top of page
Search
  • Writer's pictureIllidan Stormrage

الأركيولوجيا بين المسيح و المعمدان

Updated: May 14, 2023


المبحث الأول: الوجود التاريخى لعيسى بن مريم


1-الاجماع العلمى:


ان الطابع العام الغالب على الثقافة الشعبية متأثر بشدة بتبسيط العلوم و وسائل التواصل الاجتماعى و كلاهما لا يعكس الصورة الحقيقية للدوائر الأكاديمية المتخصصة و الأركيولوجيا ليست بمنأى عن هذا النمط من نشر المعلومات المغلوطة و كأنها حقائق علمية فبعكس ما يشيعه الكثيرون من أن شخصية المسيح مختلقة يجمع الأكاديميون على وجوده بغض النظر عن الايمان بنبوته أو ألوهيته من عدمها


Bart D. Ehrman “Did Jesus Exist: The historical argument for Jesus of Nazareth” (2013)


2-شهادة التاريخ:


أ-الطوائف المسيحية الأولى تم توثيق ظهورها منذ القرن الأول الميلادى و بعد فترة قصيرة من زمن وجود المسيح و هى فترة يجمع الخبراء على أنها لا يمكن أن تكون كافية لتنشأ عدة طوائف متباينة برؤى لاهوتية مبنية على قصة مختلقة


ب-الأناجيل: يجمع النقاد على تحريفها و ضياع نصوصها الأصلية و لكنهم فى نفس الوقت يجمعون على عدم سقوط حجيتها التاريخية بالكامل فى الخطوط العريضة للأحداث و يشمل هذا خبرا تأسيسيا كوجود المسيح ذاته و قد استعرضنا فى الفصل الثالث نماذج من المكتشفات الأركيولوجية التى أثبتت صحة الكثير من الأخبار الكتابية t.ly/XEcP


ت-بولس: كتب بولس رسائله بعد نحو عقدين أو ثلاثة من وجود المسيح (أى فى الاطار الزمنى لمن عايشوه بشكل مباشر لا سمعوا قصته من الأباء و الأجداد فقط) و هى رسائل تواجه نقدا شديدا موجها الى تفاصيل الادعاءات التى حوتها (كزعمه رؤية المسيح و تلقى تعليمات منه) و لكن فى نفس الوقت هذه الرسائل التى تم توجيهها الى عدة أطراف انطلقت من مسلمة لدى هذه الأطراف و هى وجود المسيح و دعوته و الجماعات التابعة لها فى الأماكن التى تواصل معها بولس فبغض النظر عن كذب بولس نفسه على من راسلهم الا أنه كان يراسلهم بانيا كذبه على حقيقة يعرفونها جميعا و هى وجود شخص المسيح (كمن يراسلك قائلا قال لى عيسى كذا...هو يكذب و عيسى لم يقل له شيئا لكن الكذبة نفسها تعتمد على معرفة المتلقى بعيسى و ثقته بتعاليمه و بكلامه)


ث-خصوم الكنيسة: كل ما نقله الينا الشاهد الأركيولوجى من مخطوطات لكتابات خصوم الكنيسة و اتهاماتهم لها بالكذب بل و هجومهم على شخص المسيح ذاته لم يحتوى أبدا ادعاء بعدم وجود شخص المسيح


Peter Schafer “Jesus in the Talmud” (2009)


المبحث الثانى: أسباب التشكيك فى وجود عيسى بن مريم


1-دعوى غياب الاثار:


يوثق الكاتب اللاأدرى الناقد للنصرانية بارت ارمان أن الشخصيات التى شهد لها الدليل الأركيولوجى فى هذا الزمن هى من النخب الأرستقراطية فقط و هو ما يتوافق مع ما ذكرناه من قبل فى الفصلين الأول t.ly/dY73 و الثانى t.ly/J1rh من كون الكثير من النقوش و الحوليات أدوات لتمجيد النخب الحاكمة و التى لم ينتمى اليها المسيح بطبيعة الحال بل كانت معارضة له قامعة لأتباعه


Bart D. Ehrman "Did Jesus Exist?: The Historical Argument for Jesus of Nazareth"


2-دعوى غياب شهادة المؤرخين:


لا يوجد من فصل فى تاريخ فلسطين فى هذه الفترة سوى المؤرخ يوسيفوس و له نصان يذكر فيهما المسيح فى كتابه "عاديات اليهود" Jewish Antiquities أحدهما يختلف النقاد حول مدى صحته (و الخلاف معناه عدم امكان الجزم بنفيه) و الاخر يجمع غالبية النقاد على صحته


Pierre Maraval et Simon Claude “Le Christianisme Ancien des Orgines a Constantin” (2007)


John Drane “Introducing the new testament” (2010): 106


Robert E. Van Voorst “Jesus outside the new testament: An Introduction to the ancient evidence” (2000): 83


أضف الى ذلك أن كتابات يوسيفوس تعتبر مأزقا لمن يريد انكار النبوات اذ لم يوثق وجود المسيح فقط بل وثق وجود عددا اخر من الأنبياء كيوحنا المعمدان و الذى سنتحدث عنه فى الجزء الثانى من المقال و كنبى اخر لم يذكر اسمه كان يحذر الناس يوميا من خراب أورشليم عام 62 م أى قبل حدوثه ب8 سنوات كاملة فى 70 م.


Josephus “The Jewish war” 6.5


3-دعوى مطابقة سيرة المسيح لبعض الأساطير الوثنية


لا ينكر عامة الباحثين تحريف الرواية الكنسية و تأثرها لاحقا بالعديد من العوامل الثقافية الأخرى و منها الأعياد و الأساطير الوثنية التى كان تتم محاولات استيعابها فى قلب المسيحية لاجتذاب أصحابها و كانت النتيجة كارثة على المدى البعيد بتسرب هذه الوثنيات الى قلب المسيحية الا أن هذا ليس دليلا على أن أصل الرواية بالكامل باطل خاصة فى ضوء الأدلة الأخرى بل هو فقط دليل على التحريف اللاحق للرواية. أضف الى ذلك أن الكثير من ادعاءات التطابق مبالغ فيها جدا و لا تصمد أمام التدقيق فمثلا الزعم بتطابق قصة المسيح مع ميثرا فى الولادة بدون أب و الصلب و عدد التلاميذ غير صحيح فميثرا فى الأسطورة ولد من صخرة و لم يمت صلبا و له تلميذ واحد


James Patrick Holding “Shattering the christ myth” (2008): 205-211


المبحث الثالث: الوجود التريخى ليحيى بن زكريا


1-الاجماع العلمى:


من جديد و بغض النظر عن الاراء الشاذة التى يروجها البعض على أنها حقائق يوجد اجماع أكاديمى على الوجود التاريخى لشخصية يوحنا المعمدان (يحيى بن زكريا) و أنه ليس قصة مختلقة


Josef Ernst “Johannes der Toufer Interpretation” (1989)


Joan E. Taylor “The Immerser: John the Baptist within second temple Judaism” (1997)


John Reumann “The quest for the historical Baptist” (1972): 181 – 189


W. Barnes Tatum “John the Baptist and Jesus” (1994): 10


بل و لعل البعض يعتبر تقاطع قصته مع قصة المسيح شهادة اضافية لقصة المسيحية


2-شهادة الأناجيل:


كالعادة يجب مراجعة ما ذكر من قبل أكثر من مرة من تفرقة الدارسين الأكاديميين و العاملين فى مجال النقد النصى بين دخول التحريف على وثيقة ما من جهة و بين سقوط حجيتها بالكامل من جهة أخرى اذ يجمع النقاد على أن تكرار ذكر المعمدان فى الأناجيل المختلفة وتشابه/ تقاطع مواضع ذكره بينها على اختلاف مؤلفيها لا يتفق مع فرضية كونه شخصية مختلقة


جزء من جدول يوضح التقاطعات و يمتد لأربع صفحات

Robert Webb “John the Baptist and his relationship to Jesus” in “Studying the historical Jesus” (1998): 185-186


[لاحظ هنا أن التفكير التامرى المبالغ فيه الذى يتحفنا به البعض من طراز أن التشابهات و التقاطعات نتيجة اتفاق و تامر الكتاب غير أمر غير ممكن لأن اجماع الدارسين على أن هذه الأناجيل لم يكتبها تلاميذ يسوع المنسوبة اليهم و لا حتى من قابلهم بسبب وجود أخطاء جغرافية فى أماكن يفترض بهم معرفتها كما ناقشنا سابقا أى أن الكتاب لم يلتقوا بعضهم بل و الأهم وجود تضاربات بين الأناجيل فى بعض المواضع تتعارض مع فرضية اتفاق المؤلفين و تدعم فرضية وجود أصل واحد للقصة تناقلته الأجيال فدخلت عليه الأخطاء و التحريفات فى كل سلسلة من سلاسل التناقل حتى تم التدوين]


بل و يجمعون أيضا على أن بعض جوانب قصته تحمل درجة عالية من القيمة التاريخية كقيامه بالتعميد و تعليم الصيام و الصلاة و تعميده للمسيح


Catherine Murphy “John the Baptist” (2003): 83-84


3-شهادة يوسيفوس:


يذكر المؤرخ يوسيفوس فى كتابه عاديات اليهود وجود يوحنا المعمدان و قتله على يد هيرودس و هو ما يتفق مع الخطوط العامة لرواية الأناجيل و قد حاول بعض اللادينيين و الماديين التشغيب على النص كالعادة بزعم أنه من تأليف نساخ مسيحيين لمجرد انكار وجود أى حقيقة التاريخية فى الرواية الكتابية الا أن جمهور الدارسين خالفهم فى ذلك لأن رواية يوسيفوس تختلف فى تفاصيلها عن الرواية الكتابية فهى تذكر أن سبب قتله كان أن الحاكم الرومانى قلق من التفاف الناس حوله و طاعتهم له بسبب دعوته للفضيله (و هو ما يتفق فى الخطوط العريضة مع مزاعم النبوة) و لا تذكر شيئا عن المؤامرة النسائية المذكورة فى الأناجيل بل و تخالف الأناجيل كذلك فى تفاصيل صهر و نسب هيرودس و النساء المتامرات المزعومات فى الرواية الانجيلية و موقع الاعدام و غيرها من التفاصيل فلو كان النص مدسوسا من المسيحيين كما تزعم مدرسة الحد الأدنى لكان أولى أن يوافق الرواية الانجيلية لا أن يعارضها


Robert Webb “John the Baptizer and Prophet: A Sociohistorical study” (2006): 39-40


Kampmeir “Did John the Baptist exist?” The Open Court Vol. 1913, Issue 7: 434-435


أضف الى ذلك عدم وجود أى دليل على تحريف ذلك النص اذ يوجد كلام يوسيفوس عن المعمدان فى كل المخطوطات الموجودة لكتابه و نقله عنه مؤرخون قدماء


John P. Meier “John the Baptist in Josephus: Philology and Exegesis” Journal of Biblical Literature, vol 111, no 2 p.226


[ملحق من كتاب براهين النبوة


المبحث الرابع: تصديق الأركيولوجيا شهادة القران على عيسى و دعوته


1-ألوهية المسيح:


لم يكتفى القران بنفى ألوهية المسيح بل نفى أن يكون هو نفسه قد ادعى ذلك


وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ ۖ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ (المائدة 116)

قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (مريم 30)


و يبدوأن "كاتب القران" و هو ينقل عن الانجيل و ورقة ابن نوفل و بحيرا الراهب و اخرون لم يلاحظ أن الكل من يهود و نصارى مجمعون على أنه ادعى الألوهية فصدقه المسيحيون و كذبه اليهود فأتى هو برواية معاكسة لهم جميعا و كأنه يقول لهم كلكم كاذبون بينما كان الأوقع أن يوافق فريق منهم على الأقل من باب تأليف القلوب بدلا من أن يعارض الفريقين فيوافق يهود المدينة مثلا فى أن المسيح ادعى الألوهية كذبا تأليفا لقلوبهم أو يوافق النصارى أنه ادعاها صدقا و أوحى اليه و أرسله كما فعل بهم بولس من قبل لا أن يفتح على نفسه كل الجبهات. المدهش أن هذه المخالفة منه أثناء "النقل" جاءت موافقة لقول جمهور الدارسين اليوم فى مسألة "البحث عن يسوع التاريخى" The Search for the Historical Jesus من أن الشخص الملقب بالمسيح لم يزعم فى حياته أنه اله أو تجسد اله أو ابن اله


John Hick “The Metaphor of God Incarnate: Christology in a pluralistic age”: 27-28


2-انجيل المسيح:


يتحدث القران عن "الانجيل" و تتحدث الكنائس عن "أناجيل" و قد كانت هذه النقطة تستخدم للطعن فى القران بصفتها خطأ من كاتبه (يبدو أن بحيرا و ورقة و تجار القوافل نسوا أن يخبروه بهذا الأمر كما يبدو أن موافقة كتب اليهود و النصارى دليل نقل و معارضتها دليل خطأ و الشئ و عكسه دليل على أنه كتب القران بنفسه) و لكن يخبرنا علم النقد النصى المعاصر و هو العلم الخاص بدراسة أصول وثائق الأناجيل أن الكثير من الدارسين يرجحون وجود وثيقة تسمى "المصدر كيو" Q سابقة على الأناجيل و مؤثرة عليهاو تسمى "انجيل أقوال" Gospel of Sayings فهى ليست وثيقة تأريخ أحداث كما فى الأناجيل بل تكتفى بالدعوة الدينية و التعاليم و هى تعاليم-كما وصفها النقاد-لا علاقة لها بتعاليم الكنيسة فلا فيها خطيئة أصلية و لا ثالوث و لا فداء بل كل ذلك مما أضيف لاحقا لدرجة أن وصفها أحدهم (روبرت شدنجر) بأنها قد تكون قريبة من مفاهيم اسلامية


John S. Kloppenborg “Excavating Q: The history and setting of the Sayings Gospel”


Mark Powelson and Ray Riegert “The lost Gospel Q: The Original Sayings of Jesus”

Burton L. Mack “The lost Gospel: The book of Q and Christian Origins”: 47, 238

Helmut Koester “Ancient Christian Gospels”: 164

Robert Shedinger “Was Jesus a Muslim?”


3-رسالة المسيح:


زعم "كاتب القران" أن العقيدة المسيحية فى زمانه لا علاقة لها برسالة المسيح الأصلية بل هى مشتقة من عقائد وثنية كما زعم أيضا أن الرهبانية لم تكن جزءا من رسالة المسيح بل ابتدعت لاحقا و كلاهما من الأمور التى لم يقل بهما الناس فى زمانه


يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ (التوبة 30)

وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ (الحديد 27)

و تؤكد الأبحاث الأركيولوجية الحديثة صدق هذا الكلام اذ توضح كيف تم اشتقاق الثالوث و تجسد الاله من عقائد وثنية كما توثق اختراع الرهبانية فى القرن الثالث الميلادى ثم تناقلها لاحقا كجزء من أصل الديانة [يبدو أن ورقة ابن نوفل كان أركيولوجيا بارعا و منقبا نشطا عن الاثار و المخطوطات المدفونة قبله بأربع قرون]


Frank Viola and George Barna “Pagan Christianity”


John Hick ed. “The myth of God Incarnate”

Robert J. Miller “Born Divine: The birth of Jesus and other sons of God”

The Catholic Encyclopedia 555/1


سامى عامرى "براهين النبوة"]


49 views0 comments

Comments


Commenting has been turned off.
Post: Blog2_Post
bottom of page