top of page
Search
  • Writer's pictureIllidan Stormrage

العلم و حقائقه 8: الجغرافيا بين القران و الكتاب المقدس

المبحث الأول: الكتاب المقدس فى مواجهة العلم



ان دراسة الأخطاء الجغرافية قى التوراة و الانجيل ليست دليلا على بشرية النصوص فحسب بل دليل على أن مؤلفيها لم يكونوا على دراية بجغرافية الأماكن المذكورة و أنها ليست من تأليف من تنسب اليهم. لقد اضطرب مؤلفو العهد القديم فى تحديد أماكن المدن و القرى فنسبوا بعضها الى أكثر من موضع و هو ما يظهر فى خرائط العالم القديم و أطالس الكتاب المقدس و من أسوأ الأسفار فى الخلط الجغرافى طوبيا و يهوديت أما العهد الجديد فمشكلته أكبر اذ يظهر فيه جهل أصحاب الأناجيل بمواقع المدن و القرى فى فلسطين مما يؤكد أنهم كانوا ينقلون تراثا غير موثوق و الأخطر أنهم لم يشهدوا ما زعمت الكنيسة أنهم شهدوه أو نقلوه عن شهود عيان. من أمثلة ذلك رفض فريق من النقاد كون يوحنا مرقس مؤلف الانجيل المنسوب اليه اذ من المفترض أنه يهودى مقيم فى أورشليم بينما ما ينسب اليه كتابته يعكس جهلا بجغرافيا فلسطين و بالعادات اليهودية بل ان من أكبر الأمثلة على المحنة الجغرافية للأناجيل أن كل كاتب من كتابها روى رحلات المسيح و تحركاته فى فلسطين على صورة مخالفة للاخرين و قد أورد أطلس الكتاب المقدس Rand McNally Bible Atlas صورتين متباينتين لتنقلاته وفقا لانجيلى مرقس و يوحنا.


1-مكان فى أكثر من مكان: خطأ متكرر و من أشهر أمثلته ما أقرات به موسوعة الكتاب المقدس من ذكر فاران فى عدة مواضع مختلفة و كذلك اقرار موسوعة The International Standard Bible Encyclopedia أن منطقة صهيون ذكرت فى مواقع مختلفة

2-الخطأ الجغرافى فى العهد القديم متعدد و نكتفى ببعض الأمثلة:


أ-فى أخبار الأيام الثانى 2/20 يذكر النص العبرى هجوم عبر البحر من أرام و هى لا تقع قرب أى بحر لذا تم تحريف النص فى الترجمة اليسوعية و اللاتينية القديمة الى أدوم و فى اليونانية الى سوريا


ب-حجم نينوى: بذكر يونان 3/3 أن نينوى حجمها مسيرة 3 أيام أى نحو 40-50 ميل بينما فى الواقع نينوى القديمة تمتد على مسافة 3 أميال فقط

ت-أورشليم مركز الأرض: يأتى ذكر هذا فى حزقيال 5/5 و حزقيال 13/38 مع ملاحظة أن الأصل العبرى لكلمة "أعالى" الواردة هو "طبور" و التى تترجمها عامة الترجمات الانجليزية الى "مركز" center كما تمت الاشارة الى هذا الأمر فى النص الاثيوبى لسفر أخنوخ 1/26 و اليوبيلات 12-19 /8 و فى التلمود البابلى و تكررت الاشارة الى هذا الأمر من عدد من الرموز عبر التاريخ كالقديس جيروم و رئيس الأساقفة رابانوس ماوروس و البابا أوربان فى خطبته التى حرض فيها الفرنجة على الحملة الصليبية و قد ألف القس و اللاهوتى Heinrich Bunting سنة 1581 كتابا بعنوان Itinerarium Sacrae Scripturae رسم فيه خارطة العالم جاعلا أورشليم فى مركز القارات و لا شك أن هذا التصور باطل جغرافيا.


معارضات:

نشر بعض الباحثين المسلمين دعوى أن مكة هى مركز اليابسة و فى المقابل عارضهم فريق اخر لكن ما يهم هو أنه ليس فى نصوص الشرع نص صحيح فى مركزية مكة و حديث أن الكعبة دحيت منها الأرض مردود غير صحيح

3-الخطأ الجغرافى فى العهد الجديد:


ان الأخطأ الجغرافية فى العهد الجديد الذى كتبت أناجيله فى القرن الأول كثيرة و متنوعة و هو أمر صادم بسبب القرب النسبى لعهد كتابة الأسفار من زمن المسيح مما يدل على مدى ضعف المادة التاريخية التى استقى منها أصحاب الأناجيل أخبارهم عن المسيح و أمثلة ذلك كثيرة نذكر منها:


أ-الناصرة: بذكر انجيل متى 23/2 وصول المسيح الى بلدة الناصرة و اقامته فيها لتحقيق نبوءة أنه سيدعى ناصريا و لكن لا يوجد أى نص فى العهد القديم و لا الأدبيات اليهودية المعاصرة له و لا فى التلمود يشير الى هذه المدينة بل ان فلسطين لم تعرف فى القرن الأول الميلادى مكانا بهذا الاسم لدرجة أن المؤرخ اليهودى يوسيفوس الذى عاش فى القرن الأول الميلادى و عرف المنطقة جيدا و كتب عنها كثيرا بل و كان حاكما للجليل التى يزعم العهد الجديد فى مرقس 9/1 و لوقا 26/1 أن الناصرة فيها لم يشر اليها برغم أهميتها المفترضة مع أنه أشار الى 45 مدينة فى الجليل كما ذكر التلمود البابلى 63 مدينة و قرية فى الجليل ليس من بينها ناصرة النبوءة المزعومة. ان الناصرة غير موجودة فى أى من خرائط فلسطين فى بداية النصرانية و أقدم اشارة لها خارج الكتاب المقدس جاءت فى نقل الأسقف يوسابيوس فى القرن الرابع الميلادى و لكنه كان وصفا لا ينطبق جغرافيا على الناصرة كما وردت فى الأناجيل. يذكر النص اليونانى لانجيل متى 23/2 الناصرة على أنها مدينة مما يبعد احتمال أن يتجاهلها المؤرخون الأوائل لأنهم كانوا يهتمون بالمدن كما جاء فى انجيل فيليب الأبوكريفى أن كلمة الناصرى تعنى الحق دون الاشارة الى منطقة بهذا الاسم مع أن الاشارة الى المنطقة أمر بدهى...ان كانت موجودة بالفعل.

و أخيرا نشير الى كتابين هامين The Myth of Nazareth و NazarethGate فى بحث الدراسات الأركيولوجية و التاريخية التى تثبت تلفيق هذا المكان


ب-دلمانوثة: جاء فى مرقس 10/8 ذكر هذه المنطقة و لا يوجد أى ذكر لمنطقة بهذا الاسم فى فلسطين فى القرن الأول الميلادى كما أنها لم تذكر فى التلمود و لا ذكرها يوسيفوس و النص الذى ذكر نفس الأحداث فى متى 39/15 سمى المنطقة اسما مختلفا "مجدلا" أو "مجدان" و الثانى هو القراءة الأقوى [الأرجح] من ناحية المخطوطات و مع ذلك فلا توجد منطقة بهذا الاسم أيضا!!! قام بعض نساخ انجيل مرقس بتحريف اسم المنطقة و تبديله منذ القرون الأولى مما يدل على أن المنطقة لم تكن معروفة فى هذه الفترة بل انهم قد تخبطوا فى التعامل مع طبيعتها هل هى حدود أم نواحى أم جبل


ت-مجدان: ذكر انجيل متى 39/15 هذا المكان و من جديد هو مكان غير معروف تاريخيا و اضطرب فيه النساخ فتارة يجعلوه مجدلان و تارة مجدلا مما يدل على جهلهم به

ث-المرور عبر صيدا: جاء فى انجيل مرقس 31/7 خروج المسيح من تخوم صور عبر صيداء الى بحر الجليل وسط المدن العشر و قد اختارت ترجمة الفاندايك أنه خرج من صور و صيدا و ذهب فى اتجاه بحر الجليل و هى قراءة مرفوضة عند جمهور النقاد فهى من تحريف النساخ فى المخطوطات المتأخرة لتجنب الخطأ بينما أقدم المخطوطات تدعم القراءة القائلة "غادر من منطقة صور و جاء عبر صيدا" كالمخطوطة السينائية و الفاتيكانية و مخطوطة بيزا. الخطأ الجغرافى فى القراءة الأصلية أنها تزعم أن بحر الجليل وسط المدن العشر فى حين أنه فى أقصى الشمال الغربى كما أن المرء حتى ينتقل من صور الى بحر الجليل لا يمر عبر صيدا لأنها شمال صور بينما بحر الجليل جنوبها


ج-بيت صيدا: ذكر انجيل يوحنا 21/12 وجود بيت صيدا فى الجليل بينما هى فى الجهة الشرقية من طبرية و الجليل فى الجهة الغربية مما يبطل دعوى أن هذا الانجيل ألفه يوحنا تلميذ المسيح لأنه ولد فى بيت صيدا و بالتأكيد لن يجهل مكان ولادته و يجعله فى الجليل. الى جانب ذلك فان انجيل يوحنا44-43 /1 قال ان بيت صيدا هى بلدة أندراوس و بطرس بينما مرقس 21-29 /1يذكر أن كفر ناحوم هى بلدتهما لا بيت صيدا.


ح-عبر بيت فاجى: يعكس انجيل مرقس 1/11 ترتيب القرى على طريق أريحا الى أورشليم فيجعل بيت فاجى قبل بيت عينيا و العكس هو الصحيح اذ تبعد بيت عينيا عن أورشليم ميلين بينما تبعد بيت فاجى نصف ميل فقط مما يعنى أن الكاتب و الذى يفترض كونه القديس مرقس لم يكن يعلم الطريق الى أورشليم و كعادة النساخ عند وقوع مؤلفى الأناجيل فى أخطاء اختار بعضهم طمس المشكلة بتحريف النص.


خ-نهر الأردن: نص انجيل يوحنا 28/1 موجود فى المخطوطات القديمة العائدة الى القرنين الثالث و الرابع بيت عنيا وراء نهر الأردن ثم جرى تحريفها من النساخ لاحقا فى مخطوطات القرن الخامس و ما تلاها الى بيت عبرة بسبب عدم وجود بيت عنيا المذكورة عبر نهر الأردن. أيضا ذكر انجيل متى 1/19 ذهاب المسيح من الجليل الى اليهودية وراء نهر الأردن بينما جغراقيا كلا من الجليل و اليهودية على نفس الجانب من النهر.


د-الجراسيين أم الجرجسيين أم الجدريين: جاء فى مرقس 1/5 عند ذكر قصة الخنازير التى أغرقتها الشياطين تضارب فى اسم البلدة فهى تارة جدارا و تارة جراسا و تارة جرجسا فأما الأولى و الثانية فلا وجود لهما بالقرب من البحيرة التى غرقت فيها الخنازير و أما الثالثة فهى مكان وهمى غير معروف و من المرجح أنه تم اختراعه للخروج من الورطة و التى يلخصها تفسير Nelson new illustrated Bible commentary بقول "لا توجد أى بلدات أو قرى على طول الشاطئ الشرقى الضيق للبحيرة [الذى تنسب اليه القصة[ لأن المرتفعات القريبة من المياه على ارتفاع الاف الأقدام"


ذ-العبور من غرب بحر الجليل...الى غربه: جاء فى انجيل مرقس عند ذكر مشي المسيح على الماء أنه و تلاميذه كانوا غرب بحر الجليل فطلب منهم العبور الى الضفة المقابلة فواجهتهم صعوبات فى التجديف فلحق بهم ماشيا على الماء ليساعدهم فلما أتموا رحلتهم وصلوا الى الضفة المقابلة الى جنيسارت...المشكلة أن جنيسارت فى الغرب و ليس الشرق الذى وصلوا اليه. و من جديد تثبت المخطوطات تدخل النساخ لاحقا لتحريف النص لحل المشكلة


ر-الجبل الذى يطل على جميع الأرض: جاء فى انجيل متى 8/4 وجود جبل عال يرى الواحد من أعلاه جميع الأرض و هذا باطل جغرافيا و حتى الزعم بأن المقصود بجميع الأرض فلسطين لا يحل المشكلة الجغرافية ناهيك عن أن كلمة "كوزموس" الواردة فى النص لم تستخدم أبدا للدلالة على فلسطين


المبحث الثانى: هل فى القران أخطاء جغرافية؟


لم يأخذ الخبر الجغرافى حيزا و اسعا فى القران و عامة الاعتراضات الجغرافية للنصارى و الملاحدة لا تخرج عن:

1-ق فى السورة الحاملة لنفس الاسم هو اسم جبل خرافى يحيط بالأرض: ق حرف من حروف الهجاء كغيره من الحروف التى افتتحت بها بعض السور [ذهب بعض المفسرون الى أن هذا امعان فى التحدى اللغوى و البلاغى...هذه نفس حروفكم و مع ذلك أنتم غير قادرين على مجاراة الكلام] و ليس فى الاية ذكر للجبال و لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه و سلم حديث فى أمر هذا الجبل الخرافى و ما نقلته بعض كتب التفسير هو من الاسرائيليات كما وضح ابن كثير فى تفسير القران العظيم 394/7


2-أمطار مصر: يزعم المعترضون أن محمدا قد أخطأ فى يوسف 49 "ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ" اذ أن مصر لا تعتمد على المطر بل على فيضان النيل و الرد ببساطة أنها تمطر فى الدلتا و الوجه البحرى بغزارة فى الشتاء و الأهم من ذلك أن مياه النيل نفسها تأتى من الأمطار فى الجبال الاثيوبية كما أن الاية أصلا لم تحدد كيف يأتى الغوث هل بأمطار أم فيضان نيل أم حتى بتفجر ينابيع مياه جوفية


3-زيتون طور سيناء: يزعم الزاعمون بخطأ المؤمنون 20 "وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ" حيث أن الزيتون معروف فى الشام لا سيناء و الرد على هذا من عدة أوجه: أولا ان قلنا أنها حيث يحدد النصارى مكانها اليوم فهى فعلا مشهورة بنوع من الزيتون يرتوى بالمطر و يسمى البعلى. ثانيا على فرض خطأ المكان الذى يرجحه الباحثون النصارى اليوم لموقع الجبل فاننا و بكل ثقة نقول أن سيناء التاريخية ليست بالضرورة هى ما نعرفه اليوم بشبه جزيرة سيناء فقط فقد وصف المؤرخ اليهودى القديم يوسيفوس طورسيناء بأنه يفع فى العربية البترائية و هى منطقة تضم الأردن و جنوب سوريا و شبه جزيرة سيناء و الشمال الغربى لبلاد الحرمين.ثالثا أشار عدد كبير من السلف كمجاهد و ابن عباس و قتادة و اخرون الى أن كلمة "طور سيناء" ليست اسم لجبل بل هى صفة معناها الجبل المبارك أو الحسن.



39 views0 comments

Comments


Commenting has been turned off.
Post: Blog2_Post
bottom of page