess all the specialized attributes of the reproductive caste, despite their external resemblance to workers. Thus, the ergatoid queen IS not, as previously often assumed, an ergatogyne, a wingless female that is merely a morphological intermediate between workers and winged queens. Instead, it is a distinct queen caste that must have evolved from alate queens – Ibid p. 380-381

C. Peeters, "Monogyny and polygyny in ponerine ants with or without queens." in L. Keller ed. “Queen Number and Sociality in Inseets” (Oxford University Press, 1993), pp. 234-26


و لتفصيل أكثر فى مدى تضارب تصنيفات النمل بشكل عام مع الفرضيات التطورية يرجى مراجعة هذا المقال عند عنوان: معضلة توزيع الصفات


ان أهم ركائز فكرة التطور من سلف مشترك هو أن السمات خاصة المعقدة و المركبة من غير المرجح أن تنشأ أكثر من مرة فى تاريخ تطور الحياة لذا فمن الأوقع افتراض تطورها مرة واحدة فى سلف ما ثم وراثتها من كائنات تفرعت عنه و لكن كالعادة يثبت ظهور الصفات عدة مرات بلا سلف مشترك فمثلا عند دراسة رتبة الحشرات caddisfly ذات الأربع أجنحة وجد الباحثون أن الأنظمة المطلوبة لتنسيق عمل الأجنحة الأمامية مع الخلفية و التى قد تصل الى ثلاثة أنظمة لا يمكن تعقبها الى سلف مشترك و بالتالى تطورت أكثر من مرة


The caddisfly suborders Annulipalpia and Integripalpia (Trichoptera) each have evolved a wing coupling apparatus, with at least three systems having evolved within the suborder Annulipalpia.

Stocks IC 2010. Comparative and functional morphology of wing coupling structures in Trichoptera: Annulipalpia. Journal of Morphology 271(2), 152–168.


لاحظ أننا نتحدث عن مستوى الرتبة order و هو مستوى تصنيفى بسيط نسبيا (مثلا الضفادع و العلاجيم رتبة و العناكب رتبة و السلاحف رتبة و هكذا ثم تتتفرع منهم العائلات و الأنواع) و لا يجد منتقدى التطور أصلا أى مشكلة فى عزو الكثير من هذه الرتب الى سلف مشترك فى معظم الأحوال لما بينها من تشابهات كبيرة و مخطط جسدى مشترك فاذا كان حتى هذه التصنيفات المبسطة تحتوى على صفات لا تتفق مع فرضية السلف المشترك فما بالك بالتصنيفات الأعلى ذات الفروق الأضخم!


و نفس الأمر ينطبق على رتبة الفراشات و العث (حرشفيات الأجنحة) و التى تظهر سماتها المميزة المتعلقة باليات الطيران و التغذى بل و حتى حراشف الأجنحة ذاتها scale wings و التى سميت الرتبة كلها باسمها أكثر من مرة بلا سلف مشترك


Although scales may offer support for the monophyly of some genera or groups of species, their presence in the Protoptilinae seems to be convergent.

Robertson DR & Holzenthal RW 2008. Two New Species and a New Record of Protoptila from Bolivia (Trichoptera: Glossosomatidae: Protoptilinae). Annals of the Entomological Society of America 101(3), 465–473


these extinct lacewings convergently evolved wing eyespots that possibly contained melanin, and wing scales, elongate tubular proboscides, similar feeding styles, and seed–plant associations, similar to butterflies.

Labandeira CC et al. 2016 The evolutionary convergence of mid-Mesozoic lacewings and Cenozoic butterflies. Proceedings of the Royal Society B 283(1824): 20152893, 1–9.


بل حتى الحشرات المنقرضة كانت على مستوى عال من التعقيد كالمعاصرة لدرجة أن بعض الحشرات كان يظن أنها أحافير منقرضة ثم اكتشفت حية و معاصرة و فى المقابل أخرى منقرضة اكتشف بصفات مشابهة للحية و المصدر السابق الخاص باليات طيران و تغذى حرشفيات الأجنحة المعاصرة و التى وجدت فى أحافير حشرات منقرضة عمرها 165 مليون سنة مثال على ذلك


Brues, C.T. 1951. “Insects in Amber” Scientific American. 185(5):56-61


Sanders, Robert and George Howe. 1985. “Insects Indicate Creation” Creation Research Society Quarterly, 22(4):166-170


Pennisi, Elizabeth. 2002. “New Insect Order Speaks to Life’s Diversity” Science: 296:445-447

الأجنحة:


يعتبر جناح الحشرة هيكل معقد مصنوع من مادة تسمى cutin تجمع بين الخفة و القوة و معززة بشبكة أوردة لتغذية و دعم هيكل الجناح و مغطى بصفائح دقيقة تعمل كألواح شمسية للتدفئة

Chapman R.F. 1998. The Insects Structure and Function. 9th Edition Cambridge, MA Harvard University press. p.186.

يحتوى الجناح على 30 عضلة متصلة بالقفص الصدرى ليتمكن من الخفقان بسرعة 200 مرة فى الثانية و قد تصل الى 1000


Aberlin, Mary Beth. 1995. “Air Power: Virtual Reality for insects”. The Sciences, 35(6):13


و من أجل مجاراة هذا المجهود فان معدلات الأيض (انتاج الطاقة) يجب أن ترتفع هى الأخرى و الا أصبحت الأجنحة و عضلاتها بلا قيمة فمثلا يقوم النحل بانتاج و استهلاك 1.39*10^15 جزئ تخزين طاقة ATP مع كل دورة أجنحة


R.k. Saurez "Oxygen and the upper limits to animal design and performance" Journal of Experimental Biology 201, no. 8 : 1065 - 1072


كما هو واضح نحن أمام هياكل معقدة جدا و الحشرات الحفرية القديمة لديها أجنحة "متطورة" بالكامل و لا توجد أى بنية فى المفصليات يمكن مقاربتها مع الجناح


Brodsky, Andrei K. 1996. The Evolution of Insect Flight. New York: Oxford University Press. p.79


Marden, James H. 1995. “How Insects Learned to fly” The Sciences, 35(6):27


Callahan, Philip S. 1972. The Evolution of Insects. New York: Holiday House. p.73, p.96


لذا يلجأ التطوريون الى فرضية التطور المشترك co-option [كنا قد عرضنا نقدا لها فى كتاب تفنيد أركان الداروينية t.ly/Llh6 ] للزعم بأن الحشرات قد "استعارت" أعضاءا أخرى و وظفتها للطيران و يتحفوننا بالكثير من القصص الخيالية المعتمدة على أحد الهة الفجوات التطورية "ملايين السنين". ربما تطورت من خياشيم أو من أطراف زائدة أو من نتوءات على الجسد أو من ألواح على الظهر و الصدر. طبعا لا أحد يعلم ما هذه النتوءات و الألواح أصلا و لماذا كانت موجودة الا أن الخيال الروائى التطورى كفيل بهذا فربما كانت هناك لجذب الجنس الاخر أو للتحليق الشراعى أو للتجديف فوق الماء [تكهنات ثم تكهنات لتبرير التكهنات ثم يقال لنا فى النهاية العلم اكتشف...العلم أثبت] الا أن فرضيات أصول أجنحة الحشرات قد تضاربت عند مقارنة السمات الشكلية المورفولوجية مع الاليات النمائية الجينية


David E. Alexander "On the Wing: Insects, Pterosaurs, Birds, Bats and the Evolution of Animal Flight" (2015)


من جديد تظهر مشكلة التطور الكبرى...التعقيد غير القابل للاختزال الذى لا يمكن انتاجه خطوة خطوة لأنه لا يعمل الا بعد اجتماع أجزاؤه من أجنحة و مفاصل و عضلات و أعصاب و جسد مناسب و لا يملك التطوريون سوى اقتراح فوائد محتملة لبعض الخطوات المفترضة


Aberlin, Mary Beth. 1995. “Air Power: Virtual Reality for insects”. The Sciences, 35(6):47

Marden, James H. 1995. “How Insects Learned to fly” The Sciences, 35(6):26


نذكر هنا تجارب تطفير الذباب التى قام بها التطوريون فأنتجت ذبابا معاقا بسبب زيادة عدد الأجنحة و هو ما يشير الى حقيقة مهمة جدا...لن تكون الصفة مفيدة ما لم يكن المخطط الجسدى بالكامل يدعمها و قادر على استخدامها و لها صفات أخرى تساعدها كنموذج الذباب المتطفر الذى زادت فيه الأجنحة و قلت الموازنات فتدهور و لن يكون المخطط الجسدى مفيدا أو ذو معنى ما لم تكن الصفات التى سيحملها موجودة…


H. H. El Shatoury, "Developmental interactions in the development of the imaginal muscles of Drosophila,” Journal of Embryology and Experimental Morphology 4 (1956): 228-239.

أى أن فكرة الخطوات التطورية المتتالية لن تنتج شيئا


اذا أردنا تلخيص "تطور" الأجنحة فسيكون كما هو متوقع ظهور الحشرات ذات الأجنحة الوظيفية بشكل مفاجئ بدون السلسلة الطويلة من الأشكال الانتقالية المطلوبة لصناعة هذا التعقيد اذ تظهر الحشرات المجنحة فى العصر الكربونى دفعة واحدة بقدرتها على الطيران


A. Yand et al., "Modularity, evolvability and adaptive radiations: a comparison of the hemi- and holometabolous insects" Evolution and development vol.3, 2001: pp. 59-73


Romoser, William and John Stoffolano. 1998. The Science of Entomology. New York: McGraw-Hill. p.332


Carrol, Robert. 1997. Patterns and Processes of vertebrate evolution. New York: Cambridge University press. p.9

ان مجرد طى الجناح أمر معقد و يتطلب نظام من المفاصل تدعمه العضلات و الأعصاب يسمح بضغط الجناح حول البطن


Aberlin, Mary Beth. 1995. “Air Power: Virtual Reality for insects”. The Sciences, 35(6):13


Chapman R.F. 1998. The Insects Structure and Function. 9th Edition Cambridge, MA Harvard University press. p.187


و كالعادة يبحث التطوريون عن أى هيكلين ليضعوا بينهما أسهما ثم كالعادة يأتى السجل الأحفورى مثبتا أن الأجنحة القابلة للطى لم تتطور من الغير قابلة لأنهما يظهران معا فى الأحافير و يذكر بحث اخر أنهم حاولوا اختبار فرضية عدم صلاحية طبقات الأرض كتفسير للظهور الانفجارى للحشرات و الذى يسمونه فجوة سداسيات الأطراف hexapod gap بسبب عدم وجود التدرجات التى تفترضها نظرية التطور و لكنهم وجدوا طبقات الأرض صالحة تماما لحفظ الحشرات فى هذا العصر تماما كطبقات العصور اللاحقة التى تظهر فيها أحافير الحشرات (حاول أن تتذكر كم مرة يتم استخدام هذا العذر لتبرير ضعف السجل الأحفورى) و الأهم من ذلك أنهم يذكرون كيف أن نوعى الأجنحة "القديم" الغير قابل للطى و "الحديث" القابل للطى يظهران معا بالتوازى فى الأحافير بعد فجوة لم توجد فيها أى أجنحة...أى أن مصطلحات قديم و جديد التطورية التى قد توحى بأن القابلية للطى تطورت من أجنحة غير قابلة للطى لا يدعمها سجل الأحافير و طبعا لم ينسوا أن يرقعوا النتائج المضادة للتطور التدريجى بديباجات دفاعية من طراز "لابد أن الجشرات تشعبت بسرعة شديدة جدا لدرجة أن الأمر يبدو لنا لحظيا" و لا تسأل لماذا قرر التطور أن يعمل بسرعة هكذا و لا لماذا ارتفع معدل الطفرات بدون مبرر و لا هل التطور كائن عاقل مدرك ليفهم أن وجود تغير فى البيئة (بفرض حدوثه فعلا) حدث يقتضى منه تغيير سلوكه الطبيعى و معدلات عمله حتى يستغل هذه الظروف الجديدة و لا تسأل عن أى شئ فقط لابد من توفيق النتائج مع التطور رغما عن انف البيانات


To test the “bad rocks” hypothesis, the team analyzed a public database of North American rock types for different periods in the Earth’s history and found nothing unusual about the sediments of the late Devonian. “The rocks could have contained insect fossils. The fact that they don’t indicates the dearth of insects during this period is real and not just an artifact of bad luck with preservation,” said Schachat, who is also a fellow at the Smithsonian Institution in Washington, DC....Schachat said it’s notable that the first two winged insects in the fossil record are a dragonfly-like insect and a grasshopper-like insect. These represent the two main groups of winged insects: dragonflies have “old wings,” which they cannot fold down onto their abdomens, and grasshoppers have “new wings,” which are foldable. “The first two winged insects in the fossil record are about as different from each other as you could possibly expect,” Schachat said. “This suggests that, once winged insects originated, they diversified very, very quickly. So quickly that their diversification appears, from a geological perspective and the evidence available in the fossil record, to have been instantaneous

Stanford University News "Insects took off when they evolved wings, Stanford researchers find" (2018)


و طبعا بعد خمسين عاما من التأكيد على أن الأجنحة تطورت خطوة خطوة من بروزات أو أطراف أو زوائد و ان من يعترض خلقوى يعارض العلم تم سحب هذا الكلام و أصبحت الأجنحة ظهرت دفعة واحدة و من يعترض خلقوى يعارض العلم. انها موضة الايفوديفو...طالما أن الجينات النمائية للأطراف و بعض أجزاء الجسد متشابهة مع الجينات النمائية للأجنحة اذن لابد ان الأجنحة تطورت عن طريق "اعادة توصيل" جعلت العملية النمائية تدمج قدما فى شريحة من الجسد صانعة جناحا بدائيا. لن نناقش الايفوديفو الان فستكون فلنا معه وقفة طويلة لاحقا و لكننا نوضح أن الدليل على هذه الفرضية هو كالعادة نفس الاستدلال الكارثى المعتوه الذى زرعه تشارلز داروين فى علم الأحياء: هو يشبهه اذن هو تطور منه...طبعا باستثناء الحالات الكثيرة التى يشببه فيها و لكنهما "تطورا تقاربيا"!!! فالحقيقة أن الخلافات حول سلف الأجنحة سواءا كان أجزاء من جسد الحشرة أو أطرافها أو مزيج من الاثنين كلها قائمة على نفس فرضية التنادد التى كلما وجدت جينات متماثلة عزتها الى الأسلاف المشتركة بينما وجود جينات متماثلة ببساطة بسبب بعض الوظائف أو الاحتياجات المتماثلة و أبسط دليل على ذلك أن نفس الجينات النمائية الخاصة بالجناح - و التى يحاولون جعل وجود أشباه لها فى الأرجل أو فى بعض أجزاء الجسد دليل على تطور الجناح من هذه القطعة أو تلك - موجودة فى أماكن كثيرة لدرجة أن رجح البعض كونها جينات تتحكم فى نمو البروزات من الجسد بشكل عام و ليست قاصرة على أرجل أو أجنحة


Genes that researchers typically use as signposts of wing development, including vestigial, are expressed in various projections, or outgrowths, of the insect body wall—not just in the wings. “There’s these set of genes that people have thought of as wing genes and we think that those ‘wing genes’ are probably more likely to be margin outgrowth genes,”... The group has also found “wing genes” at play in the development of elaborate helmets in treehoppers (family Membracidae).

"Unearthing the Evolutionary Origins of Insect Wings" The Scientist (Apr 4, 2022)


من جديد يظهر لنا كالعادة أن كل الأدلة الدامغة التى يتم ترويجها عن تطور هذا من هذا و السلف المشترك لهذا و هذا أدلة قائمة على فرضيات مشكلة جدا كما ناقشنا سابقا عند الحديث عن التنادد (لاحظ أنه حتى لو سلمنا جدلا بالسلف المشترك فمجرد اطلاق مصطلحات عامة مثل "اعادة توصيل دوائر التحكم" لا يشرح شيئا أو يثبت شيئا)


و فى سنة 2024 قام عدد من العلماء بدراسة لجناح الذبابة و حركته و دوره فى الطيران ليوضحوا كيف تتكامل عدة هياكل من عضلات و مفاصل و روافع معا لتمكين الجناح من أخذ الوضعيات المختلفة و تنفيذ الخفقات المطلوبة للطيران و المناورة و كيف أن هذه الهياكل sclerites نفسها و المفصلات نفسها مبرمجة على منظومة الطيران لتعويض قلة الخلايا العصبية و بساطة الجهاز العصبى للحشرة و لا عزاء للخطوة خطوة و الزوائد البسيطة التى ستتحول مع الوقت و الاستطالة الى أطراف و أجنحة




"AI and robotics demystify the workings of a fly's wing" Nature Video 17 April 2024


و طبعا فبالاضافة الى كل هذه المكونات المتكاملة يجب أن يتطور النظام العصبى و المخ بالتوازى لتمكين استخدامها و القيام بمناورات الطيران المختلفة تماما عن نمط الحركة الاخر.


"The wing hinge is just the hardware; the real passion in our lab has been the brain–body interface," Dickinson says. "We want to understand the circuitry between the biomechanics and the neurobiology. Very few times in evolution has an animal had one very successful form of locomotion—walking—and simply added another one—flying. This means that the brains of insects must have all the circuitry to regulate to completely different means of moving."

"How Insects Control Their Wings: The Mysterious Mechanics of Insect Flight" Caltech News April 17, 2024


ثم لمحاكاة كيف يحدث هذا قاموا بصناعة روبوت و استخدموا برنامج ذكاء صناعى. نعم لم يقوموا بعمل ملايين من أخطاء النسخ حتى ينتقوا من بينها ما يصنع لهم المحركات و الروافع و الهيكل و المفصلات و ما يكتب لهم برنامج التعلم و المحاكاة بل استخدموا العلم و المعرفة و التصميم ثم زعموا أن هذا محاكاة لما فعلته أمهم الطبيعة بلا عقل أو علم





Johan M. Melis et al., "Machine learning reveals the control mechanics of an insect wing hinge" Nature (2024)


اضافة الى ذلك فان دراسة هياكل الجناح لم تجد نسبة التشابه المتوقعة من الأطراف الأخرى و التى من المفترض أن تكون موجودة وفقا لفرضية التطوريين التى عاملوها طويلا كحقيقة مثبتة بأن الجناح تطور من طرف اضافى لتنضم هذه الفرضية الى قائمة طويلة من "الحقائق المثبتة" التطورية التى تواصل السقوط مع توالى الاكتشافات العلمية


Unlike birds or bats, which evolved wings by adapting existing limbs, insect wings are wholly original appendages

"AI and robotics demystify the workings of a fly's wing" Nature Video 17 April 2024


Part of this success comes from their ability to fly and from the evolution of wings, which have evolved as a new type of appendage, independently of limbs.

"An exploration of how the insect-wing hinge functions" Nature News and Views 17 April 2024


مشاكل أخرى: التحول Metamorphosis


There is, I believe, nothing like this complete decomposition of one kind of animal structure and the regrowth out of this broken-down material which has thus undergone decomposition of the cells, but not apparently of the protoplasmic molecules to be found elsewhere in the whole course of organic evolution; and it introduced new and tremendous difficulties into any mechanical or chemical theory of growth and of hereditary transmission

Alfred Russel Wallace, The World of Life: A Manifestation of Creative Power, Directive Mind and Ultimate Purpose (1910), pp. 298,300


يقول ألفريد راسل والاس شريك داروين فى نظرية التطور بالانتخاب الطبيعى : لا يوجد مثيل فى كل مسار التطور لعملية تحلل هيكل من كائن ثم نمو هيكل اخر من هذه الخلايا المحطمة. ان هذا الأمر يمثل صعوبة كبيرة لأى نظرية للنمو و الوراثة


و والاس بالمناسبة لم ينل حظ داروين من الشهرة و الاحتفاء برغم كونه شريك فى النظرية لأنه رأى أن المسألة لا يمكن أن تتم بلا توجيه و غائية و علق على جمال و تناسق ألوان الفراشات تحديدا بأن مستواها يفوق أى متطلبات عملية سواءا من أجل التزاوج أو التمويه على المفترسين مؤكدا أن عقلا ما هو الذى يمكن أن ينظم قوى الطبيعة لانتاج ألوان متناسقة كهذه


There are laws of nature, but they are purposeful

Alfred Russel Wallace, New Thoughts on Evolution. Being the View of Dr. Alfred Russel Wallace. As Gathered in an Interview by Harold Begbie (1910), p. 14.


Wallace’s earlier belief in laws was replaced by his belief in ongoing providential guidance

Jakob Novák, “Alfred Russel Wallace’s and August Weismann’s Evolution: A Story Written on Butterflies” (PhD diss., Princeton University, 2008), p. 205


التحور هو تقسيم حياة الحشرة الى مرحلتين متباينتين و هو أسلوب نمو شائع فى الحشرات على غرار نموذج دودة/فراشةو "تطور" مثل هذا النظام أمر مشكل جدا و غير مبرر اذ أن ما يحدث هو عملية قضاء على الكائن القديم ثم اعادة استخدام خلاياه لبناء كائن جديد مختلف تماما بهياكل مختلفة تماما من أجنحة بألواح مجهرية دقيقة عليها للتدفئة و عيون مركبة معقدة و خرطوم تغذية و عضلات امتصاص من عملية اعادة تدوير لنفس المكونات الى جانب اعادة هيكلة الخلايا العصبية و توصيلاتها معا فى المخ. من المستحيل أن ينشأ هذا النظام بطريقة الخطوة خطوة التطورية لأن أول خطوة فيه هى القضاء على الكائن القديم و بدون تصور مستقبلى للكائن الجديد بالكامل ستكون النتيجة الموت



معظم التفسيرات التطورية - كالعادة - مجرد مراوغات كلامية تحاول الهروب من تفسير كيف نشأت العملية الى ذكر فوائدها المحتملة للحشرة و ملاءمتها لنمط حياتها كتقليل التنافس على الغذاء بين الكبار و الصغار بسببب تغذى اليرقات على موارد مختلفة عن الحشرة الناضجة بل لقد وصل الأمر بالبعض أن اعتبروه "الاستراتيجية" التى اتبعها التطور لتحقيق الفائدة الفلانية أو الهدف الفلانى و كأن كل ما فى الكون ينطق بالتصميم و الغائية فلا يملك التطورى سوى انزال أوصاف متعلقة بالتصميم كوضع استراتيجيات تحقيق أهداف على عمليات غير واعية كأخطاء النسخ و الصراع من أجل البقاء...و كأن مجرد كون صفة مفيدة أو ملائمة ستجعل اله الفجوات - الانتخاب الطبيعى يصنعها على الفور دون أى اثبات لقدراته الخارقة المزعومة على صناعة الصفات المركبة المعقدة سوى الاستدلال الدائرى بزعم أنه أنشأ أشياء أخرى لم يثبتوا أصلا أنه أنشأها على طريقة رتشارد دوكنز الشهيرة: الانتخاب الطبيعى قادر على أن يصنع أى شئ طالما صنع شيئا مبهرا كسونار الخفاش...يا عزيزى الانتخاب لم يصنع سونار الخفاش أصلا فهذه دعوى بلا دليل فلا يمكنك أن تستدل بها. أما محاولات التفسير الحقيقية فانتهت الى فرضيات عجيبة كحدوث تلقيح لبيض شعبة أو طائفة تصنيفية من ذكر من تصنيف اخر تماما فنشأت هذه العملية!!!


Donald I. Williamson, “Caterpillars evolved from onychophorans by hybridogenesis,” PNAS 106 (2009), pp. 19901-19905.


التفسير الأقوى و الذى حاول شرح الموضوع فعلا بعيدا عن القصص الخرافية عن تزاوج الشعب المختلفة أو الاكتفاء بأن فائدة الشئ ستقود الى تطوره حاول افتراض حدوث طفرات فى دوائر التحكم فى الالية النمائية و مواقع تنظيم هرمون النمو فى الحشرات العادية التى تنمو تدريجيا أدت الى نقل كل مراحل النمو و تكديسها معا لتحدث دفعة واحدة فى المرحلة الأخيرة مقابل اطالة عمر المرحلة الأولى و هذا السيناريو و ان كان هو الأفضل بين الكوارث الأخرى الا أن مشاكله كثيرة و أبسطها أن التلاعب بالاليات النمائية و تطفيرها اما يتم تعويضه بسبب وجود احتياطات أو يؤدى الى التشوه و الموت بسبب تعقيدها الشديد و هو ما شرحناه سابقا. أضف الى ذلك الكم الكبير من التعديلات المتزامنة المطلوبة و التعديلات التى لن تكون لها أى فائدة انتقائية قبل أن تكتمل المنظومة ككل مما يعنى أن الانتخاب الطبيعى لن يبقى عليها و بالتالى فحتى اذا سلمنا جدلا أن تعديلات نمائية و هرمونية هى التىأدت الى ذلك فهى تعديلات توحى بالتصميم لا بالية الخطوات التدريجية التطورية المزعومة.


مثلا المرحلة الأولى pronymph التى من المفترض أن مدتها طالت هى مرحلة عاجزة عن التغذى بمفردها و تعتاش فقط على السوائل فى بيضتها و بالتالى فان أى عملية اطالة لهذه المرحلة يجب أن تصاحبها تعديلات أخرى لاعاطءها القدرة على التغذى المستقل عن البيضة و الا ستموت. أضف الى ذلك أن ما يحدث فى عملية التحور ليس مجرد ضغط للمراحل النمائية فى مرحلة واحدة سريعة بل هو عملية قتل و تحلل شبه كاملة للكائن ثم اعادة بناءه. هناك خلايا من اليرقة القديم سيتم الحفاظ عليها ثم توجيهها لتنمو صانعة أعضاء الكائن الجديد و فى المقابل هناك خلايا جنينية imaginal primordia/disks يتم الاحتفاظ بها من مرحلة الجنين و لا تنمو الى أى شئ أثناء مرحلة اليرقة أو الدودة ثم يتم تفعيلها فى الشرنقة فقط لصناعة الكائن الجديد. معنى هذا أن الانتخاب الطبيعى يجب أن تكون لديه بصيرة و هدف ان أراد انشاء الية كهذه خطوة خطوة حتى يحتفظ بخلايا لن يكون لها أى دور سوى فى المستقبل بل و حتى يحتفظ بتعليمات نمائية اضافية فى الخلايا التى تن استخدامها فى مرحلة اليرقة لتنمة منها المرحلة التالية فى المستقبل و هذا طبعا ضد تعريف الانتخاب الطبيعى و فوق قدرات الصدفة. طبعا الى جانب أن باقى الخلايا التى ستتعرض للموت المبرمج apoptosis لافساح الطريق للأنسجة الجديدة هى الأخرى تمثل قرار باعدام الكائن ما لم تكن الخطة البديلة جاهزة من البداية و هو ما لا ينطبق على سيناريوهات الخطوات التدريجية التطورية و طبعا يجب تنسيق العملية بحرص: أى خلايا هى التى ستتعرض للتدمير و أيها هو الذى سيتم الاحتفاظ به ليبدأ البرنامج النمائى الجديد.


و فى النهاية و بعيدا عن القصص الخيالية التطورية و الأحلام و الأمنيات من طراز "لابد أن طفرات ما قد حدثت" "لابد أن ظروفا بيئية ما كانت مناسبة" "لابد أن الكائن طور كذا و كذا" فان الحقيقة الأحفورية هى أن الكائنات ذات الية التحور holometabolan تظهر فى الأحافير بالتوازى مع الحشرات التى لا تمتلك الالية و التى يفترض أن تكون أسلافها فلا يملك التطورى سوى اختراع قصص جديدة للحفاظ على أسطورة تطور هذه من تلك كأنها بالتأكيد أقدم منها و لكننا لم نكتشف ذلك بعد


Wiegmann BM, Kim J-w & Trautwein MD 2009. Holometabolous insects (Holometabola). Chapter 31, pp. 260–263 in: Hedges SB & Kumar S (eds). The Timetree of Life. Oxford University Press: New York (NY), xxi+55


Kirejtshuk AG & Nel A 2013. Skleroptera, a new order of holometabolous insects (Insecta) from the Carboniferous. Zoosystematica Rossica 22(2), 247–257.


Labandeira CC 2011. Evidence for an Earliest Late Carboniferous Divergence Time and the Early Larval Ecology and Diversification of Major Holometabola Lineages. Entomologica Americana 117 (1), 9–21


Nel A et al., 2007. The earliest holometabolous insect from the Carboniferous: a “crucial” innovation with delayed success (Insecta Protomeropina Protomeropidae). Annales de la Société Entomologique de France (NS) 43(3), 349–355.


Wiegmann BM et al., 2009. Single-copy nuclear genes resolve the phylogeny of the holometabolous insects. BMC Biology 7: 34, 1–16


و هناك أشكال أخرى للتحور أكثر تعقيدا فمثلا دودة المثقوبة الكبدية liver fluke و ان كانت ليست من الحشرات تصنيفيا و لكننا نضرب بها مثلا هنا لنوضح مثال اخر للعملية- تنتقل عبر 4 مراحل الأولى للسباحة بعد الولادة و الثانية للحياة فى أنسجة الحلزون و الثالثة لللوصول الى النباتات و الرابعة للحياة فى أكباد الخراف. (ربما هو التطور المتقارب من بعيد...أو لعله المتوازى...أو ربما المتناثر)


و هناك مشاكل أخرى كثيرة فى السيناريوهات التطورية لا تظهرها الأحافير كمشكلة الجمال مثلا و التى ناقشناها عند الحديث عن الصفات اللاتكيفية فى الكائنات و أوردنا اراء أحد أكبر دارسى الفراشات فى فشل اليات الانتخاب الطبيعى و الجنسى فى تفسيرها


مشكلة البرمجة/المعرفة : و طبعا بالتوازى مع كل هذا هناك جانب سلوكى يجب برمجته فى الكائن ابتداءا من سلوك التغذى بشراهة فى مرحلة اليرقة للحصول على الموارد المطلوبة لعملية التحول مرورا بايقاف مرحلة التغذى فى الوقت المناسب و بدء التشرنق و انتهاء بسلوك الكائن بعد الخروج من الشرنقة فالفراشة بعد خروجها من الشرنقة يكون خرطومها منقسم الى قطعتين و مفصل و بمجرد الخروج تعرف كيف تركب القطعتين مع المفصل كما تكون أجنحتها فى حالة من الانطواء و الليونة لا تسمح بالطيران فتستخدم عضلاتها البطنية لضخ سائل فى العروق الداعمة للأجنحة لفردها. هل هذه المعرفة والبرمجة فى عقل الفراشة الصغير أيضا أتت بأخطاء نسخ الحمض النووى؟ لاحظ أن بدونها لن تطير و لن تأكل أى ستموت فهل أدركت أخطاء فى نسخ الحمض النووى لدودة أو يرقة أنها عندما تصبح فراشة ستحتاج الى هذه السلوكيات؟ لماذا احتفظ الانتخاب الطبيعى بمثل هذه السلوكيات و هى تنشأ خطوة خطوة فى دودة برغم أنها بلا فائدة اذ لم تمتلك أجنحة أو خرطوما بعد؟ هل توقع أنها سوف تتحول الى كائن يمتلكهما فى المستقبل؟. بل و من الأعاجيب أن الفراش ليحصل على الأملاح يلجأ أحيانا الى امتصاص دموع بعض الكائنات! من أين عرف الفراش "معلومة" أنه بحاجة لعنصر غذائى محدد و أن هذا العنصر موجود فى هذا الموقع العجيب "الدموع"؟ هل مجرد حشر مصطلحات ضغوط بيئية/انتخاب طبيعى/ملاين السنين/طفرات/الية انتقائية...الخ فى وسط كلا انشائى و قصص لا رأس لها و لا ذيل فعلا اجابة علمية؟


"Butterflies Sip Turtle Tears in Stunning Video" LiveScience (2018)


"These Moths Drink the Tears of Sleeping Birds" National Geographic (2018)



طبعا الية وضع البيض المبينة فى المقطع السابق نفسها تعتمد على قدرة الحشرة على تمييز نوع الورق الذى تتغذى عليه اليرقة و الذى لا علاقة له بالرحيق الذى تتغذى عليه الحشرة و على وجود مادة لاصقة لتلتصق البيضة بالورقة و كل هذا يجب أن يتواجد بالتزامن مع بعضه و الا فشل التكاثر]و كذلك الظهور المفاجئ للعيون المعقدة المركبة و الية تغيير الهيكل الخارجى molting و التى تعتمد على مراكز استشعار فى الهيكل تخبر الحشرة عندما يصل الضغط فيه الى درجة معينة فتتخلص منه و تصنع لنفسها هيكل جديد



مسألة أخرى هى الهجرة و من أغرب نماذجها هجرة الفراشات الملكية اذ أن كل جيل لا يرى الجيل السابق و هو يهاجر بسبب الهجرة بعد وضع البيض و مع ذلك يهاجر على نفس المسار الى نفس المكان فى نفس الموعد قاطعا مسافة ضخمة حتى ينجو من تغير المناخ مدعوما ببوصلة شمسية و وجهة مبرمجة فى عقله بل و برمجة نمائية تغير عمر الجيل المهاجر من أسابيع الى أشهر. فهل تطور برنامج الهجرة و معرفة المكان و الطريق و التوقيت و البوصلة الجزيئية فى قواعد الأجنحة التى تساعدها على التقاط المجالات المغناطيسية هو الاخر بأخطاء نسخ الحمض النووى؟ و طبعا لا تسأل كيف اختار الانتخاب الطبيعى سلوك كائن جديد لم يظهر بعد قبل أن يظهر و برمجه فى الكائن السابق عليه بل كيف صنع سلوكا للهجرة أصلا سواءا فى الكائن نفسه أو فى من يسبقه.





و البرمجة بالطبع ليست قاصرة على الفراش...فهناك برمجة للنمل و النحل و غيرها من الحشرات لتبنى بيوتا بطرق هندسية معقدة صالحة لحفظ اليرقات و تخزين الطعام أو التمويه على الأعداء أو حفظ المياه و غيرها من الوظائف و لعل من أعجبها القدرات الهندسية للنمل الأبيض اذا يبنى تلالا قد يصل ارتفاعها الى 30 قد مليئة بالممرات لدخول الهواء و تبريد الحرارة الناتجة عن مزارع الفطر-نعم فهو لا يعرف البناء فقط و لكنه يقوم باستزراع الفطريات أيضا سواء للطعام أو للمساعدة فى هضم الأخشاب كما تصمم البيوت أيضا للاحتفاظ بالماء فى مستوى جيد. بالتأكيد هى أخطاء نسخ الحمض النووى...انها رائعة...و كالعادة يتم تجاهل دلالات كل هذه المشاهدات و اختلاق قصص و روايات تحكى سيناريوهات تطورية خيالية و كأنها حقائق.


112 views0 comments

Commenti


I commenti sono stati disattivati.
Post: Blog2_Post
bottom of page