top of page
Search
  • Writer's pictureIllidan Stormrage

الأركيولوجيا بين موسى و فرعون

Updated: May 2


المبحث الأول: أخبار لها شواهد تاريخية

1-وجود بنى اسرائيل فى مصر الفرعونية:


لوحة تذكارية لفرعون مصر مرنبتاح بن رمسيسي الثانى (عامة الدارسين على أن فرعون الخروج Exodus مرنبتاح أو أبوه رمسيس الثانى و أن القهر و التسخير حدثا فى عهد رمسيس سواءا كان هو فرعون الخروج أم لا) تذكر اسم اسرائيل فى السطر السابع و العشرين قائلة "اسرائيل خربت و ليس لها بذر" و يتفق عامة الدارسين على أن كلمة اسرائيل فى النص الفرعونى متبوعة بالعلامة المصرية المميزة للأمم و الشعوب لا الممالك و الدول و المدن و بالتالى فهى اشارة الى مجموعة عرقية مميزة فى أذهان المصريين أما تعبير "خربت و ليس لها بذر" فهو اشارة الى افناء نسل بنى اسرائيل الذى قام به رمسيس الثانى و ربما أيضا مرنبتاح نفسه ان كان هو فرعون الخروج و هو ما يتوافق مع الرواية الكتابية و ينفى تأليفها


James K. Hoffmeier “Israel in Egypt: The Evidence for the Authenticity of the Exodus Tradition”: 126


William Dever “What did Biblical writers know and when did they know it?” : 118


M. Baucaille “Moses and Pharoah in the bible, Qur’an and History” : 94


رشدى البدراوى "موسى و هارون" (قصص الأنبياء و التاريخ: الجزء الرابع): 668-677


2-استعباد بنى اسرائيل:


ينكر البعض هذا الموضوع الا أن الشاهد الأركيولوجى من نقوش و برديات يخبرنا بقيام المملكة الفرعونية بالغزوات شمالا و جنوبا و استرقاق الأمم المهزومة و استخدام هذا الرق فى العمل بل ان البردية Leiden 348 العائدة الى عصر رمسيس الثانى تضم نصا صريحا يصف قيام "العبيرو" بجر الأحجار الى الصرح العظيم و قد ذهب بعض الدارسين الى أن "العبيرو" تشير الى العبرانيين و بغض النظر عن الخلاف فى هذه النقطة يبقى شاهد الاسترقاق قائما


Bill Arnold and Richard Hess eds “Ancient Israel’s History: An Introduction to Issues and Sources” – “The Exodus and Wilderness Narratives” :51



James K. Hoffmeier “Out of Egypt” Biblical Archaeology Review, 33.1: 30-41

James Pritchard “Ancient Near Eastern Texts relating to the old testament”: 333


3-ادعاء فرعون الألوهية:


اضافة قرانية ليست موجودة فى التوراة و يذهب الدارسون اليوم بالفعل الى ادعاء الكثير من الفراعنة الألوهية و من أكثرهم ذلك رمسيس الثانى الذى وصفه الدارسون بأنه أخذ ادعاء الألوهية الى مستوى أكثر علوا من كل من سبقه


John Gurrid “Ancient Egypt and the old testament”: 93-94


Tyson L. “Gods and Humans in the ancient neat east”: 42


Labib H. “Features of the deification of Ramses II”

4-مدينة بر-رمسيس:


من القرائن التى تنفى مزاعم مدرسة الحد الأدنى عن كون قصة موسى اختلاق متأخر ما ذكر فى سفر الخروج 11/1 من أن موسى قد ولد زمن حكم الفرعون الذى أمر ببناء مدينة رعمسيس و هذه المدينة ازدهرت فى الألفية الثانية قبل الميلاد من 1270 الى 1120 ثم تحولت عاصمة شرق الدلتا الى مدينة أخرى (تانيس) و غاب ذكر رعمسيس عن النصوص بعد الأسرة العشرين و لم يعاود الظهور الا فى القرن الثالث ق.م. فلو كانت قصة موسى اختلاقا فى القرن السابع أو الخامس ق.م. كما يزعم البعض أو وليدة زمن السبى لتأثرت بالجغرافيا الشهيرة فى تلك الفترة لا أن تذكر مدينة ليست معروفة أصلا فى ذلك الزمن [و من جديد من يذكر أن بنى اسرائيل ربما تذكروا جغرافيا قديمة عمرها قرون فى تراثهم الشعبى يناقض نفسه بافتراض نسيانهم لما هو أهم ألا و هو قصة شعبهم حتى يتقبلوا رواية جديدة مختلقة فهذا الزهايمر الانتقائى غير مبرر أو معقول]


James K. Hoffmeier “Israel in Egypt: The Evidence for the Authenticity of the Wilderness Tradition”: 57


Manfred Bietak “On the historicity of the Exodus: What Egyptology today can contribute to assessing the biblical account of the Sojourn in Egypt”


Kenneth A. “On the reliability of the old testament” : 256

5-صنم العجل:


جاء خبر عبادة بنى اسرائيل للعجل بعد خروجهم من مصر فى الرواية الدينية و هو ما يوجد له قرائن أركيولوجية فى دراسة الأقوام الذين عاشرهم بنى اسرائيل و تأثروا بهم اذ كان تقديس العجل منتشرا جدا فى مصر كعجل أبيس و غيره من الأمثلة و كان يستخدم أحيانا كرمز لبعض الأوثان


6-التراث و اللغة:


ذهب عدد من الباحثين الى أن قصة موسى فى التوراة تحمل تأثرا واضحا بالثقافة المصرية القديمة أواخر العصر البرونزى و بداية العصر الحديدى و هى الفترة الموافقة للفترة التى يفترض وجود موسى فيها مما يدعم بشدة كون بنى اسرائيل كانوا فى مصر فعلا فى هذه المرحلة التاريخية و تأثروا بلغتها و تراثها و من ذلك استخدام بعض الكلمات المصرية القديمة و وصف خيمة الاجتماع الموافق لوصف خيمة الفرعون رمسيس الثانى فى الحروب و الحديث عن أساليب البناء باستخدام التبن التى لم تكن منتشرة بهذا الشكل فى الأمم الأخرى و غيرها من تقاليد المجتمع المصرى و تراثه فى ذلك العصر (بل ان بعض الكلمات المصرية القديمة التى تسربت الى الرواية أخطأ كتاب الأسفار أنفسهم فى فهمها و منها اسم موسى نفسه كما بيننا هنا t.ly/nNX0 مما يدل على أنها لم تكن من الكلمات السائدة و المعروفة فى عصر الكتابة و تم وضعها فى النص لاكسابه مصداقية-من باب الاغراق فى نظرية المؤامرة- و الا لانفضح كتاب الأسفار لكتابة معانى خاطئة لها بل هى ارث تاريخى من فترة سابقة فشلوا فى تفسيره)


Halpern “The Exodus and the Israelite historians” : 92


Michael Homan “To your tents, Israel” : 111-115


T.E. Levy, T. Schneider and W.H.C. Propp “Istael’s Exodus in Trans-disciplinary perspective: Text, Archaeology, culture and Geoscience”: 243-256


Abraham Malamat “The history of biblical Israel”


James K. Hoffmeier “Ancient Israel in Egypt: The Evidence for the Authenticity of the Wilderness Tradition”: 221-222


Carol C. Meyers “The Elusive Temple” BA 45, no 1: 37


المبحث الثانى: أخبار بلا شواهد


[الحقيقة أن وجود أخبار لها شواهد أركيولوجية كما بينا بالأعلى و كما استعرضنا سابقا فى الشواهد الأركيولوجية على صدق كثير من الخبر التوراتى التاريخى t.ly/fzzb و الشواهد الأركيولوجية على مملكة داود و سليمان t.ly/2G6H التالية لعصر موسى يكسب الرواية قدرا كبيرا من المصداقية و مع ذلك يشغب البعض و كأن المفترض أن تأتى بشاهد على كل ما ذكر و هذا غير صحيح]


1-صمت الاثار:


تحدثنا من قبل عن استحالة نفى أمر لمجرد عدم وجود شواهد على حدوثه t.ly/iQJK و الحقيقة أنه لا يتصور عاقل أن قلة مقهورة مقتول أبناءها من قبل طاغية متأله يمجد نفسه على الجدران و لو بالكذب ستتمكن من ترك اثار و بصمات فى العمران بل و يبقى عليها هذا الطاغية و نظامه أيضا. ما يؤكد هذا أكثر هو الدراسات التى تمت على النظام المصرى القديم و التى شبهته بنظام ستالين فى الاتحاد السوفيتى السابق و أكدت أنه كان يتحكم بشدة فى تدوين التاريخ و تدفق المعلومات للناس


Richard Freund “Digging through the bible: modern archaeology and the ancient bible”: 56


Kenneth A. “On the reliability of the old testament” : 470

ان النظام الذى أرخ لمعركة قادش على أنها انتصار عظيم بينما الحقيقة أنه هزم فيها و كاد يقتل رأسه من المستحيل أن يسمح بتسجيل هزيمة مشينة كنجاح مجموعة من العبيد المتمردين فى الفرار و خسارة سرب كامل من المركبات و مقتل "الاله" أثناء مطاردتهم و نفس الأمر بالنسبة لواقعة يوم الزينة التى اندحر فيها الفرعون "الاله" رمز النظام و رأسه و سحرته رمز القدرة الكبيرة أمام موسى قائد العبيد


أما البرديات التى كان من الممكن أن تحفظ لنا شيئا من تاريخ بنى اسرائيل فكما ذكرنا سابقا لا يمكن أن تبقى مدفونة فى بيئة كشرق الدلتا حيث عاشوا بسبب طبيعتها الطينية و جوها و تكرار فيضان النيل فيها مما يجعل حفظ أى بردية أمر بعيد جدا لذا فان هذه المنطقة لم تقدم لنا برديات لا لبنى اسرائيل و لا للفراعنة أنفسهم


James K. Hoffmeier “Out of Egypt” Biblical Archaeology Review, 33.1: 30-41


Kenneth A. “The Authenticity of the old testament”: 418-419

يلفت موريس بوكاى أيضا النظر الى أن هناك 20 سنة من تاريخ مصر بدءا من السنوات الأخيرة لحكم مرنبتاح ابن رمسيس الثانى تتميز بالفوضى الكبيرة و الاغتيالات و الغموض مما يوحى بوقوع أمر غير مألوف [فراغ مفاجئ فى نظام الحكم مثلا بسبب فرعون خرج و لم يعد؟]


Maurice Bucaille “Moses and Pharoah in the bible, Qur’an and history” :88-89


يظهر لنا مما سبق أن اطلاق تصريحات وثوقية من طراز لا توجد اثار للعبرانيين فى مصر اذن فهم لم يوجدا فيها" تتناقض بشدة مع الواقع و مع اراء الخبراء. أضف الى ذلك أن قصة موسى لا تحمل أى أثر للتراث التمجيدى الذى قد يوحى بكونها مختلقة فهى قصة تظهر بنى اسرائيل كعبيد مهزومين ثم جاحدين للاله الذى نجاهم و جبناء يخافون من القتال فينتهى بهم الحال تائهين فى الصحراء فلا يوجد أى شئ تمجيدى فى القصة يبرر اختلاقها كعادة الأمم فى تراث الأمجاد المختلق.


Laird, Harris, Archer and Bruce eds “Theological workbook of the old testament”: 530


2-تربية موسى فى قصر فرعون:


يستنكر البعض هذا السيناريو و لكن يعارضهم التاريخ اذ أن تحتمس الثالث أسس عادة تربية أبناء الأمم المهزومة ليكونوا لاحقا قادة لقومهم مخلصين للفرعون بل و ترقى بعضهم فى وظائف الدولة المصرية ذاتها


Betsy Bryan “The Reign of Thutmose IV” :261


3-الضربات:


يعترض البعض بأن العقوبات المذكورة كالطوفان و الجراد و الدم و الضفادع و القمل غير مذكورة فى الاثار و الحقيقة أن هذا أمر طبيعى جدا فمن غير المعقول أن يأمر الملك "الاله" و نظام الحكم القائم على مركزيته بتوثيق هزيمته و سقوط ألوهيته المزعومة أمام اله العبيد و زعيمهم المارق


4-الخروج من مصر:


أكثر ما يستنكره المعترض هو أن العدد الخرافى المليونى لبنى اسرائيل الخارجين من مصر غير ممكن لأن الأربعة قرون التى تفصل زمن يعقوب/اسرائيل و موسى لا تكفى أبدا لتحول أسرة الى هذا العدد الهائل كما أن فكرة الخروج المنظم لهذه الجحافل الرهيبة فى ليلة واحدة غير معقولة أبدا و الحقيقة أن الاجماع العلمى هو فعلا على عدم صحة هذا العدد و أنه مضاف الى القصة فى زمن متأخر و لكنه أيضا على أن عدم صحة العدد لا يعنى عدم صحة الرواية بالكامل فكما نبهنا سابقا أجمع أهل التخصص على أن دخول المبالغة أو الخطأ على وثيقة لا يسقط حجيتها بالكلية بل هو موجب لدراسة الوثيقة بتمعن لاستخراج المعلومات الصحيحة من بين الخاطئة و ما يدعم اضافة الرقم لاحقا هو أن الرواية الكتابية ذاتها تذكر ارسال قوة من 600 مركبة خلف الاسرائيليين الهاربين و هو ما يتناقض تماما مع الأعداد المليونية الهاربة و يرجح أن من أضاف الرقم المليونى ليس هو من كتب رقم المركبات


Isidore Singer and Cyrus Adler eds. “The Jewish Encyclopedia”: 5/294


A. Faust “The Emergence of Iron Age Israel” in “Israel’s Exodus in Trans-disciplinary perspective” : 476

“The Exodus is not fiction: An Interview with Richard Elliot Friedman”


و قد نبه ابن حزم فى "الفصل فى الملل و الأهواء و النحل 194/1 128/1” على معارضة القران لهذا الرقم قبل أن يبدأ نقد الرواية الكتابية فى الغرب بمئات السنين


إِنَّ هَٰؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ (الشعراء 54)

و أخيرا فان الاعتراض العجيب على عدم وجود أى أثر لتيه بنى اسرائيل فى سيناء برغم مسحها (تمشيطها بعدة سيارات) نعيد فيه باختصار ما قلناه فى المقدمة عن علم الأركيولوجيا: نحن أمام جماعة صغيرة الحجم تعيش حياة بدوية متنقلة لعدة سنوات بحثا عن مخرج من التيه لا أمام حضارة مستقرة ثابتة لمئات السنين و يجمع الدارسون على أن طبيعة حياة الجماعات البدوية لا تترك اثارا الا نادرا ما لم يشاركوا فى أنشطة خاصة كالتعدين بل وحتى لو سلمنا تنزلا أننا أمام حضارة ثابتة مستقرة فان المسح السطحى لا يمكن أبدا أن يكون حجة على غياب اثارها


I. Finkelstein and A. Perevolotsky “Processes of Sdentarization and Nomazation in the history of Sinai and the Negev” BASOR 279: 67-68


E. Ben-Yosef “Back to Solomon’s Era, results of the first excavations at slaves’ hill (Site 34)” Bulletin of the American Schools of Oriental research 26. 376: 169


H. Barnard and W. Wendrich “The Archaeology of mobility: Old world and new world nomadism”


James K. Hoffmeier “Ancient Israel in Sinai” : 151-152


ان التأثر المسبق بالأيديولوجيا الرافضة من حيث المبدأ لصدق خبر التوراة يبدو واضحا فى مقولة المشككين فنكلشتاين و مازار اذ اعترفا بأن قصة الخروج تشير الى معرفة جيدة بجغرافيا المنطقة و هو ما يتعارض مع فرضية التأليف زمن السبى ثم ما كان منهما الا أن قاما بتأليف سيناريو من رأسيهما لتبرير هذا الأمر فقالا ربما فرت جماعة من العبيد فى القرن الثالث عشر قبل الميلاد ثم التحقت ببنى اسرائيل جالبة لهم تلك المعارف الجغرافية!!! أى أنهما حرفيا أقرا بسيناريو الخروج من مصر لكن فقط حاولا مخالفة القصة التوراتية لمجرد المخالفة


I. Finkelstein and A. Mazar “The quest for the historical Israel” :60


[و طبعا يتم ترويج هذه القصص لاحقا من قبل أنصارهم على أن الباحثين قد وجدوا و فسروا و أثبتوا و نفوا...الخ]


5-موسى و سرجون:


بعكس ما يتم الترويج له فقصة موسى لا تتطابق مع قصة سرجون و لا حتى تشبهها بشدة بل وجه التشابه الوحيد هو الزعم بوضع سرجون طفلا فى سلة و القاءه فى الماء و لكن الأهم من ذلك أن عامة الدارسين على أن قصة سرجون تعود الى الألفية الأولى قبل الميلاد الى عصر الملك سرجون الثانى أو قبله أى بعد عصر موسى عليه السلام و بعد عصر داود و سليمان كذلك (لاحظ أننا رددنا على مزاعم اختلاق قصة موسى فى عهد متأخر و التى ينبنى عليه اشتقاقها من قصة سرجون) أى أننا اذا فرضنا جدلا أن قصة منهما قد نقلت عن الأخرى فقصة سرجون المتأخرة هى التى نقلت عن قصة موسى السابقة لها [يشبه هذا مزاعم البعض نقل الاسلام قصة الاسراء و المعراج من الزرادشتية برغم أن أقدم المراجع الزرادشتيةالموجودة حاليا و التى ينبنى عليها هذا الزعم قد كتبت بعد الاسلام]


Brian Lewis “The Sargon Legend: A study of Akkadian Text and tale of the hero who was exposed at birth” : 1-10


الا أنه فى الواقع لا يوجد ما يدعو لافتراض أن قصة منهما قد نقلت عن الأخرى أصلا لأن وجه التشابه (وضع طفل فى سلة فى الماء) لم يكن حدثا استثنائيا فريدا فى ذلك الزمان بل كانت ممارسة ترمز لتسليم الطفل لرعاية الاله المتحكم فى الماء و تشبه ترك طفل على أعتاب كنيسة فى العصور اللاحقة


Donald B. Redford “The literary motif of the exposed child” Numen Vol.14: 138


Josh and Sean McDowel “Evidence that demands a verdict: Life Changing truth for a skeptical world” : 465


أضف الى ذلك أن قصة موسى (كما وضحنا أعلاه) احتوت على ألفاظ مصرية قديمة مجهولة لكاتبى الأسفار أنفسهم و لبنى اسرائيل و الا لفضحوا أخطاء كاتبى الأسفار فى تفسيرها و لو كانت اقتباسا من قصة سرجون لكان الأولى أن نجد ألفاظا أكادية و أخيرا فان رفع النكارة المفتراة عن وجود موسى التاريخى حجة لرفعها عن وجود هارون لأن قصة هارون فى الواقع جزء من قصة موسى


[ملحق من كتاب براهين النبوة للدكتور سامى عامرى:


المبحث الثالث: شواهد أركيولوجية على صدق الخبر القرانى الغير وارد فى التوراة


1-ادعاء فرعون الألوهية:


ذمت التوراة (المصدر المزعوم للقصص القرانى فرعون و لكنها لم تنسب اليه ادعاء الألوهية أبدا بل تفرد بذلك القران


فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ (النازعات 24)

وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَٰهٍ غَيْرِي (القصص 38)

قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَٰهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ (الشعراء 29)


و يوافقه فى هذا الأدلة المذكورة أعلاه بل و تفرد القران أيضا باضافة عجيبة تبدو للجاهل متناقضة و غير منطقية اذ أشار الى أن هذا الاله له الهة


وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَىٰ وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ (الأعراف 127)


و هو أمر عجيب فكيف يكون الها و له الهة؟ تخبرنا الكشوف الأركيولوجية الحديثة أن الفرعون كان يقرب القرابين للالهة ثم يتم استخدام هذه القرابين لتحديد أى الالهة سيتم التركيز على عبادتها و ارضاءها أكثر فى عهده. و من المهم هنا أن نذكر أن اللغة الفرعونية زمن البعثة كانت قد ماتت منذ قرنين حتى لا يتحفنا أحد بأن نبى الاسلام قابل أحد المصريين المسافرين و الذى بدوره كان قد قرأ هذه المعلومة فى بردية أو على جدار معبد


2-جثة الفرعون:


فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ (يونس 92)


من الملفت أن يتفرد القران عن التوراة بذكر نجاة الجثة و هو خبر عجيب و لا لزوم لاضافته أبدا من "كاتب القران" الى ما "نقله" من بحيرا الذى قابله طفلا لمدة ساعة و ورقة ابن نوفل الذى مات بعد البعثة بزمن قصير و كتاب اليهود و النصارى الذى حصل عليه بشكل ما قبل أن يترجم بقرن اذ لا يبدو منطقيا نجاة جثة شخص انطبق عليه البحر. نعرف اليوم أن جثتى كلا من رمسيس الثانى و ابنه مرنبتاح المرشحين زمنيا لموقع فرعون الخروج محفوظتان و الأهم من ذلك أن جثة مرنبتاح تحمل اثار غير طبيعية من تمزقات و تحطم فى العظام و فقدان لأجزاء من القفص الصدرى (لا نتحدث هنا عن الأعضاء التى تنزع أثناء التحنيط بل عن العظام نفسها) و اصابات عنيفة أخرى تسببت فى الوفاة و كأن هدما ضخما (طودا عظيما؟) قد سقط على الفرعون فقتله


فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ ۖ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (الشعراء 63)

Maurice Baucaille “Mummies of the Pharoahs, Modern Medical Investigations” : 107, 123, 158, 168

و قد حاول البعض عزو هذه الاصابات الى محاولات اللصوص سرقة المومياء الا أن الفحص الطبى أظهر أن هذه الاصابات قد حدثت أثناء الحياة و هى ما قتل الفرعون بالاضافة الى أن هذا البحث عن الجثة قد حصل على جائزة الأكاديمية القومية الفرنسية للطب و هو يؤكد تقديمه لنتائج علمية قوية


Maurice Baucaille “Moses and Pharoah: The Hebrews in Egypt” : 128-129


3-استعمال الطين المطبوخ فى البناء و الصعود الى السماء:


فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَىٰ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ (القصص 38)


يكشف لنا البحث الأركيولوجى شيوع الأبنية من التبن المخلوط بالطين فى مصر القديمة مصداقا للرواية التوراتية و لكنه ينقل الينا شيئا اخر أيضا تفرد به القران و هو وجود بنايات تعود الى عصر رمسيس الثانى (فرعون قهر بنى اسرائيل و تسخيرهم قبل الخروج) من الطين المحروق برغم قلة استخدامه لكونه مكلف جدا اذ يحتاج الى وقود لطبخه على عكس الطين المجفف و هو ما جعل استخدامه أقرب الى الاستعراض و اظهار العظمة


Petrie, W M Flinders and Griffith, F L L " Tanis. Part II. Nebesheh (Am) and Defenneh (Tahpanhes)" :18-19

كما يكشف لنا أيضا شيوع الاعتقاد بأن الفرعون يمكنه أن يصعد على بناء مرتفع ليرى الالهة


Brian M. Fagan “From Stonehenge to Samarkand: An Anthology of Archaeological Travel Writing” : 10

John Manchip White “Everyday life in ancient Egypt”: 47


4-التعذيب:


فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَىٰ (طه 71)

يوثق معبد "عمدا" قيام مرنبتاح ابن رمسيس (المرشح الأقوى لمنصب لكونه فرعون الخروج بسبب الاثار على جثته) بتعذيب نفر من الناس بالصلب و و القطع من خلاف فى العام الرابع من حكمه (أى قبل عام واحد من بداية مرحلة الفوضى المذكورة أعلاه)


A. A. Joussef “Merenptah’s Fourth Year at Amada” ASAE, I. VIII : 237


5-اسيا بنت مزاحم:


ذكر أحد الأحاديث اسم زوجة فرعون كاملا "اسية بنت مزاحم" (رواه أحمد و الحاكم فى مستدركه و صححه الألبانى) و هو اسم سامى و ليس مصرى خاصة لقب "بنت مزاحم" و هو ما يتوافق مع ما ذهب اليه بعض المعاصرين من أن أصول زوجة رمسيس الثانى سامية


Henry Sayce “The Early history of the Hebrews”


سامى عامرى "براهين النبوة" ]





135 views0 comments

Comments


Commenting has been turned off.
Post: Blog2_Post
bottom of page