top of page
Search
  • Writer's pictureIllidan Stormrage

العلم و حقائقه 4: بدء الخلق بين القران الكريم و الكتاب المقدس

الباب الثانى: الأسفار المقدسة و عالم الأرض و السماء


الفصل الأول: بدء الخلق بين القران الكريم و الكتاب المقدس


المبحث الأول: الكتاب المقدس و قصة بدء الخلق

من المتفق عليه بين جمهور النقاد المتخصصين فى دراسة التوراة أنها ليست من كتابة موسى عليه السلام و أن لها 4 مصادر :المصدر الالوهيمى (حيث يسمى الاله الوهيم) والمصدر اليهوى (حيث يسمى الاله يهوه) و المصدر التثنوى (سفر التثنية) و المصدر الكهنوتى و قد تم دمج هذه المصادر المستقلة بصورة غير محكمة أدت الى تكرار الأخبار مع تعارض تفاصيلها فمثلا هناك قصتان للخلق واحدة الوهيمية و الأخرى يهوية و بينهما تناقض كبير خاصة فى ترتيب الخلق الى جانب مخالفتهما لحقائق العلم.

و مع توسع الكشوف الأركيولوجية و فك شفرة اللغات القديمة نمت معرفتنا بأساطير الخلق لدى الحضارات السابقة و اتضحت التشابهات بين أخبار العهد القديم و أساطير الأولين لدرجة اعتراف الموسوعة اليهودية بأن "الفصل الأول من سفر التكوين مركب من أسطورتين قديمتين أو أكثر" و من أمثلة التشابهات بين أساطير الحضارة البابلية (التى خالطها العبرانيون) كأسطورة انوما اليش و ملحمة أتراحسيس و قصة الخلق التوراتية أن الأرض كانت موجودة و لكن بلا شكل و فارغة و أن العالم كقرص أو بيضة محاصرة بالماء و أن الليل و النهار لهما تواجد مستقل عن الشمس بل سابق لها و صراع الرب مع التنين (تيامات المحيط البدائى فى التراث البابلى) و غير ذلك

يثبت العلم الحديث أن ترتيب الخلق و كيفيته فى الواقع ينافى الترتيب التوراتى و من أمثلة ذلك :

1-خلق ماء البحر من ماء قبة السماء: يتحدث النص عن تِهوم الماء الكونى المحيط بالأرض و يقرن الكلمة بصفات و أفعال مؤنثة بل و يتم تجسيد تِهوم فى اشعياء 51/10 فى سياق أسطورى. تشير الحقائق الى أن تِهوم مشتقة من تيامات التنين الأنثوى الذى يجسد المحيط البدائى فى ثقافة حضارات ما بين النهرين القديمة – وفى مواضع أخرى مثل مزمور 74/13-14 وصف صراع الرب مع التنين كما فى الأسطورة البابلية كما يظهر الأصل السماوى لماء البحر فى 2 بطرس 3/5 و هو تصور أوضح نقاد الكتاب مثل ستيفن ديمتاى أنه مشتق من ثقافة شعوب البحر المتوسط التى كان منها الاسرائيلين حيث ظنوا أن ما يرونه بأعينهم فى الأفق عند النظر الى البحر نقطة تماس ماء السماء مع ماء الأرض و أن السماء قبة مائية فوقهم يأتى منها ماء البحر و لهذا هى زرقاء – فى المقابل يقول ابن كثير فى تفسيره ل "وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَٰلِكَ دَحَاهَا. أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا" أن دحى الأرض هو اخراج ما كان مودعا فيها من الماء و هو ما يتوافق مع التوجه العلمى الحديث من أن ماء الأرض قد نشأ معها.

2-خلق الضوء قبل الشمس و النجوم: يشير سفر التكوين بوضوح الى خلق الضوء و النهار قبل الشمس و النجوم 1/1-5 و 14-16 و هو أمر شائع فى قصص الخلق لدى الحضارات القديمة خاصة فى بلاد الرافدين و مصر

3-خلق الأرض قبل الشمس و سائر الكواكب و النجوم: و هذا مخالف لعمر الأرض مقارنة بالكون و النجوم و الكواكب الأخرى كما عرفه علم الحديث

4-خلق النبات قبل الشمس وفق سفر التكوين و هذا منكر علميا لأن النبات لا يوجد و ينمو بدون ضوء الشمس

5-تزامن خلق الشمس و القمر و النجوم: و هذا مخالف لعلم الفلك الذى يقول أن النجوم بدأت فى التشكل منذ الفترة الأولى لخلق الكون بعد 180 مليون سنة فقط من وجوده أما الشمس و القمر فلم يوجدا الا فى الثلث الأخير من عمره البالغ 13.7 بليون سنة.


المبحث الثانى: قصة بدء الخلق فى القران

كان من الطبيعى أن تكون كثرة تفاصيل قصة الخلق فى الكتاب المقدس و فى التراث الشفهى اليهودى و النصرانى حافزا مغريا ل"كاتب القران" أن يكثر الاقتباس الا أن هذا لم يحدث بينما حدث هذا الأمر فى كتب التفسير التى لم يجد أصحابها حرجا فى الاستعانة بالتراث الكتابى الذى لم يكن قد ثبت خطأه علميا بعد طالما لم يستوثقوا هل نال التحريف هذا الجزء أم لا. المثير أن القران تجاوز أخطاء تراث الأولين و أشار الى أمور علمية خارجة عن معارف ذلك العصر و من أمثلة ذلك:

1-توسع الكون: توقع العلماء توسع الكون بالحساب الرياضى أولا ثم أكدوه عن طريق المراصد بواسطة ظاهرة الانزياح الأحمر red shift و هو ما يخالف التصور الكتابى من كون السماء كالخيمة أو القبة الثابتة فوق الأرض و لكن يوافق الوصف القرانى "وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ" [مع ملاحظة أن السماء فى لسان العرب هى كل ما علا و ارتفع و كان فوق الأرض و ليست قاصرة على الغلاف الأزرق الذى نراه بأعيننا]

2-نشأة الكون من نار لا ماء:كان الاعتقاد السائد لدى الحضارات القديمة أن أصل الكون ماء و تبناه النصارى فى كتابهم المقدس كما فى بطرس 3/5 ثم جاء القران الذى يدعون نقله منهم قائلا "ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ" مشيرا الى أصل نارى للكون. ننتقل الى العلم الحديث الذى يخبرنا أن الكون ظهر بعد انفجار كبير حام و تطور من كرة نار من مادة عالية الكثافة – قنبلة نارية أولى انفجرت و تبعثرت صانعة الكون المتمدد من أصل غازى ساخن

فى لقاء لمدير مرصد طوكيو بروفيسور يوشيودى كوزان مع الشيخ عبد المجيد الزندانى أكد البروفيسور على توافق الوصف القرانى مع الرصد المرئى للضوء القادم من أماكن بعيدة من الكون حاملا صورا لما حدث من ملايين السنين من تكون النجوم من هذا الدخان الذى هو أصل الكون. ان وصف الضباب ليس دقيقا لأنه بارد أما الدخان ففيه حرارة و هو غازات تعلقت فيها مواد صلبة و يكون معتما و هذا هو الوصف الأدق للمادة الخام للكون التى تكونت منها النجوم بلسان عرب القرن السابع الميلادى بل ان عالم الفيزياء الملحد ستيفن هوكنج ذاته قال "اننا صُنعنا من دخان الانفجار العظيم". يحاول البعض التشغيب بأن عددا من المفسرين الأوائل فسر الدخان ببخار الماء و هذا بسبب تأثرهم بالاسرائيليات أما معنى الدخان فى لسان العرب فواضح كما أسلفنا أما التشغيب بأن العرش على الماء فلا يوجد كلمة واحدة هنا متعلقة بأصل الكون بل ذكر فقط فى القران أن الماء أصل الكائنات الحية و ليس خلقة الكون


هل أخطأ القران فى قصة الخلق؟

الاعتراض الأول: مدة خلق الكون فى القران و ترتيب الخلق

يقول المعارضون أن الأعراف 54 "إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ ۗ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ۗ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ" تقول بمدة خلق 6 أيام بينما فصلت 9-12 " قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ۚ ذَٰلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ. وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِّلسَّائِلِينَ. ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ. فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَىٰ فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا ۚ وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ" جعلتها 8 أيام - 2 لخلق الأرض و 4 لخلق الرواسى و تقدير الأقوات و 2 لخلق السماوات كما جعل القران وفق زعمهم خلق الأرض قبل السماء

الجواب: تتفق الهيئات العلمية على أن مادة الكون كله (من أرض و سماوات بما فيها من مجرات و نجوم و كواكب) نشأت فى الانفجار العظيم و أن سن الكون 13.7 بليون سنة و الأرض 4.5 بليون سنة أى أنها تكونت فى الثلث الأخير من عمر الكون و الناظر فى كتاب الله سيجد تطابقا مع هذه المكتشفات و مخالفة للتوراة و الانجيل. أولا الأنبياء 30 توضح أن أصل السماوات و الأرض مادة واحدة ثم حدث الانفصال و "الفتق" و هو ما يتوافق مع نموذج الانفجار العظيم " أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ" [تعليق شخصى: و أنا أقرأ هذه الاية الان كأنى أقرأها لأول مرة...بل رأوا يا رب...رأوا و أخذوا يماطلون و يضعون نماذج رياضية مغلوطة محاولين اثبات حدوث هذا الأمر بلا صانع..." وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا مِّنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ. لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ" ] و قد قال ابن كثير "كان الجميع متصلا متلاصقا متراكما بعضه فوق بعض فى ابتداء الأمر" [و بلغة عصره هذا توصيف قريب جدا من مفهوم ال singularity المفردة الأولى ذات الكثافة اللانهائية التى انفجر منها الكون...ربما كان هذا مزعجا لبعض من يعشق مقولة أن العلم أثبت بطلان الدين و أنه خرافات أن يسبق مفسر مسلم علماء الكونيات المعاصرين بسبق من القران الكريم...أفلا تتفكرون؟] بعد ذلك نجد أن الأعراف 54 حددت زمن الخلق بعبارة محكمة واضحة 6 أيام أى 6 مدد زمنية متساوية و قد أكد القران ذاته أن اليوم ليس بالضرورة أن يكون مقصودا به اليوم بمفهومنا و لكنه مدة زمنية فجعله مرة بألف سنة كما فى الحج 47 و مرة بخمسين ألف سنة كما فى المعارج 4 ناهيك عن أن شمسنا لم تكن قد خلقت أصلا حتى يزعم زاعم أن المقصود أيامنا. أما توضيح ايات فصلت التى قد تشتبه على البعض فى ضوء الايات المحكمات فكما يلى:

خلق الله الأرض فى يومين كما فى فصلت 9 و هذا هو خلق ايجاد المادة الأولى الذى وجدت فيه مادة الأرض و السماوات معا كما وضحت الأنبياء 30 و الدليل أنه فى فصلت 11 قال أنه جل جلاله استوى الى السماء و هى دخان أى أنها كانت قد وجدت من العدم بالفعل و هى فى حالة الغاز الساخن و الأربعة أيام المذكورة فى فصلت 10 شاملة يومى الخلق من العدم (خلق الايجاد) و يومى التسوية و التهيئة للعيش و تحضير أرزاق ادم و ذريته (خلق التقدير) مصداقا لقوله تعالى فى الاسراء 27-31 " أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ ۚ بَنَاهَا. رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا. وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا. وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَٰلِكَ دَحَاهَا. أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا" و بهذا تكون مدتين للايجاد من العدم و الوصول الى الحالة المهيئة للتسوية و مدتين لتسوية السماوات و مدتين لتسوية الأرض و بما أن مدتين من 6 مدد هى الثلث فهذا موافق لكون عمر الأرض 4.5 بليون سنة هو ثلث عمر الكون 13.7 بليون سنة و خصم عمر البشرية من هذا لن يغير الحساب.

الاعتراض الثانى: زمن خلق ادم و سن البشرية.

يزعم المعترضون أن القران يقول أن عمر البشرية لا يتجاوز بضعة الاف من السنين و هذا غير صحيح.

الجواب: الحقيقة أن هذا زعم الكتاب المقدس لا القران فهو يوثق سلسلة الأنساب و الأحداث منذ بدء الخلق الى المسيح عليه السلام أما القران فلم يشر الى عمر البشرية و لا ورد "ما يصح" عن النبى صلى الله عليه و سلم فى تحديده أما نقل بعض المسلمين دعاوى أهل الكتاب بلا بينة فلا ينسب للاسلام بل يعارضه قول الرسول صلى الله عليه و سلم "ما أنتم فى الأمم قبلكم الا كالشعرة البيضاء فى الثور الأسود" و هو ان كان لا يحدد عمرا للبشرية الا أنه ينافى التسلسل القصير فى الأنساب فى الكتاب المقدس بل ان من مخالفات القران للكتاب المقدس هنا هو قوله تعالى " وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَٰلِكَ كَثِيرًا" بعد ذكر قوم نوح فوضع قرونا كثيرة بين نوح و ابراهيم عليهما السلام الى جانب الثلاثة المذكورين فى الاية بينما وضع الكتاب المقدس 4 أمم فقط الى جانب هؤلاء الثلاثة

[فى أحد محاضرات الشيخ أحمد السيد ذكر أن أحد علماء المسلمين قام بعملية حسابية و قدر فيها العمر بمئة ألف سنة لكن لم أجد مصدر المعلومة]

الاعتراض الثالث: القران ينفى امكان العلم بأصل السماوات و الأرض

يعتمد الاعتراض على الكهف 51 " مَّا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا" و الجواب ببساطة بقراءة السياق كاملا 50-52 فالايات تتحدث عن أن الله لم يُشهد ابليس و ذريته خلق السماوات و الأرض و لا استعان بهم فيه فكيف تتخذونهم يا بنى ادم أولياء من دون الله و هم خلق مثلكم؟ بل ان القران دعا بوضوح الى السعى للعلم بأصل السماوات و الأرض كما فى العنكبوت 20 " قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ۚ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"


80 views3 comments

3 Comments


Commenting has been turned off.
futuredoctor333
Jul 13, 2021

هل هذا من كتاب الدكتور سامى عامرى العلم وحقائقه؟

Like
Illidan Stormrage
Illidan Stormrage
Jul 13, 2021
Replying to

نعم

Like

futuredoctor333
Jul 13, 2021

فسر ابن تيمية الدخان ببخار الماء وذكر أنه كما عند أهل الكتاب

فأظنه أخطأ بنقله منهم

Like
Post: Blog2_Post
bottom of page