top of page
Search
Writer's pictureIllidan Stormrage

سوء التصميم: الجهازين التنفسى و التناسلى

Updated: Oct 15

[يزعم الدراونة أن الجسم البشرى نتاج عمليات قص و لصق لأشياء لا علاقة لها ببعضها البعض بواسطة الانتخاب الطبيعى لانتاج وظائف لم تكن مطلوبة من البداية لذا يستميتون لايجاد عيوب و كأن هذه العيوب المزعومة ستحل مشكلات اليات التطور و السجل الأحفورى بينما الحقيقة أن كل ما يقال من مزاعم عن عيوب التصميم لا يجعل التطور صحيحا ببساطة لأنه لا يمتلك أى الية قادرة على تحويل كائن الى اخر لا فى ملايين السنين و لا حتى فى مليارات السنين كما وضحنا من قبل و لكننا تنزلا و من أجل توضيح كمية الأخطاء و الأكاذيب فى ادعاءاتهم سنقوم باستعراض بعض مزاعمهم و الرد عليها...تلخص هذه الشريحة من العرض التقديمى الذى قام به أحد الدراونة للمقارنة بين التصميم و التطور طريقة تفكيرهم]




الجهاز التنفسى:

1-الجيوب الأنفية

يزعم الدراونة أن الجيوب الأنفية مثالا على ضعف التصميم ذلك لأن الجيوب العلوية Maxillary Sinuses موجودة فى الأعلى و بالتالى هى نظام تصريف فاشل لافرازات الأنف لأنها فوقها و ليست تحتها الا أن الجيوب العلوية موجودة فى هذا الموقع ببساطة ليس لكونها نظام تصريف بل لأنها مصدر امداد الأنف بالمخاط المطلوب لمنع الجفاف و المساعدة على التقاط الملوثات و الغبار لحماية الرئتين منها و الذى يحتوى كذلك على عوامل مضادة للبكتيريا أى أن هذا المخاط وظيفى و لا يصبح مشكلة الا فى حالات العدوى و الالتهاب. و لكن ماذا عن نظام التصريف "الارتشاح"؟ هل هو مصمم بشكل معيب؟



يتألف هذا النظام من شبكة مترابطة من الجيوب الجار أنفسية و الأنسجة المحيطة بها تحتوى على فتحات ثانوية و مسارات تصريف و تكسو الجيوب خلايا ذات شعيرات و أهداب دقيقة Microscopic Cilia تتحرك بانتظام "لكنس" الافرازات عبر الأنف (أى أن الافرازات المخاطية لا تعتمد أصلا على الجاذبية للتصريف حتى تحتاج فتحات فى الأسفل دائما بل تعتمد على الية ميكانيكية معقدة أخرى غير مجرد الهبوط الى الأسفل) بينما تعمل الفوهة الكبيرة فى الأعلى الى جانب كونها مصدر هذه الافرازات الضرورية كقناة تصريف الفيض الزائد الاضافية عندما تتراكم الافرازات و تزيد فى حالة المرض.


Daniels, David. 2003. The Frontal Sinus Drainage Pathway and Related Structures. American Journal of Neuroradiology. 24(8): 1618 – 1627. September.

Mann, Wilf, J. Et al., The Drainage System of the Paranasal Sinuses: A Review with Possible Implications for Balloon Catheter Dilation. American Journal of Rhinology and Allergy. 25(4): 245-8. July-August.


و لكن ما الهدف من كل هذا التعقيد؟ شعيرات و أهداب؟ لابد أنه التطور و هو يضع هياكل أثرية بلا فائدة. طبعا لا!!! الهدف هو أن وظيفة الافرازات ليس أن تنسكب فى الأنف و تسقط من أعلى لأسفل بل كما ذكرنا سابقا هى تقوم بالترطيب و مكافحة العدوى و التنظيف لذا يتم توزيعها عن طريق حركة الأهداب لتغطى كل الأغشية فى هذه المنطقة قبل أن يتم تصريفها فهى تأخذ دورة كاملة فى هذا النظام كعامل تنظيف بارع يأخذ دورة كاملة فى قلب المكان ليغطيه كله ناهيك طبعا عن أننا نمضى فترة طويلة من أعمارنا نائمين أو راقدين و هى وضعية كارثية لو كانت الجاذبية هى سبيل التصريف كما تفترض انتقادات التطوريين و كما جرت العادة فان التصميمات العبقرية التى يقترحها التطوريون كبديل للتصميم المعيب كما يزعمون تؤدى الى مشاكل فى دورة الافرازات


The ciliated cells in each sinus beat in a specific direction. A resulting pattern of mucusflow results. Since many of the sinuses develop in an outward and inferiorly fashion, the ciliatedmucosa often moves material against gravity to the sinus' exit. This means that mucus produced just adjacent to a sinus ostia, if it is on the afferent side, will travel around the entire sinus cavity,often against gravity, before exiting the ostia. This is one reason that creation of accessory ostiaat sites outside the physiologic ostium will not significantly improve sinus drainage. In fact, thissometimes results in mucus draining from the natural ostia reentering the sinus via the newlycreated opening and cycling through the sinus again.

Fenny Duma Sari "Paranasal Sinus Anatomy and Function" Grand Rounds Presentation, UTMB, Dept. of Otolaryngology January 9, 2002


[كل هذا التعقيد الوظيفى المركب الغير قابل للاختزال يتم تجاهله أو نسبته الى طفرات عشوائية يتلوها انتخاب طبيعى ثم يبحثون عن عزل جزء عن وظيفته و عن الاليات المكملة له و ادعاء وجود خطأ فيه كمن يزعم أن تصميم السيارة معيب لأنه لولا العجلات لما سارت!!! و على ذكر الأهداب - و بما أننا فى سياق الحديث عن الجهاز التنفسى- فان الرئة كانت مما طالته أكاذيب نظرية التطور اذ زعموا أنها ليست تصميما جيدا. شعيبات الرئة مفروشة بأهداب تتحرك باستمرار فتنقل الغبار لأعلى وخارج الممرات الهوائية، وهذه الأهداب مجاورة للخلايا الكأسية Goblet cells التي تفرز المخاط الذي يحمي بطانة القصبات الهوائية ويحتجز الكائنات الدقيقة الضارة، وهذا المخاط يحتوي على جيش من الخلايا المناعية Alveolar macrophage system لقتل تلك الكائنات وتفادي مرورها إلى الدم أو تخريب الرئة. رئة الإنسان مكونة من قصبات تتتفرع كالشجرة إلى شعيبات مجهرية، تنتهي ملايين الحويصلات الهوائية التى تحدث فيها التبادلات الغازيات، والطول المهول للشعيبات يسمح بزيادة التبادلات الغازية واستنشاق الهواء النقي بكميات أكبر، و طبعا الدورة الدموية مرتبة بالشكل الصحيح لتأخذ الدم الذى استفذ الأكسجين الى الرئة ليحصل على الأكسجين قبل أن يعاد ضخه الى الجسد من جديد. أين هو التصميم السئ؟ لأنها ليست مثل رئة الطيور!!! تضرب كفا بكف و تسأل نفسك ما علاقة المتطلبات الوظيفية لرئة الطيور التى تعيش نمط حياة مختلف تماما عن الانسان فلا تفهم؟ تماما كمن يتعجب من سيارة لماذا لا تحتوى على محرك طائرة؟ طيب يا عزيزى التطورى هل معنى هذا أنك تعترف ان رئة الطائر دليل على التصميم؟ طبعا لا انما هو تشغيب كلامى لا أكثر-نقلا عن د.حسان بن عابد و لتفصيل أكثر عن التحفة الهندسية المسماة الطيور يرجى مراجعة شهادة الأحافير: الطيران


ملحوظة اضافية بالنسبة للأهداب: بمناسبة الحديث عن الشعيرات و الأهداب لنا وقفة لنرى طريقة بناءها التى أنتجتها الطفرات العشوائية...يستخدم البناء نظام نقل مكون من طرق مواصلات microtubules لنقل الأجزاء من القاعدة الى القمة ثم يتم استخدام زوجا من الات النقل kinesin و dynein يتكون كل منهما من عدة بروتينات ملتحمة و تعمل هذه الروبوتات الميكروسكوبية ببطاريات مكونة من جزيئات الطاقة ATP التى تولدها الميتوكوندريا فى قلب الخلية لنقل أجزاء البناء على هذه الطرق. عند القاهدة يوجد هيكل مكون من 8 بروتينات ملتحمة يسمى BBSome يعمل كبوابة للتأكد من دخول الأجزاء المطلوبة فقط الى قناة النقل حتى تحملها الات التحميل. بعد البوابة تقوم هياكل متخصصة تسمى IFT - Intraflagellar Transport بتحميل الحمولة و الأجزاء المطلوبة على بروتينات النقل التى تحملها الى القمة حيث يتم انزال الحمولة و استخدامها فى استكمال البناء ثم عودة بروتينات النقل الى القاعدة مرة أخرى. (الحقيقة أن العملية أكثر تعقيدا من هذا لأن بروتينات النقل تتبادل نقل الجزاء حسب الطريق ذهابا و ايابا لكن ما أوردناه هو الملخص)


Gaia Pigino "Intraflagellar transport" Volume 31, Issue 10, PR530-R536, May 24, 2021


طبعا من الواضح أن هذه اليات غير مصممة بالمرة و قد نشأت كتكيفات خطوة خطوة لظرف بيئى لا أحد يعرفه ثم اجتمعت لسبب لا أحد يعرفه لتقوم بهذه الوظيفة المعقدة بدون أى تصميم أو نية مسبقة. ان القاء مصطلحات فخمة مثل الاستخدام المشترك Exaptation/Co-Option و اعادة توصيل الدوائر الجينية Rewiring genetic circuits/Evo-devo يجعلنا نبدو علميين جدا حتى لو كانت هذه الأشياء مجرد قصص خيالية من بنات أفكارنا و لم يثبت حدوثها أبدا باستثناء قيامنا بحشرها فى الأوراق علمية كنفسير للأشياء بعد توصيفها. حقا على منتقدى حقيقة التطور العلمية أن يشعروا بالخجل من هذا التصميم المعيب.]


المدهش أكثر من كل هذا أن تطوريين كثر يذكرون أن سبب اصرارهم على كون الجيوب العلوية نظام تصريف فاشل التصميم هو أن موقعها منخفض لدى القردة مقارنة بالبشر أى أنهم يصرون ضمنيا على افترا ض صحة التطور ثم تفسير البيانات من خلاله فان سألت التطورى: و لماذا اختار الانتخاب الطبيعى هذا التصميم الفاشل و ترك التصميم الجيد؟ أليس الأوقع أن يحافظ الانتخاب على الأفضل بدلا من أن ينتخب الأسوأ لخمن قائلا أنه لابد أن فائدة ما قد صاحبت هذا التغيير فأدت الى انتخابه. أى أنه مستعد للاعتراف بأن هذا النموذج فوائده أكثر فقط حتى ينسبه الى الانتخاب الطبيعى و لكن غير مستعد لنفس الاعتراف فى حالة التصميم!!!


2-البلعوم:


يزعم الدراونة أن التصميم المعيب هنا هو وجود قناة مشتركة للبلع و التنفس معا بل و يزيد على ذلك فى البشر الكلام أيضا و هذا دليل على غياب التصميم و على أن هذه القناة "تم ارتجالها" أثناء التطور [و قبل أن نعلق على مزاعم ضعف التصميم نذكر بأن هذا "التطور" الذى يرتجل و يصنع و يطيل و يقصر و يدمج لم يرصد له على المستوى الصغروى سوى اتلاف ما هو موجود فعلا فى الجينات أو فى أحسن الأحوال تفعيله أو تعديله و لم ترصد له واقعة انتاج و لو بروتين واحد جديد أو جين واحد جديد كما ناقشنا فى فصل التطور الصغروى t.ly/qQDi ]


ان اتصال النظام الهضمى مع النظام التنفسى اتصال وظيفى من الدرجة الأولى و ليس عشوائى. تحدثنا أعلاه عن حركة تصريف المخاط المتواصلة من الجيوب الأنفية بكل ما يحمله من مسببات أمراض فأين يذهب كل هذا فى الأحوال العادية؟ انه يذهب الى بيئة المعدة عالية الحموضة لتحلله كيميائيا و تقضى على ما تبقى فيه من مخاطر مما يتطلب اتصال الجهازين التنفسى و الهضمى كما يسمح نفس هذا الاتصال بتوليد ضغطات هواء أقوى عند السعال أو العطس للاطاحة بكل ما يعلق فى النظامين كما أنه يسمح للفم بالعمل كمنفذ للتنفس حال حدوث اصابة أو مرض أو التهاب بالأنف أو عند الحاجة الى كميات أكبر من الأكسجين عند بذل مجهود عال. [و لنا فقط أن نتخيل التصميم الصحيح الذى يراه الدراونة بعزل هذه القنوات عن بعضها كم شخصا كان سيموت لمجرد انسداد أنفه بسبب نزلة برد أو لأنه بذل مجهودا كبيرا دون هواء كاف] أضف الى ذلك الدور الوظيفى لهذه الهياكل فى الكلام و التلفظ بالحروف مما يعنى أن التصميمات البديلة العبقرية المقترحة من التطوريين ستؤدى الى خلل فى القدرة على الحديث و تقليل من الحد الأقصى الممكن دخوله من الهواء الى الجسد و بالتبعية الحد الأقصى من المجهود الممكن بذله و غيرها من المشاكل. انها حالة جديدة من حالات الأكاذيب التطورية الفاحشة تماما كحالة العين سابقة الذكر التى اتضح أن ما زعموا كونه تصميما أفضل يقود الى العمى


Walter, Chip. 2006. Thumbs, Toes, and Tears and Other Traits that make us Human. New York: Walker and Company


Laitman, Jeffrey T. 1984. “The Anatomy of Human Speech” Natural History, 8: 20 – 27

يحتوى هذا التصميم "المعيب العشوائى" أيضا على اليات اضافية يقوم بها الجهاز العصبى لتنسيق الاستخدام المشترك فعند البلع يتم اغلاق الممر الموصل للأنف و فتحة القصبة الهوائية ثم يتم دفع الطعام عبر المرئ و يغلق البلعوم الأنفى. [اليات الحماية هذه تعمل فى كل مرة يتناول فيها الانسان طعامه بل مع كل لقمة يبتلعها و يتم بمنتهى السهولة نسبها الى العشوائية و الصدفة وأخطاء النسخ ثم البحث عن حالات استثنائية كحالة مرضية هنا أو حالة اختناق هناك للزعم بسوء التصميم الذى يعمل بدون مشاكل بعدد كل اللقيمات التى يتناولها البشر...انه الاستدلال الانتقائى من جديد]



الجهاز التناسلى:

1-قناة الولادة (معضلة التوليد) obsterics/birthing :


يزعم الدراونة أن حوض الأنثى و قناة الولادة مثالا على التصميم السيئ لأن الانتخاب الطبيعى فضل الحوض الضيق لأنه أفضل فى الجرى و الهروب من الأعداء على الحوض الواسع الأفضل للولادة مما أدى الى مشكلة مع تضخم حجم رؤوس البشر أثناء تطورهم و قبل أن نرد عليهم نحب أن نلفت نظرهم الى أنهم قبل أن يخطئوا فى نقد التصميم فقد أخطأوا فى انتخابهم الطبيعى ذاته لأنه وفقا لهذه الدراسة


M. Vidal-Cordasco et al., “Energetic cost of walking in fossil hominins” American Journal of Biological Anthropology Volume 164, Issue 3 November 2017 Pages 609-622


الحوض الواسع هو الأفضل للهروب من الأعداء بل و انسان النياندرثال المنقرض كان يمتلك حوضا أكبر من متوسط البشر المعاصرين و يقر الخبراء أنه كان sprinter أى يركض بسرعة شديدة لفترات قصيرة و هو ما يتوافق مع نموذج الهرب من الأعداء و مطاردة الفارئس أكثر من الركض لفترة طويلة بسرعة متوسطة و لم يمنعه حوضه من ذلك. و بالتالى البقاء فمن أخطأ فى اليات البقاء التى تعتمد عليها نظريته بالكامل كيف به فى نقد التصميم؟ وهذا التسرع هو كالعادة نتيجة لهفتهم لاثبات أى خطأ فى التصميم يحتجوا به للتطور كما تظهر شريحة العرض أعلاه.


In such an environment, hunting in short bursts would be more favoured, says Stewart, “more power sprint than endurance jog.”...We found that the majority of these power-associated genetic variants were typically more common in Neanderthals than in humans today, who are known to be more endurance-adapted, reflecting their generally more slender builds

"Neanderthals may have been sprinters not endurance runners" NewScientist (29 January 2019)


كما نحب أن نلفت نظرهم أيضا الى أن معظم الفرق بين دماغ الانسان و أدمغة الرئيسيات يأتى من النمو بعد الولادة و بالتالى لا يؤثر على عملية الولادة نفسها


Bromhall, Clive. 2003. The Eternal Child: Staying Young and the Secret of Human Origins and Behaviour. Ebury Press. p.180 – 181


أضف الى ذلك أن التطوريين مع توصيفهم الخاطئ أصلا للموضوع يقبلون أن يكون نتاج مواءمات بين متطلبات حجم الدماغ المطلوب للذكاء و هيكل الحوض المطلوب للمشى المنتصب و لكنهم يصرون أن مواءمة المتطلبات هذه (بفرض صحتها أصلا) قامت بها أخطاء نسخ مع انتخاب طبيعى و يرفضون أن تكون مواءمة متطلبات مختلفة من أعمال التصميم مع أنها من بديهيات التصميمات الهندسية. ان هذا الكلام بمفرده كفيل بنسف ادعاءات ضعف التصميم و معضلة التوليد الداروينية لكننا سنستعرض اليات الولادة "الغير مصممة" التى يتجاهلها الدراونة و هم يتصيدون ادعاءا هنا أو هناك.


ان عظمتي الورك الكبيرتين المكونتين لحوض الأنثى تتصلان بمفصل غضروفى يصبح مرنا أثناء الحمل بسبب هرمون الريلاكسين Relaxin [طبعا تكون بالطفرات العشوائية و أخطاء النسخ] مما يسمح بزيادة حجم فتحة الولادة. تعمل الهرمونات أيضا على تليين الأربطة بين مفصلين اخرين مما يؤدى الى فصل بسيط فى المفاصل ليمنح المرونة المطلوبة لمرور رأس الطفل أثناء الولادة. فى المقابل فان جمجمة الوليد أكثر مرونة من الناضج اذ تتكون من 6 عظام قحفية منفصلة عن بعضها و بينها ألياف مرنة قوية fontanelles مما يسمح للعظام بالتداخل أثناء مرور رأس الطفل من قناة الولادة دون الضغط على المخ. يتجاهل الدراونة هذه الالية المعقدة الموزعة على كائنين متكاملين و يحاولون الاستدلال بحالات المشاكل و الاستثناءات التى تتطلب ولادات قيصرية ناهيك عن أنه وفقا لهذه الدراسة فكثير من العمليات القيصرية التى تم اجراءها لم تكن ضرورية


Henic Goer. 2012. Vaginal or Cesarean Birth: What is at Stake for Women and Babies? A Best Evidence Review.


MacLennan AH. The role of the hormone relaxin in human reproduction and pelvic girdle relaxation. Scandinavian Journal of rheumatology. Supplement. 1991 ;88:7-15


Margulies, S. S. (2000). Infant Skull and Suture Properties: Measurements and Implications for Mechanisms of Pediatric Brain Injury. Journal of Biomechanical Engineering, 122(4), 364.


يخبرنا التطورى فرانسيسكو أيالا بأن الاجهاض دليل على التطور و نفى وجود اله أو على الأقل نفى تدخله فى العالم و أنه مثل الأمراض و الكائنات المفترسة اما أن تؤمن باله سادى فاشل أو أن تؤمن بالتطور و هى كالعادة الطريقة الملتوية التى يتم بها محاولة اثبات التطور عن طريق اثبات الالحاد أو على الأقل الربوبية باللجوء الى سؤال الشر و لكن هذا ليس علما أصلا بل فلسفة تتظاهر بأنها علم و محاولة لتجاهل غياب أى الية يمكنها أن تنتج هذه التصميمات التى يعترضون عليها بعيدا عن الحشو الكلامى (طفرات - انتخاب - ملايين السنين)...الطريف أن دراسات أخرى قد وجدت أن الاجهاض الية مفيدة تقلل بشدة من ولادة من يمتلكون خللا جينيا و بالتالى فهى أشبه بمراقب جودة يقلل انتشار المشاكل الجينية فى الجماعة الحية و لكنها عزتها أيضا الى التطور عن طريق الوراثة فوق الجينية epigenetics و قالت أننا يجب أن نشكر "أمنا الطبيعة" على نعمة الاجهاض!!!


Many spontaneous abortions are due to genetic abnormalities of the embryos...And it is precisely what most humans would have wanted since no one wants to have children with birth defects. Most humans would be grateful to mother nature for the great gift of abortion...Indeed, experts such as Ayala had in fact claimed that the high rate of spontaneous abortions of humans is an imperfect outcome of Darwinian evolution. If that results from divinely inspired anatomy, Ayala said, “God is the greatest abortionist of them all.” [79]. Here, Ayala failed to see the virtues of abortion, which is not unexpected since his Darwinian mindset would prefer that all mutants get born. Darwinian natural selection or elimination of mutants is supposed to take place at the age of reproduction of these mutants rather than at pre-birth. Darwin himself predicted that imperfect transitional forms should be abundant during evolution. Indeed, Darwinism would have predicted a significant portion of human populations to be deformed or diseased unfit individuals. The fact that imperfect transitional forms did not exist in the past in the fossils nor in today's world has exactly the same reason. The imperfect forms never got born in any significant number due to a quality control mechanism that is anti-mutation and anti-Darwinism, i.e., abortion.

Shi Huang "Inverse relationship between genetic diversity and epigenetic complexity" Nature Proceedings (2009)


انها نفس العقلية التطورية العجيبة...ان ظننتموه شرا فلأنه لا يوجد تصميم و ان اكتشفتم أنه خير فهو من التطور!!!


2-الجهاز التناسلى الذكرى:


لماذا لا توجد الخصيتان داخل الجسم لحمايتهما أو تكون عليهما دروع عظمية ؟ [الاعتراض الداروينى التافه المتوقع – لابد أن بعضهم تلقى ركلات كثيرة...أو سددها فى حالة النساء]


ان وجود الخصيتين خارج الجسد مهم لضبط درجة الحرارة المطلوبة لانتاج و نضوج الحيوانات المنوية و الحفاظ عليها فى حالة خمول نسبى (حتى لا تستهلك طاقة بلا داعى) حتى تصل الى الأجزاء الدافئة فى الجهاز التناسلى للأنثى فينشطها الدفء


Setchell, B. P. 2006. The Effects of Heat on the Testes of Mammals. Animal Reproduction. 3(2): 81 – 91

Ahmad, Gulfam; Nathalie Moinard, Camille Esquerre – Lamare, Roger Mieusset, and Louis Bujan. 2012. “Mild Induced Testicular and Epididymal Hyperthermia alters Sperm Chromatin Integrity in Men.” Fertility and Sterility. 97(3): 546 – 553. March.

هناك عدة اليات للحفاظ على درجة الحرارة المطلوبة [نحو 33 أقل ب 4 درجات من درجة حرارة الجسم – طبعا الرقم اكتشفته الطفرات بالصدفة] فاذا انخفضت تقوم العضلات بشد الخصية نحو الجسم لتدفئتها و اذا ارتفعت ترتخى العضلات لتبعدها عن الجسم [ردة فعل عصبية تطورت بالصدفة طبعا]

Vij Sodera, Van Niekerk, E., 2012. Vas deferens – refuting ‘bad design’ arguments, Journal of Creation. 26(3): 60 – 67.


بالاضافة الى ذلك توجد اليات تبادل حرارى حيث تمر الشرايين جالبة الدم الدافئ بجوار الأوردة الخارجة من كيس الصفن فتخفض درجة حرارة الدم الداخل الى الخصيتين


Weckalekar, Harsha, Brian P. Setchel, Eleanor J. Peirce, Mario Ricci, Chris Leigh, William G. Breed. 2010. “Whole Body Heat Exposure induces Membrane Changes in Spermatozoa from the Cauda Epididymis of Laboratory Mice” Asian Journal of Andrology. 12(4): 591 – 598


فى النهاية تنسب كل هذه الاليات الى الطفرات العشوائية و يتحفنا الدراونة بمشاكلهم مع ركلات أسفل البطن فى صورة اعتراضات علمية!!! المدهش فعلا أن التطورى سيقول لك أن الخصية ليست خارج الجسد للحفاظ على الحيوانات المنوية فى درجة الحرارة المطلوبة بل ان الحيوانات المنوية تطورت لتكون هذه درجة حرارتها المطلوبة لأن الخصية كانت خارج الجسد و هى مجرد مناورة كلامية يحاول فيها وضع العربة امام الحصان بافتراض العشوائية ابتداءا و كأنها حقيقة مع تجاهل عجزها التام عن انشاء كل هذا. يعلق الجراح مايكل اجنور على هذا المنطق العجيب قائلا: درجة الحرارة س أنسب للحيوانات المنوية لأن الحيوانات المنوية تطورت لتكون درجة الحرارة س أنسب لها. هذا رد عبقرى. لا أعرف ماذا كان العلم سيفعل بدون الاسهامات العميقة لنظرية التطور!!!


3-البروستاتا (كما تعلمون):


يدور الاعتراض على تصميم البروستاتا حول كونها محيطة بالاحليل و هو الأنبوب الرفيع الذى يحمل البول من المثانة الى خارج الجسم مما يعرضه الى الانسداد حال اصابتها بالعدوى أو تضخمها و أول ما نلحظه من الاعتراض هو ارتباطه بحالة مرضية أو بالشيخوخة و ليس بالحالة الطبيعية للانسان [لا تزعم مدرسة التصميم أن المصمم لا يريدنا أن نشيخ أو نمرض] و لكن ماذا عن أهداف هذا التصميم؟


الحقيقة أن الاحليل لا يمر عبر البروستاتا و لكن البروستاتا تنمو من جدار الاحليل و كأنها امتداد له مما يسمح لها بضخ افرازاتها فيه عبر قنوات افرازية صغيرة بكفاءة و سرعة أكبر أثناء الاستجابة الجنسية


McNeal, John 1998. “Anatomy and Normal Histology of the Human Prostate.” Chapter 2 pp. 19 – 34

Foster, Christopher S. And David G. Bostwick. 1998. Pathology of the Prostate. Philadelphia, PA: Saunders.

هذه الافرازات [التى أنتجتها العشوائية و الصدف السعيدة و أخطاء النسخ] مهمة لحياة و حركة الحيوانات المنوية و بالتالى اتمام الاخصاب


Johns, Richard and Kristin Lopez. 2006. Human Reproductive Biology. New York: Elsevier. p. 232 - 235

أضف الى ذلك أن انقباض البروستاتا مهم لدفع السائل المنوى الى الخارج بقوة أثناء القذف لتحسين فرصه فى اتمام رحلته و تحقيق التخصيب مع وجود صمام اسمه العضلة العاصرة البروستاتية [تطور بأخطاء النسخ] لمنع رجوع السائل المنوى الى الخلف


deGroat, W and A. Booth. 1980. “Physiology of Male Sexual Function” Annuals of Inernal Medicine. 92(2): 329 – 331

Katchadourian, Herant A. 1989. Fundamentals of Human Sexuality. New York: Holt, Rinehart, and Winston. 5th Edition.


بل ان احاطة البروستاتا ببنيتها العضلية حول أنبوب البول بهذا الشكل يساعد على التحكم فى البول و كبح جماحه الى أن يحين الوقت المناسب لاخراجه


Shuman, Tracy. 2006. Prostate Cancer: Urinary Incontinence. The Cleveland Clinic Report, Cleveland, OH.


اذن فوجود البروستاتا بهذا الشكل ليس ضعفا فى التصميم كما يزعم الدراونة و لكنه مهم لأداء وظائف التبول و التكاثر الجنسى.



4-الأسهر (الأنبوب ناقل المنى) Vas-Deferens :


الادعاء بضعف التصميم هنا سببه أن الأنبوب لا يتخذ أقصر طريق الى منطقة الاخراج (القضيب) و لكنه يدور حول المثانة و الحالب (الأنبوب الذى يحمل البول من الكلية الى المثانة) و هو ما يجعله طويلا بشكل غير ضرورى و كان يمكن جعله أقصر اذا كان مصمما الا أن التطور و هو يقوم بانزال الخصيتين الى الأسفل خارج الجسم عمل على اطالة الأنبوب المتصل بهما.


قبل أن نفند مزاعم سوء التصميم نلفت النظر من جديد الى الطريقة المجملة التبسيطية التى يتحدث بها الدراونة عن "التطور". ان هذا "التطور" هو عبارة عن طفرات و أخطاء نسخ حمض نووى أنزلت الخصيتين الى الأسفل و بالتزامن مع ذلك أطالت الأنابيب و الأوعية الدموية المتصلة بهما. اذا كان عبء الصدفة فى القيام بتغييروظيفى واحد ضخم فى حد ذاته فما بالك بالقيام بعدة تغييرات متزامنة مرتبطة ببعضها الى جانب طبعا صناعة اليات الحفاظ على درجة حرارة الخصية بعد خروجها بالسلامة من الجسد كما بينا أعلاه. طبعا هذا بعيدا عن الحديث عن صناعة كل هذه الهياكل من البداية و ضبط نموها الجنينى...لاحظ أن النمو الجنينى المنضبط بمفرده الذى يحول مجموعة خلايا الى كائن متكامل دليل على التصميم


“Making Sense of Biology: The Evidence for Development by Design" in Signs of Intelligence, eds. William A. Dembski and James M. Kushiner (Grand Rapids, Mich.: Brazos, 2001), 1 18-127

كما بينا بالمصادر فى الأعلى فان الحيوانات المنوية تحتاج الى ضبط درجات الحرارة و جزء من اليات ضبط هذه الحرارة هو انقباض أو ارتخاء العضلات المحيطة بالخصية لتقربها من الجسد أو لترخيها فتبتعد عنه و بداهة يحتاج أنبوب التوصيل أن يكون طويلا ليستوعب هذه التحركات ناهيك عن السماح بخلط جيد لمكونات السائل المنوى الاضافية التى يتم ضخها من غدد على طول مسار الأسهر


Johns, Richard and Kristin Lopez. 2006. Human Reproductive Biology. New York: Elsevier. p. 113 – p. 251

أضف الى ذلك أن الطول الزائد الذى تمنحه عملية الالتفاف حيوى جدا للتخصيب و بالتصميم القصير الذى يقترحه الدراونة كتصميم مثالى ستقل معدلات الخصوبة لسببين. الأول أن الأسهر يستخدم لتخزين الحيوانات المنوية بعد تصنيعها و ليس مجرد أنبوب ناقل فطوله يسمح بتخزين عدد أكبر مما يسمح بعدد أكبر من الحيوانات المنوية لكل عملية اخراج (قذف). الثانى هو أن الطول الاضافى يتيح مساحة زائدة للانقباض بقوة متزايدة بطول الأسهر مما يساعد فى قوة عملية الاخراج لايصال الحيوانات المنوية الى البويضة للتخصيب.


Koslov and Andersson. 2013. Physiological and Pharmacological Aspects of the Vas-Deferens-an update. Frontiers in Pharmacology. 4:101. August 22.

Winnal, WR, Wu H, Darraj MA, Rogers PAW, de Krester DM, Girling JE, Hedger M. (2013). Expression patterns of activin, inhibin and follistatin cariants in the adult male mouse reproductive tract suggest important roles in the epididymis and cas deferens. Reproduction, Fertility and Development. 2013; 25(3): 570 – 80

ان عملية الدفع هذه لا تحدث بمجرد الانقباض بل بما يسمى الحركة التمعجية التى تأخذ شكل أمواج على طول مسار الأسهر تنقبض خلف محتويات مقطع من الأنبوب لتدفعه الى الأمام و بالتوازى مع ذلك تسترخى أمامه حتى لا تعيقه [طبعا يجب أن نذكر أن الية الدفع المتناسقة هذه نتيجة الطفرات العشوائية التى أنتجت لنا هذا التصميم المعيب جدا]


Roberts, M. And Keith Jarvi. 2009. “Steps in the Investigation and Management of Low Semen Volume in the Infertile Man.” Canadian Urology Association Journal. December 3(6): 479 – 485.


و فى النهاية حان دورنا لنسأل التطوريين عن هذا الكم العجيب من "أخطاء النسخ" الذى أنتج الية التكاثر الجنسى و الذى لا يقدم له التطور تفسيرا سوى الخدعة التطورية المفضلة: ذكر فوائد الشئ و كأن مجرد وجود فوائد لالية ما سيجعلها تظهر حتى يختارها الانتخاب الطبيعى! أخطاء نسخ تنتج جهازا ذكوريا و جهازا أنثويا متفقان و متكاملان فى الشكل الخارجى و التصميم و الية العمل! تصميمان خارجيان مصنوعان للالتحام و اليات لأخذ نصف الحمض النووى فقط لا كله كما يحدث فى الانقسام الخلوى العادى و تحميله فى هيكل شبيه بالغواصة! و اليات لصناعة الغواصة برأس يحمل الحمولة و ذيل يدفعها للأمام و مصادر للطاقة لاتمام الرحلة! و اليات لانتاج السوائل المطلوبة لحفظ الغواصة الحية و امدادها بالغذاء و الطاقة و الحفاظ على درجة حرارتها و مستوى الحموضة/القاغدية المناسب لها! و على الجهة المقابلة اليات لاستقبال الحمولة و حمل الجنين و تغذيته و العناية به ثم ولادته! و اليات لانتاج الغذاء له بعد أن يولد و ضخه فى شكل مناسب لفمه! و هرمونات لجعل الطرفين من ذكر و أنثى راغبين فى هذه الممارسة ابتداءا! هذا الى جانب صناعة طبقة خاصة تغطى جلد الجنين لتحميه من الاحتكاك أثناء عملية الولادة كما تحميه فى أيامه الأولى أيضا بعد الولادة بالحفاظ على الحرارة و المناعة و رطوبة الجلد الى أن يتم التأقلم على بيئة الهواء بعد بيئة السائل


Singh, G., & Archana, G. (2008). Unraveling the mystery of vernix caseosa. Indian journal of dermatology, 53(2), 54–60.


و طبعا اليات الحماية ليست قاصرة على البشر فالأسماك مثلا تفرز مواد خاصة لحماية البيض و الصغار من أشعة الشمس الضارة لحين اكتمال نمو قدرتهم على حماية أنفسهم


"Zebrafish produce sunscreen to protect their embryos from UV light" NewScientist (12 June 2023)


كل هذا من خلال سلسلة من الصدف السعيدة و أخطاء نسخ الحمض النووى!!! و طبعا غياب أى جزء من هذه الأجزاء كفيل بفشل المنظومة اذ يجب أن تظهر كلها معا. و لعل من النقاط المثيرة فى تركيب السائل المنوى الى جانب كل ما يحتويه من عجائب مضبوطة بدقة لدعم عملية التخصيب أنه يحتوى على انزيم transglutaminase و بروتين semenogelin و بمجرد خروج السائل الى الهواء يقوم الأول بتحويل الثانى الى بروتين fibrin و الذى بدوره يؤدى الى فقدان كبير فى درجة السيولة للحفاظ على الحيوانات المنوية من الانسكاب خارج الجهاز التناسلى للأنثى. مهلا و لكن كيف سيحدث التخصيب و الوصول الى البويضة اذن؟ لم تنسى أخطاء نسخ الحمض النووى ذلك فبعد أن تنبأت بأنها تحتاج الى الحالة السائلة لاطلاق الحيوانات المنوية ثم تحتاج الى تحويلها الى حالة متماسكة لمنع الاهدار و أضافت المكونات المطلوبة قامت باضافة مكونات جديدة من الجزيئات و الانزيمات التى ستأكل الفيبرين المتجلط شيئا فشيئا محررو الحيوانات المنوية ببطء لا بسرعة لمنع الانسكاب خارج الجهاز التناسلى الأنثوى


Pro-KLKs are secreted into the prostatic fluid. High concentration of Zn2+ in prostatic fluid inactivates KLK3 activity. After ejaculation, prostatic and seminal vesicle fluids are combined. SEMGs are available to sequester Zn2+ as SEMGs have higher affinity to Zn2+ compared to KLKs. Pro-KLK5 undergoes autocleavage to rid of pro-peptide sequences and autoactivates. Subsequently, KLK5 activates pro-KLK2 and 3. KLK2 also potentially activates pro-KLK3. Activated KLK3 then hydrolyzes SEMGs into smaller fractions. After hydrolysis, semen becomes liquefied and sperm gain their motility to transport to the upper female reproductive tract for fertilization.

Anamthathmakula P, Winuthayanon W. Mechanism of semen liquefaction and its potential for a novel non-hormonal contraception. Biology of Reproduction 2020 Aug 4;103(2):411-426.


عملية معدة و مصممة بمنتهى العلم بالمتطلبات و العناية بالتفاصيل و ان غاب جزء من أجزاءها الكثيرة فشلت تماما و ما عاد هناك تكاثر و لا نسل و لا مجال فيها لا للخطوة خطوة و لا للتجربة و الخطأ





أضف الى ذلك أن رأس الحيوان المنوى يأتى محملا بمجسات لتمييز بروتينات سطح البويضة عن غيرها (شوف الصدف) و بانزيمات خاصة لاختراق جدارها و على صعيد اخر فان القنوات التى تصل بين موضع انتاج البويضة و موقع التخصيب تحتوى على شعيرات cilia لتساهم بحركة شبيهة بالكنس فى تحريك البويضة من موقع الانتاج الى موقعها النهائى تماما كالسير فى المصنع الذى تتحرك عليه الأجزاء. كل هذه العمليات ينظمها جيش من الهرمونات بالكميات و التوقيتات المطلوبة لانتاج البويضات بشكل دورى و منع الجهاز المناعى للأم من مهاجمة الجنين و توسعة فتحة الرحم فى الوقت المناسب لاتمام الولادة لا قبل و لا بعد و تحفيز الانقباضات المطلوبة للدفع الجنين الى الخارج أيضا فى الوقت المناسب لا قبل و لا بعد و تحفيز نمو الغدد الثديية و انتاجها للبن. أما عن الجنين ذاته فحدث و لا حرج فهو ليس مجرد نسخة مصغرة من الأبويين بل لديه "تصميماته" الخاصة التى تساعده فى هذه المرحلة فمثلا لديه نوع خاص من الهيموجلوبين بقدرة أعلى على ربط الأكسجين لتعويض بعض المواضع التى يختلط فيها الدم المؤكسد وغير المؤكسد أثناء النمو و بعد الولادة يتم "غلق" هذا الجين و الانتقال الى الهيموجلوبين الطبيعى. فى الجنين لم تبدأ الرئة فى العمل بعد لذا فان ضخ الدم اليها بلا معنى لذا فقد قامت أخطاء النسخ و عيوب التصميم بعمل ثلاث وصلات Ductus venosus / Ductus Arteriosus / Foramen Ovale (المربعات الحمراء فى الشكل الثانى أدناه) لتعديل مسارات الدورة الدموية الجنينية و تجاوز الرئة من الجهتين و الوصول الى المشيمة التى "تطورت" فى الأم و يا محاسن الصدف ليتم فيها تقريب دم الجنين من دم الأم لتبادل الأكسجين و الغذاء الى جانب طبعا تطور السائل الخاص amniotic fluid الذى يسبح فيه الجنين.




و لم تنسى أخطاء النسخ – مشكورة- أن تضيف الى هذا التصميم الردئ المزيد من الاليات العشوائية للتحكم الدقيق فى عملية التحول من النظام الدورى الجنينى الى النظام المعتمد على الرئة بعد الولادة مباشرة و التخلص من التوصيلات المؤقتة حتى لا تسببب مشاكل فى الدورة الدموية الجديدة المعتمدة على الرئة و طبعا لم تنسى أخطاء النسخ أن تنتج pulmonary surfactants قبل الولادة و هى المواد الخاصة التى ستمكن الرئة من العمل عندما يبدأ التنفس الطبيعى بعد الولادة




و الحقيقة أن مقدار التغيرات المرتبط بعملية الولادة أكبر من ذلك بكثير و هذه مجرد أمثلة...مثلا هناك مكونات فى لبن الأم مسئولة عن تنظيم جينات الرضيع بعد الولادة


Pingzhu Zhou & William T. Pu "Molecule in mothers’ milk nurses pups’ heart cells to maturity" Nature (24 May 2023)


Ana Paredes et al., "γ-Linolenic acid in maternal milk drives cardiac metabolic maturation" Nature (2023)


نعم نعم....لابد أنه التطور المتشارك coevolution لقد تطورت الغدد الثديية بالتشارك مع جينات الجنين و منظماتها...هذا مسمى عفوا أقصد تفسير رائع


عملية صناعة المشيمة و شبكة الأوعية الدموية المسئولة عن تبادل الغذاء و الأكسجين بين الأم و الجنين و التى بدونها يهلك



طبعا كل هذا صنعته أخطاء صدفوية فى نسخ الحمض النووى و الدليل؟ مقاس الحوض لا يعجب فخامة السادة التطوريين!


و طبعا لا ننسى عملية اعادة خلط الجينات أو التأشيب genetic recombination و التى تقوم بتبديل قطع بين كروموسومات الأب و الأم لانتاج كروموسومات ذات تنوعات أكبر هى خليط من الاثنين و لكن ليست نسخا طبق الأصل لزيادة التنوع الجينى فى الذرية. يتحفنا التطوريون دائما أن هذه "من اليات التطور" و لكنهم لا يقولون أنها عملية مصممة بعناية تتعاون للقيام بها عدة بروتينات متخصصة و معقدة على رأسها ماكينة تقوم بتبديل القطع بين الكروموسومات



Scott L. Page and R. Scott Hawley "THE GENETICS AND MOLECULAR BIOLOGY OF THE SYNAPTONEMAL COMPLEX" Annual Review of Cell and Developmental Biology (November 2004): Vol. 20:525-558


فعلا انه فى منتهى التطور و أخطاء النسخ و ضعف التصميم...بعد كل هذا تجد شخصا -بمنتهى الصفاقة و الجحود- يشير الى المشاكل التى تحدث فى نسبة من مليارات المرات التى تتم فيها هذه العملية بشكل ممتاز ليستدل على سوء التصميم و يتجاهل أنه لا يوجد أى شيء قادر على انتاج مثل هذه المنظومة أو ربعها بدون تصميم و ترديد كلمة "ملايين السنين" لا ينفى هذا. ان التفسيرات التطورية فى الواقع كلها تدور فى فلك ذكر فوائد التكاثر الجنسى مقارنة باللاجنسى كتنويع الجينات أو الاشارة الى كائنات يمتلك الفرد منها الجهازين التناسليين أو على الأقل القدرة على انتاجهما و تغيير الجنس و لكنها لا تشرح لك أبدا كيف نشأت منظومة كهذه خطوة خطوة عبر سلسلة طفرات نافعة بل تتظاهر و كأن ذكر فوائد الأجهزة أو طريقة توزيعها بين الكائنات تفسير كاف لظهورها


[ملحوظة: محتوى هذا الفصل ليس من كتاب أيقونات التطور لدكتور جوناثان ويلز و لكنه من كتاب ضعف التصميم حجة فاشلة أمام التصميم الذكى و كتاب Design Dissected و مقالات علمية لدكتور حسان بن عابد – و لكنى رأيت الحاقه بفصل ضعف التصميم الذى يتحدث عن العيوب المزعومة فى العين فقط]

167 views0 comments

Comments


Commenting has been turned off.
Post: Blog2_Post
bottom of page