top of page
Search
  • Writer's pictureIllidan Stormrage

تفنيد أركان الداروينية 4 : التعقيد غير القابل للاختزال Irreducible Complexity

Updated: Jul 29, 2023


“many patents have been awarded simply for novel proteins. Yet the design of a single protein involves far less intellectual content and originality than would be required to design a coherent complex of proteins self-assembling into an organelle. This exposes a certain irony: the intellectual input of inventors is recognized in a human-designed protein but not in a natural protein — or in a coherent subsystem of proteins composing an organelle like the flagellum.”

Waldean A Schulz "An Engineering Perspective on the Bacterial Flagellum: Part 3 – Observations" BIO-Complexity, Vol 2021


"الكثير من براءات الاختراع يتم منحها لمن يصممون بروتينات مع أن تصميم بروتين واحد يحتاج ابداع و تصميم أقل من مركب كامل من البروتينات...ان هذا مثير للسخرية اذ معناه أننا قادرون على ادراك تصميم بروتين فى المعمل و ليس فى الطبيعة...ناهيك عن مركب معقد من البروتينات كالسوط البكتيرى"



تتطلب النتائج النهائية للتطور الداروينى عبور فجوة شاسعة من المراحل التكيفية الوسيطة [التى لا يمكن للانتخاب الطبيعى الاحتفاظ بها الا اذا كانت وظيفية فى حد ذاتها و ليست مجرد وسيط] التعقيد غير القابل للاختزال [اللامختزل اختصارا] هو أى نظام وظيفى من جزأين مترابطين أو أكثر لا يمكن تبسيطهما أو انقاصهما دون تدمير الوظيفة


يقول عالم الأحياء M Trotter و زملاؤه فى جامعة ستانفورد أن وجود تكيفات جينية متعددة الخطوات كل خطوة فيها أقل ملاءمة من النمط الجينى الأصلى أحد أقدم مشاكل علم الأحياء التطورى [كون الانتخاب الطبيعى سيحتفظ بالنمط الأصلى الأكثر ملاءمة و يتجاهل الطفرة] ان أعضاء كالقلب مثلا لا يمكن أن تعمل حتى تنشأ مجموعة الأجزاء اللازمة للعضو ثم تتركب بصورة صحيحة بل ان الأطراف الصناعية الحديثة معقدة بشكل غير قابل للاختزال و كذلك الخلية نفسها


كان داروين يؤمن أن الخلية بنية بسيطة لذلك لم يعتبرها عقبة أمام التطور لكن الثورة العلمية الحديثة جعلتنا ندرك أن الخلية من أكثر المجمعات الصناعية تعقيدا فى العالم فهى تحتوى على خطوط انتاج و الات صناعية بروتينية و مولدات طاقة و طرق مواصلات يتحكم فيها بنك معلومات مركزى مؤمن بل البروتينات نفسها تتكون بتصميمات شديدة التعقيد لا يمكن وجودها صدفة


Kurland, Charles, Lesley Collins and David Penny. 2006. "Genomics and the Irreducible Nature of Eukaryote Cell" Science. 312: 1011. May 19.





نضرب مثال على التعقيد اللامختزل بالتلفاز فهو غير موجود حتى يتم اختراع و صناعة و تجميع كل مكون أساسى (وسيلة تحويل اختلاف الضوءالى اشارة كهربائية-طريقة لبث الاشارات فى الجو-طريقة لاستقبالالاشارات-طريقة لتحويل الاشارات الى الكترونات و اسقاطها على الشاشة المصممة لذلك) بالمثل تتطلب الحياة مستوى معين من التعقيد و الى أن يتحقق كله فلا يمكن للوظائف الأحادية المطلوبة للحياة أن تعمل فمثلا لن تعمل اليات التكاثر دون تغذية و لن تفعل الايات التغذية شيئا دون اليات التكاثر فلا تطور أو انتخاب طبيعى


هذا هو تحديدا ما أقر داروين أنه مشكلة حرجة فى نظريته أنه اذا ثبت وجود عضو معقد لا يمكن أن ينشأ عن طريق تعديلات طفيفة متتالية فستنهار النظرية-فى المقابل يجادل الدراونة بافتراض تسلسل لأحداث بسيطة تنتج جهازا معقدا دون أدلة تجريبية على حدوث هذا التسلسل المفترض بل زاد دوكنز قائلا "طالما الشئ موجود اذن فقد تطور فلا يسمح الا بالتفسيرات المادية فى العلم" و هذا الكلام عقيدة و ليس علم


التطور و التصميم:


يفترض التطور أن الاليات عديدة الأجزاء كالساق قد تطورت عبر تراكم جين واحد مفيد فى كل مرة و الخلية عبارة عن مجموعة ضخمة من مئات الالاف من الات البرويتين المعقدة و لتفسير وجودها تطوريا يتم افتراض سيناريوهات لتطورها خطوة خطوة بيتما يجادل أنصار التصميم أن الطفرات غير الموجهة لا يمكن أن تنتج نتيجة نهائية مركبة من عدة أجزاء فحتى لو أنتجت جزء من الالية يجب أن تكون جميع الأجزاء موجودة فى نفس الوقت لتعمل الوظيفة و الا فسيكون هذا الجزء بلا فائدة و عبء على الكائن يهدر موارده البيولوجية و لا يعطيه ميزة فى البقاء فلن يستبقيه الانتخاب الطبيعى حتى تتراكم عليه باقى الأجزاء فى أجيال قادمة بل سيستبقى الكائن الأصلى الذى لم يهدر موارده فى بنية بلا فائدة [هذا مع الاقرار تنزلا بأن هذه التصميمات الوظيفية المعقدة كالات نسخ و ترجمة و صيانة الجينوم يمكن أن تنشأ دون قصد أو تصميم و المشكلة الوحيدةهى الاحتفاظ بأجزاء هذه الاليات عبر الأجيال الذى لن يقوم به الانتخاب الطبيعى]


يجب أن تتواجد كل الأجزاء و يتم تجميعها و تركيبها بالطريقة الصحيحة حتى تعمل الوظيفة و تعطى الكائن ميزة فى البقاء على أقرانه حتى يختارها الانتخاب الطبيعى-اضافى الى ذلك فان الحمض النووى الذى يشفر بيانات الكائنات التى تتعرض للطفرات عبارة عن تصاميم و معلومات و المصدر المعروف للمعلومات هو الذكاء و كل معلومات و اليات عمل الحمض النووى من نسخ و صيانة و ترجمة و تصنيع معقدة بشكل غير قابل للاختزال و هذه معضلة كبيرة للداروينية.


[تحديث: ان هذه الظاهرة و ان كانت تنسب الى مايكل بيهى اعلاميا الا أنها من الأسئلة التى طرحت كثيرا قبل بيهى و لم يكن لها أى جواب و هى من الدوافع التى قادت ستيفن جاى جولد الى وضع نظرية التوازن المتقطع التى يتحرك فيها التطور فى قفزات فمثلا من الأمثلة التى استشهد بها جولد نوع من الأفاعى يسمى بوليراين يمتلك فكا علويا مقسوما الى قسمين بينهما مفصل مع وجود الأربطة و العضلات الخاصة بهذه الخاصية التشريحية الجديدة. مثل هذه الخصائص اما أن توجد بكل أجزائها أو لا توجد فلا يمكن مثلا أن ينقسم العظم دون وجود المفصل و لا أن ينقسم العظم و يوجد المفصل دون اعادة ترتيب للبنية العضلية و العصبية من أجل الحركة الجديدة


Gould "Return of the hopeful monsters" p. 28


Tom Frazzetta "From hopeful monsters to Bolyerine Snakes?" p. 63


و الحقيقة أن هذا النمط الذى يتطلب تغيرات متوازية بسبب غياب أى مراحل انتقالية وظيفية ممكنة شائع فى الكثير من الصفات التشريحية التى ان لم تتعدل معا فهى الاعاقة أو الموت


Frazzetta "Modeling Complex morphological change in evolution" p.129 - 130


نموذج مبسط جدا هو ما يسمى مواقع الربط التى تمسك بها البروتينات أهدافها و الجزيئات التى تتعامل معها ligands فهى تتطلب وجود عدة أحماض أمينية معا و و لا يمكن أن تنشأ خطوة خطوة لأن كل حمض أمينى منها بمفرده لن يقوم بأى وظيفة


Wen-Hsiung “Molecular Evolution” p.427


و أخيرا و ليس اخرا فبعد نحو 20 عاما من اصدار مايكل بيهى لكتابه صندوق داروين الأسود – بعد 20 عاما من الكذب على الناس بالزعم بعدم وجود تعقيد غير قابل للاختزال أو امكان نشأته بطرق خيالية مثل coption/exaptation أتى الاعتراف فى 2016. بعد أن تراكمت الأدلة و فاحت رائحة الأكاذيب أكثر مما ينبغى أتى الاعتراف بأن التظرية عاجزة عن تفسير نشأة السمات المعقدة كما نقلنا هنا من مؤتمر الجمعية الملكية للبيولوجيا التطورية و توالت بعد ذلك الاعترافات و اخرها فى مراجعة فى سنة 2022 تقول بوضوح أن الداروينية يجب أن تتطور هى الأخرى لتعيش و أن الخطوة خطوة وهم غير موجود فى الواقع


...requires multiple incremental changes that, individually, are not functionally more advanced.


“If it could be demonstrated that any complex organ existed, which could not possibly have been formed by numerous, successive, slight modifications, my theory would absolutely break down. But I can find out no such case.” Today, Darwin's missing cases are abundant including each complex transition to a new body type, metabolic cycle, or metabolic chain. Multi-step processes are routinely required at every evolutionary step.

Olen R. Brown and David A. Hullender "Neo-Darwinism must Mutate to survive" Progress in Biophysics and Molecular Biology 172 (2022) 24-38


و فى موضع اخر يقولون بصراحة أن التطور لكى يعمل يحتاج الى الية تحتفظ بتغيرات غير مفيدة و كأنها تنظر الى المستقبل


evolution lacks a sufficient mechanism for multifactorial selections because a process that looks forward, is nonrandom, deterministic, or occurs by an unknown biological process, is required...state #2 requires the necessary but biologically implausible ability to ‘look forward’ across succeeding generations to conserve small changes, that alone have no advantage, but which if conserved would be useful for complexification associated with speciation events...This is the biological state necessitated by the definition of selection by survival of the fittest...state #2 is biologically irrational because it requires selection by survival of the fittest to act over multiple generations.


طبعا كالعادة هم يحاولون افتراض سيناريوهات غير فعالة كالتنظيم الذاتى للمادة و الالتفاف حول الانتروبيا و هو ما تعرضنا له عند مناقشة فكرة الأنظمة المفتوحة و لكن الشاهد هو الاعتراف بأن الواقع يوافق ما قاله بيهى بعد أعوام من تكذيبه و الكذب عليه!!! ]



أعمال مايكل بيهى:


وثق بيهى فى كتبه الصعوبات الهائلة فى تفسير تطور الكثير من الالات النانوية nano [المجهرية/شديدة الصغر] و الأنظمة المعقدة للخلايا كنظام المناعة و الموت المبرمج للخلية apoptosis و تخثر الدم و اليات عمل الانزيمات و الهرمونات و الحمض النووى و مئات العمليات الأخرى التى تتكون من أجزاء مجرد حذف واحد منها سيفشل النظام بأكمله و بالتالى لا يمكن انتاجها بطريقة الخطوة خطوة التطورية بل انه لكى تعمل الكائنات ككل فلابد من مجود حد أدنى من الأجزاء معا و الا سيتوقف الكائن عن العمل [أى أن التعقيد اللامختزل يعمل على مستوى الكائن و على مستوى أنظمته الوظيفية] و لكى يعمل الانتخاب الطبيعى فينبغى أن تعمل اليات التكاثر أيضا وليس فقط اليات الحياة



لاحظ أن الطفرات (أخطاء نسخ الحمض النووى) التى يفترض أنها أنتجت كل هذا فى الواقع هى الية اتلاف فنظام الموت المبرمج للخلايا المشروح فى المقطع أعلاه مثلا عندما تصيبه الطفرات يصبح من أسباب السرطان. لاحظ أيضا أن الالية تتكون من سلسلة من المراحل و التفاعلات و الخطوات التى يقود بعضها الى بعض مما يعنى أنها بحاجة الى كل أجزاءها و البروتينات المشاركة فيها لتعمل. و الحقيقة أن مثل هذا النظام بغض النظر عن عدد مكوناته دليل على التصميم الهادف فكثيرا ما تفعله الخلية ان أصابها مرض أو خلل أو تلف مما يشى بأنه نوع من أنواع مراقبة الجودة الذى يقيس جودة المنتج النهائى على الهدف المطلوب و يقوم باعدام التالف. تزداد صعوبة انتاج نظام بتعديلات داروين الطفيفة المتتالية كلما زادت أنواع و أعداد الأجزاء المكونة للنظام فزيادة الأجزاء تزيد من صعوبة و تعقيد تركيبها و تفاعلها معا بالشكل الصحيح دون تصميم و قصد حيث تقل فرص وجود كل الأجزاء و تزيد فرص حدوث أخطاء فى تركيبهاو تجميعها


و لنأخذ مثالا بسيطا من حالة السوط البكتيرى الشهيرة...من المفترض أنه كان هناك نحو 30 بروتين من المستخدمين فى تكوينه قد نشأوا واحدا تلو الاخر و يا محاسن الصدف كانوا يمتلكون مواقع الارتباط binding sites التى تؤهلهم للارتباط معا لاحقا بالشكل الصحيح و بالزوايا الصحيحة و المقاسات المناسبة لصناعة السوط و تشغيله و القيام بالوظائف المختلفة كالدوران و التوجيه و قامت الخلية بشحنهم واحدا تلو الاخر بالكميات المطلوبة و الترتيب المطلوب الى موقع تركيب السوط سواء فى داخل الخلية أو خارجها لتتم العملية خطوة خطوة بدون أى تخطيط مسبق أو تصميم أو هدف مع أنهم بلا فائدة أصلا حتى يكتمل تركيب الحد الأدنى المطلوب لعمل السوط...أو وفقا لفرضية الاختيار المشترك التى سنناقشها ان شاء الله فى الفصل القادم كانوا موجودين فى الخلية للقيام بوظائف أخرى و بالصدفة كانوا بالمواصفات المناسبة ثم بشكل ما حدث طفرات ما أو تغيرات ما لتأتى بهم الى المكان الصحيح بالترتيب الصحيح و الكميات الصحيحة و تركبهم بالشكل الصحيح و يا حبذا لو كانت كل مرحلة لها وظيفة و هو ما يفترضه التطوريون و لم يثبتوه أبدا ...أما تفاصيل التركيب و التفاعلات المطلوبة و غير المطلوبة بينهم لاتمام عمل السوط فحدث و لا حرج و يمكننا رؤية نموذج للتراكيب المطلوبة بين الأجزاء فى الشكل المشروح فى الصورة أدناه من احدى الأوراق الدارسة لطريقة تركب السوط من أجزاؤه



Waldean A Schulz "An Engineering Perspective on the Bacterial Flagellum: Part 3 – Observations" BIO-Complexity, Vol 2021


Lewis D.B. Evans et al., "Building a flagellum outside the bacterial cell" Trends in Microbiology, 2014 Oct; 22(10): 566–572.


و ان لم تصدق أن كل هذا حدث عن طريق اخطاء النسخ (الطفرات) دون تصميم و اعداد مسبق للأجزاء و قياساتها و علاقاتها و طريقة تركيبها فاعلم أن مايكل بيهى هو الذى منعك


مثال اخرعلى ذلك intraflagellar transport system نظام النقل داخل الأسواط و الذى هو مجرد جزء من السوط فهو نظام معقد ضرورى لتكوين و صيانة أهداب و أسواط الخلية حقيقية النواة موجود فى كل أنواعها البدائية و المتطورة على حد سواء فان كان من الممكن وجود نسخة أبسط ليتطور منها لوجدت فى بعض أشكال الحياة البدائية وحيدة الخلية لكن لا يوجد


كلما تعلمنا أكثر عن الحياة أدركنا تعقيدها و أن التصورات السابقة البسيطة التى كان من السهل تفسيرها بالتطور ليست بهذه البساطة و تستعصى على التفسير الداروينى. يعتمد تعريف التعقيد اللامختزل على


1-وظيفة النظام


2-الطريقة التى يؤدى بها الوظيفة


3-الحد الأدنى من الأجزاء المطلوبة لتحقيق ذلك


يحتج التطوريون بأن التعقيد اللامختزل قائم على فكرة كل شئ أو لا شئ [فمثلا العين اما تبصر أو لا تبصر] بينما هناك حلول وسط قد تعمل و الحقيقة أن هذا أصلا ليس التعريف الصحيح له بل تعريفه هو الحد الأدنى من الأجزاء التى بدونها ستفشل الوظيفة وتستخدم مختبرات الأحياء الجزيئية molecular biology تقنية تعطيل الجينات لتعطيل جين معين و تقييم تأثير ذلك على وظائف الكائن و النتائج تدحض هذا الاعتراض فهناك حد أدنى من الجينات أو الأجزاء بدونه لن تعمل الوظيفة بالكلية لا بشكل جيد و لا سيئ.


الحد الأدنى من متطلبات الحياة:


ان الفيروس-الذى هو أبسط من أن يصنفه العلماء ككائن حى-يحتاج الى حد أدنى من الأجزاء ليعمل حتى يتمكن من الالتصاق بجدار الخلية ثم حقن حمضه النووى الى داخلها متجاوزا الغشاء فما بالك بأنظمة أكثر تعقيدا على مستوى الخلية أو الكائن ككل و قد رصدت الأبحاث ما يحدث اذا فقد أى مكون ضرورى من الأنظمة الضرورية للحياة و النتيجة دائما الموت و من أشهر الأمثلة على ذلك تجربة كريج فنتر الشهيرة التى يتم الترويج لها على أساس أنه صنع خلية فى معمله بينما الحقيقة أنه أتى بواحدة من أبسط الخلايا و بدأ حذف الجينات منها فانتهى الى أنه حتى هذه الخلية البسيطة تحتاج الى حد أدنى من مئات الجينات حتى تبقى حية فقط مما ينفى تماما امكان نشأتها بطريقة الخطوة خطوة الداروينية و يؤكد أن أبسط أشكال الحياة معقد بشكل غير قابل للاختزال


John I. Glass, Nacyra Assad-Garcia, Nina Alperovich, Shibu Yooseph, Matthew R. Lewis, Mahir Maruf, Clyde A. Hutchison III, Hamilton O. Smith, and J. Craig Venter "Essential genes of a minimal bacterium" PNAS January 10, 2006 103 (2) 425-430; doi.org/10.1073/pnas.0510013103



ان أشكال الحياة المعقدة تتطلب مليارات الأجزاء المجتمعة بترتيب صحيح لتعمل و يجب أن تكون هذه الأجزاء مناسبة ليس فقط لدورها و لكن للاندماج و التنسيق مع باقى الأجزاء لأداء الوظيفة النهائية كما ينبغى وجود اليات و خطوط انتاج لتصنيع و نقل و تجميعهذه الأجزاء و صيانتها و استبدالها عند الضرورة و هذا مستوى اضافى من التعقيد اللامختزل فى الخلية بل ان العنصر الكيميائية الأساسية المكونة للدهون و البروتينات و الحمض النووى مكونة و جزيئات و ذرات معقدة بشكل غير قابل للاختزال و هو مستوى اضافى جديد من التعقيد فمجرد اضافة أو ازالة الكترون أو بروتون من ذرة سيغيرها


للمزيد عن التعقيد غير القابل للاختزال يمكن مراجعة ملخص الفصل الخاص به من كتاب تصميم الحياة t.ly/45Rf


الاعتراضات:


يحاول التطوريون الاعتراض على التعقيد اللامختزل بافتراض عدد أقل من الأجزاء اللازمة لعمل وظيفة ما و الحقيقة أن تقليل عدد الأجزاء لا يحل المشكلة حيث يبقى حد أدنى من الأجزاء المطلوب تواجدها معا لتعمل الوظيفة فاثبات أنها مثلا 4 و ليست 5 لا ينفى المبدأ. يجادل اخرون بأنه طالما هناك أدلة أخرى على التطور كالأحافير و التنادد homology اذن فالتطور حقيقة و التعقيد وهم و لكن الأدلة الأخرى نفسها تم تفنيدها. حاول اخرون استخدما مصطلح الجينات الخردة Junk dna للتدليل على عدم وجود تصميم بزعم أن معظم الحمض النووى بلاوظيفة فافترضوا أنه بقايا تطور و لكن جاء مشروع ENCODE موسوعة الحمض النووى ليدحض هذه المزاعم و يكتشف وظائف الحمض النووى بل و قد اتهم القاضى Jones التعقيد اللامختزل بأنه مفهوم دينى [جونز هو قاضى محاكمة دوفر الذى أصدر حكما بمنع تدريس التصميم الذكى فى المدارس و تهمة المفهوم الدينى تظهر مشكلة الداروينية الحقيقية بعيدا عن ادعاء الحياد العلمى]


يعترض اخرون بأن هناك مستويات متعددة لأداء الوظيفة و لتعقيد المكونات فالعيون مثلا لها مستويات متعددة من التعقيد و درجات متباينة من دقة الرؤية و الحقيقة أن هذا القول لا علاقة له بالتعقيد غير قابل للاختزال اذ يتعامل مع الحد الأدنى من المكونات لوجود عين أو للقفز من الخلية الحساسة للضوء (التى هى أصلا تحتاج حد أدنى من المكونات) الى العين بل انه من المثير للسخرية أن أحد الكتب التى أرادت الانتصار للتطور قد وضعت على غلافها صور لعيون متباينة بينها أسهم و الى جانب كون هذا لا ينفى أن أى عين من هذه تحتاج حد أدنى من الأجزاء لتعمل و تتحول الى أخرى فان دراسة شجرة الحياة أثبتت أن هذه العيون المتباينة لا تقع صلا على نفس الخط التطورى و لا يسبق أى منها ظهور العيون المركبة فى العصر الكمبرى لذا فان الصور المليئة بالأسهم التى يليقيها التطوريون يمينا و يسارا ليست فى الواقع سوى تصورات ذهنية لا تدعمها الأدلة


الاستنتاج:


التعقيد غير القابل للاختزال مفهوم تدعمه البحوث التجريبية و يطابق المعيار الذى وضعه داروين لخطأ نظريته و هو وجود أعضاء معقدة لا يمكن أن تنشأ بتعديلات طفيفة متتالية و هو موجود فى كل الكائنات الحية على عدة مستويات بل ان حتى أبسط الخلايا تحتاجالى حد أدنى من الجينات يقدر ببضع مئات مع اليات جزيئية معقدة لقراءة الجينات و تصنيع البروتينات. كل جزء من النظام المعقد بمفرده بلا فائدة فلن يبقيه الانتخاب الطبيعى حتى تتطور باقى الأجزاء بعد أجيال لأنه عبء على موارد الكائن الحيوية لذا تعجز الداروينية عن تفسير هذا الأمر تماما كما عجزت عن تفسير الظهور المفاجئ [الانفجارى] للأنواع المختلفة فى السجل الأحفورى. و أخيراافتراض عدد أقل من الأجزاء للنظام لا يحل المشكلة طالما ظل النظام متعدد الأجزاء أو الخظوات كما أن الحقيقة التى نعلمها جيدا اليوم هى أن البروتينات و الحمض النووى ليسا مجرد جزيئات متراصة بجوار بعضها. ان الحمض النووى قاعدة بيانات عملاقة مصحوبة بنظام ادارة قواعد بيانات مشابه لما يستخدمه المبرمجون DBMS يحدد متى و أين و كيف تستخدم كل معلومة لبناء الالات الوظيفية البروتينية بالشكل الصحيح ثم نقلها الى المكان الصحيح. ان مصدر مثل هذه الأنظمة المعلوماتية و الصناعية الوظيفية المتشابكة يكون العلم و الذكاء و التصميم و ليس العمليات العشوائية.



70 views0 comments

Comentarios


Los comentarios se han desactivado.
Post: Blog2_Post
bottom of page