المبحث الأول: الكتاب المقدس فى مواجهة حقائق العلم
1-تضرب نصوص مرقس 4/ 31-32 و متى 13/ 31-32 و لوقا 19/13 مثلا بحبة الخردل الصغيرة و أنها متى زرعت و نمت صارت أكبر الأشجار و الحقيقة أن هذه الحبة لا تصبح شجرة أصلا بل تصبح شجيرة صغيرة shrub فقط مما يتنافى مع معنى المثل المضروب و يدل على جهل المؤلف بطبيعة النبات و بالتبعية بشرية النص.
2-جاء فى انجيل يوحنا 24/12 أن انفلاق الحبة ليخرج منها النبات موت لها و هذا غير صحيح
المبحث الثانى: هل فى القران أخطاء فى علم النبات؟
تكرر الاخبار عن النبات فى القران بغرض بيان عظيم قدرة الله و كثرة نعمه و يستنكر المعارضون فى ذلك ما يلى:
1-هل يموت الحب ليحيى؟: جاء فى الروم 19 "يخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ۚ وَكَذَٰلِكَ تُخْرَجُونَ" أن الحب ميت قبل أن تظهر فيه الحياة بعد زراعته و انباته بينما يقول العلم أن الحب يكون حيا قبل أن ينبت فى الأرض و الجواب: من قواعد تفسير القران أنه يفسر بعضه بعضا و بالنظر الى هذه الاية فنحن لسنا بحاجة الى اية أخرى تفسرها بل هى تفسر نفسها فلو نظر المعترض بعد محل اعتراضه ببضع كلمات لوجد تعبير " وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا" فى اشارة واضحة الى أن الحياة المقصودة هنا هى ظهور الحركة فالجميع يعلم بأن الأرض من الجمادات و لم يقل أحد بأنها كائن حى و بالضد يكون موت الحب المقصود هو كونه هامد لا تظهر منه حركة أو نمو[و من مثل ذلك قوله تعالى فى فصلت 39 "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ ۚ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۚ إِنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" فوصف علو الأرض و اهتزازها بحركة خروج النبات بالحياة من باب الحركة و مقابلة كونها خاشعة/ساكنة/هامدة]
2-هل يتنفس الصبح؟: يقول القران فى التكوير 18 "وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ" و هذا خطأ فالكائنات الحية هى التى تتنفس و الجواب أن هذه الاية من الاعجاز فقد حيرت المفسرين كثيرا بسبب قصور علوم عصرهم أما اليوم فنعلم أنه عند شروق الشمس تقوم بتسخين سطح الأرض الذى بدوره يسخن الهواء الملامس له فيتمدد و يرتفع الى أعلى فيما يعرف بالتيارات الحرارية الصاعدة أو تيارات الحمل و التى تحمل الهواء المستقر قرب الأرض طوال الليل بما فيه من ثانى أكسيد كربون ناتج عن عمليات التنفس كالزفير و فى المقابل يهبط الهواء البارد من أعلى ليحل محله كالشهيق
ملحق الكتاب: معجزات علمية فى التوراة و الانجيل
المبحث الأول: حجية الاعجازالعلمى فى التوراة و الانجيل
اذا افترضنا وجود اعجاز علمى فى الكتاب المقدس فان هذا لا ينفى ما قررته الدراسات التاريخية و الأركيولوجية من تعرض النص الأصلى للزيادة و الحذف و التبديل بل و اضافة أسفار كاملة لا تصح نسبتها الى الوحى كسفر نشيد الانشاد الاباحى و سفر الجامعة الالحادى و سفر استير الخرافى لذا فان غاية ما يثبته ذلك الاعجاو ان صح هى المصدرية الالهية للنص الأصلى قبل التحريف و أن هذا من القليل الذى لم ينله التحريف فهو اثبات لدعوى القران بالهية المصدر الأصلى و حدوث التحريف بعد ذلك. أضف الى ذلك أن العقيدة النصرانية من ألوهية المسيح و التثليث و غير ذلك لا تقوم أصلا على النص بل على جدل الاباء و قرارات المجامع الكنسية و لا علاقة لها بصحة النص من عدمه فالنص ليس حجة على عقيدة جاءت أصلا من خارجه.
المبحث الثانى: الاعجاز العلمى للكتاب المقدس فى الميزان
سنتناوى أبرز أمثلة السبق العلمى فى الكتاب المقدس فيما يلى باستثناء دعوى كروية الأرض فى اشعياء 22/40 فقد تم تناولها من قبل فى الفصل الخاص بشكل الكون بين القران و الكتاب المقدس
1-الأرض معلقة فى الفراغ: يذكر نص أيوب 7/26 تعليق الأرض على "لا شيء" و هذه اشارة الى كونها معلقة فى الفضاء لكن الحقيقة أن هذا النص لا يستقيم مع النصوص الأخرى التى تقول بوضوح أن الأرض تطفو على الماء و تدعمها أعمدة صخرية من أسفل مثل 1 صموئيل 8/2 و أيوب 6/9 و 38/ 4-6 و مزمور 2/24. أضف الى ذلك أن كلمة "توهو" فى النص العبرى الأصلى التى تمت ترجمتها الى لا شيء هى نفسها التى جاءت فى تكوين 2/1 الى الفوضى الكونية المائية فى بداية الخلق.
2-الدم أصل الحياة: يزعم بعض الكتاب النصارى أن نص لاويين 11/17 القائل بأن نفس الجسد فى الدم سبق علمى لكن هذا الزعم مردود ببساطة لأن البشر يعرفون منذ القدم أن الانسان اذا أصيب و نزف بشدة مات.
3-مد السماء: يزعم البعض أن كلمات "بسط" و "نشر" السماوات المذكورة فى مزمور 2/104 و اشعياء 22/40 اشارة الى التمدد الكونى الا أن النظر فى مجموع النصوص ينفى ذلك فاشعياء 22/40 يقول أنه نشر السماء ك"سرادق" و بسطها ك"خيمة" فى اشارة الى تصور السماء كقبة منصوبة على الأرض و الذى نقله الكتاب المقدس من ثقافة عصره.
4-عدد النجوم: يحتوى تكوين 5/15 و ارمياء 22/33 تشبيها لكثرة النسل بالنجوم التى لا تعد و يزعم البعض أن هذا اعجازا علميا بينما فى الواقع تشبيه الكثرة بعدد النجوم مثال معروف منذ القدم و لا يتطلب من الانسان أكثر من النظر الى السماء بعينه المجردة – أما اذا افترضنا أن المقصود هو المعنى الحرفى أن النجوم بلا عدد فهذا غير صحيح فلا يدخل الوجود الا معدود.
5-تكون المطر: يستدل البعض بنص عاموس 6/9 و أيوب 36/ 27-28 على اقرار تبخر المياه لانتاج السحب و لكن بالنظر الى أن نص عاموس يتحدث عن "قبة السماء" و التى وفقا لنصوص أخرى فوقها ماء كما وضحنا سابقا فى الفصل الخاص بشكل الكون و أن نص أيوب يذكر أنه "يجذب قطار الماء" فقد ذهب البعض الى أن تفسير النص هو جذب قطرات الماء من المحيط السماوى الموجود فوق قبة السماء الى الأسفل لا صعود الماء الى الأعلى من البحار
6-وزن الهواء: يستدل البعض بذكر تعبير "وزن الريح" فى أيوب 25/28 الا أن الناس منذ القدم يستشعرون ضغط الرياح و تأثيره من دفع للسفن و قلع للخيام
خاتمة الكتاب: نتائج البحث:
ان الاعجاز العلمى فى القران أوسع من مجرد السبق و وجود تكلف و مبالغات عند عدد من الباحثين فى اثباته لا ينفى وجود أمثلة واضحة له. ان ادراك ذلك الاعجاز يحتاج الى دراسة الواقع العلمى فى القرن السابع و مصادر المعرفة العلمية فيه و مدى مخالفة القران لها و للكتب السابقة بعيدا عن أسلوب اقتطاع أجزاء من هنا و من هناك لزعم النقل و الاقتباس
Comentarios