top of page
Search
Writer's pictureIllidan Stormrage

شهادة الأحافير 9: الحيتان

Updated: Oct 27

The embarrassment of past absence has been replaced by a bounty of new evidence and by the sweetest series of transitional fossils an evolutionist could ever hope to find...this sequential discovery of picture-perfect inter-mediacy in the evolution of whales stands as a triumph in the history of paleontology. I cannot imagine a better tale for popular presentation of science or a more satisfying, and intellectually based, political victory over lingering creationist opposition

Stephen Jay Gould, “Hooking Leviathan by its past,” Natural History 103 (May 1994): 8–14.


لقد ذهب الحرج النابع من الغياب [غياب الأحافير الانتقالية] و حلت محله أدلة جديدة تمثل أجمل سلسلة حلقات انتقالية يمكن أن يحلم بها تطورى...ان هذا الاكتشاف لحلقات انتقالية متتالية مثالية فى تطور الحيتان يمثل فوزا تاريخيا لعلم الحفريات و صورة مثالية للعلم و انتصارا عقلانيا على المعارضة الخلقوية

بمثل هذه الكلمات الفخمة وصف عالم الأحافير التطورى الكبير ستيفن جاى جولد سلسلة تطور الحيتان و أهميتها و سنرى كيف لقبها خبير أحافير الحيتان الشهير جنجريتش فى احدى أوراقه العلمية بأنها الصورة المثالية/الطفل المعجزة poster child للتطور الكبروى فما مدى دقة هذا الكلام؟ دعنا ننظر معا الى ما يعتبر أقوى سلسلة أحافير انتقالية لنرى معا كمية التكهنات و القفزات الاستنتاجية بل و الأدلة المتضاربة فيها ثم نسأل أنفسنا بعد ذلك سؤالا. ان كان هذا حال أقوى سلاسلهم فما بالك بما هو دونها؟


المبحث الأول: علم التشريح المقارن comparative anatomy


يؤكد لنا التطوريون أن اكتشاف أحافير انتقالية تثبت تطور الحيتان يعتبر أحد أهم الأدلة على التطور فنحن الان لدينا سلسلة كائنات عاشت فى الماضى السحيق توضح كيف تحول كائن برى الى حوت. لدينا حيتان سائرة حيتان ذات أقدام و حيتان فى المراحل الأولى من التحول نحو العيش فى الماء و حيتان بدائية ثم حيتان حديثة. انها سلسلة رائعة و هى من أفضل الأدلة على التطور فما مدى صحة هذا الزعم؟ لنحلل هذا الزعم يجب أن نفهم أن أحد أهم المبادئ التى تقوم عليها نظرية التطور هو التنادد homology و هو القول بأن وجود هياكل أو سمات متشابهة بين الكائنات معناه وراثتها من سلف ما فاذا كانت هذه السمات مشتركة بين أنواع متباعدة جدا فان هذه الأنواع لابد أن تكون تطورت من سلف مشترك – مثلا بما أن البشر و الحيتان و كائنات أخرى لهم مشيمة اذن فلابد أنهم ورثوها من سلف مشترك ما عاش فى الماضى السحيق و انحدرت منه كل المشيميات فى خطوط تطورية مستقلة. و فقا لهذه القاعدة بامكانك جمع مجموعات من الكائنات معا وفقا لصفة معينة ثم الزعم بأن هذا التصنيف هو "دليل" على انحدارهم من سلف مشترك و بناءا على هذا الدليل يبدأ تصور كيف من المفترض أن تبدو الحلقات الانتقالية لذلك تظل المشكلة الكبرى فى الاستدلال التطورى بالأحافير سواءا فى حالة الحيتان أو غيرها أن اعادة تصور الكائن الكامل من الأجزاء التى تم العثور عليها تكون عادة متأثرة بشدة بالتصور التطورى...على سبيل المثال عندما تم العثور على بعض أجزاء جمجمة باكيسيتوس لمجرد تشابهها هيكليا مع جمجمة الحوت فى بعض المناطق خاصة عظام الجهاز السمعى تم تصوره بشكل لا علاقة له اطلاقا بشكله الحقيقى




و اليوم نعلم جيدا أن الباكيسيتوس ليس بهذا الشكل بسبب العثور على أجزاء أخرى منه و لولا هذا لكنا لازلنا نتبنى الصورة الأولى



https://www.britannica.com/animal/Pakicetus من دائرة المعارف البريطانية


بل ان البعض لازال يحاول تصويره و كأنه كان يمشى بقدميه على قاع البحر أو يرسمه فى وضعيات موحية بأن الأصل فيه السباحة برغم اكتشاف أن أقدامه مختلفة تماما عن التصور المائى القديم و بعض نماذج محاكاة الجمجمة فى المتاحف تعطيه فتحة نفخ blowhole حيتانية كما فى التصور القديم بدلا من الأنف فقط لحشره فى سيناريو مائى بشكل ما. كل هذا لأنهم وجدو عظاما فى جهازه السمعى تسمى involucrum و sigmoid process تشبه مثيلتها فى الجهاز السمعى للحوت. حقا انه لدليل مفحم...هؤلاء أنفسهم لا يستحون من الزعم أن كائنات كاملة شديدة التشابه بلا سلف مشترك تطورت تقاربيا لتصل الى نفس النتيجة عندما تتعارض مع أشجارهم التطورية و لا يجدوا لها مكانا بالقرب من بعضها لكن طبعا عندما يكون موقع سلف الحيتان فارغا فان هذه العظمة لم تتطور تقاربيا كما تطورت هياكل كاملة أخرى


لاحظ أن التطوريين حتى اليوم يحاولون الايحاء بأنه كائن برمائى لتقريب الأمور و تسهيل الرواية التطورية و التعليق على هذا ينقسم الى قسمين: القسم الأول ببساطة بالنظر الى صفاته فان تحويله الى حوت فى فترة البضع ملايين سنة المقترحة مستحيل سواء أردت اعتباره برمائى او حتى مائى بالكلية فالتلاعب بالتصنيفات (اللعبة المفضلة لنظرية التطور و التى بناءا عليها تم تصنيف هذا الشئ مع الحيتانيات ابتداءا) لن يلغى فداحة التعديلات المطلوبة كما و كيفا (و سنتعرض لها بالتفصيل فى جزء لاحق من المقال). القسم الثانى هو أن دراسة العظام أصلا أشارت الى أنه كائن برى بالكامل بالفعل و من أقر بهذا ثوسين أحد أكبر الباحثين فى المجال الذى راجع العظام فوجد أنها مؤهلة للركض على البر running/runner حتى خلص فى النهاية الى أنه حيوان برى بالكامل


All the postcranial bones indicate that pakicetids were land mammals, and it is likely that they would have been thought of as some primitive terrestrial artiodactyl if they had been found without their skulls...Many of the fossils’ features...indicate that the animals were runners

Christian de Muizon, "Walking with whales", Nature 413, 259-260 (20 September 2001).


Pakicetids, on the other hand, had the slender metapodials of running animals...Taken together, the features of the skull indicate that pakicetids were terrestrial, and the locomotor skeleton displays running adaptations. Some features of the sense organs of pakicetids are also found in aquatic mammals, but they do not necessarily imply life in water. Pakicetids were terrestrial mammals, no more amphibious than a tapir.

J. G. M. Thewissen et al., "Skeletons of terrestrial cetaceans and the relationship of whales to artiodactyls" Nature volume 413, pages277–281 (20 September 2001)


لكن الملفت أكثر أن السمة "المائية" الوحيدة فيه و هى عظمة involucrum المقدسة التى بناءا عليها تم تصنيف الحيتانيات اتضح أنها محاطة باليات كلها متخصصة للسمع خارج الماء و غير صالحة بتاتا للسمع المائى و أن السمك الزائد ليس قاصرا على السمع المائى فحسب بل نقل الذبذبات عبر أى وسط كثيف بنا فى ذلك الاصغاء للذبذبات من خلال الأرض/التربة


In the case of pakicetids, the absence of air sinuses insulating the ears, the firm fusion of the periotic to the surrounding bones and the presence of a flat tympanic membrane suggest that reception of airborne sound is well developed, but are inconsistent with good underwater hearing...It is most likely that the specializations of the pakicetid middle ear are analogous to those of some subterranean mammals and are related to the reception of substrate-borne vibrations or sound when the head is in contact with the ground


أى أن الدليل الرهيب الذى صدعنا به التطوريون على تصنيف الحيتانيات بالكامل و هو عظمة السمع المائية اتضح أنها هيكل غير متخصص أصلا للسمع تحت الماء فقط (طبعا كالعادة تم تأليف قصة جديدة عن كونها ليست متخصصة للسمع تحت الماء و لكن التطور دمجها فى نظام السمع المائى). ولايوجد دليل على توسع الأوعية الدموية في الأذن الوسطى للحفاظ على الضغط أثناء الغوص


PHILIP D. GINGERICH, NEIL A. WELLS, DONALD E. RUSSELL, S. M. IBRAHIM SHAH "Origin of Whales in Epicontinental Remnant Seas: New Evidence from the Early Eocene of Pakistan" Science 22 Apr 1983:Vol. 220, Issue 4595, pp. 403-406


لاحظ معى أنه بعد أن اكتشف أصحاب البحث أن النظام السمعى لباكيسيتوس لا علاقة له بالحيتان أكدوا أن وجود باكيسيتوس يدعم تطور الحيتان من حيوانات برية...أهم دليل ارتباط اتضح أنه مختلف بينهما و لكن وجوده يدعم...بالتأكيد يدعم...يجب أن يدعم لأن الشجرة التطورية و الأسهم اللطيفة التى نرسمها تقول ذلك!!! أما عن وجوده هو أو غيره من الحلقات الانتقالية المزعومة قرب بيئات مائية فان هذا لا ينفى أبدا كل الأدلة السابقة و كم من كائن يعيش قرب السواحل و قد يتغذى على اصطياد الأسماك من المياه الضحلة أو حتى يتم سحبه الى الماء من قبل مفترس مائى برغم كونه كائن برى بالكامل


نموذج اخر هو أمبيولوسيتوس ambulocetus الحوت الجوال. انظر الى المصطلح "حوت جوال" يسير على الأرض أتريدون دليلا على التطور أكثر من ذلك؟ الحقيقة أنه مجرد تمساح كما وضحنا بالمصادر عند مناقشة هذه الأحافير و لكن التطوريون اعتبروه حوتا بسبب تشابه عظمة الأذن. و لكن مهلا...يؤكد لنا التطوريين أن الأحفورة تمتلك فتحة تنفس blowhole كالحيتان تماما و هذه تختلف عن التماسيح. "تمتلك"؟ الحقيقة أنه و كما يقول هانز ثيوسين عالم الأحافير التطورى و خبير تطور الحيتان فان الأحفورة ينقصها هذا الجزء بالكامل و هم من تخيلوا وجوده ثم وضعوها هكذا فى المتاحف!!!



هنا يعود التطورى ليؤكد لنا أن اعادة بناء الأحفورة و تخيل أجزاءها الناقصة عملية علمية بحتة و علم التشريح المقارن يعلم ما يفعله. جميل جدا...دعنا نعد الى ما قاله ثيوسين فى المقطع أعلاه: مقارنة الكائن مع أقاربه related animals هى وسيلة اعادة بناء الأحفورة لكن من قال أصلا أن أحافير الحيتان أقاربه؟ انها نظرية التطور. ان باكيسيتوس و كوتشيسيتوس اللذان تحدث عنهما ثيوسين بلا فتحة نفخ فمن أين جاءت فتحة النفخ التى وضعوها فى نماذج الأحفورة فى المتاحف؟ جاءت من "أقاربه" الاخرين: الحيتان. ان علم التشريح المقارن علم موثوق بنتائجه عند يقارن كائنات نعلم جيدا وجودها و هياكلها كالخيول و القرود و البشر لكن بمجرد دخول نظرية التطور فى الموضوع فانه يبدأ المقارنة مع كائنات خيالية غير موجودة ككائنات وسيطة متوهمة بين الثدييات البرية و الحيتان فينتج لك هجين بين تمساح و حوت و يتم وضعه بضمير مستريح فى متحف برغم من أن الأحفورة لا تظهر فيها تلك الأجزاء! ببساطة علم التشريح المقارن كأى علم اخر يخضع لقاعدة Garbage In Garbage Out اذا كانت مدخلاتك خطأ فان مخرجاتك ستكون خطأ و اذا كانت مدخلاتك فرضية بلا دليل أن الكائنات البرية تحولت الى حيتان فان مخرجاتك ستكون كائنات هجينة غير موجودة فى الواقع و هذا هو نفس المنطق الذى جعلهم يتصورون النيانرثال قرد مشعر يسير منحنيا قبل أن يتضح أنه انسان و الكوالاكانث كسمكة تسير و تزحف على الأرض قبل أن يكتشفوا أنها سمكة عادية تعوم فى أعماق البحر. هذه هى نتيجة علم التشريح المقارن عندما يترك مقارنة ما نعلم يقينا وجوده و يبدأ مقارنة خيالات غير موجودة الا فى رؤوس التطوريين. طبعا أضف الى كل ذلك أن نظام التنفس لدى الحيتان ليس مجرد فتحة نفخ بل صمامات و عضلات مختلفة و أضلاع سائبة و تغيرات تشريحية فى الحجاب الحاجز و المرئ و القصبة الهوائية و مضادات التصاق فى حويصلات الهواء و برنامج عصبى لطى الرئة و تعديلات فى الدورة الدموية و هو ما سنشرحه فى المبحث الثالث.


نفس الأمر حدث لرودوسيتوس Rodhocetus الذى تم تصوره بزعانف/أغشية بين الأصابع تساعد على السباحة و ذيل سباحة شبيه بالمجداف كالذى لدى الحوت لأن سيناريو التطور يتطلب ذلك ليتضح لاحقا أنه لا يمتلك تلك الصفات بل مجرد كائن برمائى رباعى الأقدام يعوم كالقضاعات و ثعالب الماء و لولا العثور على أجزاء أخرى منه لبقينا على التصور الأول و هو ما اعترف به خبير تطور الحيتان جنجريتش فى أحد اللقاءات ل انه حتى اليوم يتم اظهاره أحيانا فى بعض الرسوم التوضيحية بالزعانف و الذيل الشبيه بالمجداف لأن سيناريو التطور يتطلب ذلك. (لاحظ أننا لا نتهمه بالتزوير المتعمد كما يفعل البعض و لكن النظرية تسيطر على عقولهم تماما لدرجة تجعلهم يتصورون أى مجموعة عظام فى الصورة الأقرب للنظرية).



Thewissen and Fish interpreted Ambulocetus as an otter-like pelvic paddler, and this is a good model for Rodhocetus

PHILIP D. GINGERICH et al.,"Origin of Whales from Early Artiodactyls: Hands and Feet of Eocene Protocetidae from Pakistan" SCIENCE 21 Sep 2001 Vol 293, Issue 5538 pp. 2239-2242


فى المقطع جنجرتش يقول أنه "خمن" وجود هذه الأجزاء فتمت اضافتها فى الرسومات المعروضة؟ لماذا يا ترى خمن جنجرتش ذلك؟ لأن النظرية تتطلب ذلك. ترى كم أحفورة أخرى لم يصادفها حظ باكيسيتوس و رودوسيتوس الحسن ليتم اكتشاف باقى أجزاءها و ظلت فى طور التصور التطورى الخاطئ؟ دعنا نضرب مثالا اخر: العثور على حفرية من الحيتان الأولية Protocetids الفصيلة التى ينتمى اليها رودوسيتوس و توثيق حلقة انتقالية جديدة فى سلسلة تطور الحيتان - انظر الى العظام المعثور عليها (مظللة باللون الأحمر) و انظر الى الهيكل الكامل الذى تم استنتاجه منها




A. S. Gohar et al., "A new protocetid whale offers clues to biogeography and feeding ecology in early cetacean evolution" Proceedings of the Royal Society B, Biological Sciences 25 August 2021 Volume 288 Issue 1957


هنا يؤكد لنا التطوريون بأن هذه القفزات الاستنتاجية عمليات علمية تماما مبنية على علم التشريح المقارن. المشكلة أن هذه هى نفس القفزات التى قادت الى ما حدث مع باكيسيتوس و رودوسيتوس و غيرها من الأمثلة خارج سلسلة تطور الحيتان. لماذا؟ هل لأن علم التشريح المقارن معيب؟ طبعا لا و لكنه و أى علم اخر لا يعمل فى الفراغ بل يعمل وفقا لفرضيات و مسلمات مسبقة و هى فى حالتنا هذه نظرية التطور و مسلمة التنادد و القول بأن وجود تشابهات معينة بين كائن و اخر مبرر كافى لتصنيفهم كمنحدرين من سلف مشترك و حلقات انتقالية تطورية.


انظر الى الصورة المتخيلة جيدا و اسأل نفسك لماذا هذا "حوت بأرجل" و ليس تمساحا مثلا؟ (هذا على التسليم بأن اعادة التخيل صحيحة بالكامل). لأن نظرية التطور قررت جعل التشابهات مقياسا لتصنيف الكائن تحت سلف مشترك فأصبح من يمتلك هذه التشابهات فجأة حوتا و من ثم انطلق علم التشريح المقارن بناءا على هذه الفرضية يعيد تخيل الكائن بل بالصفات التى يتطلبها التطور سواءا كانت موجودة أم لا و الأدهى - أصبح هذا الكائن حوتا بأرجل! انها أزمة الاستدلال الدائرى التى لا تنتهى التى تعتمد عليها نظرية التطور: التطور يستدل بالتصنيف و التصنيف يبنى على التطور. التطور يستدل بالتشريح المقارن و التشريح المقارن يبنى على التطور و فجأة تسمع عن حيتان سائرة و تماسيح بذيل مجداف و فتحة أنف blowhole حيتانية.


كم أحفورة فى سلاسل التطور المزعومة يا ترى تحتمل أكثر من تصور و لا زال التطوريون يؤكدون لنا أن اعادة هيكلتهم لها أقرب الى الدقة و هى فى الواقع أقرب الى السيناريو الموجود فى رؤوسهم كالحالات السابقة؟ بل و الأدهى من ذلك أن معظم البيانات أصلا لا يمكن استنتاجها من العظام بل تحتاج الى أنسجة لدراسة الأعضاء و الخلايا و هو ما لا يتوافر فى الأحافير و هو ما تؤكده الدراسات التى أشارت بوضوح أن النسبة الأكبر من البيانات (المساحة السوداء فى الصورة) لا يمكن استنتاجها من الأحافير



FIG. 7. Cartoon of the universe of character data available and/or collected pertaining to the phylogenetic position of cetaceans among mammals. Gray blocks indicate data of a given type that have already been collected. White areas indicate data that could be collected but that have not been collected, and black block indicates data that may never be collected because they do not fossilize. The latter category currently describes the majority of cells (O'Leary, 1999). The gray box in the category of behavior for an extinct taxon refers to the preservation of stomach contents in extinct Cetacea. This figure does not show inapplicable characters, which would increase the amount of missing data even further and would affect all different types of data. Ancient DNA from extinct organisms has yet to be collected or incorporated into phylogenetic analyses of the position of cetaceans. The figure is not to scale in terms of the relative numbers of molecular characters to other types of characters

Maureen A. O'Leary "The Phylogenetic Position of Cetaceans: Further Combined Data Analyses, Comparisons with the Stratigraphic Record and a Discussion of Character Optimization" American Zoologist, Volume 41, Issue 3, June 2001, Pages 487–506


كما اعترفت دراسة أخرى بأن أحافير ما يسمى مجموعة الساق/الجذع stem group التى تطورت منها الحيتان هى الأخرى ليست بالاكتمال و الشكل المثالى الذى تظهره الرسومات


With the exception of a handful of genera represented by dense monotaxic bonebeds or near-complete individual skeletons, most early stem cetaceans are known from far less complete skeletons than many artistic interpretations would indicate (Figure 1). The incompleteness of these fossil taxa, especially for early quadrupedal forms such as Pakicetus, underscores the challenges of reconstructing their ecology.

Nicholas D. Pyenson, “The Ecological Rise of Whales Chronicled by the Fossil Record,” Current Biology, 27, R558–R564, June 5, 2017,


و هو ما يفتح مجالا كبيرا لتأويل البيانات تستغله نظرية التطور بعد ذلك لتمرير تصوراتها و كأنها حقائق. لاحظ أنهم هم أنفسهم يعترفون بالمشكلة التى بدأنا بها...التصورات و السيناريوهات و اجابات الأسئلة تعتمد أصلا على فرضيات التطور و التصنيفات التى يبنونها على بعض التشابهات و هى فرضية مطعون فيها بشدة كما بيننا عند مناقشة ال homology


Through the fossil record and the living biota we can observe the hypothesized extremes of the continuum: a pig-sized, four-footed, mesonychid or artiodactylan, and an immense, hairless baleen or toothed whale with no functional hind limbs. These extremes beg the questions: when did such a transition happen, how long did it take, what character systems changed first, what did the intermediate forms look like, how did they move, what did they eat, and how were they distributed throughout the globe? Answers to these questions rely on having a highly corroborated hypothesis of phylogenetic relationships that becomes the building blocks or pattern upon which we base specific hypotheses of descent with modification. The diagnosis of clades through synapomorphy becomes the starting point for the investigation of functional, temporal, adaptive and biogeographic questions.

Maureen A. O'Leary "The Phylogenetic Position of Cetaceans: Further Combined Data Analyses, Comparisons with the Stratigraphic Record and a Discussion of Character Optimization" American Zoologist, Volume 41, Issue 3, June 2001, Pages 487–506


أى أنك تفترض التطور ابتداءا ثم تجيب على كل الأسئلة و تضع كل التصورات وفقا للتطور ثم تستدل بعد ذلك بالسيناريو التطورى الذى ألفته على صحة التطور!!! لذلك و بما أن نظرية التطور تحتاج الى حوت بأرجل فيجب أن يوجد حوت بأرجل و لا مشكلة فى أن نصنف كائن برى أو برمائى كحوت من أجل ذلك. و كنا قد ناقشنا مشاكل تصنيف ما يسمى مجموعة ساق فى الأشجار التطورية بشكبل عام عند مناقشة أشجار الحياة و لنقد مفصل لأحافير السلسلة يرجى مراجعة مقال أيقونات التطور: الحلقات الانتقالية (مبحث الحيتان) - نقلا عن دكتور أشرف قطب بتصرف https://www.facebook.com/akotbfb



المبحث الثانى: العلاقات التطورية phylogenetics/cladistics


يتساءل التطوريون بمنتهى الثقة: كيف تبررون أن تصنيف الحوت ينتمى الى مجموعة فى قلب الثدييات؟ هذا أمر لا يمكن تفسيره الا فى ضوء التطور. هؤلاء أنفسهم هم من يقولون أن "ضوء التطور" جعل السنجاب المشيمى مصنف قريب للفيل و ليس قريب لزميله السنجاب الجرابى بفضل أساليب التصنيف التطورية الاعتباطية التى يستخدمونها. يظن البعض أن الحيتان الباكستانية pakicetid (أشباه الذئاب التى سماها التطوريون حيتانا بسبب اذانها) هى سلف الحوت بشكل محسوم بسبب سلسلة الصور و الأسهم الشهيرة التى تناولناها بالنقد سابقا هنا t.ly/NjFH و لكن الحقيقة أن النظريات متضاربة فى مسائل أصل الحيتانيات بين حيوانات تشبه أفراس النهر hippopotamus و أخرى تشبه الذئاب pakicetid وأخرى تشبه القطط sinonyx و أخرى تشبه الضباع pachyaena و عادة لا تذكر كل هذه التفاصيل للعامة حتى لا يعرفون أن طريقة التطوريين فى التصنيف و الاستدلال القائمة على التشابهات تقود الى نتائج مختلطة و متضاربة فيتم انتقاء سيناريو شائع و الحفاظ عليه لاعطاء الناس وهم الوثوقية و تضافر الأدلة. تدعم تشابهات الحمض النووى نظرية فرس النهر و لكن نموذج أفراس النهر يتضارب جغرافيا و زمانيا مع سلسلة التطور المفترضة أما تشابهات الأسنان و بعض الأدلة الأخرى فتربط الحيتان أكثر مع مجموعة تسمى mesonychids و فى المقابل تأتى الأدلة التشريحية لتضع بعض الحيتان مثل Rodhocetus مع مجموعة أخرى artiodactyls مشقوقات الحوافر. ان تغير العلاقات و التشابهات بهذا الشكل مع تغيير الصفات و المعايير المقارنة و تعارض الأدلة التشريحية مع الجينية يشير بوضوح الى أن المسألة ليست انحدار من سلف مشترك فلا يمكن للكائن أن ينحدر من كل هذه الأسلاف معا و لكنها تصميم مشترك يتم فيه اعادة استخدام التصميمات المناسبة عبر الكائنات.


Morphological cladistic analyses have shown cetaceans to be most closely related to one or more mesonychians, a group of extinct, archaic ungulates, but molecular analyses have indicated that they are the sister group to hippopotamids. Our cladistic analysis indicates that cetaceans are more closely related to artiodactyls than to any mesonychian. Cetaceans are not the sister group to (any) mesonychians, nor to hippopotamids.

J. G. M. Thewissen et al., "Skeletons of terrestrial cetaceans and the relationship of whales to artiodactyls", Nature 413, 277-281, (20 September 2001)


The phylogenetic position of Cetacea within the mammalian tree has long been a subject of debate. The traditional paleontological view is that an extinct order of mammals, the Mesonychia, is the sister taxon to Cetacea. This view has recently been supported by morphological studies that examined both fossil and extant material. The molecular evidence, by contrast, supports a phylogenetic hypothesis in which Cetacea is nested deeply within the Artiodactyla, implying that Artiodactyla is paraphyletic with respect to Cetacea. Furthermore, several molecular studies have suggested that hippopotamids are the sister taxon to Cetacea. Although the “return to water” aspect of this phylogenetic hypothesis has a certain intuitive appeal, it has met with resistance from those who work primarily with morphology. Despite the resurgent interest in the problem, no consensus reconciling the different signals has yet been reached.

Naylor, G.J.P. and Adams, D.C., Are the fossil data really at odds with the molecular data? Morphological evidence for cetartiodactyla phylogeny reexamined, Systematic Biology 50(3):444–453, 2001


morphologists have classified the cetaceans and mesonychids together as a sister group to the Artiodactyla... mitochondria, which placed cetaceans in the middle of the Artiodactyla....studying a range of different genes and proteins, singled out hippos as more closely related to whales than to any other artiodactyl...

Trisha Gura "Bones, molecules…or both?" Nature volume 406, pages230–233 (2000)


Michelle Spaulding, Maureen A. O’Leary and John Gatesy. 2009. Relationships of Cetacea (Artiodactyla) among mammals: Increased Taxon sampling alters interpretations of key fossils and character evolution. PLoSONE. 4(9):e7062


Ye Xiong et al., 2009. Seven New Dolphin Mitochondrial Genomes and a time-calibrated phylogeny of whales. BMC Evolutionary Biology.


Maureen A. O'Leary, "The Phylogenetic Position of Cetaceans: Further Combined Data Analyses, Comparisons with the Stratigraphic Record and a Discussion of Character Optimization", Amer. Zool. (2001) 41 (3): 487-506.


University Of Michigan. "New Fossils Suggest Whales And Hippos Are Close Kin". ScienceDaily, 20 September 2001.


J.G.M. Thewissen and S. Baipai. 2001. “Dental Morphology of Remingtonocetidae (Cetacia, Mammalia)” Journal of Palaeontology, 74(2): 463-465


X. Zhou, R. Zhai, P.D. Gingerich and L. Chen. 1995. “Skull of a new Mesonychid (Mammalia, Mesonychia) from the late Paleocene of china” Journal of vertebrate Palaeontology, 15(2).387:396-398



Kate Wong, "The Mammals That Conquered the Seas: New fossils and DNA analyses elucidate the remarkable evolutionary history of whales", SCIENTIFIC AMERICAN MAY 2002


لاحظ أن الكثير من التطوريون يحاولون ايهام الناس بأن أخذ الأدلة الجينية بمفرده كافى و هذا يشبه المحامى الذى يطالب بالاستماع الى الشهود الذين يدعمون موكله فقط و منع الشهود الاخرين و هذا الأمر ليس مضحكا فحسب و لكنه يثير الشك بشدة فى قوة موقف هذا المحامى خاصة و أننا لا نملك سجلات جينية مفصلة للأحافير أصلا فيتم الاعتماد على "أقاربها" من الكائنات المعاصرة بمصطلح ثيوسين فى المقطع أعلاه لتمارس نظرية التطور هوايتها فى الاستدلال الدائرى بأن تستدل بفرضية السلف المشترك على صحة فرضية السلف المشترك!!! المذهل أنه و بعد كل هذا الترقيع و الاستدلال الدائرى وجد العلماء أن التصنيف التشريحى (الموروفولوجى) للحيتانيات يمكن أن يكون من القوة بحيث يضرب البيانات الجزيئية/الجينية فى مقتل برغم كثرتها


Furthermore, despite the huge weight of character evidence provided by genomic information, morphological data can overturn phylogenetic hypotheses based on large compilations of molecular data. Although likely to be rare in the age of comparative genomics, this possibility was demonstrated here; the addition of only 115 phenotypic characters overturned a topology for Mysticeti supported by analysis of >30,000 molecular characters.

John Gatesy et al., “A Phylogenetic Blueprint for a Modern Whale,” Molecular Phylogenetics and Evolution 66 (2013): 479–506


و حتى ان لم يحدث هذا فانه لمن التناقض الشديد أن يحدثنا التطورى بثقة عن صفات تشريحية كتشابهات الأسنان و عظام السمع لتصننيف الحيتانيات بل و تشابهات تشريحية أخرى لتصنيف الثدييات ككل عندما يناسبه ذلك ثم عندما لا يناسبه يقول لنا نحن لا نأخذ بالصفات التشريحية! المدهش هنا أن كل سيناريو من السيناريوهات المتضاربة سيضطر الى افتراض أن الصفات التى تعتمد عليها السيناريوهات الأخرى تنشأ أكثر من مرة بدون سلف مشترك (التطور المتقارب) و أن الصفات يمكن أن تفقد بعد نشأتها ثم تنشأ من جديد فى مرحلة لاحقة!!


Our analysis implies that the relatively primitive dental morphology of archaic artiodactyls is either a reversal (from a more mesonychian-like morphology) or that mesonychians and cetaceans evolved dental similarities independently. This bears out the prediction that widespread homoplasy occurred in one organ system in the early evolution of the clades in question

J. G. M. Thewissen et al., "Skeletons of terrestrial cetaceans and the relationship of whales to artiodactyls", Nature 413, 277-281, (20 September 2001)


The second more speculative hypothesis is that mammalian teeth are more evolutionarily plastic than was originally believed, and that any phylogenetic signal initially present in the dental data has been eroded because of convergent evolution

Gavin J. P. Naylor, "Are The Fossil Data Really At Odds With The Molecular Data? Morphological Evidence For Cetartiodactyla Phylogeny Reexamined", Syst. Biol. 50(3):444 – 453, (2001).


Cetaceans and some Mesonychians have dental similarities and an elongated skull, but these features are probably the result of convergent evolution

Christian de Muizon, "Walking with whales", Nature 413, 259-260 (20 September 2001).


Both morphological and molecular data are vulnerable to the problem of homoplasies — reversals to ancestral conditions or parallel changes in different lineages that can camouflage the true phylogeny. In this sense, neither approach is better than the other. For instance, the ear region of the skull, traditionally considered to be a good source of highly stable characters, shows some glaring homoplasies among the ungulates and cetaceans

Zhexi Luo, "Evolution: In search of the whales' sisters", Nature, Vol. 404, No. 6775, p. 235-239 (1998).


If the casein phylogeny is accurate, large gaps in the fossil record as well as extensive morphological reversals and convergences must be acknowledged.

J Gatesy. et al, "Evidence from milk casein genes that cetaceans are close relatives of hippopotamid artiodactyls." Mol Biol Evol (1996) 13 (7): 954-963


either Mesonychians are not closely related to cetaceans (and many dental characters are convergent), or the specialized heel morphology is not the exclusive character that many morphologists take it to be. It may have evolved several times independently in artiodactyls, or have been lost in the Mesonychians/Cetacean clade

M.C. Milinkovitch and J.G.M. Thewissen. 1997. Evolutionary Biology: Even-Toed Fingerprints on whale ancestry. Nature, 388:622-623


ليس هذا فحسب بل يعترف الخبراء أن الصفات التى يصنفون على أساسها الحيتانيات معا أصلا موجودة فى كائنات خارج التصنيف و لا يمكن ضمها اليه بل و فى حالة sigmoid process أصبح هنك شك أصلا هل العظمة فى الأسلاف المفترضة كباكيسيتوس فعلا تشبه مثيلتها فى الحيتان بدرجة كافية أم لا! أى أن المسألة ليست مجرد تضارب سيناريوهات العلاقات التطورية للحيتانيات بل طعن مباشر فى أساس التصنيف ذاته و كالعادة التطور المتقارب هو التبرير الذى لا يحل المشكلة


Other diagnostic characters, such as the sigmoid process, as discussed below, are now open to question in the wake of the new fossil evidence from Pakicetus and Ichthyolestes...In view of the new evidence from Ichthyolestes and Pakicetus (that the sigmoid is a simple plate, not S-shaped, and lacking the involuted margins) and its development from the anterior crus of the ectotympanic ring, the sigmoid process should be redefined as a systematic character, and its value as a cetacean synapomorphy should be reconsidered...No matter how the distribution of the sigmoid process is optimized among the artiodactyl Diacodexis, mesonychids and cetaceans, it is clear that this character (i.e., an independent and enlarged projection derived form the embryonic anterior crus) has some degree of homoplasy, compromising its utility as a “dead ringer” apomorphy for cetaceans

Luo, Z.X., (1998). Homology and Transformation of the cetacean ectotympanic structures in The Emergence of Whales: Evolutionary Patterns in the Origin of Cetacea (J.G. M. Thewissen, ed.). Plenum Press, New York. p.283, 284


Identification of the involucrum in Indohyus calls into question what it is to be a cetacean: it requires either that the concept of Cetacea be expanded to include Indohyus or that the involucrum cease to characterize cetaceans....We do not prefer this classification because it causes instability by significantly altering the traditional content of both Artiodactyla and Cetacea...Characters identified as synapomorphies for Cetacea in some of our most parsimonious trees...are found in some mammals unrelated to cetaceans.

J. G. M. Thewissen et al., “Whales originated from aquatic artiodactyls in the Eocene epoch of India,” Nature 450 (2007): 1190—1194.


و بعد نسب كل هذه القدرات السحرية للتطور المتقارب و الجزم بقدرته على انتاج الكثير من الصفات التى يعتمدون عليها لتحديد السلف المشترك بدون سلف مشترك و أن الصفات يمكن فقدها فى عدة مراحل ثم اعادة انتاجها و يمكنها أن تنعكس الى شكل أقدم يعود التطورى ليؤكد لك أن التشابهات دليل سلف مشترك!!! و هذا الأمر يقودنا الى مفهوم معيار الاتساق consistency index/ci و الذى تحدثنا عنه سابقا فى مقال أيقونات التطور: أشجار الحياة. ان الأشجار التطورية اللطيفة التى تراهاه أمامك تكون مليئة بالبيانات المتضاربة مع فرضية السلف المشترك و فى حالى الحيتان فان معيار اتساق الشجرة التطورية 0.39!!! أى أن 61% من البيانات متعارضة مع الشجرة التطورية و 39% فقط متفقة معها! هذه هى واحدة من أفضل سلاسل التطور!


J. G. M. Thewissen et al., "Skeletons of terrestrial cetaceans and the relationship of whales to artiodactyls" Nature volume 413, pages277–281 (2001)


التفسير الأوقع أننا أمام مجموعة كائنات كل منها ملائم لبيئته منها البرى و البحرى و البرمائى و وجود تشابهات هنا أو هناك ببساطة سببه وظيفية هذه التشابهات و ليس أنها تتحول الى بعضها البعض. و أخيرا و ليس اخرا يلقى التطورين ببعض التشغيبات مثلا: يخبرنا التطوريون أن وجود جينات زائفة متعلقة ببروتينات الابصارOpsins فى الحيتان دليل على انحدارها من سلف برى احتاج الى رؤية متعددة الألوان خارج الماء. المشكلة أنهم هم أنفسهم يعترفون بوجود جينات Opsin زائفة فى سمكة الكوالاكانث التى هى أحفورة حية لم تتغير منذ 360 مليون سنة و لم يكن لها سلف برى أصلا!


Sean B. Carroll, The Making of the Fittest: DNA and the Ultimate Forensic Record of Evolution, (2007) Chapter 5 Fossil Genes


فان كانت سمكة يمكن أن تحتوى على هذا الجين الزائف بدون سلف برى كيف أصبح الجين الزائف فجأة دليلا على سلف برى فى حالة الحيتان؟ و ما الذى يجعل هذا الجين الزائف يستمر 360 مليون سنة فى الكوالاكانث دون أن يتطفر أكثر و يتحول الى سلسلة من الخردة التى لا يمكن تمييزها؟ ما الذى يجعل سمكة تحتفظ بجين رؤية برية لمئات ملايين السنين الا أن كان ليس جين رؤية برية فقط و كانت له وظائف أخرى؟ و اذا كان التطوريون يزعمون أن تطور الحيتان حدث بسرعة شديدة فما الذى جعل الطفرات التى ضربت أماكن عديدة من جينوم كائن رباعى الأقدام شبيه بالكلب بمعدل جنونى حتى تحوله الى حوت تترك جينا غير وظيفى دون أن تمسخه تماما بحيث يستحيل تمييزه؟ المدهش أن نفس المصدر السابق صاحب الاستدلال العجيب يقر بوجود جينات لبروتينات الرؤية موجودة فى كائنات شبه معدومة الرؤية تعيش تحت الأرض و ذات نمط حياة ليلى تستخدمها لضبط ساعتها البيولوجية عن طريق التقاط اشارة الضوء دون قدرة حقيقية على الرؤية و مع ذلك يتجاهل امكان وجود هذه الوظيفة أو وظيفة أخرى لهذه الجينات "الزائفة”. (ملحوظة: لنا وقفة طويلة مع الجينات الزائفة بشكل عام و كيف اتضح أنها عناصر وظيفية فى مقالات أخرى)



المبحث الثالث: التصميم/كيف تبنى حوتا؟


من المغالطات الكبرى التى تقوم بها نظرية التطور هى افتراض أن وجود تشابهات بين الكائنات دليل على انحدارها من سلف مشترك و بهذا المنطق تحول ذئب و تمساح فجأة الى حيتان سائرة و لكن هناك مغالطة أخرى هامة جدا: انها افتراض أن وجود سلف مشترك (بفرض أنهم أثبتوه) معناه أن العملية تتم بأخطاء النسخ فى الحمض النووى (الطفرات) مع الانتخاب الطبيعى و أن السلف المشترك يغنى عن التصميم. تخيل مثلا شخص يقول لك أن هناك تحديث لنظام التشغيل الذى تعمل عليه windows/android أو أى نظام اخر. ان النسخة القديمة بالتأكيد هى سلف النسخة الحديثة - اذن لا يوجد مصمم أو مبرمج للنسخة الجديدة بل جاءت عن طريق حدوث الكثير من الأخطاء فى نسخ البرنامج القديمة انتقت منها لجنة مراقبة الجودة الأخطاء المفيدة واحدة تلو الأخرى حتى صنعت نسخة حديثة. هذا هو المنطق العجيب الذى تستخدمه نظرية التطور فى الاستدلال.


لقد استعرضنا الكثير من المشاكل فى الأحافير الانتقالية المزعومة و أدلة السلف المشترك بين الحيتان و الثدييات البرية و لكن دعنا نتجاهل كل هذا الكلام و نفترض صحة السلف المشترك...ثم؟ تقفز بك نظرية التطور فورا الى عدم وجود تصميم و حدوث الأمر بأخطاء نسخ حمض نووى و انتخاب طبيعى بنفس منطق تحديث نسخة الوندوز أو الأندرويد كدليل على عدم وجود مبرمج!!


كيف تبنى حوتا من كائن برى؟ انظر الى الفرق الهائل بينهما. هل تبنيه بأخطاء نسخ؟ يحلو للتطوريون هنا تبسيط الأمور بشكل اختزالى فيحدثونك عن ما هو سهل نسبيا كالفقد: مثلا يحدثونك عن سهولة فقد و تعطيل الجينات المسئولة عن نمو الأرجل الخلفية أو جينات الشم أو التذوق...الخ. لاحظ أن من التطوريين أنفسهم من لا يتفق مع سهولة الفقد ذاته


“A simple evolutionary change in Hox gene expression or Hox gene regulation is unlikely to have driven loss of the hind limbs in cetaceans"

Lars Bejder and Brian K. Hall, “Limbs in whales and limblessness in other vertebrates: Mechanisms of evolutionary and developmental transformation and loss,” Evolution and Development 4 (2002): 445–458.


و لكن دعنا من هذا و لنسلم لهم جدلا بسهولة الفقد. و لكن هذا فقد و تلف و تدهور؟ ماذا عن البناء؟ ماذا عن التطوير؟ اذا كانت الأبحاث وجدت نحو 70 جينا بحاجة الى تعديلات لتطوير الزرافة من سلفها المشترك المفترض الشبيه بالأوكابى


Morris Ag aba et al., “Giraffe genome sequence reveals clues to its unique morphology and physiology,” Nature Communications 7 (2016): 11519.


فكيف الحال بالفرق بين باكيسيتوس و الحوت الذى هو أشد ضخامة بكثر من الفرق بين الزرافة و الأوكابى؟


ان الكائن الحى ليس مجموعة من الصفات و الأنظمة المستقلة عن بعضها كى يتم تفسير كل بنية بمفردها بتغيرات متراكمة كما يفعل التطور و لكن تتطلب قابلية الكائن للقيام بوظيفة ما حزمة تغيرات كاملة و هى مجموعة من البنى التى تنسق فيما بينها و تتكامل لأداء الوظيفة بل ان البنية الواحدة فى كثير من الأحوال تتطلب عددا من الأجزاء المتناسقة التى يجب أن تجتمع معا و لا يمكن بناءها خطوة خطوة. مثلا فى حالة الحوت لدينا السباحة و الغطس و ما يحتاجانه من تغيرات فى النظام التنفسى و النظام التكاثرى و اليات الرصد و الحس و غير ذلك الكثير. تطور جسد قادر على الغطس لمسافات عميقة و تحمل الضغط دون الية تنفس بلا فائدة و تطورهما دون الية تكاثر صالحة لهذا العمق أيضا بلا فائدة و هكذا. لا توجد أى "خطوة خطوة" فى الموضوع.


1-لنبدأ بالسباحة و الغطس: ان السباحة تحتاج شكل انسيابى للجسد مع أنظمة متداخلة من زعانف و ذيل و كل جزء يتم تعديله يحتاج تعديلات متوازية فى الأنسجة و الأعصاب و العظام و امدادات الدم. ان ذيل الحوت بمفرده نظام معقد يحتوى فى داخله على منظومة دفع و توجيه متعامدة عليه تسمى flukes أو المثقوبات و هذه تختلف بشدة عن الذيول العادية و هى ثقوب تتحكم فيها أوتار عضلية طويلة تتحرك بشكل مستقل عن الذيل لتصنع معه زاوية قائمة فى منظومة تشبه أجنحة الطائرات الحديثة.


generally comparable or better for lift generation than engineered foils

Frank E. Fish et al., "Examination of the three-dimensional geometry of cetacean flukes using computed tomography scans: Hydrodynamic implications,” Anatomical Record 290 (2007): 614-623.


Despite recent discoveries of early cetaceans, such as Pakicetus, Ambulocetus, and Rodhocetus, there still remains a paucity of tangible physical evidence on the evolution of the flukes. Tail vertebrae in these fossils are lacking or incomplete, especially for the most terminal portions. To this add that (1) modern cetacean species exhibit the highly derived thunniform swimming mode and design, (2) no series of intermediate fluke designs exist, and (3) they are phylogenetically disjunct from their closest living relative (i.e., ungulates), which have specialized for terrestrial locomotion; thus little direct information is available to answer the evolutionary questions regarding the transition to flukes

Fish, F.E., Biomechanical perspective on the origin of cetacean flukes; in: Thewissen, J.G.M., The Emergence of Whales, Plenum Press, New York, London, p. 315, 1998.


أما الزعانف الأمامية فتحتوى على تحدبات صغيرة tubercles على الحافة الأمامية لتفكيك الدوامات و اعطاء الحيتان قوة رفع للسباحة للأعلى و تقوم بتوزيع الضغط على الزعنفة وتقلّل السحب Drag، ويمنح هذا التأثير للحوتِ مزيدا من الحرية الحركية وسهولة الإنعطاف بزوايا حادة والرشاقة خلال الهجوم البحري، ووجد الباحثون أيضا أنّ تباين ارتفاع النتوءات يلعب دورا أكبر من عددها، و يخبرنا الباحث إرنست فان نيروب Ernst van Nierop —وهو طالب دكتوراه في كلية الهندسة بجامعة هارفارد— أنّ هذا التصميم يمكن تطبيقه على الطائرات المقاتلة والغواصات لجعلها أكثر رشاقة ، وتوصي ورقة علمية بمجلّة 𝑹𝒐𝒃𝒐𝒕𝒊𝒄𝒔 𝒂𝒏𝒅 𝑪𝒐𝒎𝒑𝒖𝒕𝒆𝒓-𝑰𝒏𝒕𝒆𝒈𝒓𝒂𝒕𝒆𝒅 𝑴𝒂𝒏𝒖𝒇𝒂𝒄𝒕𝒖𝒓𝒊𝒏𝒈 بدمج تقنية النتوءات في شفرات المراوح الخاصة بأنظمة تكييف الهواء المنزلية وتهوية المصانع وتبريد أجهزة الحاسوب ومراوح توليد الكهرباء لأنّ ذلك يوفر الطاقة بشكل كبير ويقلّل الضجيج و هو ما يحاول بعض المهندسين نقله لتستخدمه الطائرات للارتفاع و كذلك المراوح لتوفير...العلماء و المهندسون يتعلمون من "عدم تصميم" الحيتان؟ من المفترض أن نصدق أن صانع الأجهزة المبصر العالم صاحب شهادة الجامعة ينقل من صانع الساعات الأعمى الجاهل (الانتخاب الطبيعى). من اللطيف جدا أن نلاحظ أن هذه الأخبار تتعمد تذكير القارئ بالتطور "لترسيخ ايمانه" و حتى لا تتسلل الى نفسه أى "شبهات" و هو يرى الكائنات الطبيعية تفوق الصناعة و الهندسة الذكية.




Van Nierop et al., (2008). How bumps on whale flippers delay stall: an aerodynamic model. Physical review letters, 100(5), 054502.


Tyler Hamilton. (2008). Whale Inspired Wind Turbines. MIT Technology Review.


"Whales and Dolphins Influence New Wind Turbine Design" ScienceDaily (July 7, 2008)


Wind Energy Institute of Canada "Whale Power Tubercle Blade Power Performance” Test Report July 2008. p.12


Quinn, S., & Gaughran, W. (2010). Bionics—An inspiration for intelligent manufacturing and engineering. Robotics and Computer-Integrated Manufacturing, 26(6), 616–621.


طبعا هم ينسبون كل هذا للتطور و الطبيعة و لكن مثل هذه المنظومات لا يمكن بناءها خطوة خطوة ناهيك عن جودة تصميمها. المدهش أن خبير الأحياء المائية فى المقطع يقول أنه عند رؤية النتوءات لأول مرة خطر له أن هذا ضد قواعد التصميم الصحيح كالتى تستخدم فى أجنحة الطائرات ثم اكتشف لاحقا فوائد هذا التصميم. ترى كم عالم بيولوجيا تطورية كان و ما زال كلما رأى شيئا لا يفهمه يقفز فورا الى استنتاج أن هذا سوء تصميم بسبب التطور بينما الحقيقة أنه سوء فهم لسمات الكائن الذى يدرسه. و كما نعلم فان التصميمات يجب أن تكون سيئة حتى ننفى المصمم و ننسبها للتطور فان اتضح أنها جيدة...فاننا ننسبها للتطور أيضا!

رابط المقطع الكامل و التعليق عليه بالتفصيل من دكتور حسان بن عابد: https://www.facebook.com/photo/?fbid=1624571271372101&set=a.140844399744803


و الحقيقة أن جودة التصميم لدرجة نقل العلماء منه أمر مهم جدا للرد على مزاعم التطوريين - ليست مزاعم سوء التصميم فقط و لكنها مزاعم السلف المشترك ذاتها فكثيرا ما يقول لك التطورى أنه لا يوجد مصمم عاقل يستخدم نفس تصميم الطرف خماسى الأصابع السائد فى الحيوانات البرية فى زعنفة كائن بحرى اذن فالتفسير هو السلف المشترك و كأن هذا الاعتراض على أفعال المصمم و نواياه سيلغى قائمة الاعتراضات الطويلة على امكان تحويل حيوان برى رباعى الأقدام الى حوت - لكن الطريف هنا أنه - و كالعادة - كما فى كل مرة زعم فيها التطوريون أن شيئا ما لا يوحى بالتصميم يتضح أنه مصمم بدقة فخبراء الهندسة و المحاكاة الحيوية biomimetics فى اطار سعيهم لنقل التصميمات البارعة من الكائنات الحية الى الروبوتات وجدوا أن تصميم طرف الفقاريات هو الأنسب لكائن بحجم الحوت لتحمل الضغط من جهة و لاعطاءه عدة عظام مجزأة تربطها عضلات و أوتار تساعد على تحريكها و بالتالى التحكم بدقة فى الزعنفة بطريقة أقرب الى اليد كالثنى و البسط و الدوران حول المحور لتوجيه هذا الجسد الضخم


Check Section: 3. Optimality of the whale flipper

Stuart Burgess "Universal optimal design in the vertebrate limb pattern and lessons for bioinspired design" Bioinspiration & Biomimetics 19 051004 (9 August 2024)


2-اليات التنفس الجديدة عند الغطس و هذه بدورها كاليات السباحة و الغطس تتألف من عدة أجزاء يكمل بعضها بعضا: يجب أن تحدث "هجرة" فتحة التنفس الى أعلى الرأس و تغيير نظام التحكم العضلى فيها من أن يكون الأصل هو الفتح و تغلق بتحريك العضلات كما فى الحيوانات البرية الى أن يكون الأصل هو الغلق باحكام لمنع تسرب المياه و تفتح بمجهود عضلى ايجابى كما فى الحيتان و تتغيير الية التنفس بحيث يأخذ الحوت فى النفس الواحد كمية هواء أكبر من سلفه البرى المفترض بالاف المرات حتى تكفيه لفترات الغطس الممتدة و فصل القصبة الهوائية عن المرئ و يجب أيضا تطوير أنظمة أكثر فاعلية لتخزين الأكسجين فى العضلات و اغلاق الدورة الدموية فى الأماكن غير الأساسية و تعديل الدورة الدموية للتركيز على المخ و القلب


Shawn R. Noren and Terrie M. Williams, “Body size and skeletal muscle myoglobin of cetaceans: Adaptations for maximizing dive duration,” Comparative Biochemistry and Physiology A 126 (2000): 181–191.


Per F. Scholander, “The master switch of life,” Scientific American (December, 1963): 92–106.


Ellis, Richard. 1987. The Book of whales. New York: Alfred knoph. p.8.


حسنا الان سيتمكن الحوت من الغطس لمسافات بعيدة و التنفس تحت الماء...ليس بالضبط فالرئة بحاجة الى حماية من الضغط الكبير فى الأعماق لذلك يجب أن يتزامن مع هذا تطوير نظام حماية الرئة فى الأعماق من الضغط العالى و الذى يتكون من 3 أنظمة متداخلية: أضلاع سائبة floating ribs غير متصلة بالقفص الصدرى لتمنح الصدر مرونة عالية و حجاب حاجز غير موقعه من متعامد على العمود الفقرى الى مواز له حتى يقوم بطى (تطبيق) الرئة و مادة مضادة للاتصاق فى بطانة الحويصلات الهوائية لمواجهة الطى المتكرر للرئة و منع التصاق جدرانها و تسهيل اعادة نفخ الرئة


the large area of contact between lung and diaphragm in cetaceans allows for the diaphragm to smoothly collapse the lung along the lungs’ shortest dimension” [belly to back]

Richard E. Brown and James P. Butler, “The absolute necessity of chest-wall collapse during diving in breathhold diving mammals,” Aquatic Mammals 26 (2000): 26–32.


Roger G. Spragg et al., "Surfactant from diving aquatic mammals,” Journal of Applied Physiology 96 (2004): 1626-1632.


Natalie J. Miller et al., "The composition of pulmonary surfactant from diving mammals,” Respiratory Physiology and Neurobiology 152 (2006): 152-168.


Birgitte I. McDonald and Paul J. Pong anis, “Lung collapse in the diving sea lion: Hold the nitrogen and save the oxyg en,” Biology Letters 8 (2012): 1047–1049


طبعا لا ننسى أن مجرد تطوير الاليات غير كاف بل يجب تطوير ردة الفعل العصبية التى تجعل الحوت يقوم بالطى عند وصوله للعمق المناسب و كل هذا ضرورى كى يعيش عندما يبدأ الغطس العميق فلا معنى للقصص الجوفاء من طراز "لابد أنه لم يكن يغطس عميقا فى البداية ثم تدرج فى الغطس" اذ يجب اجتماع كل هذا بمجرد أن يبدأ الغطس العميق. و طبعا التعامل مع الضغط العالى فى الأعماق ليس قاصرا على الرئة بمفردها بل على الجسد كله. يتعامل الحيوان البحرى مع ضغط أعلى بكثير من البرى بسبب وزن المياه على الجسد خاصة فى الأعماق لذا يحتاج الى اعادة تصميم الهيكل لتحقيق تحمل أعلى و حفظ لمستويات الضغط على الأعضاء داخل الجسد كما نحتاج الى عيون و عدسات تصمد أمام الضغط الهائل فى الأعماق دون أن تنسحق و أيضا لديها معامل انكسار مرتفع حتى تتأقلم مع انكسار الضوء فى الماء و لديها اليات حماية من الأملاح. أيضا السمع سيتأثر اذ يجب تحول الأذن الخارجية الى نظام سمعى داخلى مع طبلة أذن قوية لتحمل ضغط الماء العالى فى الأعماق و بالمناسبة عظمة الأذن involucrum المقدسة التى جعلوها علامة مميزة على الحيتانيات حتى لو وجدت فى كائن برى وجدت الدراسات أن وجودها لا يشترط وظيفة سمع تحت الماء كما بينا عند مناقشة صفات أحفورة باكيسيتوس


3- حسنا الان الحوث يغطس و يتنفس تحت الماء و لكن وجود الخصية خارج الجسد و تعرضها للضغط و درجات الحرارة المنخفضة مشكلة كبيرة الى جانب طبعا كيفية ارضاع الصغار تحت الماء اذن سيحتاج نظام تكاثر و رضاعة مختلف يتزامن مع هالتغيرات السابقة: تتكون هذه الالية من قسمين الأول هو دخول خصية الحوت الى داخل الجسد على عكس الثدييات البرية و الثانى هو تطوير نظام تبريد للخصية حتى يحافظ عليها فى درجة حرارة مناسبة برغم كونها داخل الجسد و الا يصبح الحوت عقيما غير قادر على الانجاب و تنتهى السلالة. يعتمد نظام التبريد نفسه على نظام السباحة اذ يتم نقل الدم الذى تم تبريده فى الزعانف و المثقوبات الى منطقة الخصية الداخلية ليبردها و يتم اعادة تصميم الدورة الدموية لتسرى الأوردة حاملة الدم الدافئ و البارد جنبا الى جنب لتحسين التبريد عن طريق التبادل الحرارى بينهما و هو ما يسمى تبادل التيار المعاكس counter current exchange و يتم استخدام هذا الأسلوب فى أنظمة التبريد المصنعة (لاحظ أن قيام "التطور" بادخال الخصية داخل الجسد قبل صناعة نظام التبريد معناه حيوان عقيم لا يتكاثر و صناعة نظام التبريد بلا أى فائدة "انتخابية" قبل ادخال الخصية داخل الجسد) و يتزامن هذا مع تطوير الية لتغذية الصغار تحت الماء فالصغار لا تستطيع الغطس طويلا كالكبار مما يمثل عقبة أمام اتمام الرضاعة و التغذية و بالتالى تنتج الحيتان لبنا أكثر تركيزا 3 أو 4 مرات من المعتاد لتزويد الصغار بالغذاء فى وقت أقل الى جانب الاعتماد على ضخ الأم اللبن بشكل فاعل أكثر من اعتمادها على امتصاص الصغير


Sentiel A. Rommelet al., “Anatomical evidence for a countercurrent heat exchanger associated with dolphin testes,” Anatomical Record 232 (1992): 150-156.


Everhard J. Slijper, Whales, Second Edition, translated by A. J. Pomerans (Ithaca, NY: Cornell University Press, 1962): 381 - 386


ان الحزم المتكاملة من الصفات لا يمكن أن تنشأ خطوة خطوة فبدون تبريد يصبح الحوت عقيما و بدون اليات السباحة و الغطس لن تعمل الية التبريد و بدون الية التنفس فى الأعماق فلن تنفع الية الغطس و هكذا أنظمة متداخلة يجب أن تعمل معا و يكمل بعضها بعضا و بالتالى يجب أن تنشأ معا لا بالتدريج و التتابع كما تفترض الالية التطورية ناهيك عن أن كل واحد منها بمفرده يحتاج عدة تغيرات/أجزاء. كل هذه الهياكل شديدة التعقيد و البرامج الذهنية و العصبية المطلوبة لاستخدامها بالشكل الصحيح يتم اختزالها بشكل أقل ما يوصف به أنه مخادع فى عدة صور بينها أسهم أو عرض متحرك لتغير فى الهيكل الخارجى ثم نسب كل هذا الى أخطاء نسخ الحمض النووى و الزعم بأن "العلم" يقول لنا هذا!!!





4-اليات الغذاء: و هذه متنوعة جدا فمثلا أنواع من الحيتان فمها يحتوى على هياكل البالين التى تشبه مشط لديه أهداب فى الجوانب يستخدمها كمرشح (فلتر) لاستخلاص العوالق من مياه البحر بينما الحوت الأحدب يصطاد فى أسراب متناسقة حيث أحد أفراد السرب ينفث سحب فقاعية تصنع ما يشبه الشبكة و اخر يطلق أصواتا تخيف الأسماك لتدفعها باتجاه فخ الفقاعات و الباقون يحاصرون سرب الفرائس لحين الاجهاز عليه فى برنامج ذهنى تعاونى مدهش



ترى هل فقد الكائن اليات التغذى القديمة ثم انتظر دون طعام حتى أتت الجديدة؟ أم تطورت الجديدة دون فقد القديمة مع أنها بهذا تكون زائدة عن الحاجة و لن يختارها الانتخاب؟ أم تحولت القديمة الى الجديدة و هل فعلا هناك مسار من الخطوات الوظيفية؟ ناهيك طبعا عن تعلم تكتيك الصيد الجماعى و العمق المناسب لاطلاق الفقاقيع الهوائية لأنها تستمر لمسافة معينة فقط. كل هذه الهياكل شديدة التعقيد و البرامج الذهنية و العصبية المطلوبة لاستخدامها بالشكل الصحيح يتم اختزالها بشكل أقل ما يوصف به أنه مخادع فى عدة صور بينها أسهم أو عرض متحرك لتغير فى الهيكل الخارجى ثم نسب كل هذا الى أخطاء نسخ الحمض النووى و الزعم بأن "العلم" يقول لنا هذا!!!


5- تعديلات أخرى متنوعة مطلوبة مثل الحجم: من حيوان بحجم كلب الى عملاق فوزن لسان الحوت الأزرق وحده يعادل وزن فيل و هذا لا يشمل تغيير الهيكل الخارجى فحسب بل حجم و تصميم كل عضو فى الجسم

القلب: يتطور القلب من حجم قبضة اليد الى حجم سيارة صغيرة و الصمامات من حجم عملة معدنية الى حجم اطار سيارة و يتغير معدل نبضه الى 9 مرات فى الدقيقة كما يتضخم المخ بشدة أيضا.

تستهلك الحيوانات البرية نحو 40% من طاقتها لدعم أجسادها و الحركة بينما تعتمد الكائنات المائية على الماء لحمل أجسادها فتحتاج قدر أقل من الطاقة للتنقل لذا لا يتطلب الانتقال من البر الى البحر فقدان الأقدام فحسب بل تغير تصميم النظام العضلى و الهيكل العظمى و تصميم الزعانف و الذيل و الجسد الانسيابى و تطور المخ و الجهاز العصبى ليناسب التحكم فى الهيكل الجديد و نمط الحركة المختلف.

الاحتفاظ بالحرارة: تصميم نظام للتعامل مع درجات الحرارة الباردة جدا فى المحيط و تقليل فقد الحرارة


J.E. Heyning and J.G. Mead. 1997. Thermoregulation in the mouths of feeding gray whales. Science, 278:1138


تطوير اليات مختلفة عن الحيوانات البرية لتنظيم ماء الجسد لأن الأخيرة معرضة أكثر لفقد الماء من جهة و لقلة توافره من جهة أخرى

الكلى: تطوير نظام تنقية مختلف فهو من جهة لا يحتاج الى اليات اقتصاد الماء الموجودة لدى الكائنات البرية و التى تعمل على تحويل الأمونيا الى يوريا لتقليل الماء المطلوب لاخراجها فهى تتخلص من الأمونيا مباشرة فى الماء و من جهة أخرى يجب أن يتعامل هذا النظام مع الأملاح الموجودة فى البيئة الجديدة


6-بعد كل ذلك يأتى السونار و ما أدراك ما السونار – الية السونار التى تمتلكها بعض الحيتان و كذلك الدلافين و التى ذكرت احدى مقالات مجلة NewScientist العلمية أن خبراء صناعة الغواصات يريدون تقليد كفاءتها


Rory Howlett, "Flipper's secret.", NewScientist (28 June 1997)


انه الية الرصد التى تستخدمها الغواصات صنعها "التطور" للحيتان عن طريق أخطاء فى نسخ الحمض النووى . كما نعلم جميعا فان السونار الذى يصنعه الانسان ناتج عن أخطاء نسخ تصميم اخر ما تصادف أن كانت مفيدة فانتقتها لجنة براءة الاختراعات - لاحظ الأجزاء المختلفة الدقيقة التى تتطلب الالية تواجدها و عملها معا : مثلا هناك أغشية لاصدار الموجات الصوتية و عدسة متطورة مصممة لتركيز الموجات الصوتية المنبعثة في شعاع يمكن للكائن أن يوجهه حيث يشاء، هذه العدسة الصوتية هي تجمعات دهنية مختلفة، يجب أن تكون مرتبة في الشكل الصحيح والتسلسل الصحيح، من أجل تركيز أصداء الصوت العائدة، وكل نوع من هذه الدهون فريد ومختلف عن الدهون الطبيعية، فهي تتكون من خلال عملية كيميائية معقدة تتطلب عددًا من الإنزيمات المختلفة.


Usha Varanasi. et al, "Molecular basis for formation of lipid sound lens in echolocating cetaceans", Nature 255, 340 - 343 (22 May 1975).


أضف الى ذلك وجود البرنامج الذهنى الذى يجعل الكائن يفسر الموجات العائدة ليشكل بها صورة عن ما حوله بل و يزيد أو ينقص تردد الموجات حسب رغبته فى رصد القريب أم البعيد و طبعا هناك



بل و لعل من الأعاجيب الأخرى أن رتشارد دوكنز أحد أشهر دعاة التطور قد شبه النشأة المستقلة للسونار لدى الخفافيش و الدلافين بتطوير الألمان و الانجليز للرادار بشكل مستقل. هذا تشبيه لطيف جدا و لكنه لا يشرح كيف و لماذا تتطور الصفات البيولوجية بأخطاء النسخ و كذلك برنامج الاستخدام المتطور كما أنه لا الانجليز و لا الألمان صنعوا ما لديهم بمراكمة "أخطاء النسخ" و الدمج العشوائى للقطع التى لها وظائف أخرى cooption بل بالعلم و الهندسة و الرياضيات و المعادلات. لم يكن المسئول هنا "صانع ساعات أعمى" كما قال دوكنز بل صانع ساعات مبصر!



المبحث الرابع: التفسير التطورى


لاحظ الشجرة التطورية اللطيفة على موقع جامعة كاليفورنيا - بمجرد وضع خط أحمر قصير على شجرة التطور يتم تفسير نشأة الصفة: خط أحمر ينشأ فيه ذيل صالح للسباحة و اخر ينشأ فيه تحديد الموقع بالصدى و ثالث ينشأ فيه البالين من أجل التغذية و غيرها من الصفات و بهذه الخطوط مع الحشو الكلامى عن الطفرات و الانتخاب و الدليل "الدامغ" الأعرج المبنى على تشابهات بعض العظام نضع كائنات برية و برمائية و مائية بجوار بعضها و نرسم بينهم أسهم تصبح لدينا أقوى سلسلة تطورية!!!






حاول أن تتذكر أن التطورى الذى يحاول أن يقنعك أن التطور صنع كل هذا الهول بما فى ذلك صناعة السونار أكثر من مرة هو ذاته الذى يحاول أن يقنعك أنه عاجز عن صناعة عظمة involucrum اليتيمة و بعض تشابهات الجمجمة أكثر من مرة لذا فهى دليل سلف مشترك!!!


كم طفرة مطلوبة لكل هذا؟ هل هناك وقت كافى و عدد أفراد كافى لتمكين حدوثها؟ هل كل منها مفيدة؟ ماذا عن الطفرات التى يجب أن تجتمع بشكل متزامن كادخال الخصية الى الداخل و صناعة نظام التبريد أو طى الرئة و تحرير الأضلاع و تحريك الحجاب الحاجز و صناعة مضادات الالتصاق؟ هذا أصلا ان افترضنا أن كل تغيير من هذه سيحدث بطفرة واحدة و هذا مستحيل. ان الحاجة الى تغيرات متزامنة يضاعف اللاحتمالية و بالتبعية متوسط الزمن/عدد الأجيال المطلوبة لحين حدوثها. كيف نتجاوز هذه العقبة؟ بمنتهى البساطة...لابد أن التطور قرر أن يعمل بسرعة جدا فى مئات الجينات فى الحالات الثلاث المستقلة التى دخلت فيها الثدييات الى الماء!!! نعم فان كنت لا تعرف فالثدييات لنتقلت الى الماء ثلاث مرات مستقلة فى ثلاث خطوط تطورية مختلفة بلا سلف مشترك فى الحيتانيات cetaceans و الخيلانيات Sirenia و زعنفيات الأقدام Pinnipedia أى أن الكثير من هذه التكيفات المعقدة قد نشأت أكثر من مرة و بلا سلف مشترك و الحل معروف طبعا (التطور المتقارب) الذى هو فى الواقع مجرد اسم للظاهرة يتظاهرون بأنه تفسير


We present evidence of widespread convergence at the gene level by identifying parallel shifts in evolutionary rate during three independent episodes of mammalian adaptation to the marine environment. Hundreds of genes accelerated their evolutionary rates in all three marine mammal lineages during their transition to aquatic life. These marine-accelerated genes are highly enriched for pathways that control recognized functional adaptations in marine mammals, including muscle physiology, lipid-metabolism, sensory systems, and skin and connective tissue.

Maria Chikina et al., "Hundreds of Genes Experienced Convergent Shifts in Selective Pressure in Marine Mammals" Molecular Biology and Evolution, Volume 33, Issue 9, September 2016, Pages 2182–2192


و طبعا كالعادة يتم اللجوء الى الخدعة التى لا تمل منها نظرية التطور...ضغط انتخابى أكبر = تطور أسرع و قد تم تفنيد هذه الكذبة التطورية من قبل...الانتخاب الطبيعى يمكنه أن ينشر طفرة أو صفة أسرع فى الجماعة الحية و لكنه لن يسرع معدل حدوثها أبدا ما لم تقصف الطبيعة هذه الكائنات بالاشعاع النووى أو الأسلحة الكيميائية لتسريع معدل الطفرات و لكن المدهش أو الورقة نفسها تعترف أن الكثير من هذه التغيرات لا تبدو تكيفية أصلا فليس للانتخاب الطبيعى يد فيها برغم من ذكر مصطلح انتخاب ايجابى أكثر من مرة


Convergent changes on marine branches could have resulted from neutral processes or alternatively due to positive selection for the same amino acid variant....Overall, we found no evidence for adaptively driven site- and amino acid-specific convergence in marine-accelerated genes.


الطريف فى الموضوع أن افتراضهم أن التطور ضاعف من سرعة عمله هو اعتراف ضمنى بأن هذا القدر من التغيرات لا علاقة له بالمعدل الطبيعى للطفرات و لا يمكن أن يحدث فى الفترة الزمنية المتاحة و لكن بدلا من الاعتراف بخطأ فرضيتهم يتم خرق قوانين الطبيعة بافتراض معدلات تطفير و ثبات طفرات غير واقعية تحدث ثلاث مرات بشكل مستقل. بعد هذا يمكن أن يلقى تطورى ورقة مثل هذه فى وجهك مؤكدا أن العلماء أثبتوا أن التطور يمكنه أن يعمل بسرعة بينما هم افترضوا ذلك رغما عن الأدلة فقط ليحافظوا على صنم التطور و هو نفس ما ذهبت اليه دراسة أخرى وجدت أن الفروق الضخمة disparity قد حدثت بين الحيتانيات مبكرا فى تاريخها التطورى و ليس عبر تراكم الفروق الصغيرة diversity طوال تاريخها التطورى. حتى الحيتان اتضح أنها تظهر بشكل انفجارى explosive


One explanation for whale diversity is simply that they have been accumulating species and evolving differences in shape as a function of time. The more time that goes by, the more cetacean species one would expect, and the more variation in body size one would expect to see in them. Instead, what we found is that very early in their history, whales went their separate ways from the standpoint of size, and probably ecology," Alfaro said. "This pattern provides some support for the explosive radiation hypothesis...Species diversification and variations in body size were established early in the evolution of whales...whales split things up at the beginning and went their separate ways.

University of California (UCLA) "How whales have changed over 35 million years" ScienceDaily (May 31, 2010)


Graham J. Slater et al., “Diversity versus Disparity and the Radiation of Modern Cetaceans,” Proceedings of the Royal Society B 277 (2010): 3097–3104


طبعا التبريرات لا تنتهى فالحيتان اقتسمت التخصصات المتاحة فى البيئة و أعطاها التطور استراتيجيات غذائية مختلفة و ما يلائم هذه الاستراتيجيات من صفات...الخ و لكن بعيدا عن القصص التبريرية التطورية عن الانتخاب الطبيعى الذى أعطى كل شئ خلقه ثم هدى فان الشاهد من جديد هو سيناريو غير تدريجى و تسميته adaptive radiation تشعب تكيفى لا يغير شيئا من تلك الحقيقة


و فى نموذج اخر نجد: دفعات/نبضات من التغيرات السريعة...تغيرات سريعة فى الجمجمة هنا لأنه لم يكن له منافسين فى الماء و أراد ان يستغل الموارد الغذائية...و تغيرات جذرية فى الوجه هناك لتمكين تحديد الموقع بالصدى...لاحظ كيف يعترفون بظهور الصفات المستجدة على هيئة دفقات و ليس عبر تدرجات طوال الفترة كما يزعمون ثم يبررونها بقصص واهية و كان مجرد حاجة الكائن الى شئ ستجعل التطور يصنعه له بينما الحقيقة أن هذه النمط من الغيرات الجذرية الوظيفية لا يوحى أبدا بأى تكيف تدريجى من أى نوع بل بكائنات مختلفة لكن بينها صفات متشابهة


The newly published research revealed that there have been three rapid bursts of whale evolution...This is when the ancient whales known as Archaeocetes first took to the water and showed rapid changes in their skull morphology, possibly due to a lack of competition resulting in changes that would allow species to take advantage of abundant food resources. Dr. Coombs comments "Within eight million years, the ancestors of whales go from being fully terrestrial, such as the four-legged, furry Pakicetus which lived around the edge of the Tethys Sea, to fully aquatic. "This is super quick in evolutionary terms." The second wave of diversification came 39 Mya when we saw the divergence of toothed whales, Odontoceti, and the baleen whales, Mysticeti. The Odontocetes underwent drastic changes to the nasal and facial regions of the skull to allow more specialized echolocation whilst the Mysticete skull adapted to allow bulk feeding of smaller prey items.

Natural History Museum "Largest ever study of its kind reveals whales evolved in three rapid phases" (MAY 10, 2022)


حتى عالم الأحافير التطورى دونالد بروثيرو و الذى يستشهد كثيرا بأحافير الحيتان تشير أبحاثه الى أن عمر سلالات الثدييات فى الأحافير يقاس بعدة ملايين من السنين لكل نوع species و أكثر من 4 مليون سنة لذوات الأظاف تحديدا artiodactyls و التى يرجح تطور الحيتان منها


Donald R. PROTHERO "Species longevity in North American fossil mammals" Integrative Zoology, Evolutionary aspects in vertebrates, Volume9, Issue4و, Special Issue: Paleontology and evolution – Part II, August 2014


مما يعنى أن هذا التحول المزعوم قد استغرق عمر سلالة أو اثنين على الأكثر أى أى أن التحول قد تم بقفزتين فقط و لا تسأل كيف!!! سلالتين هذه أى باكيسيتوس و كلب اخر يشبهه مع بعض الفروق البسيطة و انتهى الأمر! النتيجة المنطقية هى أن هذه السلسلة من الأحافير من المستحيل أن تكون على خط تطورى واحد. و بالمناسبة هناك حالة رابعة قرر فيها التطور ان يعمل بشكل متقارب و سريع جدا و يعيد كائنا الى الماء و لكن هذه المرة فى الزواحف


Recurring patterns of convergence in the geological past may suggest predictability of evolution when transitioning from full-time life on land to full-time life in the ocean. Ichthyosaurs (fish-shaped marine reptiles of the Mesozoic) and today’s cetaceans (whales, dolphins, and porpoises) are two of the most informative lineages to exemplify secondary returns to the sea. The notable resemblance in body shape and lifestyle of ichthyosaurs and cetaceans contrasts with their separation in time by nearly 200 million years, providing an often-cited example of convergent evolution....Our research suggests that ichthyosaurs evolved large body size very early on in the clade’s history, comparatively earlier than whales.

...rapid evolution of body size in ichthyosaurs...fast increases in disparity measures in early ichthyosaurs...reflect rapid lineage diversification and dietary specialization.

P. MARTIN SANDER et al., "Early giant reveals faster evolution of large body size in ichthyosaurs than in cetaceans" SCIENCE 24 Dec 2021 Vol 374, Issue 6575


هذه المرة التطور التدريجى قرر أن يعمل أسرع من عمله فى حالة الحيتان و المبرر الذى تستخدمه الورقة هو وجود ظروف بيئية و شبكات غذائية يمكنها دعم الحجم الكبير! حقا! وجود ظروف بيئية مناسبة سيجعل الطفرات تضاعف من سرعة عملها عدة مرات من تلقاء نفسها مستهدفة التكيفات المطلوبة حتى تنتجها فى "نبضة مفاجئة" كما يقولون؟


The implication was clear: once they had taken to the water, some ichthyosaurs got very big, very fast. At first glance this appears to be a shockingly fast pulse of evolution.

"Largest ever animal may have been Triassic ichthyosaur super-predator" New Scientist (29 December 2022)


...ichthyosauriforms evolved rapidly within the first one million years of their evolution, in the Spathian (Early Triassic), and their true diversity has yet to be fully uncovered

Da-Yong Jiang et al., "A large aberrant stem ichthyosauriform indicating early rise and demise of ichthyosauromorphs in the wake of the end-Permian extinction" Scientific Reports volume 6, Article number: 26232 (2016)


المليون سنة هذه هى أقل من نصف الفترة التى تعيشها سلالة من الفقاريات فى الأحافير و مع ذلك بمعجزة ما حدثت فيها عدة قفزات تساوى عدة سلالات لمجرد أن التطور يحتاج الى ذلك و أن البيئة فيها "وظائف شاغرة"...و من جديد نجد السمات المتشابهة التى يفترض أنها تأتى من أسلاف مشتركة تنشأ بدون أسلاف مشتركة فبعض الزواحف كالموساسور التى قرر التطور عادتها للماء تطورت تقاربيا مع الحيتان لتمتلك نظام المثقوبات flukes المناسب للسباحة و كذلك تمتلك نفس اعادة هيكلة الممرات الهوائية


Johan Lindgren et al., "Convergent Evolution in Aquatic Tetrapods: Insights from an Exceptional Fossil Mosasaur" PLOS One August 9, 2010


الحقيقة أنه لا يوجد عامل يمكنه أن يجعل الطفرات تضاعف سرعات عملها بهذا المعدل الجنونى و الكائن يحتمل هذا و لا يوجد ما يمكنه ان يحول مخططات جسدية متباينة بهذا الشكل الى بعضها البعض لمجرد وجود "وظيفة شاغرة" فى البيئة...هذه الكائنات ببساطة سواءا فى حلة الحيتان أو فى حالة الاكتواصور صممت لتملأ هذا الدور



المبحث الخامس: السجل الحفرى للحيتان


تم شرح مشاكله بالتفصيل فى مبحث الحيتان من مقال أيقونات التطور الحلقات الانتقالية و ملخصه: كائنات برية و برمائية و بحرية - ذئاب و نماسيح و كلاب بحر و حيتان تم رسم أسهم بينها لأن نظرية التطور تحتاج حلقات انتقالية للحيتان بل و تم تعديل تواريخ وجود الباسيلوسورس (حوت مكتمل) لتزامنه مع الباكيسيتوس (سلفه المزعوم)



المبحث السادس: البقايا التطورية المزعومة:


1-حزام الحوض pelvic girdle : العظام التى زعم التطوريون أنها بقايا تطورية من الأسلاف البرية ثم اكتشف العلم وظيفتها فى دعم الهياكل التناسلية للذكور و الاناث أيضا و تعمل كنقاط ارتباط للعضلات


James P. Dines et al., "Sexual selection targets cetacean pelvic bones" International Journal of Organic Evolution Volume 68, Issue11, November 2014, Pages 3296-3306


Matthew Dean and James Dines, “Whale sex: It’s all in the hips," ScienceDaily (September 8, 2014).


Yuko Tajma et al., 2004. “Comparative Anatomical Study on the Relationships between the vestigial pelvic bones and the surrounding structures of finless porpoises (Neophocaena Phocaenoides).” Journal of Veterinary Medical Science, 66(7):761 July.


Alexy Yablokov. 1974. Variability of Mammals. The National Science Foundation, Washington D.C. p.234-235


John Gary Williams. 1970. The Other Side of Evolution. Williams, La Vemge, TN: p.33


هنا كالعادة تمارس نظرية التطور الخداع الكلامى المعهود فتصيغ البيانات بطريقة ملتوية قائلة أن الحوض كان مخلفات أثرية وظفها التطور فى وظيفة أخرى و بعملية نصب بارعة يتم تغيير تعريف مصطلح العضو الأثرى من هيكل غير وظيفى الى هيكل وظيفى!!! لكن ان حذفنا الحواديت التطورية فالبيانات تقول ببساطة هذا هيكل وظيفى نقطة و لا داعى لتأليف قصة عن كونه مخلفات وظفها التطور بل دعنا نتذكر معا أن تاريخ هذا النمط من الاستدلال حافل بالمشاكل فعشرات المرات قال فيها التطوريون عن هيكل ما أنه بلا وظيفة و بقايا تطورية ثم تم اكتشاف وظائفه فانطلقوا يوظفون خيالهم الواسع فى صياغة حواديت عن كونه مخلفات "بالعافية" لكن التطور أكسبها وظيفة و من أشهر أمثلة ذلك سقوط خرافة الحمض النووى الخردة


2-عظام الأطراف: لدى بعض الحيتان هياكل تشبه عظام الأطراف كالفخذ و الساق و مفصل ركبة و قد زعم التطوريون أنها بقايا من الأسلاف ذوى الأرجل الا أن دراسات أخرى قد رجحت دور هذه العظام فى عملية التكاثر الجنسى و تثبيت و تحريك العضلات لتوجيه العضو التناسلى و الجسد أثناء الجماع أيضا عن طريق ثنى أخمص القدم و تحريك وضع مفصل الركبة


Earlier finds of Basilosaurus...a partial femur, which its discoverers interpreted as vestigial. But the well-formed legs and feet revealed by this discovery hinted at functionality. Although at less than half a meter in length the diminutive limbs probably would not have assisted Basilosaurus in swimming and certainly would not have enabled it to walk on land, they may well have helped guide the beast’s serpentine body during the difficult activity of aquatic mating.

Kate Wong, "The Mammals That Conquered the Seas: New fossils and DNA analyses elucidate the remarkable evolutionary history of whales", SCIENTIFIC AMERICAN MAY 2002


Hind limbs of Basilosaurus are interpreted as copulatory guides.

P.D. Gingerich et al., 1990. Hindlimbs of Eocene Basilosaurus. Science 249:154 – 156


Douglas Chadwick "Evolution of whales" National Geographic, 200(5): 64-77 (2001)


و قد ذهب بعض الباحثين الى أن عظام الأطراف المنفصلة تعمل كملحق للجسم الكهفى للقضيب penis corpora cavernosa


J.Z. Young “The life of Vertebrates” (Oxford University Press) p. 667



كما أن أقدم حفريات الحيتان تمتلك نفس هذه الهياكل كالحيتان المعاصرة دون أى اشارة الى اضمحلال أو تلف ناتج عن تراكم الطفرات فى هيكل أثرى غير وظيفى عبر ملايين السنين و هو ما يتعارض مع النموذج التطورى


R.C. Byers “Do Vestigial Organs demand evolution?” p.3



من الملفت جدا فى ورقة جنجريتش (المصدر الأول) و هو يرجح دور هذه العظام أنه قال أنها ليست أثرية كعظام الحوض.


Oligocene-to- Recent whales that lack functional pelvic limbs...Modern cetaceans live in water and lack hind limbs entirely, retaining only rod-like vestiges of pelvic bones


عظام الحوض هذه التى اكتشفت وظيفتها بعد ذلك بسنين. هذه اللفتة توضح كم هى متهافتة و ضعيفة حجة الأعضاء و الهياكل الأثرية و البقايا التطورية و كيف تنهار بتقدم العلم فما لم يكن العلم يعرف وظيفته أمس عرفها اليوم و ما لا يعرفه اليوم سيعرفه غدا و كلما تقدم العلم كلما أضاء البقع المظلمة من المعرفة البشرية التى يحاول أن يحتج بها التطور. بل من المدهش أنه وفقا لنظرية التطور ذاتها فان وجود بقايا غير وظيفية من أسلاف يحتم أن تتراكم فيها الطفرات كما تتراكم فى أى هيكل اخر حتى تتلف و يتوقف تفعيلها فى الجسد أو تتحول الى هيكل اخر مفيد وفقا لمزاعم النظرية و لا يوجد أدنى مبرر تطورى لاحتفاظ الانتخاب الطبيعى بأى هيكل غير وظيفى و حمايته من التلف أو التغير لملايين السنين


Jerry A. Coyne, Why Evolution Is True (New York: Viking, 2009), pp. 66–67, 81.


تخيل أن طوفان الطفرات الذى ضرب هذه الكائنات ليبنى لها هياكل جديدة للسباحة و الأكل و التكاثر و السونار و الغطس العميق...الخ قرر أن يعفى جينات بلا وظيفة أصلا و يتركها موجودة و تعمل دون أن تتطفر لتصبح خردة أو تتحول الى عضو اخر. هذا الكلام ضد نظرية التطور نفسها اذ أن الانتخاب الطبيعى لم يحافظ على هذه الجينات مما يضربفكرة البقايا التطورية فى أساسها حتى حال عدم معرفتنا بدور هذه الهياكل و طبعا اذا اكتشف العلم وظيفة هذه الهياكل سيمارس التطوريون خدعتهم الشهيرة "ماذا؟ اكتشفنا أنه ليس بلا وظيفة؟ أوه لا بد أن التطور أعطاه وظيفة...انه رائع". أضف الى ذلك الميوعة الرهيبة التى يمارسها التطوريون فى اطلاق الأسماء فنتوء هنا أو بروز هناك أو تشوه نمائى فى أى منطقة يتم تلقيبه فورا ببقايا طرف أو عظمة ضامرة ملتحمة بأخرى سليمة برغم من وجود مثل هذه التشوهات النمائية بشكل طبيعى مستقل عن كل الفرضيات التطورية كما وضحنا سابقا عند مناقشة ما يسمى دليل البقايا التطورية و الأعضاء الأثرية


3-براعم الأسنان الجنينية: يزعم التطوريون أن وجود أسنان لدى أجنة الحيتان البالينية ارث تطورى لأن الحيتان البالينية لا تتغذى باستخدام الأسنان (و قبل أن نرد يجب أن نتساءل اذا كانت الحيتان البالينية قد تطورت من سلف له أسنان فلماذا فقدت هذه الميزة المهمة؟ و اذا طورت الية الغذاء الأخرى قبل فقد الأسنان لماذا احتفظ بها الانتخاب الطبيعى اذا كانت الية مكررة؟ و اذا طورتها بعد فقد الأسنان فكيف بقيت حية بدون الية غذاء حتى تطور الالية البديلة؟ و اذا كانت مركبة من اليات أخرى كانت موجودة مسبقا فما هى فائدة هذه الاليات التى جعلت الانتخاب الطبيعى يحتفظ بها و كيف تم اعادة توظيف هذه الاليات و أين ذهبت وظائفها السابقة؟) و الحقيقة أن براعم الأسنان لدى أجنة الحيتان البالينية هى الية مهمة لتكوين عظام الفك و ليست ارثا تطوريا


Paul Dubois. 1985. Further Comments on Baleen Fetal Teeth and Functions for Yolk sacs. Origins Research 8(2): 13 – 14


David Kaufmann. 1983. When is a Vestige not a Vestige? Origins Research, 6(2): 4


4-الشعيرات: يزعم التطوريون أن وجود شعيرات على الحيتان بقايا تطورية من السلف البرى الا أن العلم اكتشف أنها جزء من جهاز وظيفى حسى يدعى Vibrissal apparatus و هو جهاز حسى معقد له امداد عصبى كثيف يصل الى الاف الألياف العصبية متصلة بكل شعرة لاستشعار البيئة


Alexy Yablokov. 1974. Variability of Mammals. The National Science Foundation, Washington D.C. p.235


و فى حالات أخرى اتضح أن الحفر التى تنمو من هذا هذه الشعيرات يتم استخدامها لرصد المجالات الكهربائية فى بعض الأنواع مما يساعد فى الرصد و الصيد و الحركة و الملفت فعلا فى هذا البحث الأخير هو تعليق العلماء عن كيف أن هذه الكائنات قد تمت دراستها بشكل مكثف و مع ذلك فلازلنا نكتشف فيها الجديد


Everybody thought these structures are vestigial — so without any function...But Dr. Dehnhardt and his colleagues have discovered that the pits left by those hairs can perceive electricity with enough sensitivity that they may help the dolphins snag fish or navigate the ocean...For an animal that has received plenty of research attention, it’s exciting to spot a new sense. “Everything has been worked on this species,” Dr. Dehnhardt said. “And still there is something new that we can discover.”

"This Discovery About Dolphins Isn’t Entirely Shocking" New York Times (Nov. 30, 2023)


thereby demonstrating that they cannot be regarded as rudimentary structures

Tim Hüttner et al., "Passive electroreception in bottlenose dolphins (Tursiops truncatus): implication for micro- and large-scale orientation" Journal of Experimental Biology Volume 226, Issue 22 November 2023


هذا التعليق يجب أن يجعل القارئ يتوقف كثيرا قبل أن يتعامل بجدية مع مزاعم لاوظيفية عضو ما. طبعا نظرية التطور هنا ستكون جاهزة فورا بالقصة البديلة: لابد أنها بقايا تطورية و لكن نجح التطور فى توظيفها فى شئ اخر و لكن هذا اعتراف ضمنى بأنها وظيفية و بالتالى لا يوجد أى داعى لاعتبارها بقايا سوى أن التطور يريد أن يوحى بذلك و بما أنها وظيفية فان أى تشابه بينها و بين مثيلاتها فى كائنات أخرى ليس بسبب سلف مشترك بل بسبب ضوابط وظيفية مشتركة تماما مثل ما اتضح من أن الأسنان تنمو لضبط نمو الفك و الجمجمة. و أخيرا وجب التنويه على أن الحجة التطورية العجيبة المسماة بالبقايا التطورية هى ببساطة احتجاج بجهلنا بوظيفة شيء و كم من شيء زعم التطور أنه بلا وظيفة و بقايا تطورية حتى جاء العلم و اكتشف وظيفته و الأمثلة كثيرة من حمض نووى خردة و أعضاء أثرية و غير ذلك كما بيننا فى مناقشة كتاب أيقونات التطور t.ly/OuEA لذلك فاننا باستقراء كيف يكتشف التقدم العلمى الوظائف التى جهلناها من قبل لا يمكن أن نعتبر جهلنا بوظيفة شيء دليل على عدم وجودها و بالتالى على كونه بقايا تطورية و دليل على الانحدار من سلف اخر و الاهم من ذلك هو الزعم بأن مجرد تشابه هيكل فى كائن مع هيكل فى كائن اخر دليل على وجود سلف مشترك بينما نفس الاشتراك قد يفسر بأنه دليل على وجود تصميم مشترك و أخيرا فان هذا الافتراض بكونها بقايا تطورية من سلف لا يحل مشكلة غياب الحلقات الانتقالية الحقيقية و لا استحالة حدوث الكم الهائل من التغييرات و الطفرات المطلوبة فى الفترة الزمنية المقترحة


الخلاصة:


و الان لنعد لاقتباس ستيفن جاى جولد الذى افتتحنا به المقال أو لتعبير جنجريتش عن سلسلة تطور الحيتان posterchild حالة نموذجية للتطور الكبروى. تخيل أن هذا القدر من المشاكل و الانتقائية فى الأدلة و التحيز لتفسيرات بعينها و التضارب فى المشاهدات و تجاهل الالية الحقيقية لنشأة الكائنات بالاعتماد على الحشو الكلامى عن الطفرات و التدرج و ملايين السنين - كل هذا فى ما يعتبروه أقوى سلسلة تطورية و انتصارا للتطور فما بالك بالسلاسل الأخرى؟!!!ان أهم درس تخرج به من كل هذا ليس هو نقد سلسلة أحافير تطور الحيتان بل أن تفهم كيف يفكر هؤلاء القوم و كيف يتعاملون مع الأدلة: أدلة واهية و شظايا عظمية يتم استخدامها لبناء فرضيات عملاقة و تصور كائنات كاملة بالشكل الذى تتطلبه نظرية التطور تحديدا ثم تقديم هذه التصورات و كأنها حقائق - تشابهات يعترفون أنها تنشأ بلا سلف مشترك و مع ذلك يستدلون بها على السلف المشترك - أشجار متضاربة و أحفاد يظهرون قبل الأجداد و قفزات يتم اظهارها كتدرجات. كل هذه الأمور من أساسيات التعامل التطورى مع الأحافير فتعلمها فهى ليست قاصرة على الحيتان و تذكرها كلما سمعت نبأ جديدا عن اكتشاف حلقة انتقالية نحو كذا أو كذا









825 views0 comments

Comentarios


Los comentarios se han desactivado.
Post: Blog2_Post
bottom of page