There seems to me too much misery in the world. I cannot persuade myself that a beneficent and omnipotent God would have designedly created the Ichneumonidae [a kind of parasitic wasp] with the express intention of their feeding within the living bodies of caterpillars, or that a cat should play with mice. Not believing this, I see no necessity in the belief that the eye was expressly designed.
C. Darwin, letter to Asa Gray, May 22, 1860, Darwin Correspondence Project,
هناك بؤس كثير فى هذا العالم. أنا غير قادر على الاقتناع بأن خالقا محسنا قادرا قد صمم كائنات يأكل بعضها بعضا لذا فلا أرى ضرورة لتصديق أن العين مصممة
- تشارلز داروين (مايو 22 1860)
عدم فهم الغاية من تصميم معين, مشكلة لازمت داروين و كانت من دواعى نظريته و تحوله لاحقا الى اللاأدرية و تلازم التطوريين من بعده فكلما وجدوا تصميما لا يعرفون له حكمة قالوا تصميم ضعيف و بلا هدف و نسبوه الى التطور الا أن التقدم العلمى يواصل اكتشاف أسباب بل و أحيانا مزايا هذه التصميمات التى ظننا يوما أنها معيبة
[1-العصب الحنجرى الراجع RLN :
هو العصب الذى يربط المخ بعضلات الحنجرة للمساعدة على التحكم فى الكلام و يقول الدراونة أن العصب الأيسر مثال على خطأ فى التصميم لأنه يسلك طريقا طويلا و ملتفا بلا داعى فهو يهبط الى الأسفل متجاوزا الحنجرة ثم يلتف و يصعد من جديد و هذا ليس فقط مثالا للتصميم الخاطئ بل هو دليل على انحدارنا من الأسماك و تحول خياشيمها الى بعض الغدد و أجزاء الحنجرة و بالتبعية حدوث فوضى فى ترتيب الأعصاب و الأوعية الدموية فى هذه المنطقة أثناء استطالتها [مع الأسف أخطاء نسخ الحمض النووى التى حولت الخياشيم الى غدد وظيفية و أطالت الجسم و أطالت معه الأعصاب و الأوردة حتى لا تنقطع غفلت عن اعادة ترتيب المنطقة فى النهاية] و لكن هل هذا الطريق الملتف فعلا بلا فائدة كما يزعم الدراونة؟
بالطبع لا فالعصب يهبط الى الأسفل لكى يرسل فروعا الى أماكن أخرى كالضفيرة القلبية المسئولة عن تعصيب القلب cardiac plexus الى جانب ارساله فروعا أيضا الى القصبة الهوائية و المرئ
As the recurrent laryngial nerve curves around the subclavian artery or the arch of aorta, it gives several cardiac filaments to the deep part of the cardiac plexus. As it ascends in the neck it gives off branches, more numerous on the left than on the right side, to the mucous membrane and muscular coat of the oesophagus; branches to the mucous membrane and muscular fibers of the trachea and some filaments to the inferior constrictor [Constrictor pharyngis inferior]
Gray’s Anatomy 40th edition 2008, pp. 459, 588/589
The recurrent laryngeal nerve (RLN) contributes cardiac branches to the superficial (SCP) and deep (DCP) cardiac plexusesafter it arises from the vagus nerve curves around thesubclavian artery on the right and the aortic arch on the left
Brenda De Gama "The Recurrent Laryngeal Cardiac Nerve in Fetuses" June 2014 International Journal of Morphology 32(2):415-419
Yau, Amy Y.; Verma, Sunil P. (February 20, 2013). Meyers, Arlen D. (ed.). "Laryngeal Nerve Anatomy."
بل ان التصميم العبقرى الذى يقترحه الدراونة بحعله مباشرا دون التفاف هو فى الواقع حالة مرضية تسمى Non Recurrent Laryngeal Nerve و قد يؤدى الى مشاكل فى نمو شريان ما تحت الترقوة كما ان هذا العصب تحديدا يحتوى على أنسجة ضامة connective tissue أكبر من الأعصاب الأخرى منذ مرحلة النمو الجنين فيعمل التفافه كدعامة للقناة الشريانية الواصلة بين الأورطى و الشريان الرئوى
The vagus nerve in the stage 16 embryo is very large in relation to the aortic arch system. The recurrent laryngeal nerve has a greater proportion of connective tissue than other nerves, making it more resistant to stretch. It has been suggested that tension applied by the left recurrent laryngeal nerve as it wraps around the ductus arteriosus could provide a means of support that would permit the ductus to develop as a muscular artery, rather than an elastic artery
Gray’s Anatomy, 39th edition 2005, p. 1053.
Bulent Citgez et al., "Anatomic Variations of the non-recurrent Inferior Laryngeal nerve" BMJ Case Reports (27 March 2009)
كما يمكن أن تؤدى المشاكل فى هذا الالتفاف الطويل الغير ضرورى كما يزعمون الى صعوبات فى البلع و الكلام
R.D. Henderson et al., "Pharyngoesophageal dysphagia and recurrent laryngeal nerve palsy" The Journal of Thoracic and Cardiovascular Surgery Volume 68, Issue 4, October 1974, Pages 507-512
اذن فهذا الالتفاف وظيفى و ليس لأننا كنا أسماكا يوما ما و التصميم الأمثل الداروينى هو فى الواقع حالة مرضية!
لاحظ كيف أن العصب فى الأسماك أصلا لا يلتف بهذه الطريقة مما يناقض مزاعم أنه دليل على الأصل المائى للكائنات البرية
-نظرية التطور الدعاوى و الرد
سامى عامرى - براهين وجود الله]
2-العين:
scientists still do not know the answers to some of the most basic questions about how life on Earth evolved. Take eyes, for instance. Where do they come from, exactly?...the basic story of evolution, as recounted in countless textbooks and pop-science bestsellers... is absurdly crude and misleading...it starts midway through the story, taking for granted the existence of light-sensitive cells, lenses and irises, without explaining where they came from in the first place. Nor does it adequately explain how such delicate and easily disrupted components meshed together to form a single organ. And it isn’t just eyes that the traditional theory struggles with. “The first eye, the first wing, the first placenta. How they emerge. Explaining these is the foundational motivation of evolutionary biology,” says Armin Moczek, a biologist at Indiana University. “And yet, we still do not have a good answer. This classic idea of gradual change, one happy accident at a time, has so far fallen flat.”
"Do we need a new theory of evolution?" The Guardian (28 Jun 2022)
من أين أتت العيون؟ ان القصة التقليدية [التدرجات] المنتشرة فى الكتب خاطئة و مضللة...ان نظرية التطور غير قادرة على تفسير كيفية نشأة المكونات كالخلايا الحساسة للضوء و العدسات و لا كيف تم دمج هذه المكونات معا لصناعة عضو موحد. و هذه المشكلة ليست فى العين فقط...ان فكرة التغير التدريجى فشلت تماما
-من لقاء لصحيفة الجارديان مع عدد من علماء البيولوجيا التطورية بعنوان "هل نحتاج الى نظرية تطور جديدة؟"
تعتبر العين البشرية أيقونة للتطور من جهتين. الأولى هى ادعاء تطورها من عيون أبسط بالطريقة الداروينية [رسم مجموعة صور بينها أسهم] و الثانية ادعاء وجود عيوب فيها تنفى التصميم الذكى. لطالما أكد التطوريون لنا أن التطور نظرية علمية محايدة و ان نقادها فقط هم من معارضى العلم المدفوعين باأيديولوجيا و الذين يريدون ادخال معتقداتهم الدينية فى العلم و برغم هذا التأكيد فان عددا كبيرا من مروجى التطور دائما يذكرون أن العين كانت أيقونة للتصميم و الخلق قبل أن ينفى ذلك التطور فاعلين ما يتهمون به خصومهم من ادخال المعتقدات الشخصية فى المجال العلمى و لكن هل فعلا أتوا بأدلة على ما يقولون؟ يمكن تقسيم أدلتهم الى:
1- محاكاة حاسوبية لتطور العين
2-مزاعم وجود عيوب و ضعف تصميم
3-وجود عيون بدرجات مختلفة من التعقيد فى الكائنات الحية
4-تشابه بروتينات الرؤية و جينات التحكم فى نمو العين (تناولنا مواضيع مشابهة لهذه النقطة عند الحديث عن تطور البروتينات و ملايين السنين و فكرة التنادد و اليات النمو الايفوديفو)
التدرجات:
يخبرنا التطوريون أننا اذا اعترضنا على امكان انتاج الأعضاء المعقدة كالعين و غيرها فاننا لا نفهم التطور فالتطور لا يحتاج الى انتاج عين كاملة دفعة واحدة بالشبكية المناسبة و القرنية المناسبة و مقاسات العدسة المناسبة و حجم كرة العين المناسبة و التغذية و التوصيلات العصبية و العضلات و بروتينات استشعار الضوء و الية الترجمة فى المخ...لا لا لا...ان التطور يعمل خطو خطوة فمجرد استشعار الضوء أفضل من العمى التام و عين ضعيفة أفضل من مجرد استشعار الضوء و هكذا. المشكلة الحقيقة أن هذا الكلام نظرى و على الورق فقط أما فى الحقيقة فان كل مرحلة من المراحل التى يفترضونها هى ذاتها قد تحتاج الى حد أدنى من المكونات لتعمل و لا يوجد طريق من الطفرات النافعة فى الواقع (الواقع و ليس الصور التى بينها أسهم) يربط هذه المراحل ببعضها البعض. حتى مجرد التحسس للضوء يحتاج الى عدة أجزاء و بروتينات تعمل معا لالتقاط الضوء ثم اصدار نبضة عصبية. فمثلا فى احدى المراحل تخبرنا القصة الخيالية التطورية أنه بعد ظهور الخلايا الحساسة للضوء ببروتيناتها و توصيلاتها العصبية (لا تسأل كيف) و بعد هجرتها من موقعها الأصلى الى جانبى الرأس (لا تسأل كيف) و بعد "تطور" كرة العين خطوة خطوة (من جديد لا تسأل كيف) ظهرت طبقة من النسيج تم تجنيد بعض البلورات اليها لتتحول تدريجيا الى عدسة. لن نعلق على هذه المسخرة و لا من أين جاءت الطبقة و ما معنى "تجنيد" البلورات و لكن بالنظر الى الية بناء عدسة العين نجد الأنسجة المكونة للعدسة تتجمع فى مكانها و تمر بعدة أطوار ترتبط فيها الأنسجة و الألياف معا قبل أن يبدا ظهور بروتينات crystalllins التى تسبب انكسار الضوء و تمكن العدسة من القيام بدورها الى جانب ظهور القنوات التى ستتلقى من خلالها الأنسجة الغذاء حتى لا تموت
Aleš Cvekl and Ruth Ashery-Padan "The cellular and molecular mechanisms of vertebrate lens development" Development (2014) 141 (23): 4432–4447.
و قبل اكتمال هذه المراحل فان النسيج سيكون ضارا لأنه سيحجب الضوء أثناء فترة ظهوره و نموه و حتى يحتوى على قدر معقول من الكريستالينات و طبعا بالتوازى مع هذا يجب أن تكون قنوات التغذية ظهرت و الا سيموت...بعبارة أخرى الخطوة خطوة و التدرجات الوظيفية المفيدة ليست موجودة فى الواقع بل فقط فى رؤوس التطوريين ما لم يكن التطور أنتج الأشياء بطريقة أخرى ثم سجلها فى قلب الاليات النمائية بطرية مغايرة لاحقا حتى يخدع الباحثين الشرفاء الذين يحاولون دراسة صنيعته. حسنا دعنا نتنزل أكثر و أكثر لنفترض أن الحد الأدنى من وجود عدسة قد تحقق بشكل ما (برغم عدم وجود خطوات وظيففية له) الان يمكن للانتخاب الطبيعى أن يحسنه خطوة خطوة ليصنع عينا أكثر كفاءة فى التقاط الصورة أليس كذلك؟ نظريا ممكن لكن عمليا ليس كذلك لأن تحسين كفاءة العدسة ليس بمجرد تغير مباشر كزيادة كمية الكريستالنات مثلا أو انقاصها و لكنه يرتبط بتوزيعها عبر العدسة مع تناقصها من الداخل الى الخارج
W.S. JAGGER a and P.J. SANDS b "A Wide-angle Gradient Index Optical Model of the Crystalline Lens and Eye of the Rainbow Trout" Vision Research Volume 36, Issue 17, September 1996, Pages 2623-2639
هذا يشبه ما ذكره روبرت هيزن المعادى للتصميم uن البلورات فى عيون الترايلوبايت التى يجب أن تتوزع و تعدل زاوية ميلها بدرجات مختلفة فى أماكن مختلفة لتنقل الصورة بشكل صحيح. أضف الى ذلك أنه و بالتوازى مع ذلك يحتاج الكائن الى اليات تحكم لاعادة ضبط تركيز العدسة عند النظر الى أشياء على مسافات مختلفة و الا فان تركيز الضوء عن طريق العدسة سيصبح عيبا قاتلا لأنه يمنعه من رؤية وادراك مجاله البصرى كله و يحصره فى نطاق ضيق. أيضا يجب تعديل الشبكية لتتمكن من معالجة التفاصيل الأكثر فى الصورة المحسنة و الا فتحسين الصورة بلا قيمة و تعديل المخ ليتمكن من الاستفادة من الاشارت المعدلة من الشبكية المعدلة و كل هذا لا يمكن أن يتم خطوة خطوة و الا فالصورة المحسنة ستبقى حبيسة العدسة و لن يفسرها المخ ليستفيد منها الكائن.
و هذا نموذج العدسة فقط و مع الأسف هذه الخدعة شائعة جدا فى أدبيات التطوريين: أن يخبروك بخطوات تدريجية تبدو منطقية على الورق و لكن لا علاقة لها بعالم الأحياء و كنا قد استعرضنا مثالا اخرا فى نموذج التطور التدريجى للطيران أثناء الركض و مطاردة الفرائس و الذى اتضح استحالة تقديمه لأى مزايا فيزيائا برغم أنه يبدو منطقيا على الورق.
ان مجرد تفعيل الكريستالينات أثناء نمو نسيج العدسة (التفعيل فقط و ليس بناءها قبل هذه المرحلة لاستخدامها فى وظيفة أخرى مثلا) يتطلب تعديل عدة مواقع تنظيمية لجيناتها أو ما يسمى بمواقع ارتباط العوامل التنظيمية transcription factor binding sites
Hajime Ogino et al., "Transcription factors involved in lens development from the preplacodal ectoderm" Developmental Biology Volume 363, Issue 2, 15 March 2012, Pages 333-347
من جديد سنتجاهل وجود اليات تنظيمية و بروتينات تشغيل transcription factors و مواقع متخصصة ترتبط بها لتعمل كمفاتيح تشغيل و سنفترض أن كل هذا جاء لا نعلم من أين حتى تحدثنا نظرية التطور عن تعديله. و مع ذلك تطل علينا المشكلة واضحة: حتى ما يمكن اعتباره خطوة سهلة و هى خطوة تفعيل بروتين موجود مسبقا فى مكان جديد/وزظيفة جديدة أو ما يسمى exaptation/ cooption لا توجد له خطوات نافعة بل يحتاج الى عدة تعديلات متوازية لتحقيق أى فائدة و هذا عن مجرد تفعيل الكريستالين أما نمو العدسة بكامل مراحله فيمكن القاء نظرة سريعة على شكل رقم 2 فى الورقة السابقة لرؤية كمية العمليات المترابطة و التى تتطلب تحكم دقيق فى الجينات عن طريق العوامل التنظيمية و مواقع الارتباط حتى تظهر لنا العدسة التى يختزلها التطوريون الى نسيج ظهر ثم جند بعض البروتينات الكريستالية فما بالك بباقى العين!!!!
يعبر عن هذا بدقة ما علق به طبيب و خبير نظم معلومات فى كتابهما عن تطور جسد الانسان:
…when evolutionary biologists hypothesize about small and apparently straightforward changes to a species during its evolutionary history, the biologists tend to skip both the thorny engineering details of what’s necessary to make the system work, and the bigger picture of how any system change has to be integrated with all the other systems it interacts with. The result is that biologists tend to massively underestimate the complexities involved.
Steve Laufmann and Howard Glicksman MD "Your Designed Body" (2022) pp. 324
عندما يتحدث التطوريون عن الخطوات يتجاهلون التفاصيل الهندسية المطلوبة لجعل النظام يعمل و الصورة الكبيرة لكى يتفاعل هذا النظام مع ما حوله من أنظمة و النتيجة سوء تقدير كبير.
من كتاب "الجسد المصمم" لستيوارت لاوفمان (خبير نظم معلومات) و هاوارد جلكسمان (طبيب)
هنا كالعادة سيقول لك التطورى أن هذه هى العدسة الفقارية الحالية بعد "ملايين السنين" من التطور و لكنها كانت ابسط و كما وضحنا فان هذا مجرد كلام نظرى فهناك حد أدنى لا يمكن بدون أن تكون عدسة مفيدة بل ستكون عبئا و هذا الحد عالى التعقيد - طبعا الى جانب أن "ملايين السنين" هذه تتجاهل ظهور عيون معقدة فى الكمبرى. برغم كل هذا يختزل الدراونة الأمر -كالعادة- بصورة مخلة فطالما أن هناك أعين على درجات مختلفة من التعقيد فى الكائنات الحية المختلفة اذن فقد تطورت من بعضها البعض الا أنه وفقا للدراونة أنفسهم الأعين المتشابهة موجودة فى كائنات بلا أى قرابة تطورية و موزعة عبر الشجرة التطورية لدرجة تجعلهم يفترضون أن هذه الأعجوبة قد تكررت بالصدف 40 الى 60 مرة
Based on paleontological evidence, eyes are thought to have evolved independently in different organisms at least 40 times and possibly as many as 65 times [SalviniPlawen and Mayr, 1977], confirming their importance to animals.
Russell D Fernald "Eyes: variety, development and evolution" Brain, Behavior and Evolution 2004;64:141–147
Luitfried von Salvini-Plawen and Ernst Mayr, “On the evolution of photoreceptors and eyes,” Evolutionary Biology 10 (1977): 207-263. doi:10.1007/978-l-4615-6953-4_4.
لاحظ كيف يبررون الأمر بمدى أهمية و فائدة الرؤية للكائن و بالتالى سيختارها الانتخاب الطبيعى و ينشرها و لكن المشكلة أن هذا لا يفسر كيف نشأت أصلا ليختارها الانتخاب. الأهم من ذلك أن الأعين المعقدة كانت حاضرة بالفعل فى الحيوانات الأولى فى حفريات الانفجار الكمبرى مع بداية ظهور الحياة المعقدة و أن هذه الأعين شديدة الاقتراب من مثيلاتها اليوم و أن ظهور الأعين المركبة و عيون الكاميرا كان متزامنا فى هذه الأحافير
Euan Clarkson, Riccardo Levi-Setti, and Gabor Horvath, "The eyes of trilobites: The oldest preserved visual system,” Arthropod Structure &- Development 35 (2006): 247-259. doi:10.1016/j.asd.2006.08.002. PMID:18089074.
Michael S. Y. Lee, James B. Jago, Diego C. Garcia-Bellido, Gregory D. Edgecombe, James G. Gehling, and John R. Paterson, "Modern optics in exceptionally preserved eyes of Early Cambrian arthropods from AustraHa,” Nature 474 (2011): 631-634. doi:10.1038/ naturel0097. PMID:21720369.
Fangchen Zhao, David J. Bottjer, Shixue Hu, Zongjun Yin, and Maoyan Zhu, "Complexity and diversity of eyes in Early Cambrian ecosystems,” Scientific Reports 3 (2013): 2751. doi:10.1038/srep02751. PMID:24067397.
Brigitte Schoenemann et al., "Structure and function of a compound eye, more than half a billion years old" PNAS December 19, 2017 114 (51) 13489-13494
Simon Conway Morris and Jean-Bernard Caron "A primitive fish from the Cambrian of North America" Nature (2014)
"Metaspriggina: Vertebrate Fish Found in Cambrian Explosion"
و الحقيقة أن ظهور العيون كان أكثر تشعبا مما هو شائع بكثير فمثلا يظن الناس أن عيون المفصليات المركبة (الشبيهة بعيون الحشرات اليوم) كلها شيئا واحدا و لكنها فى الواقع تنوعات مختلفة تظهر فى الكمبرى فمنها ما هو صغير و مكون من 13000 عدسة فقط و ملائم للبحث عن العوالق فى المياه المظلمة بعيدا عن السطح و منها ما هو كبير و مكون من 24000 عدسة و مركب فوق زوائد قصيرة لمساحة حركة و كشف أكبر للبحث عن الفرائس فى المياه المضاءة جيدا قريبا من السطح...أى أنه حتى فى قلب ما ننظر اليه عادة على أنه تصنيف واحد كالمفصليات أو شعاعيات الأسنان radiodonta أو العيون المركبة فان هناك تباين كبير و كما جرت العادة فان هذا دليل على...على السرعة الشديدة التى عمل بها التطور فى بداية الكمبرى
exemplifies the rapid speed at which anatomical innovations took place during the early Cambrian
JOHN R. PATERSON et al., "Disparate compound eyes of Cambrian radiodonts reveal their developmental growth mode and diverse visual ecology" SCIENCE ADVANCES 2 Dec 2020 Vol 6, Issue 49
يحلو للدراونة هنا التهرب باستخدام مصطلح "الثبات التطورى" و القول بأن هذه الأعين لم تتطور أكثر لأنها مثالية و ممتازة و لذلك حافظ عليها الانتخاب الطبيعى و أنه بالصدفة لم تحدث طفرة هنا أو هناك تحسن أداءها برغم مزاعمهم عن الأداء الأسطورى للطفرات فى تحسين الصفات لكن الحقيقة نحن لا نسأل أصلا لماذا لم تتطور هذه العيون انما نشير الى أنها ظهر ت بصورتها المعقدة كما هى مع بداية ظهور الكائنات المقدة بدون أى تدرج بدون climbing mount improbable كما يقولون بدون خطوة خطوة و بدون أى صور كثيرة بينها أسهم لأن وجود عين أقل فى التعقيد لا يجعلها مرحلة تطورية اذا كان الأكثر تعقيدا نشأ معها أو قبلها
فى 2004 تنفس الدراونة الصعداء عند اكتشاف ديدان بها حبوب خارجية خمنوا أنها بنية حساسة للضوء و أنها يمكن أن تكون سلفا للأعين برغم أن هذا لا يفسر حدوث تلك القفزة الهائلة فى التعقيد و التنوع عن طريق أخطاء نسخ فى الحمض النووى الا أنه بعد نحو 8 أعوام من الفحص و الدراسة فى 2012 اتضح أنها اثار تمعدن بلا أنسجة بيولوجية
Stefan Bengtson, John A. Cunningham, Chongyu Yin, and Philip C. J. Donoghue, "A merciful death for the ‘earliest bilaterian,’ Vernanimalcula,” Evolution and Development 14 (2012): 421-427. doi:10.1111/j.l525- 142X.2012.00562.x. PMID:22947315
تطور العين:
سنة 1994 حاول الدراونة حساب احتمال تطور عين الكاميرا من بقعة خلايا مستشعرة للضوء و وصلوا الى أن هذا يحتاج الى 364 ألف سنة و اعتبر هذا الأمر انتصارا كبيرا للداروينية على التصميم الذكى برغم من شهادة الأحافير أن هذه العيون نشأت فجأة و لم تتطور و لكن كيف تم حساب 364 ألف سنة؟
لقد اضطرت الداروينية الى اعملية محاكاة حيث قام نلسون و بيلجر صاحبا الدراسة بتحديد نقطة البداية "دائرة خلايا حساسة للضوء" و نقطة النهاية "عين الكاميرا" و 6 أشكال وسيطة افتراضية بين الاثنين ثم وضعا برنامج يحسب عدد الخطوات المطلوبة للوصول من كل شكل الى الاخر بتغير قدره نسبة واحد مئوية
Dan-Eric Nilsson and Susanne Pelger, "A pessimistic estimate of the time required for an eye to evolve,” Proceedings of the Royal Society of London B 256 (1994): 53-58. doi:10.1098/ rspb.1994.0048. PMID:8008757.
أى أنهم افترضوا من البداية الفرضية التطورية التى لم تثبت أبدا: وجود خطوات تدريجية تقود الى الهياكل المعقدة و هو ما وضحناه بأمثلة كثيرة فى مقالتنا الأخرى التى تعرضت للبرمجيات التطورية - عمليات المحاكاة تحاكى نظرية التطور و لكنها لا تحاكى عالم الأحياء الحقيقى. الأخطر من ذلك أنهم يكذبون على الناس بالزعم أن البرنامج يحاكى التطور الذى هو عملية بلا هدف و قد وضعوا له هدفا بل و خطوات كذلك! الغاية و القصد و التصميم Teleology المصطلحات التى يحاربها الدراونة بشراسة لم يجدوا عنها بديلا فوضعوا للبرنامج الهدف النهائى بل و المراحل التى سيمر بها و كأن الطفرات لها هدف محدد تبحث عنه و تتجه اليه بخطى ثابتة و ليست مجرد أخطاء عشوائية فى الحمض النووى. طبعا حاول الدراونة التحجج بأنهم يحاكون الانتخاب الطبيعى الذى سيختار الطفرات المفيدة و يرفض المضرة و لكنهم تجاهلوا أن الانتخاب الطبيعى لن يمنع الطفرة المضرة من الحدوث ابتداءا و لن ينتقى الطفرة المفيدة للابصار بالذات و الأهم أن تفاعلات الابصار ذات طبيعة كيميائية معقدة تعتمد على عدة بروتينات و مركبات يحفز كل منها الاخر للعمل كالريتينال و الرودوبسين و cGMP و غيرها ليتم احداث الاشارة الكهربائية فى النهاية بتغيير مستوى الصوديوم فى الخلية ثم اعادة كل هذه المركبات الى ما كانت عليه فى بداية التفاعل حتى يبدأ من جديد و وجود أى مركب منها بدون الاخرين بلا فائدة لذا فلن يختار الانتخاب الطبيعى هذه الخطوة المزعومة (التعقيد غير القابل للاختزال بمصطلح مايكل بيهى). ان الرودوبسين بمفرده هيكل معقد فهو بروتين يحتوى على جزئ من فيتامين أ و الذى عندما يمتص فوتون الضوء يتغير شكله فيقود الى سلسلة من التغيرات فى البروتين نفسه ثم فى عناصر يتفاعل معها هى بدورها جزء من منظومة متكاملة متعددة الأجزاء. و لنرى نموذج من المنظومة الكاملة
لاحظ أننا فى هذا النموذج لم نقم بتفصيل سوى جزء واحد فقط من منظومة متكاملة (الدائرة السوداء) و هو بروتين يتيم يتفاعل مع عدة مكونات أخرى لانتاج جزء من المنظومة فى مستوى أعلى يتفاعل بدوره مع أجزاء أخرى و هكذا. تخيل لو أن كل دائرة بيضاء تم ايضاحها لتظهر مكوناتها. ما هو الرد التطوريين و تفصيلهم لكيف نشأ هذا خطوة خطوة؟ كلام عن تنوعات بروتينات الأوبسن. تضرب كفا بكف و تسأل ما علاقة تنوعات فى بروتين ما بطريقة نشأة البروتين نفسه ليتم التنويع عليه أو بنشأة باقى أجزاء المنظومة فيردون بقصص سطحية و صور خيالية بينها أسهم و عمليات محاكاة تحاكى التصميم ثم يتم تقديمها للناس كذبا على أنها تحاكى التطور كأن يقول لك شخصا أن قيادته سيارة بنفسه الى الهدف دليل على قدرة السيارة على الوصول بمفردها ان وجدت "طرقا نافعة"! و طبعا تم تجاهل أن العين ثلاثية الأبعاد و نموذجهم ثنائى الأبعاد و تم تجاهل الطفرات التى يجب أن تحدث فى تشريح الرأس و توصيلات الأعصاب و خلايا المخ القابع فى قلب صندوق مظلم لتكسبها القدرة على ترجمة الصورة و الألوان و الأبعاد
David Berlinski, "A Scientific Scandal,” Discovery Institute (2003). https://www.discovery.Org/a/1509
Vincent Torley, "Could the eye have evolved by natural selection in a geological blink?” Uncommon Descent (March 18, 2013). https://uncommondescent.com/intelligent-design/could-the-eye-have-evolved-by-natural-selection-in-a-geological-blink/
الحقيقة أن هذا النمط من التلاعب ليس جديدا على الدراونة فقد فعلها رتشارد دوكنز من قبل فى قضية القردة التى تكتب أعمال شكسبير و بعيدا عن عمليات المحاكاة فان الدليل الأكبر الذى يعتمدونه فى اثبات تطور العين هو وجود اعين مختلفة و على مستويات متباينة من التعقيد فى كائنات مختلفة. المشكلة الكبرى فى هذا "الدليل" أن وجود هياكل مختلفة و متباينة (فى العين أو غيرها) ليس دليلا أصلا على "تحول" هذه الهياكل الى بعضها البعض خاصة و أن هذه الهياكل لا تظهر أصلا قبل ظهور العيون المعقدة و المركبة فى الانفجار الكمبرى حتى نزعم أنها تطورت منها و التطوريون يتغاضون عن ذلك اما بافتراض أن هذه العيون تفرعات تطورية من أنواع انتقالية لم نكتشفها قبل الكمبرى او انها تطورت تقاربيا مع هذه الأنواع الا أن هذه الأنواع المفترضة غير موجودة أصلا و حتى اذا افترضنا جدلا أنها موجودة فى الأحافير و نحن فقط لم نعثر عليها فان مجرد رسم سهم بين هيكل واخر ليس دليلا على امكان تحول أحدهما الى الاخر بل هى مجرد فرضية ذهنية. أضف الى ذلك أننا نعلم أن عين الذبابة مثلا يشارك فى تنظيم نموها و عملها نحو 500 جين اما الفأر فنحو 7500
RUSSELL D. FERNALD "Casting a Genetic Light on the Evolution of Eyes" SCIENCE 29 Sep 2006 Vol 313, Issue 5795 pp. 1914-1918
و هذه الأعداد تطعن بشدة فى أى سيناريو تدرجى حتى لو أخذ التطوريون فى رواية القصص الغير مثبتة المعهودة عن قدرة التطور على اعادة توظيف مكونات مختلفة من أنظمة أخرى cooption/exaptation و هى القصة الأسطورية التى ألفوها و نشروها بين الناس و كانها حقيقة مثبتة
ان وجود درجات مختلفة من التعقيد فى العيون (أو فى أى هيكل اخر) ليس لأن هذه الدرجات تتحول الى بعضها و لكنه مرتبط بالمتطلبات الوظيفية للكائن فعلى سبيل المثال عيون الرأسقدميات كالأخطبوط تشبه تشريحيا عيون الفقاريات و لكنها أقل منها تعقيدا (سنشرح الفرق أكثر عند الرد على مزاعم ضعف التصميم و البقعة العمياء) ليس لأن هذه خطوة نحو هذه اذ التطوريون أنفسهم لا يقولون أن الأخطبوط و أشباهه كانوا أسلافا للفقاريات (يعتبرون التشابه تطور متقارب). لماذا اذن هى أقل منها تعقيدا طالما هى ليست خطوة انتقالية نحوها؟ ببساطة لأن متطلبات الرؤية لدى هذه الكائنات فى بيئتها المائية لا تماثل متطلبات الرؤية لدى الفقاريات و نفس هذا المبدأ ينطبق على وجود كائنات حساسة للضوء فهى ليست خطوة تطورية و لكنها متطلبات لحياة هذا الكائن فالهيكل البسيط موجود لأن هناك دور بسيط مطلوب و ليس لأنه خطوة تطورية فدودة مثلا لن تحتاج الى الرؤية المعقدة و لكنها فقط قد تحتاج الى استشعار اتجاه الضوء لتحدد اتجاه أعلى من أسفل فى التربة و كائنات أخرى بسيطة كالطحالب و الديدان أيضا قد تعتمد على استشعار الضوء لضبط الساعة البيولوجية و سلوكيات التكاثر.
Many marine organisms, including brown algae, fish, corals, turtles and bristle worms, synchronize their behavior and reproduction with the lunar cycle. For some species, such as the bristle worm Platynereiis dumerilii, lab experiments have shown that moonlight exerts its timing function by entraining an inner monthly calendar, also called circalunar clock..."We have now revealed that one light receptive molecule, called L-Cry, is able to discriminate between different light valences," says co-first author of the study, Birgit Poehn. This Cryptochrome thereby serves as a light sensor that is able to measure light intensity and duration, thus helping the animals to choose the "right" light to adequately adjust their monthly timing system...It could be a more general process that helps organisms to recognize light sources, which is of key ecological importance for any organism that adjusts its physiology and behavior by light.
"Circalunar clocks: using the right light" University of Wien (08. September 2022)
الخدعة التى تحاول نظرية التطور اليام بها هى اعادة صياغة الكلامة للايحاء بأن الصفة نشأت أولا (بغض النظ عن كيف) ثم تصادف أنها كانت مفيدة فاستبقاها الانتخاب الطبيعى ثم أخذ يزيد من تعقيدها و استخداماتها و هذه ببساطة مجرد مراوغة كلامية لا داعى لها فالسمة البسيطة وضعت فى هذا المكان لأن الدور المطلوب بسيط و السمة المعقدة وضعت فى هذا المكان لأن الدور المطلوب معقد. أضف الى ذلك عمليات التدهور و الانتروبيا الجينية التى تخضع لها الكائنات عبر ملايين السنين و التى قد تعطى انطباعا بهيكل أقل كفاءة و تعقيدا من الأصلى.
أصل العين:
بعد تبيان أن العين لم "تتطور" من بقعة خلايا حساسة للضوء دعونا نسأل ما معنى استشعار الضوء أصلا؟ هل هو أصل بسيط كما يزعم الدراونة؟ ان استشعار الضوء فى أعين الحيوانات يتضمن سلسلة من التفاعلات الكيميائية التى تحفز كل مرحلة فيها المرحلة التى تليها فيما يعرف بشلال نقل الصور phototransduction cascade حتى ينتهى الشلال بتوليد نبضة عصبية للمخ و الكائنات البسيطة التى تستشعر الضوء بجزئ واحد لا يمكنها توليد نبضة عصبية تمكنها من الرؤية الحقيقية.
Mineo Iseki, Shigeru Matsunaga, Akio Murakami, KaoruOhno, Kiyoshi Shiga, Kazuichi Yoshida, Michizo Sugai, Tetsuo Takahashis, Terumitsu Hori, and Masakatsu Watanabe, "A blue-light-activated adenylyl cyclase mediates photoavoidance in Euglena gracilis,” Nature 415 (2002): 1047-1051.
ان التفاعلات ذات الطبيعة الشلالية تعد نوعا من التعقيد الغير قابل للاختزال الذى لا يمكن نظريا أن ينشأ خطوة خطوة لأن كل مركب فى كل مرحلة بلا قيمة بدون باقى المركبات و لا يملك الدراونة هنا سوى سيناريوهات خيالية بلا دليل مفادها أن كل مركب كيميائى بالتأكيد تتطور لغرض ما لا نعرفه من سلف ما سنحاول أن نخمنه قبل أن يتم دمجه فى سلسلة التفاعلات المتعاقبة المسماة الشلال.
ضعف التصميم (الشبكية المقلوبة و البقعة العمياء):
من جديد يعود الدراونة الى محاولاتهم المستميتة لاثبات أن العين متطورة و ليست مصممة بادعاء وجود أخطاء و عيوب مثل أن الخلايا العصبية المسئولة عن بث الاشارات الى المخ توجد فى أعين الفقاريات بين الخلايا الحساسة للضوء و الضوء القادم نحوها ثم تتصل بالعصب البصرى عبر ثقب فى الشبكية يسمى البقعة العمياء.
[طبعا هم لم يشرحوا لنا تكون شبكة الأعصاب الكاملة التى يعيبون على جزء صغير منها سوى بالقاء كلام عام من طراز "طفرات" “انتخاب طبيعى" "تغيرات تدريجية" "ملايين السنين"] لكن هل التصميم معيب فعلا؟ بالطبع لا.
Kroger, Ronald H.H., Oliver Biehlmaier. 2009. Space Saving Advantage of an Inverted Retina. Vision Research. 49: p.2318
Lumbsden, Richard. 1994. “Not So Blind a Watchmaker” CRSQ 31: 13-21
عادة ما يقارن الدراونة العين ذات الشبكية المقلوبة الى عيون رأسيات الأرجل كالأخطبوط و التى تحتوى على ما يعتبره الدراونة التصميم الصحيح الا أنهم يتجاهلون أن عيون هذه الكائنات أكثر بساطة و تفتقر الى الكثير من الخلايا المعقدة و أقل قدرة على ادراك الألوان و تفاصيل الصورة من العين "المعيبة"
Land, Michael F. and Dan-Eric Nilsson. 2005. Animal Eyes. Oxford, NY: Oxford University Press p.38 – p.64
Barnes, Robert D. 1980. Invertebrate Zoology. Philadelphia, PA: Saunders. p.454
Wells, Martin John. 1978. Octopus; Physiology and Behavior of an Advanced Invertebrate. London. Chapman and Hall. p. 150
Pechenik, Jan. 1991. Biology of the Invertebrates. Dubuque, IA: Wm. C. Browm. p. 312
ان عين الأخطبوط مصممة لتعمل فى بيئة مختلفة تماما تحت الماء يكون الضوء فيها أقل كثافة و يكون التركيز فيها على رصد الأجساد المتحركة لا تفاصيل الصورة و تكون فيها الحركة لأعلى و اسفل جزء من نمط الحركات الطبيعية لدرجة أن أخطاء نسخ الحمض النووى قد صنعت له statocyst حويصلة توازن تستخدم الجاذبية لضبط التسارع و تحديد الأفقية فاستيراد هذا التصميم الى بيئة مخالفة تماما و تجاهل كل المتغيرات فرضية غير علمية ابتداءا. بل و الطريف أيضا أن التطوريون لا يفترضون وجود سلف مشترك لكل من الفقاريات و الرأسقدميات يمتلك عينا شبيهة أى ان هذا المثال من أمثلة التطور المتقارب التى تتعارض مع فرضية السلف المشترك و لكن الصياح التطورى على أخطاء التصميم يغطى على هذه الحقيقة و قد قارن فريق من الباحثين النموذجين و خلصوا الى أن عين الفقاريات المعكوسة أقوى و أفضل لما تقوم به الخلايا العصبية فيها من معالجة للصورة قبل ارسالها الى المخ
Alberto Wirth, Giuliano Cavallacci, and Frederic Genovesi-Ebert, “The advantages of an inverted retina,” Developments in Ophthalmology 9 (1984): 20-28.
هذه النقاط مهمة جدا لأنك بعد أن تثبت للتطورى أن العين الفقارية ليست معيبة فسيصر على أنها "كانت" معيبة ثم أصلحها التطور/الانتخاب الطبيعى لاحقا و بغض النظر عن أن هذا زعم بلا دليل الا أن المعضلة هنا هى أن العين الغير معيبة التى يستخدمها كنموذج model system يقارن به أصلا أقل كفاءة من العين الفقارية "المعيبة" وفق زعمه فكيف يثبت أصلا أنها معيبة؟ ببساطة هو لا يثبت أى شئ هو يحكى القصة التى تحتاجها نظرية التطور للا أكثر و يتظاهر بأن هذه القصة حقيقة علمية!
و الان لنلقى نظرة على التصميم المعيب العشوائى الناتج عن أخطاء نسخ الحمض النووى. ان الخلايا الحساسة للضوء تستهلك قدرا كبيرا جدا من الطاقة بسبب طبيعة عملها اذ يبلغ معدل استهلاك الأنسجة فى العين 6 أضعاف القلب و 3 أضعاف القشرة المخية و يتم نقل الغذاء و الأكسجين من شبكة الشعيرات الدموية الكثيفة التى تغذى العين لتنقل لها احتياجاتها العالية جدا المطلوبة لعمل الخلايا الحساسة للضوء عبر طبقة وسيطة من الخلايا المتخصصة اسمها الخلايا الطلائية الصبغية Retinal Rigment Epithelium والتى بالاضافة الى دورها فى التغذية تقوم بدور مهم جدا فى التنظيف. تحتوى الخلايا الحساسة للضوء على أقراص تحمل المواد الحساسة للضوء و أثناء التفاعلات تستهلك الأقراص و يتحتم استبدالها بأخرى حتى تستمر الخلايا فى العمل كما تنتج مخلفات كيميائية لابد من التخلص منها و هو ما يحدث عبر الطبقة الطلائية الصبغية بل أحيانا تقوم بعض خلايا الطبقة بفصل نفسها و التجول فى الشبكية لتنظيفها الى جانب قيامها بامداد الخلايا المستشعرة للضوء بجزيئات الريتينال الضرورية للرؤية.
R H Steinberg "Interactions between the retinal pigment epithelium and the neural retina" Documenta Ophthalmologica volume 60, pages327–346 (1985)
D. Whikehart "Biochemistry of the eye" (2003): 108
Richard W. Young and Dean Bok, “Participation of the retinal pigment epithelium in the rod outer segment renewal process,” Journal of Cell Biology 42 (1969).
Kolb, Helga. 2003. “how the retina works.” American Scientist, 91: p.28
Hewitt, A.T. and Rubin Adler. 1994. The Retinal Pigment Epithelium and Interphotoreceptor Matrix: Structure and Specialized Functions p. 58 - 60
Bok, Dean. 1994. “Retinal Photoreceptor disc shedding and pigment epithelium phagocytosis.” in Zin and Marmor pp.81- 94
Benson, Eliot. 1996. “Retinititis Pigmentosa: Unfolding its Mystery.” Proceedings of the National Academy of Science USA/93. May. 4526 – 4528
Martinez-Morales, Juan Ramon, Isabel Rodrigo and Paola Bovolenta. 2004. “Eye Development: A view from the Retina Pigmented Epithelium” BioEssays, 26: 776-777
هذا التعقيد الوظيفى المبهر يتم نسبه للطفرات و الانتخاب الطبيعى ثم التحدث عن عيب تصميم!!!ان هذا التصميم فى حد ذاته يمثل عقبة فى وجه التطور التدريجى اذ يجب أن تتطور هذه الاليات المعقدة للتغذية و التنظيف بالتوازى مع تطور الية الابصار المزعوم و الا أصبحت بلا قيمة و بالتوازى أيضا مع تعديل التوصيلات العصبية و لا عزاء لأحاسيس داروين المرهفة الذى قال أن قشعريرة باردة تصيبه عندما يفكر فى العين. ان التصميم الصحيح الذى اقترحه الدراونة هو أن تكون الموصلات العصبية (التى تتمتع بشفافية نسبية و لا تحجب الا قدرا ضئيلا من الضوء) فى الخلف و بالتالى تكون الطبقة الطلائية الصبغية اما فى الجوانب فلا تقوم بوظيفتها جيدا بسبب عدم تماسها مع مساحة العين كلها للتغذية و التنظيف و امداد الريتينال المطلوب للرؤية أو تكون فى الأمام فيكون التماس مع مساحة العين كلها فتغذيها و تنظفها جيدا و فى المقابل تحجب عنها الضوء كله بسبب كثافة الشعيرات الدموية فيها!!!
Michael J. Denton, “The inverted retina: Maladaptation or preadaptation?” Origins & Design 19:2 (1999), issue 37. https://www.arn.org/docs/odesign/odl92/invertedretinal92.htm
و بهذا يكون حل الدراونة للنقطة العمياء هو العمى التام وفقا لرؤيتهم العبقرية للتصميم المعيب و غير المعيب.
الطريف أن النقطة العمياء فى العين اليسرى فى مكان مختلف عنها فى اليمنى مما يجعل المجال البصرى لكل عين يغطى على نقطة الأخرى العمياء بالاضافة الى الاهتزازات اللاواعية المستمرة للعين Micro Saccades التى تحركها باستمرار مما يخلق الية تعويضية تمكن المخ من بناء صورة ممتازة فى النهاية خالية من أى تشويش. [طبعا هذه الايات التعويضية العبقرية من انتاج الطفرات العشوائية و الانتخاب الطبيعى هى و عملية ترجمة الاشارات الضوئية الى اشارات عصبية و وجود "أسلاك التوصيل (الأعصاب) و قدرة المخ على ترجمة الاشارات العصبية لبناء صورة سليمة فى النهاية!!! انه الاستدلال الانتقائى فى أبهى صوره
He, Sheng and Wendy L. Davis. 2001. “Filling in at the natural blind Spot Contributes to Binocular Rivalry” Vision Research, 41: 835 – 840
Martinez-Conde and Stephen L. Macknik. 2007. “Windows on the World” Scientific American. 297(2): 56 - 63
ترسم خلايا عصبية متخصصة فى أعماق الشبكية ما يمكن اعتباره مجموعة من 12 شريط كلا منها مخصص لتمثيل جانب محدد من العالم المرئى فأخدها مهمته حواف المرئيات و الاخر الحركة و هكذا و مجموعها يمثل ما على الشبكية تحديثه و تغذية المخ به باستمرار ليقوم بدوره بمعالجات أخرى كتنقية الألوان و رصد العمق و غيرها مما يقود فى النهاية لتشكيل صورة ممتازة بدون أى بقع عمياء.
Werblin, Frank and Botond Roska. 2007. “The Movie in Our Eyes: The Retina Processes Information much more than anyone has ever imagined. Sending a Dozen Different Movies to the Brain.” Scientific American, 296(4): 73 – 79, April.
هل تريد المزيد من الايات التحسينية؟] خلايا مولر Muller cells و هى خلايا تمتد من السطح الداخلى للشبكية الى الخلايا الحساسة للضوء لتنقل اليها الضوء كأنها ألياف بصرية لتحسين الصورة
one function of radial glial (Müller) cells is to act as effective optical fibers in the living retina, bypassing the light-scattering structures in front of the light-sensitive cells. Each Müller cell serves as a ‘private’ light cable, providing one individual cone photoreceptor cell with its appropriate pixel of the environmental image, thus optimizing special resolution and visual acuity.
A. Reichenbach et al., "How light traverses the inverted vertebrate retina" e-Neuroforum volume 5, pages93–100 (2014)
Kristian Franze, Jens Grosche, Serguei N. Skatchkov, Stefan Schinkinger, Christian Foja, Dedev Schild, Ortrud Uckermann, Kort Travis, Andreas Reichenbach, andjochen Guck, "Muller cells are living optical fibers in the vertebrate retina,” Proceedings of the National Academy of Sciences USA 104 (2007): 8287-8292. doi:10.1073/ pnas.0611180104. PMID:17485670
Amichai M. Labin and Erez N. Ribak, "Retinal glial cells enhance human vision acuity,” Physical Review Letters 104 (2010): 158102. doi:10.1103/PhysRevLett.l04.158102. PMID:20482021
و خلصت الأبحاث الى أن تصميم العين بهذا الشكل يفصل الأطوال الموجية للضوء المستخدم فى الرؤية النهارية عن المستخدم فى الرؤية اليلية ما يساهم فى تحسين الحالتين لدرجة وصفها بأنها خاصية و ميزة و ليست عيبا كما يروج سفهاء الداروينية
Having the photoreceptors at the back of the retina is not a design constraint, it is a design feature...The idea that the vertebrate eye, like a traditional front-illuminated camera, might have been improved somehow if it had only been able to orient its wiring behind the photoreceptor layer, like a cephalopod, is folly...real eyes are much more crafty than that.
J. hewit "Fiber Optic light pipes in the retina do much more than simple image transfer" Phys.Org, (July 21, 2014)
optical structure is optimized for our vision purposes...the cells were indeed concentrating light into the photoreceptors.
"Mystery of the reverse-wired eyeball solved" Science Daily (February 27, 2015)
The results presented a surprising picture: For small incidence angles (up to 5°) corresponding to a smaller pupil as in daytime (photopic) vision, the amount of electromagnetic field coupling into a neighbor glial cell is low, less than 3 per-cent. More significant coupling occurred for higher incidence angles, when the pupil is wider—in other words, at night when we use scotopic vision. Thus, light is concentrated into the cones during the daytime. However, more of it is scattered into the surrounding rods after dark. Another significant result obtained was that in the center of the visible spectrum(0.5 to 0.6 µm), a lower coupling loss was calculated, even for higher arrival angles, thus conserving an optimal image resolution and reducing chromatic aberrations.
These results provide evidence for a natural parallel waveguide array, which almost perfectly preserves images obtained under the constraints of the pupil diameter, eye size and refractive index. We revealed the seemingly illogical inverted structure of the retina, long taken as a contradiction to its optical purpose, to be an optimal configuration for improving the sharpness of images
Amichai M. Labin and Erez N. Ribak "How the Inverted Retina Enhances Vision Acuity" Optics and Photonics News(2010)
A.M. Labin et al., "Muller cells separate between wavelengths to improve day vision with minimal effect upon night vision" Nature Communications 5(2014): 4319
محاضرتين لطبيب مختص عن تصميم العين البشرية المتقن مقارنة بمزاعم سفلة التطور عن كونها "كارثة" مليئة بعيوب التصميم
من المدهش فعلا أن التطورى و هو يتكلم عن الانتخاب الطبيعى ليس لديه أى مشكلة فى الاعتراف بأن هناك ضوابط طبيعية لأى حاسة أو وظيفة أو سمة فهناك قيود فيزيائية و قيود متعلقة بحجم العضو (كالعين) و حجم الكائن و لذلك فان هناك دائما ثمن لكل سمة: لا تستطيع الحصول على كل شئ دفعة واحدة نظر ثاقب لمسافة بعيدة و فى نفس الوقت مجال رؤية ضخم و فى نفس الوقت تمييز ممتاز للألوان و فى نفس الوقت رؤية ليلية و فى نفس الوقت معاينة عالية للتفاصيل و بدون أى عيوب أو أثمان أو بقع عمياء...هذا مستحيل و يجب أن تكون هناك موازنات و مواءمات. هذا يعترف به التطورى بلا أى مشكلة و هو يتحدث عن الانتخاب و يقول أن التطور يعطى الكائن ما يحتاجه و لا يعطيه أكثر بسببب هذه الضوابط و لكنه يرفض نفس المبدأ و هو يتحدث عن التصميم. هنا يقول التطورى "مصممكم مطلق القدرة" و هو بهذا يتجاهل أن التصميم "مطلق القدرة" الذى يخترق قوانين الفيزياء هو تصميم غير قابل للدراسة و الفهم و التعلم و لو كان موجودا لما تمكنا من فهمه أو دراسته لأننا مقيدين بقيود العالم الفيزيائى و لكان نفس التطورى يؤكد عدم وجود تصميم لأننا غير قادرين على فهم و دراسة هذه الظواهر العجيبة المسماة عالم الأحياء و التى تخترق ما نعرفه من قوانين.
و قد اعترف التطوريون أنفسهم بوجود عدد كبير من العوامل المرتبطة بالحجم و البيئة و طبيعة الوظيفة المطلوبة و مراعاة الوظائف التكميلية كنقل و معالجة المعلومات من قبل العصب البصرى و المخ التى يجب وضعها فى الاعتبار قبل الحكم على العين بأنها مقلوبة خطأ - طبعا مع استمرار نسبة هذه المواءمات الناجحة وفق تقييمهم للتطور فكما نعلم جميعا التطور يفعل كل شئ
But in general, it is not possible to say that either retinal orientation is superior to the other. It is the notions of right way or wrong way that fails. Our retina is not upside down, unless perhaps when we stand on our head...Ranging from evolutionary history via neuronal economy to behaviour, there are in fact plenty of reasons why an inverted retinal design might be considered advantageous...Looking out through a layer of neural tissue may seem to be a serious drawback for vertebrate vision. Yet, vertebrates include birds of prey with the most acute vision of any animal, and even in general, vertebrate visual acuity is typically limited by the physics of light, and not by retinal imperfections. Likewise, photoreceptor cell bodies, which in vertebrate eyes are also in the way of the retinal image, do not seem to strongly limit visual acuity. Instead, in several lineages, which include species of fish, reptiles and birds, these cell bodies contain oil droplets that improve colour vision and/or clumps of mitochondria that not only provide energy but also help focus the light onto the photoreceptor outer segments...To fully understand the merits of the inverted design, we need to consider how visual information is best processed. The highly correlated structure of natural light means that the vast majority of light patterns sampled by eyes are redundant. Using retinal processing, vertebrate eyes manage to discard much of this redundancy, which greatly reduces the amount of information that needs to be transmitted to the brain.This saves colossal amounts of energy and keeps the thickness of the optic nerve in check, which in turn aids eye movements...Clearly, in these smallest of perfectly functional vertebrate eyes, the inverted retina has allowed efficient use of every cubic micron of intraocular real estate.
Tom Baden and Dan-Eric Nilsson "Is our retina really upside down?" Current Biology VOLUME 32, ISSUE 7, PR300-R303, APRIL 11, 2022
و عندما تم سؤال الدراونة عن هذا جاؤوا باجابات عجيبة من طراز "التطور أعطى عين معيبة رؤية أفضل" و "هذا أفضل اختراع للتطور" برغم أنهم لم يثبتوا أصلا أن العين كانت معيبة بل يصرون على ذلك لأن الأيديولوجيا المسماة نظرية التطور تتطلب ذلك.
هكذا اذن العين معيوبة حتى لو كانت ترى أفضل [أو كما قال أحد الأفاضل عنزة و ان طارت]. من الواضح أنه هناك مشكلة رؤية فعلا و لكنها ليست فى العين البشرية
تحديث: بحث اخر أشار الى أن خلايا الخلايا الحساسة للضوء يتم تخضع لاعادة ترتيب مكانية للمايتوكوندريا (عضيات توليد الطاقة) ليتم تنظيمها فى حزم طويلة elongated bundles لتساهم فى تركيز الضوء أثناء عبوره للخلية ذاتها بين المستقبل و الأصباغ الحساسة للضوء
JOHN M. BALL, SHAN CHEN AND WEI LI "Mitochondria in cone photoreceptors act as microlenses to enhance photon delivery and confer directional sensitivity to light" SCIENCE ADVANCES 2 Mar 2022 Vol 8, Issue 9
و كما نعلم جميعا فلابد أن "التطور" قد استغل المايتوكوندريا و أعاد ترتيبها بهذا الشكل ليصنع منها عدسة اضافية فى قلب الخلية ليحسن الرؤية...ألم تكن الرية سيئة و العين معيبة؟...نعم هذا عند الحديث عن التصميم أما التطور فقد جبر خاطرها و عوضها باليات اضافية لتحسين الرؤية و تركيز الضوء
مقارنة بين توزيع المايتوكوندريا الخاص بالخلايا الحساسة للضوء و ترتيبها المكانى مقارنة بالشكل المعتاد الذى يحدث فى عامة الخلايا ان طبقناه هنا (الصورة ليست من الورقة و لكنها تظهر المقارنة بشكل أبسط)
و بالمناسبة بحث مشابه على عيون الحيوانات الليلية وجد أن الحمض النووى/الكروماتين فى الخلايا العصوية rods المسئولة عن الرؤية الليلية هو الاخر يصنع عدسات لتكثيف الضوء و تحسين الرؤية
Irina Solovei et al., “Nuclear Architecture of Rod Photoreceptor Cells Adapt to Vision in Mammalian Evolution,” Cell 137 (April 17, 2009): 356–368
Comments