top of page
Search
  • Writer's pictureIllidan Stormrage

أصل الحياة و التطور: أسطورة الحساء البدائى

Updated: Aug 9


“No Outside or Supernatural Agency was allowed to enter Nature at the time of life’s Origin, was crucial to it and then withdrew from history” Biochemical Predestination: 30


“لا نسمح بدخول أى عامل خارج عن الطبيعة عند لحظة بدء الحياة ليقوم بدور مهم ثم ينسحب" القدر البيوكيميائى:30



تعتبر فرضية التطور الكيميائى (التطور ما قبل الحيوى) Abiogenesis هى خط الدفاع الأخير لفكرة نشأة الحياة من مواد غير حية و التى كان أحد رؤوس حربتها قديما (و يا محاسن الصدف) اراسماس داروين جد تشارلز داروين (عيلة ميعلمش بيها الا ربنا) و الذى استوحت مارى شيلى من أخباره رواية فرنكشتاين و يتم دفاع عن هذا الخط بمنتهى الشراسة من قبل التطوريين و الماديين لأهميته الشديدة فى الحفاظ على ما يسمى ب"قصة الخلق العلمانية" و "منع القدم الالهية من الدخول من الباب" و "طرد الاله من البيولوجيا" و "الاطاحة بالغائية من الكائنات الحية" و غيرها من المصطلحات العلمية المحايدة غير المؤدلجة بالمرة التى استعرضنا أمثلة عليها من قبل. t.ly/v70z


فى هذا الكتاب يأخذنا 9 علماء من مجالات متباينة (الكيمياء و الفيزياء و الجيولوجيا و الأحياء و دراسة المواد Materials Science ) فى استعراض لحقيقة سيناريوهات و تجارب أصل الحياة بعيدا عن اللغة الاستعراضية الدعائية المخادعة التى يتميز بها الخطاب الاعلامى التطورى. كنا قد قدمنا نقدا اجماليا للموضوع من قبل هنا t.ly/umDt و هنا t.ly/aQIG و لكن فى هذا الكتاب سنفصل أكثر و نتناول بعض المغالطات التطورية الهامة كاعادة تعريف الخلية البدائية الى هياكل و مركبات شديدة البساطة لا يمكن أن تماثل الخلية أو أن تتطور اليها و الأهم مغالطة الأنظمة المفتوحة و الأنماط و الذرات المرتبة و غيرها من الأمثلة المخادعة التى يتم استخدامها.


من الملفت جدا أن هذا الكتاب يقدم له دين كنيون صاحب كتاب "القدر البيوكيميائى" و الذى كان من أهم كتب عصره ترويجا لفرضية التطور الكيميائى حتى أدرك هو نفسه استحالة هذه السيناريوهات خارج اطار خطاب التبسيط الكلامى المخل المقدم للعوام.


لقد بدأت بوادر المشكلة فى الظهور فى مؤتمر وستار الذى تحدثنا عنه من قبل و شارك فيه عدد من خبراء الرياضيات و البرمجة و علوم الحاسب الالى و قاموا بعمل عمليات محاكاة لما يزعم التطوريون حدوثه مثبتين استحالته لا فى ملايين السنين و لا حتى فى بلايينها


Murray Eden “Heresy in the halls of biology: Mathematicians question Darwinism’s Scientific research” : 59


Marcel P. Schutzenberg “Algorithms and the Neo-Darwinian theory of Evolution”


لاحظ هنا أننا اذا وجدنا علميا سيناريو معقول و قابل للحدوث فان هذا لا يجعله حقيقة علمية لأننا غير قادرين على التأكد من أنه قد حدث بالفعل بل فقط نعرف أنه ممكن فما بالك و السيناريوهات التى يتم الترويج لها بقوة مستحيلة الحدوث أصلا.


But the fact that it is possible to make amino acids by passing electrical discharges through a Jovian mixture of gases, as the US chemist Stanley Miller famously did 70 years ago, does not mean that is how life began — merely that this chemistry is possible. Likewise, the fact that analogous chemistry can occur in hydrothermal systems, or from cyanide in terrestrial geothermal systems, or in interstellar space, does not mean that all of these environments were required for life to start, just that this chemistry is favoured under many conditions.

Nick Lane & Joana C. Xavier "To unravel the origin of life, treat findings as pieces of a bigger puzzle" Nature 26 February 2024


طبعا جاءت الردود العجيبة المعتادة من التطوريين من طراز "نحن متأكدون أن التطور حدث بدليل أننا هنا"-”عدلوا أنتم أرقامكم"-”التطور صحيح حتى لو لم نعرف كيف يعمل"-”هذه حسابات سيناريو واحد لكن ربما كانت هناك سيناريوهات أخرى"...و الحجة الأخيرة بالذات كانت شائعة جدا لما فيها من احالة الى "غيب" اسمه السيناريوهات الأخرى فاذهب و ابحث عنها كلها و أثبت استحالتها كلها أنت!!!و لكن هذه حسابات السيناريو المعتمد لديكم!!!

حاول التطوريون تبسيط المسألة و الزعم بأن الحياة كان يمكن أن تنشأ من مركبات أخرى و بالتالى فالمسألة ليست صدفة نادرة كما يظن البعض و لكن الكثير من المركبات الكيميائية كانت قادرة على أن تكون لبنات للحياة و نحن فقط نتوهم خصوصية المركبات التى نشأنا منها لأنها-بالصدفة-هى ما نشأنا منه و لكن أتت الأبحاث العلمية لتثبت عدم صحة هذا الكلام و أن المركبات التى نشأنا منها تحديدا سواءا مكونات الحمض النووى أو الرنا أو البروتينات و أحماضها الأمينية أو حتى حروف الشفرة (النيوكليوتيدات المختارة من بين النيوكليوتيدات الغير مستخدمة) هى التى تمتلك المقومات المطلوبة لخصائص الحياة المتعددة و ما دونها لن يقوم بأداء كامل الوظائف


F.H. Westheimer “Why nature chose phosphates?” Science 235: 1173-78


Shina C L Kamerlin et al., "Why nature really chose phosphate" Quarterly Reviews of Biophysics (2013), Volume 46 Issue 1


Eveline Lescrinier et al., “Difference in Conformational Diversity between Nucleic Acids with a six membered sugar unit and natural furanose neuclic acids” Neucleic Acids Research 31: 2975-89


Gaspar Banfalvi “Why Ribose was selected as the sugar component of Nucleic Acids” DNA and cell Biology 25: 189-96


Albert Eschenmoser “Chemical Etiology of Nucleic Acid structure” Science 284: 2118-24


Donal A. Mac “Why Nature chose A,C,G and U/T: An error coding perspective of neucleotide Alphabet composition” Origins of life and evolution of the Biosphere 33: 433-55

Melissa Ilardo, Markus Meringer, Stephen Freeland, Bakhtiyor Rasulev & H. James Cleaves II "Extraordinarily Adaptive Properties of the Genetically Encoded Amino Acids" Scientific Reports volume 5, Article number: 9414


"The amino acids found in proteins form a highly unusual set of 20 amino acids, a maximum of 0.03% random sets outperformed the standard amino acid alphabet in two properties, while no single random set exhibited greater coverage in all three properties [size, charge, hydrophobicity]

Philip and Freeland, Astrobiology 11 (2011): 235-240

Michael Denton “king Carbon” in “Miracle of the cell”


الان لاحظ المصطلحات المستخدمة للهروب من الحقيقة و دلالتها...لماذا "اختارت الطبيعة" كذا و كذا و كأن للطبيعة عقل يعرف ما الذى ستحتاجه لأفضل تخزين للمعلومات و أفضل أداء فى المستقبل حتى "تختاره" فى تفاعلات كيميائية خاصة أن كل هذه الخصائص مرتبطة بالوظائف الحيوية و لكنها لا تعطى أى أفضلية فى التفاعلات الكيميائية ما قبل الحيوية حتى تبرر قيام "الطبيعة" بانتقاءها بل و يقر عالم الكيمياء و المناظر الالحادى بيتر أتكنز أن جزئ أدينوسين ثلاثى الفوسفات ATP الذى يتم استخدامه كعملة للطاقة هو الأمثل لضخ الطاقة بالقدر المطلوب دون اهدار


Peter Atkins “The periodic Kingdom” p.27


يقوم السيناريو الشائع على احتواء الغلاف الجوى للأرض على غازات معينة و مع تعرضها لأشكال متنوعة من الطاقة كالحرارة و البرق و الأشعة فوق البنفسجية تفاعلت لانتاج المواد الأولى للحياة كالأحمض الأمينية و غيرها و هذه بدورها سقطت مع الأمطار الى البحار و المحيطات و البحيرات صانعة ما يسمى الحساء البدائى و مع ترسبها فى الطين و تبخر المياه زاد تركيزها فبدأت تتفاعل لتنتج مركبات أكثر تعقيدا كانت نواة الخلية البدائية و فى داخل هذه الخلية البدائية بدأت التعقيد يتزايد فتحولت سلاسل الأحماض الأمينية الى انزيمات و بدأ ظهور الوظائف الجديدة و سلاسل الحمض النووى لتتحكم فى المنظومة كلها (و فى رواية أخرى جاء الحمض النووى أولا و فى ثالثة جاء الرنا RNA أولا و العهدة على الراوى) و تزايد التعقيد حتى أصبحت لدينا أول خلية


1-مشكلة الماء:


"RNA requires water to function but cannot emerge in water and does not persist in water without repair" due to water's "rapid and irreversible" corrosive effects upon RNA. "life seems to need a substance (water) that is inherently toxic to polymers (e.g. RNA) necessary for life"

Steven Benner "Paradoxes in the origin of life" in "Origins of life and evolution of biospheres" 44 (2014): 339-343


…life’s cornerstone molecules break down in water. This is because proteins, and nucleic acids such as DNA and RNA, are vulnerable at their joints. Proteins are made of chains of amino acids, and nucleic acids are chains of nucleotides. If the chains are placed in water, it attacks the links and eventually breaks them. In carbon chemistry, “water is an enemy to be excluded as rigorously as possible”,

"The Water Paradox and the Origins of Life" Nature | Vol 588 | 10 December 2020: 210 - 213


نجد أول تناقضات القصة فى الماء فهو مطلوب ليكون وسط للتفاعل لاذابة المكونات المتفاعلة الا أنه هو ذاته كفيل باتلاف الكثير من المركبات العضوية عن طريق التفاعل معها و هو ما يعرف بالتحلل المائى Hydrolysis فمثلا مركبات HCN و مشتقاتها من أهم العناصر المطلوبة فى التفاعلات الاأنها شديدة التفاعل مع الماء و لتجاوز هذه العقبة تضع التجارب تركيزات عالية منها لتجاوز المفقود فى التفاعل مع الماء الا أن هذه التركيزات غير واقعية بالمرة فى أى بيئة طبيعية


R. Sanchez, J. Ferris and L.E. Orgel “Conditions for Purine Synthesis” Science 153, 3731: 72-73


H.R. Hullet “Limitations on Prebiological Synthesis” Journal of Theoretical Biology 24, no. 1: 56-72


يرجح الكثير من الجيولوجيين أن بيئة الأرض الأولى كانت مرتفعة الحرارة الا أن هذا معناه اتلاف المركبات العضوية و تحللها و بالتالى افساد التفاعلات و فى المقابل اذا سايرنا سيناريوهات درجات الحرارة المنخفضة المطلوبة للحفاظ على المركبات العضوية فانها تقود الى تجمد مساحات كبيرة من المياه و بالتبعية فقدان صفة السيولة المطلوبة للاذابة و اتمام التفاعلات


S.l. Miller and L.E. Orgel “The Origins of life on Earth”: 127


N.H. Horowitz et al., “Biology and the future of man”: 174


ان وجود المياه فى الواقع يشكل عائق أمام اتصال الأحماض الأمينية أو النيوكليوتيدات أو السكريات لصناعة السلاسل المطلوبة للحمض النووى و الرنا و البروتينات و اذا وجدت هذه السلاسل فى المياه بشكل ما فان الماء سيتلفها عن طريق تفاعلات تسمى deamination/depurination


Lindahl T. Instability and decay of the primary structure of DNA. Nature, 1993. 362: 709–715.


Lindahl T, Nyberg B. Rate of depurination of native deoxyribonucleic acid. Biochemistry, 1972. 11: 3610–3618.


حاول البعض تجاوز هذه المشكلة باقتراح وجود مذيب غير الماء ليعمل كوسط تفاعل كالفورماميديد و لكن لا توجد أى الية لانتاجه بوفرة فى ظروف الأرض البدائية و لا سيناريو معقول لتحول الحياة لاحقا من اعتماد الفورماميديد الى اعتماد الماء كمذيب. حاول اخرون اقتراح حدوث دورات من التغيرات المناخية تؤدى الى جفاف الماء ثم اعادة اضافته (المزيد من الصدف السعيدة...يا للروعة) الا أن نفس هذا السيناريو كفيل باتلاف أى سلاسل من النيوكليوتيدات أو البروتينات (بفرض وجودها)


Mungi CV, Bapat NV, Hongo Y, Rajamani S. Formation of abasic oligomers in nonenzymatic polymerization of canonical nucleotides. Life 2019; 9, 57; doi:10.3390/life9030057


Zachary AR, et al., “Estimating the capacity for production of formamide by radioactive minerals on the prebiotic Earth” Scientific Reports 2018. 8: 265.


المدهش أن النظر فى هذه الأراق يريك اعترافات صريحة بقيامهم بالتدخل لبرمجة التفاعل و تحديد فترات دورات التسخين و التبريد و عدد هذه الدورات ودرجات الحرارة و تركيز المواد المتفاعلة و درجة الحموضة...الخ و كل هذا لانتاج سلسلة قصيرة جدا لا ترقى لأن تكون انزيما متوسط الحجم و مع ذلك يفترضون جدلا أن هذه التدخلات كلها حدثت من تلقاء نفسها فى بيئة الأرض البدائية بل و فى أوراق أخرى يتم تجاوز المشكلة باضافة مركبات عضوية تقوم بعمل يشبه عمل الانزيمات: تصنع جيبا كارها للمياه يحمى المواد المتفاعلة أثناء تفاعلها فى الماء و لكن الانزيمات موجودة فى الخلايا الحية و هى ما يراد تفسيره أصلا و برغم ذلك تجد عنوانا باهرا للورقة يتحدث عن صناعة سلاسل من الأحماض الأمينية فى بيئة مائية و لا تكتشف أنهم أضافوا مركبات عضوية لتدعم ذلك الا بعد قراءة التفاصيل (للمهتمين بالمراجعة الدقيقة لتفاصيل التجارب و التدقيق فى مزاعمها كيميائيا: سلسلة المحاضرات فى نهاية المقال)



2-مشكلة الطاقة:


ان نفس مصادر الطاقة التى يحتاج اليها السيناريو ليعمل و لدفع التفاعلات هى ذاتها ستقوم بتدمير المدخلات و المخرجات (هذا اذا خرج شئ أصلا) فالأشعة فوق البنفسجية التى تعتبر أكثر موارد الطاقة توفرا فى تلك الفترة خاصة فى ظل غياب طبقة الأوزون ستقوم بتحويل الميثان (و هو من العناصر المطلوب تواجدها) الى مركبات أخرى كما ستقوم بتفكيك Photolysis الأمونيا الى نيتروجين و هيدروجين فى خلال عشر سنوات فقط الى اخر التفاعلات التى ستدفعها هذه الترددات الاشعاعية مدمرة المكونات المطلوبة.


الأخطر من ذلك أنها ستقوم بتحليل المياه منتجة الأكسجين قبل ظهور التمثيل الضوئى و مؤدية بذلك الى ظهور عامل تدميرى اضافى يؤدى الى أكسدة المركبات العضوية و افساد التفاعلات. و اذا تجاوزنا كل هذا و تكونت بعض الأحماض الأمينية فان نفس هذه الترددات الاشعاعية كفيلة يتدميرها سواءا فى الجو أو فى الطبقات العليا من مياه المحيطات ما لم تترسب الى الأسفل و لكن ان ترسبت الى الأسفل و لم ترفعها الأمواج فستترسب على قاع البحار و المحيطات خارجة بذلك من اطار التفاعلات و ان رفعتها الأمواج فستدمرها الترددات الضوئية فوق البنفسجية. ان ما سيتبقى بعد كل هذا (ان تبقى شئ أصلا) لن يكون تركيزه كافيا أبدا لا تمام أى تفاعلات


P.H. Abelson “Chemical Events on the Primitive Earth” PNAS 55, no. 6: 1365-1372


J.P. Ferris and D.E. Nicodem “Ammonia Photolysis and the role of ammonia in Chemical Evolution” Nature 238: 268-69

J.S. Levine “The PhotoChemistry of the PaleoAtmosphere” Journal of Molecular Evolution 18, no 3: 161-72

R.T. Brinkman “Dissociation of water vapor and evolution of oxygen in the terrestrial atmosphere” Journal of Geophysical Research 74, no 23: 5355-68


J.H. Carver “Prebiotic atmospheric Oxygen levels” Nature 292: 136-138


J.W.S. “The evolution of living matter” New Biology 16: 54-67


W.R. Kuhn and S.K. Atreya “Ammonia Photolysis and the greenhouse effect in the Primordial atmosphere of earth” Icarus 37:207-213


و اذا حاولنا الهروب من سيناريوهات الأشعة فوق البنفسجية و اللجوء الى مصدر طاقة اخر كالبرق فان حدوث العواصف الرعدية يتطلب درجات حرارة مرتفعة لتبخير الماء و صناعة السحب و هى نفس درجات الحرارة التى ستتلف المركبات العضوية و فى المقابل فان خفض درجات الحرارة للحفاظ على هذه المركبات يقضى على البرق كمصدر معتبر للطاقة


H.R. Hullet in “Proceedings of the fourth Conference on Origins of life: Chemistry and RadioAstronomy” ed. Lynn Marglis: 80


[لاحظ هنا أن مجرد افتراض سيناريو ما للبرق كمصدر بديل للطاقة لن يلغى وجود الأشعة فوق البنفسجية و تأثيرها التدميرى على المركبات العضوية على الأرض البدائية]


و عند محاولة محاكاة البرق كمصدر للطاقة طبعا لا تتم محاكاة الضربات المباشرة لأنها ستدمر المركب العضوى الذى تضربه فتتم الاستعاضة بمحاكاة تفريغ الشحنة الكهربائية Electric Discharge بمعدلات تصل الى 9 أضعاف ما يمكن تواجده طبيعيا و بالاعتماد على نسب من الهيدروجين غير موجودة فى بيئة الأرض الأولى


Carl Sagan et al., “Shock Synthesis of Amino Acids in Simulated Primitive Environments” Science 168, no. 3930 : 470-72

H.R. Hullet “Limitations on Prebiological Synthesis” Journal of Theoretical Biology 24, no. 1: 56-72


S. Fox and k. Dose “Molecular Evolution and the origin of life”: 74-75


[تحديث: دراسة جديدة تشير الى أن توليد البرق فى هذه البيئات المفترضة أصلا غير محتمل


We perform numerical computer simulations of electron avalanches in the gas mixture used by Miller and Urey as well as in a mixture suggested more recently for the composition of Ancient Earth’s atmosphere 3.8 Ga ago and study the conditions needed for the inception of filamentary discharges...which implies that discharges in the atmosphere of Ancient Earth might have been more challenging to incept than previously thought


بل و الأسوأ أن المزيج الذى تم وضعه كنموذج أقرب لبيئة الأرض البدائية كان فيه توليد البرق أكثر صعوبة


it is more difficult to incept streamers as precursors of lightning in the weakly reducing Kasting mixture than in the mixture used by Miller and Urey or in modern day air.


C. Köhn et al., "Streamer Discharges in the Atmosphere of Primordial Earth" Geophysical Research Letters (10 February 2022)]


من أجل تجنب كل هذه المشاكل تقوم التجارب بمحاكاة ظروف غير واقعية ثم تخرج قائلة أنها أنتجت مكونات الحياة فى ظروف مشابهة لبيئة الأرض البدائية مثلا يتم استثناء الأطوال الموجية ذات التأثير التدميرى و هذا ما لن يحدث فى الطبيعة الا فى وجود الأوزون الذى يعنى تكونه وجود الأكسجين الذى سيقوم بدور تدميرى بديل لا يتم تمثيله فى التجارب


Carl Sagan “On the Origin and planetary distribution of life” Radiation Research 15, no. 2: 174 – 192


أو تقوم بوضع مركبات اضافية تعمل على امتصاص الضوء Photosensitizers لتحمى المواد الأخرى و تحفز التفاعلات الا أن هذه الدروع الاشعاعية لن تتواجد بهذه الطريقة فى الأرض البدائية و ان وجدت فستتحلل بسرعة بفعل النشاط الاشعاعى العالى للشمس


J.P. Ferris and D.E. Nicodem in “The origin of life and Evolutionary Biochemistry”: 113


حتى الزعم بأن مياه المحيط قد توفر حماية اذا وصلت اليه المواد المطلوبة غير صحيح لأن الأشعة فوق البنفسجية تخترقها لعشرات الأمتار و الأمواج تقلب المحتويات باستمرار و ما يفلت من كل هذا سيترسب على القاع و يخرج من اطار التفاعلات و عند الانتقال الى مصدر اخر للطاقة كأطراف البراكين أو الشقوق البركانية أو الفوهات البخارية فهذه تتواجد لفترات محدودة جيولوجيا و غير كافية لتوليد اجمالى الطاقة المطلوبة لدفع التفاعلات لفترة معتبرة من الوقت كما أن تسخين الغازات سيدفعها الى أعلى بعيدا عن موقع التفاعل أما اذا كان الموقع قادر على حبسها كالشقوق الصخرية فان الحرارة المركزة ستتلف المكونات و المخرجات بفرض حدوث التفاعل و طبعا هذه الظروف لا يتم تمثيلها فى التجارب بل يتم تعريض المكونات للحرارة الكافية ثم عزل النواتج بسرعة قبل التلف و هو ما لن يحدث فى البيئة


Carl Sagan, H.R. Hullet in “Proceedings of the Fourth Conference on Origins of Life: Chemistry and RadioAstronomy” ed. Lynn Margulis: 95


نفس المشكلة تتكرر فى فرضية الفوهات الموجودة تحت سطح البحر Hydrothermal vents لتوفير الطاقة و الدفء و الموارد مع عمل مياه البحار كعنصر تبريد فان وجود ضغط كافى من المياه لمنع الفوهات من دفع المكونات الى الأعلى بعيدا عن مركز التفاعل معناه أن نفس هذا الضغط مع تركز الحرارة سيقود الى فساد المكونات و لن يجدى التبريد المزعوم نفعا


Stanley Miller and Jeffrey Bada “Submarine Hot springs and the origin of life” Nature 334: 609


كما أن مقدار الطاقة الذى ستولده لا يكفى و لو جزء ضئيل من المطلوب


Miller, B and England, J. “Hot Wired.” Inference. May 2020. https://inference-review.com/article/hot-wired (accessed April 28, 2022).


بل ان بعض الباحثين فى المجال يرى أن النموذج الكيميائى المقترح لقيام طاقة هذه الفوهات بدفع التفاعلات غير ممكن لدرجة تجعله أقرب الى السحر برغم من التأكيدات المتواصلة من أنضار هذا النموذج على قوته التفسيرية المزعومة


But many chemists are troubled by the idea that, in the absence of enzymes to serve as catalysts, hydrothermal flow could drive scores of reactions through a network that prefigures metabolism, from CO2 right up to nucleotides. The chemist Leslie Orgel once dismissed this scenario as an “appeal to magic”.

Nick Lane & Joana C. Xavier "To unravel the origin of life, treat findings as pieces of a bigger puzzle" Nature 26 February 2024


و فى جميع هذه الأحوال فان وجود اليات لعزل النواتج خارج بيئة التجربة بمجرد تكونها جزء من بروتوكولات التجارب لأن استمرار تعرض النواتج للحرارة أو الكهرباء أ الأشعة سيدمرها الا أن الطبيعة لن تقوم مشكورة بعزل النواتج عن البيئة بعد تكونها


Carl Sagan “The Origins of Prebiological Systems”: 195-6


3-مشكلة التفاعلات الجانبية:

ان مجرد وضع المركبات الكيميائية (بفرض تكونها أصلا) معا فى محلول لن يجعل التفاعلات تتم بالشكل المطلوب بل ستحدث تفاعلات جانبية كثيرة تتلف السلسلة المطلوبة فمثلا تتفاعل المركبات ذات المجموعة الأمينية NH2 مع تلك التى تمتلك مجموعة كربونيل C=O مما سيدمر الكثير من مكونات السكريات و الأحماض الأمينية و يزيلها من الحساء البدائى و يتفاعل الفوسفات-و هو مكون أساسى فى الأحماض النووية-مع الكلسيوم و المنجنيز منتجا أملاح لا تذوب و مترسبا خارج الحساء البدائى و نفس المشكلة ستتعرض لها الأحماض الدهنية و هى مكون أساسى فى غشاء الخلية و نفس الأمر سيحدث مع الكثير من المواد الأخرى


P.H. Abelson “Chemical Events on the Primitive Earth” PNAS 55, no. 6: 1365-1372


A. Nissenbaum “Scavenging of Soluble Organic Matter from the Prebiotic Oceans” Origins of life 7, no. 4: 413-416


H.R. Hullet “Limitations on Prebiological Synthesis” Journal of Theoretical Biology 24, no. 1: 62


Stanely Miller and Michael Parris “Synthesis of Pyrophosphate under primitive Earth Conditions” Nature 204, 4965: 1248


E.J. Griffith, Cyril Ponnamperuma and Norman W. Gabel “Phosphorus: A key to life on the primitive Earth” Origins of life 8, no.2: 71-85


أما الأحماض الأمينية فحدث و لا حرج فاذا نجت بالصدفة من التحلل المائى و التدمير الاشعاعى المذكورين بالأعلى فتلك المستخدمة فى بناء الكائنات الحية نسبة صغيرة من اجمالى ما هو موجود فى الطبيعة فمثلا من بين نحو 35 حمضا أنتجتهم تجربة يورى ميلر الشهيرة 10 فقط تستخدم فى الكائنات الحية و الباقى لا. و كل حمض أمينى له نظائر مختلفة (نفس الذرات و لكن بترتيب هندسى مختلف) و منها ما هو مائل الى اليمين و اخر الى اليسار و من وسط كل هذا العدد الهائل من الخيارات يجب انتقاء النظائر الصحيحة للأحماض الأمينية الصحيحة و أن تكون من نوع اليسار فقط لأن هذا هو ما يستخدم فى الكائنات الحية و هو ما يعرف بالتجانس homochirality و لا يوجد أى تفاعل تقتصر منتجاته أو مخرجاته على هذه الشروط الدقيقة أبدا. معنى هذا ببساطة أن أى تفاعل (ان حدث) ستنتج عنه سلاسل أحماض أمينية غير حيوية و لا يمكن استخدامها فى أى كائن حى.


مثال توضيحى لفكرة النظائر فى الكيمياء


يحاول البعض تفادى هذا الأمر بالقاء فرضية مفادها أن الحياة فى بدايتها كانت مزيجا من الميمن و الميسر...حسنا لنفرض ثم ماذا؟ ما الذى حدث فجعل "التطور" يبدأ فى ازاحة كل المكونات ذات التوجه المعين و يضع مكانها البديل الصحيح؟ و هل هذه عملية ممكنة أصلا أم مجرد قصة انشائية كالعادة؟ ما احتمالات حدوثها و ما الوقت المطلوب و البيئة المطلوبة؟ لا شيء...و بعد أن تنتهى الصدف المستحيلة (صدف الفجوات كما يسميها البعض) من عملها فى قصر التفاعلات على العشرين حمض أمينى المطلوبة لانتاج السلاسل الحيوية و منع أى كلب من الخمسمائة حمض أمينى الاخرين من دخول السلسلة و التفاعل ستكون أمامها مشكلة الترتيب و التى ناقشناها سابقا هنا t.ly/CRdc و هنا t.ly/yXMo اذ حتى لو تم الاقتصار على الأحماض العشرين المطلوبة فيجب أن يأتى ترتيب صحيح من بين كل الترتيبات الممكنة حتى يقوم بوظيفة ما تماما كترتيب الحروف لصناعة جملة مفيدة و هذه لن تكفى لها ملايين السنين كما وضحنا فى الرابط. ثم يجب عليها بعد ذلك التدخل بشكل ما لمنع تفاعل النواتج مع الفورمالديهايد و المياه (التى هى أصلا محلول التفاعل) اذ أنها قادرة على تدمير السلاسل فى فترة قصيرة نسبة الى الزمن الجيولوجى.


K. Dose “Peptides and Amino Acids in the Primordial Hydroshpere” The Origin of life and evolutionary biochemistry: 69, 74


J.F. Walker “Formaldehyde”: 398-404

“Amino Acids” Encyclopedia of Science and Technology, Vol. 1 : 411-424


و قد حاول بعض التطوريين الزعم بأن كون بعض الأحماض الأمينية لها قابلة affinity أعلى للتفاعل مع أحماض أخرى فان هذا قد يكون سببا فى نشأة التسلسلات و الترتيب و بغض النظر عن أن "البعض" لا يفسر "الكل" فان مقارنة هذه القابلية بمتوسط ترتيبات الأحماض الأمينية فى البروتينات أتت بنتائج متعارضة أو بلغة ابسط فى الكثير من البروتينات تترتب الأحماض الأمينية بشكل لا يتفق مع القابلية الأعلى للتفاعل فمثلا يرتبط حمض أمينى باخر ليس هو الأعلى قابلية للتفاعل معه فى حالات كثيرة بعيدا عن النماذج "المنتقاة بعناية" التى يستدل بها التطوريون


R.A. Lol et al., “A statistical examination of self-ordering of amino acids in proteins” Origins of life and evolution of the bioshphere 18: 135-142


B.J. Strait and G.T. Dewey “The shanon information entropy of biologically pertinent peptides” Biophysical Journal 71: 148-155


ناهيك عن أن هذه القابلية غير موجودة لدى حروف الحمض النووى و الرنا


B. Kuppers “On the prior probability of the existence of life” in “The probabilistic revolution” eds. Lorenz Kruger et al., p.64

و الحقيقة أنه بمجرد النظر الى مدى تنوع التسلسلات بين البروتينات و الجينات فان هذه الفرضية تسقط من تلقاء نفسها. باختصار لا يوجد تنظيم ذاتى و لا حتى قابلية أعلى لحدوث التسلسلات المطلوبة عن طريق التفاعلات و العمليات الطبيعية العمياء لا فى البروتينات و لا الحمض النووى أو الرنا


و طبعا يجب أن نذكر أن الأحماض الأمينية ترتبط ببعضها بأنواع مختلفة من الروابط تسمى بالحروف اللاتينية ألفا و بيتا و جاما و ابسلون و تسود الحياة روابط ألفا و لكن التفاعلات العمياء لن تنتقى هذه الروابط دون غيرها عند اضافة حمض أمينى جديد الى السلسلة و ينطبق نفس الأمر على النيوكليوتيدات اذ يمكن أن ترتبط بنوعين من الروابط يتم تسميتهما (3-5) و (2-5) و الحياة تحتاج الى النوع الأول و لكن طبعا التفاعلات العمياء لن تنتقيه خصيصا لنا مع كل نيوكيوتيدة جديدة تضاف الى السلسلة-بل ان روابط (2-5) كفيلة بتثبيط و ايقاف عمل الرنا ذو الروابط المطلوبة ان وجد


P.A. Temussi et al., “Structural characterisation of thermal prebiotic polypeptides” Journal of Molecular Evolution 7, no.2 : 105-110


Richard Dickerson “Chemical Evolution and the origin of life” Scientific American 239, no. 3: 70-87


أثناء ارتباط أى حمضين أمينيين فان أى حمض يرتبط بالسلسلة بشكل عمودى عليها يقضى على أى أمل للسلسلة فى أن تصبح بروتينا وظيفيا لأنها ببساطة لم تعد سلسلة مستقيمة بل أصبحت لها تفرعات جانبية تمنع التطوى و العمل. فى المعامل و التجارب التى تزعم أنها تنتج سلاسل أحماض أمينية فى بيئة تحاكى بيئة الأرض البدائية يتم تعطيل الروابط الجانبية و التفرعات عن طريق تدخل صناعى يسمى protection group بالصاق جزيئات بأى حمض يقبل التفاعل الجانبى لتعطيل هذه الخاصية و لكن فى بيئة الأرض البدائية هل ستقوم الطبيعة بنفس الهندسة التى يقوم بها العلماء لتصميم أحماض أمينية لا تقوم بتفاعلات من الجانب؟



و لا تقتصر النظائر على الأحماض الأمينية فقط فالسكريات carbohydrates أيضا لها نظائر فمثلا السكريات خماسية الكربون (و المطلوبة لتكوين الحمض النووى و الرنا) لها 8 نظائر و سداسية الكربون لها 16 و السكروز له 512 نظير و النيوكليوتيدات لها 16 نظير و هكذا و كل هذه النظائر تنتج فى التفاعلات الكيميائية و مع ذلك "تنتقى" الحياة ما تستخدمه منها و هو ما لا يحدث فى التفاعلات العمياء التى ستتلف منتجاتها بمجرد دخول نظير واحد خطأ و هو أمر حتمى بالنظر الى شيوع هذه النظائر فى الطبيعة و بالتالى يتلف التفاعل و يعود كل شئ الى نقطة الصفر من جديد بعد أن تم اهدار المكونات النادرة (ان كانت موجودة أصلا)



حاول التطوريون الالتفاف حول هذا السيناريو بزعم أن وجود بعض المواد قد يساعد على تكثيف نظائر معينة دون أخرى و قبل الرد أرجو أن تلاحظ أنهم يواصلون اضافة المزيد من المكونات و العناصر التى يجب وجودها فى موقع التفاعلات المزعوم و كأن بيئة الأرض الأولية تعمل تحت أمر فرضياتهم. ان اضافة المزيد من العناصر الى سيناريو غير محتمل ابتداءا لا تخدم قضيتك ما لم تكن تتعامل بطريقة "هى جت على دى" الا أنه عند التدقيق فى الأبحاث وجد أن الأمر يتطلب أضعافا مضاعفة من عوامل التكثيف لتكثيف كمية ضئيلة جدا من المكونات المطلوبة فى شكل أحادى النظائر و نسبة النظائر الأحادية فى الناتج كانت قليلة جدا ببساطة لأن النظائر المختلفة تميل الى بعضها البعض لا الى نفس النظير بل ان بعض السيناريوهات المقترحة مثل Soai reaction تتطلب ظروفا غير ممكنة فى بيئة الأرض الأولى بل و مواد سامة للحياة

Angelo Gacezzotti and Silvia Rizzato "Are racemic crystals favored over homochiral crystals by higher stability or by kinetics? Insights from Comparative studies of Crystalline Stereoisomers" Journal of Organic Chemistry 79: 4809-4816


Gehring T, Busch M, Schlageter M, Weingand D. A Concise Summary of Experimental Facts About the Soai Reaction. Chirality, 2010. 22: E173–E182.


و فى هذا المقطع يشرح خبير الكيمياء جيمس تور كيف توضح نفس الأبحاث التى يستدل بها التطوريون على عملية التكثيف أنها عملية غير فعالة


[نصيحة: ينصح كاتب هذه السطور بشدة بمتابعة سلسلة فيديوهات جيمس تور التى انتقد فيها سيناريوهات أصل الحياة حتى لغير المهتمين بموضوع أصل الخلية الأولى لأنها توضح نموذجا فى منتهى الأهمية لنقد الاستدلال بالأوراق العلمية...ان نفس الأوراق العلمية التى يستدل بها البعض على شئ يمكن أن يراجعها عالم اخر ليستخرج من تفاصيلها الدقيقة و اليات العمل و التجربة فيها ما يخالف الاستدلال أو يطعن فى النتائج أو يتعقب بعض الأوراق الأخرى التى اعتمدت عليها كمصادر ليستخرج مشاكل منها و هو أمر ينطبق على كل المجالات و ليس أصل الحياة فقط و ضربنا أمثلة سابقة عليه فى مراجعة بيهى للأوراق التى استخدمت فى الرد على كتبه فى كتاب منفصل "المصيدة"]


بل انه فى بعض التجارب التى بدات بتركيزات عالية من النظائر المطلوبة انتهت بالوصول الى أخلاط أن طبيعة المكونات كلها تميل الى احداث مزيح مختلط لا مزيج من نظائر منتقاة


Barbara Cohen and Christopher Chyba “Racemization of meteorite amino acids” Icarus 145, no. 1: 272-81

و حتى اذا افترضنا جدلا غياب مشكلة النظائر فان سلاسل السكريات يمكن أن ترتبط ببعضها بعدد عملاق من الطرق المختلفة و لن تفضل الطبيعة الطرق المطلوبة على غيرها. أضف الى كل ذلك أن الطبيعة العمياء لا تعرف متى توقف التفاعلات فهى لن تنتج لك سلاسل بالحجم و الطول المطلوبين ثم تقرر فجأة أن هذا يكفى بل ستستمر و تزيد مما يقود حتما الى هياكل لا معنى لها و لا يمكن أن تصبح وظيفية (طبعا هذا أصلا على فرض أنها ستتفاعل مع المكونات المطلوبة فقط و لن تتفاعل مع أى شئ اخر و هذا بدوره مستحيل)


أما تقوم به تجارب أصل الحياة المزعومة هنا فحدث و لا حرج اذ يتم وضع المدخلات المطلوبة فقط و بنقاء عالى و تركيزات لا يمكن توافرها فى الطبيعة و فى توقيتات محددة و بترتيب دقيق و مزجها و تقليبها بحرص و عدم وضع المكونات الطبيعية الأخرى التى ستتلف التفاعل أو تتداخل معه. يجب ضبط الضغط و التركيز و درجة الحرارة و مستويات الحموضة و ازالة الشوائب و المركبات الجانبية التى تنتج أثناء التفاعل و أحيانا تعريض المزيج للفراغ vacuum و غيرها من العوامل و فى بعض الأحيان يتم تعديل العوامل فى مراحل مختلفة من التجربة كتعريض المزيج لدورات من التسخين و التبريد أو التجفيف و اضافة الماء ثم التدخل لاستخلاص النتائج قبل أن تفسد و هو ما لا علاقة له من قريب أو بعيد ببيئة الأرض الأولى


Alexander Rich and Leslie Orgel in “Origins of life: Proceedings of the first Conference” ed. Lynn Margulis: 183


ان المكونات المختلفة للحياة تتطلب ظروفا متباينة و متعارضة لانتاج كل منها مما يعنى استحالة وجودها فى بيئة واحدة لدرجة أن خلص بعض الباحثين بعد مراجعة الكتابات المختلفة فى هذا الأمر الى أن الطريقة الوحيدة هى وجود عدد من البيئات المتباينة التى تصلها ببعضها التيارات المائية حتى تحدث مثل هذه التسلسلات من الخطوات فى البيئة!!


N. Kitadai and S. Maruyuama “Origins of building blocks of life: A review” GeoScience Frontiers 9, no. 4 : 1117 - 53


باختصار شديد عليك أن تصدق أن الطبيعة قد صنعت محاكاة لأجهزة المعامل و ان لم تصدق فهذا معناه أنك بالتأكيد ترفض العلم بسبب خلفيات أيديولوجية و قناعات مسبقة!!! [لا يبدو نيل توماس الفيلسوف اللاأدرى مبالغا فى كتابه الأخير Taking Leave of Darwin عندما وصف ما ينسبه التطوريون الى الطبيعة بأنه لا يختلف عن تصورات كهنة القبائل البدائية الذين كانوا يعبدون الطبيعة و يقدسون البرق و العواصف و البراكين]


ان محاولة دراسة كل خطوة من تفاعل ما بمفردها قد تكون أمرا علميا صحيحا أما تقديم هذه التجزئة على أنها نموذج لبيئة الأرض البدائية المليئة بالمواد المتفاعلة فخلط يصل الى حد التدليس. ان بعض التفاعلات لن تحدث أصلا فى وجود بعض المواد لأن لها قابلية أعلى للتفاعل مع مدخلات العملية Higher affinity ناهيك عن تلف المنتجات و المدخلات سابق الذكر


4-مشكلة التركيز/التكثيف:


اذا تجاهلنا كل ما سبق و افترضنا جدلا أن بعض المكونات سينجو من كل هذا فيجب أن يتم تركيزها لأنه لكى تكون هناك أى فرصة لاتمام التفاعلات فينبغى ايجاد الية ما لتركيز المكونات الا أن اليات التركيز المقترحة (بغض النظر عن مدى واقعيتها) لن تنتقى المكونات المطلوبة فقط لتركزها بل ستقوم بتركيز الحساء البدائى المفترض كله بما فى ذلك المركبات ذات التفاعلات الجانبية الهدامة بل ان مجرد زيادة تركيز الأملاح العادية سيجعلها منافس أقوى على التفاعل مع الماء و الذوبان فيه و بالتبعية طرد المركبات العضوية من المحلول


Claire Edwin Folsome “The Origin of Life: A warm little pond”: 57-59, 84

و طبعا تأتى المشكلة الأصلية بعد ذلك و هى أن عوامل التركيز التى يتم استخدامها فى التجارب اما أن تكون محاكاة لظروف بيئية غير طبيعية و اما أن تكون مواد كيميائية غير متوافرة فى بيئة الأرض البدائية أو متوافرة بكميات ضئيلة جدا و تركيزات قليلة فلن تحدث فرقا


J. Hulshof and Cyril Ponnaperuma “Prebiotic Condensation Reactions in an Aqueous medium: A review of Condensing Agents” Origins of life 7, no. 3: 197-224


ان أحد أشهر سيناريوهات التركيز هو ما يسمى دورات التجفيف و اضافة الماء wet dry cycle و هذا الى جانب كونه سيناريو غير واقعى خارج المعمل فهو أصلا يقود الى كيمياء مختلفة تماما عن كيمياء الخلية المطلوبة بشكل يتطلب افتراض أن "التطور" قام بتبديل الكيمياء الحيوية للخلية حتى تصبح مثل ما نراه اليوم


If selection on RNA in drying ponds could somehow be made to generate greater complexity, what must it achieve? To make cells that grow and reproduce, RNA must encode metabolism: the network of hundreds of reactions that keeps all cells alive. Modern-day metabolic reactions bear no resemblance to the cyanide chemistry that makes nucleotides in this model. Evolution would therefore need to replace each and every step in metabolism, and there is no evidence that such a wholesale replacement is possible.

Nick Lane & Joana C. Xavier "To unravel the origin of life, treat findings as pieces of a bigger puzzle" Nature 26 February 2024


5-مشكلة المكونات:


تقوم هذه السيناريوهات على وجود الغازات المطلوبة فى بيئة الأرض البدائية خاصة الميثان و الأمونيا و كميات كبيرة من الهيدروجين لتكوين ما يسمى بالمناخ المختزل reducing atmosphere و هو مهم جدا لاتمام التفاعلات المطلوبة الا أن الكثير من الدراسات تشير الى أن مناخ الأرض الأول لم يحتوى على هذه المكونات لا أمونيا و لا ميثان و حتى الهيدروجين حال وجوده لن يبقى فى ظروف الأرض الأولية قبل اكتمال تكون الغلاف الجوى بصورته الحالية و سيهرب من مجال الجاذبية الى الفضاء لخفته


J.S. Levine “The photo-chemistry of the Paleo-atmosphere” Journal of Molecular Evolution 18, no.3 : 161-72


J.C.G. Walker “Oxygen and Hydrogen in the primitive atmosphere” Pure and Applied Geophysics 116, mo. 2-3: 222-231


Richard S. Kerr “Origin of Life: New Ingredients Suggested “ Science 210, no. 4465: 42-43


Linda Garmon “As it was in the Beginning” Science News 119, no.5 : 72-74

J. Brook and G. Shaw “Origin and development of living Systems” : 43, 77


Roger Revelle “On the history of the Oceans” Journal of Marine Research 14 no. 4: 446-661


Heinrich D. Holland “The Chemical Evolution of the atmosphere and Oceans”: 91

K. Kuramoto et al., “Effective hydrodynamic Hydrogen escape from an early earth atmosphere inferred from high accuracy numerical simulation” Earth and planetary Science letters 375: 312-318

Marcel Florkin “Ideas and Experiments in the field of pre-biological chemical evolution” Comprehensive BioChemistry 29 B: 241-242


و قد تمت اعادة تجربة يورى-ميلر الشهيرة بمزيج أكثر واقعية من الغازات ( و ان كان ليس دقيقا لأنه احتوى على الميثان) و جاءت النتائج على حد وصفهم "مخيبة للامال"


Stanley L. Miller and Gordon Schlesinger “Prebiotic Synthesis in Atmospheres containing CH4, CO and CO2: I. Amino Acids” Journal of Molecular Evolution 19, no.5: 376-382


الملفت هنا هو الاستنتاج اللطيف الذى خرجوا به من التجربة "لابد أن غلاف الأرض البدائى احتوى على الميثان"!! برغم كل الأدلة؟!! لماذا؟ ما الذى أسقط الأدلة؟ أن التطور الكيميائى ل يعمل بدونه اذن لابد أنه كان موجودا!!! هذا أسلوب رائع فى الاستدلال كما ترى...ان التطور حقيقة و لتذهب الأدلة الى الجحيم و على الغلاف الجوى أن يحترم نفسه و يضبط مكوناته وفقا للتطور و ألا يكون معاديا للعلم و العلماء!!!


Robert Shapiro “Origins: A skeptic’s guide to the creation of life on Earth”: 112



6-مشكلة الأكسجين:


تعتبر مشكلة الأكسجين امتدادا لمشكلة مكونات الغلاف الجوى الخاطئة التى تعتمد عليها سيناريوهات و تجارب أصل الحياة و لكن يتم افراد الأكسجين فى بند مستقل لأن المشكلة هنا ليست غياب المكونات المطلوبة كالميثان و الأمونيا بل و وجود عامل تدميرى للمركبات العضوية و التفاعلات المطلوبة و هو الأكسجين. من المثير للسخرية أن نفس الأكسجين المطلوب وجوده للحياة مطلوب غيابه أو على الأقل ندرته الشديدة حتى تنشأ الحياة من الصفر دون ااتلاف الأحماض الأمينية و غيرها من المكونات المطلوبة لذا فان كل تجارب و سيناريوهات أصل الحياة تفترض غياب الأكسجين و من الطريف أن البعض يبرر هذه الفرضية بل و يقدمها كحقيقة بحجة أنه اذا وجد الأكسجين فان التطور الكيميائى لن يحدث و بالتبعية التطور البيولوجى لن يحدث اذن فالأكسجين لم يكن موجودا


Carl Sagan and I.S. Shklovskii “Intelligent life in the universe” : 231


J.C.G. Walker “Evolution of the Atmosphere” : 224, 262

S. Fox and k. Dose “Molecular Evolution and the origin of life”: 44-45, 286


هكذا اذن التطور حقيقة علمية و على الغلاف الجوى أن يحترم نفسه و يوفق أوضاعه وفق ما يحتاجه التطور...و لكن هل هذا الاستدلال الدائرى اللطيف صحيحا؟ هل فعلا غلاف الأرض الجوى البدائى لم يضم الأكسجين؟ الاجابة هى لا بل كان يحتوى على الأكسجين


Dustin Trail et al., “The oxidation state of Hadean Magmas and implications for early earth’s atmosphere” Nature 480: 79-82


ان نفس الطاقة الضوئية المطلوبة لحدوث التفاعلات و الموجودة بشكل طبيعى بسبب الشمس ستقوم بتفكيك جزيئات الماء فى المحيطات و بخار الماء فى الجو منتجة الأكسجين


2H2O + hv (ultraviolet light) = 2H2 + O2


و كما جرت العادة يعترض التطوريون بأن هذه السيناريوهات قائمة على افتراضات أولية غير صحيحة الا أن دراساتهم هم أنفسهم تقوم هى الأخرى على افتراضات أولية أقوى أدلتها عادة هى أنها متوافقة مع التطور بل ان الدراسات الحديثة ترجح السيناريوهات المعارضة للتطور اذ وجدت أن النجوم المشابهة للشمس فى مرحلتها العمرية المبكرة كالتى كانت فيها الشمس منذ نحو 4 مليار سنة تبعث الاف الأضعاف من الأشعة فوق البنفسجية مما كان يظن سابقا و هو ما يرجح وجود معدلات من التفكيك الضوئى للماء أعلى بكثير من تصورات التطوريين (تذكر أيضا كيف ناقشنا سابقا التأثير المدمر لهذه الأشعة على المركبات العضوية)


V.M. Canuto et al., “UV Radiation from the young sun and oxygen and ozone levels in the prebiological Paleo-atmosphere” Nature 296 no. 5860: 820


و قد حاول التطوريون الهروب من هذه الحقائق باستدعاء "اله الصدفة" (و الذى يتم ترقيعه بالاسم الفخم Historical Contingency حدث طارئ تاريخى) الى الساحة من جديد اذ زعموا أنه ربما مع بداية تكون الأكسجين تكونت طبقة رقيقة من الأوزون (يتكون من الأكسجين) مضبوطة (بالصدفة طبعا) بدرجة تسمح بحماية المركبات العضوية و تقليل تفكك الماء لكن فى نفس الوقت تسمح بعبور كميات من الأشعة تكفى كمصدر طاقة للتفاعلات الا أن هذا الضبط الدقيق العشوائى الصدفوى تواجهه عدة مشاكل (لا...لا أقصد كونه مجرد قصة بل مشاكل أخرى) أولها أن الأشعة فوق البنفسجية ستقوم بتسريع الأكسدة حتى لو فرضنا جدلا وجود كميات صغيرة من الأكسجين لسبب ما فهى نفس مصدر الطاقة الذى يدفع التفاعلات الأخرى و لن يتم استثناء تفاعل الأكسدة و ثانيها أن هذا الوضع لن يستمر طويلا قبل أن يواصل الأكسجين التكدس فى الغلاف الجوى مدمرا المواد العضوية من جهة و مكثفا طبقا الأوزون من جهة أخرى و بالتالى مقللا الطاقة القادمة من الشمس معنى هذا أن هذه التفاعلات سيكون أمامها فترة زمنية محدودة جدا بالمقاييس الجيولوجية لتنجح و هو ما يتنافى مع الاصرار التطورى الدائم على أن الوقت الطويل سيحل كل مشكلة و يؤدى الى حدوث كل الصدف المطلوبة (طبعا نحن لا نسلم أصلا بهذا الزعم و لكن من باب التنزل)أما اذا افترضنا جدلا أن هذا الوضع لسبب ما قد استمر لفترة جيولوجية طويلة فمعنى هذا أيضا وقت طويل للأكسجين حتى لو كان ينشأ بكميات محدودة لتدمير التفاعلات و للنشاط الاشعاعى المرتفع للشمس للاجهاز على كل المركبات العضوية. أما ثالثها و أهمها فهو أن وجود سمك من الأوزون كاف لحماية المركبات العضوية لا يمكن أن يحدث عند كميات ضئيلة من الأكسجين أصلا


J.H. Carver “Prebiotic atmospheric Oxygen levels” Nature 292: 136-138


S.L. Miller and L.E. Orgel “The Origins of life on the Earth”: 199


و من جديد يحاول التطوريون ايجاد أى ثغرة للالتفاف حول لاامكانية سيناريوهاتهم و من جديد يتصدى لهم العلم اذ زعموا أن وجود رواسب معدنية غير مؤكسدة فى طبقات الأرض القديمة دليل على غياب الأكسجين الا أن الدراسات أثبتت أن سرعة ترسب جزيئات المعادن فى بعض الظروف مقابل مقدار تعرضها للجو قبل الترسب يمكنها أن تؤدى الى وجود رواسب معدنية غير مؤكسدة و أشاروا الى أمثلة عملية من بيئة الأرض الحالية


Simpson and Bowles “Uranium Mineralization of the Witwatersrand and Dominion Reef Systems” Mathematical and Physical Sciences 286, no. 1336: 527-548


D.E. Grandstaff “Origin of the Uraniferous Conglomerates at Elliot lake Canada and Witwatersrand, south Africa: Implications for Oxygen in the Precambrian atmosphere” Precambrian Research 13, no.1: 1-26

بل و ذهبت بعض الدراسات الى أن الأدلة مثل كميات أكاسيد الحديد فى طبقات الأرض القديمة متوافقة مع مناخ غنى بالأكسجين و قد حاول البعض تفسير ذلك بأنه ناتج عن التطور المبكر للتمثيل الضوئى و عارض اخرون ذلك لكن حتى اذا سايرنا المؤيدين فانه كلما تم تبكير التطور المفترض للتمثيل الضوئى تضيق المساحة الزمنية المتاحة لاتمام التطور الكيميائى و لاتمام التطور البيولوجى المطلوب ذاته لانتاج التمثيل الضوئى و يتلاشى المهرب الأهم للتطور و هو طول الفترة الزمنية


Kenneth M. Towe “Early Precambrian Oxygen: A case against photosynthesis” Nature 274, no. 5672: 657


Enrich Dimroth and Michael Kimberley “PreCambrian atmospheric Oxygen: Evidence in the Sedimentary distributions of Carbon, Sulfur, Uranium and Iron” Journal of Earth Science 13, no. 9 : 1161-1185

Charles F. Davidson “NAS Symposium on the evolution of Earth’s Early atmosphere: Geochemical Aspects of Atmospheric Evolution” PNAS 53, no. 6


و هنا بدأت التجارب فى اضافة مواد لمنع تأثير التأكسد و غيرها من التأثيرات التدميرية ثم افترضت "بكل براءة و حياد علمى موضوعى غير متحيز" أن هذه المواد كانت موجودة فى مواقع التفاعلات و كتبت فى نتائجها أنها قامت بمحاكاة ظروف الحساء البدائى و بدأت الكتب تنقل نتائجها بهذه الصيغة بمنتهى البراءة و بمصطلحات عامة اختزالية دون توضيح التفاصيل. من الذى سيعترض على وضع بعض المواد الحافظة على الحساء البدائى؟ بالتأكيد لا أحد!!!


7-مشكلة الاطار الزمنى:


يقدر عمر الأرض بنحو 4.5 مليار سنة و فى المقابل فان أقدم اثار الحياة يتراوح عمرها بين 3.5 الى 3.8 مليار سنة و الكشف الخاص ب3.5 مليار يشير الى 5 أنواع مختلفة من الخلايا "المتطورة" على حد تعبيرهم أى أننا اذا سايرنا الفرضيات التطورية فان هذا الكشف نفسه و ان كان عمره 3.5 مليار سنة يؤيد الكشف الخاص ب3.8 مليار اذ يجب أن تكون الخلايا قد تواجدت لفترة معتبرة من الزمن حتى تتطور و تتشعب أنواعها. فى المقابل يرجح الجيولوجيون أن مناخ الأرض كان ساخنا جدا بطريقة تمنع وجود أى حياة حتى نحو 3.98 مليار سنة مما يترك نحو 170-180 مليون سنة لعملية التطور الكيميائى و هى فترة و ان كانت تبدو كبيرة للانسان لا تساوى شيئا جيولوجيا و لا تكفى بالمرة لحدوث التفاعلات المطلوبة و عندما نضيف أن بعض السيناريوهات المقترحة لتلافى مشاكل أخرى( كسيناريو التطور المبكر للتمثيل الضوئى لتفسير الرواسب المؤكسدة) قد تضيق المدة أكثر


H.D. Pflug “Combined structural and chemical analysis of 3,800 Myr old Microfossils” Nature (280), no. 5722: 483

Joseph Frankl “Stunning Fossil Discovery proves life on Earth began at least 3.5 billion years ago” Newsweek (2017)


M. Schidlowski in “Mineral Deposits and the evolution of the biosphere” : 103

J. Brook and G. Shaw “Origin and development of living Systems” : 78


لاحظ أن بعض الأبحاث تدفع فترة صلاحية الأرض للحياة الى 3.8 مليار سنة مما يلغى تماما أى وقت لحدوث التفاعلات و يعنى أن الحياة ظهرت بمجرد أن أصبحت بيئة الأرض صالحة


Ronny Schoenberg et al., "Tungsten isotope evidence from approximately 3.8-Gyr metamorphosed sediments for early meteorite bombardment of the Earth" Nature 2002 Jul 25;418(6896):403-5


الأسوأ من كل هذا أن بحثا حديثا أرجع السلف المشترك الأول الى 4.2 مليار سنة و جعله خلية معقدة تحتوى على 2600 بروتين و تضاهى فى تعقيدها الخلايا البكتيرية المعاصرة و جزء من نظام بيئى من الخلايا - بعبارة أخرى لديك 300 مليون سنة كحد أقصى لتحدث التفاعلات المزعومة و تنتج ناسخ ذاتى يطور 2600 بروتين الى جانب غشاء الخلية و سائر مكوناتها كنظام التشفير و نظام المناعة كرسبر/كاز الذى استعاره العلماء من البكتيريا لتطوير الهندسة الوراثية و غيرها من الأنظمة


Edmund R. R. Moody et al., "The nature of the last universal common ancestor and its impact on the early Earth system" Nature Ecology & Evolution (2024)


طبعا الحل هو اختراع تبريرات مثل أن تطور الحياة أسهل مما كنا نظن و لا يتطلب وقتا و هذا يعرف كل دارس أنه كلام فارغ لتبرير تعارض البيانات مع التطور. أما اذا سايرنا من يحاولون تمديد الفترة المتاحة فمن جديد نعود للمشاكل السابقة...ان زيادة الفترة لا يعطى الوقت فقط للتفاعلات المطلوبة بل للتفاعلات الهدامة التى تمثل الأغلبية الكاسحة من التفاعلات و التى ستتلف المنتجات (ان وجدت أصلا) لا محالة. أضف الى ذلك أن بعض الفترات و التقديرات المقترحة لأعمار المركبات المطلوبة تعتمد على محاليل ذات وفرة عالية فى المكونات من المستخدمة فى المختبرات و التى يتم الحصول عليها مصنعة و وفيرة بسببب التدخل البشرى بينما اذا أردت أن تحسب زمن بقاء عدد أقل من الجزيئات كتلك التى من المحتمل تكونها فى بيئة الأرض البدائية فان الأرقام ستختلف تماما فمثلا تسلسل الرنا المزعوم المطلوب منه نسخ نفسه بفرض نشأته أصلا سيكون أمامه بضع ساعات فقط و ليس ملايين السنين ليتكاثر و يتطور و يجمع حوله مكونات اضافية للخلية (بفرض نشأتها أصلا و كونها يا محاسن الصدف بجواره) لحماية نفسه و ضمان استمراره



و هنا تظهر لك مشكلة أخرى متعلقة بالوقت و هى من النقاط التى يتم الخلط فيها كثيرا (و أحيانا التدليس المتعمد) فالبعض عادة ما يحاول الايحاء بوجود فترة طويلة لتحدث فيها الأمور (ملايين السنين) و لكنه يتجاهل أن هذه المركبات لها عمر قصير جدا فى مثل هذه البيئة ليس فقط بسبب التفاعلات الهدامة و لكن بسبب قلة الوفرة/عدد الجزيئات المنتجة كذلك و الذى سيجعلها أكثر احتمالا/عرضة للتلف و النفاعلات الهدامة و أنه حتى عبر ملايين السنين فاحتمال نشأتها بالهيكل أو التسلسل الوظيفى المطلوب و استمرارها معدوم و عند مواجهته بالمشكلتان (لاحتمالية النشأة و لااحتمالية الاستمرار) يحلهما بحلين متناقضين لا يمكن أن يجتمعا معا و هو نشأة الجزيئات بوفرة و بندرة فى نفس الوقت!!! فيتحايل على لاحتمالية الاستمرار بافتراض أنها نتجت بكميات كبيرة و بناءا عليه فهناك عدد كبير من الاحتمالات لتهرب بعض تلك الجزيئات من التحلل و الفساد و على لاحتمالية النشأة بأن يقول لك أن كل ما نحتاجه هو تحقق الاحتمال و لو لمرة واحدة فقط singularity event فهو ينتقل أثناء الشرح بسلاسة بين متناقضين نشأتها بوفرة ليبرر بقاءها و نشأتها بندرة ليبرر ضعف احتمال وجودها!


8-الخلاصة: أسطورة الحساء البدائى


يظهر لنا من كل ما سبق أن الترويج لفرضية الحساء البدائى يقوم على كلام انشائى و سيناريوهات غير واقعية تتجاهل تضارب المكونات المزعومة و التفاعلات المطلوبة و مصادر الطاقة المتصورة فنحن لسنا أمام سيناريو ممكن الحدوث أصلا و ما يسمى القدر البيوكيميائى (نشأة الحياة من تفاعلات أولية) ليس قدرا بل ليس ممكنا أصلا


D.E. Hull “Thermodynamics and kinetics of Spontaneous Generation” Nature 186: 693-94


A. Nissenbaum, Dean H. Kenyon and Joan Oro “On the possible role of Organic melanoidin polymers as matrices for prebiotic activity” Journal of Molecular Evolution 6, no. 4: 253-270


كما نبه بعض العلماء أنه اذا وجد الحساء البدائى حتى و لو بتركيز ضعيف فكان ينبغى أن نجد له اثارا من الترسبات العضوية فى طبقات الأرض و لكننا لم نجد شيئا


Lasage, Holland and Dwyer “Primordial Oil Slick” : 53

P.E. Cloud “Atmospheric and Hydrospheric Evolution on the primitive Earth” : 729


Brooks and Shaw “Origins and development of living systems” : 359


و لأن التطور فكر دعائى انتهازى بطبعه فهو سيلعب على وتر عدم معرفة المتلقى بتفاصيل السيناريو و مشاكله ليظهره فى صورة قوية فان لم يفلح فلديه الخطة البديلة "التبذر الشامل" Panspermia و هى فكرة أن الخلية الأولى أو على الأقل مكونتها من أحماض أمينية و خلافه قد وصلت الينا محمولة على النيازك من الفضاء و هذا مجرد هروب الى المجهول فقوانين الفيزياء و الكيمياء لن تختلف فى كوكب اخر و مجرد وجود أحماض امينية أو غيرها من المكونات فى بعض النيازك دلالته لا تختلف عن وجودها هنا على الأرض و فى الحساء البدائى المزعوم فالمشاكل و العقبات هى هى و بمجرد وصول المكونات من الفضاء (اذا صدقنا هذه النظرية) فستواجه نفس المشاكل سالفة الذكر بل ان مشكلة الكميات و التركيزات ستكون أكبر و أشد. أما تصدير مشكلة تكون الخلية ذاتها الى الفضاء فلا يحل شيئا فقد أثبت دراسات على نيزك موريكسون الذى طالما اعتبره التطوريون دليلا على غنى الفضاء بعناصر الحياة و احتمال نشأة الحياة خارج الأرض ثم وصول الخلية اليها أن مكوناته تعانى من نفس المشكلة: عشرات الالاف من المكونات المختلفة و التى طبعا ستتفاعل مع بعضها بكثافة و تفسد أى تفاعل مطلوب


tens of thousands of different molecular compositions, and likely millions of diverse structures...uggests that the extraterrestrial chemodiversity is high compared to terrestrial relevant biological- and biogeochemical-driven chemical space

Schmitt-Kopplin, P., et al., High molecular diversity of extraterrestrial organic matter in Murchison meteorite revealed forty years after its fall. Proc Natl Acad Sci USA. 2010; 107: 2763–2768



أضف الى ذلك ان انتقال أشكال الحياة من كوكب الى كوكب وفق هذه النظرية يعتمد على اليتين. الأولى هى الضغط الاشعاعى radiopanspermia و هذه لا تعمل الا على جسيمات أصغر من 0.2 ميكرون و هذا الحجم فعلا قريب من بعض البكتيريا و العوالق متناهية الصغر و لكنه سيتركها بلا حماية فيقتلها نفس الاشعاع فلا يبقى احتمال الا فيروس محمل على بذرة ضئيلة من المادة الا أن الحياة لا يمكن أن تبدأ بفايروس أصلا لأنه يحتاج الى خلية ليغزوها و يتكاثر


Paul S. Wesson "Panspermia, Past and Present: Astrophysical and Biophysical Conditions for the Dissemination of Life in Space" Space Science Reviews 156(1):239-252


أما الطريقة الأخرى lithopanspermia و التى تعتمد على حركة الأجسام الطبيعية فى الفضاء بعد انطلاقها من الكوكب المصدر بسبب قصف نيزكى مثلا فهى تأخذ وقتا طويلا جدا يصل الى ملايين السنين بين الأنظمة الشمسية المختلفة أو الاف فى قلب المجموعة الشمسية الواحدة و هو زمن ليس من المرجح أن تظل الخلايا حية طواله أو حتى أن يبقى حمضها النووى سليما دون تحلل و قد أشارت الأبحاث التى تمت على كوكب الأرض أن متوسط وقت مغادرة الشظايا الصادرة منه للمجموعة الشمسية قد تصل الى ملايين السنين...هذا زمن مغادرة مجموعة شمسية فقط فما بالك بالوصول الى مجموعة أخرى


R.J. Worth et al., "Seeding Life on the Moons of the Outer Planets via Lithopanspermia" Astrobiology. 2013 Dec 1; 13(12): 1155–1165.


H J Melosh "Exchange of meteorites (and life?) between stellar systems" Astrobiology . Spring 2003;3(1):207-15


Eske Willerslev et al., "Long-term persistence of bacterial DNA" Current Biology VOLUME 14, ISSUE 1, PR9-R10, JANUARY 06, 2004


ثم جاءت فرضيات جديدة...ربما كانت الشظايا المقذوفة تحتوى على بعض المواد التى ساهمت فى حفظ حياة البكتيريا أو حمضها النووى (الان لاحظ مستوى السفه الذى وصلنا اليه خدمة توصيل الحياة مجانا بين الكواكب مع المواد الحافظة - كل هذا للهروب من الحقيقة ثم يزعمون أن المعترضين يتعلقون بغيبيات و خرافات ميتافيزيقية!!!! ان لم تكن كل هذه الكواكب الأخرى و الأزمان الأخرى و الأحداث الأخرى المستحيلة غيبيات فما هى الغيبيات؟؟؟) - و من جيد يأتى العلم بما لا يشتهون اذ أن فترة فعالية هذه المواد الحافظة و تأثرها بظروف الاطلاق فى الفضاء ستجعل تأثيرها المطلوب بلا قيمة


Tim K. Lowenstein et al., "Microbial communities in fluid inclusions and long-term survival in halite" The Geological Society of America (2011): 4-9


و أخيرا يجب أن نذكر هؤلاء بأن هذا الهروب لن يلغى أن كل العوامل التدميرية المذكورة أعلاه ستدخل حيز التأثير بمجرد وصول النيزك المزعوم بالسلامة و دخوله المجال الجوى للأرض كما أن نفس القصف النيزكى الذى تعرضت له الأرض قبل ظهور الحياة عليها كان كفيلا برفع درجات الحرارة بشدة لدرجة تقتل أى حياة و تدمر أى مكونات سواءا كان يحملها أو كانت على الكوكب بالفعل


K. Maher and D. Stevenson “Impact frustration of the origin of life” Nature 331: 612


هذا طبعا ان لم تقم الأشعة فوق البنفسجية بالواجب فى الفضاء قبل الوصول الى الأرض أصلا و بفرض وصولها فانها ستعانى من نفس مشاكل التفاعلات الجانبية و النظائر...الخ. ان مشاكل بيئة الأرض البدائية ستظل قائمة سواءا أردت أن تبدأ بحمض نووى أولا أو بروتينات أولا أو رنا أولا أو دورات استقلابية أولا أو أى شئ أولا. و حتى محاولات البعض للفرار الى الأكوان المتعددة أو نظرية التضخم لمضاعفة الموارد الاحتمالية لا يحل شيئا من جهة لأن هذه النظريات غير مثبتة و لها مشاكلها الخاصة و من جهة أخرى لأن مضاعفة الموارد الاحتمالية قد ينفع فى حل مشكلة التسلسل التى تعتمد على الحظ و الاحتمالات و لكنه لن يعكس قوانين الطبيعة التى تدمر المكونات و النتائج. و فى النهاية عندما تدرك بعض المراجعات أن كل السيناريوهات المقترحة غير عملية و غير واقعية لا تجد أمامها حلا سوى اللجوء لاله الفجوات الشهير "الانتخاب الطبيعى"


We claim in particular that it is untenable to hold that life-relevant biochemistry could have emerged in the chemical chaos produced by mass-action chemistry and chemically nonspecific “energy” inputs, and only later have evolved its dauntingly specific mechanisms (as a part of evolving all the rest of life's features). Instead, we claim, it had to have been launched simple and “specific” and thereafter have been forced by the scythe of natural selection to maintain the necessary specificity standard at each evolutionary increment in complexity. More specifically, all the devices of life, metabolic and structural, must have been invented by it, “in situ,” step by step, and “while in flight,” starting from the simplest possible inputs (e.g., CO2, H2, CH4, NO, etc. see Figure 1) and “learning itself,” by trial and error, which small changes, themselves occurring by chance, were useful: each incremental step in this “evolution by creeps,” complexity-building process necessarily being vetted by the system both for “fitting in” and for “contributing” more utility than cost. Nothing beyond the simple input kit, no “building blocks of life,” could have been imported. The chemical chaos of cometary detritus, for example, could not, in principle, have played a role.

Elbert Branscomb and Michael J. Russell "Frankenstein or a Submarine Alkaline Vent: Who is Responsible for Abiogenesis? Part 2: As life is now, so it must have been in the beginning" BioEssays Volume 40, Issue 8 August 2018


بما أن فوضى التفاعلات الكيميائية فى الحساء البدائى لن تنتج شيئا اذن لابد أنها يد الانتخاب الطبيعى هى التى اختارت المكونات و طورتها فى كل خطوة...هذا الكلام الشاعرى اللطيف لا يسمى تفسيرا علميا و لا يشرح كيف حدث هذا و ما هى الخطوات (ان كانت موجودة أصلا) و كيف حدثت بل و كيف حدثت البداية المحددة النظيفة التى يتحدثون عنها و كيف صنع الانتخاب الطبيعى خلية بدائية أو حتى كيف أعطاها الأنظمة و الهياكل الضرورية بعد نشأتها؟ فى الفصل القادم من تلخيص الكتاب نستعرض أسطورة "الخلية البدائية" و هل هناك فعلا ما يسمى "خلية بدائية" سواءا جاءت من الحساء البدائى أو من الفضاء أم لا؟


[و فى النهاية بقى أن ننوه على أمر مهم جدا...يقدم التطوريون الكثير من السيناريوهات بزعم أن العلم أثبتها أو أنها هى الأقوى بينما الحقيقة أن قوتها و ترجيحها تنبع من مجرد دعمها للتطور فالتطور حقيقة و لذلك السيناريو الذى يرجحه سيناريو قوى حتى لو عارضته أدلة كثيرة و لا يوجد أدنى اعتبار لامكان كون التطور ليس حقيقة...لا يوجد أسوأ من أن تقرأ لعالم يؤكد أن مناخ الأرض البدائى لم يحتوى على الأكسجين أو احتوى على الميثان و الأمونيا برغم الأدلة و حجته فى دعم السيناريو الضعيف الذى وضعه هى أن التطور بالتأكيد حقيقة اذن الظروف المطلوبة له بالتأكيد هى الحقيقية برغم الأدلة...ينتشر هذا النمط الاستدلالى بشدة ليس فقط فى مجال التطور الكيميائى و لكن فى مجال التطور البيولوجى أيضا كما استعرضنا سابقا فالأحافير المعقدة التى تظهر قبل أسلافها يتم افتراض وجود الأسلاف دون العثور عليهم t.ly/seld و البيانات الجينية التى تتعارض مع الأشجار يتم اعتبارها خطأ t.ly/m8WG و المعادلات الرياضية التى تثبت استحالة حدوث السيناريوهات التطورية بالتأكيد خطأ حتى لو لم نعثر فيها على موضع الخلل لأن التطور حقيقة أو يتم اختراع سيناريوهات و فرضيات غير منطقية لاستيعاب الأدلة الجديدة حتى لو كانت فرضيات غير ممكنة الحدوث و غير منطقية كاعادة توصيل الدوائر الجينية t.ly/KyuU و الدمج/الاختيار المشترك t.ly/giEd و النشوء القفزى للجينات t.ly/ppdE تماما كما كان أنصار نموذج مركزية الأرض الفلكى يرسمون المزيد و المزيد من المدارات حول الأرض لاستيعاب البيانات الجديدة مع الحفاظ على الفكرة المركزية و بكل أسف يتم ترويج هذه السيناريوهات على ضعفها و تهافتها و لا معقوليتها الى الناس على أنها السيناريوهات المرجحة علميا دون أن يعرفوا أنها رجحت علميا بسبب التطور ثم أصبحت تستخدم للتدليل عليه فى نموذج مثالى للاستدلال الدائرى: ان التطور صحيح لأن هذه السيناريوهات هى الأرجح و هذه السيناريوهات هى الأرجح لأن التطور صحيح...لقد نجحت الفلسفة اللاغائية فى السيطرة على العلم و تحويل السؤال ضمنيا من "كيف نشأت الحياة و المخلوقات؟" الى" كيف أنشأت الطبيعة الحياة و المخلوقات بلا غاية؟”...يعيدنا هذا الى المقولة التى بدأنا بها من كتاب القدر البيوكيميائى: نحن لا نسمح بدخول عنصر من خارج الطبيعة ليبدأ الحياة ثم ينسحب...قائل هذه الجملة هو دين كنيون الذى هداه العلم و البحث عن الحقيقة الى التراجع عنها و التوقف عن الدوجمائية و هو الان مع مدرسة التصميم الذكى و لكن لا يزال الكثيرون يبنون الفرضيات المستحيلة لمجرد الابقاء على هذه الجملة “عدم السماح بما هو من خارج الطبيعة” و أنا لا أفهم حقا كيف يتخيل شخص أنه سيقرر لما هو خارج الطبيعة ما الذى يفعله أو لا يفعله...الا أن هذه الجملة فى الواقع صحيحة جدا...لا يوجد عامل من خارج الطبيعة بدأ الحياة ثم انسحب لأنك لو نظرت بتمعن الى النقد المقدم لاليات التطور ستدرك أنه لم ينسحب أبدا]


update: recent series by Dr. Tour reviewing some of the more recent papers claiming a hands-off approach to origins of life






215 views0 comments

Comments


Commenting has been turned off.
Post: Blog2_Post
bottom of page