top of page
Search
  • Writer's pictureIllidan Stormrage

الهندسة اللاتكيفية على مستوى الادراك و السلوك

Updated: Apr 19

"The major unanswered question in evolution is: What do the arrows represent?"

John Maynard Smith "The Major Transitions in Evolution."


السؤال الأكبر الذى لم تتم اجابته فى التطور هو: ما الذى تمثله هذه الأسهم؟

-عالم الأحياء التطورية البارز جون ماينارد سميث

طبعا هنا سيؤكد لك التطورى أن كبار علماء التطور الذين ذكروا هذا لا يعرفون أن التطور فسر كل هذه الأمور و سيبدأ فى ممارسة احدى أشهر الخدع التطورية...أن يضرب لك مثالا لا علاقة له بالموضوع ثم يضع "قصة تطورية" بجانبه ليوحى لك بأن هذا المثال الذى لا علاقة له بالموضوع يدعم "القصة" التى يحكيها...سؤكد لك التطورى مثلا أنه لدينا كائنات وحيدة الخلية يمكنها أن تعيش معا فى مستعمرات خاصة و تتعاون فيما بينها و تقسم الوظائف فى حالة التعرض لظروف بيئية معينة...و فجأة يبدأ فى رواية "القصة" التطورية عن أن هذه المستعمرات "ستطور" وظائف متخصصة لتصبح كل مجموعة عضو بدلا من كائن كامل يقوم بأمر ما و كأن حياة مجموعة من الكائنات فى مجتمع معناه أن يتحولوا الى كائن واحد و تصبح كل مجموعة منهم "عضو" مستقل...سيحدثك التطورى عن وجود كائنات يمكنها أن تتكاثر جنسيا و لا جنسيا و بالتالى فهذا معناه امكان "تطور" التكاثر الجنسى من اللاجنسى...سيحدثك عن وجود خلايا بنواة و بدون نواة و بالتالى فقد "تطورت" الخلية عديمة النواة الى ذات نواة بابتلاع أخرى...سيقوم دائما بوضع حقائق لا علاقة لها بالنظرية ثم يضع بجانبها "قصة" النظرية ليوحى بأن هذه الحقائق تدعم "القصة" التى لا علاقة لها بالموضوع و القائلة بتطور هذه الخصائص بعملية غير موجهة...ذكرنا فى الملخصين السابق أمثلة التصاميم الهندسية البيولوجية Bioplans التى لا يمكنها النشوء عبر خطوات تكيفية تدريجية على مستوى الخلاياو الكائنات متعددة الخلايا و نستكمل هنا بعض الأمثلة على مستوى العقل و الادراك و السلوك


[يحلو للتطوريين دائما الزعم بأن الذكاء البشرى نتيجة طفرات قامت باعادة توصيل فى المخ و يكررون هذه القصة بثقة توحى للمستمع أنها حقيقة علمية الا أن الواقع هو أن التطور غير قادر على تفسير الوعى و القدرة على التعلم و هما مرحلة سابقة للذكاء البشرى المتطور أصلا اذ قام الباحثون بمحاولة تحديد ما هى الصفات التطورية التى قد يعتمد عليها ظهور الوعى بالبيئة المحيطة و القدرة على التعلم فوجدوا أن الكائنات التى تمتلك هذه الصفات ذات سمات شديدة التباين فى تشريح المخ و لا تمتلك سلف مشترك يمكن تتبع هذه الصفات اليه مما يتعارض مع الاعتماد المزعوم على هيكلة الخلايا العصبية و توصيلاتها


Simona Ginsburg, Eva Jablonka and Anna Zeligowski "The origin of consciousness: Identifying the evolutionary markers of when consciousness exploded" (2021)


العامل السلوكى :

تقوم زنابير Ampulex Compressa بانتاج سم يؤثر على الجهاز العصبى للفريسة من الحشرات و يحتاج هذا التأثير الى لسعتين متتاليتين تفصل بينهما فواصل زمنية دقيقة فى موقعين محددين من الجهاز العصبى بعدها يمكن للزنبور ركوب الفريسة و استخدام قرون استشعارها لقيادتها الى عشه لتقتات عليها الصغار


F. Libersat “Wasp uses venom cocktail to manipulate the behaviour of cockroach prey” Journal of Comparative Physiology A, vol. 189, 2003: pp.497-508


F. Libersat et al., “The venom of the cockroach hunting wasp Ampulex Compressa changes motor thresholds” Zoology, vol 98, 1994: pp.23-34

ان أى محاولة لتخيل تطور سلوك مثل هذا تدريجيا و تكيفيا ستقود الى سخافات لا تنتهى فنحن بحاجة الى المركب الكيميائى الصحيح و أى "مراحل" معناها استفاقة الفريسة قبل الأوان لتفتك باليرقات الصغيرة فى العش أو تهرب على أفضل حال و "معرفة" أماكن اللدغ الصحيحة و التوقيتات الفاصلة. هل أمضت الزنابير أجيالا و هى تجرب أماكن و توقيتات مختلفة؟ و هل عندما وصلت للمعلومة الصحيحة أخيرا تم تشفيرها فى الحمض النووى حتى ترثها اليرقات الجديدة؟ هل "فهمت" الزنابير تأثير مركبها الكيميائى على الفريسة حتى تستخدم قرون الاستشعار فى قيادتها؟ ان القاء مصطلحات التدرج و التأثيرات الضعيفة التى تقوى مع الوقت و اعادة الاستخدام و الدمج مع التظاهر بالحكمة و العلم لا يحل هذه المشاكل


بل ان أنواع الزنابير المختلفة التى تتغذى على فرائس مختلفة تعرف موضع الحقن المطلوب لكل فريسة لأن موضع الخلايا العصبية المطلوب حقنها يختلف من كائن الى اخر...المزيد من التجارب التى يجب أن تقوم بها الزنابير


Katsuhiro Konno et al., "Peptide toxins in solitary wasp venoms" Toxins 8, no. 4 (2016)


و فى حالة أخرى تسيطر الحشرة المهاجمة على العنكبوت (أغلب الظن عن طريق حقنه بهرمونات معينة) لتجعله يغير سلوكه تماما و يقوم بغزل شرنقة ليرقاتها الصغيرة


Philippe Fernandez-Fournier et al., "Behavioural modification of a social spider by a parasitoid wasp" Ecological Entomology Volume44, Issue2 April 2019 Pages 157-162


أيضا تقوم فطريات من تصنيف cordyceps lopsided باحتلال أجساد الحشرات كالنمل و غزو الأنسجة و التحكم فيها بحيث تصبح الحشرة مركبة يستقلها الفطر و يتحكم فيها و يحركها حتى تصل به الى مكان ملائم لنمو الفطر و الحالات المتشابهة كثيرة فبعض الطفيليات تعدل سلوك الكائن لتجعله مثلا بدلا من أن يحفر فى الأرض أو فى الأشجار يتوجه نحو النور حيث تراه الطيور و تلتهمه ليكمل الكائن الطفيلى دورة حياته فى جسد الطائر و هنا طبعا تبرع نظريات التطور فى طرح سؤال الشر متنكرا فى صورة العلم و مستدلة بمثل هذه الواقائع على غياب التصميم و هو نفس الاستدلال الذى قام به داروين فى أحد رسائله عندما قال أنه لا يصدق أن خالقا قادرا رحيما خلق كائنات تتعامل مع بعضها البعض بهذه الشراسة


There seems to me too much misery in the world. I cannot persuade myself that a beneficent & omnipotent God would have designedly created the Ichneumonidæ with the express intention of their feeding within the living bodies of caterpillars, or that a cat should play with mice. Not believing this, I see no necessity in the belief that the eye was expressly designed.

C. Darwin, letter to Asa Gray, May 22, 1860, Darwin Correspondence Project,


و نحن هنا لا ننكر على أحد سؤال الشر و لكن يجب ان يفهم أنه مسألة فلسفية و لاهوتية و ليس دليلا علميا أما علميا فنسأل كيف نشأ سلوك كهذا؟ و هل فعلا هناك خطوات نافعة تجعل الفطر يفهم كيف يغزو أنسجة كائن و يتحكم فيها برغم الاختلاف فى المخطط الجسدى بل و "يركبه" الى المكان المناسب؟

يبنى القندس سدا على الماء لحماية عشه الذى بدوره يقوم تصميمه كمهندس محترف لحفظ درجة الحرارة. يتم استخدام الحصى و الحجارة لدعم الأساسات و القيام بتعشيق interlocking الأغصان لتتحمل أكثر و يتم سد الفراغات بالطين فى عملية بناء متكاملة كما يتم بناء مخزن cache/friddge تحت الماء لحفظ الطعام عند مجئ الشتاء و أحيانا يتم حفر قنوات توصل المياه الى أماكن مختلفة من الغابة. هل تعلم هذا خطوة خطوة؟ هذه فرضية لطيفة و لكن معناها أنه سيموت لا محالة من المحاولة الأولى بسبب الفشل فى حفظ درجات الحرارة فوق الصفر أو الفشل فى الحماية من المياه أو عدم انشاء مخزن للطعام....الخ



هل فعلا لم تكن هناك أى طريقة أبسط لكائن ليعيش و يتكاثر غير أن يتعلم بناء السدود؟ و كيف يحدث هذا تطوريا أصلا؟ ان الكلام العائم عن وجود فرصة بيئية environmental niche استغلعا الكائن أو حتى أوجدها niche construction ليؤثر على بيئته لا يعدو كونه مجرد توصيف انشائى فارغ من المضمون لا يفسر شيئا...الأهم من ذلك ان هذه العملية المعقدة لا تفيد الكائن بمفرده بل "يتصادف" أنها تحافظ على البيئة كلها - و من جديد تسمية الشئ و توصيفه ليست تفسيرا


We are losing wetlands three times faster than forests...When it comes to restoring them to their natural state there is one hero with remarkable powers — the beaver. Wetlands store water, act as a carbon sink, and are a source of food. The Ramsar Convention on Wetlands says they do more for humanity than all other terrestrial ecosystems — and yet they are disappearing at an alarming rate...But if you have a river and a beaver it may be possible to halt this process.

"How beavers are reviving wetlands" BBC News February 2023


يقول دكتور حسان بن عابد معلقا: يعيش القندس في مسكن وسط الماء به أنفاق سفلية طولها عدة أمتار للدخول والخروج والتهوية لحماية صغاره من الحيوانات المفترسة، ولأجل بقاء هذا المسكن ثابتا يجب تشييده على مياه راكدة، فقبل بناء المسكن يبحث القندس عن نهر ويبني فيه سدا ليتراكم الماء ويتوقف عن الجريان، ويقضي شهورا في جمع الأخشاب والحصى والطين والبناء بطريقة مثيرة للدهشة، وحتى عند حدوث سيلان في السد -الذي يتراوح طوله بين متر و100 متر- واحتمال انهياره يسارع القندس إلى صيانة التسرب فورا، ولا ينبغي لنا أن نهمل الجانب التشريحي للقندس فإنه قد وهب أسنانا سميكة وحادة جدا تشبه إزميل النجار Chisel-shaped incisors وعضلات فك قوية لقطع الأغصان وحفر التربة، وله أطراف مجهزة للسباحة، وجسمه مغطى بطبقة شحمية سميكة لمقاومة برد المياه، وأذناه وعيناه وأنفه جعلت في مستوى واحد ومرتفع حتى يستطيع السباحة وإخفاء جسمه مع إبقاء عينيه فوق الماء لمراقبة المفترسين، ويمكنه حبس أنفاسه لـ15 دقيقة وهو وقت كاف لأعمال الحفر أو عبور الممرات المائية والوصول إلى مسكنه .. فجمعت فيه المهارة الفطرية والإستعداد التشريحي بشكل متكامل لا يمكن أن يأتي إلا دفعة واحدة، والأوراق العلمية لا تجد حرجا في وصفه بالمهندس البيئي Ecosystem engineer نظرا إلى أنّ السدود التي يبنيها لها فوائد على البيئة والتربة المحيطة بالسد...(قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَىٰ قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ)


Richard E. Brazier et al., Beaver: Nature's ecosystem engineers. WIREs. Water,(2020) 8(1),



تقول الأسطورة التطورية أن طفرات (أخطاء فى نسخ الحمض النووى) ما فى القندس (ربما فى الجهاز العصبى مثلا) جعلته يقضم جذور الأشجار و يسقطها مما أعطاه ميزة انتخابية بسبب التغذى على أغصانها (هذا كلام فارغ بالمناسبة لأن القندس ليست لديه أية مشاكل فى الأكل من مصادر كثيرة قريبة من الأرض) ثم تصادف أن جعلته الطفرات يفضل الأشجار القريبة من الماء فسقطت احداها فى النهر و قللت مرور المياه مما أعانه على الحركة ثم طفرات اضافية صدفوية عشوائية تصادف أن جعلته يتعلم رص الأحجار ثم تشبيك الأغصان ثم سد الثغرات بالطين الى أن أنشأت له أخطاء النسخ سدا و بنفس الطريقة أنشأت له بيتا و مخزن طعام. الطفرات الصدفوية رائعة جدا كما ترى و تركز على انتاج سلوك متكامل و ليس خطوة هنا و خطوة هناك. البديل طبعا هو أنه تعلم البناء "بشكل ما" بالصدفة أيضا ثم نقشه فى حمضه النووى "بشكل ما" ليورثه للأجيال القادمة. هذه القصص الخيالية يسمونها "عوم التطور" و "التفسيرات العلمية" أما القول بوجود مصدر واعى عالم لهذه المعلومات و التصميمات فيسمى خرافات غير علمية.


تقوم بعض الخنافس بحفر أخاديد بالتعامد على اتجاه الرياح لاستخراج قطرات الماء من الضباب


MARY K. SEELY AND WILLIAM J. HAMILTON "Fog Catchment Sand Trenches Constructed by Tenebrionid Beetles, Lepidochora, from the Namib Desert" SCIENCE 6 Aug 1976 Vol 193, Issue 4252 pp. 484-486



أما البكتيريا فتبني مدنا بكل معنى الكلمة لتعيش بداخلها، وهذه المدن محاطة بأسوار منيعة من جميع الجِهات، وهي مواد بخواص معينة تحمي ما بداخل هذه المدينة من أيّ اختراق خارجي. وبالداخل يوجد طرق لخروج الفضلات، وأخرى لدخول الغذاء وتوزيع الأوكسجين، بل إنّ العمل يتمّ تقسيمه على البكتيريا بأوامر جينيةتحدد اختصاص كلّ خلية، ومثل هذه المدينة تسمّى بيوفيلم Biofilm ويلتصق هذا البيوفيلم بأسطح أجسام الكائنات الحيّة أو بأسطح الأشياء غير الحية، وهو يعطي للبكتيريا قوة ضخمة جدا لمواجهة الظّروف الصعبة المحيطة بها


Boles, B. R., Thoendel, M., & Singh, P. K. (2004). Self - generated diversity produces “insurance effects” in biofilm communities. Proc.NATL. ACAD. SCI. USA., 101(47), 16630 – 16635.


بكتيريا أخرى تبنى حرفيا أسلاك كهربائية لتستخدمها فى نقل الالكترونات من الطبقات السفلى من الطين الى الطبقات العليا متخلصة بذلك من نتائج التهامها للمواد الغذائية على هيئة تيار كهربائى (و هى بذلك بالتبعية تعلب دورا هاما فى التخلص من المخلفات و تدوير الموارد فى البيئة)


ELIZABETH PENNISI "The mud is electric" SCIENCE 21 Aug 2020, Vol 369, Issue 6506, pp. 902-905


كذلك تبنى الطحالب المجهرية دروعا من السيليكون حول نفسها بأنماط دقيقة تلصقها معا بالبروتينات لتصنع هيكل معقد متعدد الاستخدامات تستخدمه لحماية نفسها من الأشعة الضارة و تركيز الضوء المستخدم فى التمثيل الضوئى على الكلوروفيل و برغم كون السيليكون مادة سهلة الكسر الا أنها تقوم بهندسة هذه الدروع و طبقاتها بشكل يجعلها تتحمل الضغط مع المحافظة على خفة الوزن لدرجة أن احدى الأوراق التى شارك فيها خبراء فى مجال الهندسة تقول أنه يمكننا أن نتعلم تصميم مواد بناء قوية و خفيفة الوزن من هذا "التصميم التطورى" (لا تعليق!!!)


Zachary H. Aitken et al., "Microstructure provides insights into evolutionary design and resilience of Coscinodiscus sp. frustule" PNAS February 23, 2016 113 (8) 2017-2022


Caltech "Tiny Diatoms Boast Enormous Strength" (2016)

Luis Ever Aguirre "Diatom frustules protect DNA from ultraviolet light" Scientific Reports volume 8, Article number: 5138 (2018)


Izabela Zgłobicka et al., "Insight into diatom frustule structures using various imaging techniques" Scientific Reports volume 11, Article number: 14555 (2021)


تقوم سمكة archerfish باصطياد الحشرات التى تأكلها عن طريق اطلاق دفقة من المياه كالقذيفة نحوها مما يتطلب معرفة بقواعد الفيزياء من حركة و جاذبية و ديناميكية سوائل و كما يقول أحد الباحثين فهى تحل مسائل قد تبقى طالب الفيزياء ساهرا الى اخر الليل


A. Bhatia, "The fluid dynamics of spitting: how archerfish use physics to hunt with their spit" wired 29 (November 2013)


مقطع قصير يشرح كيفية عمل سمكة الرامى




و ماذا عن سلوك الطيران؟ حاولت بعض الدراسات فهم تطور الطيران و استخدام الأجنحة و بغض النظر عن اعتمادها على مغالطة أن المراحل النمائية تمثل التطور الشبيهة بقانون هيكل للتنشؤ الحيوى الذى ثبت كذبه و تزويره كما بيننا هنا t.ly/f0c6 الا أن الدراسة وجدت أن الطيور و منذ بداية طيرانها تستخدم زاوية ضربة جناح مثالية للتعامل مع الجاذبية و حركة تيارات الهواء و من جديد يطرح السؤال نفسه...هل كانت الطيور تجرب كل الزوايا الممكنة عبر العصور لتصل الى سلوك الطيران المثالى؟


K. Dial et al., “A Fundamental Avian wing stroke provides perspective on the evolution of flight” Nature vol.451, 2008: pp.985-89


-جيرى فودور و ماسيمو بالميرينى "الأمر الذى أخطأ فيه داروين"]


و ضربة الجناح المثالية هذه ليست ثابتة عبر كل الطيور حتى يقال أنها ورثتها من سلف مشترك فمثلا يحرك الطائر الطنان humming bird جناحيه بطريقة مختلفة اذ يحتاج الى طيران يشبه المروحيات ليثبت جسده فى الهواء أثناء امتصاص الرحيق من الأزهار و هذه تتطلب ضربات جناح مختلفة مثالية لنمط طيرانه المختلف ليخلق دوامات هوائية تثبته فى مكانه


You might think that if the hummingbird simply beats its wings fast enough and hard enough it can push enough air downward to keep its small body afloat. But, according to the simulation, lift production is much trickier than that...For example, as the bird pulls its wings forward and down, tiny vortices form over the leading and trailing edges and then merge into a single large vortex, forming a low-pressure area that provides lift. In addition, the tiny birds further enhance the amount of lift they produce by pitching up their wings (rotate them along the long axis) as they flap.

Vanderbilt University Research News "How the hummingbird achieves its aerobatic feats" Nov 21, 2014, 4:00 PM


مثال اخر مبهر هو فى قدرة العقارب على تحديد موقع و مسافة الفريسة من خلال ذبذباتها الحركية اذ وجدت الأبحاث أن العقرب يستقبل نوعين من الموجات من حركة الفريسة موجات طولية و أخرى ريلية و هما ينتقلان عبر الرمال بسرعات مختلفة. عندما تصل الموجتان الى العقرب يستخدم فرق الزمن بينهما ليحدد مسافة المصدر. المشكلة أن طالب الفيزياء ليفعل ذلك يستخدم علمه بسرعة كل موجة و فرق السرعة بينهما و طبعا معرفته بمعادلة السرعة و المسافة فمن أين جاء العقرب بهذه المعلومات؟ (طبعا الى جانب مجسات الاستقبال الدقيقة فى أطرافه)


PHILIP H. BROWNELL "Compressional and Surface Waves in Sand: Used by Desert Scorpions to Locate Prey" SCIENCE 29 Jul 1977 Vol 197, Issue 4302 pp. 479-482


PHILIP H. BROWNELL "Prey Detection by the Sand Scorpion" Scientific American 1984


أما اليعاسيب Dragonflies فلها نصيبها هى الأخرى اذ يقوم مخها الدقيق الصغير بمعالجة مدخلات متنوعة من السرعة و الاتجاه و و زاوية الدوران و غيرها لها و لفريستها حتى تتمكن من اتمام اعتراض ناجح بسرعة لدرجة أن الباحثين يفكرون فى محاكاة خوارازميات هذا الجهاز العصبى الصغير "البدائى" بمقاييس التطور لتحسين أداء أنظمة اعتراض الصواريخ الى-و لابد أنك قد خمنت-لم تنشأ بملايين أخطاء نسخ برامج الحاسب الالى و المعادلات


FRANCES CHANCE "FAST, EFFICIENT NEURAL NETWORKS COPY DRAGONFLY BRAINS: An insect-inspired AI could make missile-defense systems more nimble" IEEE Spectrum (30 July 2021)


و طبعا لأن الكاتب يعلم يقينا الاستنتاج البديهى الذى سيقفز الى عقل أى شخص غير مؤدلج و هو يسمع عن خورازميات ستسخدم لتحسين أداء برامج عمل الصواريخ...التصميم و البرمجة...تلك العلوم الزائفة اللعينة التى نصنع بها الصواريخ و برامج الحاسب الالى...فكان لابد أن يتم افتتاح المقالة بتلقين القارئ التفسير المعلب الكسبق (التطور-ملايين السنين) حتى لا يذهب عقله-و العياذ بالطبيعة-يمينا أو يسارا


كما لا تقتصر شبكات الاتصالات على الأمثلة سالفة الذكر بل حتى البكتيريا الأبسط تمتلك الية Quorum Sensing و التى تستخدمها للتنسيق و الاتصال فى المجتمعات الكبيرة سواء لتنظيم استهلاك الموارد و ابقاءه تحت المستوى المطلوب حتى تقوم الموارد باعادة تجديد نفسها و لا تنضب فيفنى معها المجتمع كله أوالحد من معدل التكاثر عند وصول الجماعة الى حجم معين أو اطلاق أضواء معينة كحالة البكتيريا المضيئة bioluminescent...و من جديد يطرح السؤال نفسه من أين للبكتيريا العلم بعمليات رياضية ذهنية كحسابات استهلاك الموارد و معدلات تجددها و مقارنتها بحجم الجماعة و معدل الاستهلاك؟ و من أين لها العلم بكيفية انشاء شبكات تواصل و عمليات ارسال و استقبال و تحديد شروط الاتصال؟...ان الافتراض أن مجرد وجود البروتينات المستخدمة سيقود الى انشاء هذه الشبكات هو كافتراض أن مجرد وجود خامات انشاء الكابلات و أبراج البث هو ما مكننا من انشاء شبكة الانترنت و غيرها من شبكات الاتصالات عن طريق التجربة العشوائية و الخطأ.


Ahmed, B.M. (May 2004). "Cell-to-cell signalling in Escherichia coli and Salmonella enterica". Molecular Microbiology. 52 (4): 933–45. doi:10.1111/j.1365-2958.2004.04054.x. PMID1513011


و ليست البكتيريا فقط بل غيرها أيضا من الكائنات الدقيقة التى لا تمتلك خلايا عصبية أصلا كالطحالب و العوالق قادرة على التواصل و التنسيق فيما بينها عن طريق مواد كيميائية أو اشارات ضوئية


"Q&A: Fluorescence Lets Diatoms Communicate, Coordinate Behavior" The Scientist (Dec 16, 2021)


أما على المستوى الأحادى للخلايا المنفردة فحدث و لا حرج اذ تستطيع البكتيريا تعديل بنية الغشاء شديدة التعقيد وفقا للظروف البيئية من درجات حرارة و ملوحة و جهد كهربائى و فى بعض الأحيان باستخدام "تصاميم بديلة" مخزنة فى الجينات التى كان يظن أنها خردة و زائفة مما يشى بدرجة عالية من العلم و المعرفة و البرمجة المسبقة فى هذه الكائنات لتعديل التصميمات وفقا للظروف


PSEUDOGENES AS RESERVOIRS FOR GENERATING GENETIC DIVERSITY

Evgeniy S. Balakirev and Francisco J. Ayala "Pseudogenes: Are They “Junk” or Functional DNA?" Annual Review of Genetics Vol. 37:123-151


A. J. Jim et al., “A singular state of membrane lipids at cell growth temperatures” Biochemistry 38: 13275-78


Stanislov et al., “Turning the membrane surface potential for efficient toxin import” PNAS 99: 8654-59


هل تفهم البكتيريا علوم الكيمياء لتفهم ما الذى يجب أن تفعله استجابة لظرف معين؟ هل قامت باختبار الكثير من الظروف عبر التاريخ ثم تخزين التصاميم الملائمة لها فى جيناتها من باب الاحتياط حتى تعود اليها ان احتاجتها؟


فازال رانا "تصميم الخلية"


يشير الباحثون الى أن ذوات الأهداب Ciliates لديها سلوكيات معقدة و اليات تعلم فعالة. لاحظ أننا نتحدث عن أحاديات خلايا حتى لا يتحفنا شخص ما بأن التطور قد "قام باعادة توصيل الخلايا العصبية" الغير موجودة أصلا


Kevin B. Clark "Origins of learned Reciprocity in solitary ciliates searching group courting assurances at Quantum efficiencies" Biosystems 99 (2010): 27-41


و كذلك يشير عدد من الباحثين فى مجال السلوك الحيوانى الى أن حتى أحاديات الخلية كالأميبا تمتلك مستوى من الوعى و السلوك المتطور مماثلة للحيوانات "الأكثر تطورا" كالكلاب مما يدق المسمار الأخير فى نعش محاولة نسبة الوعى و السلوك المتقدم الى "طفرات اعادة توصيل الخلايا العصبية" فى الكائنات الأعلى


Herbert Spencer Jennings "Behavior of the lower Organisms" p.337


Brian J. Ford "The secret power of the Single cell" New Scientist 2757 (2010): 26


-مايكل دنتون "معجزة الخلية"


بل و يجادل عالم البيولوجيا التطورية جيمس شابيرو أن كل الخلايا بلا استثناء بما فى ذلك أكثرها بدائية لديها مستوى ما من الادراك و السلوك المنظم


JAMES A. SHAPIRO "ALL LIVING CELLS ARE COGNITIVE" BIOCHEMICAL AND BIOPHYSICAL RESEARCH COMMUNICATIONS, VOLUME 564, 2021, PAGES 134-149


بدون خلايا عصبية و جهاز عصبى معقد حتى يخضع للطفرات و اعادة التوصيل الى اخر الهراء القصصى التطورى


أمثلة على بعض سلوكيات البناء و التمويه الذى تقوم به الكائنات الحية



أيضا تبنى أسماك المقاتل السيامى هياكل من الفقاقيع الهوائية لتحفظ فيها البيض



و تعرف عناكب Argyroneta التى تعيش تحت الماء أن عليها التقاط فقاقيع من الهواء بين الحين و الاخر و تخزينها فى جانب خاص من أعلى الشبكة لتستخدمها كخزان أكسجين بل و تعدل من تركيب شبكتها بالكامل عند وقت البيات الشتوى لتتحول الشبكة الى رئة صناعية تحت الماء لا يحتاج العنكبوت لمغادرتها.

و هو نفس ما تفعله حشرات مائية أخرى مثل Notonecta و Potamodytes التى تعلم أن عليها التقاط فقاعات من الهواء و حملها معها أثناء جولاتها المائية كأنبوب أكسجين و تعلم أن عليها اعادة ملئ الأنبوب كل بعد مرور فترة معينة و طبعا هى مجهزة بالشعيرات التى تؤهلها لذلك.


J. Scott Turner "The extended organism" (2002). Chapter 8: Arachne’s Aqualungs


كل هذا الى جانب خطوط الملاحة و الهجرة و المناورات الجوية المعقدة و قد استعرضنا جانبا منهما عند الحديث عن أحافير الأسماك t.ly/Wha3 و تطور الطيور t.ly/QGTl و غيرها من الأمثلة القائمة على المعرفة و الهندسة و العلم...حتى نموذج القفز الذى اشتهر بسببب اكتشاف تروس لدى بعض الحشرات التى تقفز لا يعتمد فحسب على مجرد نشأة التروس بل ان اليات متعددة للقفز تتطلب معرفة فيزيائة ما فمثلا نموذج اخر هو الحشرات التى تقفز بذيلها فالمسألة ليست مجرد دفعة بالذيل و ينتهى الأمل بل الى جانب الية الدفع وجدت الدراسات الحديثة اليات للتوجيه و مناورات هوائية معقدة تقوم بها الحشرة أثناء القفزة لتغيير السرعة و الاتجاه حسب المطلوب بل و الية خاصة للهبوط عبارة عن جزء من الحشرة يلتقط قطرة ماء ليستخدمها لاحقا بشكل شبيه بالمصدات لتخفيف الصدمة بل و تستخدمها الحشرة أيضا لضبط توازنها و هى تناور فى الهواء. لاحظ هنا كيف تحتاج الحشرة ليس فقط الى الأعضاء القائمة بالوظائف بل الى معرفة فيزيائية ما تجعلها تقوم بالتحكم فى قوة الضربة لعضو القفز و بمناورات معينة فى الهواء حسب الاتجاه و المسافة من موقع الهبوط المطلوب و تستخدم قطرة مياه للتوازن ثم تحقق الهبوط الامن لدرجة أن الفريق البحثى يرى تصميم روبوت صغير بناءا على نفس المبادئ و طبعا من المفهوم أن الاجماع العلمى سيقول لنا أن أخطاء النسخ قد صنعت للحشرة هذه الأعضاء التى تتكامل مع بعضها و أيضا قد علمت الحشرة كيف تستخدمها عبر ملايين المحاولات الخاطئة أما الروبوت الذى تم تصميمه بناءا على نفس مخطط الحشرة فهو طبعا ليس نتيجة لملايين من الأخطاء أثناء نسخ التصميم مرارا و تكرارا على جهاز الكمبيوتر


it has been erroneously assumed that they are unable to control their explosive takeoff, mid-air spinning, and landing. We discover that semiaquatic springtails can indeed control all three phases of jumping by adjusting their body posture and taking advantage of their appendages. They adjust the body angle and actuation speed of their leaping organ during takeoff, change their body posture in midair, and exploit the hydrophilic property of their ventral adhesive tube. The combination of these strategies allows springtails to achieve locomotion control, stability, and maneuverability, which can inform the design of small bio-inspired robots with controlled landing...can perform directional jumps, rapid aerial righting, and near-perfect landing on the water surface. They achieve these locomotive controls by adjusting their body attitude and impulse during takeoff, deforming their body in midair, and exploiting the hydrophilicity of their ventral tube, known as the collophore...In midair, springtails curve their bodies to form a U-shape pose, which leverages aerodynamic forces to right themselves in less than ~20 ms, the fastest ever measured in animals. A stable equilibrium is facilitated by the water adhered to the collophore.

Victor M. Ortega-Jimenez et al., "Directional takeoff, aerial righting, and adhesion landing of semiaquatic springtails" PNAS Vol. 119 | No. 46 (November 7, 2022)


و فى النهاية يتم نسبة كل هذا بسهولة الى التطور بمجرد وضع كلمات على غرار "لقد تطور كذا ليفعل كذا" دون مراعاة عدم امكانية اجتزاء هذه الاليات و لظهور هذه الاليات مع الكائنات المالكة لها دفعة واحدة بدون أى تدرج أحفورى مزعوم. و من جديد يطرح السؤال نفسه كيف “تطور” كل هذا؟ هل تفقه الحشرات الرياضيات أصلا؟ هل الحمض النووى يشفر تصميمات بيوت و خوارزميات شبكات و معادلات للفيزياء و أساليب بناء و معلومات تشريحية عن الفرائس حتى تحسنها الطفرات المزعومة خطوة خطوة؟ كيف عاشت هذه الكائنات قبل أن تمتلك أى تصميم بيت أو خوارزمية بحث أو معادلة حركة من أجل القنص ليحسنها الانتخاب الطبيعى بفرض أنها مخزنة فى الحمض النووى؟


تعقيب شخصى: لماذا اذا رأينا أى مثال على هذا سننسبه فورا الى التصميم الا فى الكائنات الحية يبدأ الصراخ الهستيرى “ملايين السنين ملايين السنين”؟ أليس هذا هو نفسه التطور و الانتخاب الطبيعى اللذان تنسب اليهما ادعاءات سوء التصميم و الاليات الارتجالية و يبحث التطوريون بجنون عن أى مشاكل أو عيوب مزعومة فى الكائنات الحية للتدليل عليهما؟ أم أن الشئ و عكسه يفسر بالتطور؟] و اخيرا وجب علينا أن نذكر القارئ بأنه لا يوجد أسهل على التطورى من أن يحشر كلمة تطور بجانب أى سلوك و يؤكد لك بثقة أن هذا تفسير بل و دليل على تطوره. كيف نعلم الكائن الفلانى أن يفعل كذا و كذا؟ لقد تطور هكذا لأن فى ذلك فائدة له. كيف تعلم الكائن العلانى هذا الأمر؟ لقد تكيف مع البيئة مما أعطاه ميزة على غيره نتيجة الانتخاب الطبيعى...حشو كلامى و عبارات انشائية و رطانة بلا أى قيمة تفسيرية حقيقية سوى أن هذا السلوك مفيد و يساعد على التكيف مع البيئة اذن لابد أنه أتى بالتطور و كأن مصمما ما يجب أن يمنع كائناته من التكيف مع البيئة. بل لعل من الأمثلة المخادعة جدا بعض السلوكيات التى يسميها التطوريون "بقايا تطورية" بطريقة توحى لك بأنها دليل على انحدار تصنيف من تصنيف مختلف...مثلا يخبرك التطورى أن حيوان الليمور فى مدغشقر لديه بقايا تطورية سلوكية تجعله يقوم بمناورات لتفادى الطيور المفترسة الضخمة برغم عدم وجودها على الجزيرة لأنه و هذه الطيور قد تطورا تشاركيا coevolved قبل انقراضها...تحذف مشتقات كلمة تطور التى يحاول حشر أكبر عدد منها فى الجملة فلا تجد أى دليل على أن الليمور انحدر من تصنيفات بعيدة عنه و لا أن هذه الطيور انحدرت من الديناصورات بل أن الليمور و الطيور التى تأكله خصمان لدى كلا منهما مناورات لمواجهة الاخر مبرمجة فى جهازه العصبى بدون أى فائدة للحكايات التطورية سوى التظاهر بأن هذا دليل على التطور السلوكى و قس على هذا أمثلة كثيرة خاصة تلك التى يصاحبها انقراض أحد طرفى العلاقة فيسميها التطورى بقايا تطورية حتى يتظاهر بأن هذا دليل على أن هذه الكائنات تطورت من كائنات ذات تصنيفات مختلفة بينما هى كائنات كانت كما هى منذ وجدت فى علاقة تنافسية أو تكافلية ثم فنى أحد أطراف العلاقة لا أكثر.


اللغة و العقل:


تحدثنا سابقا عن غياب اثار التطور فى السجل الأحفورى للقردة العليا t.ly/gVbn و لكننا سنتحدث هذه المرة عن اللغة و العقل تحديدا. من العقبات التفسيرية أمام النظرة التكيفية هى أن المخ القادر على انتاج العلم و الأدب و الفن و اللغة و الرياضيات نشا قبل الاف السنين من أى فائدة لهذه السمات فى بيئة قاسية قائمة على الصراع من أجل البقاء لا الحضارة و الابداع. كما ذكرنا سابقا عند الحديث عن البشر البدائيين فان دراسة سلوكهم لا يوحى بامتلاك قدرات عقلية منخفضة مما يشير الى وجود "فائض" ضخم لا وظيفة تكيفية له و لكنه ضرورى لبناء الحضارة مستقبلا


Ian Tattersall “Becoming Human: Evolution and human uniqueness” (1999): ch.1


Naom Chaomsky “The Science of Language: Interviews with James McGilvray” (Cambridge University Press, 2012) p.13-15, 47-49


و كالعادة يتحفنا التطور بقصص خيالية بلا أى دليل مفادها أن طفرات اعادة التوصيل المزعومة التى أنتجت التفوق العقلى البشرى كانت أصلا لأغراض تكيفية و جاء هذا الفائض العقلى كأثر جانبى و بغض النظر عن المقاطع المضحكة التى يظهر فيها بعض دعاة التطور محاولين تفسير نشأة اللغة كتطور لأصوات اللهاث و الهمهمات أو الصيحات و الاشارات التى تستخدمها الحيوانات و هو ما نقدناه سابقا فى كتاب تصميم الحياة t.ly/l1dA فان الأبحاث تقول بوضوح أنه لا توجد صفة متناظرة فى أى نوع اخر لتتطور منها اللغة تدريجيا فهى صفة مستجدة تماما


Marc D. Hauser, Charles Yang, Robert C. Berwick, Ian Tattersal, Michael J. Ryan, Jeffrey Watumull, Naom Chomsky and Richard C. Lewontin “The mystery of Language Evolution” Frontiers in Psychology 5, 401 (May 7, 2014)

احدى سمات هذه الصفة المستجدة هى وجود دوائر دماغية معقدة لمعالجة اللغة و بناء التعبيرات و تخزين و استخدام قاموس ضخم من المفردات و خوارزميات algorithms (مصطلح من عالم البرمجة) لادراك و تركيب المعانى المختلفة حسب السياق و مجرى صوتى معدل [ناقشناه سابقا هنا عند الرد على الزعم بأنه معيب t.ly/K1QO ]و دوائرعصبية معقدة تدير كل هذا و تنسقه-كل هذا لايجاد ما وصفه بعض العلماء بعبقرية ب"القدرة على نقل معلومات و أفكار لامتناهية من مخ الى اخر عبر الية تعديل هواء الزفير"


Steven Pinker “The language Instinct” (1994) p.319-326/373


[معنى هذا أن كل ما يروجه التطوريون عن العثور على "جين اللغة" أو "طفرات الذكاء" كلام مطعون فيه بشدة اذ من المستحيل أن يكون جين واحد أو حتى بضعة جينات قليلة هى المسئولة عن كل هذه الصفات المتكاملة و عادة ما تبنى هذه الأبحاث على الترجيح أو يتم الطعن فيها لاحقا


Charles T. Snowdon, “From Primate Communication to Human Language,” p. 224, in Tree of Origin: What Primate Behavior Can Tell Us About Human Social Evolution


Richard W. Byrne, “Social and Technical Forms of Primate Intelligence,” pp. 148-149, in Tree of Origin: What Primate Behavior Can Tell Us About Human Social Evolution


Matthew Warren "Diverse genome study upends understanding of how language evolved" Nature (02 August 2018)


حتى الكلام عن طفرات تصغير عضلات الفك المزعومة و التى أفسحت مجالا للمخ غير ممكن عمليا اذ أن طفرة تصغير العضلات يجب أن يتزامن معها طفرات لتصغير الأسنان و عظام الفك و هى فى المجمل تؤدى الى لياقة أقل للكائن لذا يجب أيضا أن تتزامن معها طفرات أخرى مفيدة لذا فلا توجد "حلقة وصل" أحادية فى الموضوع]


The mutation would have reduced the Darwinian fitness of those individuals. . . . It only would’ve become fixed if it coincided with mutations that reduced tooth size, jaw size and increased brain size. What are the chances of that?

Bernard Wood, quoted in Joseph B. Verrengia, “Gene Mutation Said Linked to Evolution,” Associated Press, found in San Diego Union Tribune, March 24, 2004.


ان اللغة هى مخطط بيولوجى اخر Bauplan محدد للصنف و لكنه ليس مادى فقط بل هو فكرى بالأساس تدعمه الصفات البيولوجية المادية و بالنظر الى عدم وجود صفة متناظرة فى أصوات الحيوانات و اشاراتها ليتطور منها لا يتبقى سوى الايفوديفو و فكرة حدوث rewiring اعادة توصيل للخلايا العصبية للمخ و لكن مجددا فى ضوء حجم التعقيد الهائل لمكونات اللغة من جهة و تعقيد اليات الايفوديفو التى ناقشناها فى الفصول السابقة من جهة و الحواجز الاحتمالية أمام الطفرات التى لا تكفى ملايين السنين لتجاوزها كما وضحنا فى أيقونات التطور:ملايين السنين t.ly/Nurm من جهة يصبح هذا السيناريو اختزالى و بعيد الحدوث بشدة ان لم يكن مستحيلا

[يقدر اللغويون أن تسلسل ذو معنى من 12 حرف فى اللغة الانجليزية يقابله 100 تريليون (14 صفر) تسلسل من نفس الطول بلا معنى و تزداد المشكلة بشكل أسى كلما زاد التسلسل طولا فسطر واحد من 100 حرف سيقابله 10^100 تسلسل بلا معنى. يقوم المخ البشرى بفرز التسلسلات المطلوبة من وسط كل هذا الفضاء البحثى العملاق فى أجزاء من الثانية لانتاج المعنى المطلوب ناهيك عن ادراك وجود المعنى ابتداءا والفهم والوعى كما كما يلفت عالم الرياضيات و الفيلسوف ديفيد برلنسكى النظر الى نقطة أخرى و هى أن أقصى دور ممكن لبنية المخ البشرى هو ايجاد قابلية لتعلم اللغة و ليس افراز اللغة ذاتها بدليل أن عزل الأطفال عن بيئة تعلم أى لغة لا يؤدى بهم الى انشاء أى مهارات لغوية بينما وضعهم فى أى بيئة ذات لغة مخالفة حتى للغة الأبوين البيولوجيين سيؤدى بهم الى تعلمها و بالتالى تدعم هذه المشاهدات التجريبية أنه حتى و ان كانت قابلية تعلم اللغة معتمدة على المخ و الجهاز العصبى فان اللغة نفسها تأتى من خارجه فيبقى السؤال: من أين أتت اللغة الأولى بعد أن أصبح المخ مهيأ لها؟


Michael Denton “Evolution, a theory in crisis” ch.13


David Berlinski “The Deniable Darwin” 41-64


-ستيفن ماير "عودة فرضية المصمم" 2021]


الايفوديفو و شبكة الأمان المخية:


من الأمور المبهرة التى اكتشفتها دراسات الاليات النمائية و التنظيمية للمخ و التى تثبت أنها ليست مجرد تراكمات تكيفية هو وجود شبكات أمان احتياطية فى البرنامج النمائى و التى يشار اليها أحيانا بالمرونة العصبية neuroplasticity فمثلا عند اصابة أو استئصال جزء من نصف المخ الأيسر-المعروف بمعالجة اللغة- تقوم البرامج النمائية برصد الوضع و تعديل العضو لتجنب الأعطال


Terrence W. Deacon “The Symbolic Species: The Co-evolution of Language and the brain” (1998): p.311, 413


و فى تجارب أخرى عند اعادة توصيل أعصاب الشبكية فى حيوانات حديثة الولادة الى مناطق أخرى من المخ قام المخ باعادة تشكيل نمو المنطقة لمعالجة الوارد البصرى


L. Von Melcher, S. L. Pallas and M. Sur “Visual behavior mediated by retinal projections directed to the auditory pathway” Nature 404, 6780 (April 20, 2000): 871-876


و هناك عدد كبير من حالات اعادة التشكيل و التعويض النمائى المشابهة باعادة بناء قدرات عصبية من نقطة الصفر فى أماكن مختلفة من المخ


Norman Doidge “The brain that changes itself” (2007)


نموذج اخر لامرأة ولدت بدون المنطقة المسئولة عن الكلام فقام المخ بتعديل نفسه ليحمل وظيفة الكلام على مناطق أخرى


Greta Tuckut et al., "Frontal language areas do not emerge in the absence of temporal language areas: A case study of an individual born without a left temporal lobe" Neuropsychologia Volume 169, 3 May 2022, 108184

https://www.wired.co.uk/article/she-was-missing-a-chunk-of-her-brain-it-didnt-matter


حتى فى حالات بعض الأمراض النفسية و العصبية التى كان يتم علاجها بالعقاقير للتأثير على الجهاز العصبى و كان الماديين يستشهدون بها على أن الوعى و السلوك نتاج للاشارت العصبية اتضح أن ارادة الانسان و وعيه قادران من خالال ممارسات معينة على القيام بالتعديلات العلاجية على الأعصاب و كأن المخ هو الناتج عن العقل و الوعى و السلوك و ليس العكس


Steve Volk “Rewiring the brain to treat OCD” Discover Magazine (November 2013)


و هذه المرونة مضبوطة بدقة فالمرونة المفرطة قد تقود الى ما يسمى catastrophic interference التداخل الكارثى و ذلك عندما تؤدى مرونة الشبكات العصبية الى تغيرها بسهولة و سرعة مما قد يؤدى الى فقد الخبرات/القدرات المكتسبة و لكن ما يحدث كما تشير المقالة هو وجود نحو 20% من الشبكة فى حالة ثبات لتكون هى قلب معالجة المعلومات و تنظيمها و تدير باقى الشبكة التى تتمتع بالمرونة فتوزع المهام و تقلل من خسران الذكريات و التجارب و القدرة على اتخاذ القرار و القيام بعمليات المعالجة المعقدة


"How the Brain ‘Constructs’ the Outside World" Scientific American (June 1, 2022)


[باختصار نحن أمام نظام ادارة يشبه الذكاء الصناعى و أنظمة دعم اتخاذ القرار AI/DSS يرى التصميم الكامل للمخ من الخارج و يعلم أى جزء مسئول عن أى وظيفة و يرصد الأعطال و يقوم باعادة البناء و التنظيم و التعويض بكفاءة وهذا أمر لا علاقة له من قريب أو بعيد بمزاعم الحتمية الجينية و العقيدة المركزية للتطور حمض نووى/رنا/بروتين و التراكمات التكيفية للبيئة.]


[مثالية الشبكة العصبية:


فى أكثر من تحليل فيزيولوجى تشريحى شمل الجهاز العصبى لأنواع عديدة من الديدان الى القطط و القردة خلصت الدراسات الى مثالية توصيل الشبكات العصبية و ترتيب العصبونات فى المخ و الشجرة الخلوية العصبية لتحقيق أعلى كفاءة ممكنة


M. Piatelli “Brain Wiring Optimization and non genomic nativism” in “Of Minds and Language” (Oxford University Press, 2009): pp. 108-119

Danielle S. Bassett et al., “Efficient physical embedding of topologically complex information processing networks in brains and computer circuits,” PLoS Computational Biology 6:4 (2010): e1000748.

Q. Wen and D.B. Chklovskil “Segregation of the brain into grey and white matter: a design minimizing conduction delays” PloS Computational Biology, vol. 1 (2005):pp.617

C. Chernciak et al., “Global Optimization of Cerebral Cortex Layout” PNAS vol. 101, 2004: pp.1081-86

C. Chernciak et al., “Large Scale Optimization of Neuron arbors” Physical review, Statistical Physics, Plasmas, Fluids and Related Interdisciplinary Topics, vol.59, p.6001

يذكر المؤلفان أن ايجاد حلول لمشاكل مثالية التوصيل مكلف حاسوبيا جدا لأن الصعوبة و عدد الاحتمالات الممكنة تتزايد بشكل أسى exponential كلما زاد عدد الوحدات لذا تم ابتكار علم كامل لتحقيق أمثلية الشبكات Network Optimization Theory مع انفجار تكنولوجيا الاتصالات فى القرن العشرين. وجدت الدراسات أن التصميم فى الجهاز العصبى البيولوجى أفضل من أفضل رقاقة صناعية بل ان الجهاز العصبى الأبسط نسبيا من بين العينات و الخاص بديدان caenorhabditis elegans و هو أول جهاز عصبى على الاطلاق مخطط بالشكل الأمثل من بين 40 مليون احتمال ممكن و يتزايد عدد الاحتمالات بشكل أسى كلما تزايد تعقيد الجهاز العصبى و طبعا نذكر هنا بما ذكرناه عند مناقشة السجل الأحفورى للمفصليات و الانفجار الكمبرى و هى أن عينات الأجهزة العصبية التى وجدت محفوظة مماثلة جدا لمثيلاتها اليوم حتى لا يقوم تطورى بتأليف قصة من رأسه عن تغير ترتيب العصبوانت عبر "ملايين السنين". و مسألة ترتيب الخلايا العصبية ليست متعلقة فقط بفعالية نقل الاشارات و لكنها متعلقة بالسلوك ذاته اذ كثيرا ما يزعم التطوريون أن السلوكيات فى الواقع تنتج من ترتيبات معينة للخلايا العصبية و أنماط الاشارة بينها و هذا كمن يفسر أداء الحاسب الالى بترتيب الأجزاء و الاشارات الكهربائية بينها...بالتأكيد هذه الأشياء مهمة لأداء الحاسب الالى و لكنها لا تغنى عن البرمجة و المبرمج و لكن دعنا نسايرهم لحظة و نفترض أنه الترتيب و التنظيم فقط فستواجده نفس المشكلة. من بين عدد لا نهائى من الترتيبات الممكنة "تصادف" وجود الترتيب الصحيح لسلوك مطلوب لحياة الكائن و لا يمكنه أن يعيش بدونه أصلا حتى يجرب كل الترتيبات الممكنة...هذا اذا كان هناك عدد أجيال كافة لتجربتها أصلا كما ناقشنا فى أيقونات التطور: ملايين السنين.


أما الذباب فحدث و لا حرج فعتد دراسة توصيلات خلايا المخ مع بعضها وجد العلماء أنها تتبع أنماطا شبيهة بما يستخدمه المهندسون فى صناعة شبكات الذكاء الصناعى و طبعا بما أن أى طفل يعلم أن شبكات الذكاء الصناعى مصممة و ليست نتيجة للعشوائية و الصدفة عبر ملايين السنين فقد سارع الباحثون لدفاع عن أسطورة التطور بالقول بأن علوم الحاسب الالى اليوم توصلت الى نفس ما اكتشفه التطور...المشكلة أننا نعلم يقينا أن "علوم" الحاسب لم تفعل هذا بطباعة ملايين الأوراق مع ادخال أخطاء نسخ فى كل ورقة


The team also found that 41% of the brain neurons form ‘recurrent loops’, providing feedback to their upstream partners. These shortcuts and loops resemble state-of-the-art artificial neural networks that are being used in artificial-intelligence research. “It’s interesting that the computer-science field is converging onto what evolution has discovered,”

"Gigantic map of fly brain is a first for a complex animal" Nature (10 March 2023)


الأخطبوط أيضا يحتوى على ترتيب عصبى عجيب فى الأذرع و الممسات يجعلها قادرة على معالجة المعلومات بل و التواصل مع بعضها للتنسيق بشكل مستقل دون المرور بالمخ تماما كما تفعل أنظمة توزيع معالجة البيانات distributed processing ربما كان من الأنسب تسميته Octopus Core I8


The researchers traced the nerve cords with a powerful microscope and found that one type—the cords closest to the suckers—not only ran the length of an arm but also extended down another arm two arms away. All eight arms show this pattern...“I think it's as simple as saying that it's mathematically efficient,” Kuuspalu says of the newly discovered pattern. If these connections carried sensory and motor signals, they would allow for rapid communication between relatively distant arms.

"How Octopus Arms Bypass the Brain" Scientific American (March 1, 2023)


و لنأخذ مثال من كائن اخر بسيط كالفئران و تحديدا الشعيرات التى تستخدمها لاستشعار البيئة...وجدت أبحاث فريق يضم علماء أحياء و فيزياء و هندسة أن هذه الشعيرات قادرة على التقاط معاملات متعددة للحركة فى نفس الوقت فهى ليست مجرد هيكل يستشعر ملامسة شئ أو لا بل يلتقط معلومات عن اتجاه الحركة و قوتها و الدوران و مدى تتابع اللمسات و غيرها الى 16 معامل مختلف يتم تشفيرها محليا لارسالها الى المخ لدرجة أن الفريق العلمى نفسه اعترف بتعقيد محاولة تمثيل فضاء معاملات من 16 عنصر بالتوازى. و لا يقتصر الأمر على هذا بل يزيد الى ما يسمى فى تكنولوجيا المعلومات "توزيع المعالجة" distributed processing حتى يتم تخفيف العبء عن المعالج المركزى (البروسيسور الأساسى - المخ فى هذه الحالة) اذ تقوم خلايا عصبية مركزية و مستقبلات ميكانيكية فى الشعيرات بجمع البيانات من العصبونات المختلفة و معالجتها و دمجها تمهيدا لارسالها الى المخ بل و يعمل بعضها كالات حاسبة tiny calculators كما أسمتهم الورقة الثانية للقيام بحسابات محلية متعلقة بحركة الشعيرات لرفع الحمل عن "المعالج المركزى


Nicholas E. Bush et al., "Continuous, multidimensional coding of 3D complex tactile stimuli by primary sensory neurons of the vibrissal system" PNAS August 10, 2021 118 (32)


Avner Wallach et al., "On-going computation of whisking phase by mechanoreceptors" Nature Neuroscience volume 19, pages487–493 (2016)


و بما أن القطط تمتلك شعيرات شبيهة فعلى الأرجح ستمتلك منظومة شبيهة. و على ذكر القطط فعن حاسة الشم حدث و لا حرج اذ وجدت الدراسات أن الشم لدى القطط له مسارات خاصة مستقلة عن مسارات التنفس و هى عبارة عن شبكة من الممرات الدقيقة المعبئة بالمستشعرات شبهها الباحثون بجهاز تحليل الغاز gas chromatograph و تشير الدراسة الى أن حيوانات أخرى من التى تعتمد على قوة حاسة الشم كالكلاب و الفئران تمتلك منظومات شبيهة


"Cat Noses Contain Twisted Labyrinths That Help Them Separate Smells" Scientific American (June 29, 2023)


صورة لتصميم جهاز تحليل الغازات الذى تم تشبيه جهاز الشم لدى القطط به و هو طبعا نتيجة أخطاء حدثت أثناء نسخ تصميم غسالة كما ستجاول أن تقنعك نظرية التطور!!!


اليات رصد و التقاط بيانات معقدة و اليات تشفير و شبكات لارسال المعلومات و توزيع للعمليات بين معالج مركزى و معالجات مركزية و مع ذلك يظن البعض أن مجرد "حشر" كلمة "تطور" فى الموضوع و القاء مصطلحات مطاطة كالطفرات و الانتخاب الطبيعى و ملايين السنين يمكن أن يعتبر نفسيرا!!!هنا قد يتحفك التطورى قائلا لابد أن الانتخاب الطبيعى قام بتحسينه عبر ملايين السنين. هذا هو نفس التطورى الذى يستميت للبحث عما يزعم أنه عيوب و ضعف فى التصميم كما يفعل جيرى كوين و رتشارد دوكنز و دان جراور و غيرهم من منظرى التطور حتى يصرخ قائلا "أوه ماي داروين...انها الارتجالية و التجميع المتداعى للتكيفات و الأخطاء التى تتميز بها العملية التطورية…


Dan Graur, "How to assemble a human genome,” lecture at the University of Houston (December 2013)


هذا هو نفس التطورى الذى سيحدثك الان عن دور اله فجوات داروين الذى ينسب اليه الشئ و عكسه فى تحسين الوظائف...و طبعا لن نسأل هل يكفى عمرالكوكب كله لاختبار كل هذه التوصيلات للكائنات المختلفة و أين الأعداد الرهيبة من الحلقات الانتقالية لضبط هذه الاحتمالات و التى تتصاعد بشكل أسى كلما زاد تعقيد الكائن فالاجابة معروفة...لابد أن السجل الأحفورى لم يحتفظ بها و لكنها كانت موجودة طبعا لأن التطور حقيقة...فأما الزعم الأول فقد ناقشناه فى أيقونات التطور: ملايين السنين فى الرابط أعلاه و أما الثانى فقد ناقشناه عند استعراض السجل الأحفورى t.ly/S3V3 فى مبحث الردود على التبريرات التطورية


-جيرى فودور و ماسيمو بالميرينى "الأمر الذى أخطأ فيه داروين"]


ان الفجوات بين الكائنات و الانقطاعات الوظيفية و الصفات المستجدة التى لا توجد لها تدرجات تكيفية و لا نظائر لتتطور منها كثيرة جدا أكثر من الأمثلة التى أوردناها فى هذا الكتاب بكثيرو قد خصص بعض العلماء كتبهم و أبحاثهم لاحصائها فالحياة فى الأصل نظام بنيوى هندسى t.ly/woGc لا مجرد تراكمات تكيفية كما يزعم التطور


Gunter P. Wagner and Manfred Lubichler “Rupert Riedl and the re-synthesis of evolutionary and developmental biology: Body plans and evolvability” (February 2004)Journal of Experimental Zoology Part B Molecular and Developmental Evolution 302(1):92-102


و هى ليست مجرد انطباعات زائفة كما تروج الالة الاعلامية الداروينية بدليل أن الدراونة أنفسهم كانوا يعولون على البيولوجيا النمائية ايفوديفو كثيرا لحل المشكلة الا أن الايفوديفو أثبت أنه معقد بدرجة تجعله عقبة أمام التطور لا أملا له فى تفسير نشأة الصفات المستجدة. بل ان الأبحاث المستمرة أصبحت تهدد بعض الصفات التى ظن التطوريون طويلا أنه لا مشكلة فى نشأتها تدرجيا و أنها ليست مستجدة تماما بل لها نظائر و هياكل يمكن أن تتطور منها. مثلا الية السمع لدى الفقاريات الأرضية تتألف من غشاء لاستقبال الاهتزازات و عظام لنقلها و الية لتحويلها الى نبضات عصبية ثم نقلها الى المخ لترجمتها و كان السيناريو التطورى المعتاد هو الوصول اليها مرة واحدة عبر سلسلة من التدرجات التكيفية فى كائن سلف ثم وراثتها منه ثم جاءت أبحاث أخرى تثبت أنها صفة مستجدة تماما novelty و أن بينها و بين ما كان يظن أنه سلف لها انقطاع وظيفى و أنها كذلك ربما تكون نشأت أكثر من مرة بشكل مستقل عبر شجرة الحياة التطورية


Jacob Christensen-Dalsgaard and Catherine E. Carr “Evolution of a Sensory Novelty: Tympanic Ears and the associated neural processing” Brain Research Bulletin 75, 2-4 (March 2008): 365 – 370


أى أن حتى الصفات التى كانت تعد يوما ذات سيناريو تكيفى تدريجى واضح بدأت دراستها بتفصيل أكثر تنفى هذه الفرضية [و كنا قد استعرضنا من قبل قضية المساحة التكيفيةعند مناقشة كتاب داروين يتقهقر t.ly/qpe0 و كيف أنها كالأرض الوعرة لا كالسلم الصاعد دائما الى أعلى كما يزعم التطوريون]


نعود الى جملة داروين و شعار نظرية التطور "الطبيعة لا تقوم بالقفز" Natura Non Facit Saltum – و التى أشرنا من قبل الى عدم صحتها و نشير اليه من جديد الان. من الواضح جدا أن هذا النمط من قراءة الأدلة و المفصلى لفكرة التطور التكيفى التدريجى يتراجع مع تقدم العلم ليس فقط فى الأمور التى يكون فيها الهدف النهائى غير تكيفى كتصميمات الجسد العامة أو القدرات الذهنية غير الضرورية من أجل صراع البقاء بل حتى فى الحالات التى يكون فيها الهدف نهائى تكيفى كالسمع و غيره من الحالات. توضح أيضا الأبحاث المذكورة فى الفصول السابقة أن اليات التنسيق و التنظيم و شبكات الايفوديفو حزم معلوماتية و برامج ادارة و ذكاء صناعى و اتخاذ قرار تعمل بتنسيق لا يمكن اختزاله خطوة خطوة للوصول الى الهدف [بطريقة شبيهة بمفهوم التعقيد غير القابل للاختزال الذى أشار اليه مايكل بيهى فى الكيمياء الحيوية أو التكامل الوظيفى الذى أشار اليه دوجلاس أكس فى البيولوجيا الجزيئية] و تضع عبئا هائلا على الصدفة فى حالة افتراض غياب الخطوات التدريجية و محاولة اللجوء الى سيناريوهات الاختيار المشترك العبثية. ان اضافة جين واحد جديد الى هذه الشبكات لا يتطلب فقط تطور هذا الجين بل تطور الشبكة ككل لتنسق عمله مع الجينات الأخرى فى الوقت و المكان المناسبين و بالقدر المناسب.


Carsten Carlberg and Ferdinand Molnar “Mechanisms of Gene Regulation”(2013): Ch.13

Moises Mallo and Claudio R. Alonso “The Regulation of Hox Gene Expression during animal development” Development 140, 19 (October 2013): 3951-3963


Thomas Montovan et.al., “A Regulatory Archipelago controls hox genes transcription in digits” Cell 147, 5 (November 23, 2010): 1132-1145


Christian Lanctot, Thierry Cheutin, Marian Cremer, Giacomo Cavalli and Thomas Cremer “Dynamic Genome Architecture in the nuclear space: Regulation of gene expression in three dimensions” Nature Reviews Genetics 8,2 (February, 2007): 104-115


[لاحظ أن كل هذا و نحن نتحدث عن توظيف و تعديل شبكات التنظيم أما نشأتها ابنداءا فهذا تحد اخر لأخطاء النسخ الخارقة و دليل اضافى على التصميم و القصد و الغاية و اذا كانت الطفرات عاجزة عن انشاء بروتينات جديدة كما بيننا فى رابط المساحة التكيفية أعلاه فما بالك بكل هذه الاليات التنظيمية. و اذا كانت الخطوات التكيفية غير موجودة أصلا و القفز مستحيل احتماليا يصبح عندها الحديث عن الطفرات و الانتخاب الطبيعى و ملايين السنين و التدرج نحو التعقيد مجرد حشو كلامى و ديباجات انشائية غير متحققة فى الواقع]


البنيوية Structuralism:


تعتبر النظرة الداروينية الكائنات الحية مجرد تجمعات عرضية صنعتها الصدفة و الزمن الطويل [بدون أى قصد أو غاية لدرجة أن بعضهم يصرح بأنه لو عادت الكرة فقد تنتج كائنات مختلفة تماما] و يخبرنا الايفوديفو بوضوح أن الأصل فى نشوء الصفات المستجدة و الوظائف و المخططات الجسدية الجديدة قيود نمائية معقدة و تصاميم فوق جينية Epigenetic تتحكم فى الجينات و تنظمها بل و ربما تعيد هيكلة المنتج ان خرج عن الاطار المطلوب مما يتعارض مع المرونة و اللاغائية التى تتطلبها النظرة التكيفية و يتفق مع فكرة التصميم و البنيوية [سواء جاء هذا التصميم عن طريق تدخل مباشر أو ضبط مسبق لقوانين الطبيعة و برنامج الخلية...يدعم هذا التوجه أمثلة عملية من تجارب تطفير ذبابة الفاكهة التى لم تنتج سوى تشوهات t.ly/AMNr حتى عندما حاولت فقط تكرار صفات موجودة بالفعل ببساطة لأن المخطط الجسدى لم يكن جاهزا لتلقى هذا التكرار و الالية النمائية لا تتقبله لأنه متعارض مع تصميمها الأصلى أو كما يقول فيلسوف العلوم بول نلسون لماذا تنشأ اليات لتمايز الأنسجة ما لم تكن هناك أنسجة متخصصة بالفعل تحتاج الى فصل؟ و ما فائدة الأنسجة المتخصصة بدون اليات تنظيم النمو و التمايز و تفعيل شفرتها فى الحمض النووى؟ ستكون مجرد كومة خلايا بلا معنى. هذه أمور لا يمكن أن تأتى خطوة خطوة.. باختصار ان المرونة التكيفية الداروينية مجرد سيناريو افتراضى غير متحقق فى الكائنات الحية]


ان اليات مثل تنظيم التعبير الجينى بتحديد متى و أين و كيف يعمل الجين و اعادة توصيل نتائج ترجمة تسلسلات الحمض النووى بطرق مختلفة لانتاج بروتينات مختلفة و تعديل نتائج الترجمة (و هو ما استعرضناه عند مناقشة الحمض النووى t.ly/AJgd )و وجود شبكات تنظيمية معقدة و نظام احداثيات لتنظيم هجرة و مواقع و وظائف الخلايا بل و وجود اليات لقياس البيانات الفيزيائية و الميكانيكية للأنسجة أثناء النمو و تعديل عمليات النمو حسب الحاجة كما ذكرنا عند مناقشة الايفوديفو/البيولوجيا النمائية فى ملخص سابق بل و التقاط اختلاف التوصيلات العصبية و تعديل النمو لمراعاته عند اعادة توصيل أعصاب الرؤية كما ذكرنا بالأعلى- كل هذا يشير الى وجود نظام تشغيل ذكى و ليس مجرد تراكم من التكيفات و نسخ أعمى لشفرة الحمض النووى [مع ملاحظة أن حتى هذه فقط ذات طبيعة معلوماتية أيضا] و بالتالى يشير الى أن بنية الكائنات لا تنشأ من أسفل الى أعلى على طريقة التطور بل يتم ادارتها و الحكم فيها من نظام أعلى له هدف و غاية


Kumaramanickavel et al., “Cells as Irreducible wholes: The Failure of Mechanism and the possibility of an Organicist revival” Biology and Philosophy 28,1 (2013): 31-52


Matthias Chiquet, Lauret Gelman, Raman Lutz and Silke Maier “From Mechanotransduction to Extracellular gene expression in fibroblasts” Biochimica et Biophysica Acta-Moelcular cell Research 1793, 5 (May 2009): 911-920


Maria Elena et al., “Mechanical Induction of the Tumorigenic B-Catenin pathway by Tumour growth pressure” Nature 523 (May 11, 2015): 92-95

Emmanuel Farge “Mechanics and Genetics of Embryonic and Tumoral development” Physical Chemistry, Institut Curie

ان البرامج النمائية للكائنات ليست قاصرة على الوصول الى شكل نهائى فحسب بل خلق الاليات المرحلية المناسبة فى كل خطوة فبعض الهياكل قد تنشأ لغرض مرحلى لأداء وظيفة بعينها أثناء النمو الجنينى فمثلا فى بداية نمو القلب تكون قدرة الضخ ضعيفة فيتم امالة الأوردة و تقويسها للمساعدة فى تدوير الدم

Dimitry A. Vionov, Patrick w. Alford, Gand xu and Larry A. Tabber “The role of Mechanical forces in dextral rotation during cardiac looping in the chick embryo” Developmental Biology 272, 2 (August, 2004): 339-350


[و الأمثلة على الهياكل التى تنشأ للقيام بأدوار مؤقتة أثناء النمو ثم تتم ازالتها عند الوصول الى الهدف النهائى كثيرة كبراعم أسنان الحوت t.ly/x5Bk التى كان الزعم بأنها غير وظيفية ثم رجح بعض العلماء أهميتها لبناء الفك قبل امتصاصها مما يشير مجددا الى عملية هندسية ذات هدف و تصور عام عن الخطوات]


الخاتمة:


يقول فيلسوف العلوم توماس كون أن غياب اطار بديل يضطر المجتمعات العلمية الى عدم الاكتراث بالأدلة المناقضة للنموذج السائد و هذا ما فعله الدراونة بالضبط لاحكام قبضة فلسفتهم اللاغائية على البيولوجيا. لقد أوحوا للجميع أن كل ما سوى التطور ليس علما لذا فليس من العجيب أن نرى حتى المقرين بعجز الاليات التطورية لا يزالون متمسكين بخيار التطور و يصرون أنه حقيقى حتى لو لم نعلم كيف حدث و بهذا يفرض التطوريون النظرية ك"مسلمة" axiom لا كنظرية [ففى كل بحث يقوم بتوصيف بعض الاليات الجزيئية أو الصفات المورفولوجية لابد أن تجد "حشر" لا مبرر له لعبارات مفادها أن "التطور" قد أنتجها لتعمل بهذه الطريقة أو أنها قد "تطورت" لتفعل هذا أو أن "اعادة توصيل الدوائر الجينية" هو السبب أو أن هذه نتيجة "ملايين السنين" بينما لو تم حذف هذه العبارات من البحث فلن تؤثر على محتواه العلمى بالمرة.


يقول الكثير من أنصار التطور أن استدعاء الاله الى الساحة سيوقف البحث العلمى لأن الاجابة ستكون دائما "الاله فعل ذلك"


Preston Cloud "A compendium of Information on the theory of Evolution and the evolution-creationism controversy": 83


William Stansfield "The science of Evolution": 10


و بغض النظر عن أن هذا كلام غير صحيح بالمرة فليس أنصار التصميم هم من روج لخرافات الحمض النووى الخردة و الأعضاء غير الوظيفية t.ly/P9Da و و لا لأسطورة الجينيات الزائفة t.ly/XS59 و لا يوجد عالم مؤمن ترك البحث العلمى لأن "الاله فعلها" بل هم يستنتجون من البحث أن هذه صنعة علم و حكمة و ابداع و لكن اذا سلمنا أن بعض المؤمنين قديما كان يفعل ذلك فى العصور الوسطى فما هو الفرق بينه و بين من يستدعى مصطلحات مطاطاة كالانتاخب الطبيعى و ملايين السنين و الطفرات و اعادة التوصيل لينسب اليها الفعل بشكل اختزالى مخل برغم ثبوت عدم قدرتها؟


لقد تحولت المسألة الى رفع علم التطور بمناسبة و بدون مناسبة حتى فى الأمور التى لم يتم تعقبها أصلا الى الجينات كالأخلاق و السلوك و الوعى. بل انه فى كثير من الأحوال يتم القاء كلمة تطور بغض النظر عما حدث على المستوى الجينى حتى لو كان تعطيلا لبعض الجينات أو تدهور. و فى النهاية يتم جمع كل هذه الأعلام التطورية المرفوعة فى كل الأوراق العلمية بلا داعى لاخبارنا بأن كل الأوراق العلمية تدعم التطور و لكن الحقيقة أن التطوريون أنفسهم يقرون بأنهم لا يفهمون كيف يحدث هذا التطور الذى يذكرونه فى كل مكان و ما الذى تمثله بالضبط الأسهم الكثيرة التى تملأ الشروحات التطورية


E. Szathmáry “Toward Major Evolutionary Transitions Theory 2.0,” Proceedings of the National Academy of Sciences 112 (2015): 10104–11.


K. Sterelny, “Evolvability Reconsidered,” in B. Calcott and K. Sterelny, eds., "The Major Transitions in Evolution Revisited" (2011), pp. 83–100,

91–92.


J. Maynard Smith and E. Szathmáry "The Major Transitions in Evolution" (1995), p. xiii.


نعم الحقيقة أن مجرد رسم أسهم و القاء مصطلحات التطور و الطفرات و سرد سيناريوهات قصصية تعتمد على الخيال الواسع لخبراء البيولوجيا التطورية لا يمثل تفسيرا حقيقيا لما حدث برغم أن هذه التفاسير الخيالية يتم التعامل معها لاحقا بمصطلحات "العلم اكتشف" و "العلم أثبت" و الأكاديميين يعرفون هذا جيدا و يعترفون أن أصول تطوى البروتينات و أنواع الخلايا و المخططات الجسدية المتباينة للحيوانات التى تظهر بشكل انفجارى فى "لحظة جيولوجية" كلها مجهولة ولا يملكون الا الظن و التخمين لدرجة تشبيه الانتقالات التطورية الكبرى بالانفجار العظيم

“Major transitions in biological evolution show the same pattern of sudden emergence of diverse forms at a new level of complexity. The relationships between major groups...do not seem to fit the pattern that remains the dominant description of biological evolution”

Eugene V Koonin "The Biological Big Bang model for the major transitions in evolution" Biology Direct ; (2007): 2-21


-مايكل بيهى: داروين يتقهقر (بتصرف)


فليسقط الانفجار العظيم


و لكن كل هذا لا يهم أمام الحفاظ على العقيدة التطورية العشوائية و كما كتب الماديون يوما فى مجلة نيتشر أن نظرية الانفجار العظيم غير مقبولة و مفرطة فى التبسيط و يؤمن بها الخلقويون فقط لأنها تدعم اراءهم يواصل التطوريون تجاهل "الانفجارات العظيمة" فى الكائنات الحية أو نسبتها الى اليات ثبت فشلها فقط للحفاظ على العقيدة المركزية التطورية التى فرضوها على علوم الأحياء.


J. Maddox “Down with the Big Bang” Nature 340:425 (1989)


تعقيب شخصى: يذكرنى هذا ببحث لCasey Luskin قام فيه بجمع عدد من المقالات التى تشير الى قيام العلماء بتقليد بعضا من البنى فى الكائنات الحية لتحسين تصميماتهم و أشار الى أن فى كل مقالة ينبغى تذكير الناس بأن هذه البنى التى تفوقت على تصميمات العلماء نتيجة التطور و كأنهم يسارعون الى رفع علم داروين فى كل مكان خوفا من أن تتسلل بعض "الشبهات" الى نفوس القراء و هم يرون دقة و اتقان هذه التصاميم الحية


Casey Luskin ""Biomimetics" Exposes Attacks on ID as Poorly Designed" Salvo, Issue #19, Winter 2011


كما يذكرنى بمحاضرة لأحد علماء المعادن يدعى روبرت هيزن و كان يشرح معادن كربونات الكالسيوم الموجودة فى عيون ثلاثيات الفصوص و كيف أنها تحتاج لتعويض معامل الاتكسار و ما يسمى chromatic aberration الانحراف اللونى و قد تم هذا بترتيب مناطق البلورات من الداخل الى الخارج بنسب مختلفة من الكالسيوم الى المغنيسيوم و قال "أنا أتحدى أى شخص أن ينجح فى صناعة شئ كهذا لكن فعلته ثلاثيات الفصوص...هذه الهندسة الجزيئية مثالية" ثم يبدو أنه أدرك الكارثة التى قالها بعد أن خانه لسانه أمام التصميم المبدع فسارع الى التصحيح "لا لا لا أعنى طبعا هندسة بمعنى التصميم الذكى و لكن طبعا التطور قاد الى هذا" منذ 5 ثوان كنت تتحدى العلماء و المصممين أن يفعلوا شيئا كهذا و الان تنسبه ببساطة الى قوى الطبيعة العمياء و تنفى التصميم


Robert Hazen "The Co-Evolution of the Geosphere and the Biosphere" min 52-53


و أنت نفسك فى بداية محاضرتك كنت تعرب عن أسفك عن وجود حساسيات تجاه تدريس التطور...انظر كيف جعلك التطور تعارض الاستنتاجات العقلية البديهية لتدرك مصدر هذه الحساسية

استعرضنا خلال هذا الكتاب اليات الايفوديفو البيولوجيا النمائية و اليات التنظيم الجينى و مدى تعقيدها و كيف أن الخداع و المراوغة الداروينية القائمة على أن "اعادة توصيل بعض الدوائر الجينية" ستحل المشكلة لا يمكن أن تصمد أمام الاختبار الحقيقى بسبب تعقيد هذه الاليات الشديد و بسبب عدم وجود تدرجات تكيفية الا أن هذا لا يمنع أن نذكر أن حتى هذا السيناريو الاختزالى المخادع تفشل فيه الداروينية كما بيننا فى روابط ملايين السنين و داروين يتقهقربالأعلىو فى النهاية نتذكر مقولة مايكل بيهى فى كتاب داروين يتقهقر "ان النظرية التى تعانى لتفسير حدوث موقع ارتباط بروتينى واحد يحتاج الى طفرتين فقط لا يحق لها أن تزعم أنها فسرت أى شيء".


يحلو للدراونة اتهام كل من يخالفهم بأن له منطلقات عقائدية و أنه يؤدلج العلم الا أنه فى ضوء اصرارهم على نظرية برغم عجزها عن التفسير بسبب التزامهم المسبق بها و لأنها على حد تعبيراتهم المذكورة فى الرابط أعلاه قضت على الغائية و القصد و التصميم و البرهان الالهى فى الكائنات الحية يصبح الاتهام بأدلجة العلم اليق بهم. لقد حاول التطوريون ركوب موجة الايفوديفو و البيولوجيا النمائية و دمجها فى نظرية تراكيبية ممتدة Extended Synthesis تماما كما حاولوا ركوب موجة الحمض النووى و الطفرات و دمجها فى التراكيبية الحديثة Modern Synthesis الا أن الاكتشافات العلمية فى المجالين تجعلهما عبئا ضخما على القدرة التفسيرية للاليات التطورية التكيفية و القصص الداروينية المختزلة. تخبرنا البيولوجيا النمائية بوضوح أن المخططات البيولوجية عنصر أساسى يأتى قبل التكيفات و أنه حتى التصاميم ذات الأهداف التكيفية بينها و بين أقرب الهياكل لها انقطاعات وظيفية ضخمة و تحتاج الى مئات عمليات التنسيق المتزامنة العصية على أى سيناريوهات تطورية موضوعية و لا توجد تدرجات تكيفية تقود اليها و أن داروين كان محقا فى قلقه من مدى الثقة التى يمكن أن نضعها فى قناعات عقل قرد تطور للبقاء و التكاثر لذا فقد ان الأوان للتخلى عن عقل القرد الذى يصدق هذا الكلام و أن نعود الى عقل الانسان الذى سيستنتج من الأدلة أن العقل لم ينتج عن صدفة و عشوائية بهدف الصراع من أجل البقاء بل هو الة معقدة معدة بدقة من أجل الوصول الى الحضارة و العلم اللذان يشيران بدورهما الى الغاية و القصد و الهدف و التصميم.


Inductive Reasoning: When a person uses a number of established facts to draw a general conclusion, this kind of logic is normally used in science -Encyclopedia Britannica


In the words of Mike Behe “If it looks like a duck, walks like a duck and quacks like a duck, then it is a duck and that simply is In-duck-tive reasoning”


Miachael J. Behe (2019)]


-مايكل دنتون "التطور ما تزال نظرية فى أزمة"

-جيرى فودور و ماسيمو بالميرينى "الأمر الى أخطأ فيه داروين"

-دكتور أحمد ابراهيم "اختراق عقل"

-دكتور سامى عامرى "براهين وجود الله"

-مصادر و مقالات متنوعة: مؤسسة دسكفرى


191 views0 comments

Comments


Commenting has been turned off.
Post: Blog2_Post
bottom of page