top of page
Search
  • Writer's pictureIllidan Stormrage

الانتروبيا و التطور: أسطورة الأنظمة المفتوحة

Updated: May 22


“Clausius and Darwin cannot be both right”

R, Caillois “Coherences Aventureuses”

لا يمكن أن يكون كلا من كلوسيوس [يقصد رودلف كلوسيوس أحد واضعى القانون الثانى للديناميكا الحرارية] و داروين على حق


There are no known violations of the second law of thermodynamics. Ordinarily the second law is stated for isolated systems, but the second law applies equally well to open systems...there is somehow associated with the field of far from equilibrium phenomena the notion that the second law of thermodynamics fails for such systems. It is important to make sure that this error does not perpetuate itself

John Ross, letter in Chemical and Engineering News, Vol. 58 (July 7, 1980), p. 40.


لا توجد أى حالات لا يعمل فيها القانون الثانى للديناميكا الحرارية بما فى ذلك الأنظمة المفتوحة...هناك خطأ شائع أن القانون لا يعمل فى الأنظمة البعيدة عن حالة الاستقرار. هذا خطأ يجب منعه من الانتشار

-من خطاب وجهه أحد دكاترة جامعة هارفارد الى احدى المجلات العلمية


و يخبرنا الفيزيائى اللاأدرى بول ديفيس أن هذا القانون أساس فى الطبيعة و لا سبيل للفرار منه


Paul Davies “The Fifth Miracle” p.51

كما يخبرنا أرثر أدنجتون أحد أبرز علماء الفيزياء فى القرن الماضى أن أى نظرية علمية تتعارض مع هذا القانون غير صحيحة


Arthur Eddington, The Nature of the Physical World, p.74



و لكن ما هو أصلا هذا القانون؟


ان قانون الانتروبيا (و المعروف أيضا بالقانون الثانى للديناميكا الحرارية) ينص على أن الأنظمة "تتطور" من الانتظام الى الفوضى و من التعقيد الى البساطة و أنها تنحدر لا تتطور فى حالتها و هو كما هو واضح ضد نظرية التطور من حيث المبدأ. يحاول التطوريون عادة الهرب من هذه الحقيقة بالاعتماد على القانون الأول للديناميكا الحرارية (قانون حفظ الطاقة) و القائل بأن اجمالى الطاقة فى النظام المغلق سيظل محفوظا حتى اذا خضعت هذه الطاقة الى تحولات و بما أن الكون نظام مغلق و يحتوى فى داخله على كل الأنظمة الأخرى فمن الممكن أن تقود عملية ما الى تقليل الانتروبيا (الفوضى أو العشوائية أو التشتت) و احداث النظام فى محيطها طالما أن اجمالى الانتروبيا فى الكون سيرتفع. ان الأرض نظام مفتوح و يتلقى الطاقة من مصادر خارجية كالشمس و بالتأكيد مقدار الانتظام (انخفاض الانتروبيا) الذى حدث فى سياق التطور يقابله ارتفاع أكبر فى الانتروبيا فى الكون كتشتت الطاقة الحرارية من الشمس. الحقيقة أن هذه الجملة تفوح منها روائح القصص التطورية المعتادة التى تصاغ بطريقة منطقية لاقناع الناس بالتطور و اخفاء عدم امكانه عمليا و لعلنا لن نتعجب ان عرفنا أن واحدا من أول من روجوا لهذه الفكرة "اسحق أزيموف" لم يكن عالما فقط بل كان كاتب قصص خيال علمى كذلك. تخيل أن تترك قالبا من الصلصال فى حجرة ثم تعود لتجده منحوتا على شكل حيوان بكل تفاصيله ليست الخارجية فقط بل التشريحية الدقيقة من الداخل كالعظام و الأعضاء و الأعصاب و الشرايين...الخ و لما تسأل عما حدث يقول لك أحدهم بمنتهى الثقة "الأرض نظام مفتوح"!!! و ربما لو رأى عدم التصديق على وجهك لسارع ليؤكد لك أن هذا حدث تدريجيا خطوة خطوة عبر فترة طويلة!!! فترة طويلة؟ ملايين السنين؟ حسنا دعنا من صلصال الحجرة و لنتحدث عن العثور على اثار و تماثيل و مبان منحوتة فى الصخور...أو حتى ما هو أبسط من ذلك كالأدوات البدائية المنسوبة للبشر القدامى كالنياندرثال. لن تجد التطورى يسارع الى القول بأنها نشأت عبر ملايين السنين لأن الأرض نظام مفتوح بل سيدرك نمط التصميم جيدا. لو أراد التطورى أن يخادع و يقول أن سبب ادراكه للتصميم فى الأثار هو وجود شهادة تاريخية كالكلام المنقوش على المنحوتات فهناك شهادة تاريخية أيضا على من صنع المخلوقات فلا يحل له اعتبار الشهادة التى تحلو له علما و التى لا تحلو له ليست علما فكلاهما شهادة تاريخية. و ان أراد القول بأننا نعلم أشباه للمبانى و الأدوات ينتجها البشر فنقيس عليها فنحن نعلم أيضا أشباها للالات الجزيئية المعقدة التى تملأ الكائنات الحية فنقيس عليها. و ان زعم أن القياس غير صحيح لأن الكائنات الحية تختلف عن المصنوعات البشرية كما أنها تتكاثر مع وجود تباينات فى الذرية فنحن نوافق تماما الكائنات الحية أعقد من المصنوعات البشرية و التكاثر يجعلها أعقد و أعقد لذا فهى أولى بالتصميم من المصنوعات البشرية كما أن تبايناته المزعومة لم يثبت لها أبدا القدرات الخرافية الت ينسبها اليها بل كلها تنويعات على نفس التصميم الرئيسى تماما كما يتم تنويع التصميمات البشرية فتجد أنواعا من السيارات و الطائرات و البرمجيات و الحواسب الالية.


لنضرب مثالا اخر أفضل و أقرب تخيل محركا يقوم بتلقى الوقود و تحويله الى حركة منتظمة و لكن فى مقابل هذا الانتظام فانه ينتج حرارة تتشتت فى الجو المحيط به و بالتبعية فان اجمالى الانتروبيا (تشتت الطاقة) الكونية فى ازدياد برغم من انخفاض الانتروبيا فى نطاق عمل المحرك و حركته المنظمة. لكن هل تلاحظ معى شيئا مهما فى هذا النموذج؟ ان المحرك ليس عملية طبيعية بالمرة بل هو عملية صناعية "مصممة" بامتياز و هو لا يعمل بمجرد تعريض الأجزاء التى يريد تحريكها للطاقة بل بحصاد و توجيه الطاقة فى قنوات استخدام محددة من أجل تقليل الانتروبيا. ان المحركات لا تعمل لأن الأرض نظام مفتوح و لا لأن انتروبيا الشمس تزداد و لا لأن أجزاء المحرك تتعرض للطاقة و هذه هى احدى أهم المغالطات التى تحدث أثناء محاولة التوفيق بين الانتروبيا و التطور...الاشارة الى اليات و نماذج صناعية جدا و مهندسة جدا و غير قابلة للحدوث طبيعيا أو الاشارة الى نماذج من الانتظام لا علاقة لها أصلا بالحياة كالبلورات و هو ما سنتناوله لاحقا.

“The preservation of the complex improbable organization of the living creature needs more than energy for the work. It calls for information or instructions on how the energy should be expended to maintain the improbable organization. ”

George Simpson [one of the contributors to modern synthesis] “Life: An Introduction to Biology”

ان حفظ الحالة المعقدة غير المحتملة للكائن الحى يتطلب ما هو أكثر من الطاقة. يتطلب معلومات و ارشادات لكيفية استهلاك الطاقة للحفاظ على هذه الحالة

-جورج سمبسون أحد العلماء المساهمين فى تأسيس نظرية التطور التراكيبية الحديثة

One salient characteristic of life...the slow uncoiling and careful disposition of energy… Life is a controlled unwinding of energy.

Peter Atkins “The Periodic kingdom” p.27

ان الصفة الملحوظة للحياة هى التموضع الحريص للطاقة...ان الحياة عبارة عن استهلاك طاقة موجه

-بيتر أتكنز – عالم كيمياء ملحد


لاحظ أن كلا من سمبسون و أتكنز (و العقل و المنطق و العلم من قبلهما) يتحدثان عن التوجيه المطلوب لمجرد الحفاظ على حالة موجودة من الانتروبيا و الانهيار فما بالك بالتوجيه المطلوب لمعاكسة قوانين الطبيعية و المادة و الطاقة و انشاء هذه الحالة اللاطبيعية (الحياة) ابتداءا؟ لا يوجد خلية تعيش لأنها تتعرض للطاقة و لكن لأن هناك اليات معقدة و مركبة تقوم بحصاد هذه الطاقة و توجيهها للقيام بعمليات مختلفة سواءا كانت نسخ الحمض النووى أو تشغيل مضخات الغشاء و تشغيل الانزيمات لتسريع بعض التفاعلات الكيميائية...الخ أما مجرد تعريض نظام ما الى الطاقة بشكل غير موجه فهو لن ينتج لك الانتظام و التطور الذى تريده فمثلا عند ترك كوب من الماء الساخن فى غرفة فان الطاقة الحرارية تتشتت من هذا الكوب الى البيئة المحيطة فتقل حرارته تدريجيا حتى تصل الطاقة الى التشتت التام فى البيئة و يتساوى مع بيئته فى الحرارة واصلا بذلك الى ما يسمى حالة التوازن equilibrium لأن هذه هى طبيعة المادة و الطاقة السعى الى حالة أكبر من التشتت و ارتفاع الانتروبيا فى غياب التدخل الخارجى و لكن ماذا اذا عرضنا الكوب الى مصدر حرارى باستمرار؟ سيتلقى الكوب الحرارة من المصدر و يفقدها الى البيئة و بذلك سيستمر الكوب فى البقاء دافئا و لا يصل الى حالة الاتزان مع البيئة أو كما تسمى بلغة قانون الانتروبيا يبقى بعيدا عن الاتزان far from equilibrium الا أن مجرد ابقاءه بعيدا عن الاتزان تطلب تدخلا خارجيا و توجيها صناعيا للطاقة بوضع مصدر للحرارة (و هو ما يسمى فرض قيود على النظام من الخارج) كما أنه لن يصنع لك ترتيبا أو تنظيما أو تعقيدا بدون وجود حصاد ما للطاقة و توجيهها بشكل محدد و هو ما يتطلب تدخلا غائيا أكبر من الخارج كما يفعل العلماء فى المعامل أو بالعودة الى نموذج المحرك فان اشعال النار فى كومة من المعدن لن يحولها الى محرك بل يجب أن يحدث الاشتعال فى قلب جهاز مصمم يعمل كجزء من منظومة موجهة للحركة حتى يتم حصاد الطاقة و تحويلها الى حركة...حسنا هذا عن الكوب و المحرك فماذا عن الحساء البدائى؟ و ماذا عن استمرار العملية ل"ملايين السنين" (كلمة التطوريين الأثيرة للهروب من كل شئ)؟


يخبرنا ايليا بريجوجين الحاصل على نوبل عن أعماله فى مجال الانتروبيا بأنه و لا حتى على مدار مليارات السنين يمكن أن تكون هناك فرصة لتكون الجزيئات الحيوية Functionally Sequenced Biomacromolecules بمجرد التعرض للطاقة


I. Prigogine et al., “Thermodynamics of Evolution” Journal of theoretical Biology 91: 13-31


كما يخبرنا عالم الكيمياء الحيوية و البيولوجيا الجزيئية ألكسندر جراهام كارن سميث أنه و لا حتى الكميات الضخمة من الموارد المفترض تواجدها فى الحساء البدائى ستحل المشكلة


A.G. Cairn Smith “The Life Puzzle: On Crystals and Organisms and on the Possibility of a Crystal as an Ancestor” p. 95


و الكتاب أعلاه ليسوا من معارضى التطور بالعكس انهم أصحاب بعض أشهر النماذج التى تحاول اختراع اليات طبيعية للتوفيق بين التطور (تحديدا أصل الحياة) و الانتروبيا و سنتعرض لها و لمدى عدم واقعيتها بالأسفل و لكننا نلاحظ هنا أنه عند دراسة تفاصيل الزعم التطورى عن "التعرض للطاقة" و الأنظمة المفتوحة يظهر أنه مجرد عبارة انشائية قصصية أخرى لا تعمل تفاصيلها بالشكل المطلوب. لاحظ أيضا أن النماذج الموضوعة تعتمد أصلا على وجود الحساء البدائى و الذى وضحنا عدم وجوده سابقا t.ly/tFxB

و قد قالها ستيف بانر أحد الباحثين المشاهير فى مجال أصل الحياة: أعط المكونات طاقة ستتحلل و هذا مدعوم من القانون الثانى للديناميكا الحرارية و من عدد الترتيبات الضئيل جدا الذى يمكن أن يعمل من بين كل الترتيبات الممكنة


An enormous amount of empirical data have established, as a rule, that organic systems, given energy and left to themselves, devolve to give uselessly complex mixtures, “asphalts”… Further, chemical theories, including the second law of thermodynamics, bonding theory that describes the “space” accessible to sets of atoms, and structure theory requiring that replication systems occupy only tiny fractions of that space, suggest that it is impossible for any non-living chemical system to escape devolution to enter into the Darwinian world of the “living"

Steven A. Benner "Paradoxes in the Origin of Life" Origins of Life and Evolution of Biospheres volume 44, pages339–343 (2014)

لقد حاول كيرن سميث (المصدر قبل السابق) افتراض أن البلورات الموجودة فى بيئة الأرض البدائية يمكنها أن "تطبع" المعلومات و الانتظام و التسلسل من جزيئاتها الى المواد المتفاعلة التى تترسب عليها و هذه فرصة سانحة لتبيان احدى أشهر المغالطات التطورية و هى ضرب الأمثلة بالبلورات على امكان التنظيم الذاتى فى الطبيعة.


“In brief, living organisms are distinguished by their specified complexity....Crystals fail to qualify as living because they lack complexity, mixtures fail to qualify because they lack specificity...These vague ideas can be made more precise by introducing the idea of information.”

Leslie Orgel “The Origins of Life” p. 189 - 190


ان الحياة عبارة عن تعقيد محدد. البلورات ليست نموذجا للحياة لأنها ليست معقدة و الأخلاط الكيميائية كذلك ليست نموذجا لأنها ليست محددة...يمكننا وصف الفكرة بشكل أكثر دقة عن طريق المعلومات

-عالم الكيمياء التطورى – لزلى أورجل


طبعا أورجل كونه تطورى طبيعانى لاحظ أن المعلومة معناها التصميم فسارع بعدها مباشرة لتقديم الحجة التطورية التى لا يملكون سواها "العلماء يجب ألا يتعاملوا مع المعجزات بل يجب أن نفترض حدوث التطور"


Since, as scientists, we must not postulate miracles we must suppose that the appearance of “life” is necessarily preceded by a period of evolution. (p. 192)


و هذا كمن يقول لك أنا عالم لذا المعلومة على الشاشة لا تأتى من عقل بل تأتى الانتخاب من بين تذبذبات اشارات الكهرباء فى الحاسب الالى!!! و قبل أن نشرح بالتفصيل لماذا الأمثلة العجيبة التى يضربها التطوريون كالبلورات و ندف الثلج و غيرها مجرد خداع مصطلحى و تلاعب بالكلمات و لا علاقة لها بالمعلومات دعنا نورد جملة حاسمة لمن لا يهتم بالتفاصيل التقنية


Nothing which even vaguely resembles a code exists in the physico-chemical world.

Hubert P. Yockey, “Self Organization Origin of Life Scenarios and Information Theory,” J. Theor. Biol. 91 (1981), 13-31.


لا يوجد أى شئ يماثل الشفرة [الجينية] موجود فى عالم الفيزياء و الكيمياء


Attempts to relate the idea of order...with biological organization or specificity must be regarded as a play on words that cannot stand careful scrutiny. Informational macromolecules can code genetic messages and therefore can carry information because the sequence of bases or residues is affected very little, if at all, by [self-organizing] physicochemical factors

Hubert P. Yockey, “A Calculation of the Probability of Spontaneous Biogenesis by Information Theory,” Journal of Theoretical Biology 67 (1977):380


-مقارنة فكرة التنظيم بالأنظمة البيولوجية المحددة نوع من التلاعب بالكلمات. ان الجسيمات البيولوجية تشفر رسائل جينية و تحمل معلومات لأن تعاقب الحروف لا تأثر بقوانين الفيزياء و الكيمياء [قوانين التنظيم الذاتى]


هذا هيوبرت يوكى مؤسس نظرية المعلومات ذاته و الذى أنشأ المجال بالكامل يقولها بوضوح فاما أن يوكى لم يكن يعرف أن الثلج و البلورات و الضوء و الكريستالات هما من الموجودات على الأرض (ربما كان يعيش فى كوكب اخر) و اما أن التطوريون "يبلفون" كالعادة و يخادعون و يقيسون الثرى على الثريا كعادتهم فى خلط الأوراق لانقاذ فلسفة التطور التى تمثل أنها علم


ان ترتيب الذرات فى البلورات ليس ترتيبا معلوماتيا و لا معقدا و لا يمكن التعامل معه كحروف لغة تحمل رسالة كحالة الحمض النووى و الرنا t.ly/mEDl و البروتينات t.ly/tHmG بل هو مجرد نمط بسيط متكرر بشكل رتيب و قابل للتوقع ذو قدرة محدودة جدا على حمل المعلومات لأن الانتظام و التكرار لا يحمل محتوى معلوماتى

ما هى المعلومات؟


It is important to understand that we are not reasoning by analogy. The sequence hypothesis [that the exact order of symbols records the information] applies directly to the protein and the genetic text as well as to written language and therefore the treatment is mathematically identical.

Hubert Yockey “Self-Organization origin of life scenarios and information theory” Journal of theoretical biology Vol. 91, no. 1: 13-31 (July 7, 1981)


يجب أن نفهم أن هذا ليس مجرد تشبيه. ان فرضية التسلسل [كون تسلسل العلامات/الحروف/المكونات يحمل معلومة] تنطبق بالضبط على البروتينات و الجينات كما تنطبق على اللغات المكتوبة و المعاملة حسابيا واحدة

هيوبرت يوكى - مؤسس نظرية المعلومات


أ ب ت – أ ب ت – أ ب ت

تابيلنتاسبلاوتيباةتسيلباتتنبياش

تصميم خاص لتعديل الجزيئات


فى السطر الأول ترى نموذج الانتظام فى البلورات و كما هو واضح هو لا يحمل أى محتوى معلوماتى و لا يمكن أن يحمله أصلا فهو مجرد نمط متكرر حتى و ان كبر هذا النمط بل ان الحقيقة هى أنه لو كانت هذه هى طبيعة الحياة و جزيئاتها الحيوية لما استطاعت القيام بوظائف متعددة أو التشفير لمنتجات متعددة و لما كان الحمض النووى قاعدة بيانات لمئات المنتجات بل لكان ككتاب تمتلئ صفحاته بنفس الجملة مرارا و تكرارا و لما كانت هناك انزيمات و بروتينات متنوعة بتسلسلات مختلفة من الأحماض الأمينية (الحروف) و بالتبعية بوظائف مختلفة بل لما كان هناك بروتين واحد أصلا لأن البروتين لا يتكون من تسلسل تكرارى لنفس الحروف بهذا الشكل باستثناء حالات نادرة جدا ...فى السطر الثانى نرى ما يمكن أن تكونه مكونات الحياة بدون تدخل خارج-تسلسل عشوائى لا وظيفى و لا معلوماتى..أخلاط عشوائية غير محددة بتعبير لزلى أورجل و هذه لن تنتج حياة أو وظائف. ركز جيدا فى السطر الثانى لأن بعض المخادعين سيستدلون به على كونه معلومات فمثلا سيأتى لك التطورى بتعريف كلود شانون للمعلومات Shannon Information ليخدعك و لكن ما لن يقوله لك أن هذا التعريف مختص بقياس السعة المعلوماتية و ليس مقدار المعلومات فهو يقيس مقدار عدم احتمالية أى تسلسل حتى لو لم يكن له معنى ليحدد مقدار ما يمكن أن تحمله مجموعة من الخانات من معلومات و ليس ما فيها من معلومات (مثلا سعة القرص الصلب مقياس مستقل عن ما عليه فعليا من معلومات). خدعة تطورية أخرى أن البعض سيقول ربما جزيئات الثلج نمطية و لكن اجتماع هذه الجزيئات جنبا الى جنب يمكن أن يحدث بطرق كثيرة لذا نرى بلورات الثلج فى أشكال متعددة و هذا دليل على قدرة العشوائية على انتاج "المعلومات" انظر جيدا الى السطر الثالث....يمكن أن ترتب العشوائية الحروف بعدد ضخم من الطرق و لكن هل هذه معلومات؟؟؟ هذا هو أصل الخدعة التى يقوم بها من يروج التطور...هذا هو نموذج الأشكال اللانهائية لبلورات الثلج...تماما كالترتيبات اللانهائية للحروف بلا معنى و بلا معلومة. فى السطر الثالث نرى ماهية الحياة اذ يحمل الحمض النووى و الرنا و البروتينات و الانزيمات تسلسلات معلوماتية وظيفية محددة ضرورية للقيام بالوظائف المطلوبة (لاحظ أن البروتين لا يكون قصيرا هكذا و لكنه يتكون عادة من عشرات ان لم يكن مئات الحروف). لاحظ أيضا أنها لا تحمل الترتيب و التكرار المميز للبلورات (السطر الأول) مما يوضح كيف أنه نموذج مخادع جدا. يظهر لنا بوضوح هنا حجم الفرق بين البلورات و انتظامها اللامعلوماتى و النتيجة اللامعلوماتية اللامحددة اللاوظيفة للعمليات العشوائية و طبيعة الحياة


M. Polanyi “Life’s Irreducible structure” Science 160: 1309

A.E. Wilder Smith “The creation of life” p.67


H.P. Yockey “A calculation of the probability of Spontaneous Biogenesis by Information theory” Journal of theoretical Biology 67: 380


Jeffrey Wicken “Information Transformation in Molecular Evolution” Journal of Theoretical Biology 72, no. 1 : 191 - 204


و لقد قام ثلاثة من علماء الرياضيات و البرمجيات بحساب المحتوى المعلوماتى الوظيفى الذى يمكن تشفيره فى النمط التكرارى لذرات بلورات الثلج و كانت النتيجة صفر


“Measuring Information” in “Introduction to evolutionary Informatics” p: 10-26, 251-256


و بعيدا عن الحسابات فهناك سؤال أبسط...لو كانت بلورات الثلج شفرة فماذا تقول؟ ما هو محتواها المعلوماتى؟ أين الية فك التشفير التى ستقرأها و المقابلة للرايبوسوم؟ أين اللغة الأخرى التى ستتحول اليها المقابلة للبروتينات؟ ما هى وظائف المنتج؟ لا شئزززمجرد حشو كلامى و عبارات انشائية و تشبيهات مخادعة لتضليل المتلقى لا أكثر


[و طبعا قبل أن يسارع أى تطورى للقول بأن التسلسلات الوظيفية كثيرة و ان لم يظهر هذا سيظهر ذاك أو أن "ملايين السنين" ستحول النموذج الثانى الى الثالث مستشهدا بعملية النصب التى قام بها رتشارد دوكنز زاعما امكان انتاج أعمال شكسبير عشوائيا نقول له سيتم التعرض للخدعة الكبرى المسماة البرمجيات التطورية لاحقا فى المقال أما بالنسبة ل"ملايين السنين فهى لن تحل المشكلة لأن المساحة المطلوب البحث فيها أكبر بمليارات المرات من كل الموارد الاحتمالية المتوفرة عبر "ملايين السنين"كما وضحنا من قبل أيقونات التطور: ملايين السنين t.ly/pOzn ]


و لعل اخر صيحة فى هذا النوع من الأمثلة هو نموذج كريستالات كبريت الحديد pyrite و التى تأخذ شكل المكعبات و طبعا اعتمد التطوريون فى عرضهم هذا المثال على طريقة العرض المسرحية التى تخدع حدس الناس فيظنون للوهلة الأولى أنها مكعبات مصممة ثم يكتشفون أنها من صنع العوامل الطبيعية و على هذا فان الكائنات الحية أيضا من صنع العوامل الطبيعية...و لكن لحظة واحدة...هل هذه المكعبات تعتبر هيكل معقد؟ لا انها مجرد نمط هندسى بسيط...هل هى شفرة؟ طبعا لا...هل هى الة وظيفية كالانزيمات و غيرها من الالات فى قلب الخلية؟ طبعا لا...يشبه هذا من يقارن الات فى مصنع و روبوتات و مولدات طاقة وبرنامج حاسب الى بصخرة على شكل مكعب و يقول لك هل رأيت؟ هما متماثلان...اذن هى نفس الخدعة التطورية القديمة و لكن فى ثوب جديد: الاتيان بمثال لا علاقة له بتعقيد الكائنات الحية و طريقة عملها لخداع المتلقى و تمرير نظرية التطور أثناء المفاجأة - لم أرى فى حياتى نظرية تزعم أنها علمية تعتمد على تكتيكات الحرب النفسية و أساليب الخداع و التمويه لتمرير نفسها بهذه الطريقة...لكن الأهم من هذا كله أننا نعرق عمليات طبيعية قادرة على انتاج هذه الأنماط بينما لا يوجد من بين كل الاليات التى يقترحها التطوريون الية واحدة ثبت لها القدرة على انتاج الات توازى أو حتى تقترب من الات الخلية الحية و هذه النقطة فى منتهى الأهمية اذ كثيرا ما يتهرب منها التطوريون بقول أن التطور حقيقة حتى لو لم نعلم كيف يعمل بينما جزء كبير من حجتهم أمام العامة قائمة على أننا نعرف اليات طبيعية قادرة على انتاج شئ ما مثل المكعبات الذهبية او بلورات الثلج أو التصميم "المتوهم" فى الكائنات الحية


و الان نعود أدراجنا الى نموذج البلورات لنوضح مشكلة أخرى فيه و هى أن المثال يعتمد على نماذج لخسران الطاقة للبيئة المحيطة لا اكتسابها فمثلا مثال بلورات الثلج الشهير يتكون بتبريد المياه أى بخسرانها للطاقة الحرارية و كذلك مثال بلورات الكوارتز التى تنشأ عندما تبدأ حرارة المحلول المحتوى على أكسيد السيليكون فى الانخفاض سواءا كان طبيعيا كالحمم البركانية أو صناعيا أى أننا لسنا أمام نماذج انتظام بسبب اكتساب الطاقة بل انتظام بسبب خسران الطاقة بينما فى الواقع تعريض الجزيئات للطاقة يهدم الانتظام و يزيد من العشوائية (الفوضى) كاذابة الثلج أو انصهار بلورات الكوارتز و بالتالى فان نموذج البلورات فى الواقع هو عكس النموذج الذى يتم الاستدلال عليه لأن الحياة حالة من الطاقة المرتفعة بل و تقوم بتوليد الطاقة و استغلالها بشكل فاعل للحفاظ على نفسها و لا تكتسب انتظامها بخسارة الطاقة الى البيئة !!!


ان نفس هذه المشاكل تنطبق على أمثلة أخرى من الحركة النمطية المتكررة التى يضرب بها التطوريون أمثالا كحركة الدوامات و الأعاصير فهى مجرد نمط تكرارى منتظم لا يؤدى أى وظيفة و لا يحمل محتوى معلوماتى كالبلورات و هى أيضا نموذج لكيف ترتفع الانتروبيا مع التعرض للطاقة و المؤثرات اذ أن الحركة الدوامية المنتظمة تظهر فقط على المستوى الكبير macro أما على المستوى الجزيئى تخفى فى الواقع فوضى جزيئية غير وظيفية و هو عكس ما يحدث فى الحياة اذ يكون الانتظام كليا و جزيئيا أيضا.


ان المشكلة يمكن تلخيصها ببساطة فى أن الحياة حالة من الطاقة المرتفعة و الانتروبيا المنخفضة و هذان لا يجتمعان فى الطبيعة فاما طاقة مرتفعة و انتروبيا مرتفعة لأن الطاقة ترفع الفوضى و الانتروبيا (كحركة الجزيئات عند غليان الماء) حتى لو حدث نمط متكرر غير وظيفى أو معلوماتى أو طاقة منخفضة مع انتروبيا منخفضة و انتظام كتكون البلورات مع التبرد و فقدان الحرارة أى أن التعرض للطاقة فى الواقع يقود الى عكس النتيجة المرجوة منه و لكنه فى نفس الوقت ضرورى لحدوث التفاعلات. من جديد يظهر لنا حجم المعضلة و أن الشرطان المطلوبان للحياة يناقض كل منهما الاخر و أن القاء مصطلح "نظام مفتوح يتعرض للطاقة" لا يحل شيئا لأن هذا التعرض فى الواقع سيرفع الانتروبيا (الفوضى). على صعيد اخر فان كل الكلام الانشائى عن ارتفاع انتروبيا البيئة المحيطة مجرد قنبلة دخان للتعمية على المشكلة. لكى ترتفع انتروبيا البيئة المحيطة فمعنا ذلك أن النظام يفقد طاقة لينتظم و هذه الطاقة المفقودة هى التى ترفع انتروبيا البيئة المحيطة بينما الحياة تحتاج الى اكتساب طاقة من البيئة المحيطة لا فقدها.


هل يمكننا الاستغناء عن فيض الطاقة القادم من الخارج؟ طبعا لا و يقر بذلك أنصار التطور الكيميائى أنفسهم فنحن بحاجة الى طاقة لدفع التفاعلات و الا فلن يحدث شئ. أما الاستشهاد بسهولة تكون الأحماض الأمينية فهو استشهاد مضلل فى الواقع فالطاقة المطلوبة لصناعة الأحماض الأمينية تتراوح بين -50 kcal/mole و -250 kcal/mole


H. Borsook and M. Huffman “Chemistry of Amino Acids and proteins” : 822


لاحظ معى أن الطاقة هنا سالبة أى أن التفاعل فى الواقع يحدث بفقدان المكونات للطاقة و بالتبعية يسير وفقا لقانون الانتروبيا أو كما تسمى downhill reaction و هو ما يفسر سهولة تواجد الأحماض الأمينية فى الطبيعة أما تكوين الروابط بين هذه الأحماض و غيرها من المكونات لصناعة جزيئات الحياة فهو تفاعل عكسى uphill يسير عكس قوانين الانتروبيا و يحتاج الى طاقة فاعلة للقيام بالعمل الكيميائى. ان الأنظمة الحية أنظمة عالية الطاقة و كل خطوة نحو تعقيد أكبر ستتطلب قدرا أكبر من الطاقة لتكوين روابط أكثر بين المكونات الأبسط. تحاول بعض التجارب تفادى ذلك بالوصول الى سلاسل اعتمادا على مركبات عالية الطاقة تسمى Aminoacyl Adenylates بدلا من البدء بالأحماض الأمينية أن هذه المركبات تطلق الطاقة فى تفاعلها و بالتالى يسير التفاعل downhill فى اتجاه تشتت و فقدان الطاقة الطبيعى و لكن هذه المركبات من المشكوك فيه جدا امكان توافرها فى بيئة الأرض الأولى


H.R. Hulett “Limitations on Prebiological Synthesis” Journal of Theoretical Biology 24, no. 1 : 56-72


و الى جانب الطاقة المطلوبة لمجرد تكون السلاسل البروتينية و الجزيئات الحيوية الأخرى تواجهنا مشكلة أخرى فكما ذكرنا سابقا فى روابط التعقيد المحدد و أيقونات التطور ملايين السنين فان ترتيب التسلسل مهم جدا و لا تكفى ملايين السنين لبحثه عشوائيا...معنى هذا أننا بحاجة الى قدر اخر من الطاقة قام (لسبب ما) بترتيب و اعادة ترتيب التسلسلات عددا هائلا من المرات فى فترة قصيرة نسبيا حتى يختبر عددا كبيرا من الاحتمالات و يصل الى الترتيب المطلوب للحياة فى فترة معقولة زمنيا من عمر الأرض و هذا فى حالة سلسلة بسيطة من الأحماض الأمينية طولها 101 حمض أمينى (أى تحتوى على 100 رابط) يصل الى 450 kcal/mole ثلثى الطاقة لصناعة الروابط و الثلث للترتيب(لاحظ حجم الفرق بين سالب 250 فى حالة صناعة الأحماض الأمينية و موجب 450 فى حالتنا هذه التى تعتبر بسيطة جدا و أقل من متطلبات الحياة بكثر)...و من جديد نكرر أن هذه الطاقة يجب أن تكون "موجهة" فلا شئ يترتب بالشكل الصحيح أو يخضع لعمية اعادة ترتيب مكثفة لعدد كبير من المرات حتى يصل الى النتيجة الصحيحة لمجرد أنه "يتعرض للطاقة" أو لأن "انتروبيا الشمس تزداد"


بهذا تصبح لدينا ثلاث حالات الأولى هى نظام فى حالة التوازن equilibrium و هذا باقرار التطوريون أنفسهم لن ينتج شيئا و الثانية نظام يتلقى طاقة تدفع التفاعلات و لكنها سترفع الفوضى و العشوائية (تذكر أن الحساء البدائى حال وجوده يمتلئ بالمكونات المختلفة التى تتفاعل عشوائيا) و الثالثة نظام يتلقى قدرا اضافيا من الطاقة لتقوم خصيصا بالترتيب و التنظيم و هى الحالة الوحيدة التى يمكن أن تنشأ فيها الحياة و لكن كما هو واضح هى حالة غير ممكنة لأنه لا توجد طاقة ستعمل من تلقاء نفسها لتنظيم و ترتيب الجزيئات عكس خط السير الطبيعى للأمور


Harold Morowitz “Energy Flow in Biology”

Hurbert Yockey “Self Organization: Origin of life scenarios and information theory” Journal of theoretical biology 91, no 1: 13 -31


Leon Brillouin "Maxwell’s demon cannot operate: Information and entropy." Journal of Applied Physics 22, no. 3: 334–337


Gary Steinman “Sequence Generation in Prebiological peptide synthesis” Archives of Biochemistry and Biophysics 121, no. 2: 533-539


نفس هذه المبادئ ستنطبق على أى جزئ تنشأ منه الحياة ففى حالة الحمض النووى أو الرنا الى جانب الطاقة المطلوبة لدفع تفاعلات انتاج الجزيئات فسنكون فى حاجة الى طاقة لاعادة الترتيب وفق تسلسل وظيفى يقوم باعادة نسخ نفسه ثم اضافة الوظائف المطلوبة تباعا للوصول الى أبسط كائن حى و بالتالى فان تكوين و ترتيب سلسلة حمض نووى أو رنا مقابلة لأبسط كائن بكتيرى معروف ستتطلب نحو 30*10^6 kcal/mole [لاحظ أننا تطرقنا من قبل الى استحالة تكون الحمض النووى و الرنا فى الحساء البدائى من الناحية الكيميائية t.ly/5AEt و لكننا نناقش مشكلة الانتروبيا بشكل مستقل عن المشاكل الأخرى]...نعم هناك كلام انشائى لطيف جدا عن العالم الذى دخل معمله و قام "بتصميم" سلسلة رنا تنسخ نفسها (أى أنه تدخل بنفسه لتقليل الانتروبيا) ثم خرج علينا مؤكدا أنها تكونت فى بيئة الأرض البدائية ثم قامت "بتجنيد" recruiting سلاسل أخرى للقيام بوظائف أخرى و لكن هذه القصة الجميلة فى الواقع دليل على وجوب التدخل الخارجى لتقليل الانتروبيا و الخروج بأى تصميم وظيفى


تتميز هذه المبادئ بالاتى:


1-أنها تركز على التصنيع و الترتيب فقط و تتجاهل تماما باقى مشاكل الحساء البدائى مثل مقدار طاقة التنظيم الموجهة لتقليل الانتروبيا لانتقاء نظائر بعينها أو حماض أمينية بعينها فهى تفترض وجود العشرين حمض أمينى المطلوبين فقط بالنظائر المطلوبة و حدوث الروابط الببتيدية المطلوبة (نوع ألفا) فقط بينهم من دون باقى الروابط و نفس الأمر للنيوكليوتيدات (حروف الحمض النووى و الرنا) فهى تفترض وجود المكونات المطلوبة فقط دون تفاعلات جانبية و وجود الروابط المطلوبة فقط (روابط 3-5 المستخدمة فى الحياة) دون روابط (2-5)...قد يبدو هذا تسهيلا على سيناريوهات أصل الحياة من جهة و لكنه من جهة أخرى يعنى أن هذه الحسابات تنطبق على التطور ككل بعد نشأة أصل الحياة كذلك و اقتصار العملية على المركبات و النظائر المطلوبة و الاكتفاء بالاضافة عن طريق التكوين و التركيب


2-أنها تعتمد الأرقام و الحقائق التى يقر بها أنصار التطور أنفسهم الذين يضعون سيناريوهات للتوفيق بينه و بين الانتروبيا و منهم كيرن سميث و كذلك هارولد موروتز الذى كانت كتاباته أساسية فى الدفاع عن القصص التطورية من قانون الانتروبيا أو على حد تعبير المركز القومى لتدريس العلوم فى الولايات المتحدة من ”اساءة استخدام" قانون الانتروبيا (و هو من أشرس الهيئات المدافعة عن التطور لدرجة أن رئيسته يوجين سكوت كتبت مقالا ساوت فيه بين الاعتراض على التطور و الاعتراض على الهولوكوست – المحرقة فى الحرب العالمية الثانية و الكل يعلم طبعا مدى حساسية الغرب لهذه المسألة)


NCSE “Harold Morowitz dies” (2016)


و قد صدرت الطبعة الأولى من هذا الكتاب فى حياة موروتز و لم يتمكن من الاعتراض على ما ورد فيه برغم العادة التطورية الشهيرة بكتابة مراجعات شديدة السوء تصل الى انعدام الموضوعية لأى كتاب يعارض فرضياتهم


3-أنها لا تتأثر بالقاء كلمة "ملايين السنين" التى يعشق التطوريون القاءها كمهرب لأن الوقت يعمل ضد تركيز و توجيه الطاقة لا معه فكلما زاد الوقت زادت الانتروبيا و زاد تشتت الطاقة تماما ككوب الماء الدافئ الذى يفقد حرارة الى البيئة المحيطة ما لم تكن هناك الية لحصاد و توجيه الطاقة فالحسابات هنا لا يمكن تفاديها باطالة الزمن بل ان بعض الفيزيائيين يصف الانتروبيا ذاتها بأنها هى سهم الزمن أى أنه من مصلحة العمليات و الخطوات أن تتم فى تتابع سريع لأن كل تأخير سيرفع من الفوضى و التشتت فى النظام و بالتبعية يتطلب طاقة اضافية من أجل اعادة تنظيم ما تشتت أو طاقة موجهة لصيانة المكونات من التحلل مع مرور الوقت و حفظها أو تعاد الكرة من البداية. هذه المبادئ أيضا ثابتة فى كل مرحلة سواءا أردت أن تتحدث عن نشأة أول/أبسط خلية و التى لا تمت للبساطة بصلة كما وضحنا سابقا t.ly/S1bn أو نشأة وظيفة جديدة أو مخطط جسدى جديد فان كل جديد سيتطلب طاقة اضافية "موجهة" لانشاءه و للحفاظ عليه و صيانته من الانتروبيا بعد نشأته و من جديد نكرر "موجهة" فأنت لا تحافظ على شئ بتعريضه للطاقة بل ان مجرد التعرض للطاقة قد يكون سببا فى تلف بعض المركبات العضوية الحيوية منا وضحنا عند مناقشة الحساء البدائى لذا يجب حصاد الطاقة من أجل الصيانة و الحفظ و الاصلاح مما يتطلب توجيها "معلوماتيا" لكيفية استغلال الطاقة


I. Prigogine et al., “Thermodynamics of evolution” Physics Today 25, no 11: 23


و الان الأسئلة المنطقية هى:


1-هل مصادر الطاقة المقترحة فى بيئة الأرض البدائية يمكنها فعل ذلك؟


2-هل هناك أى الية طبيعية لتوجيه الطاقة لترتيب المكونات بالشكل المطلوب و صيانتها فى هذه الحالة و حفظها من التلف و التحلل (الانتروبيا) أو اعادة تصنيعها عند الحاجة؟ هل صنعت الطبيعة محرك أو الة شبيهة بما نصنعه فى المختبرات؟


و الاجابة فى الحالتين هى لا.


ان الحالة الوحيدة الموجودة فى الطبيعة هى الخلية الحية ذاتها و التى نحاول أن نفسرها فهى الحالة الوحيدة التى تمتلك اليات لحصاد لطاقة و توجيهها الى عمليات محددة تنتج التعقيد الوظيفى المحدد و تحافظ على مستوى منخفض من الانتروبيا فى وسط مرتفع الطاقة و هى تمتلك الات ميكروسكوبية تسمى الانزيمات لحصاد الطاقة و استغلالها لاحداث التفاعلات و الخطوات المطلوبة أى أنه مجرد وجود طاقة و مكونات ليس له أى معنى ان لم توجد عشرات الالات المحددة التى توجه هذه الطاقة لاحداث التفاعل بالشكل المطلوب و ان زالت هذه الالات فوجود الطاقة و المكونات و مسار من الخطوات لن يفعل شيئا. ان معدل الطاقة المطلوب توليدها و توجيهها وظيفيا فى الحد الأدنى من الحياة يقدر بنحو 1 وات لكل جرام و هو تقريبا نفس معدل السيارات مع ملاحظة أن هذا معدل صيانة ما هو موجود بالفعل من الانتروبيا و التحلل لا انشاؤه من الصفر فى بيئة عدائية من مكونات أولية


Michael Lynch and Georgi Marinov “The Bioenergetic costs of a gene” PNAS 112, no. 51: 15690 -95

و كل مصادر الطاقة المقترحة فى بيئة الأرض الأولية اما أنها غير قادرة على ضخ دفعة من الطاقة لاحداث هذا (حتى مع تجاهل كيفية الترتيب) أو ستضخ طاقة كفيلة بتدميره


يمكن تعريف الحياة-حتى فى أبسط صورها-على أنها عبارة عن نطاقات من التنظيم الوظيفى المعقد تحصد الطاقة و توجهها للحفاظ على نفسها من قانون الانتروبيا (أى أنها حالة من الطاقة العالية و الانتروبيا المنخفضة) و انتاج تلك النطاقات المعقدة المنظمة يتطلب اليات حصاد و توجيه الطاقة و فى المقابل انتاج اليات حصاد و توجيه الطاقة يتطلب وجود النطاقات المعقدة المنظمة فى حالة شبيهة بمعضلة البيضة و الدجاجة. ان وجود الة أو محرك لحصاد الطاقة و توجيهها الى العمل المطلوب أمر ضرورى و ليس مجرد التعرض الى الطاقة أو وجود نظام مفتوح تمر فيه المكونات و الطاقة.


G. Nicolas and I. Prigoine “Self Organization in non Equilibrium systems” : 25


و المشكلة الأكبر هنا ليست فى التعقيد و وجوب التواجد بالتوازى (و ان كانت هذه فى حد ذاتها عقبة) و لكن فى أن أنواع التفاعلات المطلوبة لانتاج و صيانة هذه المكونات مختلفة عن بعضها البعض لذا فان فرضنا بمعجزة ما أن الطبيعة قد نشأت فيها منظومة لتنظيم سريان الطاقة بالشكل المطلوب لانتاج أحدها فانها لن تصلح لانتاج الأخرى لذلك تمتلك الخلية انزيمات متعددة مرتبة فى مسارات تسمى metabolic pathways تشبه خطوط الانتاج لاتمام التفاعلات المختلفة المطلوبة لأن كل تفاعل يتطلب بنية محددة و ظروفا خاصة و خطوات مختلفة لاتمامه لذا له انزيمات خاصة و سنرى فى البند المسمى "خيمياء الطبيعة" بالأسفل نموذج من "الأجهزة" التى يجب أن تنتجها الطبيعة لتنظيم سريان الطاقة لتقليل الانتروبيا و احداث التفاعلات


و كل هذه الوظائف و الأجزاء سواءا كانت جزء من شكل الحية الأولى أو تمت اضافتها لاحقا لا تعمل بأن "تتعرض للطاقة" و "تسرى فيها المكونات" فتنتظم و تحافظ على حالة منخفضة للانتروبيا و لكنها موجهة بالية تحكم لتعمل فى الوقت المناسب بالقدر المناسب لانتاج ما هو مطلوب بالكمية المطلوبة فى الوقت المطلوب أى أن استخدام الطاقة عملية موجهة "معلوماتيا" و تتطلب وجود الات وظيفية لتحصد الطاقة من البيئة و تحولها الى عملية/بطاريات ATP و توجهها لاتمام التفاعل أو المنتج المطلوب بعينه دونا عن سواه (و بالتبعية تقليل انتروبيا الخلية) فالنباتات مثلا لا تنمو و تنتج لأنها "تتعرض للطاقة" من الشمس بل لأن هناك منظومة من الالات الجزيئية تحصد هذه الطاقة و تستخدمها فى عملية التمثيل الضوئى لتوليد منتجات أخرى (لاحظ أيضا بأن التمثيل الضوئى و الذى يفترض نشأته فى الكائنات وحيدة الخلية قبل اكمال مسيرة التطور عملية تمتص الطاقة من البيئة أكثر بكثير مما تطلق/تهدر و هذا حرفيا عكس ما هو مطلوب لزيادة انتروبيا البيئة الخارجية لتوفيق الانتروبيا مع التطور)


We claim in particular that it is untenable to hold that life-relevant biochemistry could have emerged in the chemical chaos produced by mass-action chemistry and chemically nonspecific “energy” inputs, and only later have evolved its dauntingly specific mechanisms (as a part of evolving all the rest of life’s features).

Elbert Branscomb, Michael J. Russell "Frankenstein or a Submarine Alkaline Vent: Who Is Responsible for Abiogenesis? Part 1" BioEssays Volume40, Issue8 August 2018: 1700182


To function, life has to take its transformations out of the hands of chemistry and operate them itself, using macromolecular “mechano-chemical” machines, requiring one machine (roughly) for each transformation...all living systems exist in, and self-generate, a physical state that is extremely far from thermodynamic equilibrium (EFFE)...life's EFFE state comprises–both in structure and process–a very large number of distinct subordinate disequilibria, all of which are necessarily unstable and must by dynamically maintained.For this reason, the true enabling crux of life's molecular transformations are those that create its component disequilibria, and for each of these a purpose-built macromolecular “engine” is required that specifically couples the process being driven uphill, to a bigger one proceeding downhill. Such couplings of the types relevant to life are in no sense within the reach of “ordinary chemistry,” and are never left to it. But even those of life's molecular transformations that do run downhill have to be taken out of chemistry's hands and “managed” by a dedicated macromolecular machine–in order to impose conditionally manipulable control over reaction rates and to exclude undesirable reactions, both as to reactants and products. On its own, chemistry is far too indiscriminate and uncontrollable.

Elbert Branscomb, Michael J. Russell "Frankenstein or a Submarine Alkaline Vent: Who Is Responsible for Abiogenesis? Part 1" BioEssays Volume40, Issue7 July 2018: 1700179


تخيل أن الاقتباس السابق (و هو من ورقة تطورية بنسبة 100%) يقول لك أن التفاعلات التى تسير مع (مع و ليس عكس) الانتروبيا أى فى الاتجاه الطبيعى تتطلب الات جزيئية لادارتها حتى تحدث بالشكل المفيد للخلية فما بالك بتلك التى تسير عكس الانتروبيا؟ (الورقة لجأت لاله فجوات الطبيعة: الانتخاب) و كلما زاد تعقيد النظام أثناء "التطور" كلما زاد مقدار الجهد المطلوب بذله لمواجهة الانتروبيا و الدقة المطلوبة فى العمليات و الموازنات بين أجزاء كثيرة و مكونات كثيرا تتفاعل مع بعضها و بالتبعية مستوى التوجيه الوظيفى المعلوماتى(و ليس مجرد التعرض) للطاقة المطلوب لأن خطوة واحدة اضافية فى منظومة من الأجزاء المتداخلة و المتفاعلة تزيد من التعقيد بشكل أسى exponential لأنها ستؤثر على الموازنات بين كل الأجزاء الأخرى




The transformation of an ensemble of appropriately chosen biological monomers (e.g. amino acids, nucleotides) into a primitive living cell capable of further evolution appears to require overcoming an information hurdle of superastronomical proportions (Appendix A), an event that could not have happened within the time frame of the Earth except, we believe, as a miracle

Edward J. Steele et al., "Cause of Cambrian Explosion - Terrestrial or Cosmic?" Progress in Biophysics and Molecular Biology Volume 136, August 2018, Pages 3-23


“control information” is defined as the capacity to control the acquisition, disposition, and utilization of matter, energy, and information flows functionally.

The ATP synthesis, in turn, is matched and synchronized to cellular ATP utilization processes, since energy and matter flows must be directed by the information for them to be functional and serve a purpose.

For living systems, the information is the cause and the entropy reduction is the result:


Energy+Matter+Information→Locally reduced entropy (Increase of order)


Yasar Demireh “Information in Biological Systems and the fluctuation theorem” Entropy 16, no. 4: 1931-48

“The probability of instability of a state increases rapidly with increasing size of the system...its stability and thus its existence over a prolonged period of time depends crucially on the numerical values of kinetic parameters and regulatory interactions”

Ralf Steuer and Bjorn Junker “Computational Models of metabolism: stability and regulation in metabolic networks” Advances in chemical physics 142, n,. 105: 100 - 112


information would be an intrinsic measure of the structure and order in parts or all of the universe, being closely related to entropy (and in some sense its inverse).

Keith Devlin, Logic and Information (Cambridge: Cambridge University Press, 1991), p. 2.


Although it has been notoriously difficult to pin down precisely what is it that makes life so distinctive and remarkable, there is general agreement that its informational aspect is one key property, perhaps the key property...The manner in which information flows through and between cells and sub-cellular structures is quite unlike anything else observed in nature...biological systems are distinctive because information manipulates the matter it is instantiated in

Sara Imari Walker and Paul C. W. Davies "The algorithmic origins of life" Review Article, Journal of the Royal Society Interface Volume 10 Issue 79 (06 February 2013)


But there’s another and perhaps more all-encompassing way of understanding life that puts information front and center. In this view, what makes life special — what makes it different from all the other physical systems — is its ability to use information.

Adam Frank, “Biology or technology: Which moves more information per second?,” Biology vs. tech: Which moves more information per second? — Big Think (January 19, 2024).


أضف الى ذلك أيضا أنه فى حالة الحياة فان الخلية بعد نشأتها تولد الطاقة لتستهلكها لتعيش لا تفقدها الى البيئة الخارجية حتى ترتفع الانتروبيا فيها مقابل انخفاض الانتروبيا أثناء "التطور". و كما قلنا سابقا فان ارتفاع الانتروبيا المزعوم فى البيئة الخارجية الذى يعوض انخفاضها فى النظام المحلى ناتج عن فقد النظام المحلى لطاقته و لكن ان فقدت الخلية طاقتها الى البيئة فانها تموت و لا تتطور لذا فان توفيق الانتروبيا مع التطور بهذه الطريقة كلام انشائى عائم لا يمكن تطبيقه على الكائنات الحية بشكل طبيعى فى المجمل. بل انه من المثير للسخرية أن تجربة شيطان ماكسويل التى يتم الاستشهاد بها على امكان انخفاض الانتروبيا - الى جانب كونها تجربة ذهنية - فهى أصلا تعتمد على تدخل عامل ذكى و لا تنسب هذا الى قوانين الفيزياء أو الظواهر الطبيعية أو الى كون الأرض نظام مفتوح و عنوان الورقة التى تم فيها اقتراح الفكرة


Leo Szilard, “Über die Entropieverminderung in einem thermodynamischen System bei Eingriff intelligenter Wesen,” Zeitschrift für Physik 53 (1929): 840–856


“On the reduction of entropy in a thermodynamic system when intelligent beings intervene.”


الحد من الانتروبيا بتدخل كائنات ذكية...هذه هى التجربة الذهنية التى يتم الاستدلال بها على امكان خفض الانتروبيا "طبيعيا"...قمة الطبيعية صراحة!!! و لتبسيط فكرة التجربة تخيل غرفة فيها جسيمات تتحرك بفوضى و عشوائية (انتروبيا منخفضة) و فيها نافذة أو حاجز و بمجرد اقتراب أحد الجسيمات من الحاجز يقوم "شيطان ماكسويل" بفتحه بسرعة سامحا للجسيم بمغادرة الحجرة الى حجرة مجاورة ثم يغلق الحاجز مجددا بسرعة قبل أن يتسرب شئ من الغرفة الثانية الى الأولى و بالتبعية تنخفض انتروبيا الغرفة الأولى تدريجيا بسبب الفتح و الغلق المنظم لها - الا أن شيطان ماكسويل كما هو واضح من التجربة ليس عملية طبيعية بل عملية تدخل ذكية و هادفة و مشروطة و الأهم من هذا أن المجلات العلمية نفسها تعترف أن فكرة شيطان مكسويل تخرق قوانين الطبيعة و أنها فى نفس الوقت تحدث فى خلايانا التى يزعمون أنها نشأت بفعل عمليات طبيعية


"Maxwell's demon imagined by physicists really exists inside our cells: Proteins in the cell membranes of most organisms act like the hypothetical “demon” imagined by James Clerk Maxwell in 1867, which was thought to break the laws of physics" NewScientist (August 2023)


طبعا ما يحدث فى خلايانا أعقد بكثير من مجرد فتح البوابة فى لحظة بعينها عند اقتراب الهدف بل توجد فى أحيان كثيرة اليات للتعرف على الهدف و الرتباط به و نقله/ ضخه من نقطة الى أخرى


تحديث: فى اخر شطحة من شطحات لتطوريين لمواجهة تعارض التطور مع الانتروبيا تحاول ورقة علمية جديدة وضع نموذج يحل المشكلة...لاحظ أن استمرار وضع النماذج هو اعتراف ضمنى بأن مصطلح "نظام مفتوح" الذى يتم تصديره للعامة لم يحل شيئا. لقد وضعت الورقة نموذجا رياضيا ممتازا لمعادلة الانتروبيا عن طريق اضافة متغير جديد Q للمعادلة يحل مشكلة نشأة الحياة و التطور و يعادل تلأثير لانتروبيا


Vitaly Vanchurin et al., "Thermodynamics of evolution and the origin of life" PNAS February 7, 2022 | 119 (6) e2120042119


هذا رائع جدا و أرى بعين الخيال التطوريين وهم يستدلون بهذا النموذج الرياضى الصارم لكن التفاصيل تقول أن Q هو متغير مفترض قائم على تمثيل الكون بمكوناته كنظام قابل للتعلم و بالتالى يمكنه استخدام التعلم لتقليل الانتروبيا أى أن النموذج فقط لف و دار ليحاول اضافة المعلومات بطريقة ملتوية لا أكثر!!!


"Under this perspective, all systems that evolve complexity, from atoms to molecules to organisms to galaxies, learn how to predict changes in their environment with increasing accuracy, and those that succeed in such prediction are selected for their stability, ability to persist and, in some cases, to propagate...but if learning dominates, then entropy will decrease as is the case in learning systems...This principle [maximum entropy] is applicable to an extremely broad variety of processes, but as shown below is insufficient for an adequate description of learning and evolutionary dynamics and should be combined with the opposite principle of minimization of entropy due to the learning process, or the second law of learning..."


من الذرات و الجزيئات الى المجرات و المخلوقات كل شئ يتنبأ بالتغيرات التى ستواجهه ومن يتنبأ أفضل هو الذى سيتم انتخابه...طبعا يجب وضع كلمة الانتخاب الطبيعى فى الكلام لاسكات المعارضين و تمرير كل هذا الهراء عن الذرات و المجرات التى تتعلم بالتجربة حتى تنتج حياة و مخلوقات بجينات تتعلم هى الأخرى بالتجربة...تتحدث الورقة عن ضرورة وجود عملية تعلم لمواجهة الانتروبيا و معادلتها و فى هذا اقرار ضمنى بأن كل ما يقال عن الأنظمة المفتوحة بلا معنى و طبعا يأتى التعلم من تخيل الكون كله كشبكة عصبية neural network قابلة للتعلم من الأخطاء حتى تنتج لنا الحياة (لاحظ أن الشبكات العصبية هى هياكل مصممة و لا تنشأ بالعشوائية فأنظمة الذكاء الصناعى مثلا التى يتم "تصميمها" كشبكة عصبية لتتعلم بالتجربة و الخطأ هى نتيجة برمجة الخبراء و قيامهم باختبارها و انتخاب النماذج الأفضل بأنفسهم بناءا على علمهم بالهدف المطلوب)...ثم فى النهاية يأتى الاعتراف بالسبب الحقيقى وراء كل هذا الهراء...لا ليس العلم أو الأدلة بل "يقال ان الكون مضبوط لوجود الحياة...نقول لقد ضبط الكون نفسه!! !توضح لنا زلة اللسان هذه السبب الحقيقى خلف "التطور" كيميائيا كان أم بيولوجيا


"Nevertheless, the origin of life appears to be an expected outcome of learning subject to the relevant constraints, such as the presence of the required chemicals in sufficient concentrations...The universe is sometimes claimed to be fine-tuned for the existence of life. What we posit here is that the universe is self-tuned for life emergence."


Yuri I. Wolf et al., "Toward a theory of evolution as multilevel learning" PNAS February 4, 2022 | 119 (6) e2120037119


هل هناك أى طريقة بديلة؟


كالعادة ان الخيال التطورى لا ينضب و يمكنه الاتيان بسيناريوهات كثيرة و لكن تعقب هذه السيناريوهات عادة ما يكشف عن خلل كبير فيها


1-الزعم بأن كون بعض الأحماض الأمينية لها قابلة affinity أعلى للتفاعل مع أحماض أخرى فان هذا قد يكون سببا فى نشأة التسلسلات و الترتيب و بغض النظر عن أن "البعض" لا يفسر "الكل" فان مقارنة هذه القابلية بمتوسط ترتيبات الأحماض الأمينية فى البروتينات أتت بنتائج متعارضة أو بلغة ابسط فى الكثير من البروتينات تترتب الأحماض الأمينية بشكل لا يتفق مع القابلية الأعلى للتفاعل فمثلا يرتبط حمض أمينى باخر ليس هو الأعلى قابلية للتفاعل معه فى حالات كثيرة بعيدا عن النماذج "المنتقاة بعناية" التى يستدل بها التطوريون


R.A. Lol et al., “A statistical examination of self-ordering of amino acids in proteins” Origins of life and evolution of the bioshphere 18: 135-142


B.J. Strait and G.T. Dewey “The shanon information entropy of biologically pertinent peptides” Biophysical Journal 71: 148-155


معنى هذا أننا فى الواقع بحاجة الى قدر أعلى من توجيه الطاقة لمعارضة القابلية الطبيعية للتفاعل لدى الأحماض الأمينية


2-التحفيز عن طريق البلورات أو الطين: لا يفعل هذا أكثر من كونه الية لزيادة تركيز المواد المتفاعلة (و هى الية مشكوك فى مدى فاعليتها كما بيننا عند مناقشة الحساء البدائى) و لكنه لا يوفر الطاقة و لا التعقيد فأما الطاقة فان هذه التجارب تتم بستخدام مركبات aminoacyl adenylates عالية الطاقة التى ذكرناها سابقا


A. Katchulsky “Prebiotic Synthesis of Biopolymers on Inorganic templates”: 216


و أما التعقيد فقد سبق تبيان الفرق الكبير بين البلورات و السلاسل الوظيفية بالأعلى


3-الخيمياء الطبيعية: الخيمياء هى زعم قديم كان يقال أنه علمى بأن هناك عمليات يمكنها أن تحول الرصاص الى ذهب و تنتج اكسير الحياة و الحقيقة أنه لا أحد يسمى هذه الفرضيات بهذا الاسم لكن لا يوجد أى اسم اخر ملائم لهذا النوع من الفرضيات العجيبة و التى تقيس ظروف معقدة مفروضة من الخارج على ظروف طبيعية فمثلا يستشهد البعض بامكان سريان الطاقة فى منظومة على انتاج الترتيب الجزيئى فيها (لاحظ أننا وضحنا الفرق بين الترتيب و التكرار و التعقيد الوظيفى من قبل و لكن دعنا نجاريهم) بنموذج يتم فيها وضع مصدر للحرارة و مستقبل للحرارة heat sink و بينهما تيار من الغاز. تسرى الحرارة بشكل منتظم من المصدر الى المصب فتنظم حركة الغاز و تقلل من الانتروبيا (الفوضى و التشتت) فيه صانعة ما يشبه التيار. هذا رائع جدا كما ترى و لكنه من جديدة مجرد حركة رتيبة تكرارية خالية من المحتوى المعقد الغير متكرر (المميز للحياة). نموذج اخر يعانى من نفس مشكلة الانتظام الرتيب هو أعمال Jeremy England و التى هى الأخرى تقوم على انتقاء عناصر أحادية بعينها ثم تمرير الطاقة فيها لتأخذ أشكالا بعينها.الأهم من ذلك أن هذا القدر من تقليل الانتروبيا تطلب وضع شروط خارجية على المنظومة و ترتيبها بشكل غائى محدد و هو ما لم يمكن التعويل على العمليات الطبيعية لتفعله من تلقاء نفسها و هو ما تعانى منه أى محاولة لفرض قيود خارجية على نظام تبعده عن حالة التوازن و الانتروبيا و كلما كان تقليل الانتروبيا المطلوب أكبر كلما تطلب قيودا أكثر من الخارج حتى يتحول الأمر الى مجرد تعويل على "اله الصدفة" ليقوم بعمله و ينظم الطبيعة صانعا الات كالتى يستخدمها العلماء فى المختبرات


P.T. Mora “The Folly of probability: The Origins of prebiological systemsa and of their molecular matrices” p. 30


White, Wilson and Wilson “Hierarchical structures” p. 87


دعنا نرى ما هو المطلوب لتقليل الانتروبيا لانتاج سلسلة أحماض أمينية عشوائية الترتيب فى المعمل (سنتجاهل الترتيب الوظيفى مؤقتا). هذا هو ما يقوم بالعمل و ليس أن المعمل "نظام مفتوح"


الان من المفترض أن ظروفا طبيعية بحتة قد صنعت شيئا كهذا حتى يمكن فرض الشروط المطلوبة على النظام لتقليل الانتروبيا دون تدخل خارجى!!! لا أعرف حقا لماذا يتجشم العلماء كل هذا العناء لانتاج سلاسل الأحماض الأمينية...ان المسألة مجرد نظام مفتوح يتعرض لسريان المادة و الطاقة فتقل فيه الانتروبيا أليس كذلك؟؟؟ الحقيقة أنه ليس كذلك بالمرة اذ يجب ضبط الضغط و التركيز و درجة الحرارة و مستويات الحموضة و ازالة الشوائب و المركبات الجانبية التى تنتج أثناء التفاعل و أحيانا تعريض المزيج للفراغ vacuum فى بعض المراحل ثم ضخ الغازات فى مراحل أخرى و تعريضه للطاقة سواءا أشعة فوق بنفسجية أو كهرباء أو غير ذلك فى بعض المراحل بكميات محددة لفترات محددة و غيرها من العوامل و فى بعض الأحيان يتم تعديل العوامل فى مراحل مختلفة من التجربة كتعريض المزيج لدورات من التسخين و التبريد أو التجفيف و اضافة الماء ثم التدخل لاستخلاص النتائج قبل أن تفسد و هو ما لا علاقة له من قريب أو بعيد بالمصطلحات الفضفاضة عن الأنظمة المفتوحة و سريان الطاقة و المادة. ما تقوم به تجارب أصل الحياة المزعومة: يتم وضع المدخلات المطلوبة فقط و بنقاء عالى و تركيزات لا يمكن توافرها فى الطبيعة و فى توقيتات محددة و بترتيب دقيق و مزجها و تقليبها بحرص و عزل المكونات الطبيعية الأخرى التى ستتلف التفاعل أو تتداخل معه و كما هو واضح كل هذا الكم من التدخلات لمعارضة الانتروبيا الطبيعية لا تحدث لأن المعمل نظام مفتوح و لا لأن انتروبيا الشمس تزداد بل بفرض شروط واضحة على النظام تعاكس الطبيعة و بحصاد الطاقة عن طريق الات وظيفية كتلك الموجودة فى الصورة أعلاه و توجيهها بشكل محدد ثم افتراض أن ظروفا طبيعية عشوائية صنعت شيئا كهذا


Brian Miller "Hot wired" Inference Review: International review of science 5 (May 2020)


Alexander Rich and Leslie Orgel in “Origins of life: Proceedings of the first Conference” ed. Lynn Margulis: 183


و للمزيد من الخيمياء فان المكونات المختلفة للحياة تتطلب ظروفا متباينة و متعارضة لانتاج كل منها مما يعنى استحالة وجودها فى بيئة واحدة لدرجة أن خلص بعض الباحثين بعد مراجعة الكتابات المختلفة فى هذا الأمر الى أن الطريقة الوحيدة هى وجود عدد من البيئات المتباينة التى تصلها ببعضها التيارات المائية حتى تحدث مثل هذه التسلسلات من الخطوات فى البيئة!!


N. Kitadai and S. Maruyuama “Origins of building blocks of life: A review” GeoScience Frontiers 9, no. 4 : 1117 - 53


حاول أن تتذكر أن التطوريون كثيرا ما يتحججون (و فى رواية أخرى يتبجحون) بأن تفسيراتهم أفضل من القول بالتصميم لأنها the most parsimonous الأكثر اقتصادا فى الفرضيات الاضافية وفقا لنصل أوكام. واضح!!! ما لا يقوله لك التطورى و هو يتظاهر بأن هدفه فقط هو التفسير العلمى الأفضل و الأكثر اقتصادا فى الفرضيات الاضافية هو أنه بمجرد أن يزيل فرضية التصميم يضيف بدلا منها عشرات الفرضيات البلهاء الغير منطقية و الغير محتملة و لا يأبه لا لنصل أوكام و لا لمبدأ الاقتصاد parsimony بمجرد أن حقق هدفه الفلسفى الحقيقى: ازالة التصميم.


يشبه الباحث فى مجال أصل الحياة هذا الأمر بلاعب جولف قام بنقل الكرة بين 18 عشر هدفا بنفسه ثم زعم أن الكرة يمكن أن تفعل هذا بمفردها بعد التعرض لمزيج من الزلازل و الأعاصير و الفيضانات التى ستدفعها بشكل أعمى بين الأهداف كما فعل هو


The analogy that comes to mind is that of a golfer, who having played a golf ball through an 18-hole course, then assumed that the ball could also play itself around the course in his absence. He had demonstrated the possibility of the event; it was only necessary to presume that some combination of natural forces (earthquakes, winds, tornadoes and floods, for example) could produce the same result, given enough time.

Robert Shapiro "A Simpler Origin for Life" Scientific American (February 12, 2007)


طبعا السيد شابيرو يقترح بديلا اخر لا يقل سوءا و لا يختلف كل هذا كثيرا عن تعبير رتشارد دوكنز الشهير الذى قام يوما لو أن ذراع تمثال تحركت ملوحة لك فالأوقع أن تفترض أن صدفة ما جعلت كل ذرات الذراع تتحرك معا فى اتجاه واحد ثم تعود الى مكانها. أليس من الأوقع هنا أن يكون التفسير أن هناك من حرك الذراع عمدا عن طريق وضع بعد المفصلات و اجهزة التحكم الالكترونية؟ لا بل هى الصدفة و الذرات و كل من يعترض لا يصدق العلم و مدفوع بدوافع دينية...هذا هو ما يراد لنا أن نصدقه


نموذج اخر هو ما وصفه عالم الكيمياء الحيوية Nick lane من قيام الطبيعة بانشاء ما يسمى بالتدرج الكهرو-كميائى و هى الية معقدة جدا تقوم بها الخلية بتوليد الطاقة و و قد تعرضنا لها بالتفصيل عند الحديث عن مغالطة "الخلية البدائية"اذ تحتوى على مضخات و بوابات و توزيع دقيق لمحطات التفاعل يقاس بالأنجستروم 10-10متر وصفه لين نفسه بأنه كأفكار أينشتاين و شرودنجر و هايزنبرج (أحد مؤسسى ميكانيكا الكم) ثم افترض أن الطبيعة أنشأت شيئا مثله و أن سبب نشأة الخلية و بداية التطور هو صخرة تكونت عليها الية لتوليد الطاقة البروتونية Proton Powered Rock!!!


Nick lane “The Vital Question: Why is life the way it is?” p.13


ان مثل هذه النماذج هى ما وصفه عالم الرياضيات ويليام دمبسكى بظاهرة "تهريب المعلومات" Information Smuggling و هى ظاهرة شائعة جدا فى التجارب و عمليات المحاكاة التطورية عندما يكون هناك قدر ضخم جدا من التدخل و الهندسة فى التجربة بغرض التحكم فيها و فى نتائجها (تقليل الانتروبيا هنا) و يتم تجاهل هذا و تسويق النتائج على أنها أدلة على التطور (البيولوجى أو الكيميائى) فى الطبيعة و كأن الطبيعة ستقوم بوضع كل هذه الشروط من أجل سواد عيون التطور.


أما من أراد تجنب تهريب المعلومات فلجأ الى تصور أن المعلومات ذات وجود مستقل قادر على التأثير فى قوانين الطبيعة و التفاعل معها و بالتالى اضفاء قدرات مادية على المعلومات


Paul Davies and Sara Walker "The "Hard Problem" of Life" Quantitative Biology, 23 Jun 2016


Michael Denton "The Miracle of the cell" - The Primal Blueprint (2020)


و هو كلام لا رأس له و لا ذيل و فلسفة خارج اطار العلم التجريبى و لا يمكن وصفها الا بما قاله نيل توماس الفيلسوف اللاأدرى فى كتابه Taking leave of darwin محاولة لاضفاء قدرات خارقة على الطبيعة كالتفكير و توليد المعلومات تحت ستار امكان حمل المعلومات على وسائط طبيعية من مادة و طاقة. ان المعلومة أصلها العقل و العلم لا الطبيعة و لا بعد اخر أفلاطونى فلسفى تحلق فيه المعادلات فى السماء!!!


4-التفسيرات الكمومية: حاول بعض التطوريون التعويل على مجال فيزياء الكم لما فيه من غموض للقول بأنه بما أن سلوك الجسيمات (أصغر أجزاء النظام) قابل للانعكاس فان الانتروبيا ستكون قابلة للانعكاس و يواجه هذا الزعم مشكلتين. الأولى هى أن الكثير من ادعاءات الانعكاس هى فى الواقع أدوات رياضية للحسابات و المعادلات أكثر من كونها متحققة فى الواقع فمثلا وفقا لمبدأ هايزنبرج (مبدأ عدم اليقين) فى فيزياء الكم هناك مقدار من عدم الدقة فى قياسات الزمن و الطاقة و يمكن تعيين "سالب" لمتغير الزمن فى المعادلات و كأن الزمن ينعكس (و بالتبعية تتراجع الانتروبيا) الا أن هذه مجرد أداة حسابات رياضية فى المعادلات و غير مبرهن على وجودها فى الواقع (لاحظ أن ليس كل ما فى الرياضيات يمكن أن يوجد فى الواقع فمثلا فى الرياضيات 3 تفاحات ناقص 4 تفاحات يساوى سالب تفاحة و لكن لا يوجد فى الواقع ما يسمى سالب تفاحة). المشكلة الثانية هى أن هذا السلوك الانعكاسى يكون للحظات استثنائية يتم تعويضها لاحقا بحيث تكون متوسط الحالة دائما تسير فى اتجاه الانتروبيا لدرجة تشبيه بعض الفيزيائين لها بأنها هى سهم الزمن و لذلك فحتى اذا فرضنا جدلا تعرض جسيم أو جزئ للحظات انعكاسية تظل هى الاستثناء و يعاود متوسط سلوكه الخضوع للانتروبيا من جديد ما لم تتم صيانة هذه الحالة و حفظها باستخدام "موجه" للطاقة أو بفرض شروط خارجية على النظام كما وضحنا بالأعلى كما أن نفس هذه الأبحاث تؤكد نفس الفكرة و هى أن امتصاص الطاقة يرفع الانتروبيا و تقليل الانتروبيا فى المقابل يقابله فقدان للطاقة


Denis Evans and Debra Searless “The Fluctuation theoroem” Advances in Physics 51, no. 7: 1529-85

P.C.W. Davies “The arrow of time” Astronomy and Geophysics 46

5-اله الفجوات عفوا أقصد الانتخاب الطبيعى: عندما يتم التسليم بأن كل السيناريوهات المقترحة لن تعمل أو لا تحاكى الواقع و أن مجرد التعرض للطاقة غير الموجهة لن يفعل شيئا يتم الرجوع الى رواية القصة الأصلية بدون تفاصيل بنفس الأسلوب الانشائى "يجب أن الانتخاب الطبيعى قد فعلها بالخطوة خطوة" “بالتجربة و الخطأ"...الخ


“it is untenable to hold that life-relevant biochemistry could have emerged in the chemical chaos produced by mass-action chemistry and chemically nonspecific “energy” inputs, and only later have evolved its dauntingly specific mechanisms (as a part of evolving all the rest of life's features). Instead, we claim, it had to have been launched simple and “specific” and thereafter have been forced by the scythe of natural selection to maintain the necessary specificity standard at each evolutionary increment in complexity. More specifically, all the devices of life, metabolic and structural, must have been invented by it, “in situ,” step by step, and “while in flight,” starting from the simplest possible inputs...and “learning itself,” by trial and error, which small changes, themselves occurring by chance, were useful: each incremental step in this “evolution by creeps,” complexity-building process necessarily being vetted by the system both for “fitting in” and for “contributing” more utility than cost”

Elbert Branscomb and Michael J. Russell "Frankenstein or a Submarine Alkaline Vent: Who is Responsible for Abiogenesis? Part 2: As life is now, so it must have been in the beginning" Bioessays (2018)


لا أحد يفهم حتى الان ما الذى أوجب هذا ال "يجب" أم أنه مجرد التزام مسبق؟ يتم تجاهل كل مشاكل الحساء البدائى سالفة الذكر و الاصرار على أنه كان موجودا ثم يتم تجاهل حجم التعقيد الهائل فى أبسط وحدة حياة و الاصرار على أنها كانت وحدة بسيطة ثم يتم تجاهل مشكلة التنسيق بين أجزاء الخلية و تكاملها و وجوب اجتماع عدة أجزاء أو حدوث عدة تغيرات متزامنة لانشاء بوظيفة واحدة و هو ما يعترف به التطوريون أنفسهم و يحاولون ترقيعه بما يسمى Exaptation/cooption/Evo-devo و هو ما يعنى أن الانتروبيا يجب أن تقل فى نبضات كبيرة و الاصرار على التدرجية ثم يتم تجاهل كل مشاكل فضاء البحث العملاق الذى يفوق الموارد الاحتمالية للكون كله بل و الأكوان المتعددة كذلك و الاصرار على أن الانتخاب الطبيعى سيفعلها بالخطوة خطوة...و ان لم تصدق فاعلم أن الدوغمائية هى التى منعتك!!! الحقيقة أنك ان لم تصدق فاعلم أن العلم هو الذى منعك.



و لكن ماذا عن البرمجيات التطورية؟


ان لدينا عدد من عمليات المحاكاة و البرامج التى تثبت امكان حدوث التطور و امكان توليد المعلومات من العشوائية و اختبار فضاء البحث بالخطوة خطوة ألا يثبت هذا امكان خرق الانتروبيا و لو بطريقة لا نفهم بعد كيفيتها فى الطبيعة؟


“The only way out of the exponential blow up is by avoiding the model of a blind hunt in an arbitrary space of functions, for example, by building very specific structured knowledge into the system but what you have described [evolutionary search] is a blind hunt”

Seymour Papert [Mathematician and Artificial Intelligence Pioneer] in L.J. Fogel and W.S. McCulloch “Natural Automata and prosthetic devices” cited in “Evolutionary Computation and the fossil record”

“ان الطريقة الوحيدة لحل المشكلة هى تجنب نموذج البحث الأعمى بوضع معلومات محددة فى النظام و لكن ما تصفونه [البحث التطورى] هو عملية عمياء"

سيمور ببرت – عالم رياضيات و أحد رواد الذكاء الصناعى


ملخص لمن لا يهتم بالأمور التقنية: مؤخرا ظهر برنامج الذكاء الصناعى ChatGPT وتعامل معه الكثيرون و تحاوروا معه و هذا البرنامج يمثل نموذجا رائعا و سهلا و بعيدا عن التعقيد لشرح المسألة: اذا ذهبت لتسأل البرنامج سؤالا جديدا فانه سيكتب لك اجابة. هذه الاجابة لم تكن أبدا مسجلة فى كود البرنامج الأصلى لأن من صمم البرنامج طبعا لم يسجل فيه كل الأسئلة الممكنة و اجاباتها فهذا مستحيل. اذن يمكننا أن نقول أن البرنامج قام بتوليد معلومات جديدة. نعم فعل و لهذا يعتبر ذكاء صناعى و لكنه فعل هذا فقط لأنه مبرمج و محمل بالمعلومات التى ترشده الى كيفية البحث و توليد الاجابات و القادمة من برمجته. التطورى سيشير فقط الى الاجابة التى تظهر على الشاشة مؤكدا أن هذا نموذج لكيفية توليد معلومات لم تكن موجودة من قبل أما من يدرس البرنامج فسيعلم أن هذه المعلومة تم توليدها بسبب معلومة أخرى و هى برمجته على كيفية البحث عن المعلومات و توليد الاجابات (و طبعا امتلاكه للأجهزة المادية التى يعمل عليها) و هو ما تقوم به الخلايا فعلا كما بينا عند الحديث عن خوارزميات البحث و مخازن المعلومات و هذا الأمر ينطبق على الكثير من برامج الذكاء الصناعى و التعلم الالى و البرمجيات التطورية التى يتم الاستشهاد بها فى هذه النماذج. أضف الى هذا طبعا أن الكثير من هذه البرامج تفترض وجود التدرجات الوظيفية النافعة و التى لم يثبت وجودها فى الطبيعة الا كاستثناء أو تعطى أمثلة وظيفية بسيطة أبسط بكثير من مستوى تعقيد الكائنات الحية


"ChatGPT and other language AIs are nothing without humans" Scientific American (2023)


ان ما يسمى "برمجيات تطورية" من أكثر الأمور التى يتم استخدامها للتلبيس على الناس فمثلا طالما تفاخر التطوريون باستخدام برنامج تطورى لتصميم هوائى antenna من قبل وكالة الفضاء الأمريكية NASA و كما تلاحظ فانه كان "تصميما حقيقيا" و ليس "وهم التصميم" كما يحلو للتطوريين أن يزعموا فى الأنظمة البيولوجية


Venkatarayal and Ray “Single and multi-objective design of Yahi-Uda antennas using computational intelligence” The 2003 Congress on evolutionary computation CEC 03 (Dec. 2003)


ان ما تفعله مثل هذه البرامج هو عملية تغيير لعدد من المتغيرات multi-dimensional search و التى قد تتعارض متطلباتها مع بعضها البعض (مثلا دقة التقاط الاشارات – مجال التقاط واسع لتغطية أكبر مساحة –قدرة العمل فى ظروف مختلفة - تكلفة – أعطال قليلة – تأثير على البيئة...الخ) للوصول الى الموازنة الأفضل Pareto Optimization و التى يصبح كل عامل تأثير فيها عند حد اذا تغير عنه أثر سلبا على سائر العوامل الأخرى. كما نرى تتميز هذه البرامج (الى جانب كونها برامج مصممة) بتحديد أهداف مسبقة متمثلة فى موازنة عوامل بعينها و أحيانا تحديد معيار أهمية لكل عامل لبيان حدود تأثيره على النتيجة المطلوبة و هو ما لا يتفق مع العملية التطورية التى لا تراعى الا القدرة التكاثرية (و التى يمكن تمثيلها هنا بمعامل التكلفة) ناهيك عن عدم قدرتها على تنسيق "تطور" صفات مختلفة نحو هدف نهائى بعيد المدى بل النظر الى النفع المباشر لكل تعديل لحظة حدوثه (حالة المؤاءمة الأفضل قد ترفض تعديلا ايجابيا لعامل معين لأنه يغلق الطريق المستقبلى أمام تحسين عوامل أخرى). الأهم من كل ذلك أن البرنامج له هدف محدد يسعى نحوه لا أنه كالتطور يحاول الاتيان بأى وظيفة فهو لن يقوم بتعديل قطعة المعدن ليصنع منها فتاحة علب مثلا و لولا أن البرنامج مصمم بهدف انتاج هوائى (عكس التطور اللاغائى) لكان أول ما أنتجه من قطعة المعدن مسمار أو مشبك غسيل!


Kay Chen Tan et al., “Multi-Objective Evolutionary Algorithms and applications” (2005)


Altannar Chinchuluun et al., “Pareto Optimality, Game theory and Equilibria” (2008)


لاحظ أن معرفة المبرمجين بالهدف المطلوب و خبرتهم فى قواعد الهندسة و الفيزياء (أو وجود خبراء مساعدين) هو الذى يساعدهم على وضع الضوابط الصحيحة لعملية البحث و هو ما يقلل بشدة من مساحة البحث search space و يجعله ممكنا و لولا هذا لكان عليهم الانتظار حتى يمر البرنامج عبر عدد لانهائى من الكتل المعدنية الغير منتظمة الممكنة و التى لا تفعل شيئا و لا تقوم بأى وظيفة أو تقوم بوظيفة أخرى أو تقوم بالوظيفة المطلوبة بشكل فى منتهى السوء بحيث لا يمكن أن يكون مقبولا و لكن هذا لا يحدث أى أن حل مشكلة فضاء البحث التى ذكرناها فى أيقونات التطور: ملايين السنين يأتى عن طريق معلومات من المبرمجين و فى المقابل و لنفس الأسباب فان البرنامج "التطورى" المصمم لانتاج هوائى لن ينتج مصيدة فئران مثلا ما لم يتم تعديله و برمجته بشكل مختلف


الحقيقة أن ما يلفت النظر الى هذا النموذج ليس كونه ليس تطوريا (الا فى الاسم) فحسب بل أنه يعكس أسلوب تصميم شائع فى الكائنات الحية فمثلا كما ناقشنا سابقا عند الحديث عن الهندسة فى الخلايا t.ly/mwmE فان الكثير من خصائص الكائنات الحية كالدورات الاستقلابية و الشفرة الجينية و عمل بعض الانزيمات التى وصفها التطوريون بالمعيبة بسبب تقييمها "تطوريا" من وجهة نظر أحادية اتضح أنها Pareto Optimal و ما زعمه التطوريون عيبا هو فى الواقع مواءمة من أجل الحفاظ على عوامل أخرى


ان أول صفة فى أى برنامج تطورى هى أنه-و يا للمفاجأة-برنامج!! أى أنه لم ينشأ بأخطاء النسخ عبر ملايين المحاولات بل بالتصميم...مستعدون للمفاجأة التالية؟ انه لا يعمل و ينتج التعقيد المزعوم لأن الحاسب الالى “نظام مفتوح” أو لأن انتروبيا محطة توليد الكهرباء تزداد أو لأن القرص الصلب يتعرض للطاقة الكهربائية بل بسبب عملية حصاد موجهة لهذه الطاقة من خلال الة وظيفية هى الحاسب الالى تعمل وفق برنامج معلوماتى مصمم لغاية ما!!! يا للصدمة!!! لابد أنها مؤامرة خلقوية على العلم!!! ...حسنا و لكنه يحاكى الطبيعة و يثبت امكان حدوث التطور...مع الأسف لا بل هو يحاكى نظرية التطور و يتم تلقيمه بالبيانات الأولية و القيم التى ستجعل التطور "يعمل" ثم يفترض أن هذا هو ما يحدث فى الطبيعة


ان كل البرمجيات التطورية فى الواقع سواءا كانت برنامج دوكنز الشهير أو البرامج الأكثر تعقيدا مثل /EV/Tierra/Avida هى برامج تحاكى "الحتمية" لا العشوائية المحكومة بأحداث صدفوية فهى مبرمجة لتصل فى النهاية الى نتيجة أو واحدة من مجموعة نتائج محددة سلفا فى كل مرة ثم تتوقف عكس فرضيات التطور القائمة على عدم القابلية للتكرار historical contingency و تغير النتائج كل مرة و توليد أشكال جديدة باستمرار


W.F. Basener “Limits of chaos and progress in evolutionary dynamics” in “Biological Information: New Perspectives” (2013)


R.K. Standish “Open Ended Artificial Evolution” International Journal of Computational Intelligence and Applications 3(02):167-175


قانون حفظ المعلومات


ببساطة شديدة لا يوجد برنامج كمبيوتر يقوم بالفعل بتوليد معلومات جديدة من اللاشئ سواء أكان يزعم أنه برنامج ذكاء صناعى يتعلم من التجربة و الخطأ أو برنامج تطورى يحاكى التطور فى الطبيعة...ما يظن البعض أنه معلومة جديدة هو فى الواقع ناتج عن برمجة "معلومة أولية" مكنته من انتاج هذه المعلومة الجديدة أى أنه "يحول" ما لديه من معلومات عن طريق حصاد موجه للموارد و الطاقة (حاسب الى)الى صيغة جديدة لكنه لا يصنع معلومة. باختصار لتنتج معلومة أنت بحاجة الى معلومة أخرى و الة توجه الطاقة و الموارد بالشكل المطلوب


“Bernouli’s principle of insufficient reason and conservation of information in computer search” Proceedings of the 2009 IEEE international Conference on Systems, Man and Cybernetics: p. 2647-2652

“Conservation of Information in search: Measuring the cost of success” IEEE transactions on systems, man and cybernetics A, systems and humans, col. 39 #5: pp.1051-1061

يتم تسمية هذه المفارقة عادة بمفارقة الرجل-فى-المنظومة man-in-the-loop و مفادها أن أى عملية بحث عن معلومات يقوم بها برنامج هى نتاج عدد من عمليات البرمجة لخوارزمية البحث search algorithm و نطاقات عملها parameters و لانتاج خوارزمية البحث المطلوبة لتوليد المعلومات المطلوبة يجب الاعتماد على معرفة أولية بنوعية النتائج المستهدفة و نطاقات البحث عن هذه النتائج


Yu-Chi Ho and D.L. Pepyne “Simple explanation of the no-free-lunch theorem of optimization” Proceedings of the 40th IEEE Conference on Decision and Control: pp. 4409-4414


لذلك فانه لا يوجد برنامج "تطورى" بالمعنى الشائع من أنه يقوم ببناء تعقيد من بساطة سواءا ليحاكى التطور البيولوجى أو لينتج ذكاء صناعى مثلا بل هى عملية تحويل معلومات من صيغة الى أخرى أى أن ما تحاكيه هذه البرامج فى الواقع هو أن منع أو تقليل الانتروبيا يتطلب تدخل خارجى معلوماتى ذكى لتصميم و تحسين خوارزميات بحث و ضرورة وجود الات لحصاد و توجيه الطاقة بالشكل المطلوب كما يحصد الحاسب الالى طاقة الكهرباء ليحولها الى معالجة معلومات و قد علق ديفيد دويتش أحد رواد الحوسبة الكمومية على هذا الأمر قائلا: ان ما يحدث هو أن البرنامج بعد ان يحقق هدفه يتوقف. هذا هو بالضبط ما نتوقعه اذا كانت المعلومات التى أدت الى النجاح جاءت من المبرمج...بدلا من الة مصممة لتطور وظيفة (كالمشى) جربوا الة تقوم بالوظيفة ثم بدلوا برنامج العمل بتغيرات عشوائية عدد كبير من المرات و ان استمرت فى العمل و التطور فأنا على خطأ


One thing that always seems to happen with such projects is that, after they achieve their intended aim, if the ‘evolutionary’ program is allowed to run further it produces no further improvements. This is exactly what would happen if all the knowledge in the successful robot had actually come from the programmer...Instead of using a robot designed to evolve better ways of walking, use a robot that is already in use in some real-life application and happens to be capable of walking. And then, instead of creating a special language of subroutines in which to express conjectures about how to walk, just replace its existing program, in its existing microprocessor, by random numbers. For mutations, use errors of the type that happen anyway in such processors (though in the simulation you are allowed to make them happen as often as you like). The purpose of all that is to eliminate the possibility that human knowledge is being fed into the design of the system, and that its reach is being mistaken for the product of evolution. Then, run simulations of that mutating system in the usual way. As many as you like. If the robot ever walks better than it did originally, then I am mistaken. If it continues to improve after that, then I am very much mistaken.

David Deutsch "The Beginning of Infinity: Explanations That Transform the World" (2011)


أى أن هذا النظام قد تم برمجته ليطور وظيفة بعينها و يسعى نحوها و بمجرد تحقيقها يتوقف لأنه حقق هدفه أولا و لأنه غير مبرمج على البحث عن شئ اخر ثانيا و ان أردته أن يطور سلوكا اخر أو صفة جديدة فيجب اضافة كود اخر للبرنامج و هكذا و هو ما يختلف تماما عن صورة التطور فى صيغة النظرية الذى هو عملية لانهائية مرنة و بلا هدف



التطور بين ويليام شكسبير و ويليام دمبسكى (لاغائية أم غائية؟ – تلك هى المسألة


WeaselWare


لنبدأ ببرنامج رتشارد دوكنز الشهير الذى حاول كتابة عبارة من احدى مسرحيات ويليام شكسبير (و قد تلته برامج متعددة تقوم بكتابة مسرحيات كاملة) Methinks it is like a weasel

لديك 28 خانة و كل خانة تحتمل 27 احتمال (26 حرف من حروف الانجليزية أو مسافة) – بحسبة بسيطة لديك 27^28 احتمال أو 1.2*10^40...هذا رقم له 40 صفر...اذا قلنا أن المتوسط هو العثور على النتيجة بعد بحث حوالى نصف الاحتمالات اذن فنحن نحتاج الى نبحث عدد من الاحتمالات له 39 صفر (نصف الاحتمالات ليس نصف عدد الأصفار فمثلا المليون له 6 أصفار و نصفه الخمسمائة ألف له 5 أصفار)...لكن مهلا!!! البرنامج لم يعمل بهذه الطريقة و لم يقم ببحث كل تلك الاحتمالات و الا لما أنهى عمله بالشكل الذى رأيناه...لماذا؟ يتطلب انتاج هذه العبارة البحث بين 10^40 احتمال و مع ذلك أنتجها البرنامج ب 4700 محاولة فقط...كيف؟ لأنه ملقم من البداية بالمعلومات أولها و أهمها العبارة الهدف و الخطوات نحوها و مدى ملاءمة كل خطوة حتى لا يحيد الى مستوى أقل لياقة. لقد جعل دوكنز المبرمج يصنع له "السلم" (سلسلة الخطوات النافعة) الذى تزعم نظرية التطور وجوده دون ان تثبته فوضع للبرنامج تسلسل الحروف الذى سيسير عليه و الترتيب الذى سيسير عليه أو بعبارة أخرى لقد قام بمحاكاة الفكرة التى تزعم نظرية التطور حدوثها و ليس ما يحدث فى الواقع فعلا و لتوضيح الفارق بين ما فعله البرنامج و العمليات غير الموجهة تخيل أن معك مجسمات للحروف فى صندوق فالعملية غير الموجهة هى أن تلقى بالحروف بشكل أعمى سواءا مرة واحدة أو خطوة خطوة و تنتظر أن تنتج لك جملة أما البرنامج فما فعله كمن يمد يده بحثا عن حروف بعينها فى مواقع بعينها هى المطلوبة للجملة فان لم يجدها بحث مجددا. لأن البرنامج فى الواقع كان يعمل وفق قانون حفظ المعلومات سابق الذكر...ما فعله البرنامج ليس توليد جملة لشكسبير بأن يولد معلومة جديدة من حالة لا معلوماتية بل قام باستخراج المعلومة المبرمجة داخله (العبارة المستهدفة) أى أنها عملية تنقيب عن معلومة موجودة مسبقا Data mining لا صناعة معلومة




لاحظ هنا كمية تسلسلات الحروف التى لا معنى لها و التى يتم اعطاءها قيمة معلوماتية score مع أنها بلا معنى لمجرد أنها تقرب البرنامج من كلمة مطلوبة...لقد تم تهريب المعلومات الى البرنامج بصناعة السلم التدرجى المطلوب و اعطاؤه القيم score و اخبار البرنامج أن ينتقى تسلسل لا معلوماتى (خاطئ و بلا معنى) تلو الاخر لأن كاتب البرنامج لديه معلومة أنه سيقود الى الهدف نقلها الى البرنامج على هيئة التقييم score أى أنه ان كان هناك-جدلا-صانع ساعات أعمى فعلا فهناك من دربه و نقل اليه معلومات صنع الساعة بدقة دون أن ينظر.يزعم التطوريون أن تثبيت الحرف الصحيح فى العبارة يحاكى ثبيت الطفرة النافعة و لكن ما معنى "الحرف الصحيح"؟ هل هناك حرف صحيح أو نافع بمفرده ما لم تتم مقارنته بالعبارة الهدف؟ ما الذى يجعل البرنامج يختار حرف M بدلا من N فى أول الجملة؟ أنه "أكثر نفعا"؟ حقا؟ لا يمكن أن يكون حرف أكثر نفعا من اخر أو أنسب من اخر ما لم يكن هناك هدف نهائى تسعى للوصول اليه و تقارن به نتائجك و الحروف كلها متساوية الا عندما تجتمع معا لتصنع العبارة الأخيرة بل انها حتى لو صنعت كلمة فان هذه الكلمة بلا معنى الا اذا تكتملت مع الكلمات الأخرى فاذا ظهرت كلمة "كلب" مثلا بجوار كلمة "ابن عرس" فلا تزال العبارة بلا معنى. نفس الأمر ينطبق على تسلسلات الأحماض الأمينية فى سياق البروتينات و البروتينات فى سياق الانزيمات التى تتكون من أكثر من بروتين و الانزيمات فى سياق مسار التفاعلات و مسارات التفاعلات فى سياق الخلية...ان هذا البرنامج يحاكى-و يا للعجب- التعقيد غير القابل للاختزال الذى يحتاج مكونات لا معنى لكل منها بمفردها قبل أن تجتمع لصناعة الهدف و مع ذلك نجحت أساليب البروباجندا و الخداع التطورية المعهودة فى ترويج العكس برغم أن دوكنز ذاته من وصف الانتخاب الطبيعى بأنه بلا هدف أو غاية أو بصيرة و مع ذلك لم يتمكن من جعل برنامجه يعمل بدون بصيرة تحديد الهدف و الطريق و صناعة خطوات له حتى يصل الى الهدف. الحقيقة ان الحقيقة الوحيدة فى نموذج دوكنز هو أن هذه هى الطريقة المؤسفة التى يقوم بها التطوريون بصناعة ما يسمى Fitness Function دالة اللياقة اذ أنهم يفترضون (لا يثبتون) أن الخطوات يجب أن تكون موجودة و أن المراحل يجب أن تكون نافعة بينما هذا غير متحقق فى معظم الحالات لا فى اللغة كما فى نموذج دوكنز و لا فى الأحياء - فقط يتم فرض متطلبات النظرية على الواقع رغما عن انفه.


ان هذا المثال-و ما سيتلوه من أمثلة أكثر علاقة بعلم الأحياء و تسلسلات الحمض النووى-يكشف حقيقة مغالطة تطورية شهيرة و هى القول بأنه لا معنى للاعتراض على التطور بأن تسلسل الحمض النووى احتمال حدوثه ضعيف لأن كل التسلسلات الممكنة احتمال حدوثها ضعيف و بالتالى فكل الاحتمالات متساوية...يكشف لنا هذا البرنامج عن حجم هذه المغالطة فكل تسلسلات الحروف الممكنة احتمالاتها متساوية الصغر و لكن عدد ضئيل جدا من هذه التسلسلات سينتج عبارة ذات معنى و واحد فقط سينتج العبارة المطلوبة للسياق و الخطوات المزعومة غير موجودة الا عندما يحدث تدخل خارجى يوجه البرنامج الى تسلسلات غير ذات معنى كخطوات


“Algorithmic Specified Complexity” in “Engineering and the ultimate: an interdisciplinary investigation of order and design in Nature and craft” (2014): pp. 131-149


[يقدر اللغويون أن تسلسل ذو معنى من 12 حرف فى اللغة الانجليزية يقابله 100 تريليون (14 صفر) تسلسل من نفس الطول بلا معنى و تزداد المشكلة بشكل أسى كلما زاد التسلسل طولا فسطر واحد من 100 حرف سيقابله 10^100 تسلسل بلا معنى. يقوم المخ البشرى بفرز التسلسلات المطلوبة من وسط كل هذا الفضاء البحثى العملاق فى أجزاء من الثانية لانتاج المعنى المطلوب ناهيك عن ادراك وجود المعنى ابتداءا والفهم والوعى


Michael Denton “Evolution, a theory in crisis” ch.13

David Berlinski “The Deniable Darwin” 41-64


-ستيفن ماير "عودة فرضية المصمم" 2021]


اذن فالمسألة ليست ضالة احتمال "أى" تسلسل كما يحاول التطوريون صياغة الموضوع بل ضالة احتمال أى تسلسل ذو معنى أمام محيط لا نهائى من التسلسلات غير ذات المعنى و نفس الأمر ينطبق على تسلسلات حروف الحمض النووى التى ستنتج وظائف


توالت البرامج التطورية بعد ذلك التى تقوم بكتابة مسرحيات كاملة لشكسبير و كلها تعتمد نفس الخدعة و تزعم أنها تحاكى عمل الانتخاب الطبيعى فى الواقع و هو ينظم العشوائية الى تصميم – عفوا أقصد تصميم متوهم كما يحلو للتطوريين أن يزعموا...هل لو أنتج البرنامج كلمة أو حتى جملة كاملة ذات معنى فى اللغة و لكن غير موجودة فى النص الأصلى سيتم الابقاء عليها أم حذفها؟...طبعا سيحذفها البرنامج لأنه يحاول الوصول الى مسرحية شكسبير و هذا المعنى الانى و ان كان معنى و مفيد فى حد ذاته سيمنعك على المدى البعيد من اكمال المسرحية (الهدف) و لكن الانتخاب الطبيعى لا يرى هدفا و لا غاية بل يختار المنفعة الانية و لا تعنيه أهداف نهائية لا تكتمل الا باكتمال أجزاءها...و طبعا التصميم المتوهم الذى تتم المقارنة به لتحديد الكلمات الصحيحة من الخاطئة هو مسرحيات شكسبير نفسه الذى لو حاولنا أن نقنع عاقلا أنه كان يتوهم غاية و هدف و رسالة ما و هو يكتب الحروف بلا ترتيب محدد على الورق لأخذنا الى مستشفى الأمراض العقلية فورا. اننا حقا لا نحتاج دليلا أكثر من هذا على مدى بؤس نظرية التطور و افتقارها للأدلة و تدليس أنصارها أو ان أحسنا الظن عدم فهمهم لما يقولون و تكرارهم لكلام متناقض لأنهم سمعوه من مروجى النظرية: أن تستدل بنماذج تطورية ذات هدف لتزعم أنها تماثل نماذج بلا هدف - أن تقود سيارتك الى بلد اخر ثم تزعم أن هذا دليل على قصة خيالية مفادها أن السيارة قادرة على قيادة نفسها بنفس الطريقة. ان أكبر دليل على أن قدرة التوجيه الذاتية هذه غير موجودة غير فى خيال التطوريين هو أنهم عندما يريدون التدليل عليها يقومون هم بكتابة برامج للتوجيه. ان ما يفعلونه ببساطة هو الاتيان بعمليات بحث مصممة لتنجح ثم الاستشهاد بها على امكان نجاح عمليات بحث غير مصممة لتنجح و لا تحتوى ما حوته الأولى من معلومات.


و طبعا لا تعتمد هذه البرمجيات على صناعة نصوص كتابية فحسب بل أشياء أخرى كثيرة منها مثلا اللوحات و طبعا كالعادة يقارنون بلوحة هدف ثم يقولون لك نحن نقلد الانتخاب الطبيعى و هو يختار المفيد. كيف يكون لونا ما مفيدا ما لم تقارنه بهدف؟ لماذا فائدة الأصفر أعلى من الأحمر ما لم تقارنه بهدف؟ هنا سيتحايل التطورى ليقول أن هذا مماثل للفائدة الانية (فى اللحظة الحالية) فى حالة الانتخاب الطبيعى الذى يعمل بلا هدف و نحن سنتفق معه هذه المرة. لا توجد فائدة انية فى البرنامج الذى يستدل به حال غياب الهدف لذا لا توجد فائدة انية فى حالة الانتخاب الطبيعى و فقا للمثال الذى يستخدمه هو لذا لا يوجد شئ اسمه التطور!!! حتى محاولات ربط هذا الأمر بتطور ألوان التمويه فى الكائنات الحية (سنتجاهل مؤقتا تفسير اليات الأصباغ) لا تستطيع أن تجد سلما حقيقيا عمليا يعمل فى الطبيعة من تغيرات الألوان التى تأخذك من توزيع عشوائى تماما بحيث تكون كل طفرة فعلا مفيدة للكائن فى زيادة قدرته على التمويه فى اللحظة الانية لا مفيدة فى الوصول الى هدف مستقبلى متوهم و متعارض مع صيغة نظرية التطور التى لا تضم وجود هدف نهائى لأى شئ (لتفصيل أكثر فى هذه النقطة راجع مقالة الانتروبيا الجينية التى ناقشنا فيها قدرة عمل الانتخاب الطبيعى مقارنة بمقدار تأثير الطفرات/صندوق كيمورا) و تضطر معظم السيناريوهات الواقعية الى أن تبدأ بقدر معقول من التمويه موجود بالفعل ليحسنه الانتخاب الطبيعى لاحقا. باختصار شديد هذه البرامج أو عمليات المحاكاة simulation كما يسمونها لا هى تحاكى الطبيعة/البيولوجيا و لا هى تحاكى نظرية التطور و مع ذلك تزعم أنها تحاكى الاثنين و يقبلون التطوريون على مضض فكرة وضع هدف نهائى أملا فى أن تمر على الناس دون أن يلاحظوها أو أن يتمكنوا من ايهامهم بأن هذا شبيه بعدو وجود هدف!


ان كل هذه البرمجيات و التى يمكن أن نسميها weaselware ويزلوير نسبة الى كلمة ويزل weasel فى برنامج دوكنز الشهير تعتمد على ما يسمى ratchet search و هى عملية تحديد هدف ثم القيام بتبادل و توافيق لحين الوصول اليه و تقليص المسافة نحوه باستمرار دون مراعاة لوجود أى طابع وظيفى أو معنى للخطوات بل ربما يتم حذف معانى وسيطة لأنها لا تقود الى الهدف. بل ان كثير من النماذج التى تزعم هذه المحاكاة تعترف صراحة بأنها تضخ معلومات فى المحاكاة الحاسوبية تسمى نسبة الانحياز bias parameter لامالة المحاكاة لانتاج الننتائج المطلوبة


Stuart Kauffman “At home in the universe” 86-89


[و مع أن هذا لا يحاكى التطور بالمرة الا أنها من أكثر الأدوات شيوعا فى خداع العامة و اقناعهم بامكان التطور و معاكسة الانتروبيا و لعل من المثير للسخرية أن كلمة weasel و ان كانت تعنى حرفيا حيوان ابن عرس فهى تستخدم بشكل دارج فى اللغة الانجليزية للاشارة الى الشخص المراوغ أو المخادع...لعل اختيار هذه العبارة تحديدا من بين كل الجمل ممكنة فى اللغة الانجليزية كان "سقطة فرويدية" من دوكنز و أنصار التطور أو بعبارة الفيلسوف و عالم الرياضيات ديفيد برلنسكى "خروج المكبوت"]


Meriam-Webster.com: weasel noun : 3-a sneaky, untrustworthy, or insincere person


Dictionary.Cambridge.org: weasel words noun : something that someone says either to avoid answering a question clearly or to make someone believe something that is not true


تعقيب شخصى: [بين النصب و اليانصيب: و بما أننا فى سياق الحديث عن المراوغة وجب ذكر مثال النصب...عفوا أقصد اليانصيب الذى يتم استخدامه كثيرا لأنه و ان لم يكن برنامجا فهو يندرج تحت بند ال weasling حيث يستشهد التطورى بنموذج مسابقات اليانصيب على حدوث الأحداث ضعيفة الاحتمال بسهولة و لكن هل حقا هذا المثال له أدنى علاقة بنظرية التطور؟ طبعا لا فى اليانصيب يتم توليد الأرقام ثم اختيار رقم من بين الأرقام الموجودة أى أن فوز رقم ما باليانصيب هو عملية حتمية و السؤال فقط هو أى رقم سيفوز بينما نشأة الحياة و البروتينات و الأعضاء و الوظائف المطلوبة لها ليست عملية حتمية بالمرة فالتسلسل الوظيفى قد لا ينشأ بل الأوقع و الأكثر احتمالا بمليارات المرات هو ألا ينشأ و بالتبعية لا يجد الانتخاب الطبيعى من يختاره "ليفوز باليانصيب" و لو أردنا مسابقة يانصيب تحاكى التطور فعلا لقلنا أنها مسابقة يتم تحديد رقم للفوز بين واحد و ألف مليار ثم توليد عشرة أرقام عشوائيا لنرى هل يكون هذا الرقم من بينها أم لا - لا أن يتم الاختيار على أساس حتمية أن يكون الفائز من بين الأرقام و الحقيقة أن الأرقام أسوأ من هذا بكثير كما بيننا فى رابط ملايين السنين بالأعلى. و على هذا النحو ستجد كافة الأمثلة التى يضربها التطوريون لحدوث أمور غير محتملة كمثال ولادة شخص بعينه مثلا و القائم على حساب احتمال وصول حيوان منوى بعينه من بين مليارات الى بويضة بعيتها و هو من جديد مثال مخادع يفترض نتيجة حتمية و هى ولادة شخص ما ثم يسأل من الذى سيولد من بين الاحتمالات الممكنة بينما لا يوجد شئ حتمى فى تطور بروتين أو انزيم. ستجد فخا ما فى كل مثال يضربه التطوريون على هذه النقطة فهو اما يفترض حتمية حدوث نتيجة ما و يحسب احتمال أى من النتائج الممكنة هو الذى سيحدث أو يتجاهل فرق الاحتمالات و عدد المحاولات مع العملية التطورية او يتجاهل أننا نحسب احتمال نشأة وظيفة امام لا وظيفة و ليس احتمال نشأة أى شئ]


EV

يزعم توماس شنايدر مصمم البرنامج أنه يحاكى عملية بناء تعقيد معلوماتى من الصفر فما الذى يحدث حقا فى البرنامج؟ سنجد أنه يعانى شأنه شأن سائر البرمجيات من معضلة "الغاية" الشكسبيرية سابقة الذكر. يقوم البرنامج بتمثيل الحمض النووى كتسلسل من الأصفار و الاحاد حيث يرمز رقم واحد لموقع ارتباط بروتينى بينما ترمز الأصفار لتسلسلات الحمض النووى بين مواقع الارتباط. يزعم البرنامج أنه يبدأ بتسلسل عشوائى و هذه أول مغالطة لأن التسلسل العشوائى الذى يبدأ منه البرنامج هو فى الواقع تسلسل "متغير" و لكنه ليس عشوائى...أى أنه ليس نفس التسلسل فى كل مرة و لكنه يلتزم بقاعدة التصميم الصحيح للحمض النووى التى تضع مواقع ارتباط تفصل بينها تسلسلات فتجد احادا تفصل بينها أصفار و لا تجد احاد متجاورة...هذا هو "الصفر معلومات" الذى يزعم كاتب البرنامج أنه يبدأ منه: تصميم صحيح للحمض النووى أى أنه يبدأ أصلا بانتروبيا منخفضة و بداية برنامج دوكنز كانت أكثر عشوائية. و كما جرت العادة تأتى المشكلة التى لا تستطيع البرمجيات التطورية الهروب منها "تحديد الهدف" ثم السعى نحوه بتوجيه حصاد الطاقة الناتج عن عمل الحاسب الالى...يحدد البرنامج لنفسه هدفا متمثلا فى تصميم صحيح اخر للحمض النووى يلتزم بنفس القاعدة أحاد تفصل بينها أصفار ثم يبدأ فى تغيير الأرقام عشوائيا و مقارنتها بالهدف النهائى مع الابقاء على التسلسلات التى تضيق المسافة من ذلك الهدف Hamming Distance و طبعا مع تجاهل تام لهل هذه التسلسلات الوسيطة وظيفية أم لا تحت ذريعة أنها طالما تقربه من الهدف النهائى فهى بالتأكيد وظيفية - الفرضية التطورية التى تتم معاملتها كحقيقة كونية دون أن يثبتها أحد: وجود الخطوات الوظيفية!!! مرحبا بكم فى البرنامج الذى يزعم أنه يمثل عملية "لا غائية" تبدأ من صفر معلومات! من المثير للسخرية أن البعض استشهد بنتائج ايفى كدليل على التطور المتقارب دون الاشارة الى أن البرنامج يحدد لنفسه أهدافا صحيحة و بدايات صحيحة و تصميما صحيحا يلتزم به. بل يضبط البرنامج معدل التغيرات فى كل مرة (مقابل للطفرات فى كل جيل) لتمكين العملية من النجاح و برفعه قليلا تفشل العملية بأكملها فمثلا عند الوصول الى 4 طفرات فى الجيل يفشل البرنامج تماما أى أن البرنامج يفرض فكرة الخطوة خطوة التطورية على البيئة قسرا و يتجاهل معدلات الطفرات الحقيقية فى الكائنات الحية


G. Montanez et al., “Vivisection of the EV computer organism: Identifying Sources of Active Information” BIO-Complexity (2010) 3: pp. 1-6


Avida


و الان مع نجم العرض...أفيدا و الذى يزعم التطوريون أنه ينتج مراحل وظيفية وسيطة و تم الاستشهاد به فى محاكمة دوفر الشهيرة التى رفع التطوريون فيها قضايا لمنع ذكر التصميم فى المدارس...يعتمد أفيدا على ما يسمى فى البرمجة Logic synthesis using NAND gates و معناه أنه توجد عمليات "منطقية" يضعها المبرمج فى البرنامج ليقوم بوظيفته مثل AND أفعل كذا "و" كذا OR افعل كذا "أو" كذا NOT لا تفعل كذا...الخ و بدمج هذه العمليات مع شروط أخرى يتحدد مسار البرنامج. كل هذه العمليات يمكن القيام بها بطريقة مطولة و ملتوية باستخدام عملية أخرى تسمى NAND و لتقريب الصورة تخيل أن يطلب منك أحدهم أن تبدأ من الصفر و تصل الى الثلاثة باستخدام الطرح و الرقم واحد لا الجمع فتكون الطريقة

0-(-1)-(-1)-(-1) فبطرح سالب واحد أنت فى الواقع تضيف واحد و لكنها طريقة "مفتعلة" جدا فقط للايحاء بوجود خطوات كثيرة...هذا ما فعلته أفيدا بالضبط لقد بدأت "بمعرفة سابقة" أن كل العمليات المنطقية يمكن تفكيكها الى NAND تماما كعلمنا أن عمليات الجمع يمكن تمثيلها بالطرح بشكل ملتوى و بالتالى فان أى معامل NAND يتم اضافته هو بالتأكيد وظيفى بشكل أو باخر من جهة و سيسهم فى الوصول الى أحد العمليات المنطقية الأخرى مثل AND أو OR و بهذه القواعد المسبقة من علوم البرمجة و الجبر و المنطق boolean logic الذى وضعته العقول البشرية عبر الزمن زعمت أفيدا أنها تبرهن على التطور اللاغائى الذى تقوم به عمليات طبيعية تفتقر الى العلم. ان أفيدا لم تحاكى الطبيعة العمياء بل حاكت علوم البرمجة و الجبر و المنطق التى تحتوى على هذا التدرج ثم زعمت أن هذا هو ما يحدث فى الطبيعة لأن التطور "يتطلب ذلك"!!! أما عند ازالة سلم الخطوات النافعة الذى تفترضه نظرية التطور و لا تثبته ابدا فلا يتطور شئ و هو ما يعترف به مطورو أفيدا أنفسهم بل و فى بحث لاحق فى 2015 وجد أحد خبراء البرمجة أن أفيدا تتطلب ضبطا لمعدلات التطفر و بدونه فلن تتمكن من الوصول الى نتائج


“Some readers might suggest that we stacked the deck by studying the evolution of a complex feature that could be built on simpler functions that were also useful. However that is precisely what evolutionary theory requires and indeed our experiments showed that the complex feature never evolved when simpler functions were not rewarded”

“...none of these populations evolved EQU, a highly significant difference from the fraction that did so in the reward all environment”

R. Lenski et al., “The evolutionary origin of complex features” Nature 423 (6936): 139-144


“Evolutionary Synthesis of NAND Logic: Dissecting a digital Organism” Proceedings of the 2009 IEEE, International Conference on Systems, man and Cybernetics (2009): 3047-3053


Winston Ewert, “Overabundant Mutations Help Potentiate Evolution: The Effect of Biologically Realistic Mutation Rates on Computer Models of Evolution,” BIO-Complexity 2015, no. 4 (2015): 15–18.


“Conservation of Information in search: Measuring the cost of success” IEEE transactions on systems, man and cybernetics A, systems and humans, col. 39 #5: pp.1051-1061


W. Dembski and R. Marks “The search for a search: Measuring the information cost of higher level search” Journal of Advanced Computational Intelligence and Intelligent Informatics, Vol.14 No.5 pp.475-486


هكذا اذن فطالما أن هذا هو ما "يتطلبه" التطور فعلى الطبيعة أن تحترم نفسها و توفق أوضاعها وفق ما نقول و سنقوم نحن بمحاكاة لما يتطلبه التطور و كانه حقيقة موجودة فى الطبيعة و يا ليتهم اكتفوا بهذا فقط بل فعلوا أشياءا يعلمون جيدا أنها تتعارض مع نظرية التطور مثل القيام باعطاء مكافأة (تمثل عملية الانتخاب الطبيعى) مقابل مجرد الازدياد فى حجم الجينوم حتى و لو كان ازدياد غير وظيفى و ذلك حتى يتم اعطاء الكائن الافتراضى "مادة خام" يعمل عليها بينما الزيادات الغير وظيفية يفترض أنها عبء لا ميزة


Metabiology

يضيف ميتابيولوجى الى كل طوام سابقيه اعتماده على الية بحث تسمى interval halving أو التنصيف و هى أن يقسم نطاق البحث عن الهدف المطلوب الى قسمين و يختار واحد منهما ثم يقسمه هو الاخر الى قسمين و يقوم بتضييق نطاق البحث أكثر و أكثر بهذه الطريقة فمثلا ان كان الهدف رقم 1000 يقوم البرنامج بسؤال عن ما اذا كان الهدف أقل من 500 أو أعلى ثم يحدد اطار البحث من 500 الى ألف ثم يسال أقل من 750 أم أعلى فيحدد الاطار من 750 الى ألف و هكذا و كما هو واضح هذا أسلوب ذكى/لا عشوائى أضف الى ذلك أن الصيغة العامة تحاول افتراض تطور أبدى بلا هدف لذلك فهو يحاول جعل الهدف "أضخم رقم ممكن" بدلا من ألف فى المثال السابق لذا فهو نظريا يتطلب موارد غير محدودة غير متوافرة فى الواقع للأنظمة البيولوجية


Winston, Dembski and Marks “Active Information in Metabiology” Bio-Complexity (2013)


Steiner-Tree/Tierra


من جديد نفس مشاكل سابقيهم فالأول يحاول حل مشكلات توصيلات عقد فى شبكة و يقوم بحصر نطاق البحث بالسماح بأعداد و مواقع معينة لهذه العقد الى جانب أن الثانى Tierra أنتج عددا كبيرا من التكيفات عن طريق اعادة ترتيب المعلومات الموجودة فى الكائن الذى يبدأ به أو فقد بعض المعلومات (انتروبيا) لكن لا محاكاة لأى بناء معلوماتى جديد


“Tierra: The Character of Adaptation” in “Biological Information : New Perspectives” (2013) p. 105-138


Winston, Dembski and Marks “Climbing the steiner tree: Sources of Active Information in a genetic algorithm for solving the Euclidean steiner tree problem” Bio-Complexity (2012): 1, p.14


نموذج اخر يخبرنا فيه فريق منالباحثين أنهم أنهم قاموا بالوصول الى دوائر شبيهة بالدوائر الالكترونية عن طريق محاكاة التطور و بدون تصميم - عنوان قوى جدا للورقة ثم تنظر الى التفاصيل فتجدهم قاموا بانتقاء العنصر المستخدم بعناية و اختيار المقاس المناسب للجزيئات 20 نانومتر ثم توزيعها فى مساحة على هيئة دائرة قطرها 200 نانومتر مع الحفاظ على مساحات 1 نانومتر بين الجزيئات و اضافة المواد المناسبة لتهيل العملية و احاطتها بأطاب كهربائية لاحداث التفاعل المطلوب...فعلا شيء فى منتهى الدقة و انعدام التصميم و التطور الداروينى...ثم جاءوا ببرنامج "تطورى" يبحث بين نبضات الكهرباء المختلفة عن النبضات الأفضل لتحقيق "الهدف" من النظام




Natural computers exploit the emergent properties and massive parallelism of interconnected networks of locally active components. Evolution has resulted in systems that compute quickly and that use energy efficiently, utilizing whatever physical properties are exploitable...Here we artificially evolve the electrical properties of a disordered nanomaterials system (by optimizing the values of control voltages using a genetic algorithm) to perform computational tasks reconfigurably...Figure 1a shows schematically the disordered network of 20 nm Au NPs interconnected by insulating molecules (1-octanethiols). The NPs are trapped in a circular region (200 nm in diameter) between radial metal (Ti/Au) electrodes on top of a highly doped Si/SiO2 substrate, which functions as a back gate.

S. K. Bose et al., "Evolution of a designless nanoparticle network into reconfigurable Boolean logic" Nature Nanotechnology volume 10, pages1048–1052 (2015)


ان المرء ليشعر أن هذه العناوين تصاغ عمدا بهذه الطريقة أملا فى ألا يطلع القارئ على التفاصيل و يكتفى بما يتم تلقيمه اياه فى الملخصات...انه التطور فى المعمل!!!



[مؤخرا صدرت ورقة جديدة زعمت أنها عملية محاكاة للتطور و كيفية استخدامه لتعديل أنظمة صناعية


Feng Zhou et al., "Mutations in artificial self-replicating tiles: A step toward Darwinian evolution" PNAS December 14, 2021 118 (50)


و بالنظر فى التفاصيل كالعادة يخيب التطوريون امالنا اذ اعتمدوا على مغالطة man-in-the-loop سالفة الذكر ة محاكاة فرضيات نظرية التطور بغض النظر عن حدوثها فى البيئة من عدمه


We can modify the origami functionality to affect the growth rate of the mutated species, giving it less or more evolutionary advantage, and to become dominant in several generations...Here we introduce mutation and growth advantages to study the possibility of Darwinian-like evolution


عملية محاكاة لجماعة حية حدثت لها طفرت جعلتها تتكاثر أسرع...ثم-و يا للمفاجأة-تكاثرت أسرع حتى أصبحت هى السائدة على سابقتها...حقا؟ انها مفاجأة كبيرة و دليل دامغ على التطور و ضربة قاضية لتعارضه مع الانتروبيا!!! و لعل أحدث مثال على هذا هو تجربة "تطور" الالات عن طريق الطفرات و الانتخاب...عنوان شيق و حديث عن محاكاة نظرية التطور فاذا قرأت التفاصيل وجدتها كسائر البرمجيات التطورية برنامج كتبه مبرمجون ليقوم بخلط و تعديل معاملات فى مكونات معدة مسبقا بحثا عن الأسرع - أجزاء تمثل العضلات بانقباضها و انبساطها و أجزاء تمثل صلابة العظام و أجزاء تمثل مرونة الغضاريف ثم برنامج يحاول خلط الأجزاء بطرق مختلفة ليرى أيها سيتحرك أسرع و يا ليتهم حتى تركوا هذه للصدفة الكاملة بل وضعوا عليها قيودا لتضييق مساحة البحث و حصر الأشكال التى ستتم تجربتها فى نطاق يرجحون كونه هو نطاق التجميعات المفيدة. و طبعا لا تسأل من أين جاءت العضلات و العظام و الغضاريف و لا ما الذى كان يفعله بها الكائن السلف ان كانت مرتبة فيه عشوائيا بشكل يعجزه عن الحركة! هذه أسئلة لا داعى لها فقط عليك أن تكتفى بالعنوان المبهر الذى يؤكد اثبات التطور...لم يتركوا أخطاء النسخ تكتب البرنامج او تصنع الروبوت بلا قيود أو حتى المكونات التى يتم تركيبها معا ان كان هذا قد خطر ببالك من كثرة ذكرهم لكلمة التطور. بل صمموا كل هذا بأنفسهم ثم حددوا للبرنامج مساحة البحث التى سيقوم بالتعديل فيها للوصول للتركيبة الأسرع و طبعا لم يحدث كل هذا لمجرد أن الباب المعمل كان مفتوحا على مصرعيه ليصنع نظاما مفتوحا


و فى نموذج اخر كانت الفكرة محاكاة كتلة جيلاتينية فيها عضلات و ثقوب تعمل كنقاط توصيل للعضلات ثم تغيير الترتيبات و التوزيعات (طفرات) ليقوم برنامج المحاكاة "بانتخاب" الحركة الأفضل للحصول على كتلة جيلاتينية متحركة hopping gelatinous robot تصلح كنموذج لصناعة روبوت متحرك. طبعا كما هو واضح العملية بدأت بجسد صالح للحركة ابتداءا و عضلات و مواقع لتوصيل تلك العضلات و الية لاتمام التغييرات و التعديلات على المخطط الجسدى و محتوياته و كالعادة يتم الاستدلال بها على طريقة: انظر لقد كتبت هذه الجملة بيدى و هذه محاكاة لما يحدث عندما ينسكب الحبر على الورق...أرأيت ألم أقل لك أن الجمل لا تحتاج الى كاتب و أنها تكتب بسكب الحبر على الورق!]


و قد اعترفت عدة مراجعات بأن ما يسمى خوارزميات تطورية لا تنتج شيئا ذو قيمة أو تعقيد حقيقى ما لم يكن هناك تدخل خارجى معلوماتى مشيرة الى غياب طريق الخطوات المزعوم و مشكلة فضاء البحث العملاق و هى نفس المشاكل التى ناقشنا وجودها فى الكائنات الحية مسبقا و مع ذلك يصر التطوريون على تجاهلها أو وضع معلومات من خارج البرنامج غير متوافرة فى للعمليات الطبيعية العمياء لتجاوزها


Our analysis of relevant literature shows that no one has succeeded at evolving nontrivial software from scratch; in other words, the Darwinian algorithm works in theory but does not work in practice, when applied in the domain of software production. The reason we do not evolve software is that the space of working programs is very large and discrete. Although hill-climbing heuristic–based evolutionary computations are excellent at solving many optimization problems, they fail in the domains of noncontinuous fitness..., we can conclude that (1) simulations of evolution do not produce comparably complex artifacts and (2) running EAs longer leads to progressively diminishing results.

Roman V Yampolskiy "Why We Do Not Evolve Software? Analysis of Evolutionary Algorithms" Evolutionary BioInformatics Volume 14, January-December 2018


Genetic algorithms do not scale well with complexity. That is, where the number of elements which are exposed to mutation is large there is often an exponential increase in search space size. This makes it extremely difficult to use the technique on problems such as designing an engine, a house or plane. In order to make such problems tractable to evolutionary search, they must be broken down into the simplest representation possible. Hence we typically see evolutionary algorithms encoding designs for fan blades instead of engines, building shapes instead of detailed construction plans, and airfoils instead of whole aircraft designs. The second problem of complexity is the issue of how to protect parts that have evolved to represent good solutions from further destructive mutation, particularly when their fitness assessment requires them to combine well with other parts

Mewada S, Sharma P, Gautam S. Exploration of fuzzy system with applications. In: Shah NH, Mittal M, eds. Handbook of Research on Promoting Business Process Improvement through Inventory Control Techniques. Hershey, PA: IGI Global; 2018:479–498.


It seems reasonable to assume that the number of programs possible in a given language is so inconceivably large that genetic improvement could surely not hope to find solutions in the ‘genetic material’ of the existing program. The test input space is also, in the words of Dijkstra, “so fantastically high” that surely sampling inputs could never be sufficient to capture static truths about computation

Petke J, Haraldsson S, Harman M, White D, Woodward J. Genetic improvement of software: a comprehensive survey. IEEE T Evol Comput. 2017;22:415–432


computing science is—and will always be—concerned with the interplay between mechanized and human symbol manipulation, usually referred to as “computing” and “programming” respectively. An immediate benefit of this insight is that it reveals “automatic programming” as a contradiction in terms

Dijkstra EW. On the cruelty of really teaching computing science. Commun ACM. 1989;32:1398–1404.


Anyone who has ever written and debugged a computer program and has experienced their brittle, highly non-linear, and perversely unforgiving nature will probably be understandably skeptical about the proposition that the biologically motivated process sketched above could possibly produce a useful computer program

Koza JR. Genetic programming as a means for programming computers by natural selection. Stat Comput. 1994;4:87–112.


الخلاصة:


1-الأمثلة التطورية للالتفاف على الانتروبيا: اما طاقة مرتفعة مع فوضى جزيئية عارمة لا يمكن أن تنتظم الى خلية أو حمض نووى أو بروتين و اما طاقة منخفضة مع نظام جزيئى نمطى خامل...طاقة مرتفعة مع نظام جزيئى وظيفى نموذج غير موجود فى الطبيعة (الا فى التطور طبعا) و لا يحدث الا بتصميم شروط غير طبيعية بالمرة و فرض قيود على النظام من الخارج و لذلك فان الحياة مستحيلة فيزيائيا (بدون تدخل) لأنها تجمع بين متناقضات الفيزياء طاقة مرتفعة و نظام جزيئى...طبعا هذا الى جانب أن مصطلح "الانتظام" هنا هو ليس مجرد وجود نمط تكرارى بسيط


2-الحياة عبارة عن طاقة مرتفعة و انتروبيا منخفضة و كل النماذج التى يضربها التطوريون من الطبيعة بدون تدخل اما ارتفاع طاقة يصحبه ارتفاع انتروبيا و اما انخفاض انتروبيا يصحبه انخفاض طاقة. الحياة عبارة عن ترتيب معقد غير تكرارى و كل الأمثلة التى يضربها التطوريون عبارة عن أنماط تكرارية غير معقدة و غير قادرة على حمل المعلومات و خاملة أو فوضوية جزيئيا و بالتالى غير وظيفية


3-مجرد تعريض النظام للطاقة و القول بأن اجمالى انتروبيا الكون يرتفع لا يحل المشكلة و يوجد اعتراف ضمنى من التطوريين بذلك (بغض النظر عن صيغة الخطاب الشعبوى) بدليل بحثهم المحموم عن سبل مختلفة و شروط غير طبيعية معقدة لتقليل الانتروبيا (تشبه المسألة حالة السجل الأحفورى اذ يؤكد جزء من الخطاب الشعبوى للتطوريين أنه لا يمثل مشكلة للتطور بينما يعمل المجال الأكاديمى على وضع فرضية غير مبررة تلو الأخرى كالتوازن المتقطع و الايفو ديفة لتبرير كيف يمكن أن "يقفز" التطور)


4-كل النماذج المقترحة لشروط طبيعية تقلل الانتروبيا بالشكل المطلوب للحياة تحتوى على اليات معقدة جدا لا يمكن للطبيعة أن تنتجها من تلقاء نفسها و تحتاج الى ضبط دقيق من الخارج


5-كل هذه النماذج (بغض النظر عن عدم واقعيتها فى الطبيعة) عاجزة عن تفسير كيف يمكن "توجيه" الطاقة لانشاء ثم صيانة ترتيبات محددة أو حتى بشكل يقوم (لسبب ما) باعادة اختبار ترتيبات متعددة فى فترة قصيرة بدون مدخلات من الخارج ثم صيانة الناتج الذى تم اختياره الا فى ظل نشأة الات الصيانة ابتداءا و التى تتطلب تفسيرا بدورها (البيضة و الدجاجة)


6-مجرد وضع مصطلحات "نظام مفتوح – ملايين السنين – التعرض للطاقة-ارتفاع الانتروبيا فى مكان اخر" فى عبارات قصصية انشائية لا يحل المشكلة. ان نفس الكلام الانشائى يمكن استخدامه للمحاجة أن الشمس و العواصف و البراكين هى المسئولة عن وجود السيارات و الطائرات و المصانع و المبانى بل و أنظمة التشغيل و قواعد البيانات وغيرها من البرمجيات كذلك (و كلها أقل تعقيدا من أبسط خلية) و بمجرد نشأة المصنع الأول الذى يتكاثر بنسخ نفسه فان مسيرة التطور التكنولوجى ستنطلق لأن الأرض نظام مفتوح و لكن لا أحد يقول ذلك لأن المسألة لم تكن علما أبدا بل مجرد لاهوت طبيعانى يتظاهر بأنه علم


7-كثيرا ما يستدل التطوريون بوجود خلل جينى أو حمض نووى تالف أو تصميم متدهور على "التطور" من سلف مشترك الا أن هذه الأمثلة (بغض النظر عن أن الكثير منها قد تم الرد عليه) تشير الى التدهور (الانتروبيا) من تصميم مثالى سابق و هو ما يجعل فرضيات التصميم تتفق مع قوانين الفيزياء أو بعبارة عالم الرياضيات جرافنيل سويل "لن تجد عالما محترما يقول لك أن تمرير الطاقة و المادة فى كومة من العناصر لملايين السنين سينتج لك مصنعا قادر على بناء المصانع الأخرى لأن كومة العناصر "نظام مفتوح" أو لأن "انتروبيا الشمس و العواصف التى تعرضت لها الكومة يفوق النظام الناتج" أو لأن "ااجمالى لفوضى/الانتروبيا فى الكون سترتفع بسبب ارتفاعها فى أماكن أخرى" ببساطة لأنه لا توجد نظرية (فلسفة فى الواقع) يتم القتال بجنون لاثبات صحتها تقول بأن المصانع تنشأ من عمليات طبيعية بل و تتطور كذلك



"How the Scientific “Consensus” on Evolution is Maintained" Granville Sewell April 2012


Granville Sewell "On “compensating” entropy decreases" PHYSICS ESSAYS Vol 30, 70-74, 2017.


8-كل البرمجيات التطورية المزعومة تعتمد على عمليات موجهة مصطنعة و ليست طبيعية و معلومات يتم ضخها فى البرنامج ليعمل و هذه لا يمكن توافرها فى لأى نظام فى الطبيعة فاما أن يقر التطوريون أن التطور عملية معلوماتية مصممة و موجهة و لها هدف أو يقروا بأن البرمجيات التى يزعمون أنها تثبت التطور لا علاقة لها بالصيغة الحالية للنظرية و الاستدلال بها محض تدليس لأن عمليات المحاكاة يمكن برمجتها للقيام بأى شئ حتى لو كان لا يحدث فى الطبيعة (كوجود الخطوات النافعة و مساحة البحث المعقولة و الموارد الاحتمالية المطلوبة) أو بعبارة أحد نقاد هذه البرمجيات (بتصرف): يمكننى أن أبرمج محاكاة تجعلك تتحول الى مارلين مونرو فى مجموعة من الخطوات التدريجية ...هذا لا يعنى أن هناك عملية فى الطبيعة تحول الناس الى مارلين مونرو - ربما جراحة تجميل لكن عملية طبيعية لا!


9-طبقا لكل قوانين الكون فان أى زعم بوجود دليل على انتاج معلومة بدون معلومة سابقة أو ضبط دقيق سابق هو زعم بوجود دليل على السحر و المعجزات و بالتبعية هو زعم غير علمى و ان فرضنا جدلا صحته فلنا هنا أن نسأل عن مصدر هذا الحدث السحرى المعجز الخارق لقوانين الطبيعة


فى المقال القادم ان شاء الله نستعرض الحقيقة المرصودة للانتروبيا الجينية


المصادر:

-لغز أصل الحياة (جيمس تور و اخرون)

-مقدمة فى البرمجيات التطورية (روبرت ماركس و اخرون)




144 views0 comments

Comments


Commenting has been turned off.
Post: Blog2_Post
bottom of page