top of page
Search
Writer's pictureIllidan Stormrage

العلم و حقائقه 7: عالم الماء و الدورة المائية

المبحث الأول : الماء و الدورة المائية فى الكتاب المقدس


يعتبر كتاب أرسطو Meteorologica البداية الحقيقية لعلم الدورة المائية و فى مقابله جاءت أسفار الكتاب المقدس بتفاصير أخرى غيبية منفصلة عن السنن الكونية بينما كانت البيئة العربية تربط هذه الأمور بمزاج الأصنام.

قد تبدو الظواهر المائية سهلة الفهم للعقل الحديث الذى اعتاد التفاسير العلمية و لكنها بالنسبة للقدماء كانت كالسحر مما ألجأهم الى تفاسير خرافية غير علمية و من أمثلة ذلك فى الكتاب المقدس:


1-الندى النازل من السماء: زعم الكتاب المقدس نزول الندى من السماء و الغيوم كالمطر كما فى مزمور133/3 و اشعياء 18/4 و الأمثال 3/20 و تثنية 33/28 وتثنية 32/2 و تثنية 11/9 و صمؤيل 2 17/12 بل و جاء ذكر ذلك فى كتاب "فى الكون" المنسوب لأرسطو وظل الناس يعتقدون بهذا حتى عام 1818 بينما يخبرنا العلم أنه ليس نازلا من السماء انما هو أثر عن ملامسة بخار الماء لسطح بارد وقد أنكرت الموسوعة اليهودية على الكتاب المقدس مغالاته فى ربط الزراعة بالندى كما فى هوشع 14/ 6-8 و أن فى غيابه سيسود الجفاف كما فى سفر حجى 1/ 10-11 بينما قيمة الندى فى التوازن المئى للنباتات أمر مشكوك فيه علميا.

فى مقابل ذلك يتحدث القران عن "الطل" فى البقرة 265 "وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ" و التى فسرها عدد من المتقدمين كابن عباس و ابن جريج و السدى و عكرمة بالندى فلم يذكر النزول انما الاصابة و ذكر كونها على ربوة أى أرض عالية و تنخفض درجة الحرارة كلما ارتفعنا الى أعلى.


2-مغاليق البحر: يتحدث مؤلف سفر أيوب عن وجود مغاليق و مصاريع للبحر و هو أمر منقول من ملحمة أتراحسيس الأكدية


3-مخازن الثلج و البرد: تم ذكرها فى أيوب 38/ 22-23 و الكلمة العبرية هى "أوصاروت" جاءت فى ارمياء 50/25 كمخازن أسلحة فقد كانوا يعتقدون أن الثلوج و البرد و المطريتم وضعها فى المخازن لاستخدامها عند الضرورة


4-السحب الصلبة: وفقا لأيوب 26/8 فالسحب كالسقاء [أو القربة] تحمل الماء داخلها دون أن تتمزق بصورة معجزة خارقة و يؤكد هذا المعنى الحبر اليهودى الشهير راشى و رئيس أساقفة القسطنطينية Gregory of Nazionzus و فى المقابل يقرر القران فى النور 43 "أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ ۖ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ" أن السحب تنزل الماء مباشرة بعد تراكمها و من ثم تكون القطرات و سيتم التعرض الى اعجاز هذه الاية بذكرها جبال البرد فى المبحث الثانى


المبحث الثانى: الماء و الدورة المائية فى القران


لم يكن أهل مكة يركبون البحر بل كانت رحلاتهم بالابل و لا كانت لهم دراية بالدورة المائية خارج دلالة السحب على المطر الذى ربطوه بمزاج الأصنام لذا يعتبر خبر القران عن الماء مثيرا للدهشة فهو من ناحية غير ضرورى فى سياق مناظرة العرب و من ناحية أخرى محل للاعجاز العلمى و من أمثلة ذلك:


1-الماء أصل كل شيء: يخبرنا القران فى الأنبياء 30 "وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ" بأن الماء أصل الحياة و هو ما حسمه العلم لدرجة أن العلماء عندما يفتشون عن دليل على وجود الحياة خارج كوكب الأرض يبحثون عن علامات وجود الماء و فى المقابل تقر الثقافات القديمة و الكتاب المقدس الذى اقتبس منها أن الماء أصل الأرض و السماء كما وضحنا سبقا و أنه فوق قبة السماء و تطفو عليه الأرض.


2-الموج الداخلى: يخبرنا القران فى النور 40 "أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ۚ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا ۗ وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ" بوجود موج تحت الموج الظاهر للعيان يصنع ظلمات متراكمة بعضها فوق بعض و قد اكتشف العلم اليوم وجود الأمواج الداخلية internal waves فى البحار العميقة "اللجية" كما فسرها الطيرى بنسبة البحر الى اللجة لكونه عميق كثير الماءو هذه الأمواج لا يمكن رصدها من السطح بالعين المجردة.



يوضح لنا العلم أيضا أسباب ربط هذه الأمواج بالظلمات فعند سقوط الضوء على سطح يفصل بين وسطين شفافين ينعكس بعضه و ينفذ البعض الاخر و مع تكرار الأمر عدم استقامة الفاصل بين الوسطين بسبب التموجات و تأثير سمك الوسط و كثافته يخفت الضوء تدريجيا حتى يذهب بالكلية فى الأعماق و قد أجرى الشيخ عبد المجيد الزندانى حوارا مع الروفسور "درجا برساد راو" أستاذ جيولوجيا البحار حول هذه الاية و موافقتها للعلم و غيرها https://jameataleman.com/main/articles.aspx?article_no=1914


3-أصل المياه الجوفية: يوضح القران فى الزمر 21 "أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْض" و المؤمنون 18 "وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ" أصل المياه الجوفية بشكل متعارض تماما مع الكتاب المقدس و تفسيرات الثقافة اليونانية التى تأرجحت بين قدوم الماء من البحر الذى تطفو فوقه الأرض أو من دفع الرياح مياه المحيط على الأرض أو من تكاثف بخار الماء فى فجوات الجبال و ظهرت أول فكرة سليمة عن أصل المياه الجوفية كتسربات لمياه الأمطار فى التربة سنة 1580 على يد Bernard Palissy بعد 9 قرون من نزول القران.


هل فى القران أخطاء علمية فى الدورة المائية؟


1-تبخر المياه و السماء ذات الرجع: زعم ويليام كامبل أن القران أخطأ باغفال مرحلة تبخر المياه فى الدورة المائية و هو زعم باطل فالى جانب كون القران الكريم كتاب هداية يورد الأمثلة العلمية فى سياق الاحتجاج لا فى سياق تفصيل الظواهر الطبيعية ككتب العلوم مما لا يقتضى منه ذكر كل تفاصيلها و مراحلها فان القران فى الواقع قد ذكر هذه المرحلة فعلا فى الطارق 11 "وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ" اذ روى الطبرى عن ابن عباس تفسير الرجع بأن السحاب فيه المطر فى السماء فترجع به السماء ما يأتيها من الأرض.


2-الأنهار و اللؤلؤ و المرجان: فى الرحمن 22 "يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ"و فاطر 12 "وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا" يقول القران باستخراج الحلى من المياه العذبة و هى دعوى ظاهرها البطلان و تسببت فى حيرة كثير من المفسرين الأوائل كالرازى و الطبرى بل و المتأخرين فى القرن العشرين كالباحث ابراهيم عوض بسبب عدم وجود اللؤلؤ و المرجان الا فى البحار و لما عاد هذا الأخير الى دائرة المعارف البريطانية مادة Pearl و التى تعنى اللؤلؤ وجد ذكر لاستخراجها من بعض الأنهار و رواسبها فى انجلترا و اسكتلندا و تشيكوسلوفاكيا و اليابان و غيرها فانظر كيف أشار القران قبل 14 قرنا الى أمر كان يعتبر خطأ فى عصره الى درجة ارباك المفسرين الأوائل و لم يكتشف الا حديثا بل و لا زال يجهله كثير من المعاصرين و هذا رابط لبحث الدكتور ابراهيم عوض و الذى يحكيه فيه تجربته مع هذه الايات: https://vb.tafsir.net/tafsir12560/#XD0MmFxkjlU


[تعقيب شخصى: لماذا لم يلحد المفسرون القدامى الذين حيرتهم هذه الاية لقصور علوم عصرهم عن وجود لؤلؤ فى الأنهار و ظنهم اقتصاره على البحار؟ ببساطة لأنهم رجحوا كفة الأدلة الأخرى على صحة القران و النبوة على الجهل بهذه التفصيلة و جاء العلم بعد عصرهم ليثبتها...أتمنى أن يجد كل متشكك عبرة فى هذا الموقف فلا يسارع الى اتخاذ قرار بناءا على تفصيلة قد يجهلها و يتجاهل أدلة أخرى بينة]


3-جبال البرد: فى النور 43 "أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ ۖ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ" يتحدث القران عن جبال من البرد و قد اختلف المفسرون هل توصيف الجبال عائد على السحاب أم على البرد. يرجح المؤلف القول الأول لأن الاية وصفت تجمع و تراكم السحب و هو ما يشهد العلم الحديث بصدقه فالبرد لا ينزل الا من السحب الركامية cumulonimbus clouds و باقى أنواع السحب الحملية convective clouds التى قد يبلغ ارتفاعها 18 كم لأن تشكل البرد يتطلب سحابا مرتفعا.



اضافة الى ذلك فانه حتى على قول المفسرين الاخر [الغير مرجح] من أن توصيف الجبال هو للبرد نفسه و ليس للسحاب فلا مشكلة فالبرد كثير عددا و قد يبلغ فى مجموعه حجم الجبال [بل اننا نراه بأعيننا اليوم فى مدن الغرب فى مواسم رأس السنة و ما شابهها يغطى مدنا كاملة]


4-الرعد ملك من الملائكة: جاء فى الحديث عن ابن عباس قول النبى صلى الله عليه و سلم أن الرعد ملك موكل بالسحاب و الحديث عند التحقيق ضعيف لا يصح و جاء من أكثر من طريق موقوفا على ابن عباس فى كتاب التاريخ الكبير للامام البخارى [الموقوف فى علم الحديث معناه أنه من كلام ابن عباس و ليس من كلام النبى] و قد ثبت عن ابن عباس أنه سأل أبى الجلد عن هذه القضية و أبى الجلد ممن كان عنده من اسرائيليات أهل الكتاب و فى مقابل هذا الأثر الضعيف الموقوف نجد القران الكريم فى الرعد 13"وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ" يفصل بوضوح بين الرعد و الملائكة [واو العطف تقتضى المغايرة مما يدل على أن الرعد ليس ملكا بل خلق مستقل مغاير]


37 views0 comments

Comments


Commenting has been turned off.
Post: Blog2_Post
bottom of page