العلم و حقائقه 3: التراث الكتابى و العلم الطبيعى
- Illidan Stormrage
- Nov 18, 2020
- 3 min read
الباب الأول: العلم الحديث و الكتب المقدسة
الفصل الثالث: التراث الكتابى و العلم الطبيعى
المبحث الأول: مصادر القراءة العلمية عند اليهود و النصارى المجاورين لبلاد لعرب زمن البعثة
1-أسفار الكتاب المقدس المتكون من العهد القديم المكتوب بالعبرية و الأرامية و العهد الجديد المكتوب باليونانية
2-التلمود البابلى و الاخر الأورشليمى: يمثل التلمود وعاءا معرفيا كان اليهود يرجعون اليه فى شؤون العالم و الظواهر الطبيعية و الداء و الدواء و غير ذلك و كثيرا ما ينقل حوارات الأحبار و تدارسهم للمسائل العلمية
3-الترجومات: الترجومات هى ترجمات ارامية للنص العبرى بعد السبى البابلى و هى ليست حرفية انما هى ترجمات تفسيرية تعكس ثقافة العصر الذى كتبت فيه كما يستفاد أيضا من الترجمة اليونانية فى ضبط معنى النص الأصلى العبرى اذا كان ذو دلالة واسعة
4-الترجمة السريانية للكتاب المقدس: لبيان تأثير البيئة السريانية المجاورة للحجاز و ثقافتها
5-الأسفار التى لم تدخل القائمة الرسمية و لكنها كانت تتداول منسوخة عند أهل الكتاب و أصبحت مصدرا للثقافة الشعبية الشفهية
6-مؤلفات اباء الكنيسة و شروحهم لأسفار الكتاب المقدس لأنها توضح تصوره الكونى السائد فى ذلك العصر
7-معارف الأمم الوثنية التى عاش بينها اليهود و التى أشار النقاد و الأركيولوجيون الى أنها من أصول المادة المعرفية التى أخذ منها مؤلفو النص كالحضارة المصرية و السومرية الى جانب التراث اليونانى و الذى كان مهيمنا على تصورات البيئة المجاورة للجزيرة العربية
يكاد يجمع المستشرقون على أن عامة قصص القران و عقائده يهودية الأصل و ذهب بعضهم الى أن النبى صلى الله عليه و سلم قد درس التلمود (الذى عرب كله لأول مرة عام 2011!!!) و اظطر بعضهم الى نفى ظهور القران فى بداية القرن السابع بين العرب الوثنيين لاستحالة وصولهم الى المعارف التوراتية و الانجيلية و زعموا أنه ظهر اخر القرن الثانى الهجرى على يد نصارى متهودين!!! و الشاهد أن فك الارتباط المزعوم بين القران و التأثير اليهودى فى باب العلم الطبيعى ينقض دعوى النقل من أساسها. أما عرب الحجاز فلم تكن لهم مساهمة تذكر فى البحث العلمى واتسمت ثقافتهم بالبساطة و الخرافة أما البيئة البيزنطية كالامبراطورية الساسنية[الفارسية] فلم تحسن هضم التراث اليونانى و كانت مصادرها العلمية دينية زرادشتية.
المبحث الثانى: علماء اليهود و النصارى و أزمة العلم الحديث
ان خروج أسفار الكتاب المقدس من تحت الهيمنة التفسيرية للكنيسة و ثورة الطباعة التى أدت الى تداوله بين الناس و الكشوف العلمية الحديثة كانت عوامل كبرى فى زعزعة اليقين بعصمته من الخطأ ثم جاءت الضربة الأشد مع الكشوف الأثرية فى تراث الأمم المعاصرة لكتابة الأسفار أو السابقة لها و التى أثبتت أن أخطاء النص غالبا ما يكون مصدرها معارف عصر الكتابة. انقسم رجال اللاهوت بشأن هذا الى عدة فرق فمنهم من أصر على عصمة الأسفار مع التكلف و التعسف فى تأويل النصوص أو فى انكار الحقائق العلمية و منهم من أقر بالأخطاء و اعترف ببشرية النص و ترك الايمان و منهم من برر الأخطاء بأن الوحى معنى بأمور العقيدة و الايمان لا بأمور العلم الطبيعى و التاريخ فلا مانع من استخدام علوم و معارف و أساطير ذلك الزمن من باب النزول الى مستوىالمخاطبين أو حتى كون المضمون فقط هو الموحى به لكن الكتبة البشر عبروا عنه بأساليب و معارف عصرهم.
و الحقيقة أن تلك الدعاوى تحاول الهروب من الحقيقة اذ أن الكتاب المقدس غزير الإخبار عن العالم و أصله و وصفه من بداية الكون الى نهايته فالمسألة ليست تشبيه عارض هنا أو رسالة مقاصدية هناك بل ان الأمر مطرد خارج اطار النصوص ذات السمة الشعرية و الطابع القصصى الخيالى بل ان الكتابيين الأصوليين أنفسهم ردوا على أقرانهمهؤلاء بأنه لا دلالة على صدق الخبر اللاهوتى و عدم افتعاله بشريا لو كان الخبر العلمى المصاحب له كاذبا و مفتعلا فالتشكيك فى بعض الكتاب تشكيك فيه كله و لا سبيل لعزل مصداقية جزء عن جزء مما يثبت أن هذا ليس مجرد تعسفا من المسلمين فى التعامل مع تقريرات الكتاب المقدس العلمية

Comments