top of page
Search
  • Writer's pictureIllidan Stormrage

العلم و حقائقه بين سلامة القران الكريم و أخطاء التوراة و الانجيل 1

مقدمة و تمهيد:


ان المتتبع لشبهات النصارى و بعض الملاحدة حول القران الكريم سيخيل له أن النبى صلى الله عليه و سلم يعيش بيننا فى القرن ال21 فيستطيع عبر جوجل أن يبحث عن كل المخطوطات القديمة بلغاتها المختلفة و يستعين بمجموعة من المترجمين المحترفين للوصول الى المعانى الدقيقة لمصطلحات اللغات القديمة التى لن تنفع معها ترجمة جوجل كما يستعين بأكابر الأكاديميين المتخصصين فى شتى العلوم لينقحوا له المعلومات و يستخرجوا له الحقائق العلمية من بين ركام الأساطير ليكتب كتابه القران فدخانية السماء كانت حديثا قرانيا سابقاللعلوم الحديثة و كذلك الحال فى نظرية الانفجار الكبير و اتساع السماء و تباعد المجرات و غيرها من أمثلة الاعجاز.


لقد عرض الطبيب الفرنسى موريس بوكاى الكتاب المقدس و القران على العلم و خلص الى أنه لم يجد التوافق بين الدين و العلم الا فى القران فهو و الحديث يدعوان كل مسلم الى طلب العلم فكان امتثال هذه الأوامر سببا فى انجازات الحضارة الاسلامية. ان أول ما يثير الدهشة كما يقول بوكاى هو ثراء القران بالموضوعات العلمية مع خلوه من الأخطاء فكيف استطاع شخص فى القرن السابع أن يكتب حقائق لا تنتمىالى عصره؟ ليس هناك تفسير وضعى لمصدر القران.


يعانى باب الاعجاز العلمى من عدم اعتدال عند الكثيرين بين الغلو و التكلف فى اثباته و نسبة دعاوى الى القران ليست منه و بين العزوف عنه و رفضه و معاداته. ان هذا الباب يأتى اضافيا لخارقية القران بعد الاعجاز البلاغى و الغيبى و التاريخى و وجود معارضات له لا يشكك فى صدقه فضلا عن التشكيك فى اعجاز القران كلية.


الباب الأول: العلم الحديث و الكتب المقدسة


الفصل الأول: الوحى و العلم الطبيعى


المبحث الأول: الوحى القرانى و العلم


1-الغرض من الوحى : ان هدف الوحى الرئيسى هو الهداية و ليس تفصيل علوم الجغرافيا و الجيولوجيا و غيرها لذلك فان تطلب مثل هذه التفاصيل تكلف خارج عن اطار هدف الوحى و لكن كثيرا ما يأتى الحديث فى أمر البيان العلمىفى اطار دعم الغرض العقدى مصداقا لقول الله تعالى "سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ" لذلك فان التكلفالمضاد يتجاهل حديث الكتب الدينية فى أمر الظواهر الطبيعية بدعوى أنها كتب للخبر الروحى فقط خطأ هو الاخر


2-القران معجزة كل عصر: يقول ابن حجر "و معجزة القران مستمرة الى يوم القيامة و خرقه للعادة فى أسلوبه وبلاغته و اخباره بالمغيبات فلا يمر عصر من الأعصار الا و يظهر فيه شيئ مما أخبر بهفيكون دليلا على صحة دعواه". لقد ظهر القران فى ظل ثقافة الصحراء و البداوة و الجهل و الأمية و الناظر فى المئات من اياته المتحدثة فى خبر الكون و بدايته و الشمس و القمر و النجوم و حركتها و السحب و المطر و الرعد و البرق و الحيوانات و الحشرات و غيرها و التى تشكل مادة خصبة للخطأ و الخرافة يجد أنه لم يعكس ثقافة العصر و لا أوهام رعاة الصحراء بل أبان الصدق و جاء موافقا لم تم كشفه لاحقا من الحق. لقد مال المفسر الطاهر ابن عاشور الى أن الاعجاز العلمى حاصل به التحدى بشكل غير مباشر فى قوله تعالى "وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا"


3-المعجزة العلمية التى لا مراء فيها: لقد تضافرت كل العوامل المحفزة على سقوط القران فى مخالفة العلم ما بين كثرة اياته الكونية و تنوعها و ثقافة الأساطير السائدة فى عصر التنزيل و أخطاء التوراةو الانجيل و التلمود (و هى مصادر القران وفقا للمستشرقين و أتباعهم منالملاحدة) فى المواضيع التى تناولها القران و بذلك يصبح مجرد خلو القران من الخطأ العلمى هو فى حد ذاته معجزة و سنقوم فى هذا الكتاب بتتبع مسائل الخلاف و الأخطاء المزعومة فى القران الكريم و تفنيدها و مقارنتها بأخطاء الكتاب المقدس و التلمود و عصر التنزيل


المبحث الثانى : مفهوم الاعجاز العلمى


1-تعريف الاعجاز العلمى و شروطه: ان تعريف الاعجاز العلمى ليس قاصرا فقط على سبق القران بالاشارة الى عدد من الحقائق و الظواهر قبل وصول العلوم المكتسبة اليها و لكنه شامل أيضا لكون الخبر شاذا فى بيئته غير معروف فيها أو كونه محل خلاف بين الثقافات التى يقال انها كانت مؤثرة فى البيئة العربية زمن التنزيل (اليهودية و النصرانية و اليونانية) فيحسمه القران و يوافق الحق فيه


2-شروط الاعجاز العلمى:


2-1)موافقة اللغة العربية زمن التنزيل فلا يجوز مثلا تفسير كلمة ذرة فى قوله تعالى "فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ" بالاصطلاح العلمى المعاصر atom


2-2)مراعاة سياق العبارة القرانية


2-3)صحة الخبر العلمى بالبراهين أو اجتماع البراهين مع الاجماع


2-4)توثيق الخبر العلمى من مصادره


2-5)عدم فشو هذا الخبر العلمى زمن البعثة فى الثقافات اليهودية أو النصرانية أو اليونانية التى تشربها أهل الكتاب (وهى المصادر التى يزعم المكذبون أنها أثرت فى الجزيرة العربية)


2-6)ألا يكون الخبر العلمى موافقا لما كان شائعا فى جزيرة العرب فمثلا لا يجوز الاتدلال ب"وَقَدْ خَلَقَكُمْأَطْوَارًا" على اعجاز خلق الجنين فى مراحل مع أن فيها مخالفة للثقافة السائدة فى ذلك العصر من أن الجنين ينشأ كله صغيرا ثم يكبر لأن نظرية الأطوار كانت شائعة فى جزيرة العرب


2-7)تكرار أنواع الاعجاز السابقة كلها أو بعضها حتى لا يرد الأمر للصدفة


3-العلم الطبيعى و السنة النبوية:


ان هذا الكتاب سيركز على القران الكريم و لكن وجب لفت النظر الى قواعد هامة بخصوص الاعتراضات العلمية على السنة النبوية. أولها هو ضرورة التوثق من صحة الحديث و ذلك عن طريق الة المحدثين لتحقيق الأسانيد و التى تم التعرض لها بالتفصيل فى كتاب براهين النبوة. و ثانيها عدم الانتقاء فحتى فى حالة وجود حديث صحيح يوحى ظاهره بمعنى مخالف للعلم فان الباحث عليه أن يأخذ باجمالىالأحاديث التى تثبت النبوة دون أدنى شك و بالتبعية تأويل هذا الحديث على غير ظاهره ليتوافق مع الأحاديث الأخرى الكثيرة المثبتة للنبوة لا اقتطاع هذا الحديث من وسط عشرات الأدلة للتدليل به على كذب ادعاء النبوة و تجاهل ما سواه من الأحاديث.


4-تعريف الخطأ العلمى:


ان الخطأ الذى يلقى على النص تهمة التلفيق هو دعوى علمية صريحة يقدمها النص المقدس و يخالف فيها حقيقة علمية ثابتة. يحدث الاشكال فى كثير من الأحوال فى فهم النص فمثلا لا يمكن تفسير القران الكريم دون العودة الى فهم اللسان العربى و أساليب البيان و البلاغة التى استخدمها العرب و لا يمكن اسقاط مصطلحات قديمة على معان حادثة كاتهام الكتاب المقدس بالخطأ لوصف الخفاش بأنه طائر أو فى استخدام لفظة "نوع" بناءا على مصطلحات علم التصنيف الحديث Taxonomy



40 views0 comments

Comments


Commenting has been turned off.
Post: Blog2_Post
bottom of page