10-الأرض الثابتة: و هو أمر واضح فى توصيف الكتاب المقدس لقيام الأرض على أعمدة و فى المقابل فمن يزعم أن القران قال بهذا مستدلا بغافر 64 "اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا" نوضح له أن القرار ليس هو الثبات و عدم الحركة بل هو عدم الميد و الاضطراب ليطيب عليها العيش. يستدل البعض أيضا بحديث سقوط البيت المعمور فى السماء على الكعبة فى الأرض على ثبات الأرض و الحقيقة أن لفظ الصحيح لم يرد فيه أمر السقوط بل ورد فى أسانيد منقطعة أو ضعفها العلماء كابن كثير أو عن رواة ضعفهم علماء الحديث كالامام مسلم و ابن المدينى و الدارقطنى
11-قشرة الأرض الهشة: فى ملوك 40/1 توصيف للأرض بالهشاشة الشديدة لدرجة التشقق من صراخ البشر
12-قوس قزح: يذكر سفر التكوين أن الرب قد أصابه الندم بعد أن أداه غضبه الى اغراق البشرية بطوفان نوح فقرر أن يذكر نفسه كلما نزل المطر بخطيئته و جعل قوس قزح علامة التذكير و بعيدا عن صورة الاله المتسرع الانفعالى النادم فان ربط قوس قزح بمزاج الالهة منقول من الثقافة البابلية من عشتار فى ملحمة جلجاميش كما جاء ذكره فى نص فلكى بابلى اسمه مول أبين أما فى الاسلام فلا يوجد ذكر لقوس قزح الا فى حديث موضوع كشف زيفه علماء الحديث منذ قرون.
13-النجم المتحرك بسرعة: فى متى 1-11/2 أسطورة عن نجم قاد المجوس الى المسيح و هى قصة فاسدة من أوجه فلا المجوس عبدة النار كانوا ينتظرون مسيحا يهوديا و لا النجوم يمكن أن تشير الى مكان شخص بعينه بهذه الدقة أو تتحرك أمام الناس لتقودهم بهذا الشكل. الى جانب ذلك ففكرة ظهور النجوم كبشارات لأحداث عظام مستقاة من خرافات الأمم القديمة و فى المقابل لم يضفى القران كل هذه الخوارق على النجوم بل جعلها أداة لهداية الانسان للاتجاهات [GPS طبيعى بدون أموال] "وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ" [شايفك ياللى بتقول النجوم بترجم الشياطين...اصبر...جاينلك قبل نهاية الفصل]
14-حجم الأرض: وفقا للرسالة الى روما 10/18 يفهم من كلام بولس أن دعوة المسيح بلغت فى زمنه الأرض كلها و هذا باطل فالأرض أكبر من ما كان معروفا زمن بولس لذا حدث جدل لاهوتى واسع بسبب هذا المعتقد عند اكتشاف الأمريكتين
15-الرياح: توضح الموسوعة اليهودية و الكثير من نصوص الكتاب المقدس كارمياء 10/13 و 49/36 و 51/16 أن الرياح محبوسة فى مخازن فى أركان الأرض الأربعة يطلقها منها يهوه كما جاء فى سفر الجامعة 1/6 أن الرياح تتحرك فى دائرة تنتهى بعودتها الى نقطة البدء و كل هذه المفاهيم منقولة من الثقافة الأشورية كما توضح بعض الوثائق الأشورية التى اكتشفتها البعثات الأركيولوجية دائرة الرياح "كبات سار" و دائرة لارياح الأربع "كبات سار اربتى"
المبحث الثانى: شكل الكون فى القران
ظهر القران فى القرن السابع فى بيئة مشبعة بالثقافة الكتابية السالف ذكرها و التى أغرت بعض أهل التفسير و الأخبار بالاقتباس منها لشمولها و ثرائها و مع ذلك فان القران نفسه لم يفعل ذلك بل جاء بتصوراته المخالفة لها. جاءت الاشارة الى شكل الكون فى القران الكريم فى سياق تعديل المفاهيم العبادية للناس و صرفها فقط الى الخالق المبدع المصور [و هو ما نعنيه عادة بجملة أن القران كتاب هداية لا كتاب علم] و مع ذلك فقد احتوى على اشارات تخالف ثقافة العصر و توافق الحق على غير ما هو متوقع من رجل عاش فى القرن السابع الميلادى وسط ثقافة خرافية و من أمثلة الاعجاز العلمى القرانى فى الاخبار عن شكل الكون:
1-شموس لا شمس واحدة: كان الناس حتى زمن قريب يعتقدون أن الكون ليس فيه سوى شمسنا و لم يكن العلم بأن النجوم هى فى الواقع شموس كشمسنا سائدا حتى توسع عمل المراصد الفلكية و مع ذلك جاء القران فى الفرقان 61 "تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُّنِيرًا" و فى قراءة حمزة و الكسائى " وَجَعَلَ فِيهَا سُرُجًا" بالجمع و السراج فى العرف القرانى الشمس كما فى نوح 16 "وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا" و النبأ 13 "وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا" وقد تعجب المفسرون من هذا الجمع لأن الشمس فى ثقافتهم واحدة فاضطروا دون أن يدروا الى أن يسبقوا العلم الحديث باتباع النص القرانى و يفسروها بالنجوم دون أن يدركوا أنها علميا شموس فعلا [ملحوظة: من الذين شرحوا مسألة القراءات بشكل مبسط جدا و كيف أنها تتكامل لتعطى للايات معان و أبعاد اضافية الداعية فاضل سليمان على قناته Bridges Foundation على اليوتيوب]
2-القمر المضئ: فى تفسير الاسراء 12 "وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ ۖ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً" يقول ابن عباس أن القمر كان يضئ كما تضئ الشمس ثم محا الله هذه الاية بالسواد الذى فى القمر كما كان هذا أيضا كلام على رضى الله عنه (الطبرى جامع بيان التأويل 14/516 و 14/517) و اليوم يذهب عامة العلماء الى أن القمر كان فى بدايته ملتهب السطح حيث وضحت دراسة الصخور التى جاء بها رواد الفضاء أن الجزء الخارجى كان مصهورا magma ثم مع تبرد القمر تبلر crystallized
3-قشرة الضياء: فى يس 37 "وَآيَةٌ لَّهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ" يصف القران الظلام بأنه الجسد الأصلى بينما الضياء و النهار كالجلد قشرة رقيقة لما تنسلخ يظهر الأصل و هو ما يحدث فعلا من كون النهاركالقشرة التى تغطى الأرض بفعل مواجهتها للشمس فى مقابل التصور التوراتى من أن النور كيان مستقل
4-الحركة فى الكون: وصف القران الحركة الصاعدة الى السماء بالعروج كما فى المعارج 4 "تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ" و الحديد 4 "يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا" و الحجر 14 "وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا مِّنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ" و العروج فى لسان العرب ليس قاصرا على الصعود و الارتقاء بل ان مادة "عرج" تشير الى الميل يمنة و يسرة أو الانعطاف. [يدرك العلماء اليوم بفضل ألبرت أينشتاين أن الكون بما فى ذلك ما نعتبره نحن فضاءا فارغا يتألف من نسيج من الزمكان-التقاء الزمان و المكان-يمثل بنية الكون و هذا النسيج يتحدب و ينثنى عندما توضع فيه الأجرام السماوية-تخيل قماشة مشدودة يوضع عليها جسم ثقيل-بل وقد نجحوا فى رصد تحدب و انثناء مسارات الضوء عند عبورها بالقرب من بعض الأجرام فى الفضاء و بما أن الضوء لا يتأثر بالجاذبية بمفهومها الكلاسيكى كعلاقة بين الأجسام فقد دلهم هذا على أنها فى الواقع انثناء لنسيج الكون ذاته] معنى هذا أن الحركة فى السماء لا تكون فى خطوط مستقيمة و ان بدت لنا كذلك بل هى مسارات متعرجة تسمى الخطوط الجيودسية Geodesic lines بسبب تحدب نسيج الزمان و المكان (بنية الكون) و هو ما يتوافق مع انتقاء القران لتنويعات كلمة "عرج" و عدم الاكتفاء ب"صعد" أو "ارتقى".
الى جانب ذلك فهناك أيضا توصيف السباحة فى الفلك فى الأنبياء 33 "وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ" و يس 40 "لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ" و المناقض تماما لثقافة العصر السائدة بأن النجوم و الكواكب مثبتة فى قبة السماء و تتحرك بحركة القبة الصلبة.
5-صعوبة التنفس فى الطبقات العلى للسماء: أتى فى الأنعام 125 "يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ" تشبيه ضيق صدر الانسان بحاله عند الصعود فى السماء و هو أمر لم تكتشفه البشرية الا حديثا عندما بدأت الطيران و وصلت الى طبقات الجو التى ينقص فيها الأكسجين.
معارضات:
يعترض البعض بأن الاية تفيد امتناع الصعود الى السماء الا أن هذا لا يتفق مع وجود تشبيه ضيق الصدر الذى يتوافق مع الصعود لا مع امتناعه كما أن المتقديمن لم يفسروها هكذا ببساطة لأنهم لم يدركوا أن الانسان سيطير فى السماء فعليا فى المستقبل. يعترض البعض أيضا بأن أهل مكة كانوا يعرفون ضيق التنفس عند صعود الجبال و لكن هذه الظاهرة تحدث بين 10 الاف و 16 ألف قدم بينما لا يوجد فى منطقة مكة أى جبل يصل الى 10 الاف قدم كما لا يبدو هذا الخبر من مشهور معارف بلاد العرب
هل فى القران أخطاء علمية فى خير شكل الكون؟
اجتهد النصارى و الملاحدة فى البحث عن معارضات علمية للقران و كان ما ساقوه هو الاتى:
1-الشمس تغرب فى أرض طينية: الاية تقرر أن ذى القرنين رأى الشمس تغرب فى العين و الكتاب المقدس لم يقصر فى وصف ظواهر طبيعية وفقا لما يظهر للرائى كما فى القضاة 19/14 و التثنية 11/30 و اشعياء 13/10 و مرقص 13/24 و غير ذلك [هذا بالنسبة للنصارى أما الملاحدة و خاصة من يضعون صور من ناسا أثناء نقدهم للأديان] https://www.nasa.gov/multimedia/imagegallery/image_feature_347.html نقرأ فى الموقع الالكترونى لناسا تعليقا على هذه الصورة the Sun sank below the rim of Gusev crater on Mars أى الشمس تغوص تحت حافة فوهة جوزيف على المريخ. [لاحظ أن التعليق يضم أمرين من الأمور التى يزعم مدعى العلم أنها أخطاء قرانية ألا وهى غروب الشمس أسفل الفوهة فى حد ذاته و نسبة الحركة للشمس ابتداءا لا للمريخ مع أنه هو الذى يدور حول الشمس. ان التعامل مع التعبيرات اللغوية على أنها أخطاء علمية ستخرج منه بأن ناسا نفسها و العديد من المصادر العلمية الأخرى لا يعرفون عن علم الفلك ما يعرفه المعترض و هذا نموذج اضافى لمجموعة من المصادر العلمية تستخدم مصطلحات مثل سقوط السماء https://www.facebook.com/groups/warena.nafsak/permalink/674334316715271/ و لن يقتصر الأمر على علم الفلك فقط فيكفى أن نرى عالم فيزياء يصف الموز بأنه أصفر حتى نتهمه بالجهل بالفيزياء و العلم] ففى الواقع لا توجد ألوان بل ترددات و أطوال موجية للضوء فالموز ليس أصفر و لكنه يعكس الضوء من مدى 570 الى مدى 580 [و أى كلام عن الألوان جهل و خرافات و أساطير] و بعيدا عن ذلك فلم تعرف الحضارات القريبة من البلاد العربية زمن النبوة و التى يزعمون أن القران نقل عنها تصورا عن غروب الشمس فى العيون أو الطين كما أن من المفسرين كابن كثير من فسرها برأى العين قبل زمن العلم الحديث و من عارض هذا التفسير استند على حديث "تغرب فى عين حامية" المروى عن الحكم ابن عتيبة الذى ضعفه أهل الحديث أيضا قبل زمن العلم الحديث. القران نفسه قال فى الأنبياء 33 "وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ" أن الشمس تسبح فى فلكها و قال ابن حزم من 1000 سنة أن هذا معناه أنها لو غابت فى عين فى الأرض كما يظن أهل الجهل (و هذا هو لفظ ابن حزم) لزالت عن السماء و خرجت عن الفلك [و الى جانب كون ابن حزم عاش قبل زمن علم الفلك الحديث فقد كان ظاهريا مذهبه الأخذ بظاهر النصوص و هو ما ينفى تماما شبهة وجود تكلف فى التأويل] أيضا فسر اين كثير المشارق و المغارب فى المعارج 40 "فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ" باختلاف مطالع الشمس و مغاربها و هو ما يتناقض مع غروب مركزى موحد فى العين. و قبل أن نختم الحديث عن حركة الشمس نذكر الاعتراض الأخير و هو على سجودها المذكور فى أحد الأحاديث و هة اعتراض قائم على تصور [كرتونى] طريف للجود على طريقة البشر بالأطراف الأربعة و الجبهة بينما ذكر القران الكريم بوضوح فى الحج 18 "أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ" أن لكل المخلوقات سجودها و فى الاسراء 44 "تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ ۚ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ۗ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا" أننا لا نفقه كيفية تسبيح و عبادة المخلوقات المختلفة كما ذكر القران سباحة الشمس فى فلكها كما وضحنا سابقا و هو ما ينفى التصورات الطفولية عن ضرورة توجهها الى مكان بعينه للسجود و الاستئذان ثم العودة فهى و كل أجرام السماء تحت العرش و هى فى كل حين أثناء سباحتها فى فلكها تشرق على ناس و تغلاب على اخرين فتسجد و تستأذن على قوم بعد قوم فى تعاقب الليل و النهار
2-النجوم تقصف الشياطين: الملك 5 "وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ" بقاعدة أن القران يفسر بعضه بعضا نجد أن الصافات 10 "إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ" قد أوضحت أن المقصود هو الشهب بل و لقد روى البخارى أيضا حديث ذكر فيه رجم مسترقى السمع بالشهب. الان ننتقل الى حالة أخرى من التى يسبق فيها المفسرون العلم الحديث باتباعهم نص القران الكريم فالمصابيح فى الملك 5 فسرها بعض الأوائل كابن كثير و ابن جزى و الجاحظ بالكواكب و استدلوا بذلك على حقيقة لم يدركها العلم الا لاحقا و هى أن الشهب و النيازك meteoroids ربما يكون مصدرها الكواكب [تفسير القران العظيم 8/177 – التسهيل لعلوم التنزيل 2/467 – الحيوان 6/585] و أخيرا حاول البعض ابقاء الحياة فى هذه الشبهة بالاعتراض على رجم كائنات روحية بشهب مادية و لكن الشياطين فى الاسلام ليست كائنات روحية بل هم كفرة الجن و هم من نار
3-نقص أطراف الأرض: ذكر القران ذلك فى الأنبياء 44 "أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا" و الرعد 41 "أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا" و هو وفق زعمهم مناقض لكروية الأرض و بالنظر الى التفسير نجد أن الاية تتحدث عن نقصان مساحة الأرض التى سحكمها الكفار أمام فتوحات النبى صلى الله عليه و سلم كما قال ابن عباس و الحسن البصرى و بعيدا عن التفسير فالأرض فى الواقع تنقص بالفعل بسبب غمر الماء أطراف القارات بل ان ارتفاع مستوى البحر يهدد بالتهام الكثير من المدن فى المستقبل فهذا الاعتراض لا نصيب له من فهم القران و لا من فهم العلم
4-السماء سقف و بناء: الأنبياء 32 "وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَّحْفُوظًا ۖ وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ" و ق 6 "أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا" و السماء فى لغة العرب هى كل ما ارتفع و علا فيقال عنه سما و يسمو و قال ابن تيمية يدخل فيه السماوات و الكرسى و العرش و قد يراد به السحاب أو الفلك و قد أثبت العلم الحديث أن السماء ليست فراغا تسبح فيه الأجراء بل بناء فيزيائى كما سبق و بينا عند الحديث عن نسيج الزمكان. الى جانب ذلك فالغلاف الجوى نفسه سقف مبنى من طبقات اكزوسقير و ستراتوسفير و ميزوسفير يحفظ الأرض من ملايين الشهب و من الأشعة الضارة القاتلة للحياة بل اكتشف بعض العلماء ما وصفوه بدرع يحمى الأرض من التأثيرات القاتلة https://www.sciencedaily.com/releases/2014/11/141126133829.htm [كل هذا يفسر لنا النصف الأول من الأنبياء 32 أن الله جعل السماء سقفا محفوظا...و تفسر تصرفات المشككين النصف الثانى فهم عن كل تلك الايات و النعم معرضون]
معارضات:
يعترض البعض بأن تصوير القران لأن الله يمسك السماء أن تقع على الأرض هو دليل على أنه ينقل تصور السماء فى الكتاب المقدس على أنها قبة فوقنا و كما ذكرنا من قبل فالسماء فى لسان العرب هى كل ما ارتفع و علا عن الأرض فحماية الأرض من سقوط الشهب بالغلاف الجوى و سن قوانين فيزيائية تضبط مدارات الأجرام السماوية و حركتها و تمنعها من الارتطام بالأرض [و ايجاد كواكب ضخمة فى المجموعة الشمسية قبل الأرض حتى تجذب كشافتها الأجسام الضخمة التى قد تتوجه الى الأرض] كل هذا من امساك السماء أن تقع على الأرض و قد علم المسلمون منذ عصر النبوة أن عمل الله فى الكون من خلق و تصوير و رزق و تقدير و عطاء و منع يتم بالسنن و القوانين [فها هو ابن القيم رحمه الله يتحدث عن ربط حكمة الله فى ربط الأسباب بالمسببات فى مدارج السالكين و يقول فى شفاء العليل " ﻭﻟﻮ ﺗﺘﺒﻌﻨﺎ ﻣﺎ ﻳﻔﻴﺪ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ. ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻟﺰﺍﺩ ﻋﻠﻰ ﻋﺸﺮﺓ ﺁﻻﻑ ﻣﻮﺿﻊ" و ابن تيمية فى مجموع الفتاوى " فليس في الدنيا والآخرة شيء بلا سبب. والله تعالى خالق الأسباب والمسببات" بل و عن حركة الأفلاك تحديدا استدل باية "الشمس و القمر بحسبان" على خضوعهما لقوانين يمكن حسابها ليفرق بين الحسابات الفلكية و التنجيم]
Opmerkingen