top of page
Search
Writer's pictureIllidan Stormrage

تصميم الحياة 8: أصل الحياة

Updated: Mar 9


يقول بروفيسور الكيمياء و النانوتكنولوجى جيمس تور ان كل مزاعم تفسير أصل الحياة تقوم على الحصول على مواد كميائية بنقاء و تركيز غير متوافران فى البيئة ثم مزجها فى ظروف معدة بدقة فى المعمل و التدخل فى التجربة أكثر من مرة لعزل بعض المواد أو تعديل الظروف ثم فى النهاية انتاج بعض العناصر الأولية كالأحماض الأمينية ثم الزعم أنها سترتب نفسها بعد ذلك لتنتج شكلا أوليا للحياة و قد علق أحد الباحثين فى المجال فى مقالة فى دورية نيتشر (التى طبعا لا علاقة لها بدعم التصميم الذكى)على قيام بعض التجارب بافتراض ظروف للأرض البدائية محل جدل كبير و غير متفق عليها بين الخبراء بل فى بعض الأحيان غير واقعية بالمرة و عقب على تدخل الباحثين المستمر فى التجارب داعيا اياهم على الأقل الى ذكر عدد مرات التدخل بصراحة و ذكر بصراحة يشكر عليها سبب التغافل عن تدخلات الباحثين فى التجارب بهذا الشكل برغم كونها تدخلات لن تحدث فى بيئة الأرض البدائية: نحن لا نرتاح للتدخل الالهى


For potentially prebiotic, enzyme-free multistep syntheses, a chemical work-up at the end of a reaction is often required, involving steps such as precipitation, crystallization or other forms of handling and purification, and an often drastic change in chemical conditions from one synthetic transformation to the next...After all, it is not easy to see what replaced the flasks, pipettes and stir bars of a chemistry lab during prebiotic evolution, let alone the hands of the chemist who performed the manipulations. (And yes, most of us are not comfortable with the idea of divine intervention in this context.)

Clemens Richert "Prebiotic chemistry and human intervention" Nature Communications volume 9, Article number: 5177 (2018)


من الممكن جدا أن نتفق معه فى فوله لأن العالم لا يمكنه أن يجرى تجربة فى معمله ثم يخرج قائلا أنه قد وجد التدخل الالهى و لكن واضح جدا من النتائج أن التدخل هو التفسير الأفضل لحدوث هذه الأشياء بدليل ما يفعلونه فى تجاربهم


...the hand of the researcher becomes for all intents and purposes the hand of God.

Simon Conway Morris "Life's Solution: Inevitable humans in a lonely universe" p. 41 (2003)


المبحث الأول : المعضلة و الهروب


ان معظم محاولات الدراونة لتفسير أصل الحياة قائمة فى الواقع على الهروب من المعضلة بتبسيطها جدا ثم التظاهر بايجاد تفسير لهذا التبسيط. ان الخلية كما يعرفها علم البيولوجيا الجزيئية الحديث لا علاقة لها بتلك الصورة المبسطة التى كانت سائدة أيام داروين فهى مدينة صناعية متكاملة على أسوارها ملايين البوابات المنظمة و فى داخلها شبكة نقل و مواصلات دقيقة و بنك ذاكرة مركزى و وحدات معالجة معلومات و مصانع تركيب و مفاعلات توليد طاقة و فى قلب النواة سلاسل الحمض النووى DNA التى تحوى شفرة تصميم كل هذا و تصنيعه عن طريق روبوتات بروتينية مذهلة الدقة و التنسيق مكونة بدورها من مئات الأحماض الأمينية المرتبة بدقة فى بنية ثلاثية الأبعاد تنافس أعتى ما نعرفه من الهندسة النانوية nano-technology و كل هذا يعمل بدقة و تنسيق و تناغم مذهل لتحقيق أهداف مشتركة.


Michael Denton, Evolution: A Theory in Crisis (Bethesda, Md.: Adler & Adler, 1985), 328-329

حتى محاولات الدراونة للتهرب الى الخلايا المفتقدة للنواة كنموذج أبسط هو كالهروب من الحاسب الالى المحمول الى الهاتف المحمول فحتى هذه تحتوى على اليات التشفير و و التصنيع و التكاثر و توليد الطاقة و غيرها من البنى البيوكيميائية المعقدة [لاحظ أن فرضية تطور الخلايا بدائية النواة prokaryotes الى حقيقية النواة eukaryotes قد فندها تماما دكتور جيرى برجمان فى كتابه تفنيد أركان الداروينية فحتى الهروب اليها لا معنى له t.ly/wj1e ] فهل يمكن لبدائيات النوى أن تتطور من الصفر؟ هذه فرضيةلا دليل عليها و لا وجود لأشكال حيوية سابقة عليها يمكن أن تكون سلفا لها بل انها تواجه نفس المعضلة الكبرى (معضلة أيهما أسبق البيضة أم الدجاجة) فالبروتينات تحتاج الشفرة الوراثية ليتم تصنيعها و الشفرة الوراثية تحتاج البروتينات ليتم نسخها و ترجمتها فوجود واحد دون الاخر بلا معنى. حاول الدراونة الهرب بالاشارة الى الكائنات الطفيلية كالفيروسات و الجراثيم كنموذج أبسط للحياة و لكن هذه لا يمكن الاحتجاج بها ببساطة لأنها غير قادرة على حياة بدون خلايا كاملة تغزوها و تتطفل عليها و تسرق منها نتائج وظائفها بل ان أبسط هذه الكائنات غير القادرة على الحياة بمفردها carsonella ruddii جينومها مكون من 160 ألف حرف...فعلا يا للبساطة!!! من جديد حاول الدراونة الهرب الى علم الأحياء الفضائى و افتراض أن هناك نمط حياة مختلف لا يتطلب ثنائية الDNA و البروتين نشأ فى الفضاء ثم تطورت منه هذه الثنائية و جاءت الينا مع النيازك – و كعادة فرضيات الدراونة التى يضعونها كلما حاصرتهم الحقائق فهى بلا دليل أو مشاهدات داعمة...تذكر هذا و أنت ترى علم الأحياء الفضائى معترف به بينما التصميم مرفوض كعلم.


المبحث الثانى: فرضية أوبارين


هى فرضية تحاول تفسير نشأة الخلية الأولى فى بيئة الأرض البدائية تدريجيا من مواد كيميائية أولية بسيطة و تقر هذه الفرضية بعجز الصدفة بمفردها عن التسبب فى التفاعلات الكيميائية المطلوبة و تقترح وجود ميل داخلى فى المادة للتنظيم الذاتى مما أنتج البنى المعقدة [وجب التنبيه هنا الى أن هذا يتعارض مع أحد القاواعد الفيزيائية و هى الانتروبيا entropy و التى تقول بميل المادة للتشتت و السكون لا الترتيب و التفاعل و انتاج التعقيد] و يمكننا تلخيص ادعاءات أوبارين كما يلى:


1-تراكم المركبات العضوية صانعة حساء بدائى فى بيئة خالية من الأكسجين لأن تفاعلات الأكسدة ستدمر هذه المركبات و قد حاول علماء اخرون افتراض النشأة تحت البحار و المحيطات لتجنب معضلة الأكسجين الا أن هذه تكون فى حالة توازن مع الغلاف الجوى فان وجد فيه الأكسجين الحر وجد فيها أيضا فلا فارق.


2-وجود "طريقة ما" لحفظ المركبات العضوية حيث تعتمد الفرضية على وجود مصادر طاقة كالاشعاع الكونى و الصواعق و الحرارة و غيرها لدفع التفاعلات و تحويل الغازات الجوية الى مركبات معقدة كالأحماض الأمينية و السكاكر و لكن نفس مصادر الطاقة هذه قادرة على تدمير هذه المركبات


3-التكثيف: حيث يجب ألا تتنتاثر المركبات الناتجة بل تتكاثف بتركيزات عالية منعزلة عن غيرها حتى تتفاعل مع بعضها لانتاج الحمض النووى و البروتينات و الشحوم دون أن تتفاعل مع مركبات أخرى قد تفسدها


4-التوجه الموحد: تحتوى الطبيعة على الأحماض الأمينية و السكريات بتصميمات ثلاثية الأبعاد تتواجد بشكلين ميمن وميسر كصورتين فى المرأة و تتواجد هذه النظائر المتطابقة المعكوسة بشكل متساو فى البيئة و مع ذلك فالخلايا الحية تستخدم الأحماض الأمينية الميسرة فقط و السكاكر الميمنة فقط و دخول حمض أمينى واحد ميمن فى تركيبة البروتين كفيل بافساده حتى لو كان هو الحمض الصحيح اذن فقط كان هناك توجها نحو استخدام نظائر معينة


5-الظهور المتزامن للجزيئات المعتمدة على بعضها كالحمض النووى و البروتينات لتجنب مشكلة البضة و الدجاجة و تناسقهما معا و عملهما معا


6-التكامل الوظيفى: حيث يتم ترتيب الاف الأجزاء من الاليات البيوكيميائية لانتاج الوظائف الأساسية للخلية البدائية فى قطرات مرتبة من البروتينات و الدهون تتنافس على الموارد ليتحد من يتبقى منها مكونا الخلية الأولى


7-التركيب الضوئى: مع انخفاض الموارد فى الوسط المحيط بسبب استهلاكها طورت الخلايا الأولى القدرة على صنع الغذاء بتفسها عن طريق سلسلة من الأحداث الكيميائية الصدفوية التى أدت الى ظهور التمثيل الضوئى الذى تسبب فى انتاجها للأكسجين مما مكن خلايا أخرى بالتبعية من تطوير التنفس


سنة 1953 تمت تجربة يورى-ميلر التى قام فيها العالمان بمحاكاة البيئة الأولية المفترضة للأرض فى المعمل و انتاج بعض الأحماض الأمينية و المركبات العضوية و تبعتها عدة تجارب أخرى اشتركت كلها فى أمرين: الأول هو عدم المحاكاة الدقيقة لظروف الغلاف الجوى البدائى و الثانى هو القدرة على انتاج مركبات بسيطة فقط دون تعقيد


المبحث الثالث: أخطاء فرضية أوبارين


1-الغلاف الجوى: لتنجح الفرضية يجب غياب الأكسجين من الغلاف الجوى للأرض البدائية لأنه يعيق التفاعلات المنتجة للمواد الحية و يحطم النتائج بالأكسدة و لكن العلماء يمتلكون أدلة قوية على وجود الأكسجين الحر فى ذلك الوقت بل و قبله حيث وجدوا الأكاسيد الناتجة من تفاعل المعادن مع الأكسجين فى صخور تعود الى عصور ما قبل ظهور الحياة. الى جانب ذلك ففكرة غياب الأكسجين معناها عدم تكون الأوزون و بالتبعية مرور اشعاعات قاتلة تقضى على أى حياة تتكون.


J. H. Carver, “Prebiotic Atmospheric Oxygen Levels,” Nature292 (1981): 136-38; James F. Kasting, “Earth’s Early Atmosphere,” Science 259 (1993): 920-26.

Charles B. Thaxton, Walter L. Bradely and Roger L. Olsen. The Mystery of life's Origin. Lewis and Stanely. Dallas. 1992. p.73 - 94


كذلك اعتمدت التجارب على غنى الغلاف الجوى بالهيدروجين المطلوب لانتاج الميثان والأمونيا اللازمان لانتاج الأحمض الأمينية و لكن العلماء اليوم يعرفون جيدا أن الغلاف الجوى لم يكن كذلك اطلاقا بل تعارض الأدلة افتراض غناه بالهيدروجين أو الميثان و الأمونيا و فى عامى 1977 و 1984 تم عمل تجارب واقعية بالاعتماد على المعلومات الحديثة عن الغلاف الجوى فى تلك الفترة و لم ينتج عنها حمض أمينى واحد.


Philip H. Abelson, “Chemical Events on the Primitive Earth,” Proceedings of the National Academy of Sciences USA 55 (1966): 1365-1372
Marcel Florkin, “Ideas and Experiments in the Field of Prebiological Chemical Evolution,” Comprehensive Biochemistry 29B (1975): 241—242
Sidney W. Fox and Klaus Dose, Molecular Evolution and the Origin of Life, rev. ed. (New York: Marcel Dekker, 1977), 43, 74-76
Jon Cohen, “Novel Center Seeks to Add Spark to Origins of Life,” Science 270 (1995): 1925-1926
Heinrich D. Holland, The Chemical Evolution of the Atmosphere and Oceans. (Princeton: Princeton University Press, 1984), 99—100. 

2-ليتم دفع المواد الكيميائية للتفاعل نحتاج الى طاقة كالحرارة أو الكهرباء و لكن المفارقة أن نفس هذه الطاقة ستعمل على تحطيم المركبات الناتجة و هو ما يتم تجاهله فى مثل هذه الفرضيات و الالتفاف عليه فى التجارب باضافة اليات لعزل النتائج قبل تحطمها و هذه المشكلة حاضرة سواءا افترضنا نشأة الحياة فى البحار أو على الأرض

Paul Davies, The Fifth Miracle: In Search for the Origin and Meaning of Life (New York: Simon & Schuster, 1 999), 89—90.

3-ان المركبات الحيوية لا تبحث عن النظائر الصحيحة لتتفاعل معها فمثلا لن تبحث الأحماض الأمينية عن بعضها لتتفاعل معا و تنتج البروتينات و لكنها ستتفاعل مع مركبات أخرى موجودة فى البيئة كالسكاكر مقيدة بعضها البعض فى نتائج غير وظيفية و لهذا وضع أوبارين فرضية التكثيف و لكن لا يوجد ما يدفعنا للاعتقاد بأن الطبيعة ستقوم بتكثيف المركبات المطلوبة مع بعضها البعض


Alan W. Schwartz, “Intractable Mixtures and the Origin of Life,” Chemistry & Biodiversity 4(4) (2007): 656
Charles Thaxton, Walter Bradley, and Roger Olsen, The Mystery of Life’s Origin: Reassessing Current Theories (New York: Philosophical Library, 1984), 104—6
J. Brooks and G. Shaw, Origin and Development of Living Systems (New York: Academic Press, 1973), 359

4-ان الأحماض الأمينية و السكاكر و البروتينات و الDNA ليت مجرد تركيبات كيميائية بل ان لها بنية ثلاثية الأبعاد مرتبطة بوظيفتها و قد تتكون بتركيب كيميائى صحيح لكن ببنية خاطئة غير مناسبة للوظيفة بل اننا نجد حالة من الاختيار الواضح لنظائر الأحماض الأمينية الميسرة و السكاكر الميمنة للاستخدام برغم من تواجد هذه النظائر بشكل متساو فى البيئة. ان الطبيعة و المادة لا تستطيعان اجراء هذا الاختيار بل ان تجارب المحاكاة كتجربة يورى-ميلر قد أنتجت 50% من الأحماض ميمنة و 50% ميسرة. حاول بعض الباحثين استخدام بعض البلورات المحفزة الا أن أقصى ما وصلوا اليه كان 45-55 [لاحظ أنهم يتعاملون و كأن مجرد التراكم سيقوم بانشاء بنية وظيفية معقدة و هذه قفزة "ايمانية" تتعارض مع بديهيات العلم و لكن حتى هذا التراكم فشلوا فيه]


Robert M. Hazen, Timothy R. Filley, and Glenn A. Goodfriend. “Selective Adsorption of L- and D- Amino Acids on Calcite: Implications for Biochemical Homochirality,” Proceedings of the National Academy of Sciences 98 (8 May 2001): 5487—90.


5-بفرض تواجد السكاكر و الأحماض الأمينية فالان عليها أن تترابط و تتسلسل بشكل صحيح فالمتوسط طول البروتين عدة مئات من الأحماض الأمينية بينما الحمض النووى قد يبلغ عدة ملايين من الحروف. ان الحمض الأمينى هو وحدة بناء البروتين و يرتبط مع الأحماض الأمينية الأخرى بأنواع مختلفة من الروابط لكن نوعا واحدا فقط من هذه الروابط الممكنة هو الرابطة الببتايدية اللازمة لانتاج البروتينات. يجب أيضا أن يحدث الارتباط على سلاسل خطية بدون أى ارتباط فرعى أو جانبى تنشأ عنه سلسلة جانبية و الا فسد البروتين و طبعا يجب أن تكون الأحماض الأمينية مرتبة بالشكل الصحيح. أضف الان الى كل ذلك أننا لا نتحدث فقط عن ال20 حمض أمينى التى تتشكل منها بروتيناتنا لأن بيئة الأرض البدائية احتوت على أحماض أمينية أكثر من ذلك بنظائرها الميمنة و الميسرة و هذا يعطينا على الأقل 50 حمضا أو أكثر لكل منها شكلين. الان بعد وضع كل هذه الظروف فى الحسبان يصبح احتمال ترتيب 100 حمض أمينى ميسر من النوع الصحيح بالشكل الصحيح و الروابط الببتايدية فقط بشكل خطى دون تفرعات جانبية 1 من 10 أس 200!!! فاذا أضفنا لكل هذا أن هناك مركبات أخرى كالسكاكر و الدهون تتنافس مع الأحماض الأمينية على الارتباط و التفاعل من السلاسل يصبح الرقم غير قابل للحساب أصلا. [فى ضوء هذا تصبح محاولات الدراونة للتهرب من تشكل الأحماض الأمينية على الأرض الى أنها جاءت من الفضاء و ترتبت على الأرض هراء]


للهروب من هذا ماذا يفعل التطور؟ يحكى قصة ثم يتعامل معها على أنها حقيقة علمية. لابد أن الحياة قد بدأت ببروتينات قصيرة و صغيرة ثم تطورت...حقا؟ و ما الدليل على هذه القصة سوى أن التطور يحتاجها لانقاذ نفسه...الطريف أنه حتى لو سلمنا بهذه القصص التطورية فان معظم البروتينات تعمل بالارتباط مع بعضها لتكوين هياكل أكبر قادرة على القيام بالوظائف فن افترضت بروتينات أصغر ستحتاج الى عدد أكبر و التحامات أكثر للوصول الى الشكل الوظيفى النهائى و بالتالى فقصتك الطريفة لا تفعل شيئا سوى نفل الحمل الاحتمالى من طول البروتينات الى عددها


و حتى اذا تجاهلنا كل هذا و افترضنا جدلا أننا نبحث عن تسلسل وظيفى قصير نسبيا من 150 حمض أمينى بدون أى من التداخلات المذكورة تظل نسبة الوصول اليه نحومن 1 من 10 أس 77


Douglas D. Axe, “Extreme Functional Sensitivity to Conservative Amino Acid Changes on Enzyme Exteriors,” Journal of Molecular Biology 301 (2000): 585-595.

و للمزيد حول استحالة تطور حتى الأطوال القصيرة من البروتينات بسبب ضخامة الفضاء التسلسلى المتاح للبحث عن التسلسل المطلوب حتى لو كان قصيرا يرجى مراجعة أيقونات التطور: ملايين السنين t.ly/ac0k .


يعلق جيرالد جويس أحد الباحثين المشاهير فى مجال اصطناع انزيمات RNA : "ان تغير الفرضية من حمض نووى أولا الى رنا أولا أو حتى بروتينات أولا لن يحل مشكلة فوضى التفاعلات الرهيبة فى كيمياء ما قبل الحياة [الحساء البدائى المفترض]" و التى لا يمكن تجاوزها بدون اختلاق ظروف خاصة و توجيه للتفاعلات فى المعمل


Geald F. Joyce "The antiquity of RNA based evolution" Nature 418 (2002): 214-221


6-اذا نشأت كل مكونات الخلية و كانت يا محاسن الصدف فى نفس النقطة فلم تتكون بعيدا عن بعضها و كانت بالنسب الصحيحة و بدون أى عوامل معترضة فان هذه المكونات ببساطة لا تتجمع لتشكل خلية و لا تدب فيها الحياة و لا تبدأ بالعمل و قد تم تجربة هذا الأمر فى المختبرات أكثر من مرة. هذا فى حال وجود كل المكونات معا فما بالنا بحالة عدم وجودها. ان انتاج بروتين واحد يحتاج الى عمل 60 بروتين اخر لفك الحمض النووى و قراءته و ارسال الرسائل و ترجمتها فى النهاية الى أحماض أمينية و صناعة البروتين و ثنيه لتشكيله و غياب أى وظيفة من هذه أو عدم تناسقها مع الوظائف الأخرى يعنى عدم تصنيع البروتين. طبعا هذا الى جانب الة الرايبوسوم المعقدة التى تتكون بدورها من نحو 50 بروتين و جزيئة RNA و التى تقوم بعملية تركيب الأحماض الأمينية فى سلاسل البروتين. ان الخلية منظومة معقدة بشكل غير قابل للاختزال و تتكون من منظومات معقدة غير قابلة للاختزال تتكون بدورها من أجزاء غير قابلة للاختزال و هكذا لكن المذهل فعلا أن توفير كل هذا التعقيد القابل للاختزال مع بعضه لا يصنع السر المدهش المسمى الحياة.



[ان كائن وحيد الخلية بسيط نسبيا كالخمير يمكن أن تتركب بروتيناته وفقا للأبحاث بعدد مهول من الطرق المختلفة المختلفة يصل الى 10 أس 79 ألف مليون طريقة


"The Functional State is selected from a staggering number of useless or potentially deleterious alternatives...the call cannot self-organize by random assembly of its components"

Peter Tompa , George D Rose "The Levinthal paradox of the interactome" Protein Science . 2011 Dec;20(12):2074-9. doi: 10.1002/pro.747. Epub 2011 Nov 9.


أى أنه حتى اذا افترضنا وجود كل المكونات يجب أن تتركب و تتواصل بالطرق الصحيحة من بين كل هذا العدد الهائل من الطرق أما مستوى تعقيد تركيب مكونات غشاء الخلية و الدهون و السكاكر فحدث و لا حرج اذ يمكن أن تتفاعل بتريليونات الطرق الطرق المختلفة التى لن تؤدى الى النتيجة الصحيحة هذا اذا افترضنا وجودها ابتداءا]


7-ينتهى هذا السيناريو الخيالى نهايته السعيدة بتطوير الخلية للتمثيل الضوئى دون أى سبيل مفصل و قابل للاختبار لكيفية تطور هذه التقنية عالية التعقيد لتوليد الطاقة و التى تحتاج الى أجزاء كثيرة متخصصة مترابطة و علم بالتفاعلات الجزيئية





المبحث الرابع: عالم أشباه البروتينات protenoids


كما ذكرنا سابقا فان الDNA يحتاج الى بروتينات مشفرة فيه لكى يعمل بينما تحتاج البروتينات الى شفرتها الموجودة فى الDNA مما يضع الدراونة فى معضلة البيضة أولا أم الدجاجة و لتجاوزها حاول بعضهم كسيدنى فوكس افتراض تراكم الأحماض الأمينية فوق بعضها لتصنع كريات تشبه البروتين تكون نواة لكلا من الحمض النووى و البروتينات. و لكن كعادة الدراونة تجاهلوا عدة نقاط أساسية:


1-تم استخدام محاليل مصنعة شديدة النقاء من الأحماض الميسرة فقط و تجاهل الميمنة و المركبات العضوية الأخرى التى تتفاعل مع الأحماض فتمنع تراكمها


2-الحرارة البركانية التى افترضها التطوريون لصناعة أشباه البروتينات هى ذاتها ستقوم بتخريبها


3-لتفادى النقطة السابقة لجأ التطوريون الى افتراض أن السماء أمطرت فى الوقت و المكان المناسبين لحفظ أشباه البروتينات بمجرد تكوينها و هذا افتراض مفتعل جدا و غير واقعى


4-ادعى التطوريون أن أشباه البروتينات هذه هى نواة تكوين البروتينات الحقيقية و جدران الخلية بينما الفارق التركيبى بينهما شاسع جدا


5-افتراض التطوريون أن مجرد وجود عامل محفز على التراكم سينتج عنه مئات الجزيئات البيولوجية الغنية بالمعلومات و الالات الكيميائية الوظيفية المتخصصة هو كافتراض نشوء مصنع الى بخطوط انتاجه المميكنة و برامجها الحاسوبية المتخصصة لمجرد أننا جمعنا بعض الخردة بمغناطيس


6-نفس مشكلة البروتيوم و الانتراكتوم المذكورة أعلاه من تفاعل البروتينات مع بعضها بالشكل الصحيح من بين كل الطرق الممكنة تظل قائمة


المبحث الخامس: عالم الرونات RNA


من جديد يحاول التطوريون الهرب من معضلة البيضة و الدجاجة الDNA و البروتين بفرضية جديدة و هى أن الأصل هو الRNA الذى يعمل كذاكرة مؤقتة RAM و كوسيط بين الDNA و تكوين البروتين فهو من جهة مشابه للحمض النووى و من جهة يتصرف كانزيم محفز للتفاعلات لذلك اقترح بعض التطوريون أنه ربما يستطيع انتاج نفسه بنفسه. طبعا كالعادة ألقوا بالفرضية دون أن يضعوا نموذج مفصل لكيف يصنع نفسه بنفسه بدون خلية و دون توضيح لكيف تشكل أصلا فى بيئة الأرض البدائية غير المستقرة الكفيلة بتحطيمه بمنتهى السهولة بسبب بنيته غير المستقرة بدون حماية الخلية و انزيماتها التى تعمل لحفظه و اصلاحه. ان القيام بتجارب فى ظروف غير واقعية باستخدام مواد كيميائية نفية عالية التركيز مع استبعاد كل ما من شأنه التدخل و افساد التجربة لا يعد تمثيلا واقعيا ابدا لبيئة الأرض البدائية و الأهم من ذلك أن بفرض ظهور الRNA فلم يشرح أحد بسيناريو واقعى كيف و لماذا سيتطور الى DNA و بروتينات و خلية فالحقيقة الواضحة هى أنه لا يستنسخ نفسه بنفسه دون تدخل خارجى و تصميم


Gerald Joyce, “RNA Evolution and the Origins of Life,” Nature33S (1989): 217-24
Joyce, “RNA Evolution and the Origins of Life.”
Shapiro, “A Simpler Origin of Life.”

ان أهم مشكلة هى أن الجزيئات المطلوبة لصناعة الرنا لا يمكن تواجدها فى بيئة الأرض البدائية الا بشكل استثنائى جدا و بكميات قليلة سواء من السكريات المكونة للعمود الفقرى للجزئ أو من الحروف الصانعة للشفرة الوظيفية ناهيك عن ترتيب الحروف بالشكل الصحيح لاتمام الوظيفة و الذى يقوم به فى التجارب العلماء المصممين للرنا لا التفاعلات الطبيعية العمياء (سلسلة من الرنا طولها 100 حرف مثلا يمكن ترتيبها بعدد 4^100 احتمال أى 1.6*10^60 هذا رقم أمامه 60 صفر)


R. Shapiro "Prebiotic Ribose Synthesis: A critical Analysis" Origins of life and evolution of the bioshpere 18; 71-85


R. Shapiro "Prebiotic Cytosine Synthesis: A critical Analysis" PNAS 4396 - 4401


C. Reid and L. Orgel "Model for Origin of monosaccharides: Synthesis of sugars in potentially prebiotic conditions" Nature 216: 455


M.M. Waldrop "Did life really start out in an RNA world?" Science 246: 1248-49


Dean kenyon and Gordon Mills "The RNA World: A Critique" Origins and Design 17:1


Stanley Miller and Leslie Orgel "The origins of life on the earth" Nature 365: 631


و طبعا لن يخبرك متحمسو عالم الرنا أن الوظائف التى يقوم بها الرنا محدودة جدا و لا يمكنها أن تحل محل البروتينات


“If ribozyme-catalyzed metabolic reactions exist at all, they account for only a marginal fraction of cellular metabolism.”

Ralser M. An appeal to magic? The discovery of a non-enzymatic metabolism and its role in the origins of life. Biochemical Journal 2018; 475: 2577-2592.


و لا أن الرنا ليقوم بوظيفة يجب أن يتطوى الى شكل ثلاثى الأبعاد يمنع قراءته و بالتالى يمنع استخدامه كالحمض النووى كأساس للقراءة و النسخ فاما أن يعمل و اما ان يقرأ و لكن ليس الاثنين و لا أنه عند استخدام سلسلة من الرنا كقالب لنسخ أخرى فانهما يلتصقان بقوة شديدة مما يمنع أى قراءة أو عمل ما لم تكن هناك انزيمات متخصصة لفكهما و ابقاءهما متباعدين لحين اتمام العمل و البديل هو فكهما بالتسخين الذى سيؤثر سلبا بدوره على العملية كلها و مكوناتها (ناهيك طبعا عن الصدف اللطيفة التى جعلت الطبيعة تعرف متى تقوم بالتسخين و متى تقوم بالتبريد كما يفعل العلماء فى المختبر)


“A second major problem with the chemical replication of RNA is that RNA duplexes > 20-30 nucleotides in length are difficult or impossible to denature thermally under template-copying conditions.”

Engelhart AE, Powner MW, Szostak JW. Functional RNAs exhibit tolerance for non-heritable 2′–5′ versus 3′–5′ backbone heterogeneity. Nature chemistry 2013; 5: 390-394.


و قد اعترفت احدى المقالات فى مجلة نيتشر بهذا الأمر بصراحة: لا يوجد دليل على أن الرنا قادر على تحفيز التفاعلات المطلوبة لحياة خلية بل و الأدهى أن نسخ الرنا و تكاثره لا ينتج تطور بل تدهور بسبب تفضيل الانتخاب الطبيعى للتسلسلات الأقصر التى تتكاثر أسرع.


there is little evidence that RNA can catalyse many of the reactions attributed to it (such as those required for metabolism); and copying ‘naked’ RNA (that is not enclosed in compartments such as cells) favours the RNA strands that replicate the fastest. Far from building complexity, these tend to get smaller and simpler over time.

Nick Lane & Joana C. Xavier "To unravel the origin of life, treat findings as pieces of a bigger puzzle" Nature 26 February 2024


طبعا هذا يمكن تفاديه بتمييع تعريف التطور لجعله التغير عبر الزمن ليتم تمرير التدهور و التبسيط كتطور! ناهيك عن أن نفس المقالة اعترفت بأنه و بغض النظر عن وجود المكون المناسب فان مسارات التفاعلات فى الخلية لا يمكن انتاجها خطوة خطوة أصلا


encoding only half the steps of a metabolic pathway (or half the pathways needed for a free-living cell) has little, if any, benefit. Can genes that encode multiple metabolic pathways have arisen at once? The odds against this are so great that the astrophysicist Fred Hoyle once compared it to a tornado blowing through a junkyard and assembling a jumbo jet. It is not good enough to counter that evolution will find a way: a real explanation needs to specify how.


و لا غيرها من المشاكل التى على رأسها طبعا سهولة التلف الشديدة للرنا و مكوناته...كل هذا يتم الالتفاف حوله فى التجارب المعملية من خلال تدخل العلماء و لكن هل فعلا تستطيع الطبيعة العمياء جمع كل العوامل المناسبة كما يفعل عالم فى معمل؟ أم أن الأمر يحتاج الى عالم؟


تحديث عن الرنا: دكتور برايان ميلر



المبحث السادس: الانبثاق و العالم ذاتى التنظيم


ان الانبثاق emergence ببساطة هو ما يقولونه عندما يعجزون عن الاتيان بأى قصة خيالية أخرى فيكتفون بالقول أن تفسير الشئ هو أنه انبثق من مكوناته أو من شئ اخر سابق عليه كمن يريد لأسباب أيديولوجية شخصية أن ينفى تصميم حاسب الى أو مصنع فيقول لك أن الحاسب الالى انبثق من الدوائر الالكترونية و المصنع انبثق من الالات و الطوب و الأسمنت و السببب طبعا هو تجنب القول بالتصميم. يحاول التطوريون الايحاء بأن سؤال أصل الحياة و نشأتها من عمليات غير حيوية محسوم و أن لدينا تفسيرات كثيرة و بغض النظر عن كون ما يسميه الدراونة تفسيرا يفسر الأمور فعلا أم لا فان كثرة الفرضيات دليل على عدم يقينيتها و غياب الأدلة العلمية الواضحة عليها التى تحسم الأمر لصالح أحدها و اذا قيمنا كل تفسير من هذه التفاسير علميا فانه لا يكفى أبدا أن أقول أن س انبثق من ص بل يجب أن أفسر خطوات الانبثاق و اتى بدليل عليها. لا يمكن لأحد أن يفسر وجود الة تعمل بدقة و كفاءة وفق برنامج دقيق كجزء من خط انتاج كامل بوجود العناصر التى تتكون منها هذه الالة فى الطبيعة و لا يمكن أن نفسر وجود كتاب غنى بالمعلومات كالحمض النووى بوجود الحبر و الورق فى الطبيعة و لا يمكن تفسير المعلومة التى تصل اليك و أنت تقرأ هذا الكلام أو تسمعه (سواءا اقتنعت بها أم لا) بفوتونات الضوء الذاهبة الى عينك و لا بموجات الصوت الذاهبة الى أذنك و بالاشارات العصبية. ان المعلومة ليست مادة و لا طاقة بل مستقلة عنهما. ان ذاتية التنظيم تتنافى مع قاعدة فيزيائية واضحة و صريحة للمادة و هى قاعدة الانتروبيا و هى أن جزيئات المادة تتوجه دائما نحو التشتت و الفوضى لا التنظيم و التعقيد و فى المقابل يتحفنا الدراونة بفرضيات عن المواد الكيميائية التى نظمت نفسها على بعض الأسطح المعدنية و الدهون التى نظمت نفسها و الأحمض الأمينية التى نظمت نفسها بدون أى دليل عملى على هذه القدرة الغير مفهومة المسماة تنظيم ذاتى و بدون أى نجاح لتجارب المحاكاة بدون استخدام الانزيمات التى هى بروتينات جاهزة...فمثلا يفترض سيناريو الاستقلاب أولا metabolism first أن بعض المواد الكيميائية قد انتظمت فى تفاعل دائرى بحيث تنتج نهاية التفاعل مدخلاته ليعيد الكرة فى نموذج شبيه بنماذج الاستقلاب فى الخلية الحية...و من جديد نجد أنفسنا أمام سيناريو خيالى مستحيل الحدوث فى فوضى الحساء البدائى بل حتى ان افترضنا حدوثه تنزلا فلا يوجد أى تفسير لتنبنى فوقه اليات تشفير و حمض نووى و خلية كاملة بل اننا ان أنتجناه نحن ثم تركناه بدون صيانة كصيانة الخلية فانه ينهار و تتحلل مكوناته


Again richly supported by empirical observation, material escapes from known metabolic cycles that might be viewed as models for a “metabolism first” origin of life, making such cycles short-lived. Lipids that provide tidy compartments under the close supervision of a graduate student (supporting a protocell-first model for origins) are quite non-robust with respect to small environmental perturbations, such as a change in the salt concentration, the introduction of organic solvents, or a change in temperature

Steven A. Benner "Paradoxes in the Origin of Life" Origins of Life and Evolution of Biospheres volume 44, pages339–343 (2014)


We claim in particular that it is untenable to hold that life-relevant biochemistry could have emerged in the chemical chaos produced by mass-action chemistry and chemically nonspecific “energy” inputs, and only later have evolved its dauntingly specific mechanisms (as a part of evolving all the rest of life’s features).

Elbert Branscomb, Michael J. Russell "Frankenstein or a Submarine Alkaline Vent: Who Is Responsible for Abiogenesis? Part 1" BioEssays Volume40, Issue8 August 2018: 1700182


الأهم من ذلك أن الدورات الاستقلابية معقدة جدا و حتى محاولت اختزالها لا يمكن أن تتفادى الحاجة الى وجود خطوات كثيرة بشكل متزامن و محفزات لتلعب الدور الذى تلعبه الانتزيمات فى هذه الدورات فى الخلية لدرجة أن بعض الباحثين شبهوا فكرة نشأة الدورات الاستقلابية أولا و بدون انزيمات بأنها نوع من أنواع السحر


"The need for metabolic pathways to work together as a whole means that constraints on the nonenzymatic chemistry of one reaction or pathway become relevant to the others and ideally all must be considered simultaneously"

Kamila Muchowska et al., "Nonenzymatic Metabolic Reactions and Life’s Origins" July 2020 Chemical Reviews 120(15)


Almost all proposals of hypothetical metabolic cycles have recognized that each of the steps involved must occur rapidly enough for the cycle to be useful in the time available for its operation. It is always assumed that this condition is met, but in no case have persuasive supporting arguments been presented. Why should one believe that an ensemble of minerals that are capable of catalyzing each of the many steps of the reverse citric acid cycle was present anywhere on the primitive Earth, or that the cycle mysteriously organized itself topographically on a metal sulfide surface? The lack of a supporting background in chemistry is even more evident in proposals that metabolic cycles can evolve to “life-like” complexity. The most serious challenge to proponents of metabolic cycle theories—the problems presented by the lack of specificity of most nonenzymatic catalysts—has, in general, not been appreciated. If it has, it has been ignored... Proposed polymer replication schemes are unlikely to succeed except with reasonably pure input monomers... However, solutions offered by supporters of geneticist or metabolist scenarios that are dependent on “if pigs could fly” hypothetical chemistry are unlikely to help.

Leslie E Orgel et al., "The Implausibility of Metabolic Cycles on the Prebiotic Earth" PLOS Biology January 22, 2008





حتى محاولاتهم التغلب على مشكلة الانتروبيا بالزعم بأن الطاقة القادمة من الحرارة أو الضوء أو الصواعق ستدفع التفاعلات شبهها الفيزيائى بول ديفيس بأنها كافتراض أن انفجارا فى مجموعة من الحجارة سيولد لك بناءا. ان كل ما على كوكب الأرض يتعرض لهذه المؤثرات المزعومة و مع ذلك لا نرى برامج و قواعد بيانات معقدة تنشأ على الأقراص الصلبة و أجهزة الحاسب و لا نرى جزيئات المادة تتحول الى الات وظيفية كتلك الموجودة فى أبسط الخلايا. [من الملفت هنا أن نذكر أن Dean H. Kenyon دين كانيون مؤلف كتاب Biochemical Predestination القدر البيوكيميائى الذى كان من أول منظرى فكرة التنظيم الذاتى للمادة قد انضم لاحقا الى مدرسة التصميم الذكى بعد اقتناعه بعجز الفرضيات التى أسس لها]

Hubert Yockey, Information Theory, Evolution, and the Origin of Life (Cambridge: Cambridge University Press, 2005
Robert M. Hazen, Genesis: The Scientific Quest for Life’s Origin (Washington, D.C.: Joseph Henry Press, 2005), ,150, 209—210
"Self-Organizing Biochemical Cycles,” Proceedings of the National Academy of Sciences 97(23) (2000): 12506

​The FIFTH MIRACLE: The Search for the Origin and Meaning of Life. Paul Davies. Allen Lane. Penguin Press. p.60 – 61, p.122


يعلق البروفيسور جيمس تور على هذا قائلا ان نوعا واحدا فقط من مكونات جدار الخلية العديدة يمكن تنظيمه بأكثر من تريليون شكل فكيف جاء التنظيم الذاتى المزعوم بالشكل الصحيح. يحتوى جدار الخلية على الالف من هياكل الدهون المختلفة و المتنوعة و الهامة فكيف جاء التنظيم الذاتى بها؟



يتجاهل الدراونة أثناء بحثهم عن نشأة الحياة سؤالا هاما و هو "هل يمكن أن تنشأ الحياة من عمليات غير حية؟" يتعامل الدراونة مع هذا السؤال بمسلمة لا برهان علمى عليها...طالما أن الحياة قد نشأت فبالتأكيد فعلت ذلك من عمليات طبيعية بحتة.


المبحث السابع: الداروينية الجزيئية


المهرب الأخير للدراونة كان تخفيض و تبسيط أصل الحياة الى أبعد حد ممكن من الDNA و الRNA و البروتينات الى مجرد جزيئات أو بلورات قادرة على التضاعف ثم افتراض أن اليات الداروينية من تنوع عشوائى و انتخاب طبيعى ستقوم بالباقى [كالعادة] لم يشرحوا كيف سيؤدى هذا الى نشوء بيئة مغلقة منظمة ببوابات و طرق مواصلات و الات عاملة متخصصة متناسقة و اليات تكاثر و شفرة معلوماتية تشفر كل هذا. ان كل هذا العجز فى التفسير حدث برغم التدخل السافر من الباحثين فى التجارب لازالة المعوقات و النتئج غير المرغوب فيها و استخدام مواد شديدة النقاء من أنواع منتقاة بعناية و عزل النتائج المطلوبة لحمايتها من الفساد أثناء التجربة. الظريف فى الموضوع أنه اذا سلمنا أنه فى المستقبل نجحت كل هذه التدخلات باستخدام التكنولوجيا الحديثة فى صناعة حياة بدائية أو حتى شبه حياة فان احتياج الأمر لكل هذا العلم و التدخل دليل جازم على وجود التصميم لذلك ينصح بول نلسون منظر التصميم الذكى العلماء الذين يقومون بمحاولة انشاء مركبات الحياة فى المعامل بوضع مرايا ليروا أنفسهم و هم يتدخلون بعلومهم فى التجارب و يصممونها و يدركون أنهم فى الواقع يقومون باثبات التصميم و القصد و الغاية لا العشوائية.


ثم جاءت الصفعة الكبرى لفرضيات الداروينية فى تجارب Sol Spiegelman التى حاول فيها القفز على مرحلة نشأة و تشكل الجزيئات الى نسخها و تكاثرها فور التشكل فالذى حدث أنه بدون وجود اليات الخلية الأخرى التى تحفظ الحياة و التعقيد و الوظيفة لم تتطور الجزيئات أو حتى تبقى ثابتة بل تدهورت و نقصت حتى لم يبقى منها سوى نسبة صغيرة من الحجم الذى بدأت به ببساطة لأن كلما قل انفاق الموارد زاد التكاثر و كلما كان شريط الرنا أو الحمض النووى أقصر كان قادرا على التناسخ أكثر لأنه يحتاج الى موارد أقل-هذه هى قواعد الانتخاب الطبيعى من يتكاثر أكثر يربح السباق. هذا هو الواقع العملى للتطور الداروينى و قواعد الطبيعة: الاتجاه الى التبسيط و الاختزال و التدهور و ليس التطور و التعقيد. طبعا الى جانب كل هذا فالتجربة أصلا تمت فى ظروف لا علاقة لها بظروف البيئة الطبيعية و تم تزويد الجزيئات بانزيمات من كائنات موجودة بالفعل للقيام بالنسخ


But the interesting result was that these initial templates did not stay the same; they were not accurately copied. They got shorter and shorter until they reached the minimal size compatible with the sequence retaining self-copying properties. And as they got shorter, the copying process went faster. So what happened with natural selection in a test tube: the shorter templates that copied themselves faster became more numerous, while the larger ones were gradually eliminated. This looks like Darwinian evolution in a test tube. But the interesting result was that this evolution went one way: toward greater simplicity

Brian Goodwin, How the Leopard Changed Its Spots: The Evolution of Complexity , 35–36.


the replicase protein was supplied by the investigator from a viral genome as were the activated mononucleotides needed to feed polynucleotide synthesis. Yet even without such investigator interference, which has no analogue in a Darwinian conception of natural history, a deeper problem remains...information steadily decreased over the course of his experiment.

William A. Dembski a nd Robert J. Marks II "LIFE’S CONSERVATION LAW: Why Darwinian Evolution Cannot Create Biological Information"


Sol Spiegelman, “An In Vitro Analysis of a Replicating Molecule,” American Scientist 55 (1967): 221. See also Norman R. Pace and Sol Spiegelman, “ In Vitro Synthesis of an Infectious Mutant RNA with a Normal RNA Replicase,” Science 153 (1966): 64-67.

Brian Goodwin, How the Leopard Changed Its Spots: The Evolution of Complexity (New York: Scribner’s, 1994), 35-36. 
So here we have a self-replicating system that evolved into something simpler. One might wonder whether the system also submitted a purchase order for more monomers when the first batch ran out. Now that would be true self-replication!

D.R. Mills et al., "An extracellular darwinian experiment with self-duplicating nucleic acid molecule" PNAS 58, 1 (1967) : 217-224


الواقع أنه لا يوجد أى دليل على تلك النظرة الصوفية [هذا مصطلح الكاتب] التى تمنح الاليات الداروينية [كرامات] تحويل أى مركب قابل للنسخ و التكاثر الى شكل أكثر تعقيدا بل التجربة العملية تقول أنه حتى اذا تطور النسخ الذاتى فانه لن يقود الى التعقيد بل سيلفظه ان حدث


المبحث الثامن: الرسالة و الوسيط


بعد سرد كل هذه المعوقات و المشاكل التى تواجه الافتراضات التطورية لأصل الحياة لماذا يستمر البعض فى المغالطات و طرح الفرضيات؟ ببساطة بسبب معتقد "ايمانى" مسبق "نحن موجودون اذن لابد أننا قد تطورنا اذن لابد أن التطور قادر على ذلك...نحن موجودون اذن لابد أن الحياة قد نشأت من المادة اذن لابد أن الاليات الطبيعية قادرة على ذلك". هذه مصادرة على المطلوب اذ يبدأ التطورى بالنتيجة ليفترض افتراضات ينتهى بها الى نفس النتيجة. ان الحياة ليست مادة فقط بل الحياة فى الأصل قائمة على رسائل معلوماتية متناسقة و متكاملة و المادة كالحمض النووى أو القرص الصلب للكمبيوتر مجرد وسيط لنقل هذه الرسائل و تخزينها. ان الانسان عندما يقرأ كتابا لا يمكنه أن يفترض أنه حبر و ورق و يتجاهل المحتوى المعلوماتى للكتاب الذى هو رسالته. لا يمكن لأحد أن يفسر وجود الة تعمل بدقة و كفاءة وفق برنامج دقيق كجزء من خط انتاج كامل بوجود العناصر التى تتكون منها هذه الالة فى الطبيعة و لا يمكن أن نفسر وجود كتاب غنى بالمعلومات كالحمض النووى بوجود الحبر و الورق فى الطبيعة و لا يمكن تفسير المعلومة التى تصل اليك و أنت تقرأ هذا الكلام أو تسمعه (سواءا اقتنعت بها أم لا) بفوتونات الضوء الذاهبة الى عينك و لا بموجات الصوت الذاهبة الى أذنك و بالاشارات العصبية. ان المعلومة ليست مادة و لا طاقة بل مستقلة عنهما. ان الكائن الحى عبارة عن نظام معالجة معلومات و المادة الكيميائية تحمل المعلومة و لكنها لا تصنعها فنفس الجزيئات كان يمكن أن ترتبط بعدد اخر لا نهائى من الطرق لا يولد معلومات نافعة وظيفية. [كلنا يعلم جيدا من أين تأتى المعلومة سواءا فى كتاب أو حاسب الى أو خلية...ان المعلومة مصدرها العلم و ليس الصدفة و العشوائية]

“Hubert Yockey, “Self-Organization Origin of Life Scenarios and Information Theory,” Journal of Theoretical Biology 91 (1981): 13-16. 
William A. Dembski and Robert J. Marks II, “The Conservation of Active 
Information,” 2007

ان داعية الداروينية الشرس ريتشارد دوكنز نفسه يعترف بمدى وضوح التصميم وأثناء محاولاته لانكاره فهو مثلا يصف علم الأحياء بأنه دراسة الأشياء التى يبدو أنها مصممة و لكنها ليست كذلك و يقول فى موضع اخر ان وهم التصميم قوى جدا لدرجة أن البيولوجيين يعتمدون على مبدأ التصميم فى عملهم. الحقيقة هى أنهم يعتمدون عليه و يصلون الى نتائج عملية لأنه ببساطة حقيقى. ان الهروب الداروينى المعتاد يكون بالحديث عن وجود رقيب على الاحتمالات مما يقلل من العشوائية و الفوضى و يعطى وهم التصميم لكن ألا يحتاج هذا الرقيب المزعوم الى معلومات و علم فمن أين أتى بها [ان الزج بمصطلح الانتخاب الطبيعى كاله فجوات للداروينية يعمل على فلترة الاحتمالات للتغطية على فشل الفرضيات العشوائية أمر لا معنى له عند التدقيق لأنه يعمل بعد حدوث الطفرة/الصدفة المطلوبة فيظل العامل الاحتمالى المستحيل قائما كمن يحتج بأن طفل أعمى يقوم بالشخبطة العشوائية على ورقة قد صمم مدينة صناعية كاملة بمصانعها و طرق مواصلاتها و مستودعاتها و مفاعلات الطاقة لأن هناك لجنة وافقت على كل خطوة فى التصميم. نحن لا نسألك من وافق على التصميم بل كيف صممه طفل أعمى بالشخبطة و أرجوك لا تقل لى لقد صمم الطفل الأعمى هذه المدينة الصناعية بكل خطوط انتاجها المتطورة و برامجها الذكية و مرافقها بالصدفة لكن خطوة خطوة مرحلة مرحلة كمن يتسلق جبلا فأنت بالتأكيد تدرك سخافة هذه الاجابة!!! عفوا نسيت أن أذكرك بأن اللجنة المذكورة (الانتخاب الطبيعى) بلا غاية بعيدة المدى أصلا أو هدف نهائى كبير تقيس عليه. يمكننا تلخيص الأمر كما لخصه هؤلاء الباحثون "ان سيناريوهات بدء الحياة تحتاج الى ضبط دقيق مذهل أو صدفة مذهلة"


Tommasa Bellini, Marco Buscaglia, Andrea Soranno and Guiiano Zanchetta "Origin of life Scenarios: Between Fantstic luck and Marvelous fine tuning" Euresis 2(2012): 113-119


و طبعا كلنا نعلم يقينا أن الداروينية ستختار الصدفة كما نعلم يقينا أن الصدفة ليست علما]


المبحث التاسع: اله الفجوات


يقر فرانسيس كولنز رئيس مشروع الجينوم البشرى فى كتابه لغة الاله The language of godبأن الظروف البيئية للكوكب كانت مضادة بشكل مطلق لنشوء الحياة كما نعرفها اليوم و لكنه مع الأسف يسقط هو و الكثير من أقرانه فى مغالطة اله الفجوات و هى افتراض أن فرضية الاله يتم استدعاءها الى الساحة فقط لأن العلم لم يتوصل الى أمر ما بعد كما حدث مع كسوف الشمس و حركة الكواكب فى الأزمان القديمة و بمجرد توصل العلم الى التفسير تبطل هذه الفرضية. ان فى هذا الادعاء عدة مغالطات فالتصميم بحاجة الى مصمم و المعلومة بحاجة الى مصدر متصف بالعلم و لا علاقة لهذا بالجهل بالأسباب بل هو من أبسط قواعد العقل و العلم ذاته. ان القوانين تصف ما يحدث لكنها لا تصنع شئ أو تخرجه من العدم ناهيك عن أننا قد وضحنا أنها تعمل ضد نشوء الحياة و التنظيم والتعقيد أى أننا بحاجة الى تدخل معاكس لقوانين الطبيعة [من قوة عليا عليها و قاهرة لها لانشاء الحياة و التعقيد]


[أخيرا وجب علينا التنبيه أن مشاكل الكنيسة مع القوانين الطبيعية و قدرة الله و تسييره للكون لم تكن أبدا فى الاسلام فها هو ابن القيم رحمه الله يتحدث عن ربط حكمة الله فى ربط الأسباب بالمسببات فى مدارج السالكين و يقول فى شفاء العليل " ﻭﻟﻮ ﺗﺘﺒﻌﻨﺎﻣﺎ ﻳﻔﻴﺪ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ. ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻟﺰﺍﺩ ﻋﻠﻰ ﻋﺸﺮﺓ ﺁﻻﻑ ﻣﻮﺿﻊ" و ابن تيمية فى مجموع الفتاوى " فليس في الدنيا والآخرة شيء بلا سبب. والله تعالى خالق الأسباب والمسببات" بل و عن حركة الأفلاك تحديدا استدل باية "الشمس و القمر بحسبان" على خضوعهما لقوانين يمكن حسابها ليفرق بين الحسابات الفلكية و التنجيم و فوق كل هؤلاء المصطفى صلى الله عليه و سلم الذى عندماكسفت الشمس عند وفاة ابنه نهى المسلمين عن القول بأنها كسفت لأنها حزينة مقررا خضوعها لقوانين وضعها الله]




164 views0 comments

Comentarios


Los comentarios se han desactivado.
Post: Blog2_Post
bottom of page